محليات لبنانية
قالت الصحف: تلقيح النواب .. تهديدات إسرائيلية .. ومعلومات عن لقاء بخاري وشيا حول الحكومة
الحوارنيوز – خاص
جمهورية أم عصفورية؟
رغم كل الأزمات المستعصية والتحديات الوجودية والتهديدات الخطيرة، تستمر قوى النظام الطائفي في لعبة عضّ الأصابع ومواصلة الاشتباك السياسي – الطائفي حيال الحصص والضمانات.
توزعت افتتاحيات صحف اليوم على ثلاثة محاور: تلقيح النواب خارج الاستراتجية التي أقرتها المنصة الوطنية للتلقيح. تهديد العدو الاسرائيلي للبنان، وقضية الحكومة العالقة والتي خرقها أمس لقاء سعودي – أميركي في بيروت، له أبعاد تتجاوز اللقاءات التقليدية للسفير السعودي وسيكون له تتمة وفقا لما قالته السفيرة الأميركية!؟
- صحيفة “النهار” عنونت:” ذروة الفضائح: تهريب اللقاح للسلطة والنواب” وكتبت تقول:” إذا كان سجل السلطة اللبنانية والطبقة السياسية لا يحتاج الى مزيد من الاوصاف بعدما انفجر لبنان بأشد الازمات والكوارث التي تضربه منذ عامين بسبب رئيسي اول هو الفساد، فان طابع المفاجأة ينتفي عن تفجر الفضائح تباعاً على أيدي هذه السلطة وهذه الطبقة. لذا لم يكن غريباً ان تصدق توقعات الكثيرين بان عمليات التلقيح ضد كورونا ستشوبها عيوب المحسوبيات وثغرات انعدام الشفافية خصوصا وسط الشح التي تتسم به عملية تسليم دفعات اللقاحات أسبوعيا “بالقطارة” الامر الذي يفاقم احتمالات اختراق الالية التي وضعت بمراقبة البنك الدولي بصفته الجهة الممولة للقاحات. غير ان ما لم يذهب كثيرون الى توقعه حصل أمس في فضيحة مدوية لعلها الأسوأ اطلاقاً في ابراز صورة مهينة لدولة ”تهرب” اللقاحات من امام مواطنيها بطريق انتهاك الالية التي يفترض انها حاميتها والساهرة على تنفيذها، فاذا بالمفارقة الأشد سلبية على الاطلاق ان تتظهر امام الرأي العام الداخلي وعيون الجهات المالية والصحية الدولية صورة الخرق الأكبر للآلية في مجلس النواب وقصر بعبدا! والانكى من ذلك ان الفضيحة انكشفت أولا لدى البنك الدولي نفسه الذي كان اول من تبلغ المعلومات عن تلقيح نحو 16 نائبا في مجلس النواب الذي ”استدعوا” اليه خلافا لكل معايير وإجراءات الآلية الرسمية ومن ثم تكشف الجزء الثاني عبر تسرب المعلومات عن عملية تلقيح جرت في قصر بعبدا، وشكلت فريقاً واسعا الى جانب رئيس الجمهورية وزوجته. أخطر ما أدى اليه انكشاف هذه الفضيحة انها هددت عمليات التلقيح بعد عشرة أيام فقط من انطلاقتها من خلال تهديد البنك الدولي بشكل جدي بوقف تمويل اللقاحات. واذا كان رئيس اللجنة الوطنية للقاح ضد كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري أرجأ استقالته الى مساء اليوم راهنا موقفه بموقف توضيحي حاسم يفصل الأمور بدقائقها، فيمكن القول ان هذه الفضيحة جاءت “لتتوج” سمعة أسوأ سلطة بإحدى اخطر ما اقترفته الجهات المتورطة في فضيحة من شأنها ان تهدد بحرمان اللبنانيين او الكثيرين منهم من اللقاح وتفاقم كارثة الانتشار الوبائي الذي لا يزال على مستويات عالية جدا من الخطورة.
