قالت الصحف: تصعيد العدوان مؤشر لإقتراب الهدنة أم لفشل مساع هوكشتاين؟
الحوارنيوز – خاص
لم يبرز أي معط رسمي من الجانب الأميركي حيال نتائج مساعي المبعوث الأميركي الى المىنطقة أموس هوكشتاين لدى قادة دولة الاحتلال أمس، غير أن التصعيد الخطير والكبير الذي تعمّده العدو كان بمثابة جواب بالنار، في حين أن التقديرات توزعت بين وصفه بالتصعيد الذي يسبق الهدنة وبين التصعيد الذي يعلن فشل المساعي…
ماذا في تفاصيل صحف اليوم ميدانياً ودبلوماسياً؟
- صحيفة النهار عنونت: استنفار نيابي “نادر” لمواجهة تداعيات النزوح زنّار مجازر من صور إلى البقاع الشمالي
وكتبت تقول: للمرة الأولى منذ اشتعال الحرب الجارية قبل شهر وبضعة ايام، تقدمت المخاوف والهواجس اللبنانية المتعاظمة من تداعيات أزمة النزوح من المناطق المستهدفة بالغارات والقصف والمواجهات إلى مناطق أكثر أمناً على كل المخاوف والأخطار الأخرى، الأمر الذي يشكل استحقاقاً ضاغطاً بقوة على الدولة والحكومة ومجلس النواب والقوى السياسية والمجتمعية بأسرها. ولعلّ المفارقة الكبيرة اللافتة التي استولدتها هذه الأزمة والتي استوقفت المراقبين الدبلوماسيين كما الأوساط الداخلية تمثلت في أن الهمّ المشترك الناشئ عن تفاقم تداعيات أزمة النازحين تمكّن من فعل ما لم تفعله أي أزمة أخرى سابقاً وحالياً.
إذ أنه عشية أيام قليلة من حلول موعد احياء الذكرى السنوية الثانية لأزمة الفراغ الرئاسي، انعقد اجتماع نيابي موسع في مجلس النواب ضم أكثر من خمسين نائباً يمثلون سائر الكتل النيابية قاطبة بلا استثناء في ما شكل اجماعاً نادراً على توحيد الموقف من أزمة النزوح واصدار توصيات لمواجهتها. وعلى رغم الطابع غير الرسمي لهذا التطور لكون الاجتماع جاء بمبادرة من النواب وليس بدعوة من رئاسة المجلس، اتخذت الخطوة دلالات بارزة وإيجابية من حيث الاجماع على اتجاهات عملية ومبدئية وقانونية لاحتواء ومعالجة أزمة النزوح خصوصاً وتحديداً لجهة الاتفاق على ضرورة خضوع النازحين والمقيمين لأحكام القانون ومنع أي مسببات للاحتكاكات والاشكالات.
ومن غير المستبعد أن يكون مسار تكثيف الخطوات المتصلة بالنازحين ناجماً عن المعطيات القاتمة التي لا تزال تحكم الواقع الحربي التصعيدي في لبنان، إذ لا تظهر بعد أي معالم ايجابية لوقف النار ولجم الحرب التدميرية وهو ما تبدّى في عدم تبلّغ المسؤولين اللبنانيين أي معطيات حيال مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في إسرائيل وما إذا كانت سنتتهي بموافقة اسرائيلية على وقف للنار في لبنان.
واتفق ممثلو الكتل النيابية الذين اجتمعوا في قاعة المكتبة العامة لمجلس النواب ظهر أمس على مجموعة اتجاهات وخطوات تضمنها بيان، وأبرزها: “اعتبار واقع النزوح الذي نشأ نتيجة العدوان الإسرائيلي قضية وطنية تعني الجميع وتفترض مقاربتها والقيام بمهامها وفق قواعد وأصول التضامن الوطني، الذي تجلّى بالاحتضان المشكور الذي حصل في كل المناطق التي استقبلت النازحين وقدّمت أفضل صورة عن الانتماء الوطني. مطالبة الحكومة اللبنانية بمضاعفة جهودها والقيام بكل ما يلزم لايجاد أماكن الإيواء وتأمين المستلزمات الضرورية لإقامة ومعيشة النازحين ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والاخلاقية والإنسانية في هذا المجال. دعوة الأجهزة الأمنية والعسكرية والبلدية للقيام بكامل واجباتها للحفاظ على أمن النازحين اللبنانيين والمقيمين وتطبيق القوانين بحزم وإيلائها الأولوية المطلوبة ومنع أي وجود مسلح سواء من المجتمع النازح أو المقيم والابتعاد عن مظاهر الأمن الذاتي. خضوع جميع المواطنين سواسيةً، من مقيمين ونازحين، للقانون وقواعد الانتظام العام واحترام الملكيات الخاصة وعدم الاعتداء عليها أو استعمالها بغير موافقة اصحابها. الطلب من الحكومة دعم البلديات للقيام بدورها بفعالية وتسجيل النازحين في أماكن النزوح واشرافها على كل ما يتعلق بموضوع النازحين اللبنانيين وتوزيع المساعدات لهم بالتنسيق والتكامل مع هيئة إدارة الكوارث الحكومية”.
