قالت الصحف: تصعيد جنوبا ولا حرب شاملة
الحوار نيوز – خاص
رصدت الصحف الصادرة اليوم في افتتاحياتها التصعيد الحاصل على الجبهة الجنوبية ،لكنها توقفت أمام الموقف الأميركي الذي لا يرى مؤشرات حرب شاملة .
النهار عنونت: إسرائيل تصعّد الاغتيالات وواشنطن تستبعد الحرب
وكتبت صحيفة “النهار”: لم يدم انحسار المواجهات العنيفة في جنوب لبنان طويلاً، إذ عادت إسرائيل أمس إلى تكثيف عمليات استهداف واغتيال مقاتلين وكوادر وعناصر في صفوف “حزب الله” كما في صفوف “الجماعة الإسلامية”، فيما اكتسب رد الحزب طابع رفع وتيرة القصف الصاروخي واستخدام صواريخ ثقيلة. ومع أن جولة العنف الأخيرة لا تكتسب أي دلالات خاصة وتأتي امتداداً للمناخ المشدود الذي يسبق زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن ، فإن المخاوف لم تتراجع بإزاء الشحن الخطير الذي يواكب المواجهات الميدانية واستعار السباق الحاد بين التصعيد الميداني والجهود الديبلوماسية لمنع اشتعال حرب كبيرة.
ولكن اللافت في الأمر أن واشنطن وقبيل استقبالها نتنياهو مضت في الضغط لمنع اتساع التصعيد واستبعدت الحرب الشاملة، إذ أعلن البيت الأبيض أنه لا يرى أي مؤشرات على حرب شاملة على حدود لبنان وإسرائيل.
وإذ واصل وزير الخارجية عبد الله بو حبيب أمس لقاءات كثيفة مع وزراء خارجية دول عدة على هامش مشاركته في مناقشة مجلس الأمن الدولي للوضع في الشرق الأوسط، بدت الحكومة في مشهد مختلف داخلياً مع بروز التباينات الداخلية ضمن مكوّنات الحكومة نفسها حيال ملفات دقيقة تتصل بالجيش، إذ إن انعقاد جلسة مجلس الوزراء التي وافقت على طلب وزير الدفاع في شأن تسوية المدرسة الحربية لم يكفل حجب التباينات القائمة بين مكوّنات الحكومة بما دفع إلى الواجهة مصير الاهتراء الذي صار متفشياً في هيكل المؤسسات الدستورية، وداخل الحكومة جراء طول أمد أزمة الفراغ الرئاسي والانسداد السياسي الحاد الذي يتحكم بالأزمة الداخلية.
أما الوضع الميداني، فاتسم أمس بكثافة عمليات الاستهداف التي قامت بها المسيّرات الإسرائيلية إذ قتل بنتيجتها القيادي في “الجماعة الإسلامية” أبو محمود محمد جبارة جراء غارة في منطقة غزة في البقاع الغربي. وكانت مسيّرة إسرائيلية، أغارت على سيارة جبارة على طريق البلدة، ما أدّى إلى اشتعالها. واستهدفت غارة اسرائيلية أخرى منطقة مفتوحة في الجبل فوق بلدة عين التينة في البقاع الغربي. وفي موازاة ذلك على الجبهة الجنوبية أغار الطيران المسيّر الاسرائيلي على سيارة رابيد في بلدة جبال البطم في قضاء صور واستهدف عنصراً من “حزب الله” هو حسن علي مهنا “أبو هادي” من بلدة جبال البطم الذي نعاه الحزب.
وقام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة الوزاني. واستهدف بلدة شيحين بصاروخ موجّه. كما استهدف القصف المدفعي المتقطع، بلدة عيتا الشعب. واغار الطيران المسيّرعلى غرفة غير مأهولة اندلعت فيها النيران في وادي العزية، اطراف بلدة زبقين وتوجهت فرق الاطفاء الى المكان. وشن غارة ثانية استهدفت المنطقة الواقعة ما بين ياطر وزبقين. وتسبب الدوي الهائل الناتج عن خرق الطيران الحربي الاسرائيلي لجدار الصوت وعلى دفعتين ظهرا في اجواء منطقة النبطية بانهيار جزء من سقف منزل في حي فريدي في بلدة كفرتبنيت، ونجت العائلة بأعجوبة.
