قالت الصحف: تصعيد الاعتداءات يرجح كفّة توسيع رقعة الاشتباكات
الحوارنيوز – خاص
عكست افتتاحيات صحف اليوم تقديرات عدد من المحللين بأن تصعيد العدو للإعتداءات واستهدافه المدنيين كما حصل في بلدة بنت جبيل، بمثابة مؤشر الى احتمال توسيع رقعة الاشتباكات، لا سيما وأن تهديدات مباشرة لقادة العدو بإستهداف مباشر للسيد نصرالله.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار: التصعيد يتدحرج وإسرائيل تهدد نصرالله بالاغتيال
وكتبت تقول: عند مشارف الأيام الأخيرة من السنة 2023 بدا واضحا ان الجبهة الجنوبية المشتعلة تشهد ما يمكن اعتباره التصعيد الأشد خطورة منذ شرارة اشتعالها الأولى في الثامن من تشرين الأول الماضي، غداة عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة “حماس” في غلاف غزة. فإلى المواجهات الميدانية بين إسرائيل و”حزب الله” الآخذة في التصاعد واحيانا في الاتساع نحو أعماق لا تزال مدروسة ومحسوبة، اتخذت المجزرة الإسرائيلية الأخيرة في بنت جبيل والتي أودت بثلاثة مواطنين من عائلة واحدة تحت ركام منزل مزيدا من الدلالات التصعيدية الاستفزازية التي رسمت تساؤلات عما تزمع إسرائيل القيام به تباعا في قابل الأيام ما دامت تدرك سلفا ان استهداف الأحياء السكنية والمدنيين سيؤدي الى ردود مماثلة من “حزب الله”، وهل “آن أوان” إشعال فتيل الحرب الشاملة اقترب ويقترب تبعا خلافا لكل التقديرات التي تعظم حجمها أخيرا حيال استبعاد حرب واسعة في لبنان؟
اذ انه بصرف النظر عن “ظاهرة” شبه اجماعية في الصحافة الإسرائيلية تركز على تعاظم احتمالات نشوب حرب في لبنان فان طبيعة التصعيد الميداني في الأيام الأخيرة باتت ترسم خطا بيانا مثيرا للمخاوف الجدية من حرب ربما للمرة الأولى على هذا النحو منذ بدء الامر الواقع الميداني الطارئ الذي أطاح عمليا او علق حتى اشعار اخر مندرجات القرار 1701. ولم يكن أدل على ذلك في الساعات الأخيرة من تصاعد المناخات التفجيرية عقب المجزرة العائلية التي ارتكبتها إسرائيل في بنت جبيل اذ رد “حزب الله” بالقصف الأشد عنفا وكثافة لكريات شمونه منذ بدء المواجهات، فيما انبرى وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين لتهديد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مباشرة بالتصفية والاغتيال. وبذلك تبدو الأيام المقبلة مفصلية وحاسمة اقله لجهة بلورة المسار الميداني التصاعدي في الجنوب فيما لا تظهر أي معالم مطمئنة إلى ضمانات خارجية ودولية حاسمة تحول دون تدهور أوسع وأخطر قد يحصل ويشكل هذه المرة الفتيل الأخطر لإشعال حرب واسعة.
وفي أي حال فان معالم التصعيد الأكبر ارتسمت مع مسارعة “حزب الله” الى الرد على استهداف المدنيين في بنت جبيل فأعلن انه استهدف مستعمرة كريات شمونة بـ30 صاروخ كاتيوشا.
كما ان هيئة البث الإسرائيلية أعلنت ان “حزب الله” أطلق صواريخ على رأس الناقورة خلال وجود وزير الخارجية الإسرائيلي وعدد من السفراء في الشمال.
التهديدات
وفي المقابل اتخذ التصعيد الإسرائيلي ذروة مداه الدعائي والإعلامي أيضا مع تهديد وزير الخارجية الإسرائيليّة إيلي كوهين السيد نصرالله بالاغتيال اذ قال “إنّ على نصرالله أنّ يفهم أنّه التالي” في إشارة إلى اغتيال إسرائيل قبل أيّام، المسؤول الإيرانيّ رضي موسوي في سوريا. وأضاف كوهين: “إذا أراد نصرالله تجنب ذلك، فعليه تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701”. ونقلت “إسرائيل اليوم” عن وزير الخارجية الإسرائيلي قوله: “إبعاد حزب الله عن الحدود إما أن يتم من خلال الديبلوماسية أو الحرب”، وأضاف: “يتعين على نصر الله فهم أنه التالي ما لم يبتعد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وكل الخيارات مفتوحة لإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم آمنين”. كما ان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أعلن بدوره في تصريح له، بان “قواتنا على مستوى عالٍ جدا من الاستعداد على الجبهة الشمالية مع لبنان، وتمت الموافقة على خطط ومستعدون للهجوم إذا تطلب الأمر”.