وأكد النائب وائل أبو فاعور أن الاجتماع عقد بسعي مشترك من كتلتي “اللقاء الديموقراطي” و”الاعتدال الوطني” وبالتعاون مع كل القوى السياسية، وبدعم من رئيس مجلس النواب نبيه بري”.
على الصعيد الحكومي، كشف وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب خلال مشاركته في إفتتاح اعمال الدورة التاسعة لأعمال الاتحاد من أجل المتوسط في مدينة برشلونة أنّ “أكثر ما يقلقنا في لبنان هو الفتنة الداخلية مع توسع الاحتكاكات بين النازحين وسكان المناطق التي نزحوا إليها”، مشدداً على أنّه “إذا لم تتوقف الحرب فإن النزوح يمكن أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع وحدوث صدامات مجتمعية”. وطالب بوحبيب بِـ”دعمكم ومساعدتكم لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته بصورة متوازنة من الطرفين وتعزيز قدراتنا الدفاعية”.
- صحيفة الأخبار عنونت: إسرائيل تحمّل هوكشتين شروطها المستحيلة: حصار مقابل وقف إطلاق النار!
وكتبت تقول: لم تتناقل وسائل الإعلام العبرية وصول المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين إلى إسرائيل، رغم إشارتها سابقاً إلى أن الزيارة مقررة الإثنين، إلى أن أعلنت القناة 12 العبرية أن هوكشتين «يزور الشرق الأوسط اليوم»، مشيرة إلى أن «إسرائيل تسعى للتوصل إلى صفقة شاملة في لبنان تقوم على إلغاء توسيع العملية البرية، مقابل دعم الولايات المتحدة حظراً بحرياً وبرياً وجوياً على لبنان يمنع إعادة التأهيل العسكري لحزب الله وتسليحه». وفيما كشفت القناة أن «صفقة لبنان تهدف الى وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتم من خلالها مناقشة تفاصيل الاتفاق كاملاً»، قالت إن «إسرائيل تنوي التمسك بهذا الشرط لكي تكون لديها قدرة وحرية على الردّ على أيّ خرق والهجوم عليه من أي مكان، سواء من الأرض أو البحر أو الجو». وأضافت أن «هدنة الشهرين فرصة للاتفاق على تفاصيل التسوية الكاملة وآليات التنفيذ والقرارات المطلوبة على المستوى الدولي للتوصل إلى اتفاق. كذلك، فإن الاتفاق الجديد سيكون أكثر فعالية من القرار السابق 1701 الذي جرى انتهاكه بعد وقت قصير من صدوره».
ورأت مصادر ديبلوماسية أن ما سرّبته القناة «يعني نسفاً للجهود التي تدّعي الولايات المتحدة أنها تقوم بها للضغط في اتجاه وقف إطلاق النار»، مؤكدة أنه «يستحيل أن يقبل لبنان بذلك، لأنه يعني فرض حصار على لبنان للقبول بوقف إطلاق النار، وهذا جنون». ولفتت المصادر إلى أن هذا الكلام يعني أن «هوكشتين قد لا يزور لبنان»، مشيرة ألى أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغَه في زيارته الأخيرة أنه في حال لم يكن هناك تطورات جدية تؤكد وجود نية إسرائيلية لوقف إطلاق النار فلا داعي لمجيئه إلى بيروت».
