قالت الصحف: تصعيد العدو يواكب فوز ترامب.. والمقاومة على ثباتها
الحوارنيوز – خاص
يوم آخر من الجرائم الموصوفة والمتعمدة ارتكبها العدو بحق الآمنين في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية ما يوحي بسقوط رهان بعض الواهمين على فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامي ووعوده بوقف النار..
في المقابل لا زالت المقاومة على ثباتها في الميدان الذي يرى فيه البعض بمثابة الفيصل بين المحتل وأصحاب الأرض.
خلاصة لصحف اليوم فماذا في تفاصيل افتتاحيات صحف اليوم؟
- صحيفة النهار عنونت: فتوى إيرانية تقابل التصعيد الإسرائيلي في لبنان… مخاوف من حرب مفتوحة حتى 20 كانون الثاني
وكتبت تقول: غداة “تسونامي” انتخاب الرئيس دونالد ترامب لولاية جديدة في رئاسة الولايات المتحدة الأميركية الذي أطلق انتخابه في الجانب المتعلق بالشرق الأوسط العنان للإجتهادات المتناقضة خصوصاً حيال الحرب في لبنان، بدا لبنان عرضة لازدياد أسوأ الوقائع المتصلة باشتداد الحرب الميدانية من جهة، وحرب التوظيف الإقليمي أو الصراع الإسرائيلي- الإيراني تحديداً من جهة اخرى.
وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم ينتظر إعلان فوز ترامب، وسارع إلى تكثيف التصعيد العسكري والميداني على الجبهة اللبنانية، فإن طهران من جانبها سارعت إلى إطلاق رسالة تحكمها بقرار “حزب الله” وتالياً إمساكها بقرار الحرب أو التسوية، الأمر الذي أسفر تكراراً عن انكشاف لبنان كساحة صراع حربي ومساومة وبريد بين القوى الاقليمية المتحاربة عبره بالواسطة. ولذا لم يكن غريباً أن تتخوف أوساط دبلوماسية معنية من مزيد من معاناة اللبنانيين في الفترة الفاصلة عن تسلم الرئيس الأميركي المنتخب سلطاته في العشرين من كانون الثاني (يناير) المقبل خصوصاً إذا تراجعت خلالها الجهود الدبلوماسية التي كان يتولاها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وترك الوضع للميدان.
ولفتت في هذا السياق إلى أن المسؤولين اللبنانيين الذين التزموا التحفظ الشديد عن مستقبل مهمة هوكشتاين ينتظرون ضمناً تطورات معينة الأسبوع المقبل يمكن أن تشكل مؤشراً إلى استئناف أو تجميد المهمة تبعاً للاتصالات الجارية بين الادارة الأميركية الحالية وتل أبيب.
وفي سياق رصد المواقف الداخلية من احتمالات التصعيد الحربي أو تحريك الجهود الدبلوماسية، لفتت الأوساط نفسها إلى أجواء سلبية أثارها انتقاد الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم للجيش اللبناني علناً، وفي اطار “تنبيه” ومطلب حيال حادث البترون. وقالت إن هذا الموقف بدا شديد التناقض والاستفزاز لأن الحزب الذي تعرّض لأضخم عملية انكشاف داخلية وتصفيات لأكبر قياداته إنبرى إلى انتقاد الجيش في الوقت الذي تجري كل الاستعدادات لنشره في جنوب الليطاني تنفيذاً للقرار 1701 مع اليونيفيل بما يوحي أن الحزب يعتزم، إذا امتلك القدرة، عرقلة هذا المسار.
من هنا فهمت الاوساط اللبنانية كلام المرشد الإيراني علي خامنئي أمس خلال لقاءٍ مع أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران من أنّ “الجهاد المستمر بقوّة في لبنان وقطاع غزّة وفلسطين المحتلة سيؤدي حتمًا إلى الانتصار”، وإن “حزب الله تحوّل إلى قوةٍ لم يتمكّن العدوّ من هزيمتها على الرغم من كلّ إمكاناته المادية والإعلامية، وإن شاء الله لن يتمكّن من ذلك” بأنه بمثابة “فتوى” للمضي في القتال في لبنان.