- صحيفة الأخبار عنونت: بنت جبيل تشيّع شهداءها والمقاومة تردّ: شبح توسّع المعركة يحوم فوق الجنوبيين
وكتبت آمال خليل تحت هذا العنوان تقول: تظلّلت ساحة بنت جبيل، أمس، بالأعلام الفلسطينية في مراسم تشييع الشهداء الثلاثة الذين قضوا في الغارة التي نفّذها العدو الإسرائيلي ليل الثلاثاء – الأربعاء على منزل سعيد بزي في وسط المدينة. لم يكن غريباً أن تثأر إسرائيل من هذا البيت المقاوم وتقتل نجلَي سعيد الوحيدين، علي (37 عاماً) وإبراهيم (26 عاماً) وزوجة الأخير، شروق حمود. وبحسب أقرباء الشهداء، فإن إبراهيم وزوجته كانا متواجدَين في الطبقة العلوية، فيما الوالد سعيد ونجله علي وصديقه كانوا متواجدين في الطبقة الأرضية. سقط الصاروخ على المبنى، فقذف عصف الصاروخ بسعيد إلى الخارج. فيما أطبق الردم على الثلاثة الباقين، وأصيب الرابع بجروح بليغة. لم يتمالك الوالد نفسه خلال العزاء. تكراراً، كان ينتحب كلّما رأى أحداً من أصدقاء ومحبّي نجله الأكبر علي. ينهض من كرسيّه ويركض باتجاه الركام، يبحث عن أغراض ابنيه وثيابهما. من حول سعيد، اصطفّ شقيقاه حسن ونعمة يواسيانه، وهما الأكثر تجربة في عدوانية إسرائيل وغدرها. فالأول أمضى في معتقل الخيام 11 عاماً حتى تحرّر في عام 2000، والثاني كان أمضى 13 عاماً حتى حرّرته صفقة تبادل للأسرى عام 1997. بينما حاول العم الثالث للشهيدين، محمد بزي، أن يواسي شقيقه المفجوع، بأن أحضر من منزله المجاور المتضرر، مجموعة صور لشقيقه سعيد وأولاده. حاز الشهيدان علي وإبراهيم من والدتهما الجنسية الأسترالية. اختار علي الاستقرار في بنت جبيل. أما إبراهيم، فغادر إلى أستراليا قبل أربع سنوات، قبل أن يعود ليتزوّج من شروق، ويستحصل لها على تأشيرة دخول تمكّنها من الاستقرار معه هناك. أخيراً، أُنجزت المعاملات، لكنّ الزوجَين انتظرا لتمضية رأس السنة مع العائلة قبل أن يسافرا. لم يبقَ من العريسين سوى «ألبوم» صور حمله وائل قصير الذي صوّر زفافهما في 22 كانون الأول من العام الماضي، إلى التشييع. وفي حديث إلى «الأخبار»، أكّد رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي، أن «استهداف المدينة لم يكن وارداً منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي قبل ثلاثة أشهر. وكانت تشكّل واحة اطمئنان لأهالي يارون وعيترون ومارون الرأس. حتى إن البلدية والدوائر الرسمية ظلّت تعمل من دون انقطاع، وكانت الحركة عادية نسبياً»، مستدركاً بأن «العدو الذي نعرفه منذ ما قبل عام 1948، غدّارٌ ولا يؤمن جانبه، ولذا لا يفهم إلا بلغة القوة».
شنّ المقاومون هجوماً بالمُسيّرات الانقضاضية والأسلحة الصاروخية والمدفعية
ميدانياً، واصل حزب الله استهداف المواقع والتحصينات الإسرائيلية وتجمّعات جنود العدو على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، حيث استهدف تموضعاً قيادياً مستحدثاً في محيط الموقع البحري في الناقورة، وخيمة تابعة لقوة خاصة جنوب موقع الضهيرة وموقع حدب البستان. كما استهدف موقع خربة ماعر ومرابض المدفعية فيه، وتموضع القوات الإسرائيلية حوله، بصواريخ «بركان». ولاحقاً، شنّ المقاومون هجوماً بالمُسيّرات الهجومية الانقضاضية والأسلحة الصاروخية والمدفعية على تجمّعات جنود العدو المستحدثة وآلياته خلف مواقعه في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. ورداً على جرائم العدو المتكرّرة واستهدافه لمنازل المدنيّين في بنت جبيل، استهدفت المقاومة مستوطنة كريات شمونة (بلدة الخالصة المحتلّة) بثلاثين صاروخ «كاتيوشا».
