قالت الصحف: تصعيد إسرائيلي ورد متوازن.. ووقف النار حبر على ورق
الحوارنيوز – خاص
شهد يوم أمس تصعيدا غير مسبوق من قبل العدو الإسرائيلي وردا متوازنا من قبل المقاومة في لبنان، وذلك بعد عجز واضح في تحقيق كسب سياسي في غزة رغم تدمير مساحات كبيرة من مدنها وارتكاب أفظع المجازة والإبادات المنظمة الجماعية.
يأتي ذلك كله بعد ساعات على قرار لمجلس الأمن قضى بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، لكنه حتى الآن بقي حبرا على ورق إسوة بقرارات دولية سابقة ذات صلة.
قراءة في المشهدين الدموي والسياسي في افتتاحيات صحف اليوم:
- صحيفة النهار عنونت: لبنان يسابق غزة… من رميش إلى الهرمل!
وكتبت تقول: لعل ما اثار موجة مخاوف جديدة من التصعيد الحربي والميداني على ميدان الجبهة اللبنانية الاسرائيلية واتساعها تكرارا أمس، ان هذه الجبهة بدت كأنها تسابق جبهات الحرب في غزة غداة صدور اول قرار عن مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق نار فوري في غزة منذ اندلاع الحرب هناك والتي تلاها في اليوم الثاني بعد اندلاعها تفجر الجبهة الحدودية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل. واستندت هذه المخاوف الى مؤشرات استباقية حيال استبعاد “جبهة الشمال” كما يسميها الإسرائيليون من أي أثر محتمل لوقف النار في غزة على غرار ما كان هدد بذلك وزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالانت من واشنطن، مهولاً بان وقف النار إذا حصل في غزة قد يعجل بالمواجهة الكبيرة مع لبنان واقترن ذلك برفض إسرائيل أصلا التزام قرار وقف النار. كما ان عامل تمدد الجبهة أمس مجددا في اتجاه البقاع الشمالي، بحيث طاولت موجتان من الغارات الإسرائيلية الهرمل أولا ومن ثم سهل ايعات في بعلبك لاحقا، رسم دلالات لا يمكن التقليل منها لجهة اتساع ميدان تبادل الضربات في العمق إلى أقاصي البقاع الشمالي وتحويل هذه المنطقة كالجنوب ساحة استهداف دائم للطيران الحربي الإسرائيلي. علما ان الاستهدافات تطاول مرات أهدافا تصنف بانها استراتيجية كالهدف الذي شنت الغارة الإسرائيلية مساء أمس في سهل أيعات في بعلبك وتبين وفق معلومات بانه مطار ميداني لـ”حزب الله”. ومن الدلالات أيضا ان التصعيد الواسع على المشهد اللبناني أمس رسم حيزا من تهاوي قرار مجلس الأمن بوقف النار في غزة لجهة الارتباط التصعيدي اقله بين المشهدين. وكل هذا لم يحجب تطورا سلبيا اخترق التطورات الميدانية وتمثل في مواجهة بين أهالي رميش وعناصر من “حزب الله” على خلفية رفض الرميشيين توريطهم في استعمال ارضهم منصة إطلاق للصواريخ وترددات هذا الواقع ميدانيا وسياسيا.
اليوم التصعيدي
وفيما الأنظار مشدودة الى غزة غداة تصويت مجلس الأمن على القرار الأول بوقف نار فوري طوال ما تبقى من شهر رمضان، التهبت المواجهات الميدانية على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية واستهدفت غارة إسرائيلية بعد الظهر وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل حيث سمع دوي الانفجارات في محيط المدينة، ولوحظت سحب من الدخان. واشارت معلومات الى ان الطيران الإسرائيلي اغار على شاحنة صغيرة وقالت اخرى ان في المنطقة معسكرا لـ “حزب الله” الذي ضرب طوقاً أمنياً في المكان. وتجدر الإشارة الى ان منطقة وادي فعرا هي منطقة عسكرية تابعة للحزب يتردد ان فيها معسكرات تدريب واسلحة للحزب. وأعلن الجيش الاسرائيلي أن “سلاح الجو هاجم بعلبك في العمق اللبناني رداً على استهداف قاعدة ميرون الجوية، وهاجم في عمق لبنان مجمعاً عسكرياً تستخدمه الوحدة الجوية التابعة لحزب الله، والذي كان يحتوي على مهبط وعدة مبانٍ عسكرية تابعة له”. وفي معرض ردّه على الاستهداف المذكور، قصف “حزب الله” ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل وهي “مقر القيادة الرئيسي في زمن الحرب” بأكثر من 50 صاروخ كاتيوشا. ومساء شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على سهل بلدة إيعات في بعلبك وافيد انها استهدفت مزرعة حيث اشتعلت فيها النيران وعملت فرق الدفاع المدني على إخماد الحرائق وأفاد مراسل “النهار” في بعلبك بسقوط ضحيتين وجريح في الغارة.
