قالت الصحف: تداعيات استجابة الحكومة للطلب الأميركي والتهديات الإسرائيلية: منع دخول الطيران الإيراني الى لبنان
![](https://al-hiwarnews.com/wp-content/uploads/2025/02/1-1777118-780x450.webp)
الحوارنيوز – صحافة
ابرزت الصحف الصادرة اليوم تنامي الاحتجاج الشعبي على الإستجابة الرسمية لطلب الولايات المتحدة الأميركية منع الطيران الإيراني من الدخول الى المجال الجوي اللبناني، واحتجاز عدد من اللبنانيين في مطار طهران وذلك في ضوء تحول الاحتجاج الى اعتداء على سيارة لقوات اليونيفل على طريق المطار، وهو الأمر الذي كان موضع ادانة وطنية ورسمية شاملة.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة الأخبار عنونت: اعتداء على «اليونيفيل» قرب المطار… والجيش يتدخل بـ«كل حزم»
وكتبت تقول: اعتدت مجموعة أشخاص على موكب لقوات «اليونيفيل» على طريق المطار القديم مساء اليوم، بالتزامن مع الاحتجاجات المستمرة على عدم السماح لطائرة إيرانية بالهبوط في بيروت.
ونشرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن عدداً من الشبان هاجموا موكباً لقوات «اليونيفيل» على طريق المطار القديم، وأحرقوا ثلاث سيارات تابعة له، فيما أفادت مراسلة «الأخبار» بإصابة ضابط برتبة قيادية عالية في قوات «اليونيفيل» نتيجة لذلك.
كما أفادت الوكالة بأن محتجين قطعوا طريقي جسر الرينغ وسليم سلام بالإطارات المشتعلة.
وعلى الأثر، أصدر الجيش اللبناني بياناً قال فيه إن «عدة مناطق، و لا سيما محيط مطار رفيق الحريري الدولي، تشهد احتجاجات تتخللها تعديات وأعمال شغب، بما في ذلك التعرض لعناصر من الجيش، ومهاجمة آليات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، ومحاولة إغلاق طريق المطار».
وحذر الجيش المواطنين من «مواصلة هذه الممارسات التي من شأنها خلق توتر داخلي لا تحمد عقباه خلال المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها البلاد»، مشدداً على أن وحداته «ستستمر بتنفيذ مهمات حفظ الأمن، وستعمل بكل حزم لمنع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المخلين بالأمن».
«أمل»: لـ«الضرب بيد من حديد»
وفي قت لاحق، أكدت «اليونيفيل»، في بيان، تعرض موكب لها «كان يقل قوات حفظ السلام إلى مطار بيروت لهجوم عنيف، وأُضرمت النيران في إحدى المركبات. كما أصيب نائب قائد قوات اليونيفيل المنتهية ولايته، والذي كان عائداً إلى وطنه بعد انتهاء مهمته».
وإذ أعربت عن صدمتها من «هذا الهجوم الفظيع»، طالبت السلطات اللبنانية بـ«إجراء تحقيق كامل وفوري وتقديم جميع الجناة إلى العدالة».
بدوره، اتصل قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده بقائد قوات «اليونيفيل»، الجنرال أرولدو لازارو. وأكد له «رفض أي تعرُّض لليونيفيل»، وأنه «سيعمل على توقيف المواطنين الذين اعتدوا على عناصرها، وسوقهم إلى العدالة».
كما اتصل رئيس الحكومة نواف سلام بالمنسقة الخاصة لـ«الأمم المتحدة» في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، ورئيس بعثة «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو. وأكد لهما أنه «طلب من وزير الداخلية اتخاذ الإجراءات العاجلة لتحديد هوية المعتدين، والعمل على توقيفهم وتحويلهم إلى القضاء المختص لإجراء المقتضى».