وفي اطار الجهود الدبلوماسية لوقف النار في لبنان قال السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو بعد زيارته أمس بكركي: “نحن نبذل جهداً لتحقيق وقف النار ونشجع أيضاً كل المبادرات اللبنانية التي تسمح بتهيئة مستقبل أفضل لهذا البلد وقلب صفحة جديدة. وانطلاقاً من هذا فإن فرنسا تعتبر بكل تأكيد أن لصاحب الغبطة البطريرك الراعي وللبطريركية المارونية دوراً أساسياً في هذا الإطار تحضيراً لمستقبل أفضل للبنان وللبنانيين. كما شددنا على أهمية تقديم المساعدة للنازحين وايجاد حلول لحماية النظام التعليمي في لبنان الذي يمثل مستقبل هذا البلد”. وتزامن ذلك مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لإسرائيل، وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن “نقاش فرنسي حول الضمانات الأمنية لإسرائيل كجزء من الحل الدبلوماسي في لبنان”.
- صحيفة الأخبار عنونت: حزب الله يبدّد بالنار وعود هاليفي لمستوطني الشمال بالعودة: المقاومة تلاحق جنود العدو خلف الحدود
وكتبت تقول: بدا وكأنّ الواقع الميداني عند الحدود الجنوبية عاد إلى ما كان عليه قبل اندلاع الحرب، أثناء ما يُعرف بجبهة الإسناد، رغم العملية البرّية التي شنّها جيش العدو، والتي توغّل فيها بشكل محدود (2 إلى 4 كم)، في معظم قرى الحافة، مع تدمير البيوت وتجريف الأراضي، قبل الانسحاب تحت نيران المقاومة. فقد شهد اليومان الماضيان عمليات إطلاق صواريخ موجّهة على دبابات العدو ومواقعه داخل المستوطنات الحدودية مثل المطلة، كما سُجّل استهداف تموضعات جنود العدو في مستوطنة أفيفيم الحدودية، ما أدّى إلى مقتل جندي وإصابة آخرين. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «القوة الإسرائيلية التي أُصيبت أمس في أفيفيم (…) كانت تعمل في جنوب لبنان، وتمّ استهدافها بعد خروجها من هناك»، ما يؤشّر إلى قدرة المقاومة على التحكّم والسيطرة والاستخبار في عمق المنطقة الحدودية، وداخل المستوطنات، وهو ما كان عليه الحال قبل انطلاق العملية البرية. لذلك، رأى مراسل موقع «واللا» العبري، أمير بوخبوط، أنه «عند انقشاع غبار الانتخابات الأميركية وإقالة (يوآف) غالانت، سيكون على المستوى السياسي أن يتخذ قراراً بشأن ما إذا كان سيعمّق العملية البرية في جنوب لبنان أو سيذهب إلى التسوية»، لأن «من المستحيل ترك معركة استنزاف في الشمال». وفي المقابل، أعرب رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أمس، عن اعتقاده بأنه «يمكن البدء بإعادة سكان خط المواجهة في الشمال إلى منازلهم بصورة تدريجية خلال الأشهر المقبلة». وقال خلال لقائه رؤساء سلطات محلية في شمال البلاد إنه «يجب الاستعداد لإعادة سكان القرى البعيدة عن السياج الأمني أولاً». غير أن تطورات الأيام الأخيرة وحضور المقاومة عند خط الحدود، واستهدافها المستوطنات الحدودية بالصواريخ المباشرة وغيرها، تبدّد وعود هاليفي، إلا إن كان ذلك عبر «اتفاق» ترضى به المقاومة، ويسمح بعودة اللبنانيين إلى قراهم الحدودية.