في المقابل، أعلن “حزب الله” أنه قصف التجهيزات التجسسية في موقع حدب يارين بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى تدميرها. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء عن اطلاق نحو 20 صاروخ “بركان” من جنوب لبنان في اتجاه شمال إسرائيل. وأعلن الحزب مساءً أنه ردا على الاعتداءات والاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في بلدتي غزة وجبال البطم شن هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة فيلون مقر ألوية الفرقة 210 ومخازنها في المنطقة الشمالية، جنوب شرق مدينة صفد واستهدف أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها.
توقيفات في إسبانيا وألمانيا
وتزامنت هذه التطورات مع إعلان الشرطة الإسبانية أمس أنها اعتقلت أربعة مشتبهاً بهم، ثلاثة في إسبانيا وواحد في ألمانيا، في إطار تحقيق في بيع أجزاء من طائرات مسيّرة لـ”حزب الله”. وأضافت الشرطة أن التحقيق بدأ في إسبانيا، حيث رصدت الشرطة شركات إسبانية يملكها مواطنون لبنانيون المولد تتاجر بكميات كبيرة من أجزاء ومكونات طائرات عسكرية مسيّرة قادرة على حمل متفجرات.
وقالت الشرطة الإسبانية في بيان إنه استناداً إلى تحليل الوثائق التي توضح بالتفصيل تجارة مكوّنات الطائرات داخل أوروبا، فمن الممكن أن يكون “حزب الله” قد قام بتجميع مئات أو حتى آلاف الطائرات المسيّرة باستخدام أجزاء تلك الطائرات. وأوضحت الشرطة أن الطائرات الخفيفة، التي يصعب رصدها وإيقافها، كانت محملة بمتفجرات يصل وزنها إلى كيلو غرامات عدة ويتم إرسالها إلى داخل إسرائيل. وقال البيان إن بقايا الطائرات المسيرة التي يطلقها “حزب الله” والتي عثر عليها في إسرائيل تتطابق مع نوع المكونات التي صادرتها الشرطة في إسبانيا وألمانيا.
الحكومة والاعتراضات
بالعودة الى المشهد الداخلي أنهت جلسة لمجلس الوزراء التي عقدت أمس ببند وحيد مسألة مباراة الدخول الى الكلية الحربية، إلا أن مسألة إيجاد حل لتعيين قائد الأركان، لم تحل خلالها. وأصدر مجلس الوزراء قراراً وافق بموجبه على كتاب وزير الدفاع الوطني موريس سليم، إجراء مباراة بهدف إكمال عدد الضباط لدورة الكلية الحربية والذي يصل عددهم الإجمالي إلى 200، على أن يُلحق جميع الناجحين في آن واحد قبل نهاية تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. إلا أن وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي أعلن انه سجل اعتراضه على التسوية التي تمت والتي وافق عليها مجلس الوزراء، “فمن الأولى أن تُزال التحفظات عن إصدار مرسوم رئيس الأركان وهذا ما يساعد في انتظام العمل في المؤسسة العسكرية”.
ولفت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال الجلسة إلى “أنْ دعوته إلى الجلسة ببند وحيد هو وضع الكلية الحربية، تؤكد حرصنا على كيانية مؤسسات الجيش والقوى الأمنية، واستمرارية دورها الحامي للوطن والضامن للحريات، والاحتكام الدائم للقوانين والأنظمة. وقد اصررت على عقد الجلسة بهذه السرعة من أجل الاسراع في فتح الدورة الثانية، والبدء بالامتحانات اللازمة في وقتها”. أضاف: “نحن كما نؤكد في كل مقام وجوب انتخاب رئيس للجمهورية، لن نسمح بأن يتسلل الفراغ إلى المؤسسات وسنبقى في جهوزية لتفادي أي خطر يهدد مؤسسات الدولة، من خلال تحصينها وتحديثها ودعمها، مقدرين تضحيات أهلنا في الجنوب واستشهادهم في سبيل الحق والحرية وكرامة الوطن. كما نكرر إدانتنا لجرائم العدو الاسرائيلي، مطالبين بتنفيذ القرار 1701 وكل القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن في شأن الجنوب”.