وفي هذا السياق، اتصل وزير العدل عادل نصار بالنائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، وطلب منه التحرك للتحقيق في أحداث طريق المطار، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
سياسياً، اعتبرت حركة أمل أن «الاعتداء على قوات اليونيفل اعتداء على جنوب لبنان، وقطع الطرقات في أي مكان كان هو طعنة للسلم الأهلي». ودعت في بيان الجيش اللبناني والقوى الأمنية إلى «ملاحقة الفاعلين والضرب بيد من حديد على أيدي العابثين»
وكان السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني، قد أوضح لـ«التلفزيون الإيراني»، أنه «تمّ إلغاء تصريحين لرحلتين جويّتين كانتا تُقامان بشكل أسبوعي ومنتظم من إيران إلى بيروت من قبل الحكومة اللبنانية يومي الخميس والجمعة»، كاشفاً أن «الحكومة اللبنانية طلبت استبدال الطائرة الإيرانية (التي كانت تقلّ لبنانيين) بأخرى».
ورحب أماني بـ«إقامة رحلات للخطوط اللبنانية، ولكن ليس على حساب إلغاء الرحلات الإيرانية، وبشرط ألّا تقوم الحكومة اللبنانية بوضع عوائق أمام الرحلات الإيرانية».
بدورها، أعلنت وزارة الأشغال العامة والنقل، في بيان، أن الوزير فايز رسامني «يتابع الملف بشكل مباشر، وبالتنسيق الكامل مع المديرية العامة للطيران المدني ووزارة الخارجية والمغتربين وشركة طيران الشرق الأوسط، لضمان عودة اللبنانيين بسرعة وبكرامة».
وأشار البيان إلى أنه «يمكن للراغبين في العودة مباشرة أو عبر أي بلد مجاور وفقاً للظروف المتاحة، من دون أن يتحملوا أي تكاليف إضافية»، موضحاً أن «التنسيق يتم مباشرةً مع السفير اللبناني في إيران لاستكمال الإجراءات ومعالجة أي مشكلات قد تطرأ، فيما تستمر وزارة الخارجية في اتصالاتها مع الجهات الإيرانية لتسهيل العودة الفورية».
- صحيفة الديار عنونت: المنطقة ولبنان على فوهة بركان… وأزمة الطائرة الإيرانيّة تتفاعل
ما الهدف من شيطنة الجمهور الشيعي؟ والجنوبيّون لن يوقفوا تحرّكاتهم
وكتبت تقول:المنطقة كلها على فوهة بركان وليس لبنان فقط، و«إسرائيل» بغطاء أميركي «تسرح وتمرح» في لبنان وسوريا والضفة والقطاع، وصولا الى فرض مخططاتها في العراق، والعمل على تهجير الفلسطينيين الى الأردن ومصر والسعودية، من دون اي رد فعل عربي، ولم يظهر العرب في هذه الصورة من السوء والرضوخ كما يظهرون الآن، وهم يستعدون لعقد قمة عربية في القاهرة اواخر شباط، والاكتفاء ببيان ختامي رافض لخطوات التهجير الاميركية، من دون اي خطوات ملموسة، على ان يسبقه لقاء خماسي في الرياض في20 شباط، وسيدفعون في النهاية اثمانا كبيرة، جراء عدم وقوفهم مع المقاومين في غزة ولبنان، وتركهم لعام ونصف تحت نيران الاميركيين و«الاسرائيليين»، وعدم الاستفادة من قوة المقاومة لتحسين شروطهم التفاوضية، لاعتقادهم ان عصرا جديدا ينتظرهم، مع الضربات التي وجهت الى محور المقاومة و تراجع الدور الإيراني، والتنظير لمرحلة جديدة في المنطقة بقيادتهم، عنوانها السلام مع «اسرائيل» تحت شعارات «تعبنا وبدنا نرتاح»، وتسفيه كل قيم النضال والشهادة، حتى جاءت قرارات ترامب الاخيرة .
