قالت الصحف: تفعيل تصريف الأعمال في الجمهوريات اللبنانية
الحوارنيوز – خاص
مع غياب المؤشرات الفعلية على تقدم ملف تشكيل الحكومة بدا مشهد تفعيل تصريف الأعمال في المؤسسات الدستورية الثلاث، رئاسة الجمهورية، المجلس النيابي والحكومة، أننا أمام تفعيل الأعمال في جمهوريات ثلاث لا يربط بعضها البعض سوى الوفود الأجنبية التي تزور الرؤساء الثلاثة بالتتابع!
- صحيفة النهار عنونت: “القطيعة” تكرس تفعيلاً واسعاً لتصريف الأعمال
وكتبت تقول: مع ان القضايا والأزمات الاجتماعية تقدمت المشهد الداخلي في مطلع الأسبوع الجديد بما يعكس اشتداد السباق الحار بين الأولويات الاجتماعية الضاغطة والاستحقاقات السياسية والدستورية المتعاقبة، لم تمرّ معالم القطيعة التي تطبع العلاقة بين رئاستي الجمهورية وحكومة تصريف الاعمال مرورا عاديا، نظراً الى التداعيات السلبية التي ترخيها على مجمل واقع الدولة في هذه المرحلة الحرجة. فمع عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى مزاولة نشاطه في السرايا، وعدم حصول أي تطور في شأن معاودة المشاورات المباشرة بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون حول ملف تأليف حكومة جديدة اكتسبت التقديرات التي ترجح تعذر تشكيلها خلال الفترة المتبقية من العهد العوني صدقية أكبر، ولو ان المواقف الرسمية لا تزال تردد شكلا وعلنا لازمة التشديد على تشكيل حكومة جديدة خلافا لما يجري في كواليس عرقلة عملية التأليف. ولفتت أوساط معنية برصد مؤشرات ازمة التأليف تعمق ظاهرة القطيعة بين بعبدا والسرايا في حين لا يمكن الاعتداد بخطوط انفتاح بين بعبدا وعين التينة ولو ان هدنة تسود بينهما راهنا. هذا الواقع دفع الاوساط المذكورة الى توقع حالة سلطوية شديدة السلبية عند مشارف العد العكسي لبدء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي، بما يعني في اقل الاحتمالات ان مناخات المعركة الرئاسية بدأت تطغى على كل الأولويات الداخلية وان تداعيات هذه المناخات لن توفر كل اركان السلطة الراهنة من الاهتزازات المبكرة. ولم يكن الانكباب امس على معالجة الحكومة المستقيلة لمجموعة ملفات مختلفة سوى دليل على الاتجاه الى تفعيل وضع تصريف الاعمال.
في أي حال لم تغب حالة البلبلة والتخبط التي تطبع وضع اركان السلطة عن اطلاقهم مواقف متفرقة من الملفات المطروحة لا سيما منها ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل في وقت عاد “حزب الله” الى إطلاق مسيّرة جديدة في اتجاه الأجواء الإسرائيلية بما قد يعكسه هذا التطور من ابراز للتناقض المستمر الذي يطبع موقف الدولة من ملف الترسيم. وكان الرئيس عون قد شدد قبل ساعات من اعلان إسرائيل اسقاط مسيّرة جديدة لـ”حزب الله”، وخلال استقباله وفد “مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان” الذي جال ايضا على عين التينة والسرايا، على “ضرورة تشكيل حكومة جديدة تتابع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي”، داعيا الى “عدم التأخير في ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والمحافظة على استقرار الحدود”. ورأى أن “الأحداث الراهنة هي نتيجة واقع سبّب عقماً في عمل المؤسسات وامتناع المسؤولين لسنوات عن معالجته”. ومن جهته قال رئيس مجلس النواب نبيه بري للوفد الاميركي: “لم يعد من وقت للمماطلة والتأخير في ترسيم الحدود البحرية والسماح للشركات التي رست عليها المناقصات بمباشرة عملها، ولا مبرر على الاطلاق لهذا التأخير او المنع”. اما الرئيس ميقاتي الذي عاد أمس الى السرايا فالتقى السفيرة الفرنسية آن غريو أن غريو، وأجرى معها جولة أفق تناولت الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، كما إجتمع مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا، وعرض معها الملفات الثنائية لا سيما ما يتعلق منها بموضوع الوساطة الأميركية لترسيم الحدود اللبنانية البحرية.