وبدوره اعترض وزير الإعلام زياد مكاري على طرح وزير الشباب والرياضة جورج كلاس بوجوب إقرار بعض التعيينات الإدارية، تجانساً مع قرار فريقه السياسي المؤكد منذ البداية الالتزام بإتخاذ فقط القرارات الضرورية لتسيير المرفق العام ورفض التعيينات قبل انتخاب رئيس للجمهورية.
في المواقف السياسية البارزة ، أعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “أن الأمل اليوم أكبر من أي وقت مضى بحل الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بلبنان، تبعاً للمثل اللبناني القائل “اشتدي يا أزمة تنفرجي”، فمع اشتداد الأزمة أصبحت ماهيتها ومسبباتها واضحة وجليّة أمام أعين جميع اللبنانيين، وبالتالي أصبح الجميع مجبراً على البحث عن الحلول، لذا هناك أمل أكبر في إيجاد الحل”. وشدد على “ضرورة تعرية من تسبّبا بهذه الأزمة ومواجهتهما، وهما فريق الممانعة والتيار الوطني الحر اللذان يُعيقان التغيير في البلاد”.
وأوضح أن “فريق الممانعة، من خلال حروبه العبثية وزج لبنان في صراعات لا علاقة له بها، دمر البنية الأساسية للدولة اللبنانية”. وقال: “هذا الفريق اضطر للتعامل مع أفسد الفاسدين من أجل تدعيم وضعيته الداخلية، ما أدى إلى تفشي الفساد في أنحاء البلاد كافة”، معتبراً أنه “لا يمكن للبنان أن يتعافى في ظل سيطرة هذا الفريق الذي وصفه بأنهAnti تغيير”.
الأخبار : لا حوار قبل وقف الحرب… ولو استمرّت حتى انتخابات أميركاعنونت
نصرالله يثبّت «التلازم» بين جبهتَيْ لبنان وغزة
وكتبت صحيفة “الأخبار”: في موازاة استمرار العدو الإسرائيلي بإطلاق تهديداته ضد لبنان، أعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تثبيت المعادلة الأهم في المعركة وهي تلازم مسار الجبهة الجنوبية مع جبهة غزة. وأغلق نصرالله الباب على كل النقاشات والطروحات التي سوّقها الجانب الأميركي ومعه وسطاء آخرون عن احتمالية الفصل وانسحاب المرحلة الثالثة – مهما كان شكلها – وقفاً لإطلاق النار في الجنوب، بالتأكيد على أن «جبهة الإسناد ستبقى مفتوحة مهما كان شكل العدوان على غزة».ولم تكن الرسائل التي وجّهها نصرالله، مجرد تأكيد على مواقف ومعادلات، وإنما تتصل أيضاً بالمتغيّرات التي تشهدها جبهتا غزة ولبنان، وما تستبطنه من احتمالات تصعيدية في ضوء الخيارات التي يلوّح بها العدو. لذلك، فإن أهمية رسائل خطاب عاشوراء تنبع من سياقها وتوقيتها، وهي أتَت أيضاً في أعقاب تقدير وضع لواقع ومستقبل التطورات وما ينبغي القيام به لمواجهة التحديات والمخاطر المحتملة وربما بعضها مرجّح.
يأتي تأكيد السيد نصرالله على عدم السماح بالاستفراد بالمقاومة في قطاع غزة وأهلها، في محطة مفصلية تمر بها التطورات الميدانية والسياسية، نحو اتفاق يؤدي إلى وقف الحرب على غزة، أو الإعلان عن الانتقال الرسمي إلى المرحلة الثالثة. فإن تحقّق الأول، فقد يكون المطلوب تأمَّنَ، وإن استمر العدوان الإسرائيلي بغضّ النظر عن العناوين التي سيتم إدراجها ضمنها (المرحلة الثالثة) فإن جبهة لبنان لن تتوقف كما أكّد نصرالله.