في المقابل، قال عضو «مجلس الحرب» في الحكومة الإسرائيلية، بيني غانتس، إن «الوضع عند الحدود الشمالية يلزم بالعمل نحو حلّ سياسي، وإن لم يتمّ ذلك فالجيش الإسرائيلي جاهز للعمل». وأكّد أن «الوضع على الحدود الشمالية مع لبنان يجب أن يتغيّر»، مشدّداً على أن «وقت الحلّ الدبلوماسي بدأ ينفد، وإذا لم يتحرّك العالم والحكومة اللبنانية من أجل منع إطلاق النار على سكان شمال إسرائيل وإبعاد حزب الله عن الحدود، فسيفعل الجيش الإسرائيلي ذلك». كما نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، قوله إن «إبعاد حزب الله عن الحدود إما أن يتمّ من خلال الدبلوماسية أو الحرب (…) ويتعيّن على (السيد حسن) نصرالله فهم أنه التالي ما لم يبتعد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني»، معتبراً أن «كل الخيارات مفتوحة لإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم آمنين». فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية لاحقاً، بأن المقاومة اللبنانية أطلقت الصواريخ باتجاه منطقة رأس الناقورة المحتلة، عندما كان وزير الخارجية الإسرائيلي ومجموعة من السفراء يقومون بجولة في المنطقة.
وبعد أن أعلن رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أنه وافق على خطط في القيادة الشمالية، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي في «مستوى عالٍ جداً من الاستعداد»، قال رئيس «المجلس الإقليمي للجليل الأعلى»، غيورا زالتس، رداً على ذلك أن «صورة انتهاء القتال في الشمال دون أن تُلحق إسرائيل ضرراً كبيراً بالقدرات التشغيلية والعسكرية لحزب الله وإيران، ستكون خطأ استراتيجياً أمام العالم بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص، وسوف يشكّل ذلك تحدياً كبيراً للاستيطان على طول الحدود وللفكرة الصهيونية». وبحسب زالتس، «هذا يعني أننا سنستمرّ في العيش تحت تهديد أمني، وأننا سننتظر 7 أكتوبر في الشمال.»
- صحيفة الديار عنونت: نتنياهو يصر على الحرب «حتى النهاية» ومعادلة حماس «الحسم في الميدان»
المقاومة تقصف بمختلف انواع الاسلحة مراكز العدو في الشمال و3 شهداء في بنت جبيل
اجراءات امنية في راس السنة ولا حلول لرئاسة الاركان وازمة نفايات جديدة
وكتبت تقول: الكلمة للميدان في غزة حتى اشعار اخر، رغم تكثيف الاتصالات القطرية – المصرية للوصول الى هدنة مؤقتة لمدة 10 ايام، وفي معلومات مؤكدة، ان العروض المصرية القطرية الاخيرة التي نقلت لحماس من واشنطن وتل ابيب تضمنت شروطا استسلامية وقبولا بوقف دائم لإطلاق النار مقابل تخلي حماس والجهاد الاسلامي عن حكم غزة، على ان تتولى ادارتها سلطة فلسطينية تابعة لإشراف مباشر من حكومتي القاهرة وعمان باستثناء الاجهزة الامنية الخاضعة للقرار الاسرائيلي المباشر على كل المستويات، كما تضمن احد العروض ايضا، خروج قيادات المقاومة الى الجزائر.
هذه العروض حسب المصادر الفلسطينية في بيروت تم رفضها، كونها تحقق لإسرائيل ما عجزت عن اخذه في ميادين القتال، عندها طرح الموفدان القطري والمصري هدنة لـ10أيام تبدأ قبل عيد راس السنة، وتتضمن اطلاق اسرى فلسطينيين مقابل عدد من الرهائن الاسرائيليين وادخال المواد التموينية الى غزة، والاتصالات مستمرة، لكنها لم تحقق نتائج حتى الان بالرغم من اتصال امير قطر بالرئيس الاميركي.