· صحيفة الديار عنونت: «الترسيم» يتحرّك على ثلاث جبهات.. «إسرائيل» تتحسّر على الفرصة الضائعة وتخشى التصعيد؟
«تقسيم» بيروت لن يمرّ في البرلمان.. وميقاتي لن يزور بعبدا قبل تراجع عون عن شروطه!
وكتبت تقول: فيما بشر وزير الاقتصاد اللبنانيين برفع قريب للدعم عن «الرغيف»، وبينما تعيش الدولة شللا في القطاع العام، وتعثرا في تشكيل الحكومة، لم يكن ينقص البلاد الغارقة في مستنقع «المياه الآسنة» سياسيا واقتصاديا، الا دخول اقتراح تقسيم بلدية بيروت طائفيا على خط الازمات، وهو ما اثار حساسيات طائفية ومذهبية دفعت بمفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان الى الاعلان عن رفض العودة إلى منطق «الشرقية والغربية».
في هذا الوقت عاد رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي الى بيروت، بعد عطلة طويلة لمناسبة عيد الاضحى، لكنه لم يسلك طريق القصر الجمهوري، في مؤشر على عدم النجاح في تفكيك «الالغام» التي تعيق التشاور في التشكيلة الحكومية.
في هذا الوقت «يطبخ» الاستحقاق الرئاسي على نار هادئة دون استعجال من قبل القوى السياسية التي تنتظر التطورات الاقليمية والدولية علها تساعد في فرز الاسماء، فيما العمل داخليا يجري على خطين: الاول «حرق» بعض الاسماء المتداولة، والخط الثاني محاولة توحيد الجهود وراء مرشح واحد لدى كلا «المعسكرين»، وهو امر ليس متاحا بعد.
وفي انتظار نتائج جولة الرئيس الاميركي جو بايدن، والقمة الثلاثية السابعة بين رؤساء ايران وروسيا وتركيا اليوم، لا يزال ملف «ترسيم» الحدود البحرية في صدارة الاهتمامات والمتابعات في «اسرائيل» بعد دخول حزب الله على «الخط» بمسيّراته التي جالت احداها بالأمس فوق الاراضي الفلسطينية المحتلة. وفي هذا السياق تخشى القيادات «الاسرائيلية» من تطور دراماتيكي على الحدود، فيما يجري الحديث عن ضياع فرصة استغلال وجود الرئيس الاميركي جو بايدن في المنطقة للتوصل الى تسوية في هذا الملف.
«الترسيم» على ثلاث جبهات
تحرك ملف «ترسيم» الحدود البحرية بالأمس على ثلاث جبهات: في بيروت التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي السفيرة الاميركية دوروثي شيا، وكذلك السفيرة الفرنسية آن غريو، حيث جرى البحث في هذا الملف. فيما جال وفد اميركي على الرؤساء الثلاثة الذين أكدوا انه لم يعد هناك اي تبرير لعدم انهاء هذا القضية. ووفقا للمعلومات، لم تحمل شيا جديدا الا التأكيد ان الملف موضع متابعة من قبل بلادها، وسيزور «الوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين بيروت قريبا لنقل التصورات «الاسرائيلية» حيال التسوية اللبنانية المقترحة، دون ان تنسى الاعتراض على ما تسميه تصعيد حزب الله الميداني الذي يهدد «فرص» التوصل لاتفاق، حسب زعمها.
ميدانيا حضر الملف مجددا مع اعلان «الجيش الاسرائيلي» اسقاط طائرة مسيّرة تابعة لـحزب الله اجتازت الحدود من لبنان، وأوضحت الاذاعة «الاسرائيلية» أن المسيّرة تحمل كاميرا يبدو أنها قامت بتصوير جوي وتسجيل في الأراضي «الاسرائيلية»، مضيفة أنها لم تصب بأذى مما سيمكن «الجيش الاسرائيلي» من معرفة المهمة التي نفذتها.. وتعتبر هذه الخطوة برأي مصادر متابعة، اختبارا جديدا لوسائط الدفاع الجوية للعدو الاسرائيلي من قبل المقاومة، «ورسالة» جديدة تثبت عدم التهاون في هذا الملف، الذي سيذهب فيه حزب الله حتى النهاية.
