قالت الصحف: بين قمة الرياض وخطاب نصر الله..المعادلة الجنوبية على حالها
الحوار نيوز – صحف
حدثان بارزان ركزت عليهما افنتتاحيات صحف اليوم ،هما القمة العربية الإسلامية في الرياض وخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ،ولا حظت أن المعادلة الجنوبية على حالها في ضوء هذا الخطاب ،فيما كان المطلوب من القمة خطوات عملية لوقف الحرب.
النهار عنونت: على وقع مقرّرات قمّة الرياض… لا تبديل في المعادلة الجنوبية
وكتبت صحيفة النهار تقول:
على وقع مقرّرات القمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض التي شكّلت أوسع إدانة للمجازر الإسرائيلية في غزة من مجموعة كبيرة من الدول واتخاذ مجموعة قرارات متشددة وحازمة لوقف هذه المجازر وفرض فك الحصار عن القطاع وفتح الممرات الإنسانية والمطالبة بوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة إلى سواها من مقرّرات، لم يخرج الوضع اللبناني عن أطر المعادلة الميدانيّة والسياسيّة التي تحكم الوضع في الجنوب حيث تتّسع رقعة المواجهة بين “حزب الله” وإسرائيل بشكل متدرّج أخيراً ولو لم تصل إلى حدود التهديد بمواجهة شاملة بعد.
ذلك أنّ الكلمة الثانية التي ألقاها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بدت بمثابة تثبيت واستكمال لمعادلة المشاغلة والمساندة التي أعلنها في كلمته الأولى وهذه المرّة تحت عنوان أنّ “الكلمة والقرار للميدان في معركة مراكمة الإنجازات” الأمر الذي يعني المضيّ في الواقع الميداني السائد الذي أسهب نصرالله في تحديد نوعية التصعيد في المواجهة ان في السلاح أو في العمق أو في الكثافة القتاليّة. وثمّة انطباعات أنّ الكلمة التي جاءت متزامنة تماماً على وقع القمّة العربيّة الإسلامية انطوت على نهج واضح يوحي باستمرار المواجهة جنوباً على النحو الذي طبع الأيام الأخيرة في انتظار الاختبار المقبل الذي تحدّده التطوّرات في غزة. فلا تراجع في المواجهة بل تدرّج حذر يرتبط بالعمليّة الديبلوماسية الحارّة التي لا بدّ أن تتحدّد معالمها بعد القمّة وتأثيرها على مجريات الحرب في غزة.
وفي كلمته لمناسبة “يوم الشهيد” خصّص نصرالله معظم مواقفه للإسهاب في وصف كلّ ساحة من ساحات المساندة لغزة في المنطقة وتوجّه إلى الولايات المتحدة الأميركية قائلاً: “إذا أردتم أيها الأميركيون أن تتوقّف العمليّات في جبهات المساندة وألّا تذهب المنطقة إلى حرب إقليمية، عليكم أن توقفوا العدوان والحرب على غزة”.
أمّا في شأن الجبهة اللبنانية فأكّد “إنّ عمليّات المقاومة الإسلامية مستمرّة على الرّغم من كلّ إجراءات الاحتلال الوقائية”. وقال أنّه “على الرّغم من المسيّرات المسلّحة للعدو، وهي سلاح جديد لم تكن في عدوان تمّوز، فإنّ العمليّات مستمرة وهي بمثابة عمل استشهادي”.
ولفت إلى أنّه “حصل ارتقاء في عمليّات المقاومة على مستوى العمل الكمّي وفي نوعية السلاح، كاستخدام المسيرات الهجومية ونوع الصواريخ، وأنّ المقاومة بدأت باستخدام صواريخ “بركان” التي يصل وزنها إلى نصف طن في عملياتها”. وأشار إلى “وجود ارتقاء في عمليات المقاومة في لبنان ضد الاحتلال في العمق في فلسطين المحتلة”، مؤكداً أنّ “الإعلام الإسرائيلي اعترف بوصول أكثر من 350 مصاباً إسرائيلياً، بينهم إصابات خطيرة إلى المشافي”.
وتابع: “إنّ المقاومة الإسلامية أبلغت العدو بشكلٍ رسمي أنّها لن تتسامح مع استهداف المدنيين”، مؤكّداً أنّ المقاومة تدخل يوميّاً مسيّرات استطلاع إلى عمق فلسطين المحتلة وصولاً إلى حيفا، وبعضها يعود والآخر لا يعود”.
