قالت الصحف: تحرك الخماسية نحو لبنان بلا أفق ولا يهدئ القلق جنوبا
الحوار نيوز – خاص – صحف
من الواضح أن التحرك الذي ستبدأه اللجنة الخماسية باتجاه لبنان على خط الرئاسة يبدو بلا أفق بدليل أن المواقف اللبنانية على حالها، وهو بالتالي لا يهدئ القلق جنوبا طالما الحرب على غزة قائمة.
كيف تعاطت الصحف اليوم مع هذا الواقع؟
النهار عنونت: برمجة سياسية واسعة لـ “الخماسية” الأسبوع المقبل
وكتبت صحيفة “النهار”: على رغم البلبلة الواسعة التي اثارها الكشف عن ارجاء او الغاء الزيارة التي كانت مقررة لسفراء المجموعة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر ظهر اليوم الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة للاجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مستهل تحرك تعول عليه أوساط سياسية وديبلوماسية كثيرة كمؤشر لتحريك ملف الازمة الرئاسية “الرهينة”، عكست المصادر الديبلوماسية الوثيقة الصلة بهذه الحركة معطيات يمكن الركون الى منسوب عال من جديتها وصدقيتها حيال ثلاث نقاط : ثمة اتجاه مؤكد للتمهيد لاجتماع ممثلي المجموعة الخماسية في باريس على الأرجح (ولو لم يتقرر الموعد والمكان نهائيا بعد) انطلاقا من تحرك لسفراء المجموعة من بيروت أولا. وثمة ثانيا شبه اتجاه ثابت لان تنحو المجموعة نحو اطلاق رسالة واضحة بموقف تجمع عليه بوجوب وحتمية الفصل فصلا تاما بين مجريات الأوضاع الميدانية والقتالية والحربية على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل عن ملف الازمة الرئاسية. وثمة ثالثا اتجاه الى بلورة موقف بالإجماع الخماسي لتزكية ما يسمى “الخيار الثالث” في انتخاب رئيس الجمهورية العتيد.
وفي حين كان مقرراً ان تستهل هذه الدول تحركها عبر جولة لسفرائها في بيروت تبدأها ظهر اليوم من عين التينة مع الرئيس بري ولاحقًا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومن ثم القوى السياسية الاساسية الغي الموعد مع بري، فيما لم يعلن عن موعد زيارة ميقاتي التي ألغيت بطبيعة الحال، تبعاً لإلغاء التحرك.
وافادت مصادر ديبلوماسية “النهار” ان بعض سفراء المجموعة الخماسية ارتأى ان يعقد اجتماع تنسيقي بين السفراء الخمسة اولاً قبل بدء الزيارات، وجزمت ان لا خلفيات سياسية وراء التأجيل الذي حصل لأسباب لوجستية كما قالت علماً ان تحرك السفراء في بيروت يأتي في اطار التمهيد للاجتماع المرتقب للجنة في باريس او الدوحة مطلع شباط المقبل وبالتالي، لا بد من اجتماع تمهيدي للسفراء قبل بدء الجولة.
واثار تسريب خبر الغاء موعد اللقاء الخماسي مع بري مع خبر اللقاء اللافت الذي جمع السفير السعودي وليد البخاري ونظيره الايراني مجتبى اماني في دارة الاول في اليرزة تفسيرات واسعة ربطت بين التطورين علما انه اعلن عن لقاء السفيرين ومواضيع البحث التي تناولاها وفق بيان أشار الى ان البحث تناول “ابرز التطورات السياسية على الساحتين اللبنانية والإقليمية، وتبادل الرؤى في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
ولكن مصادر سياسية مطلعة نفت اي صلة لإلغاء موعد عين التينة بلقاء بخاري والسفير الايراني، مشيرة إلى لا علاقة بين الامرين، بل كل ما حصل “خربطة” بالمواعيد، كاشفة ان الموعد المقبل لبري مع السفراء لن يكون بعيداً، والتأجيل لا يعني تعطيلاً لعمل الخماسية.
وعليه، تقرر تأجيل الموعد على ان يحدد موعد جديد في مرحلة لاحقة يتوافق عليه السفراء، فيما علم ان السفير السعودي سيحضر وحده اليوم إلى عين التينة للقاء بري بناء على موعد مسبق .
جلسات الموازنة
يأتي تركيز الأنظار على التحرك المرتقب لسفراء المجموعة الخماسية فيما تتهيأ ساحة النجمة لانعقاد جلسة مناقشة الموازنة في مجلس النواب الاربعاء والخميس وسط اعتراضات واسعة يثيرها مشروع الموازنة ويرشح الجلسات للكثير من النقاشات والجدل. واستعدادا للجلسات يعقد “تكتل لبنان القوي” اجتماعاً اليوم برئاسة النائب جبران باسيل سيخصَّص لمناقشة موضوع موازنة العام 2024 من جوانبه كافة، على أن يقرّر في خلال الاجتماع مشاركته في جلسة مجلس النواب المقرَّرة لدرس وإقرار مشروع الموازنة، أو عدمها.
في المقابل، أكدت عضو “تكتل الجمهورية القوية”النائبة غادة أيوب أن “الكتلة ستشارك في جلسة مناقشة الموازنة تطبيقاً للدستور بحرفيته لكونها ليست جلسة تشريعية، بما يعني أن المشاركة لا تتناقض مع موقف القوات اللبنانية المقاطع للجلسات غير الانتخابية في غياب رئيس للجمهورية”.
بدورها اعلنت كتلة “تجدد” انها “على رغم موقفها المبدئي والدستوري بعدم جواز التشريع في ظل غياب رئيس الجمهورية وتعطيل انتخابه، قررت المشاركة في الجلسة النيابية لمناقشة الموازنة العامة، والمساهمة في تأمين النصاب لهذه الجلسة، حماية للمواطن الملتزم والقطاع الخاص الشرعي، ومؤسسات القطاع العام، الذي نفذ مشروع الموازنة الخطيئة، الذي قدمته الحكومة، بحقهم اغتيالاً منظماً، لصالح مصالح المنظومة الفاسدة في القطاع العام، والاقتصاد الأسود، وكل أبطال التهرب والتهريب”.واعتبرت “إن عدم مشاركة الكتلة ومعها قوى المعارضة في هذه الجلسة، تعرضها لفقدان النصاب، ما سيؤدي حسب الدستور إلى إصدار مشروع الحكومة بمرسوم، وهذا يشكل خطراً استراتيجياً وبنيوياً من الصعب إصلاحه”.