ويمكن فهم ما سرّبته القناة الإسرائيلية على كونه مؤشراً على اتجاهين: إما أن العدو الإسرائيلي يرفع سقف شروطه إلى الحدّ الأقصى، بعدما استعاد حزب الله زمام المبادرة في الميدان، ما يسمح له بفرض شروطه الأخرى المتعلقة بآليات تنفيذ القرار 1701، محاولاً الالتفاف على الضغط الأميركي حتى تاريخ الانتخابات ليعرف مع أيّ إدارة سيتعامل، وإما أن إسرائيل ليست في وارد وقف الحرب نهائياً؛ أقله في المدى المنظور، وخصوصاً أنها ترى أنها لم تحقق كل ما تريده. وعبّر عن هذا الاتجاه مكتب نتنياهو الذي أكد أن «لا تراجع عن القتال في لبنان قبل ضمان خروج حزب الله من الجنوب»، مشيراً إلى أن «التقارير عن اتفاق مع أميركا لمنع توسيع القتال في لبنان محض خيال». وأشار نتنياهو إلى أنَّ «إسرائيل قوية وستكون أقوى من ذي قبل (…) إسرائيل تعرضت لضربة قاسية لكنها لم تركع، والرد سيكون بحرب تغيّر وجه الشرق الأوسط».
ونقل زوار عين التينة عن الرئيس بري قوله إن «التسريبات تذكّرنا بما شهدناه على مدار عام من مراوغة إسرائيلية في المفاوضات مع غزة حين كانَ نتنياهو يسارع إلى إفشالها كلما شعر بإمكانية التوصل إلى اتفاق». وكشفت المصادر أن «ما سرّبته القناة العبرية صحيح في جزء منه، وقد اقترحه هوكشتين وخصوصاً في ما يتعلق بهدنة مدتها 60 يوماً، لأنه كانَ مقتنعاً بأن لا جدوى لأي مفاوضات تحت النار». وهو كان يسوّق بأن القبول بالهدنة «يمكن أن يكون ورقة للضغط على بري للموافقة على البنود التي طرحها الموفد الأميركي كآلية لتنفيذ القرار 1701، وهي أصلاً في غالبيتها مرفوضة».
وأضاف زوار رئيس المجلس أنه يرى أن «الشرط الإسرائيلي المسرّب هو أول ردّ سلبي على طرح هوكشتين وهو غير واقعي، فليست إسرائيل في موقع قوة يتيح لها فرض الشروط ما دامت المعركة مستمرة ووضع المقاومة في الميدان جيد جداً».
في غضون ذلك، واصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الموجود في بريطانيا، اتصالاته الديبلوماسية، والتقى وزير الدفاع البريطاني جون هيلي في مقر السفارة اللبنانية في لندن. وشدد رئيس الحكومة على «أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار والعمل مع الجهات الدولية للتوصل الى حل ديبلوماسي لتطبيق القرار 1701 كاملاً»، ونوّه «بأهمية دور اليونيفل لحفظ الاستقرار في الجنوب، داعياً «بريطانيا الى دعم جهود اليونيفل وتعاونها مع الجيش». وفيما شدد الوزير البريطاني على أن «المساعي الديبلوماسية قائمة لوقف إطلاق النار»، أشارت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة إلى أنه «لا بد من اتفاق لوقف النار في لبنان يعيد سكان شمال إسرائيل إلى مساكنهم»، بينما قال مندوب فرنسا »إننا نعمل على وقف النار على طول الخط الأزرق وتطبيق كامل للـ 1701».