كذلك، لفت إلى “أنّ الاحتلال اعترف بارتفاع منسوب هجمات المقاومة، وبالتالي ارتفع منسوب القلق لديه وأنّ ارتفاع منسوب القلق لدى لكيان الاحتلال أدّى إلى ارتفاع منسوب التهديدات للبنان”. وشدّد على “أنّ جبهة الجنوب مع فلسطين المحتلة ستبقى جبهة ضاغطة”، مشيداً “بالبيئة الحاضنة للمقاومة”.
ورأى “أنّ هناك موقفاً عامّاً في لبنان متضامناً مع غزة ومؤيّداً أو متفهّماً لعمليّات المقاومة، باستثناء بعض الأصوات التي تعتبر شاذة”.وأعلن أن “سياسة حزب الله في المعركة الحالية هي الميدان، الذي يفعل ويتكلم ثم نحن نعبر عن التطورات”، مضيفاً: “نحن في معركة الصمود والصبر وتراكم الإنجازات، والوقت الذي تحتاجه المقاومة والشعوب ويلحق الهزيمة بالعدو. وأنّ التضحيات المتراكمة هي التي تؤدّي إلى قبول العدو بالهزيمة والاعتراف بها وممارسة فعل الهزيمة”، مشيراً إلى أنّ “العدو بات متخبّطاً، وهذا التخبط ينعكس من خلال التصريحات المتضاربة لنتنياهو”.
وتابع بأنّه “يجب أن يفشل العدو في تحقيق كل أهدافه على الرغم من المجازر التي يرتكبها”، معاهداً “كل شهدائنا بالمضي في هذا الطريق لحفظ أهدافهم ومراكمة إنجازاتهم للوصول إلى النصر الآتي، وهو آت آت”.
في المقابل كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يلقي كلمة لبنان الرّسمية أمام القمّة العربيّة الإسلامية معتبراً أنّه: “في هذه اللّحظة التي تجمعُنا في بلاد الحرمين الشريفين، نحن مدعوون إلى التضامن والعمل المشترك من أجل إنقاذ فلسطين وغزة. كلنا استعرضنا الوضع الكارثي، ولكن علينا أن ننتقل الى مربع القرار. فغزة تستغيثكم فلا تردوها خائبة”.
وقال ميقاتي: “إنّ ما يشهده جنوب لبنان حاليّاً من أحداث، وإن اعتُبِرَتْ في العمق صدىً للمآسي في قطاع غزة، ليست في حقيقتِها سوى نتيجةٍ لتفاقم اعتداءات إسرائيل على السيادة الوطنية وخرقها المستمر والمتمادي للقرار الدولي رقم 1701. ولقد بادرت شخصيّاً منذ اندلاع أحداث غزة إلى إطلاق النداءات العلنية للحفاظ على الهدوء ولضبط النفس على الحدود الجنوبية، ووجَّهْتُ التحذيراتِ، من تمدد الحرب التدميرية في غزة إلى جنوب لبنان، ومنه إلى المنطقة”.
وأضاف: “إنّ خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السّلام، وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. لكننا شعب ما رَضِي، ولن يرضى بالاعتداءات على سيادته وعلى كرامته الوطنية وسلامة أراضيه، وعلى المدنيين من أبنائه، وبخاصة الأطفال والنساء.
وبالرغم من كل هذا وذاك، نُجدّد اليوم أمامكم التزام لبنان الشرعية الدولية – لا سيما القرار 1701 – ونُشدّد على ضرورة الضغط على إسرائيل لتنفيذ كافة مندرجاته وإلزامها بوقف استفزازاتها وعدوانها على وطننا”.
يُشار الى ان ميقاتي التقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على هامش القمة واكد رئيسي خلال اللقاء أنَّ “فصائل المقاومة في لبنان وغزة لا تخضع لإيران ولا تتلقى الأوامر منها”، مشيراً إلى أن تلك الفصائل مستقلة في قرارها وعملها.وقال إن “أساس المقاومة هو الردع ومنع الإعتداءات الإسرائيلية”، مشيراً إلى أن “إجراءات حزب الله في جنوب لبنان مبنية على الحكمة والعقلانية”، وأضاف: “مع ذلك، يجب التأكيد على أن الكيان الإسرائيلي لا يفهم سوى بلغة القوّة”.
أمّا على الصّعيد الميداني فإنّ الوضع في الجنوب حافظ أمس على نسبة عالية من التصعيد والمواجهات. وأعلن “حزب الله” أنّه استهدف ثكنة راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة) بالأسلحة الصاروخية وحقّق فيها إصابات مؤكّدة. كما استهدف قوّة مشاة مؤلّلة في تلة الكرنتينا في منطقة حدب يارون وحقّق فيها إصابات مؤكدة. كما استهدف موقع حدب البستان بالأسلحة الصاروخية وحقّق فيه إصابات مباشرة. واستهدف موقع الجرداح بالقذائف المدفعية وحقّق فيه إصابات مباشرة، أيضاً استهدف موقع الرادار في مرتفعات شبعا وموقع المطلة فرد الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي لتلّة الحمامص وأطراف الخيام والعديسة.