- صحيفة “الجمهورية” عنونت:” فساد التلقيح يطغى على التأليف.. وحراك سعودي يستعجل “حكومة قدرة” وكتبت تقول:”فيما بَدا أنّ فساد المنظومة السياسية بدأ يطاول التلقيح ضد وباء كورونا، لم يسجل أمس اي تطور ايجابي ملموس على جبهة الاستحقاق الحكومي، واستمرت السلبيات هي الطاغية عليه رغم الحراك الداخلي الخفي او المعلن، وكذلك رغم الجولات الخارجية للرئيس المكلف سعد الحريري الذي يبدو انه يتجاوز فيها التأليف الى المرحلة التي ستبدأ بعده. في وقت اكد معنيون بهذا الّاستحقاق الدستوري انه ما زال يراوح مكانه وانّ لقاء جديداً مرتقباً بين الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون يمكن ان يبنى عليه لاستعجال الولادة الحكومية التي دارت حولها توقعات متفائلة في الايام القليلة المنصرمة رغم السجال المستمر بين تيار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر”.
أبدت اوساط سياسية استهجانها للمراوحة المتواصلة في الملف الحكومي على وقع التحلل المستمر في الدولة، مشيرة الى انّ مبادرة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لم تتمكن من كسر الجمود، بل حاولت أن ترمي المسؤوليات على الآخرين عبر اقتراح إقرار الإصلاحات قبل تشكيل الحكومة، وكأنه اراد بذلك أن يسدد الكرة الى ملعب المجلس النيابي ورئيسه، في حين انّ هناك فصلاً بين الامرين. وبالتالي، فإنّ الربط بين الإصلاحات والحكومة هو مفتعل وغير مبرر.
ونبّهت الاوساط الى انّ إمعان المعنيين في المكابرة والانفصال عن الواقع سيؤدي الى الانزلاق شيئاً فشيئاً نحو انهيار غير منظم، إذ بدلاً من ان نهبط الى الهاوية بنحوٍ متدرج يقلّل من حجم الاضرار ويسمح بالصعود منها مجدداً، يتعاظم الخوف من ان يصبح انهياراً فوضوياً، تكون كلفته هائلة ومعالجته شديدة التعقيد.
اللقاحات والهم الحكومي
وكانت الاوساط المعنية في بعبدا قد انشغلت أمس باللقاحات ضد وباء كورونا التي أجريت في القصر الجمهوري ومجلس النواب، ولم تعر الاستحقاق الحكومي اي اهتمام وسط صمت يوحي بكثير من الشلل الذي اصاب معظم الوساطات الخارجية والداخلية التي بقيت في الكواليس السياسية والديبلوماسية في ظروف من الصعب الحديث عنها في العلن او اعتبارها قابلة للتطبيق نتيجة القطيعة الشاملة التي تسببت بها المواقف المتشنجة الاخيرة.
في بيت الوسط
وفي “بيت الوسط” لم يسجل للحريري العائد من ابو ظبي اي نشاط علني يتناول الازمة الحكومية. وتحدثت مصادره لـ”الجمهورية” عن ”انّ الجمود ميزة المرحلة الحالية، وليس هناك اي منفذ الى اي مخرج للمأزق القائم”.
واكدت اوساط قريبة من “بيت الوسط” لـ”الجمهورية” انّ الحريري متمسك بموقفه بتأليف حكومة من 18 وزيرا من الاختصاصيين غير الحزبيين وفق المبادرة الفرنسية، وانّ كل ما يطرح خلاف ذلك هو غير صحيح. واعتبرت “انّ ما تم ترويجه اخيراً هو “مشروع مشكلة” ولا يقدم اي حلول، وينم عن سوء نية”.
ونفت المصادر نفسها حصول اي اتصال بين باريس و”بيت الوسط”، وقالت انّ الحديث عن اتصالات أجراها موفد الرئيس الفرنسي باتريك دوريل بالحريري هي “مجرد خبر خاطئ لا اساس له من الصحة”.