ووقعت، أمس، اشتباكات بين قوات العدو ومجموعات المقاومة في محيط هرمون والتيّارات في جنوب يارون، وباتجاه محيط الملعب والجبانة شرق يارون حتى محيط صلحا المحتلة (مستوطنة أفيفيم) شرق مارون الرأس. وبالتزامن، استهدفت المقاومة قوة مشاة إسرائيلية حاولت التقدّم باتجاه بلدة يارون بصليةٍ صاروخية، فأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح. كما استهدفت بصليات صاروخية تجمّعاً لقوّات العدو في مستوطنة دوفيف المقابلة ليارون ورميش، وتجمعاً معادياً شرق مارون الرأس. وبحسب مصادر ميدانية، يعمل العدو منذ أيام على تجميع قواته وآلياته عند أطراف رميش ويارون ومارون الرأس، في إطار ما يبدو مخططاً للتوغل نحو مدينة بنت جبيل. ومساء أمس، زعمت «القناة 13» أن «الجيش الإسرائيلي نفّذ منذ أيام عملية سرية في بنت جبيل، دمّر فيها دفاعات جوية وصواريخ استراتيجية لحزب الله»، فيما أكدت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» أن «قوة إسرائيلية حاولت قبل أيام التسلل بشكل صامت، إلى حي الدورة، بين يارون وبنت جبيل، لكنّ المقاومين رصدوها واشتبكوا معها، ما دفعها إلى الانسحاب تحت القصف المدفعي».
ونفّذت المقاومة أمس، عمليات قصف متنوّعة داخل فلسطين المحتلة، أبرزها استهداف منطقة «الكريوت» شمال مدينة حيفا المُحتلّة، وقاعدة «ستيلا ماريس» للرصد والرقابة البحرييْن شمال غرب المدينة، وقاعدة «إلياكيم» جنوبها. وأفادت «القناة 12» العبرية بوقوع «أضرار في البنية التحتية لشبكة الكهرباء في كريات يام عقب إطلاق صواريخ من لبنان، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة (…) وتسرّب كبير للغاز بالإضافة إلى إصابة شخص.
وفي اعتداء غير مسبوق، أطلقت مُسيّرة إسرائيلية صاروخاً باتجاه سيارة عند حاجز للجيش اللبناني على جسر الأولي، عند مدخل مدينة صيدا الشمالي، ما أدى إلى استشهاد سائق السيارة حسين شومر وشقيقتيه آلاء وملاك، وجرح ثلاثة عسكريين من الجيش اللبناني وخمسة جنود ماليزيين من قوات «اليونيفل» أثناء مرورهم بالمكان بمواكبة الجيش اللبناني. كما أصيب ثلاثة مدنيين آخرين بجروح.
- صحيفة الديار عنونت: المقاومة تبدأ المعادلات الاستباقية: محاولة حماية البنى التحتية
قلق من تصعيد في الفترة الانتقالية وغموض حول نوايا بايدن؟
ترامب يتواصل مع طهران… وعود لا ترمم الثقة ولا تمنع الرد
وكتبت تقول: اذا كان ثمة من يراهن او ينتظر تبلور استراتيجية الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب بشان الحرب الاسرائيلية على لبنان، فإنها ليست المقاومة التي تواصل فرض المعادلات في الميدان رغبة منها في ايلام العدو وفرض وقف للنار بأسرع وقت ممكن، وفق الشروط التي تحفظ السيادة الوطنية وتمنع حكومة الاحتلال من تحقيق اهدافها الخطيرة في الشرق الاوسط انطلاقا من «البوابة» اللبنانية. في هذا الوقت، سجلت اولى المحاولات من قبل الادارة الاميركية الجديدة «لجس النبض» مع طهران دون تقديم اي ضمانات تسمح بالرهان ايجابا على صدق نوايا الرئيس المنتخب في ظل طروحات غير عملية ووعود لن تكون كافية لمنع طهران من الرد على العدوان الاسرائيلي الاخير، فيما بدأ الترويج في الاعلام الاسرائيلي لرغبة رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بإقناع الرئيس جو بايدن بإنهاء عهده بإنجاز يعوض اخفاق الديموقراطيين بضرب المشروع النووي الايراني بموافقة ضمنية من ترامب الذي يرغب بتسلم السلطة كداعية للسلام.