الوضع الميداني
اما في مشهد التصعيد الميداني في الجنوب فاستمر التصعيد الإسرائيلي على وتيرة عالية اذ شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة مساء امس على منزل في بلدة مجدل سلم أدت الى تدميره على من كان فيه وهرعت سيارات الإسعاف الى المكان المستهدف ونقلت أربعة مصابين الى مستشفى تبنين الحكومي. وأفادت المعلومات ان ضحية وثلاثة جرحى سقطوا في الغارة .
سبقت ذلك غارة على اطراف بلدة شيحين دمرت منزلاً من طبقتين وغارة على مروحين وأخرى على الطيبة قرب مركز للدفاع المدني، كما سقطت قذائف فوسفورية على بلدة عديسة عند حدود بلدة كفركلا. وشن الطيران ظهرا غارة على منزل في بلدة طيرحرفا مطلقا باتجاهه صاروخين من نوع جو- ارض ، مخلفا فيه اضرارا كبيرة. واطلقت مسيرة صاروخا خلف معتقل الخيام – وادي العصافير، كما قصفت المدفعية تلة العويضة من جهة الطيبة. ايضا، أطلقت مسيرة إسرائيلية صاروخا على غرفة سكنية داخل مشروع زراعي في محلة آبل القمح خراج بلدة الوزاني من دون تسجيل إصابات.
وافيد لاحقا أن مسيرة اسرائيلية أغارت، مرة أخرى، على بلدة مجدل سلم، عند مفرق وادي السلوقي. فيما واصلت المدفعية الإسرئيلية قصفها على وادي السلوقي من جهتي أكاسيا ومجدل سلم بالقذائف الثقيلة. كما استهدفت أطراف راميا وعيتا الشعب بقصف مدفعي.
في المقابل، أعلن “حزب الله” انه استهدف تجمعا للجنود الاسرائيليين في محيط موقع الراهب ومن ثم قوّة من الجمع الحربي الاسرائيلي في مرتفع أبو دجاج وكان اعلن ايضا انه عند منتصف ليل الأحد الاثنين، “هاجم قوّة إسرائيلية في محيط ثكنة زرعيت بالأسلحة الصاروخية، كانت تتحضّر لتنفيذ عدوان داخل الأراضي اللبنانية، مما أدى إلى وقوع إصاباتٍ مؤكدة في صفوفها”. ونعى “حزب الله” كلا من علي سعيد يحيى “جواد” من بلدة الطيبة وسامح أسعد أسعد “أبو تراب” من بلدة كفركلا وحيدر حسين إبراهيم “ساجد” من بلدة العديسة.
في المواقف الإسرائيلية من التطورات قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه نظيره الفرنسي سيباستيان لوكورنو: “حتى لو أوقف حزب الله إطلاق النار من جانب واحد، فإن إسرائيل لن توقف إطلاق النار حتى تضمن العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”. وشدد غالانت على أن “فرنسا لها دور مهم في الرغبة الدولية في استقرار الوضع الأمني على الحدود الشمالية، وذلك في إطار الجهد السياسي الذي تقوده الإدارة الأميركية”، مبينا “أن إسرائيل تفضل إنهاء الصراع مع حزب الله من خلال تسوية سياسية”. وقال: “مع ذلك، فإننا نستعد لخلق وضع آمن لعودة السكان، وذلك بالوسائل العسكرية أيضا”.وحذر من أن “الحرب في الشمال ستكون صعبة بالنسبة لإسرائيل، ولكنها مدمرة بالنسبة لحزب الله ولبنان”.
====
الجمهورية عنونت: الرياض وطهران تستعجلان إنتخاب الرئيس والبخاري عند بري اليوم
وكتبت صحيفة “الجمهورية”: بَدا من اللقاء المفاجىء أمس بين السفير السعودي وليد البخاري والسفير الايراني مجبتى اماني انّ ملف الاستحقاق الرئاسي قد وضع على نار حامية هذه المرة لدى المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية، وانّ طيف ايران بات حاضراً فيها والرؤية الايرانية لحل الازمة الرئاسية اللبنانية باتت على طاولتها، وانّ قابل الايام سيشهد مزيداً من التطورات في هذا الاتجاه. وذلك في موازاة تصاعد خطورة الوضع على الجبهة الجنوبية والخشية من تطوره الى حرب مفتوحة.
تكثفت حركة اللجنة الخماسية العربية الدولية حول الاستحقاق الرئاسي عبر سفراء دولها في بيروت، الذين سيجتمعون في اي وقت هذا الاسبوع، على أن تكون لهم الاسبوع المقبل زيارات لرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرؤساء السابقين ورؤساء الطوائف والقادة السياسيين، وذلك بالتزامن مع اجتماعات سيعقدها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مع مسؤولين في كل من الرياض والدوحة، وذلك في محاولة جديدة للتوصل الى توافق بين اللبنانيين على رئيس للجمهورية. فيما ترددت معلومات عن انّ الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني (ابو فهد) وصل الى بيروت أمس وسيبدأ لقاءات مع عدد من المسؤولين بعيداً من الأضواء، للبحث معهم في ملف رئاسة الجمهورية.
لقاء الخيمة
وفي اطار حراك سفراء «الخماسية»، استقبل السفير السعودي في بيروت وليد البخاري أمس في دارته في اليرزة، السفير الايراني في بيروت مجتبى اماني، في لقاء هو الاول مباشرة بينهما. وافادت معلومات رسمية وزعت بعد اللقاء انه «تم خلاله عرض لأبرز التطورات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل الرؤى في العديد من القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك».
ايران والخماسية
وقالت مصادر لصيقة بأجواء اللقاء بين البخاري واماني لـ«الجمهورية» انه «يأتي في اطار اللقاءات الايرانية ـ السعودية التي تشهد مزيداً من التحسن الذي يستفيد لبنان من تداعياته».