تحرّك بخاري
والى ذلك، وفي اطار تحركه الديبلوماسي الناشط منذ عودته من الرياض أخيراً، التقى سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد بن عبدالله بخاري أمس في مقر إقامته في اليرزة، السفيرة الأميركية دوروثي شيا، وتناول البحث خلال اللقاء “مجمل المستجدات السياسية الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية إضافة إلى موضوعات ذات اهتمام مشترك”. وأكد بخاري “ان موقف المملكة العربية السعودية، يشدد على التزامها بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وخصوصاً على ضرورة الإسراع في تأليف حكومة قادرة على تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني”، وذلك بحسب معلومات رسمية وزّعتها السفارة السعودية بعد اللقاء. وتوقفت مراجع ديبلوماسية وسياسية عند اللقاء بين بخاري وشيا. وقالت لـ”الجمهورية” انه لقاء استثنائي في توقيته ومضمونه، فهو وإن جاء في اطار اللقاءات التي يعقدها بخاري فإنه يعطي حركته أبعاداً تتخطى اللقاءات التي اجراها مع بقية السفراء العرب والغربيين للتشاور في مختلف التطورات على الساحة اللبنانية، خصوصاً انهما دخلا في تفاصيل الازمة الحكومية في اعتبارهما من المهتمّين بالمقدار عينه بهذا الملف”. وأكدت هذه المراجع انه سيكون لهذا اللقاء تتمة، وانّ بخاري وشيا اتفقا على التشاور المتواصل في المرحلة المقبلة.
- صحيفة “الاخبار” خصصت افتتاحيتها للتهديد الإسرائيلي للبنان وكتبت تقول تحت عنوان:” رسالة الرد بالمثل وصلت: إسرائيل تهدد لبنان ومدنييه .. لطمأنه مستوطنيها”:” عندما يتعذّر عليك أن تواجه عدوك، للصعوبة أو للكلفة والأثمان التي تتوقعها في المقابل، فالجأ إلى ردعه عبر تهديد مدنيّيه. هذه هي حال العدو الإسرائيلي في مواجهة حزب الله والساحة اللبنانية، حيث التهديد يعقب تهديداً، وإن كان هذه المرة خدمة لطمأنة المستوطنين بعد معادلة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله: “الرد بالمثل وإن على المدنيين“.
هذا ما صدر عن وزير أمن العدو بني غانتس خلال جولة “تفقدية” للمنطقة الشمالية وتحديداً الفرقة 91 في الجيش الإسرائيلي، عاين خلالها الإجراءات والتدابير المتّخذة شمالاً في مواجهة لبنان. تخلل الجولة لقاء خاص، هو كما يبدو هدف الجولة، مع رؤساء السلطات المحلية الأعضاء في منتدى خط المواجهة على الجبهة الشمالية، التي يقدَّر أن تدفع أثمان أيّ مواجهة محدودة أو واسعة، مع حزب الله. ولفت حضور مساعد وزير الاستيطان آفي روئيه ورئيس وحدة الاستيطان وقائم مقام هيئة الإغاثة الوطنية نوحي مندل.
ولم يجد غانتس سبيلاً لطمأنة المستوطنين، إلا عبر إطلاق تهديدات موجّهة إلى لبنان واللبنانيين، في إطار رده غير المباشر على معادلة “الرد بالمثل” التي سُمع صداها جيداً في الكيان الإسرائيلي. وقال غانتس:”التقيت اليوم بسكان خط المواجهة هنا. صهاينة حازمون ومحبون لبلدهم. سنستمر في دعمهم ودعم هذه المنطقة الجميلة، وسنعطي أولوية لتحصين الشمال الذي هو جزء من قوتنا مقابل أعدائنا”. وأضاف: “إذا تحولت تهديدات نصر الله إلى أفعال، النتيجة ستكون مؤلمة لحزب الله ولقادته، ولأسفي أيضاً للمواطنين اللبنانيين“.
في الموازاة، جاءت تهديدات كادت أن تكون متطابقة، صدرت عن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، من دون أن يسمّي حزب الله ولبنان بالاسم. والتطابق هنا لافت وذو دلالات: “لن نساوم على تطوير صواريخ عالية الدقة في سوريا ولبنان. هناك من يهدّدنا بدفع ثمن مؤلم في إطار المواجهة، فإن تحققت تلك التهديدات، فسيكون ردّنا حاسماً بعشرات الأضعاف“.
وكي لا ندخل في تشويشات قد تتسبّب بها التهديدات، من المفيد التأكيد على أنها واحدة من أخريات سبقت ما ورد أمس على لسان غانتس ونتنياهو، ومن أخريات ستعقبها أيضاً، وإن جاءت هذه المرة في سياق تهديد مقابل تثبيت معادلة “الرد بالمثل” على أي اعتداء إسرائيلي في لبنان، يتعلق تحديداً بالاعتداء على المدنيين اللبنانيين. أي أنها تأتي في سياق طمأنة المستوطنين أكثر من كونها تهديداً يتعلق بأفعال “إسرائيل” ومؤشراً عليها.