قالت الصحف: تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية على وقع الخلافات الداخلية
الحوارنيوز – خاص
كيف سيواجه لبنان تداعيات الحرب الأوكرانية – الروسية وسط غياب رؤية وطنية – رسمية للحكم تكبح الانعكاسات السلبية؟
سؤال فرضته تطورات المشهد الداخلي اللبناني، فماذا في تفاصيل افتتاحيات الصحف؟
- صحيفة “النهار” عنونت: لبنان يسابق أوروبا في تلقي تداعيات الحرب!
وكتبت تقول: هي ازمة فقدان الدولة لا أكثر ولا اقل في استعادة طوابير الذل المفتعلة عند محطات الوقود والمحروقات في اليومين السابقين مع “إمطار” اللبنانيين بتهديدات ووعود الاتي الأفدح على صعيد تحليق أسعار البنزين والمازوت والغاز وسائر مشتقات النفط، ناهيك عن اشعال أسعار المواد الاستهلاكية ولا سيما منها المواد الغذائية الأساسية بدءا بالخبز والزيوت والحبوب.
اشتعلت ازمة المحروقات والمواد الغذائية الأساسية كما لو ان لبنان في قلب اوروبا بزعم اتساع تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا لجهة الارتفاع المطرد الناري في أسعار النفط عالميا، كما في الدورة التجارية المتصلة بتوقف استيراد الحبوب والقمح من أوكرانيا، فاذا بلبنان ينافس الدول الأوروبية نفسها في تلقي تداعيات الحرب! واسوأ ما عاشه وسيعيشه اللبنانيون تباعا ان السوق تركت للفوضى والعشوائية التي ترجمتها أكاذيب التصريحات و”الاطلالات” التلفزيونية لكل المعنيين بقطاع المحروقات او بالقطاع التجاري الاستهلاكي حيث تبارزوا في غسل الايدي من هذه الفوضى ورمي كرة عودة الطوابير عند المحطات او التهافت على السوبر ماركات في مرامي بعضهم البعض. وبدا واضحا ان الدولة المفتقدة والمغيبة التي كانت في إجازتها ليس منتظرا منها أكثر من توزيع تصريحات في الساعات المقبلة من بعبدا والسرايا والوزارات المعنية باعتبار ان معركة “الميغاسنتر” او الحسابات الانتخابية النيابية بدأت تطغى على كل أولويات الناس، كما ان التواطؤ الدائم بين السلطة وكارتيلات شركات استيراد المحروقات غالبا ما سيبقي الازمة إلى اتساع. وبات في حكم المؤكد ان أسعار المحروقات تتجه نحو “محرقة” جديدة شديدة القسوة بدءا من اليوم بحيث سيبدأ سعر صفيحة البنزين مثلا يقترب من سقف 500 ألف ليرة فيما سيحلق أيضا سعر طن المازوت مع كل ما يعنيه ذلك من تداعيات على التنقل والتغذية بالطاقة الكهربائية على المؤسسات والعائلات والافراد.
وقد مهدت فوضى اليومين السابقين، الأجواء على ما يبدو لمحرقة الأسعار المشتعلة، ذلك ان ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا زعم ان مخزون المحروقات في لبنان يكفي لأربعة او خمسة ايام واشار إلى انه لم يصدر بعد جدول اسعار المحروقات وفق الارتفاع العالمي لسعر النفط، مؤكدا ان الارتفاع في أسعار المحروقات ليس محليا انما عالمي.
ولكن وزير الطاقة وليد فياض رد بالجزم بان البنزين متوافر وبكميات تكفي السوق اللبنانية. وعزا ما حصل في محطات المحروقات إلى أزمة مفتعلة، لأن سعر برميل النفط العالمي ارتفع “لكن لا يمكننا أن نحدد للشركات المستوردة للنفط التاريخ الذي سنصدر فيه الجدول الجديد للأسعار”.