اما في الجنوب فاستهدف قصف إسرائيلي منزلاً في كفركلا ودمّره، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي قصف مبنى عسكري وبنية تحتية في محيط قرية عيتا الشعب وفي محيط كفركلا، ومهاجمة موقع استطلاع تابع لـ”حزب الله” في منطقة مارون الراس. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على أطراف حديقة مارون الراس، واتبع ذلك بغارة مستهدفا بلدة عيتا الشعب. وجدد الطيران الحربي الاسرائيلي بعد الظهر هجماته مرة ثانية مستهدفاً منزلاً في بلدة مارون الراس.
في المقابل أعلن “حزب الله ” تنفيذ أكثر من عشر عمليات أمس فاستهدف مبنيين في مستعمرة أفيفيم يستخدمهما الجنود الإسرائيليون كما استهدف تجمعا للجنود في محيط ثكنة برانيت. وأعلن انه “ردا على إعتداء العدو الصهيوني على بلدة الصويري واستكمالا للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك، استهدف قاعدة ميرون الجوية بالصواريخ الموجهة وحقق فيها إصابات مباشرة”. واستهدف “قوة مشاة إسرائيلية في محيط شتولا بالأسلحة الصاروخية وأصابها إصابة مباشرة وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح”.
- صحيفة الأخبار عنونت: حزب الله يتخطّى «الروتين» لمنع فرض قواعد جديدة
وكتبت تقول: شهد يوم أمس نموذجاً عملياً لـ«معركة ضبط هوامش الجبهة» بين حزب الله وجيش الاحتلال، في وقت تجد فيه تل أبيب نفسها محاصَرة بالمراوحة الميدانية في غزة وما نتج عنها من عقم على المستوى السياسي، ومحاولة «التنفيس» على الجبهة الشمالية خصوصاً بعد تصاعد الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إثر قرار مجلس الأمن الأخير حول وقف إطلاق النار في غزة. وإذا كان بعض أركان حكومة نتنياهو يهدّدون بالتصعيد شمالاً رداً على محاولات وقف المعركة في غزة قبل تحقيق الأهداف الإسرائيلية، فإن حزب الله يجد نفسه في هذا التوقيت بالتحديد معنياً بالردّ الحازم والسريع على أي محاولة إسرائيلية لتجاوز «التصعيد المضبوط» نحو محاولة «السيطرة على التصعيد»، من خلال خلق وقائع ميدانية مُسَيطر عليها، تكون له فيها اليد العُليا والقرار الأخير. وشكّل دخول بعض المستوطنات للمرة الأولى ضمن دائرة النيران التي انطلقت من لبنان، على ما أفادت قناة 14 العبرية، وتخطي «الروتين العملياتي اليومي» في سلسلة الردود النوعية على الاعتداءات الإسرائيلية، إشارات كافية للعدو بأن حزب الله عازم على منعه من تحقيق «قواعد لعب» جديدة في اللحظات الأخيرة قبل التوصل إلى اتفاق في غزة قد ينسحب على لبنان.
وفي هذا الإطار، شهدت الجبهة الجنوبية أمس ارتقاءً نوعياً وكمياً في عمليات حزب الله ضد مواقع وتجمعات العدو وثكناته على طول الحدود بين جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة. وأظهرت هذه العمليات حرص الحزب على الردّ سريعاً على كل عدوان إسرائيلي يستهدف المدنيين من جهة، ويستهدف توسعة المدى الجغرافي لاستهدافاته بما يمكّنه من صنع معادلات تصعيد جديدة، من جهة أخرى. فردّاً على الاعتداءات على القرى الجنوبية، استهدف حزب الله مبانيَ يستخدمها جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرات شوميرا وشلومي وأفيفيم.