- صحيفة الديار عنونت: لبنان يرفض «الاملاءات» ونتانياهو يرد بتدمير صور وبعلبك
شروط استسلام تعطّل الدبلوماسية الى ما بعد الرئاسة الاميركية
تكتيكات حزب الله في المواجهات البرية تفرض معادلات جديدة
وكتبت تقول: لا رهان جديا على مضمون ما يمكن ان يحمله المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين من كيان الاحتلال الاسرائيلي، اذا صدقت المعلومات حول نيته القدوم اليوم الى هناك، فحتى الان لا اعلان رسميا يفيد بحتمية الزيارة، ولا مواعيد له في بيروت، ومن ينتظر الجواب من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو عليه الانتظار الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في الخامس من الشهر المقبل، لان كل ما يصدر قبل ذلك مجرد مناورات وملء للوقت الضائع، وسط تدمير ممنهج يطال البنية التحتية المدنية في مناطق بيئة المقاومة في محاولة للضغط بمزيد من التدمير الوحشي خصوصا على موقف المفاوض باسم المقاومة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد اختار العدو بالأمس مدينة صور بما تمثله، وكذلك بعلبك «كصندوقي بريد» ناري حيث يحصل تدمير ممنهج وهمجي للمجمعات السكنية ويستهدف المدنيين. وهي استراتيجية تتبعها قوات الاحتلال بعدما ثبت ان عين التينة لن تتراجع «قيد انملة»، بحسب مصادر مطلعة، اكدت ان بري ابلغ من يعنيهم الامر في واشنطن بذلك، فيما أكد حزب الله بالأمس عبر النائب علي فياض ان الانجازات التي حققتها المقاومة في الميدان طوت مرحلة الاملاءات الاسرائيلية.
السقوف العالية
وفي هذا السياق، اكدت مصادر سياسية بارزة، ان السقوف لا تزال عالية في كيان الاحتلال على الرغم من الفاتورة المكلفة التي يدفعها ضباطه وجنوده على الحافة الامامية، وفي المستوطنات، وإذا كان «المكتوب» يقرأ من عنوانه، فان التفاوض تحت النار لا يمكن تفسيره الا بمحاولة اسرائيلية لفرض شروط استسلام على لبنان، ويتسلح نتانياهو بدعم اميركي اعمى لخططه، بل شراكة اميركية وقحة لا يمكن تجميلها بحراك دبلوماسي لا يهدف الا لمحاولة تحسين فرص كاميلا هاريس الانتخابية. وفي هذا السياق، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية ان نتانياهو ينتظر معرفة من سيخلف الرئيس بايدن قبل الالتزام بمسار دبلوماسي بشأن الحرب. وقد نفى مكتب نتانياهو اجراء مشاورات مع واشنطن لمنع توسيع القتال في لبنان لـ 60 يوما.
شروط استسلام اسرائيلية؟
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «اسرائيل هايوم» الناطقة باسم نتانياهو عن خطته التي تحمل في طياتها ما يعتبره إمكانية حصول انعطافة استراتيجية. ولفتت الى انه يريد احداث تغيير استراتيجي في ميزان القوى في لبنان، وقضم قدرة النفوذ الإيراني في المنطقة، التي يوافق عليها أطراف في لبنان وفي الساحة الدولية والإقليمية. ولهذا تريد إسرائيل تصميم واقع جديد على الساحة اللبنانية من خلال تسوية سياسية، في ظل إلقاء ثقل وزنها العسكري كرافعة ضغط.
الخطة الاسرائيلية؟
وذلك ضمن شرطين ملزمين، الاول، آلية إنفاذ ذات مغزى تتأكد من تنفيذ القرارات المتخذة، والثاني، حفظ شرعية لعمل عسكري مبادر من إسرائيل في حالة عدم الالتزام بالاتفاقات. ولهذا فان التسوية يجب ان تقوم على أساس خطة تنفذ في عدة مراحل: 1 ـ تنفيذ كامل لقرارات 1701، بما في ذلك وقف نار تام من حزب الله، وانسحاب عموم قواته إلى ما وراء الليطاني، وانتشار قوات الجيش اللبناني في جنوب لبنان. بعد ذلك، تنسحب إسرائيل إلى الحدود الدولية.2- تنفيذ القرار 1559، الذي يتضمن تجريد حزب الله من سلاحه وإلغائه «كميليشيا» مستقلة في لبنان في غضون 24 شهراً تحت رعاية الجيش اللبناني وآلية إنفاذ دولية. 3- تحديد مدة تسمح لإسرائيل بحرية عمل عسكري مطلقة في صالح تنفيذ القرارات، في كل حالة من تعاظم قوة حزب الله في لبنان أو خرق وقف النار.
لا عودة الى 1701
ولذلك لن توافق اسرائيل على العودة للقرار 1701، لان هذا السيناريو سيسمح لإيران ولحزب الله بالمهلة الزمنية اللازمة لإعادة تنظيم نفسه، وإعادة وتجديد تعاظم القوة. ولا تتوقف طموحات نتانياهو عند هذا الحد، فبرايه إسرائيل في موقع تأثير تاريخي لدرجة خلق أساس مستقبلي للتطبيع مع لبنان، واليمين يضغط عليه لعدم تفويت هذه الفرصة، خصوصاً بعد أن دفع الجيش ثمناً باهظاً جداً.
