سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف: تصعيد خليجي ومحاولات لبنانية ودولية لإحتواء الأزمة
الحوارنيوز – خاص
ما زال الموقف السعودي على تشدده وشروطه من لبنان كدولة وحكومة، لا بل هو آخذ بالتصاعد في مقابل محاولات لبنانية ودولية لإحتواء التصعيد وإيجاد مخرج للأزمة على قاعدة التمسك بعلاقات الأخوة مع المملكة وعدم التفريط بمبدأ السيادة الوطنية اللبنانية.
كيف عكست صحف اليوم آخر التطورات؟
-
صحيفة “النهار” كتبت تقول:” وسط مخاوف من تجاوز إجراءات القطيعة الخليجية للبنان، الأطر الديبلوماسية الى إجراءات اقتصادية أشدّ صرامة، تسربت معلومات عن بعضها أمس، كانت الخشية الموازية ان تكون اللقاءات الكثيفة التي شرع فيها ويستكملها اليوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في غلاسكو في اسكوتلندا مع عدد من الزعماء العرب والغربيين قد جاءت متأخرة عن احتواء تداعيات العاصفة المتدحرجة. ولكن ذلك لا يقلل أهمية المحاولة الحثيثة التي يبذلها ميقاتي سعياً الى وقف العاصفة أولا، ومن ثم احتواء ما أمكن من تداعياتها ووضع إطار للمعالجة إذا نجحت بعض الوساطات ولا سيما منها الفرنسية والأميركية والقطرية والمصرية في الدخول إيجابا على خط الاحتواء. ذلك ان الأجواء التي أحاطت بلقاءات ميقاتي لم تسفر بعد عن أي معطى ملموس من شأنه ان يفرمل تداعيات العاصفة الخليجية خصوصا بعدما لمح ميقاتي نفسه صباح أمس وقبل وصوله الى غلاسكو الى خشيته من “منزلق كبير” ما لم يستقل وزير الاعلام جورج قرداحي على الأقل.
وعلمت “النهار” ان معظم الدول التي توسطها لبنان لمعالجة الازمة مع المملكة العربية السعودية، لاسيما الامارات وقطر والكويت، اكدت ان اي معالجة يجب ان تبدأ اولاً باستقالة قرداحي، ليبدأ بعدها اي كلام في المعالجة. وعلم ايضاً ان سلطنة عمان اكدت وقوفها الى جانب لبنان واستعدادها للمساعدة. كذلك قطر ستبدأ بمسعى وسيزور وزير خارجيتها لبنان قريباً للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في ما يمكن ان تقوم به لتطويق الازمة ومعالجتها. وحتى الآن، فان الرهان على ان تؤدي الاتصالات الى فرملة الاجراءات التي تتخذ من المملكة وبعض دول الخليج ضد لبنان.
وعلم أن لا الولايات المتحدة ولا فرنسا شجعتا على استقالة الحكومة، بل كان هناك اصرار على استمرارها، والارجح ان هذا الحزم نابع من خشية دخول البلد في فراغ على مستوى السلطة التنفيذية ما يهدد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والانتخابات النيابية، وامكان تشكيل حكومة جديدة.
ولكن مصادر وزارية في الثامن من اذار، شددت على ان لا اقالة للوزير قرداحي ولا استقالة للحكومة ولا لرئيسها. واعتبرت مصادر رسمية ان مطلب الاقالة غير قابل للتطبيق في غياب اجتماعات الحكومة وفي ظل تهديد الوزراء الشيعة بالاستقالة في حال استقالة قرداحي. لذلك كان التمني عليه بان يبادر من نفسه للاستقالة الا انه يصر حتى الان على عدم المضي بها رغم كلام بدا يتسرب عن امكان البحث بها مجددا بعد عودة الرئيس ميقاتي. وبخلاف ذلك، فان الحكومة مستمرة الا انها ستبقى مشلولة حتى اشعار آخر.
في المقابل تتدحرج تصاعدياً الإجراءات التي اتخذتها الدول الخليجية الأربع المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وتبلغ حدود التلويح بوقف الرحلات الجوية مع لبنان ووقف التحويلات المالية منه واليه.