وحسب مصادر متابعة لتطورات المرحلة الماضية منذ طوفان الاقصى، فان «اسرائيل» تريد اتفاقا مع لبنان مشابها لـ17 ايار، واثمانا لدورها في ضرب حزب الله وحماس، وتريد ابعد بكثير من البقاء في النقاط الخمس في جنوب لبنان، وصولا الى اقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين، وحرية الحركة برا وبحرا وجوا، وفرض حصار مطبق على حزب الله، عبر تجفيف كل منابعه المالية، وخصوصا من ايران والمغتربين الشيعة، والضغط على الدولة اللبنانية لإلغاء القرض الحسن، ومراقبة الجمعيات الدينية الشيعية، وفرض قانون للانتخابات يحد من حصة الثنائي النيابية، والتحضير لشخصية شيعية من خارج «امل» وحزب الله لتولي رئاسة المجلس النيابي بعد الانتخابات النيابية العام المقبل . واكدت المصادر ان الحملات الاخيرة على الرئيس نبيه بري تأتي في هذا الاطار، وسترتفع في المرحلة المقبلة.
الطائرة الإيرانية
وحسب المصادر نفسها، فان التعامل الرسمي ليس على مستوى التحديات الخطرة التي يتعرض لها البلد مطلقا، ومن يتعامل مع المرحلة على اساس هزيمة الثنائي، عليه ان يتواضع وينتظر 23 شباط ومدى الولاء الشعبي والوطني لحزب الله في كل لبنان، وعليه ان ينظر ايضا لرد فعل الاهالي على طريق المطار، وكيف تصاعدت الاحتجاجات وتوسعت ولم تتوقف، الا بعد اقتراح بري بنقل المواطنين العالقين في مطار طهران الى بيروت بطائرة تابعة للميدل ايست، ولم ينجز الموضوع بعد، بسبب الرفض الاميركي – «الاسرائيلي». علما ان بعض «الفيديوهات» التي وزعت عن تعامل الجيش مع المحتجين على طريق المطار رفع من مستوى الاحتجاجات، وهذا ما يعرّض الاستقرار المغطى «بكومة قش» الى عواقب وخيمة.
بالمقابل، تم تسريب معلومات بان قصر بعبدا تبلغ قرارا اميركيا بان «اسرائيل» ستقصف مطار بيروت في حال سمح لرحلتين ايرانيتين بالهبوط في المطار، على اثر ذلك اتخذ قرار رسمي اعلنه وزير الاشغال فايز رسامني بمنع هبوط الطائرتين، فيما قال السفير الإيراني مجتبى امادي عن الموضوع «الحكومة اللبنانية طلبت استبدال الطائرة الإيرانية باخرى، ونحن نرحب باقامة رحلات للخطوط اللبنانية، ولكن ليس على حساب الغاء الرحلات الإيرانية، نحن نوافق على طلبات الحكومة اللبنانية، شرط الا تقوم بوضع عوائق امام الرحلات الإيرانية، ونحن نعمل جاهدين على اعادة الرحلات الجوية كما كانت في السابق.
وعصر امس، جرى قطع طريق المطار بالاطارات المشتعلة، بسبب استمرار ازمة اللبنانيين العالقين في مطار طهران، وكذلك طريق صيدا القديمة عند محطة الريشاني في الشويفات، وكانت ايران رفضت هبوط طائرة «الميدل ايست» في مطار الامام الخميني ردا على رفض لبنان منح الاذن بهبوط الطائرتين إلايرانيتين، واعلن الوزير رسامني انه يمكن للراغبين في العودة استخدام اي بلد مجاور وقفا للظروف المتاحة، دون أن يتحملوا اي تكاليف اضافية.
إصابة نائب رئيس «اليونيفيل» باعتداء على طريق المطار
تعرض موكب نائب رئيس «اليونيفيل» ارولدو لازارو لاعتداء خلال مروره على طريق المطار ليلا، وتحدثت المعلومات عن إصابته بجروح واحراق آلية لليونيفيل، كما اصيب عناصر الموكب بجروح جراء تعرضهم للضرب، كما تم مصادرة أجهزتهم الخلوية.وتدخلت فرقة من المغاوير لتهدئة الاوضاع وقامت بمداهمات.