لا معجزة اميركية
وفي هذا السياق، اكدت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان لا أحد ينتظر معجزة أميركية فمن ناحية لبنان، لم تتغير أسس هذا الاتفاق، وهي تشمل تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بدون تغيير صياغته، وانتشار الجيش اللبناني جنوبي الدولة إلى جانب قوة اليونيفيل، التي لن تتغير صلاحياتها، ولفتت الى ان طيف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لن يغيب عن الساحة، فإرثه سيملي مصير لبنان، ويحول أي نقاش حول الاتفاق إلى مناورة عقلية نظرية، وكل زيارة لوسيط إلى عرض متكرر لعدم الجدوى والفائدة.
الفترة الانتقالية!
وهذا الموقف يتصادم مع معارضة إسرائيل وأميركا، التي تطالب بتوسيع لبنود القرار، بحيث يعطي إسرائيل صلاحية المتابعة الجوية لتنفيذ القرار، ووفق الصحيفة، عند الحاجة يسمح بتنفيذ رقابة برية، أي القيام بـ «مطاردة ساخنة» داخل لبنان في كل حالة خرق، وتوسيع صلاحية عمل قوة اليونيفيل. ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية، تاكيدها ان اسرائيل ستطلب أيضاً السماح بالتواجد في جنوب لبنان لفترة انتقالية يتم فيها فحص الترتيبات العسكرية التي ستقوم بها حكومة لبنان واليونيفيل، لكن من المشكوك فيه انه سيتم الرد بالإيجاب على هذا الطلب.
عداد الشهداء يرتفع
في هذا الوقت، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في تقرير جديد أن «الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان حيث بلغ حتى يوم الأحد 2710 شهداء و 12592 جريحا»، ويتضمن إحصاء لشهداء القطاع الصحي وجرحاه والخسائر الحاصلة في المستشفيات والمراكز الصحية والإسعافية والآليات.
الفتنة؟
وفي موقف لافت، حذر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب من فتنة داخلية، وقال خلال مشاركته في إفتتاح اعمال الدورة التاسعة على المستوى الوزاري لأعمال الاتحاد من اجل المتوسط في مدينة برشلونة – اسبانيا، أنّ «أكثر ما يقلقنا في لبنان هو الفتنة الداخلية مع توسع الاحتكاكات بين النازحين وسكان المناطق التي نزحوا إليها»، مشدداً على أنّ «إذا لم تتوقف الحرب فإن النزوح يمكن أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع وحدوث صدامات مجتمعية».
- صحيفة الأنباء عنونت: الميدان يسابق الإنتخابات الأميركية… واقتراحات هوكشتاين تصطدم بتعنّت نتنياهو
وكتبت تقول: فيما تزال الحرب الإسرائيلية المدمّرة آخذة بوتيرتها التصاعدية، مخلّفة الدمار والخراب وموقعةً عدداً كبيراً من الشهداء، شهدت قرى البقاع سلسلة غارات عنيفة أدّت إلى سقوط أكثر من 60 شهيداً وعدد من الجرحى، في تأكيد جديد على سياسة القتل المتعمّد التي يُمارسها العدو الإسرائيلي تجاه اللّبنانيين. في الأثناء، نالت مدينة صور نصيبها من الغارات يوم أمس استهدفت مناطق مدنية وشهدت دماراً هائلاً في المباني والمحال التجارية. من جهته، رد “حزب الله” على هذه الاستهدافات بصليات صاروخية طالت تجمعات للعدو في عدة مستوطنات.
بالتزامن، استكمل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حراكه في لندن على خط التوصّل إلى أفق لحل قريب ويُحقق وقف إطلاق النار، مؤكداً خلال لقائه مع رئيس الحكومة ووزير الدفاع البريطاني الالتزام بتطبيق القرار 1701 ومشدداً على أولوية وقف إطلاق النار في أقرب وقت.