-
صحيفة “الاخبار” رأت أن السعودية اصطدمت برفض وزير الإعلام جورج قرداحي الاستقالة، كما برفض الرئيس نجيب ميقاتي الاستقالة أيضاً، مُتسلحاً بالموقفيْن الأميركي والفرنسي. أما القوى السياسية المحلية فتجري مشاورات وتدرس موقفها بتأّنٍ، بعدما بات شبه مؤكد أن الرياض تتجهّز لإطلاق مزيد من الإجراءات والدفع نحو رفع منسوب التوتّر لينعكس على كل المستويات، ووسط تخبط سياسي داخلي، وخشية من تجاوز الضغوط الإطار السياسي – الدبلوماسي والاقتصادي، إلى ”تخبيص أمني“.
وفي ظل تعطّل الجهود الداخلية، بدأ ميقاتي جولة اتصالات على هامش قمة المناخ في اسكتلندا، البارز فيها اجتماعه بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ونقل رئيس الحكومة أمير قطر قراره بإيفاد وزير خارجيته محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريباً للبحث في سُبل معالجة الأزمة اللبنانية – الخليجية، ما يعدّ أول خرق جدّي في جدار الأزمة. كذلك التقى ميقاتي رئيس مجلس الوزراء الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح بحضور وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي. كما أجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمشاركة وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى.
و علمت “الأخبار” أن ميقاتي كرر الاتصال أمس بالرئيسين ميشال عون ونبيه بري طالباً الضغط لإقناع الوزير جورج قرداحي بتقديم استقالته. وقالت مصادر مطلعة إن عون “طلب من ميقاتي العودة سريعاً إلى بيروت لعقد جلسة لمجلس الوزراء، لكن ميقاتي أشار إلى أنه لا يريد تحميل الحكومة أكثر مما تحتمل“.
من جهته، لا يرى حزب الله التطورات الأخيرة خارج سياق رد الفعل السعودي وانزعاجها وقلقها من الملف اليمني، وتصرف السعوديين على أن حزب الله يقف مباشرة خلف العمليات القاسية التي مُنيت فيها القوات السعودية بخسائر كبيرة على الجبهات. لذلك، يواصل الحزب التصّرف بعقل بارد، مؤكداً تمسكه بالحكومة، وبرفضه المطلق لاستقالة قرداحي تحت الضغط.
ويتقاطع موقف حزب الله مع موقف الرئيس بري الذي يعتبِر أن لا علاقة للأزمة بوزير الإعلام، وأن ما قاله قرداحي لا يستوجِب هذه الهجمة. لكن رئيس مجلس لا يذهب بعيداً في المواقف، إذ يبدو وكأنه ينتظِر هدوء العاصفة، علّ الفترة المقبلة تسمح بأن يبادر هو نفسه بلعب دور ما، وفق كلام مقربين منه، مع الكويتيين أو العُمانيين. وإن كانَ هذا الدور “لا يزال من المبكر الحديث فيه“. لذلك، يبقى الجميع في انتظار ما ستؤول إليه الاتصالات مع الفرنسيين والأميركيين.
أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وعلى رغم إدراكه بأن الأزمة التي افتعلتها السعودية أخيراً لا علاقة لها بمواقف وزير الإعلام، إلا أنه يعتبر أن تصريح قرداحي بعدَ الأزمة كانَ يجب أن يكون أكثر حرصاً على التهدئة لا رفع السقف وإعطاء ذريعة جديدة للسعوديين. كذلك يرفض جنبلاط أيضاً استقالة ميقاتي، ويعتبر أن استقالة قرداحي لم تُعد تقدّم أو تؤخر في الموقف شيئاً. وهو يبدي اهتماماً أكثر بـ”تهدئة” الوضع داخل حزبه. وكانَ واضحاً خلال المؤتمر العام الـ 48 للحزب الذي عقد في المدينة الكشفية في عين زحلتا – الشوف، قبل أيام، أنه يريد ضبط الاندفاعة، بعدما سمِع مواقف لكوادر وناشطين ومناصرين تهاجم حزب الله وترفع السقف تعليقاً على الأزمة المستجدة مع المملكة. لذلك، أكد لهم أنه يتخذ مواقف عالية السقف ضد الحزب حين يتطلب الأمر ذلك، لكنه كان حاسماً بأنه لا يريد أن يكون هناك جو يتبنّى الهجوم الذي تريده المملكة. فهناك “ربط نزاع حصل مع الحزب في عدة محطات وهذا يجب أن يستمر”، فيما لمس الحاضرون أنه “لا يريد الانضمام إلى حملة توتير الأجواء السياسية في الداخل”، و”في النهاية لن يقف إلى جانب سمير جعجع في هذه المعركة“.