وكانت طريق المطار وعدة طرق في محيط الضاحية الجنوبية، شهدت احتجاجات وحرق دواليب، رفضا لاستمرار اهاليهم عالقين في مطار العاصمة الإيرانية طهران، بعد منع الرحلة الإيرانية الهبوط في مطار بيروت.
بيان قيادة الجيش اللبناني
ومساء، صدر بيان عاجل من قيادة الجيش جاء فيه: «تشهد عدة مناطق ولا سيما محيط مطار رفيق الحريري الدولي احتجاجات تتخللها تعديات وأعمال شغب، بما في ذلك التعرض لعناصر من الجيش، ومهاجمة آليات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، ومحاولة إغلاق طريق المطار. تحذّر قيادة الجيش المواطنين من مواصلة هذه الممارسات التي من شأنها خلق توتر داخلي لا تحمد عقباه خلال المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد».
الانسحاب «الاسرائيلي»
وتتابع المصادر، من يعتقد من اللبنانيين ان أهالي الجنوب سيرضخون لوجود الجيش «الاسرائيلي» في النقاط الخمس من دون مقاومة، هم مخطئون وواهمون، والاهالي لن يوقفوا انتفاضاتهم الشعبية اليومية ضد الاحتلال. وسألت المصادر من يستطيع التحكم بمسار الامور في الجنوب بعد اشهر؟ ومن يمنع عودة عمليات المقاومة اذا واصلت «اسرائيل» اعتداءاتها؟ فبقاء الاحتلال يعني بقاء التهجير، وتعطيل حركة العمران، ومنع الحياة في شريط عازل يمتد مسافة 3 كيلومترات، وهذا سينعكس على كل لبنان.
وكلام الرئيس بري للعدو «الأيام بيننا» في حال عدم انسحابه، اكبر دليل عما ينتظره لبنان، وبشكل اوضح، فان بقاء «اسرائيل» في الجنوب ينسف كل الكلام على مرحلة جديدة وعهد جديد، فبقاء الاحتلال معناه، ربط لبنان بمشاكل المنطقة، وما يخطط له نتنياهو وترامب، وعلى لبنان الانتظار حتى انقشاع صورة المنطقة.
ويبقى السؤال : كيف سيتعاطى لبنان مع الضغوط «الاسرائيلية»؟ كيف سيتصرف؟ والمندوبة الاميركية مورغان اورتاغوس ستبلغ لبنان الأحد الموافقة الاميركية على بقاء «اسرائيل» في النقاط الخمس. في حين تؤكد المصادر، ان اورتاغورس لم تتحدث عن أي انتشار اميركي او دولي في النقاط الخمس، بل عن بقاء «اسرائيل» فيها، وسط تشكيك بقدرة الجيش على بسط سيطرته والانتشار في الجنوب، وعقدت لهذه الغاية اجتماعات فنية للجنة اتفاق وقف النار في رأس الناقورة، للتنسيق على الأرض قبل 18 شباط، ورفضت «اسرائيل» مقترحا فرنسيا لنشر قوات فرنسية في المواقع الخمسة، التي ترفض «اسرائيل» الانسحاب منها، فيما جرى تخطيط لاكمال نقل كل القرى الى سيطرة الجيش اللبناني قبل 18 شباط.
الحدود اللبنانية – السورية
وتؤكد المصادر نفسها، ان ما يجري على الحدود اللبنانية – السورية ليس بريئا، وهدفه نشر القوات الدولية على الحدود السورية – اللبنانية وتهجير المواطنين الشيعة الموجودين داخل الاراضي السورية، والموزعين على عشرات القرى، ومن شأن سيطرة مقاتلي «هيئة تحرير الشام» على هذه القرى والحدود، ارباك حزب الله وقطع الطريق عليه للوصول الى جبل الشيخ، و ضرب القوات «الإسرائيلية» في المنطقة.