الفرصة الضائعة
في هذا الوقت، حضر الملف بقوة على الجبهة الثالثة في «اسرائيل»، حيث اقرت صحيفة «يديعوت احرنوت» بان تسوية هذا الملف بيد الرئيس بايدن الذي لم تحقق زيارته الى المنطقة شيئاً يذكر، وكان بإمكانه ان ينهي هذا الملف. وبحسب مصادر مسؤولة، فان «إسرائيل» فوتت فرصة كبيرة لوقف التهديد العسكري الأهم المتمثل بحزب الله الذي طوّر قدرة مبهرة، وهو مستعد لفتح حرب في كل لحظة.
ولفتت الصحيفة الى ان المفاوضات حول الترسيم تسير ببطء منذ سنوات عديدة، وكان يمكن إقناع بايدن بالتوجه علناً إلى الرئيس اللبناني والشعب اللبناني ليقول ما يأتي: «الولايات المتحدة أجبرت إسرائيل على الموافقة على خط الحدود البحرية الذي تقدمتم به، والآن أتوقع من حكومة لبنان أن توقع مع إسرائيل على هذا الخط. إذا فعلتم ذلك ستبدؤون بإنتاج الغاز في مصلحة مواطني لبنان. وأكثر من هذا، أنا، رئيس الولايات المتحدة، سأؤثر في شركات أميركية لتنفيذ التنقيبات لكم. لكن إذا رفضتم فسأمنع عنكم كل مساعدة من الغرب، بما في ذلك صندوق النقد الدولي». فتصريح علني كهذا من جانب الرئيس الأميركي كان برأي «يديعوت» «سيجبر حزب الله على إيقاف تهديداته، وكان من السهل على اسرائيل إقناع الرئيس الأميركي بإصدار مثل هذا التصريح، لأنه يتناسب والمصلحة الأميركية ايضا. لكن هذا لم يحصل وهو خسارة كبيرة»…
التصعيد وحرب الاستنزاف!
بدورها، نقلت صحيفة «هارتس» عن مسؤول رفيع المستوى تحذيره من خطورة المرحلة الراهنة الاكثر حساسية منذ حرب العام 2006. ووفقا للصحيفة «منذ دخول وقف إطلاق النار إلى حيز التنفيذ في 14 آب 2006 تجري العلاقات بين الطرفين في إطار قواعد اللعب والردع المتبادل، ولكن الطرفين الآن في أزمة متدحرجة تنطوي على خطر ملموس للتصعيد». واعتبرت الصحيفة «ان النزاع الحالي يحمل طابع الأزمة بسبب اندماج تهديد حقيقي وضغط الوقت، وخطر تبادل لكمات قد يخرج عن السيطرة. كل ذلك يحدث في الساحة البحرية التي لم يعتدها الطرفان. ولهذا ربما سيفضل حزب الله في الفترة القريبة المقبلة فرض حرب استنزاف على إسرائيل في محاولة للتشويش أو وقف تشغيل المنصة، دون التدهور إلى مواجهة واسعة». وبرأيها سيصبح حقل «كاريش» كنوع بحري معادل لمستوطنات غلاف غزة. وخلصت الصحيفة الى القول « نصر الله يسعى إلى فرض تغيير على سياسة إسرائيل دون الانزلاق إلى حرب. ولكن إذا حكمنا على الأمور حسب رسائله العلنية، فإن عدم رغبته في إحداث اشتعال لن يمنعه من المخاطرة بالمواجهة»، برأي الصحيفة، التي تنصح «صناع القرار في إسرائيل بوضع أهداف استراتيجية واقعية، ويأخذوا في الحسبان أن حزب الله قد يفرض على إسرائيل البحث عن بدائل مثل استنزاف محدود أو مواجهة عسكرية تنعكس على كل المنطقة».
عودة «الشرقية والغربية»؟
في هذا الوقت دخل مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، عقب عودته من مكة المكرمة بعد أدائه مناسك الحج، على خط الطروحات بتقسيم بلدية بيروت، واصفا ما يردّده البعض بانها مشاريع همايونية، معتبراً أنّ «هذه إرهاصات تنذر بما لا يُحمد عقباه، ولا يمكن أن تمرّ، لأنّ التقسيم هو عودة إلى شرقية وغربية في بيروت، وهذا أمر مرفوض شكلاً ومضموناً ويهدّد العيش المشترك الإسلامي – المسيحي الذي حافظنا وسنحافظ عليه مهما كان الثمن.