ورداً على اعتداء العدو على بلدة الصويري في البقاع الغربي واستكمالاً للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك، استهدف الحزب قاعدة ميرون الجوية بالصواريخ الموجّهة. وفي إطار الرد نفسه، وبعد اعتداء العدو الذي طاول البقاع، استهدف الحزب ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل، وهي مقر القيادة الرئيسي في زمن الحرب، بأكثر من 50 صاروخ كاتيوشا. ورداً على قصف القرى الجنوبية استهدف انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة حانيتا. كما نفّذ سلسلة عمليات استهدفت تجمعاً لجنود العدو في محيط ثكنة برانيت وآخر في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، إضافة إلى استهداف قوات مشاة معادية في محيط شتولا وحرش حانيتا ومحيط ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
وتعليقاً على هذه التطورات، لخّص يوسي يهوشع في «يديعوت أحرونوت»، المشهد قائلاً إن «الحرب في الشمال شديدة وتشتد. فقد أطلق حزب الله الصواريخ على ميرون، ورداً على ذلك هاجم الجيش الإسرائيلي مجمعاً عسكرياً في عمق لبنان تستخدمه الوحدة الجوية لحزب الله، ويضم مهبط طائرات وعدداً من المباني العسكرية للحزب، وردّ حزب الله الآن بإطلاق عشرات الصواريخ على الجولان والجليل».
وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اشتعال النيران في مصنع داخل مستوطنة أفيفيم بعد إصابته بصاروخ أُطلق من لبنان. وقالت إن النيران تأكل كل شيء داخله، وفرق الإطفاء غير قادرة على الوصول إلى المكان. وقالت القناة 12 العبرية إن حزب الله يخطط لضرب الكهرباء في الشمال والجولان بالكامل وتصعيد الهجمات على المحطات ومنع المستوطنين من الكهرباء. فيما أشارت «معاريف» إلى أن «سكان الشمال يرفعون الصرخة، ساعتنا الرملية نفدت، منذ أكثر من خمسة أشهر ونحن مهجّرون من منازلنا، ومن بيئتنا، ومن كل حاجة أساسية يحتاج إليها الإنسان».
وفي إطار الخسائر المتواصلة التي تُسجّل في الشمال، ركّزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الأضرار اليومية جرّاء ضربات حزب الله. وقالت «معاريف» إن مصنعاً للنبيذ في كيبوتس أفيفيم أصيب جراء إطلاق حزب الله صواريخ عليه. ونقلت عن صاحب المصنع، ميئير بيطون، أن «صاروخين سقطا في قلب المصنع الذي احترق، فيما لم يتمكّن رجال الإطفاء من الوصول إليه لوقوعه على خط التماس مباشرة. للأسف كل المصنع تدمّر، وهذه المرّة الرابعة التي يصاب فيها جراء إطلاق صواريخ من لبنان».
ونعى حزب الله أمس، الشهداء حسين علي دبوق (شبريحا – الجنوب) وعلي إبراهيم ناصر الدين (الهرمل) وعلى رتيب الجوهري (الهرمل) وعلي فوزي الأخرس (كفرتبنيت – الجنوب).
«الكتائب والقوات» يصرّان على الفتنة
تصدّرت بلدة رميش المشهد على وسائل التواصل الاجتماعي مرة أخرى أمس، بعد نشر مقاطع فيديو قيل إنها لعناصر من حزب الله يحاولون نصب منصات إطلاق صواريخ بين منازل البلدة. ورغم أن المشاهد المنشورة لم تُظهر سوى سيارتين مدنيتين في بساتين زيتون في أحراج البلدة البعيدة التي تتداخل مع خراج بلدات أخرى، وليس في الأحياء السكنية داخل البلدة، تولّى حساب حزب الكتائب وبعض مناصري القوات شرح المشهد على الشكل التالي: «أهالي رميش يمنعون عناصر حزب الله من إطلاق الصواريخ من بين الأحياء السكنية في البلدة». وانتشر الخبر في الفضاء الافتراضي، وعلى وسائل الإعلام المناهضة لحزب الله في لبنان وخارجه، على أنه إشكال بين مجموعة من الحزب والأهالي الذين تداعوا على وقع قرع أجراس الكنائس لمنع عناصر من الحزب من تركيب راجمة صواريخ قرب ثانوية البلدة».
ولوحظ الأداء «التنافسي» بين القوات والكتائب لاستغلال الحادث الذي قيل إنه وقع عند التاسعة من صباح أمس، فيما بدأ الحديث عنه على وسائل التواصل الاجتماعي عند الثانية تقريباً من بعد الظهر، ما بدا وكأنه حملة معدّة مسبقاً، خصوصاً لما للقوات والكتائب من سوابق في تصيّد المواقف وتضخيمها في تلك المنطقة، فضلاً عن اختلاق أحداث وفبركة مشاهد.