وتضيف المصادر الفلسطينية في بيروت، ان فشل الاتصالات سيرفع من منسوب المواجهات العسكرية خلال الاسابيع القادمة الى الذروة لإجبار المقاومة على القبول بالشروط الاسرائيلية، بالمقابل، اعدت المقاومة العدة الكاملة للتصدي والصمود، ولن تتمكن اسرائيل من تغيير قواعد اللعبة او تحقيق انجاز نوعي او الوصول الى قيادي فلسطيني، فالجيش الاسرائيلي غرق في وحول غزة ولم يخرج منها الا مثخنا بالجراح جراء العمليات النوعية للمقاومين الذين يبتدعون يوميا اساليب جديدة في المواجهات والحروب النفسية وتصوير العمليات التي هزت اسرائيل واربكت قياداتها العسكرية والسياسية.
وحسب المصادر نفسها، الحرب اميركية بامتياز، وبايدن اعطى مهلة لنتنياهو للاستمرار في مجازره وتحقيق شروطه حتى شهر شباط مستفيدا من الغطاء الرسمي العربي والاوروبي وغياب الشارع العربي، وهذا ما سيرفع من وتيرة حرب الابادة رغم ان اسرائيل قصفت كل اهدافها وتعاود حاليا قصف نفس الاهداف دون تحقيق اي مردود عسكري على الارض، وبالتالي الكلمة للميدان حتى اشعار اخر، وما رفع من وتيرة التوترات قيام اسرائيل باغتيال احد قادة الحرس الثوري الايراني في سوريا رضى موسوي، وهذا ما دفعها الى اعلان حالة الطوارئ القصوى في كل سفاراتها وقنصلياتها في العالم، والغاء اجتماعات ورحلات والحد من التنقلات خوفا من الرد الايراني في اي ساحة من ساحات العالم.
وأعلن المتحدث باسم حرس الثورة الايراني العميد رمضان شريف: «انتقامنا للشهيد رضى الموسوي سيكون ضربة للصهاينة ولن يكون عملية اعلامية» واضاف: «اسرائيل تحاول جر الولايات المتحدة الى حرب اشمل وتوسيع حرب غزة الى صراع اميركي – ايراني».
واللافت حسب الاعلام الاسرائيلي، ان نتنياهو رفض خلال الاجتماع الوزاري المصغر النقاش في المرحلة الثانية من مسار الحرب في غزة التي تقضي تقليصا للعمليات العسكرية، وتمسك نتنياهو وغالانت برفع مستوى العمليات وعدم توقفها قبل تحقيق منجزات ميدانية على الارض، فيما موقف حماس ابلغ للمصريين والقطريين» النصر او الشهادة» ولا تراجع عن حكم غزة كما يطالب بايدن وتسليمها لحكومة تكنوقراط من فلسطينيين مقيمين في واشنطن.
حرب الجنوب وعمليات المقاومة
«توازن الرعب في جنوب لبنان بين المقاومة وجيش الاحتلال جنب اللبنانيين «سيناريو غزة»، وانهى عصر التفوق الاسرائيلي، فالتهجير من مناطق الجليل المحتل وكل المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة يفوق عشرات المرات عمليات النزوح من جنوب لبنان، واكثر من 100 الف اسرائيلي غادروا المستعمرات ويرفضون العودة الى اهم المناطق السياحية والزراعية في كيان العدو، كما انهى رجال المقاومة الاسلامية عصر دمار المناطق اللبنانية والوصول الى بيروت وقصف المطار بعد ان باتت صواريخ المقاومة تطال اي موقع اسرائيلي مهما بلغت اهميته وتدميره، فالصاروخ مقابل الصاروخ، والمطار مقابل المطار، والبنى التحتية مقابل البنى التحتية، هذا ما يحمي لبنان، هذه القوة منعت الاسرائيلي من توسيع دائرة الحرب والالتزام بقواعد اللعبة وليس القرارات الاميركية او تمنيات بايدن، وحسب مصادر متابعة، فان المطالبين بتعديل الـ 1701 لايفهمون الف – باء السياسة والتحولات في المنطقة، واسرائيل المهزومة لا تستطيع فرض شروطها، والمبادرة الفرنسية انتهت والمنطقة ما بعد غزة ليست كما قبلها، والاهم من كل ذلك ان القلق اليوم على الوجود اسرائيليا وليس لبنانيا، فعهد الاملاءات ولى، ووسائل الاعلام الاسرائيلية اعترفت امس» حزب الله يحدد مستقبل الحكومة الاسرائيلية ورئيسها».