كلام دريان جاء قبل أقل من سنة على موعد الانتخابات البلدية، حيث برزت إلى الواجهة مطالبات بعض الأحزاب، لا سيما المسيحية منها، بتقسيم بلدية بيروت إلى بلديتين، على غرار ما هي مقسمة في الدوائر الانتخابية، بين بيروت الأولى وتضم مناطق الأشرفية، والصيفي، والرميل، والمدور والمرفأ، وبيروت الثانية التي تضم مناطق ميناء الحصن، والباشورة، ورأس بيروت، والمصيطبة، وزقاق البلاط، والمزرعة وعين المريسة.
هذا المطلب وما يرافقه من هواجس طائفية، يعبر عنه، بشكل مباشر أو غير مباشر، نواب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب»، وكذلك «التيار الوطني الحر» الذي تقدّم قبل أيام نوابه باقتراح قانون لاستحداث البلديتين، لكن هذا الاقتراح يعارضه حزب الله و”حركة امل” ونواب «التغيير». ودخل «تيار المستقبل» بقوة بالأمس على خط الرفض من خلال تغريدة لأمين عامه احمد الحريري الذي غرد قائلا: «ما حدا أكبر من بيروت. باقية واحدة موحّدة في وجه التقسيميين الجدد. تعلّموا من الماضي والحاضر، بيروت أكبر من تقية وعنصرية قوى وتيارات لا تتفق إلا على التقسيم وضرب قواعد العيش المشترك»، أضاف: «قبل الانتخابات كنتوا عم ترشحوا زيت الوحدة والعيش الواحد. شو عدا ما بدا»؟
· صحيفة الأنباء عنونت: رسالة واحدة من الموفدين الى بيروت.. ودعوة من جنبلاط لعدم الاستسلام
وكتبت تقول: ملف ترسيم الحدود البحرية لا يزال يراوح مكانه، فيما المسيّرات من الجانب اللبناني، وحتى ليل أمس، كانت لا تزال تستمر بتوجيه الرسائل التصعيدية خلافاً للأجواء التي يجب أن ترافق المفاوضات، لتواصل الدولة صمتها مجددة التأكيد أنها ليست صاحبة القرار. المشهد هذا عبّر عنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بشكل واضح وصريح، مؤكداً أنه “طالما لم نتوصل إلى وضع خطة دفاعية، حيث يصبح لاحقاً سلاح حزب الله بالتنسيق مع الدولة اللبنانية وتحت إمرة الدولة، نعم قرار الحرب والسلم مع حزب الله وإيران، وربما دخلنا في الحرب الروسية الأوكرانية لأن كلام السيد حسن نصرالله كان واضحا، “لا للغاز في البحر الأبيض المتوسط”، ما يعني أنه يجيب الغرب ويقول لن تستطيعوا أن تعوضوا نقصان الغار الروسي من البحر الأبيض، إسرائيل أو غيرها من المواقع، ولبنان ذهب مع الريح”.
إلا أن جنبلاط وجّه دعوة للصمود والتحدي رغم سواد المرحلة التي يعيشها اللبنانيون، ورغم اعترافه بأن “لا أفق”، لكنه شدد على “وجوب ألا نستسلم كما يفعل بعض مراكز الأبحاث في أميركا التي تقول إن “لبنان بيد حزب الله”، نعم قرار السلم والحرب بيد حزب الله، لكن هناك لبنانيين ليسوا أبدا مع هذا التوجه والدليل ما جرى في الانتخابات”.
في هذه الأثناء، البلد غارق في أزماته وأبواب الفرج ما زالت موصدة اقتصادياً ومعيشياً وحكومياً، ويتصدّر إضراب القطاع العام المشهد الداخلي في ظل الشلل الذي يسيطر على كل مفاصل الدولة. وفي هذا السياق ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي اجتماعاً وزارياً لوضع حد للإضراب وقد تم إقرار العديد من الخطوات التي تنتظر موافقة الموظفين عليها كي تسلك طريقها الى التنفيذ بعدما تم ربط التقديمات الجديدة من مساعدة اجتماعية ورفع بدل النقل بشرط أساسي وهو تأمين حضور لمدة يومين أسبوعياً للموظف.