وبموجب هذين السيناريوهين فإن العدو يرى أن عليه نقل الضغوط السياسية والتهويلية، على الأقل، باتجاه لبنان، كما أصبح واضحاً من مواقف قادته وكما يؤشر إلى ذلك مسار التطورات. في ضوء ذلك، أتت رسائل نصرالله، ضد العدو في حال قرر العدو الذهاب إلى ما هو أبعد من التهويل بنسبة أو بأخرى. فأوضح أن «التهديد بالحرب لم يُخفنا منذ عشرة أشهر، ولم نتردّد ولم نتراجع ولم نتوقف، واليوم نُعيد ونؤكد في يوم العاشر أنّ جبهة إسنادنا ستستمر ما دام العدوان مستمراً على غزة، ولن نتوقف على الإطلاق». بينما توالت التحذيرات من نيويورك على لسان كل من وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي ذكّر بـ«العواقب الكارثية التي ستطرأ في ظلّ أي تصعيد إسرائيلي تجاه لبنان، أو أي اجتياح إسرائيلي للبنان، مُنَبّهاً من توسّع رقعة الحرب لتصبح حرباً إقليمية»، مشيراً إلى «أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وفي جنوب لبنان، مُثنياً على مساعي وجهود الوسطاء الدبلوماسية»، ومؤكداً على التزام لبنان بالمبادرات والحلول التي تهدف إلى خفض التصعيد، وتعزيز الأمن والسلم الإقليمييْن». كذلك كان تأكيد وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري أن «مغامرة لكيان العدو الصهيوني ضد لبنان ستُقابل بردّ حاسم من دول المنطقة والعالم».
أما على المستوى العملياتي، فقد توعّد نصرالله، العدو في حال تماديه في استهداف المدنيين، بأن المقاومة ستضرب مستعمرات لم يتم استهدافها سابقاً. وهو قرار تدرك قيادة العدو جديته، ما سيؤدي حتماً إلى اتساع نطاق التهجير عند المستوطنين. وهو تحدّ يجعل العدو أمام خيارين: إما الالتزام بالقواعد، أو الردّ المضاد الذي يستدرج أيضا رداً إضافياً من المقاومة. كذلك تناول نصرالله سيناريو ميدانياً آخر، تمثّل بإمكانية التوغل البري لجيش العدو، وهو خيار مفتوح على احتمالات متعددة من حيث الهدف السياسي والعسكري، لذا أعلن نصرالله أنه إذا «جاءت دباباتكم إلى لبنان وإلى جنوب لبنان لن تُعانوا من نقص في الدبابات لأنّه لن تبقى لكم دبابات».
وفي جانب آخر، كان لافتا نفي نصرالله، وجود اتفاق على ترتيب الوضع في الجنوب، ناسفاً كل الكلام عن اتفاق إطار كما يروّج المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين. وهو ما وجدت فيه مصادر بارزة «إفراغاً لكل التسريبات الأميركية والغربية من مضامينها، خاصة تلكَ التي تتحدث عن اتفاقات منجزة مع الرئيس نبيه بري». وكان نصرالله واضحاً، بأنه لا مجال لإعطاء أحد أي ورقة قبل انتهاء الحرب، مع التذكير بأن الجملة الوحيدة التي سمعها هوكشتين من المسؤولين الرسميين أن «لا كلام عن اتفاقات قبل انتهاء الحرب في غزة»، رغمَ محاولة هوكشتين الاستفسار في أكثر من مرة عما يُمكن أن يرضى به الحزب أو يرفضه.
ويرتبط كلام نصرالله بحسب المصادر بالتطورات الحاصلة في الولايات المتحدة الأميركية على صعيد الانتخابات الأميركية، وبالتالي تعلم المقاومة أن أي اتفاقات حالية قد تُنسف في حال تغيير الإدارة الحالية، خاصة أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد الحرب حتى موعد الانتخابات. والنقطة الأهم في هذا السياق، وفقَ ما تشير المصادر هو القول بأن الدولة اللبنانية هي المخوّلة بالتفاوض كما حصل خلال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، وقد تعمّد نصرالله هذا الأمر لإيصال رسالة بأن «التفاوض يرتبط حصراً بالجبهة ولا ينسحب على أي ملفات أخرى، وبالتالي فإن كل الجميع أن يتوقف عن ربط الملفات ببعضها، لأن الحزب غير معنيّ بالحديث عن أي مقايضة أو تسوية سياسية ربطاً بملف الجنوب».