وفيما تحاول باريس عبر وزير خارجيتها التي تعرض للإهانة في اسرائيل بالأمس، الترويج لصفقة لا تبدو انها ناضجة، شهد الميدان تحولا نوعيا بعدما ادخلت المقاومة اسلحة نوعية لضرب اهداف استراتيجية بهدف تثبيت معادلات جديدة في ظل توقعات بإقدام حكومة العدو على التصعيد في الفترة الانتقالية الاميركية، وقد كانت باكورة هذه الاستهدافات امس الاول بضرب القاعدة العسكرية القريبة من مطار بن غورين بصاروخ «فاتح 110»، في رسالة ردعية لقوات الاحتلال، لحماية مطار رفيق الحريري الدولي، مفادها بان المقاومة لديها الوسائل التدميرية المناسبة لإخراج المطارات الاسرائيلية عن الخدمة اذا ما اتخذت الحكومة الاسرائيلية قرارا باستهداف البنى التحتية في لبنان. وقد اصيب بالأمس العشرات من جنود الاحتلال وضباطه في الجليل وفي كمين قرب بلدة يارون الحدودية، في يوم وصفته وسائل الاعلام الاسرائيلية بانه «يوم عنيف» ادى الى دمار هائل في المستوطنات، حيث استخدمت المقاومة منظومة «ملاك واحد» الصاروخية في قصف الكريوت في حيفا حيث حصل تسرب للغاز ادى الى هلع وهجرة جماعية للسكان.
رسائل ترامب لايران؟
وفيما سربت وسائل اعلام اسرائيلية عن مقربين من نتانياهو توقعهم استمرار الحرب في لبنان اقله لثلاثة أشهر، اكدت مصادر دبلوماسية «للديار» ان الساعات القليلة الماضية شهدت اول محاولة من فريق الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب للتواصل مع طهران عبر وسيط خليجي معتمد، وذلك في إطار استكشاف معالم المرحلة المقبلة. وعلم في هذا السياق، ان الاميركيين يريدون الانطلاق في العلاقة بناء على اسس جديدة تقوم على فكرة التخلي عن الافكار المسبقة وعدم ربطها بما حصل من صدام مباشر وغير مباشر خلال الولاية الاولى لترامب، مع ابداء الاستعداد لمناقشة افكار حول العودة الى اتفاق نووي بحلة متجددة تزامنا مع البحث بترتيبات حول الملفات الساخنة في المنطقة ومنها الحرب في غزة ولبنان، وكذلك سوريا والعراق.
ماذا يريد ترامب؟
ووفقا لتلك الاوساط، لم تحمل الرسالة الاميركية اي تفصيلات حول اي من القضايا الانفة الذكر، لكن حملت في طياتها خطوطا عريضة تفيد بأن ترامب لا يرغب بالتصعيد ويريد انهاء الحروب في المنطقة، وهو يؤمن بإمكانية التوصل الى تفاهمات بالخطوط العريضة في الفترة الفاصلة التي تسبق توليه السلطة رسميا في كانون الثاني المقبل. واوحى الجانب الاميركي برغبة ترامب بعدم حصول رد ايراني «غير متناسب» على الهجوم الاسرائيلي على ايران كي لا تزداد الامور تعقيدا ويصعب حل الازمات، لكنه في المقابل لم يبعث باي ضمانات بأنهاء الحرب الاسرائيلية على غزة على نحو نهائي، باعتبار ان الوضع معقد، مع وعد بإمكانية خفض مستوى التصعيد الى حده الادنى، وتسهيل الظروف الانسانية للفلسطينيين، بانتظار تسلمه السلطة وعندها يتم ايجاد حلول مستدامة.
الملف اللبناني غير معقد!
اما في الشأن اللبناني، فان مستوى التفاؤل لدى الادارة الاميركية مرتفع باعتبار ان الخلاف حول «اليوم التالي» ليس معقدا وهناك القرار 1701 على الطاولة، ويمكن التوصل الى اتفاق في غضون اسبوعين من المحادثات الجادة خصوصا ان القيادة العسكرية في اسرائيل سبق ورفعت توصيات للحكومة بإمكانية الذهاب الى الى الحل السياسي بعدما استنفدت اهداف الحرب العسكرية.