واشارت هذه المصادر الى انه سبق هذا اللقاء محطة سابقة او لقاء سابق تمثّل بتلبية السفير الايراني والقائم بأعمال السفارة السورية في لبنان دعوة البخاري الى مأدبة عشاء جمعت لفيفاً من السفراء العرب والاجانب، وكانت مشاركتهما فيها لافتة، وكان اللافت أكثر الابراز السعودي لهذه المشاركة وكذلك الحفاوة السعودية الكبيرة بالسفير الايراني، والتي تترجم من خلال اللقاءات بين السفيرين.
وذكرت المصادر نفسها ان اللافت ايضا هو ان لقاء البخاري ونظيره الايراني جاء بعد ايام على مقابلة الاخير مع قناة «الميادين» التي شرح خلالها للرأي العام اللبناني عموما والمسيحي تحديدا وجهة نظر ايران من الملف الرئاسي. وكشفت المصادر انّ اماني يعقد منذ اسابيع لقاءات لهذه الغاية بعضها مُعلن، وكان منها لقاؤه امس مع السفير السعودي، والبعض الآخر غير معلن، وكان منها لقاء عقده قبل يومين في مقر السفارة الايرانية مع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وتخلله عشاء وتناول البحث خلاله الاوضاع في الجنوب والحرب الاسرائيلية على غزة والتطورات في المنطقة عموماً، وكذلك الملف الرئاسي اللبناني.
واوضحت المصادر ان البحث بين البخاري واماني تناول موضوعين:
الاول: موضوع غزة وما يرتبط به من تطورات في اعتباره اولوية ايرانية، وقد تركز البحث على تداعيات حرب غزة على دول الجوار ومن ضمنها لبنان، اذ انّ منع توسيع الحرب هو محل اهتمام ايران والسعودية في آن معاً، خصوصا ان المملكة العربية السعودية كانت قد رَعت وترأست في 11 تشرين الثاني الماضي في الرياض قمة الدول العربية والاسلامية من اجل غزة.
اما الموضوع الثاني الذي تناوله البخاري واماني بالبحث فكان الملف الرئاسي اللبناني وهو ذو شقين: الاول يتعلق بظهور توجه جديد لدى المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية يقضي بفصل الاستحقاق الرئاسي اللبناني عن الشروط التي كانت تحاول الخماسية فرضها على «حزب الله» لجهة سلاحه وغيره من شروط ومواضيع اخرى، بحيث انّ الخماسية قررت على ما يبدو فصل ملف الرئاسة عن مطالب اخرى كانت مطروحة والتعامل مع الاستحقاق الرئاسي منفصلاً عن بقية المواضيع السياسية لأنه بات في رأيها من المُلح إيجاد حل له والتعامل معه تقنياً وفصله عن الخلافات والنزاعات السياسية، وذلك على قاعدة حاجة لبنان الى بناء سلطة جديدة في ظل الاوضاع السائدة فيه وعلى ساحة المنطقة.
ولفتت المصادر الى انّ البخاري عندما عاد اخيراً من الرياض، حمل معه هذا التوجه الخماسي بفصل الاستحقاق الرئاسي عن النزاعات السياسية. وهو على هذا الاساس انطلق إثر عودته في لقاءات مع قيادات سياسية ودينية، ومع بعض السفراء العرب والاجانب وفي مقدمهم السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو.
وقالت المصادر نفسها ان المجموعة الخماسية كانت لا تضم ايران في صفوفها لتصبح سداسية، لكن لقاء البخاري واماني أمس اكتسب اهمية كبيرة لأنه جعل طيف ايران حاضراً في اجتماعات الخماسية، وان افكار ايران للحل الرئاسي اللبناني باتت من الآن وصاعداً على الطاولة الخماسية وخارجها.
شبكة أمان للبنان
الى ذلك اكدت مصادر مطلعة على اللقاء لـ«الحمهورية» انه سينعكس حُكماً ايجاباً على كل الملفات في لبنان لِما للدولتين السعودية والايرانية من تأثير على الداخل اللبناني. وكشفت ان البحث لم يتطرق بالتفصيل الى الملف الرئاسي، لكن كان هناك توافق على الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية بتوافق لبناني، كذلك كان توافق على استقرار لبنان في هذه المرحلة وبالتالي فإنّ اللقاء سيزيد من شبكة الامان لمصلحة لبنان.
واشارت المصادر الى انّ اصل اللقاء بين البخاري واماني «مرتبط مباشرة بالاتفاق السعودي ـ الايراني، والذي هو اكبر من ان يُفَصّل الى تفاصيل صغيرة، والرسالة الاساسية هي انّ الطرفين منفتحان على كل المكونات والطوائف، وان المملكة العربية السعودية حريصة على إعطاء رسالة في اتجاه الطائفة الشيعية بأنها على علاقة ممتازة معها، والتاريخ يشهد على ذلك في العلاقة مع السيد موسى الصدر ورجال الدين والهدف هو نَبذ خطاب الكراهية».
ورأت المصادر «ان جلسة اليرزة العربية (في الخمية) ارادت ان تؤكد انّ العلاقة بين المملكة وطهران قائمة على التطور وليس هناك ما يهزّها، وهذه ترجمة طبيعية لأول لقاء رسمي من نوعه. واللقاء الثاني بعد عشاء فينيسيا الذي دعا اليه البخاري تحت عنوان الديبلوماسية المُستدامة لتأمين شبكة امان للبنان.
وكشفت انّ السفير السعودي قد يشارك في نشاطات ستدعو اليها السفارة الايرانية، ويمكن القول انّ المسار الرسمي انطلق من اليوم علي الارض اللبنانية…
ونَفت المصادر ان يكون الحديث خلال اللقاء تطرّق الى انضمام ايران الى المجموعة الخماسية، وقد اراد البخاري ان يكون هذا اللقاء ودياً وهادئاً، وخصوصاً في «خيمة السدو» العربية السعودية.
والاهم في اللقاء انه تم التوافق بين الطرفين على امن لبنان واستقراره في هذه المرحلة الدقيقة، ما يعزّز الاتفاق على ان الامن القومي اللبناني اصبح عنصرا مشتركا بين البلدين.
الانفتاح السعودي
الى ذلك، رَوت مصادر أخرى أنه تم خلال اللقاء «تداول في الاوضاع اللبنانية السياسية ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسي، وكذلك الاوضاع الامنية في الجنوب، وفي قطاع غزة والجهد المبذول لوقف العدوان الاسرائيلي عليه».