الديار عنونت: واشنطن لا ترى مؤشرات حرب شاملة وخطاب نصرالله يثير الذعر في إسرائيل
«الموساد» يطارد مسيرات المقاومة في اوروبا وقلق من الغواصات؟
تسوية «الحربية» لا تنسحب على «الاركان»
وكتبت صحيفة “الديار”: جمعت خيبة الامل، في الساعات القليلة الماضية الجمهور الاسرائيلي، “وخصوم” حزب الله في الداخل اللبناني، الاول عبّر من خلال استطلاعات الراي عن عدم ثقته بجيشه ولا بحكومته في القدرة على الحسم في غزة، وفي مواجهة حزب الله، وتوصل ما يقارب الـ 70 بالمئة من الاسرائيليين الى خلاصة مفادها ان كل التهديدات على الجبهة الشمالية فارغة ولن تتحول الى امر واقع. اما الجهات اللبنانية المعادية للحزب فقد خاب املها من الحلفاء وفي مقدمتهم واشنطن بعدما اكتشفوا انها ليست في صدد مواجهة حزب الله، ولم تتبن “صراخهم” العالي لاستدارجها الى المعركة، اقله سياسيا، بل نصحتهم بالحوار مع “الثنائي”.
في هذا الوقت، وفيما تتواصل المواجهة الميدانية، حيث شنت المقاومة اكثر من 9 عمليات ابرزها وصول المسيرات الانقضاضية الى عكا، واستهداف مقر قيادة اللواء الغربي جنوب يعرا، انشغلت الاوساط الاسرائيلية في محاولة “فك شيفرة” معادلات اليوم العاشر من محرم التي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في ظل تسريبات جديدة حول “مفاجآت” المقاومة وآخرها الحديث عن قوة بحرية مقلقة للغاية، فيما يطارد “الموساد” مسيرات حزب الله في اوروبا؟!
وقد اختصر السفير الاميركي الاسبق في اسرائيل مارتن اينديك حقيقة المأزق الاسرائيلي الراهن بالقول” ان المبدأ الأساسي في نظرية إسرائيل بشأن “الدفاع الوطني”، هو القدرة على الدفاع عن نفسها بقوتها الذاتية، دون تحفظات، لكن استنفار حاملات الطائرات الأميركية في البحر المتوسط وفي البحر الأحمر، منذ بداية الحرب، يثبت أن إسرائيل غير قادرة على ذلك، ولكنها لا تحتمل “صورة” الهزيمة. وفي هذا السياق، اعلن البيت الابيض بالامس انه لا يرى مؤشرات على وجود احتمال حرب شاملة بين حزب الله واسرائيل.
القلق من “تهجير” جديد
فقد توقفت وسائل الاعلام الاسرائيلية وكبار المحليلين عند ما وصفوه بخطورة حديث السيد نصرالله عن الرد على استهداف إسرائيل للمدنيين في قرى وبلدات الجنوب بتوسيع مديات استهداف المقاومة نحو مستوطنات جديدة في الشمال، ولفتوا الى ان هذا يعني بشكل واضح ان أي استهداف للمدنيين اللبنانيين يعني مزيدا من المهجرين والنازحين من الإسرائيليين في الشمال، وهذا يعني ببساطة مضاعفة اعداد النازحين الإسرائيليين أي ستتعمق مشكلة إسرائيل في هذا الجانب. ووفقا لوسائل اعلام العدو، اذا راجعت اسرائيل سياسية قتل المدنيين، فهذا يعني ان نصر الله نجح مرة أخرى من لجم وردع إسرائيل دون الحاجة الى رفع مستوى التصعيد مباشرة.
ما يقوله نصرالله يفعله!
وقد وصفت القناة الـ”12″ الإسرائيلية، تهديدات نصرالله بانها مقلقة للغاية ولفتت الى انه كان يقصد بوضوح استهداف مدينة نهاريا. واقرت بوجود “تناسق” بين ما يهدّد به السيد نصر الله وما يفعله، وأضافت: “نحن رأينا في السابق مراراً وتكراراً أنّ نصر الله حين يقول ينفذ أيضاً. ولفت إلى أنّ السيد نصر الله تطرّق إلى المسّ بالمدنيين على أنّه “خط أحمر” منذ اللحظة الأولى، ولكن تهديداً كهذا بشأن توسيع قطاع القتال “هو أمر مختلف كلياً.
التهديدات الفارغة
من جهتها، نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن مستوطنين نازحين من شمالي فلسطين المحتلة قولهم إنّ التهديدات التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون ضدّ حزب الله هي “تهديدات فارغة”، وهي لا تخيف نصر الله، ولا تحظى بثقة الجمهور. وأضافت مراسلة الصحيفة في الشمال، شاكيد سادِه، نقلاً عن هيئة “نقاتل من أجل الشمال”، أنّ الهجمات التي يشنّها الجيش الإسرائيلي ضدّ لبنان “ليست عملاً سيُترجم إلى نصر وحسم”.