وقام الوزيران وليد فياض وسلام مساء امس بجولة على عدد من المحطات في العاصمة وقال فياض لـ”النهار”: “ان سعر البنزين مرتبط بارتفاع سعر البترول عالمياً وسعر صرف الدولار، ولدينا كميات في السوق يجب أن يستفيد منها الناس قبل غلاء الأسعار”. وبدوره قال الوزير سلام لـ”النهار”: “سُطّرت محاضر ضبط بحق المحطات المقفلة قبل إعادة فتحها منذ قليل، وتمنّنيا على التجار عدم خلق حالة هلع ولا نريد إعادة المشهد الماضي وتشكّل الطوابير”.
اما على صعيد المشهد السياسي فغابت أي تطورات بارزة وسط ترقب نتيجة “الكباش” داخل الحكومة حول موضوع الميغاسنتر اذ يفترض ان تنجز غدا اللجنة الوزارية التي شكلها مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة تقريرها حول هذا الملف لكي يتخذ مجلس الوزراء موقفه النهائي منه في جلسته الخميس المقبل. كما ان كباشا ضمنيا اخر يدور حول اللجنة التقنية القانونية التي اتفق رئيسا الجمهورية والحكومة على تشكيلها لوضع الرد الرسمي على العرض الخطي الذي تلقاه المسؤولون من الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل اموس هوكشتاين. وبات من المشكوك فيه ان تؤدي هذه اللجنة التي تضم ممثلين عن رئاستي الجمهورية والحكومة وعدد من الوزارات مهمتها في ظل مقاطعتها من رئاسة مجلس النواب و”حزب الله”.
- صحيفة “البناء” عنونت: الحرب الروسيّة الأميركيّة على أوكرانيا تدور حول موقع بولندا في اليوم العاشر
رعد: لن نسمح بتسلّل العدو عبر الترسيم… ونتساءل عن الحياد والنأي بالنفس
الميغاسنتر تطرح تأجيل الانتخابات… وأزمة المحروقات تُعيد طوابير الانتظار
وكتبت تقول: لم تعد حرب القرم حربا روسيا أوكرانية، كما بدت عند انطلاقها، فكل شيء يقول إنها صارت واضحة المعالم والأبعاد كحرب روسية أميركية على مستقبل العالم وصيغة نظامه الجديد. وفي المقدمة حرب على هوية أوروبا، بين الأطلسي والحياد، انطلاقاً من أوكرانيا، فروسيا التي أثبتت للأوروبيين انطلاقاً من المثال الأوكراني، رغم كل التعبئة الإعلامية والعقوبات المالية والإجراءات العنصرية، أن واشنطن لا تحمي، وأن من يريد الأمن في أوروبا عليه أن يتفاهم مع الجار القوي الذي تمثله روسيا، أثبتت لهم أيضاً أن الالتحاق بالأميركي الغني لا يجلب الاستقرار الاجتماعي ولا الازدهار الاقتصادي. فالمفتاح السحري لكليهما هو سعر الطاقة وكلمة السرّ فيها العلاقة بروسيا.
يوماً بعد يوم سيتوقف الأوروبيون عن السؤال من بدأ الحرب وسيسألون مَن يستطيع إنهاءها وبأية كلفة، وسيتوقفون عن مناقشة مع مَن يقفون، بل مَن يحميهم إذا قرروا معاداة روسيا ما دام الأميركي قد هرب من الجبهة واكتفى بإرسال المساعدات من وراء البحار، وسيبحثون عن تدفق سلس للطاقة يؤمن الهدوء لأسواقهم المشتعلة، وشعارهم “جارك القريب ولا خيّك البعيد”.