وكذلك وضعت مصادر متابعة هذا اللقاء «في اطار الانفتاح السعودي اولاً على جميع الاطراف، مؤكدة أهمية التوافق بين طهران والرياض في المنطقة وبما يُسهل التقارب والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، وكَون ايران اضافة الى الرئيس بري هما صلة الوصل الموثوقة للسعودية بـ»حزب الله»، ما لم يحصل لاحقاً تواصل مباشر بين السفير السعودي والحزب في اطار الانفتاح السعودي على تسهيل حلحلة الازمات اللبنانية».
وقال البخاري إنّ لقاءه والسفير الإيراني «كان ودياً وتم التطرّق خلاله إلى عمل اللجنة الدولية الخماسية المعنية بِلبنان». وأوضح أنّ هذا اللقاء «يندرج في إطار التقارب السعودي الايراني». وأضاف: «لقد اتفقنا على محبتكم».
وسيزور البخاري عين التينة للقاء بري بناء على موعد مسبق غير مرتبط بجولة سفراء دول المجموعة الخماسية.
الوضع جنوباً
جنوباً، استمر القصف المدفعي الاسرائيلي بعد ظهر امس على القرى والبلدات الحدودية، واستهدف اطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب، ليُطاول لاحقاً أطراف بلدة ميس الجبل الغربية – حي رأس الظهر. كذلك طاولَ جبل بلاط واستهدف عمود إرسال في المكان. وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي بعد السادسة مساء على وادي السلوقي، فيما أطلقت مسيرة معادية صاروخا على غرفة سكنية داخل مشروع زراعي في محلة آبل القمح في خراج بلدة الوزاني ولم توقع إصابات. كذلك استهدف الطيران الاسرائيلي قرابة السادسة والنصف مساء احد المنازل في بلدة مجدل سلم ما أدّى الى سقوط شهيد واصابة ثلاثة اشخاص بجروح. وبعد السابعة تعرضت بلدات رامية وعيتا الشعب وطيرحرفا والجبين لقصف مدفعي.
موقف أميركيّ
وفي إطار آخر يتعلق بالوضع على الجبهة العسكرية الجنوبية، قال المتحدث الرسميّ باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عبر منصة «بلينكس» الإماراتيّة: إن الولايات المتحدة ما زالت تحاول استكشاف جميع الخيارات الدبلوماسية مع الطرفين الإسرائيلي واللبناني لاستعادة الهدوء وتجنّب التصعيد بينهما.
ورداً على سؤال حول إمكانية تأثر المفاوضات بالمناوشات على الحدود والحرب الدائرة في غزّة، أوضح ميلر «أنّ الولايات المتحدة أكدت مراراً وتكراراً أنها لا تدعم النزاع المستمر الذي يمتد إلى لبنان». وكشف عن «سَعي الولايات المتحدة إلى حلٍ ديبلوماسي يُمكّن المدنيين الإسرائيليين واللبنانيين من العودة إلى ديارهم والعيش في أمن واستقرار، على طول الحدود بين البلدين».
قلق إسرائيلي
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه نظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنو «انّ الحرب مع «حزب الله» ستكون قاسية على إسرائيل ومدمرة للحزب ولبنان»، مؤكداً أنه «حتى لو أوقفَ «حزب الله» عملياته فلن نتوقف حتى يتغيّر الوضع الأمني على الحدود الشمالية».
وذكرت «روسيا اليوم» أن غالانت شكرَ ليكورنو «التزام فرنسا بتغيير الوضع الأمني في جنوب لبنان، وإخراج «حزب الله» من الحدود».
وشدد غالانت على أن «فرنسا لها دور مهم في الرغبة الدولية في استقرار الوضع الأمني على الحدود الشمالية، وذلك في إطار الجهد السياسي الذي تقوده الإدارة الأميركية»، مُبيناً «أنّ إسرائيل تفضّل إنهاء النزاع مع «حزب الله» من خلال تسوية سياسية». وقال: «مع ذلك، فإننا نستعد لخلق وضع آمِن لعودة السكان، وذلك بالوسائل العسكرية أيضاً». وحذّر من أن «الحرب في الشمال ستكون صعبة بالنسبة الى إسرائيل، ولكنها مدمرة بالنسبة الى «حزب الله» ولبنان».
وقال النائب السابق لقائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي إيال بن رؤوفين: «نعلم أن «حزب الله» أقوى بكثير من «حماس»، وإذا اندلعت الحرب ستكون حربًا صعبة وعلينا أن نُخبر الجمهور الإسرائيلي بذلك».
وأفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أنّ نحو 80 ألف مستوطن يعيشون بالقرب من الحدود اللبنانية «أَخلوا المنطقة منذ بداية الحرب، أو تم إجلاؤهم منها. وهناك خوف من نزوح الشباب الإسرائيلي عن المستوطنات الحدودية مع لبنان بشكل دائم، وبالتالي إفشال خطة ضَخ دم جديد لهذه المستوطنات».
وكشف استطلاع أجراه مركز المعرفة الإقليمي في الكلية الأكاديمية «تل حي» ومجموعة السلطات في الجليل الشرقي، أنّ نحو «60% فقط متأكدون من أنّهم سيعودون عندما ينتهي القتال»، وأنّ «4 من كل 10 تم إجلاؤهم لن يعودوا»، وقد اعتبرت «هآرتس» أن تلك الأرقام «هائلة».
وبحسب المتحدث باسم كيبوتس «مسكاف عام»، فإنّ «الخوف أكبر هو تجاه الشبان الذين أدخلوا في السنوات الأخيرة دماء جديدة إلى المستوطنات القديمة، فبمجرد وقوع حادث أمني واحد هنا سينهض 30% منهم وسيغادرون، وذلك لأنّهم لم يشهدوا توتراً أمنياً ولو لثانية واحدة». وأضاف أنّ «المنازل على بعد بضع عشرات من الأمتار من الحدود اللبنانية، أصبحت بعد 3 أشهر من بدء القتال، نقطة حمراء على الخريطة، في مرمى «حزب الله».