نصرالله يجلس “ويضحك”..
كذلك، أقرّ المستوطنون النازحون أيضاً بأنّ العمليات التي ينفّذها حزب الله توقع قتلى ومصابين وأضراراً في المنازل. وإزاء ذلك، فإنّهم أعربوا عن غضبهم من الضعف الإسرائيلي بوجه حزب الله، مطالبين وزير الأمن، يوآف غالانت، وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس مجلس “الأمن القومي”، تساحي هنغبي، بالتوقف عن إطلاق التهديدات. وتابعوا مؤكدين: “نصر الله يجلس ويضحك”.
هجوم سريع ومفاجىء؟!
وكان وزير الحرب يوآف غالانت هدد بإمكانية الانتقال إلى حرب مع حزب الله في لبنان بشكل “سريع ومفاجئ وحاد جداً”، وقال “نشن حرباً محدودة في الشمال، نستخدم جزءاً صغيراً من قوة الجيش الإسرائيلي، لكن الأمور يمكن أن تتغير في ثانية، من جهد رئيسي في الجنوب إلى جهد رئيسي في الشمال وهو أمر سيكون سريعاً ومفاجئاً وحاداً جداً”، على حد قوله. وأضاف: نقترب من اتخاذ القرار وسنعرف كيف نسير على الطريق الذي سيحقق الأمن لسكان الشمال؟!
مفاجآت حزب الله البحرية
وفي سياق، القلق المتعاظم من قدرات حزب الله، نقلت صحيفة (كالكاليست) الاسرائيلية عن مسؤولين اسرائيليين تاكيدهم أنّ حزب الله يمتلك مئات الصواريخ ضدّ السفن، بما في ذلك صواريخ من طراز سي.802، والذي يصل مداه إلى 120 كيلومترًا، ويحمل متفجرّاتٍ بزنة 165 كيلوغرامًا، وبالإضافة إلى ذلك فإنّه بحوزة الحزب صواريخ من طراز (ياخونت)، والتي يصل مداها إلى 300 كم وباستطاعتها حمل متفجرّاتٍ بزنة 300 كلغ.
كومندوس بحري..
وأكّدت المصادر عينها، أنّ حزب الله يملك ويُفعِّل قوات كوماندوس بحريّة، تضُمّ سفنًا صغيرةً وسريعةً وتعمل أساسًا على جميع المعلومات عن المناطق الحساسة والإستراتيجيّة داخل العمق الإسرائيليّ، وفق ما أكّده أيضًا مركز (علما) في تل أبيب. وشدّدّت الصحيفة العبريّة في سياق تقريرها على أنّ حزب الله يملك غواصّاتٍ صغيرةٍ من طراز (غدير)، والتي يصل طولها إلى 29 مترًا وبمقدورها حمل 10 حتى 18 مقاتلاً مختّصًا في المجال البحريّ.
وغواصات…؟!
ووفقا لتلك المعلومات، فان الحزب يملك غوّاصاتٍ دون غوّاصين، مثل الطائرات دون طيّارٍ، وبواسطة هذا السلاح، أصبح الحزب قادرًا على تهديد حقل الغاز في (كريش)، كما أنّها تُشكِّل تهديدًا على قطع الأسلحة التابعة لسلاح البحريّة الإسرائيليّة، وضرب كوابل الاتصالات في أعماق البحر، ومنها الكابل الواصل بين مدينتيْ نهاريا وحيفا.
خطر الانفاق؟
والأخطر براي الصحيفة، أنّه فقط عن طريق اجتياح جنوب لبنان يُمكِن الكشف عن قوّة حزب الله الحقيقيّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ كمية الأنفاق التي تُثير القلق الكبير في اسرائيل، وتبنت مقال في صحيفة (ليبراسبيون) الفرنسيّة، زعمت فيه ان كوريا الشماليّة ساعدت حزب الله منذ أوائل الثمانينات من القرن الماضي ببناء منظومة دفاع تحت الأرض يصل طولها إلى مئات الكيلومترات، والتي تصِل من بيروت إلى البقاع وحتى سوريّة، وقدرت ان عمق النفق يصل إلى ما بين 40 حتى 80 مترًا في أرضٍ صخريّةٍ، وأنّ جميعها مزوّدة بصواريخ إيرانيّةٍ من طراز (فاتح 110) قصيرة المدى، بالإضافة إلى الصواريخ الباليستيّة.