الجار القريب الروسي هو الخصم العنيد بالنسبة لبولندا التي حولها الأميركي الى قاعدة خلفية لحرب الوكالة التي يخوضها ضد روسيا في أوكرانيا، تحت شعار القتال حتى آخر أوكرانيّ، حيث أقيمت مقار خلفية أوكرانية يشرف عليها جهاز المخابرات، بينما أقامت وزارة الخارجية في مقر عمدة لفيف الحدوديّة التي اتخذت عاصمة بديلة لكييف، وفي المقار الخلفية داخل بولندا يتمّ تجميع الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للدروع، وبدأ التحضير لاستقبال طائرات حربيّة تقدّمها دول أوروبا الشرقيّة لأوكرانيا عن طريق بولندا، قبل أن يصدر تحذير روسيّ شديد اللهجة لكل دولة تحوّل أراضيها الى قاعدة للحرب في أوكرانيا، والتهديد بمعاملتها كدولة شريكة في الحرب، خصوصاً الدول التي تقدم مطاراتها للطائرات الأوكرانيّة، وتوقعت مصادر أوروبية ان تجري مشاورات أميركية أوروبية عالية المستوى لاتخاذ القرار بكيفية التعامل مع الإنذار الروسيّ الذي بني على إعلان أوروبي أميركي بعدم الرغبة بدخول الحرب، ليصير موقع بولندا في الحرب عنوان اليوم العاشر منها، بينما ساحات القتال تسجل المزيد من التقدم للقوات الروسية التي قال عنها الرئيس فلاديمير بوتين إنها تتقدّم وفقاً للخطة المرسومة والجدول الزمني المقرر.
لبنان الذي لا يزال تحت وطأة صدمة موقف الانحياز الى الجانب الأميركي في الحرب، يدخل منخفضاً أميركياً جديداً تحت عنوان ترسيم الحدود البحرية، وكان لافتاً موقف حزب الله من الأمرين بلسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الذي تساءل عن سبب صمت أصحاب دعوات الحياد والنأي بالنفس عند موقف الانحياز في حرب بهذا الحجم، حيث يجب الحياد ويستحق النأي بالنفس، وعن ترسيم الحدود قال إن المقاومة لن تدخل على خط الترسيم لكنها لن تسمح بتسلل العدو تحت جناح الترسيم لفرض التطبيع بعناوين مموّهة.
في الشأن الانتخابي لا يزال النقاش مفتوحاً حول مستقبل تطبيق مراكز الاقتراع المجمّعة في العاصمة والمدن الكبرى المعروف بالميغا سنتر، والخيارات المتاحة وفقاً لتقرير وزارة الداخلية بين صرف النظر عن المقترح لضيق الوقت ضماناً لإرجاء الانتخابات في موعدها، أو إعطاء الأولوية للميغاسنتر ولو اقتضى ذلك تأجيل الانتخابات تقنياً من شهرين إلى ستة شهور.
اقتصادياً، وتحت تأثير اشتعال الأسعار، بدأت الشركات ومحطات البنزين بإخفاء مخزونها انطلاقاً من السعي لمراكمة أرباح غير مشروعة، وعادت مشاهد طوابير الانتظار على المحطات الى الظهور، وقام وزير الاقتصاد والطاقة بجولات على محطات البنزين لفرض بيع المواد المخزّنة، بينما غابت المعالجات الطويلة الأمد، كما في كل مرة.
- صحيفة “الأنباء” عنونت: الحكومة أمام مهمة البحث عن البدائل وإلا فأزمة غذائية..
وتيمور جنبلاط يجدد تحديد الهدف: دعم الانسان
وكتبت تقول : تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية تتفاقم تباعاً إذ بدأت الكثير من الإقتصادات العالمية تتأثر بشكل مباشر، فارتفاع أسعار النفط تسبب بأزمة وقود في العديد من الدول التي شهدت نقصاً في المحروقات لاسيما مادة البنزين، وإرتفاعاً مطردا بالأسعار في بعضها بلغ أرقاما قياسية. أما لبنان الغارق بأسوأ أزمة في تاريخه الحديث فيتأثر أكثر من غيره بهذه التداعيات التي ستصيب أمنه الغذائي وجوانب أخرى من أوضاعه الحياتية.