بدوره، قال بيني بن موفحار، رئيس مجموعة الجليل الشرقي ورئيس المجلس الإقليمي لـ«مفوؤوت حرمون»، إنّ «نتائج الدراسة تظهر بوضوح أنّ مستوطني الجليل الشرقي لا ينوون العودة إلى مستوطناتهم حتى يتحقق الأمن الكامل في المنطقة»، مُطالباً «بحل عسكري سياسي مسؤول، إذ ليس لدى المستوطنين أي تحمّل للحلول الموقتة».
أمّا مدير «المجتمع المحلي» في كيبوتس «يفتاح»، جوناثان فريدمان، فأكّد أنّ المستوطنين «يخافون من اليوم الذي يطلبون منهم فيه العودة»، لأنّهم «لن يتمكنوا حتى من تَخيّل العودة إلى مستوطناتهم من دون غرف محصنة».
وأظهَر الاستطلاع أنّ «العامل الذي سيساهم أكثر في شعور مستوطني الشمال بالأمن هو إبعاد قوات «حزب الله» عن الحدود الشمالية، مع ضمان عدم عمله في المنطقة منزوعة السلاح في لبنان، وفقاً لقرار الأمم المتحدة الرقم 1701، وأيضاً ضرب بنيته التحيتة».
في هذا الإطار، كشف الاستطلاع «صورة وضع مُقلقة عن الوضع النفسي والاقتصادي» لمستوطني الجليل الشرقي، الذين «يتعامل جزء منهم منذ 3 أشهر مع تحديات وصعوبات أنتجَها القتال المتواصل مقابل «حزب الله». وسعى المشاركون في وضع الاستطلاع لفحص ظهور أعراض ما بعد الصدمة بين المستوطنين، إذ «رَسمت النتائج التي توصّلوا إليها صورة قاتمة لحالتهم العقلية والعاطفية».
ووفقاً لمعطيات مركز «ليئور تسفاتي» لأبحاث الانتحار والألم النفسي، فإنّ «16% من المستوطنين عانوا أعراضَ ما بعد الصدمة قبل بدء القتال، أمّا بعد بدء الحرب فارتفعت الأرقام إلى 30%».
ومن ناحية أخرى، فإنّ «صورة أعراض الصعوبات النفسية من الواقع لدى مستوطني الجليل الشرقي تشير إلى أنّها تضاعفت تقريباً عن حالة البقية»، وفق الاستطلاع الذي أظهر أنّ «54% من المستوطنين الذين أخلوا منازلهم بنحوٍ مستقل وليسوا في بيئة مجتمعية أو يتلقون دعماً نفسياً منظماً يعانون مشاعر ما بعد الصدمة».
أمّا من بين السكان الذين تم إجلاؤهم، «فأبلغ 48% منهم عن مشاعر ما بعد الصدمة، فيما شهد 40% من السكان الذين بَقوا في منازلهم على تطور صعوبات نفسية نتيجة لحالة الحرب».
كذلك، «أفاد ما يقرب من 90% من أصحاب الأعمال والعمال المستقلين في الجليل الشرقي عن إلحاق ضرر بمدخولهم بعد الحرب»، إذ «يواجه ما يقارب نصفهم انخفاضاً يزيد عن 50% في دخلهم خلال هذه الفترة».
يُشار إلى أنّ الاستطلاع، الذي أُجري بدعم رؤساء المستوطنات في المنطقة، الذين يخشون حدوث أزمة ديموغرافية مع نهاية الحرب، شارك فيه نحو 2000 من مستوطني جميع سلطات المجموعة، الذين تمّ إجلاء 52% منهم أو أخلوا بشكل مستقل، فيما بقي 48% منهم.
الوضع في الشرق الأوسط
وعلى المستوى الديبلوماسي، من المقرر ان تبدأ اليوم في الامم المتحدة اعمال جلسة مجلس الأمن الدولي المفتوحة ربع السنوية حول الوضع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، والتي ستُعقد على مستوى وزراء الخارجية بمشاركة الوفد اللبناني الذي يضمّ كلّاً من وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ومندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير هادي هاشم، ومدير مكتب الوزير السفير وليد حيدر ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي.
وسيلتقي بوحبيب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وعدداً من نظرائه من وزراء الخارجية لمتابعة المناقشات المفتوحة حول الوضع في جنوب لبنان وقطاع غزة، ومصير الإجراءات المنتظرة في شأن ملف النازحين السوريين، ومطالب لبنان المطروحة على الاتحاد عموماً، والتي كانت موضوع المشاورات التي أجراها مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في زيارته الاخيرة لبيروت.
وزير خارجية اسبانيا في لبنان
على صعيد آخر، يصل الى بيروت في الساعات المقبلة وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، بعد انتهاء أعمال الاجتماع الدوري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل واللقاء الذي جمعهم مع كل من وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ونظيره الإسرائيلي إسرائيل بيني غنتس. كما حضر أيضاً وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والأمين العام لجامعة الدول العربية. وقالت مصادر ديبلوماسية انّ الاجتماع ركّز على الوضع في الشرق الأوسط بعد 15 أسبوعاً على بدء الحرب بين «حماس» وإسرائيل، وتزامَنَ مع مخاوف متزايدة من توسّع رقعة النزاع في المنطق، لكنه سيبحث في تقييم الوضع في أوكرانيا.
وحول أجواء اللقاء، قالت المصادر انّ معظم الوزراء المجتمعين عبّروا عن «قدرات محدودة للضغط على إسرائيل لوقف الحرب فى غزة».
العمل الحكومي
من جهة ثانية وعلى الصعيد الحكومي، أبلغَ وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس الى «الجمهورية»، بعد لقائه رئيس الحكومة أمس، ان «لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع بسبب الانشغال بجلسات مناقشة مشروع موزانة 2014، لكنني تمنيتُ على الرئيس ميقاتي ان يدعو الى جلسات للحكومة لمواصلة تصريف الاعمال بالتوازي مع الجهد القائم لانتخاب رئيس للجمهروية. فإذا لم تجتمع الحكومة وتتخذ قرارات ولو في حالة تصريف الاعمال، كيف ننفق على الطبابة والاستشفاء ونستحضر الكهرباء وسواها من خدمات ضرورية؟ لذلك أرجو ان لا يُزايد احد مسيحياً على الحكومة ورئيسها». واضاف: «كما تمنيتُ على الرئيس ميقاتي الدعوة ايضا الى لقاءات تشاورية وزارية دائمة، خصوصا ان عدداً من الوزراء المقاطعين للجلسات يحضرون للتشاور مع الرئيس، وانا اجزم بأنه لم يرتكب ما يفيد بتجاوزه صلاحيات رئيس الجمهورية،علماً انّ غالبية بنود الجلسات تتعلق بوزراء مقاطعين لها، فكيف يستقيم هذا الأمر؟».