من جهته، أشار النائب السابق وهبي قاطيشا إلى المواجهات الميدانية التي تشهدها المنطقة الحدودية بين الجيش الاسرائيلي الذي يحاول التقدم الى الداخل اللبناني وحزب الله الذي يعمل على منعه من تحقيق أهدافه، لافتاً إلى أن العدو يسعى لتدمير أنفاق “الحزب” الذي كان يتحصن بها، ما أدى إلى خسائر كبيرة لدى الطرفين، كما أن العدو قام بحشد خمس فرق عسكرية لتنفيذ هجومه البرّي وكل فرقة تتشكل من ثلاثة الى خمسة ألوية.
قاطيشا اعتبر في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أن المفاوضات التي انطلقت في الدوحة تتعلق بالوضع القائم في غزة بهدف الإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى حماس، واصفاً المساعي التي يقوم بها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بأنها تهدف بالدرجة الأولى إلى تأمين جرعة دعم لمرشحة الحزب الديمقراطي كاميلا هاريس ضد منافسها الجمهوري دونالد ترمب، ولو كانت المبادرة الاميركية جدية وقابلة للتنفيذ لما عاد هوكشتاين بعد لقائه الرئيس نبيه بري الأسبوع الفائت الى بلاده بل كان عليه أن يتوجه على الفور الى اسرائيل، مما يوحي بأن الأمور تراوح مكانها خصوصاً وأن نتنياهو ليس بوارد الموافقة على وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، مستبعداً التوصل الى هدنة في جنوب لبنان قبل الانتخابات الأميركية.
في السياق، كشفت مصادر أمنية عبر “الأنباء” الإلكترونية أن المبادرة التي يحملها هوكشتاين، والتي تصطدم بتعنّت نتنياهو، تتضمن تسعة بنود؛ الاتفاق على هدنة لمدة 21 يوماً للبدء بتطبيق القرار 1701، وقف الأعمال الدعائية وتراجع حزب الله بسلاحه وعتاده من منطقة جنوب الليطاني الى شماله، انسحاب إسرائيل الى ما وراء خط الانسحاب عام 2000، وتعزيز وجود الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني بـ 8000 جندي، إضافة إلى الدعوة لمؤتمر دولي لدعم الجيش بالعتاد والتمويل والتدريب لانجاز المهمة، كما تشكيل لجنة أميركية فرنسية بريطانية ألمانية بمشاركة دول أخرى مهمتها مراقبة آلية التطبيق خصوصاً لجهة انسحاب الحزب الى شمال نهر الليطاني. وانسحاب اسرائيل خلف الخط الازرق.
كذلك، إيجاد آلية قانونية تتيح لقوات اليونيفل العمل بحرية في منطقة جنوب الليطاني وذلك بالتنسيق مع الجيش اللبناني في حال تبين وجود أي منشآت او مبنى يشتبَه بخرقه القرار الأممي، وتعزيز الرقابة من قبل الجيش اللبناني في مطار رفيق الحريري الدولي.
توازياً، عقد مجلس الأمن جلسة طارئة لبحث التصعيد القائم في الشرق الأوسط، حيث أدان مندوبو الدول العضوية العدوان المستمر على غزة ولبنان مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار والسعي إلى التهدئة.
في الإطار، تتابع الصين بقلقٍ بالغ، وتدين، أعمال العنف المستمرة في الشرق الأوسط بما في ذلك العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة وعلى لبنان، إذ لفت الناطق باسم الخارجية الصينية في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أن وزير الخارجية وانغ بي أجرى في الآونة الأخيرة اتّصالات مكثّفة مع وزراء الخارجية في الدول الإقليمية، ودعا إلى وقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع، مؤكداً أن الجانب الصيني سيواصل العمل مع الدول الإقليمية وجميع القوى المحبة للسلام والمناصرة للعدالة في المجتمع الدولي، ليلعب دوراً بناءً في تهدئة الأوضاع، ويسعى لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط، مطالباً بفتح تحقيق في الاعتداءات الاسرائيلية على قوات اليونيفيل في جنوب لبنان.
إذاً، الأمور تراوح مكانها فيما تبقى الكلمة للميدان الذي قد يشهد تصعيداً غير مسبوق قبيل الانتخابات الأميركية بانتظار الرئيس الأميركي الجديد لبلورة ما ستؤول إليه المفاوضات في الأيام المُقبلة.