- صحيفة الأنباء الإلكترونية عنونت: لعب بالفوضى… ومؤامرة في الشارع تحاصر العهد الجديد
وكتبت تقول: وكأنه كُتب على اللبنانيين أن لا يفرحوا ولا يعيشوا في دولة تُحفَظ فيها كرامتهم وتنهض بمستقبل أبنائهم نحو غد أفضل. والمشهد على طريق المطار أمس وأمس الاول خير دليل على مستوى الإنحدار الذي لا زلنا نعيشه، والمنزلق الذي يحاول البعض، وإن تخفّوا، أن يأخذوا البلد إليه.
ففي تطور صادم، لا يشبه المرحلة الجديدة التي دخلها لبنان منذ انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة وإطلاق مسار الإصلاح والإنقاذ، عمدت عناصر مجهولة معلومة إلى القيام باعتداءات وأعمال شغب وفوضى وتكسير وحرق سيارات على طريق المطار، ما حوّله إلى أشبه بساحة حرب.
وأما الأخطر بما حصل أمس، فكان الإعتداء على موكب نائب قائد القوات الدولية العاملة في لبنان “اليونيفيل”، وحرق آلية تابعة للموكب وإصابة عدد من العناصر. ما دفع باليونيفيل إلى إصدار بيان عالي النبرة، اعتبرت فيه أن “مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقد تشكل جرائم حرب. ونحن نطالب السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري، والعمل على تقديم جميع المسؤولين عن هذا الهجوم إلى العدالة”.
وعلى الأثر، اتصل قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده بقائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وأكد أن الجيش يرفض أي تعرُّض لليونيفيل، وسيعمل على توقيف المواطنين الذين اعتدوا على عناصرها وسوقهم إلى العدالة.
وبنبرة حازمة، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه أنه “تشهد عدة مناطق ولا سيما محيط مطار رفيق الحريري الدولي احتجاجات تتخللها تعديات وأعمال شغب، بما في ذلك التعرض لعناصر من الجيش، ومهاجمة آليات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، ومحاولة إغلاق طريق المطار. وتحذّر قيادة الجيش المواطنين من مواصلة هذه الممارسات التي من شأنها خلق توتر داخلي لا تحمد عقباه خلال المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد. وتستمر الوحدات في تنفيذ مهمات حفظ الأمن، وستعمل بكل حزم على منع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المخلين بالأمن”.
ويأتي هذا التصعيد الفوضوي، الذي استدعى صدور مواقف عدة تبرأت منه، ووصفت الذين قاموا به بعناصر غير منضبطة، قبل أيام من انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار الممددة في 18 الجاري، والحديث المتزايد عن احتمال تمديدها مرة اخرى وعدم التزام اسرائيل بالانسحاب الكامل، كما قبل أيام من تشييع السيد حسن نصرالله.
اتصالات مكثفة
وفي سياق الاتصالات التي يجريها الرئيس جوزاف عون لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب، أفادت مصادر متابعة عبر الأنباء الالكترونية أن عون يقوم بإجراء سلسلة من الاتصالات مع رؤساء الدول المعنية بالأزمة اللبنانية وتحديداً فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية. قبل وصول المبعوثة الاميركية مورغان أورتاغوس الى بيروت غداً الأحد في السادس عشر من الجاري في محاولة لتغيير الموقف الاميركي. واستغلال الموقف الفرنسي للضغط على اسرائيل لإلزامها استكمال الانسحاب الكامل من جنوب لبنان. ومن المنتظر ان يجري عون اتصالات دبلوماسية لتدارك الموقف قبل فوات الأوان. وكان عون قد أوعز الى مندوب لبنان في لجنة المراقبة إبلاغ أعضاء اللجنة الرفض التام غير القابل للنقاش تأجيل انسحاب الجيش الاسرائيلي من النقاط الخمس وضرورة انسحاب اسرائيل قبل 18 شباط الجاري. والتواصل مع الدول المؤثرة لاسيما الولايات المتحدة وفرنسا للوصول الى الحل المناسب. ولفت من جهة اخرى اننا نريد أن نستعيد ثقة الدول الشقيقة والصديقة وتشجيعهم على المجيء الى لبنان
وكان أعلن رئيس لجنة آلية مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال جاسبر جيفرز انه يثق بقدرة الجيش اللبناني بالسيطرة على قرى جنوب الليطاني قبل الثلاثاء المقبل موعد انسحاب الجيش الاسرائيلي منها. وجاء كلام جيفرز بعد اجتماع اللجنة في الناقورة. حيث أجرى الحاضرون تخطيطاً فنياً عسكرياً شمل القرى المتبقية في منطقة جنوب الليطاني واستعداد الجيش اللبناني السيطرة عليها قبل 18 الجاري.