====
الديار عنونت: «الخماسيّة» تتحرّك تحت ضغط الوقت دون خطة تمنع التصعيد جنوباً
تباين فرنسي ــ أميركي حول نجاح «المقايضة» بين الرئاسة والـ1701 ؟
لقاء البخاري وسفير إيران إيجابي ولا نتائج ملموسة… مُستوطنو الشمال لن يعودوا!
وكتبت صحيفة “الديار”: لان رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو «ناكر للجميل»، ويتبنى استراتيجية «شراء الوقت»، ولا يعبأ بحجم المأزق الانتخابي الداخلي لرئيس الولايات المتحدة الاميركية جو بايدن، بعدما منحه الدعم الكامل لمجازره، وهو «يترنح» قبل نحو عام من الانتخابات. ولان نتانياهو يراهن على عودة دونالد ترامب الى البيت الابيض، ولا يأبه بنصائح الادارة الديموقراطية، فهذا يعني ان غزة والمنطقة ستبقى رهينة «لعبة» مصالحه الشخصية، ورهينة «اليمين الاسرائيلي» الذي يغامر باشعال حرب شاملة في المنطقة.
ولأن لبنان في «عين العاصفة» ومرشح للدخول في دائرة الجنون «الاسرائيلي»، تداعت دول «الخماسية» الى التحرك على خط البحث عن تخفيض لمستوى التوتر جنوبا كاولوية، لا يزاحمها الاستحقاق الرئاسي الذي يحضر فقط من «البوابة» الفرنسية، حيث تتفرد باريس بالترويج لمبادرة لا تبدو واقعية، لمقايضة تنفيذ القرار 1701 بتنازلات تقدم لحزب الله على المستوى الداخلي.
لكن وحتى الآن، لا مؤشرات حول وجود خطة واضحة لمنع توسع الحرب، ولا توجد ايضا ايجابية تشي بامكانية تحريك الملف الرئاسي من الدائرة المقفلة التي وصل اليها، ولم يلمس اي من الفرقاء في الداخل او الخارج استعدادا لدى حزب الله للبحث بمقايضة بين الـ1701 والرئاسة. ولهذا كل ما يحكى عن مبادرات او مساع في هذا الاطار، لا يتسم بالجدية وانما تحرك «لملء الفراغ».
وفي هذا السياق، وعلى اهميته في الشكل، فان لقاء السفيرين السعودي الوليد البخاري والايراني مجتبى اماني بالامس في اليرزة، لم يحمل جديدا يمكن تسييله على ارض الواقع، فالرئاسة ليست اولوية الآن، ولا تغييرات ملموسة في موقفي طهران والرياض، واذا كانتا متفقتين على تجنيب لبنان الحرب الواسعة، فان الرياض لا تملك ما تقدمه كي تقنع حزب الله بوقف دعم اهل غزة، ولا تملك ادوات الضغط على «اسرائيل» ايضا، فيما لا تزال ايران على قناعة بعدم امكانية التراجع خطوة الى الوراء الآن، فيما تتصلب المواقف «الاسرائيلية» وتصبح اكثر عدوانية.
وفي الانتظار، يزور المستشار السابق للبنتاغون دوغلاس ماكغريغور «اسرائيل» وقطر والسعودية، وقد يزور لبنان اذا لمس اي اشارات يمكن البناء عليها. في هذا الوقت عاد وزير الحرب «الإسرائيلي» يواف غالانت الى التصعيد، واعلن ان «اسرائيل» لن توقف اطلاق النار على الحدود مع لبنان حتى ضمان عودة السكان، محذرا خلال لقائه نظيره الفرنسي، على ان «الحرب في الشمال ستكون مدمرة بالنسبة لحزب الله ولبنان»، وابلغ المستوطنين «ان عليهم الاستعداد لحرب سيتم من خلالها تدفيع لبنان وحزب الله اثمانا باهظة جدا؟!.
حراك ديبلوماسية دون «خطة»؟
وفي السياق، يتهيأ «الخماسي» الدولي لتكثيف نشاطه على خطي الرئاسة والحرب الدائرة في الجنوب، وكان لافتا تأجيل تحرك سفراء هذه الدول الى الاسبوع المقبل، بعد الغاء موعد مقرر الى عين التينة اليوم، والموعد ألغي بطلب من السفير السعودي وليد البخاري الذي يزور الرئيس نبيه بري في الموعد نفسه. وقد حرصت السفارة السعودية على تسريب اخبار تشير الى ان اللقاء كان مقررا مسبقا ولا علاقة له بالاجتماع الملغى. ووفقا للمعلومات، فان التأجيل جاء لاجراء المزيد من الدرس للخطوات المقبلة، في ظل تقدم اولوية الحد من مخاطر الحرب في الجنوب على ما عداها، وبانتظار تبلور افكار محددة حول الرئاسة في ظل تباين حول كيفية مقاربة الملفين، حيث تعتقد باريس انه بالامكان الربط بين الملفين.
تنشيط الحوار«الثنائي»
في هذا الوقت، سيضع السفير السعودي الوليد البخاري الرئيس بري بالاطارالعام للتحرك، وسيسأله عما اذا كان ثمة صيغة داخلية ممكنة للتحاور بعيدا عن الجلوس حول «الطاولة»، اي القيام بحوارات ثنائية سبق وانتجت تمديدا لقائد الجيش، على ان يجول سفراء الدول الخماسية على الرئيسين بري وميقاتي والرؤساء السابقين ورؤساء الطوائف والقادة السياسيين في وقت لاحق، بعد ان يعقدوا اجتماعا تنسيقيا هذا الاسبوع. وفيما يرجح وصول الموفد القطري جاسم بن فهد ال ثاني في بيروت خلال ايام قليلة، ينتظر ان يزور المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان لبنان منتصف الشهرالمقبل، بعد جولة تشمل الدوحة والرياض.