حرب مفتوحة على المسيرات؟!
وفي توقيت مريب، يتزامن مع تفوق سلاح مسيرات المقاومة على القبة الحديدية الاسرائيلية، اكدت مصادر مطلعة ان حملة استخباراتية يقوم بها “الموساد” وتشارك فيها اكثر من دولة في العالم في محاولة للحد من مخاطر هذا السلاح، وما اعلنته الشرطة الإسبانية امس قد يكون “جبل الجليد”، في هذه الحملة، فهي اكدت في بيان امس، إنها اعتقلت أربعة مشتبها بهم، ثلاثة في إسبانيا وواحد في ألمانيا، في إطار تحقيق زعمت انه يرتبط ببيع أجزاء من طائرات مسيرة لحزب الله. ولفتت الشرطة الى أن التحقيق بدأ في إسبانيا، حيث رصدت الشرطة شركات إسبانية يملكها مواطنون لبنانيون المولد تتاجر بكميات كبيرة من أجزاء ومكونات طائرات عسكرية مسيرة قادرة على حمل متفجرات. زعم بيان الشرطة الإسبانية إنه استنادا إلى تحليل الوثائق التي توضح بالتفصيل تجارة مكونات الطائرات داخل أوروبا، فمن الممكن أن يكون حزب الله قد قام بتجميع عدّة مئات أو حتى آلاف الطائرات المسيّرة باستخدام أجزاء تلك الطائرات. وأوضحت الشرطة أن الطائرات الخفيفة، التي يصعب رصدها وإيقافها، كانت محملة بمتفجرات يصل وزنها إلى عدة كيلوغرامات ويتم إرسالها إلى داخل إسرائيل. وزعم البيان إن بقايا الطائرات المسيرة التي يطلقها حزب الله والتي عثر عليها في إسرائيل تتطابق مع نوع المكونات التي صادرتها الشرطة في إسبانيا وألمانيا.
رد المقاومة على الاغتيالات
ميدانيا، نعت حركة حماس والجماعة الاسلامية القيادي ابو محمود محمد جبارة جراء غارة معادية في منطقة غزة في البقاع. وكانت مسيّرة إسرائيلية، أغارت على سيارة جبارة على طريق بلدة غزة في البقاع الغربي، ممّا أدّى إلى اشتعالها. واستهدفت غارة اسرائيلية ايضا منطقة مفتوحة في الجبل فوق بلدة عين التينة في البقاع الغربي. كما أغار الطيران المسيّر الاسرائيلي على سيارة رابيد في بلدة جبال البطم في قضاء صور. وقد نعت المقاومة الاسلامية الشهيد على طريق القدس حسن علي مهنا “أبو هادي” من بلدة جبال البطم”. وردا على اغتيالي غزة وجبال البطن، انقض سرب من المسيرات على قاعدة كيلون جنوب شرق مدينة عكا. وفيما اعلن جيش الاحتلال مقتل ضابط إسرائيلي متأثرا بجروح أصيب بها جراء انفجار مسيرة في الجولان، مطلع الشهر الحالي، استهدفت المقاومة موقع المرج بصواريخ البركان، كما استهدفت المقاومة دبابة ميركافا قرب موقع الراهب، كما استهدفت موقع بركة ريشا، وحدب يارين، وكذلك مستعمرة المطلة. ورويسة العلم في مزارع شبعا وموقع قيادي اسرائيلي في يعرا.
الاعتداءات الاسرائيلية
وقام الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة الوزاني واستهدف بلدة شيحين بصاروخ موجه. كما استهدف القصف المدفعي المتقطع ليلا، بلدة عيتا الشعب. واغار الطيران المسيرعلى غرفة غير مأهولة اندلعت فيها النيران في وادي العزية، اطراف بلدة زبقين وتوجهت فرق الاطفاء الى المكان. وشن غارة ثانية استهدفت المنطقة الواقعة ما بين ياطر وزبقين وتسبب الدوي الهائل الناتج عن خرق الطيران الحربي الاسرائيلي لجدار الصوت وعلى دفعتين ظهرا في اجواء منطقة النبطية بانهيار جزء من سقف منزل في حي فريدي في بلدة كفرتبنيت، ونجت العائلة بأعجوبة.