المردة: القطيعة ولا المذلة
أما تيار المردة الذي وقف إلى جانب وزيره في قرار رفض الاستقالة، فهو مقتنع بأن الموقف السعودي ليس سببه تصريحاً في برنامج تلفزيوني مسجل قبيل تعيين قرداحي وزيراً، بل مجموعة تراكمات كشف عنها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عبر قوله إن الإشكالية في “هيمنة حزب الله”. من هذا المنطلق، رفض فرنجية تقديم قرداحي فدية رافضاً “التعامل بدونية مع أحد أو التزلف لأي طرف“.
وأكد النائب طوني فرنجية لـ “الأخبار” أن تيار المردة “يضع المصلحة الوطنية قبل كل شيء، لذلك لو رأى أن استقالة وزير الإعلام توقف الأزمة ولو أنه لم يخطئ كان سيتشاور معه ربما، علماً أن قرداحي غير ملتزم بالتيار ويتمتع باستقلالية في الأداء والرأي. وأضاف: “إذا كان المطلوب إضافة المذلة فوق الجراح بمعنى استمرار القطيعة بكل الأحوال أكان مع استقالة أو من دونها، فنحن نفضل القطيعة لا المذلة، ونحن إلى جانب قرداحي في كل ما يفعله”، لافتاً إلى أن الاستقالة “هي أهون الشرور. وبإمكاننا الانسحاب والتفرج. إلا أن المصلحة الوطنية تقود موقفنا الذي لا يفترض أن يكون ضعيفاً وجباناً حتى يخدم لبنان. فمن يخضع مرة يخضع مئة مرة، ونحن أصبحنا عرضة للابتزاز لأننا لا نتصرف كدولة واحدة بتعاضد“.
-
صحيفة “الجمهورية” عنونت:” الوساطات لا تفتح أبواب الخليج ميقاتي يحذر من منزلق ووزراء يتوقعون استقالات” وكتبت تقول:” المشهد الداخلي في ذروة القلق والإرباك على كلّ المستويات، ويبدو انّ الطاقم السياسي قد وصل الى طريق مسدود متخبّطاً بعجزه عن تجاوز او مواجهة الضغوط الهائلة التي تطوّق لبنان من كلّ الجهات الداخلية والخارجية.
هذا المشهد، الذي فاقمته الأزمة المستجدّة بين لبنان والسعوديّة وبعض دول الخليج، يفتح باب الإحتمالات السلبيّة على مصراعيه، وخصوصاً في ظلّ الحديث المتزايد عن سيناريوهات وإجراءات خليجية متتالية وأكثر قساوة على لبنان تتجاوز سحب السفراء الى ما هو أبعد وأخطر. مع الإشارة الى انّ قرارات مقاطعة لبنان خليجياً قد دخلت حيّز التنفيذ بدءًا من مغادرة الديبلوماسيين في السفارة السعودية، وكذلك السفارة الإماراتية، حيث أكّدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية الانتهاء من “عملية عودة الديبلوماسيين والإداريين في بعثة الدولة لدى لبنان ومواطني الدولة إلى أرض الوطن، وذلك نظراً للأوضاع الأمنية والسياسية الراهنة في الجمهورية اللبنانية وتزامناً مع قرارات دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن سحب الديبلوماسيين والإداريين من لبنان ومنع سفر مواطني الدولة إليه”.
وقال وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي سعادة خالد عبدالله بالهول، إنّ “من منطلق حرص دولة الإمارات الدائم على سلامة مواطنيها المتواجدين في الخارج، قامت الوزارة بالتواصل مع المواطنين المتواجدين في لبنان لتنسيق عودتهم إلى دولة الإمارات”، مؤكّداً أنّه “تمّت متابعة الحالات كافة حتى وصولها إلى أرض الوطن بسلام”.
وفي السياق، أُفيد امس بأنّ لبنان تبلّغ من شركة “DHL” انّها تلقّت تعليمات منذ السبت الماضي بوقف البريد من لبنان إلى السعودية”. فيما برز في هذا السياق، موقف ايراني عكسه المتحدث بإسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، حيث قال في تصريح امس: “إنّ السعودية تدرك جيدًا أنّ سياسة الضغوط على لبنان غير مجدية”، نافياً ان يكون الملف اللبناني قد طُرح بين الجانبين السعودي والايراني بقوله: “إننا لا نطرح ملف أصدقائنا مع طرف ثالث، وحوارنا مع السعودية يتناول ملفات ثنائية”.