تهديد بعامل الوقت؟
ووفقا للمعلومات، تتحرك الخماسية تحت ضغط الوقت، ويروج سفراؤها في بيروت بان الوقت يضيق، لأن «إسرائيل» أبلغت الولايات المتحدة أنها ستمنح الجهود الديبلوماسية للتوصل إلى اتفاق جديد ، يُبعد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني حتى نهاية الجاري، وبعد ذلك ستوسع الهجمات ضد حزب الله. وفي هذا السياق، من المرتقب أن يشارك عاموس هوكشتاين في اجتماع دول الخماسية، واذا حصل هذا الاجتماع فهذا يعني، بحسب اوساط مطلعة، رفع مستوى المحادثات وتدخلاً مباشراً للبيت الأبيض، لان الافتراض الأساسي لدى واشنطن أن المفاوضات السريعة بين «إسرائيل» ولبنان والتوصل إلى اتفاق نهائي حول الحدود، ستحيد حزب الله وتسمح بنشر الجيش اللبناني هناك. عندها يمكن أن تطلب بيروت من حزب الله سحب قواته. ولكن التهديد بتوسيع الحرب لن ينتظر حتى تبدأ «إسرائيل» ولبنان في النقاشات حول ترسيم الحدود، أو إنهاء المحادثات من أجل بدء انتشار جديد للجيش اللبناني وحزب الله.
انقسام «الخماسية»
ووفقا لصحيفة «هآرتس الاسرائيلية»، فان المجموعة «الخماسية» منقسمة فيما بينها حول مسألة كيف سيتم الدفع قدماً بالعملية الديبلوماسية بالصورة الأكثر نجاعة وسرعة. وقالت ان فرنسا تطرح الآن انتخاب سليمان فرنجية رئيسا مقابل تطبيق القرار 1701. لكن موقف الولايات الأميركية الحالي من هذا الطرح لم يتضح بعد، في حين أن اهتمامها موجه للتهدئة على الحدود. ومن غير الواضح أيضاً إذا كانت السعودية ستوافق على تأييد الحل الفرنسي أو مساعدة لبنان فيما بعد على الخروج من الأزمة الاقتصادية، إذا ترأس لبنان رئيس مقرب من حزب الله.
إضافة إلى ذلك، لا توجد حتى الآن أي ضمانة في أن تثمر نقاشات «مجموعة الخمس» بنتائج حقيقية على الأرض، فليس في يد أعضاء المجموعة أي أوراق مساومة أو رافعة ضغط، يمكنها أن تفرض حلاً سياسياً في مسألة تعيين الرئيس، أو حلاً ديبلوماسياً يُبعد حزب الله عن الحدود. سيكون القرار في نهاية المطاف لحزب الله نفسه، الذي أوضح حتى الآن بأنه يبقي الباب مفتوحاً أمام المفاوضات بعد وقف الحرب في غزة.
لقاء ودي في اليرزة
في هذا الوقت، وفي زيارة لافتة، إستقبل سفير المملكة العربية السعودية في مقر إقامته في اليرزة، سفير الجمهورية الاسلامية الإيرانية لدى لبنان مجتبى أماني. وجرى خلال اللقاء استعراض لأبرز التطورات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل الرؤى في العديد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. واشارت مصادر مطلعة، الى ان اجواء اللقاء كانت ايجابية جدا وودية، وهي تعكس التقدم المضطر في علاقة البلدين، والايجابية الاساسية تتمثل في ان مبادرة الرياض عبر سفيرها تعكس رغبة المملكة في اشراك طهران في اجواء الحراك المرتقب لدول الخماسية.
ماذا دار بين البخاري واماني؟
وقد تمحور اللقاء حول نقطتين اساسيتين: الاولى، لم تأخذ حيزا كبيرا من النقاش، وترتبط بالاستحقاق الرئاسي، ووضع البخاري نظيره الايراني في اجواء التحرك، دون ان يقدم جديدا في الموقف السعودي من الاستحقاق، لكن حاول «جس نبض» طهران ازاء اي اقتراح محتمل من «الخماسية» حول «الخيار الثالث»، فكان الجواب الايراني الروتيني نفسه، طهران لا تتدخل في خيارات حزب الله، وما يراه مناسبا يفعله.
اما ملف الحرب الدائرة على الحدود، فعبر البخاري عن قلق بلاده من توسع الحرب في ظل ارتفاع حدة التهديدات الاسرائيلية، ووجود مؤشرات تشير الى ان استمرار الحرب في غزة قد يطول، ولهذا طرح اسئلة عن مدى امكانية التوصل الى تسوية لفصل ملف غزة عن الملف اللبناني، ملمحا الى ان «الخماسية» ستحاول الدفع نحو هذا الامر. ووفقا لتلك الاوساط، عبّر السفير الايراني عن حرص بلاده على امن لبنان، ورغبتها بعدم توسع الحرب، لكنه شدد على ان المشكلة تبقى في استمرار العدوان على غزة، ويجب حل المشكلة لا النتائج.
المواجهات مستمرة جنوبا
ميدانيا، استهدف حزب الله تجمعا لجنود العدو الاسرائيلي في محيط موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وأصيب اصابة مباشرة. كما استهدف قوّة من الجمع الحربي «الاسرائيلي» في مرتفع أبو دجاج بالأسلحة المناسبة وأصيبت إصابة مباشرة. وكانت المقاومة اعلنت انها هاجمت عند منتصف ليل الأحد – الاثنين، قوّة «إسرائيلية» في محيط ثكنة زرعيت بالأسلحة الصاروخية، كانت تتحضّر لتنفيذ عدوان داخل الأراضي اللبنانية، مما أدى إلى وقوع إصاباتٍ مؤكدة في صفوفها. وقد نعى حزب الله ثلاثة شهداء على طريق القدس علي سعيد يحيى «جواد» من بلدة الطيبة، سامح أسعد أسعد «أبوتراب» من بلدة كفركلا، حيدر حسين ابراهيم «ساجد» من بلدة العديسة في جنوب لبنان.