وكشف جيفرز عن تقدم كبير على مدى الأشهر القليلة الماضية، وأنه على ثقة ان القوات المسلحة اللبنانية ستسيطر على جميع المراكز السكانية في منطقة جنوب الليطاني قبل الثلاثاء المقبل.
المقترح الفرنسي
بالتزامن، خرج إلى العلن المقترح الفرنسي القاضي بنشر قوات تابعة لليونيفيل بينهم جنود فرنسيين في جنوب الليطاني. إلا ان المعلومات تشير إلى رفض إسرائيلي لهذا المقترح رغم طرحه بشكل جدي من قبل باريس. وقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ان بلاده تقدمت بهذا الاقتراح لحل المشكلة بين لبنان واسرائيل وتأثير ذلك على تطبيق القرار 1701.
سلام يستعجل
في هذه الاثناء، أشارت مصادر سياسية لجريدة الأنباء الالكترونية الى أن الرئيس نواف سلام يستعجل إقرار البيان الوزاري لاطلاع رئيس الجمهورية عليه لأخذ الموافقة قبل طلب ثقة مجلس النواب. وذلك بهدف تفرغ الوزراء للعمل والقيام بالاتصالات اللازمة لانسحاب اسرائيل من جنوب لبنان ومعالجة الازمات المستجدة لأن الأوضاع الأمنية غير مطمئة، خاصة بعد التحركات غير البريئة على طريق المطار ومناطق أخرى في بيروت.
ولفتت المصادر إلى ان الهدف من هذه التحركات كما يبدو هو تشويه صورة لبنان وضرب مسيرة العهد وعودة الفوضى الى الساحة المحلية، متخوفة من مؤامرة مكشوفة لمنع مسيرة الدولة من الإقلاع.
ذكرى استشهاد الحريري
وكانت الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري استحوذت أمس على اهتمام سياسي وشعبي كبيرين، لا سيما وأنها تزامن هذه العام مع شبه عودة للرئيس سعد الحريري إلى الحياة السياسية، مؤكدا ان “كل شي بوقتو حلو”.
وقد أعلن الحريري في كلمته أمام جمهور تيار المستقبل في ساحة الشهداء عودة التيار الى العمل السياسي والمشاركة بكل الاستحقاقات الوطني، بعدما كان قد أعلن خروجه من السياسية وتعليق العمل السياسي قبل ثلاث سنوات مع بداية العام 2022.
الحريري خاطب جمهوره بالقول منذ 20 سنة نزلتم الى الساحة وقلتم للشهيد رفيق الحريري اننا سنشتاق إليك. واليوم عدنا الى هذه الساحة لنقول للشهيد الحريري اشتقنالك.
وقال “لا مهرب من تحقيق العدالة أكانت على الارض او في السماء”. ورأى أن مسؤولية الجميع حل الازمة الاقتصادية واعادة التنمية الى مختلف المناطق، مشيراً إلى أن لبنان أمام فرصة ذهبية بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.