لا ضمانات اميركية
هذه الافكار الاميركية بقيت دون ضمانات عملانية يمكن الركون اليها حتى الان، وحسب اوساط مطلعة، اذا كان الركون لحسن النوايا في زمن السلم غير ممكن، فكيف اذا كانت المنطقة تحترق، ولهذا كان الجواب الايراني واضحا بعدم الاكتراث للأقوال بانتظار الافعال، فمن يواصل عدوانه هو اسرائيل ومن بيده الحل والربط لوقف المجزرة هي الادارة الاميركية، والاختبار الجدي للنوايا يبدأ بوقف النار، وغير ذلك يبقى محاولة جديدة لمنح نتانياهو المزيد من الوقت لإكمال مشروعه المتطرف المدعوم من الادارة السابقة والدولة العميقة في الولايات المتحدة، واذا اراد ترامب ان يرسل مؤشرات ايجابية عليه ان يثبت ذلك على نحو عملي لا من خلال الشعارات. ووفقا للمعلومات، كان الايرانيون واضحين لجهة ان ردهم على العدوان الاسرائيلي الاخير غير قابل للنقاش وفي التوقيت المحدد له، وان لا ثقة لهم بالرئيس ترامب بفعل التجربة السابقة، وكذلك تصريحاته خلال الحملة الانتخابية حين شجع نتانياهو على ضرب ايران بقسوة وعدم استثناء قطاع النفط والمفاعلات النووية. فهل تراجع عن افكاره؟ إذا عليه ان يثبت ذلك.
يأس «الاصلاحيين»
وفي «رسالة» بالغة الدلالة من التيار الاصلاحي الايراني المتهم بميله لعقد الصفقات مع الغرب، جاء أول تعليق من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على فوز ترامب «فاترا» بعدما اثبتت التجربة عدم وفاء الاميركيين بوعودهم، ولهذا قلل الرئيس الايراني من تأثير الأمر على بلاده، واشار الى ان فوز ترامب «لا يغيّر شيئا» بالنسبة إلى طهران، كما شدد على أن الأولوية بالنسبة لبلاده تكمن في تطوير العلاقات مع الجيران والدول الإسلامية. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي قد أكد أمس ان بلاده لديها تجارب مريرة للغاية مع السياسات والتوجهات السابقة للإدارات الأميركية المختلفة، لكنه اعتبر في الوقت عينه أن فوز ترامب يمثل فرصة لمراجعة وإعادة النظر في التوجهات غير الصائبة السابقة لواشنطن.
حزب الله لن يهزم
من جهته، أعلن المرشد الايراني السيد علي خامنئي خلال لقاءٍ مع أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران أنّ «الجهاد المستمر بقوّة في لبنان وقطاع غزّة وفلسطين المحتلة سيؤدي حتماً إلى الانتصار». وقال إنّه «وبحسب ما يُفهم من التطورات الجارية، والوعد الإلهي، فإنّ انتصار الحق ومحور الحق وجبهة المقاومة قطعي». وقال الخامنئي أنّ سيدنا العزيز السيد حسن نصر الله استشهد وباستشهاده نال أعلى المراتب وما كان يتمناه، لكنّه ترك هنا إرثًا كبيرًا وهو حزب الله الذي نما وتعاظم وتحوّل إلى قوةٍ لم يتمكّن العدوّ من هزيمتها على الرغم من كلّ إمكانياته المادية والإعلامية وإن شاء الله لن يتمكّن من ذلك.
احتمال ضرب ايران؟
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية عن مصدر مقرب من نتنياهو تاكيده ان الاخير يرى فرصة متاحة لضرب ايران بقوة في الفترة الانتقالية الاميركية، ولفت الى ان «نتنياهو سيعمل على استغلال غضب بايدن على رجال حزبه ورغبة الرئيس المغادر ليخلف وراءه إرثا ًمبهراً، وإلا سيدخل كتب التاريخ كرئيس نحاه رفاقه عن التنافس في الحزب، وبعد ذلك فشل في محاولة المساعدة لمن حلت محله».