- صحيفة الأنباء عنونت: حرب الإبادة الإسرائيلية مستمرة على غزة… ولبنان على فالق التحوّلات
وكتبت تقول: يتصدّر التباين الحاصل في المصالح بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل واجهة المشهد، لكونه عاملا إضافياً يؤدي الى ان يدفع الفلسطينيون الثمن، وأن تستمر حرب الإبادة الإسرائيلية ضد غزة حيث باتت مآسي المجاعة أبشع كل يوم.
الأزمة في التصريحات المتبادلة بين تل أبيب وواشنطن، كانت انفجرت الإثنين الماضي مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن بدل استخدام حق النقض “الفيتو” لتطييره كما جرت العادة، ثم الغضب الإسرائيلي الذي استتبعه، وتفاقم الأمر مع ربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين فشل مساعي الهدنة والموقف الأميركي المذكور في مجلس الأمن، الأمر الذي أغضب دوائر البيت الأبيض. الا ان كل ذلك لم يغير في واقع الفلسطينيين شيئاً، فهم يواجهون كل يوم جرائم إسرائيل التي لم تتوقف، لا بقرار أممي، ولا بعدم رضى أميركي لا يقدم ولا يؤخر.
مصادر متابعة للشأن تُشير إلى أن “الأزمة بين اميركا وإسرائيل بدأت بالظهور منذ عارضت الولايات المتحدة عملية رفح البرّية، وباتت تتخذ مواقف تميل خلالها إلى المدنيين في غزّة، كالتشديد على وجوب وصول المساعدات والضغط على إسرائيل من أجل ذلك، في حين أن إسرائيل تُريد دعماً مفتوحاً وغير مشروط لعملياتها في كامل قطاع غزّة”.
لكن رغم ذلك، تلفت المصادر في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، إلى أن “لا بديل لإسرائيل عن الولايات المتحدة، أكان لجهة السياسة أو العسكر، مع استمرار الدعم العسكري، والعكس صحيح. وفي الوقت نفسه، فإن الإدارة الأميركية باتت في شوطها الأخير، واستطلاعات الرأي لا تخدمها، وبالتالي فإن إسرائيل قد لا تسعى لإرضائها”.
وبحسب المصادر، فإن “الخلاف الموجود اليوم قد يُريح الإدارة الأميركية الحالية ورئيسها جو بايدن، ويفتح لهم المجال أكثر لاتخاذ مواقف وقرارات قد تُعيد لهم ما خسروه شعبياً انطلاقاً من حسابات انتخابية، إلّا أن هذه المساحة تبقى محدودة لأن قاعدة الدعم المطلق لإسرائيل تبقى سائدة أميركيا، وبالتالي فإن بايدن سيلعب على الحبلين في إطار معركته الانتخابية”.
محلياً، لا يزال لبنان على فالق التحولات، فالجبهة بين “حزب الله” وجيش الاحتلال الإسرائيلي شهدت تصعيداً لافتاً أمس، مع استهداف إسرائيل العمق اللبناني من جديد في منطقتي بعلبك والهرمل على دفعتين، واستهداف مواقع أخرى لـ”حزب الله” في الجنوب، فيما رد الحزب بنحو 50 صاروخ كاتيوشا على ثكنة يردن في الجولان.
وفي غزّة، فإن محادثات الهدنة يبدو أنها وصلت من جديد إلى أفق مسدود، لأن معلومات أفادت بأن المفاوضين الإسرائيليين غادروا الدوحة، وقد اتهمت إسرائيل على لسان مسؤولين رفضوا الكشف عن هوياتهم “حماس” ورئيسها في غزّة يحيى السنوار بإفشال الهُدنة لإشعال المزيد من التوتر خلال شهر رمضان.
إلى ذلك، فإن أرقاماً خطيرة ذكرتها “حماس” يوم أمس، تحدّثت عن استشهاد 18 فلسطينياً إما غرقاً أو بسبب التدافع، وذلك للحصول على مساعدات غذائية ترميها الطائرات جواً، ما يشي بخطورة الوضع واقتراب شبح المجاعة أكثر من القطاع، وهذا ما حذّرت منه الأمم المتحدة أمس.
إذاً المنطقة على فالق كبير، خصوصا وأن إسرائيل لن تلتزم بقرار مجلس الأمن بل الأرجح ستُصعّد رداً عليه، ولها ماضٍ طويل في انتهاك القرارات الدولية.