… وكذلك الاعتداءات
واستمرت الاعتداءات «الاسرائيلية» على وتيرتها، حيث استهدف القصف أطراف بلدة مارون الراس وعيترون، وبلدتي يارين والبستان، وسهل مرجعيون. وشن الطيران الحربي المعادي غارة جوية على اطراف بلدة شيحين دمرت منزلاً من طبقتين. كما شن غارة على مروحين، وأخرى على الطيبة قرب مركز للدفاع المدني، وقصفت مدفعية العدو أطراف بلدتي حولا وميس الجبل وتلة العزية في أطراف دير ميماس، واستهدفت المدفعية ايضا بلدة كفركلا بالقذائف الفوسفورية، وسط عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من المطلة باتجاه البلدة.
كما سقطت قذائف فوسفورية على بلدة عديسة عند حدود بلدة كفركلا. واستهدف جيش العدو الاسرائيلي تلة العويضة في محيط بلدة الطيبة بعدد من القذائف.
ونفذ الطيران عدوانا جويا حيث استهدف بغارة جوية منزل المواطن س- ياغي في بلدة طيرحرفا مطلقا باتجاهه صاروخين من نوع جو- ارض ، مخلفا فيه اضرارا كبيرة. واطلقت مسيرة صاروخا خلف معتقل الخيام – وادي العصافير، كما قصفت المدفعية تلة العويضة من جهة الطيبة. ايضا، أطلقت مسيرة “إسرائيلية” صاروخا على غرفة سكنية داخل مشروع زراعي في محلة آبل القمح خراج بلدة الوزاني من دون تسجيل إصابات.
«هلع» لدى المستوطنين
في هذا الوقت، اعرب نحو 40 بالمئة من مستوطني الشمال الذين أَخلوا المنطقة منذ بداية الحرب، أو تم إجلاؤهم منها، انهم لن يعودوا الى المستوطنات، وكشف استطلاع أجراه مركز المعرفة الإقليمي في الكلية الأكاديمية «تل حي» ومجموعة السلطات في الجليل الشرقي، «أنّ نحو 60% فقط متأكدون من أنّهم سيعودون عندما ينتهي القتال، وأنّ 4 من كل 10 تم إجلاؤهم لن يعودوا». تلك أرقام مقلقة جدا بحسب الاعلام «الاسرائيلي» .
وأظهر الاستطلاع أنّ العامل الذي سيساهم أكثر في شعور مستوطني الشمال بالأمن هو إبعاد قوات حزب الله عن الحدود الشمالية، مع ضمان عدم عمله في المنطقة منزوعة السلاح في لبنان، وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 1701، وأيضاً ضرب بنيته التحيتة.
انهيار نفسي واقتصادي
في هذا الإطار، كشف الاستطلاع عن صورة مقلقة عن الوضع النفسي والاقتصادي لمستوطني الجليل الشرقي، وأظهر الاستطلاع أنّ 54% من المستوطنين الذين أخلوا منازلهم بشكل مستقل، وليسوا في بيئة مجتمعية أو يتلقون دعماً نفسياً منظماً يعانون مشاعر ما بعد الصدمة. وأفاد ما يقرب من 90% من أصحاب الأعمال والعمال المستقلين في الجليل الشرقي عن إلحاق ضرر بمدخولهم بعد الحرب، إذ يواجه ما يقارب نصفهم انخفاضاً يزيد عن 50% في دخلهم خلال هذه الفترة.
خطر الصواريخ الدقيقة
وفي هذا السياق، تحدّثت صحيفة «إسرائيل هيوم» عن ضرورة إجراء استعدادات تشمل ملاجئ ضخمة وفرق إنقاذ وتنسيق مع سلطات المستوطنات، في حال توسّعت الحرب مع حزب الله. ومن جهته اعرب الوزير السابق في حكومة الاحتلال الإسرائيلي مئير شطريت، عن قلقه إذا وقعت حربٌ مع لبنان، وقال «إنّ صواريخ حزب الله لن تصل إلى كريات شمونة فقط، بل ستطال تل أبيب وديمونا، وأيّ مكان في العمق الإسرائيلي».
لا اضراب للمدارس اليوم
في هذا الوقت، انتهى «الكباش» بين المدارس الخاصة ونقابة العلمين الى اتفاق ابعد «كأس» الاضراب عن المدارس اليوم، وخرج «دخان الابيض» من وزارة التربية بعد ساعات من «حبس الانفاس» انتهت بالتوقيع على اتفاق يقضي بالتزام اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة بتمويل صندوق التعويضات بمبلغ ٦٠ مليارًا شهريًا ، من أجل زيادة رواتب الأساتذة المتقاعدين بنسبة ستة أضعاف. وبناء عليه اعلنت نقابة المعلمين، أن اليوم الثلاثاء هو يوم تدريس عادي في المدارس الخاصة، مع حرصها التام على تنفيذ هذا الاتفاق بما يضمن حصول الزيادة على رواتب الأساتذة المتقاعدين ابتداء من نهاية هذا الشهر. وتعهدت بمتابعة النضال من أجل تحسين ظروفهم المعيشية، إلى حين إقرار سلسلة رتب ورواتب جديدة تحفظ كرامة جميع المعلّمين.
وكان لافتا تراجع نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض عن قراره عدم التوقيع على الإتفاق، الذي قضى بتخصيص إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة للأساتذة المتقاعدين عن كل تلميذ 900 ألف ليرة بدلاً من مليون ليرة، وعلم انه اخذ تعهدا من إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة بتأمين مبلغ الـ600 مليار الفارق.
افلاس المصارف؟
ماليا، يعقد اجتماع اليوم بين حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري وممثلين عن “جمعية المصارف” التي يعترض اصحابها على نية “المركزي” تعديل التعميم 151 الذي يسمح بدفع مبلغ 150 دولارا اضافيا للمودعين. وعلم في هذا السياق، ان المصارف ستبلغه رفضها القرار، لان تطبيقه سيؤدي برأيها الى افلاس عدد من المصارف، لانها لن تكون قادرة على الحفاظ على التوازن الحالي في تأمين السيولة بالدولار للمودعين، الذين يملكون حسابات ما قبل الازمة. تنتظر جمعية المصارف توضيحات من منصوري “لتبني على الشيء مقتضاه”!
===