دور «الشرطي السيء»؟
وسيحاول نتنياهو اقناع ترامب اتمام المهمة في الشهرين والنصف المتبقية من خلال تحقيق النصر الحقيقي الذي لا يمكن تحقيقه دون ضربة حقيقية لإيران، مع التشديد على استهداف برنامجها النووي. ولكي يحصل هذا، ينبغي للرئيس بايدن أن يقتنع بأن إعطاء إسرائيل «ضوء اخضر» ضد إيران ستكون الخطوة المكملة لينهي بها حياته السياسية الطويلة. في وقت ليس من الصعب اقناع الرئيس ترامب، بأن الأفضل له منح بايدن دور الشرطي السيئ، كي يحصل هو على طاولة نظيفة في 20 كانون الثاني، ويتمكن على الفور من التركيز على صنع السلام.
رهانات «ومقامرة»
من جهتها، اكدت صحيفة «هارتس» انه لا فائدة من المقامرة على السياسة الخارجية للرئيس المنتخب. وقالت ان هذا مبكر جداً. كثيرون من المقربين منه، مثل مايك كومباو، هم من مؤيدي إسرائيل ومحبي نتنياهو. ولكن ظهرت في فترة ولايته الأولى في السياسة الخارجية للإدارة الأميركية أسس متناقضة ومختلطة. بث ترامب نزعة انفصالية وتحفظاً شديداً من غرق أميركا في أمن الحلفاء وعدم الرغبة في الدخول إلى حروب أخرى زائدة. في المقابل، صدق ادعاءات نتنياهو، وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران بصورة قربت نظام طهران من موقف جعلها أقرب إلى إنتاج القنبلة.
مصالح ترامب اولا
وبراي الصحيفة، فان سجل ترامب فيما يتعلق بإسرائيل أكثر تعقيداً مما يميلون للحديث عنه. لذلك، فإن مظاهر التبجيل والتذلل تبدو مبكرة قليلاً. سيهتم ترامب قبل أي شيء آخر بمصالحه، التي لا تتساوى بالضرورة مع توقعات ائتلاف نتنياهو. ولم يخف ترامب يوماً إعجابه بالدكتاتوريين، وحتى السوقيين بينهم، مثل حاكم كوريا الشمالية.
ماذا سيفعل بايدن؟
في المقابل، ثمة توقعات سياسية أكثر تفاؤلا في اسرائيل، لفتت عبر «يدعوت احرنوت» الى انه خلال فترة الانتقال التي تستمر شهرين، حتى تنصيب ترامب في 20 يناير 2025، فمن المرجح أن يسعى الرئيس بايدن، المتحرر من القيود السياسية والقيود الانتخابية، إلى ترسيخ إرثه. من خلال إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس وحزب الله، وقبل كل شيء الترويج لصفقة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى الحركة. وقد لا يتردد بايدن في ممارسة ضغوط شديدة على إسرائيل لتحقيق هذه الغاية.
لا وقف للعملية البرية!
في هذا الوقت، وفي خبر يكشف عن صعوبة المواجهة مع حزب الله على الحدود، كشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن تراجع قيادة جيش الاحتلال عن قرار الاعلان عن وقف العمليات البرية في لبنان نهاية الاسبوع الماضي، بضغط سياسي، مع العلم ان القيادة العسكرية سبق وابلغت الحكومة ان المهمة انجزت ولم يعد هناك حاجة للمزيد من التوغلات والمواجهات المباشرة. وقد التقى رئيس أركان جيش العدو، هرتسي هاليفي امس مع رؤساء السلطات المحلية في الشمال برفقة قائد المنطقة الشمالية وقائد الجبهة الداخلية، ولفت الى انه «لا يوجد شيء يمثل الانتصار أكثر من عودة آمنة للسكان وسنمضي في هذا الطريق معًا، نحن نضرب البنى التي أقامها حزب الله منذ العام 2006 ونعمل ذلك بأكبر قوة ممكنة ولن نسمح باعادتها»، ودون ان يقدم اي وعود حول العودة القريبة للمستوطنين، قال «نواصل العمل مع الكثير من القوة والإصرار، حيث يتعين علينا اعداد خطط واضحة لضمان أن الوضع هنا سيكون أفضل بكثير مما كان قبل الحرب، ولفت الى انه في كل تسوية سياسية لو تحققت سيتعين على الجيش الإسرائيلي معاقبة الخروقات بقوة النار!.