خيبة امل للمعارضة
داخليا، لا جديد في ظل وصول مبادرة المعارضة الى حائط مسدود، ليس فقط بعد نعيها من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، واعتبارها كانها لم تكن، وانما بسبب عدم وجود من “يشتريها” في الخارج، وخصوصا مع البرودة الاميركية الواضحة في تلقفها، ولهذا، وفقا لمصادر سياسية بارزة، لا توجد اي آمال معقودة على الاجتماع المرتقب لوفد المعارضة مع نواب “الثنائي الشيعي”. وقبل ذلك كان اجتماع وفد المعارضة مع الخماسية والكتل النيابية مخيبا للآمال، الامر الذي ترك استياء لدى المعارضة في ظل استعداد السفراء لمغادرة لبنان وقضاء اجازات الصيف في بلدانهم. فالسفيرة الاميركية ليزا جونسون التي التقت وفدا نيابيا معارضا، وحضتهم على اجراء حوار جاد مع “عين التينة” للوصول الى حلحلة رئاسية عبر الحوار، دون ان اشارة ولو بسيطة الى استعدادها لخوض مواجهة مفتوحة داخليا مع حزب الله. وفيما غادر سفيرالسعودية وليد البخاري الى بلاده، لم يلمس نواب المعارضة وجود حماسة خليجية لاقتراحهم الانتخابي الرئاسي بانتظار جلاء الامور في بعض ملفات المنطقة خصوصا حرب غزة والتقارب السعودي -الايراني مع العهد الجديد في طهران، وتحسن العلاقات مع دمشق.
تسوية الحربية “تبصر النور”
في هذا الوقت، وعلى الرغم من تجدد السجال بين وزير الدفاع موريس سليم ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اقرت تسوية المدرسة الحربية في جلسة لمجلس الوزراء عقدت امس ببند وحيد حُلت فيها مسألة مباراة الدخول لكن مسألة ايجاد حل لتعيين قائد الاركان، لم تحل خلالها. فقد أصدر مجلس الوزراء قراراً وافق بموجبه على كتاب وزير الدفاع الوطني، إجراء مباراة بهدف إكمال عدد الضباط لدورة الكلية الحربية والذي يصل عددهم الإجمالي إلى 200، على أن يُلحق جميع الناجحين في آن واحد قبل نهاية تشرين الأول المقبل.
لا حل لرئاسة الاركان
الا ان وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي أعلن انه سجل اعتراضه على “التسوية التي تمت والتي وافق عليها مجلس الوزراء، وقال انه من الأولى ان تزال التحفظات عن إصدار مرسوم رئيس الأركان وهذا ما يساعد على انتظام العمل في المؤسسة العسكرية.؟! وهذه المشكلة تبقى مستعصية دون حل، واذا لم يوقع وزير الدفاع المرسوم لن يمارس رئيس الاركان مهامه، وحتى الان لا يبدو “التيار الوطني الحر” في وارد التراجع عن التمنع عن التوقيع بانتظار استحقاق انتهاء مدة التجديد لقائد الجيش؟!.
لا للتعيينات
وفي الجلسة ايضا، إعترض وزير الاعلام زياد المكاري على طرح وزير الشباب والرياضة جورج كلاس بوجوب إقرار بعض التعيينات الإدارية، وقال انه تجانسا مع قرار فريقه السياسي المؤكد منذ البداية الالتزام بإتخاذ فقط القرارات الضرورية لتسيير المرفق العام ورفض التعيينات قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وهو امر ايده وزير الثقافة محمد المرتضى.
ملف النزوح
وفي ملف النازحين السوريين، اكد ميقاتي خلال الجلسة” ان ما توافقنا عليه واتخذنا القرارات بشأنه تتم متابعته من قبل الوزارات والاجهزة المعنية وفي مقدمها الامن العام، وعبر اجتماعات مع كل الاجهزة المعنية. وفي الجلسة المقبلة سنطلب من المدير العام للامن العام الحضور معنا لاطلاعكم على مراحل تنفيذ الخطة الموضوعة في هذا الاطار. كاشفا ان وزير الخارجية سيقوم بزيارة الى سوريا بعد عودته من نيويورك.