ولأن الجشع لدى غالبية التجار اللبنانيين لا حدود له، ولأن الدولة عاجزة عن مراقبة الأسواق، فقد سارع الموزعون الكبار والعديد من السوبرماركت والمحال الى احتكار وتخزين سلع أساسية، كالزيت والسكر والطحين وبعض المواد الغذائية المستوردة.
انعكاسات الحرب دفعت بمجلس الوزراء إلى تشكيل لجنة طوارئ وزارية لمواكبة موضوع الأمن الغذائي، في حين أشارت مصادر حكومية عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “مهمة اللجنة العمل على إيجاد بديل عن السوق الأوكراني لاستيراد السلع الأساسية كالقمح الذي يأتي بالمرتبة الأولى، على اعتبار أن لبنان يستورد أكثر من 50 في المئة من حاجته للقمح فضلا عن الزيت والسكر ومعظم السلع الغذائية”، وأكدت أن “اللجنة حريصة على استيراد هذه السلع بنفس الكلفة التي كان يدفعها لبنان الى أوكرانيا على أن تتم عقود الاستيراد في فترة قريبة لتدارك حصول أزمة، خاصة في موضوع القمح والطحين الذي يتوقع أن تتضاعف عملية استيرادها من استراليا ودول أخرى“.
وفي موضوع الشح في مادتي البنزين والمازوت، شددت المصادر على عدم وجود أزمة محروقات لأن البواخر الموجودة بعرض البحر ستبدأ بتفريغ حمولتها ابتداء من اليوم الإثنين وغداً الثلاثاء، وبالتالي مادة البنزين مؤمنة وكذلك المازوت.
عضو نقابة موزعي المحروقات جورج براكس أكد بدوره في اتصال مع الأنباء الالكترونية عدم وجود أزمة محروقات على الإطلاق. لكنه لم ينف بالمقابل وجود أزمة على المستوى العالمي، وهذا أمر طبيعي بسبب الحرب وتورط العديد من الدول بها، لكن هذا لا يعني ان البنزين مقطوع. فالشركات لم تتوقف عن الاستيراد وهي تعمل كالمعتاد على تأمين احتياجات السوق، عازيا سبب البلبلة التي حصلت على المحطات كانت بسبب تهافت المواطنين لاعتقادهم أن البنزين سينقطع، كما كان يحصل في كل المرات، متوقعا ان تشهد الساعات الـ 48 المقبلة انفراجا واسعا.
اما الاسعار فهي من اختصاص وزارة الطاقة التي قدّرت مصادرها لـ “الأنباء” الإلكترونية أن يصل سعر صفيحة البنزين إلى 425 ألف ليرة.
وعلى خط الاستحقاق النيابي تزداد وتيرة التحضيرات. فالترشيحات تتوالى والاتصالات تتكثف لإنجاز تشكيل اللوائح، فيما الماكينات الانتخابية بدأت العمل بشكل حثيث استعدادا ليوم الخامس عشر من أيار. وفي هذا السياق برزت كلمة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط خلال إطلاق لجنة العمل الشبابي، وقد اتسمت كلمته بالصراحة والواقعية والاصرار على العمل، إذ توجه للشباب بالقول: “في الفترة المقبلة، ستسمعون الكثير من الشعارات والعناوين الكبيرة والوعود الخيالية، وهي فترة انتخابات. لكن رسالتي بسيطة وصريحة، قد تكون الأخطاء حصلت في بعض المجالات، لكن رسالتنا وعملنا اليومي هدفهما دعم الناس للصمود والبقاء في أرضهم”، مؤكدا أنه “أمامنا وإياكم هدف واحد، دعم الناس ولو بالإمكانيات المحدودة
.. وقد كان دائماً هدفنا الأساسي هو دعم الإنسان“.