في المقابل، تعرّضت منطقة اللبونة في رأس الناقورة لقصف مدفعي مركز. كما استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي محيط عدد من القرى في منطقتي مرجعيون وبنت جبيل. وتعرّضت أطراف بلدتي الضهيرة والجبين في القطاع الغربي، لقصف مدفعي كما تعرّضت أطراف بلدة عيتا الشعب واطراف مجدل زون لغارات.
وأفيد أنّ أطراف الضهيرة والناقورة وجبل اللبونة في القطاع الغربي تعرضت لقصف عنيف ما أدّى إلى المزيد من النزوح. إلى ذلك، أفيد أنّ مسيّرة اسرائيلية استهدفت سيارة “بيك أب” في أحد البساتين في منطقة البراك في منطقة الزهراني على الساحل اللبناني شمالاً، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ “طائراتنا أغارت على أهداف لـ”حزب الله” بعمق 40 كيلومتراً داخل لبنان. أمّا الجديد في الواقع الميداني أيضاً فتمثّل في إعلان حركة “امل” عن استشهاد شاب وجرح اثنين آخرين من ضمن مجموعة تابعة للحركة بعد استهدافهم من مسيّرة للجيش الاسرائيلي في القطاع الشرقي. ونعت “أمل”، للمرة الاولى٦ “الشهيد علي جميل الحاج داوود الذي استشهد بعد تعرض أحد مواقع الحركة في بلدة رب ثلاثين الجنوبية الى اعتداء مباشر من العدو الإسرائيلي”.
وردّاً على خطاب السيد حسن نصرالله قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “حذّرت “حزب الله” من الخطأ والدخول في الحرب ومستعدون للتحرّك في كل الجبهات وخصوصاً الشمالية”.
ومن جهته، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن “حزب الله يلعب بالنار” معلناً أنّ “القوات الإسرائيلية على الأرض مستعدّة لكل مهمة في الشمال”.
وفي تصريح سابق، قال غالانت إنّ “حزب الله” يقترب من “ارتكاب خطأ كبير”، مهدّداً بأنّ ذلك سيؤدّي إلى تحويل بيروت إلى غزة ثانية. وجاء حديث يوآف غالانت خلال جولة على الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، حيث التقى عناصر الفرقة 91.
وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية: “أنا أقول من هنا لمواطني لبنان، أنا أرى مواطني غزة يسيرون وهم يحملون الرايات البيضاء ويسيرون على طول الشاطئ جنوباً. “حزب الله” يجر لبنان إلى حرب قد تندلع، وهو يرتكب الأخطاء واذا ارتكب هذه الأخطاء هنا فمن سيدفع الثمن أوّلاً هم مواطنو لبنان، وما نقوم به في غزة نعرف كيف نكرّره في بيروت”.
وأضاف:”طيارونا يجلسون داخل قمرات الطائرات المستعدة للتوجه للشمال لدينا كل ما يلزم لنفعل نفس ما نقوم به في الجنوب. سلاح الطيران قوته هائلة، ونحن لم نستخدم عشرة في المائة من تلك القوة في غزة”.
الديار عنونت: نصرالله يرفع منسوب الغموض المقلق للعدو: الميدان هو الذي يتكلم
قمة الرياض: بيان الحد الادنى دعوة لوقف العدوان وكسر الحصار
قوات النخبة «الاسرائيلية» تسقط في كمائن مقاومة غزة
وكتبت صحيفة الديار تقول: لم يكن متوقعا او منتظرا من القمة العربية – الاسلامية المشتركة الاستثنائية التي انعقدت امس في الرياض ان تخرج بقرارات على مستوى الحرب الهمجية التي يشنها العدو الاسرائيلي على غزة وجرائم الحرب التي يرتكبها يوميا على الشعب الفلسطيني.
ولم يكن منتظرا ان تخرج بقرارات عملية ضاغطة لمواجهة العدوان نظرا للتناقضات والتباينات بين الدول الـ 57 التي اجتمعت في السعودية حول سبل مواجهة هذه الحرب التي تشنها اسرائيل بدعم اميركي مباشر.
كان المأمول من القمة هذه ان تخرج بقرارات تشمل وقف كل اشكال العلاقة مع العدو الاسرائيلي، ووقف التعامل التجاري والاقتصادي المستمر معه بعد هذا العدوان الوحشي.
وفي ظل هذا المشهد كان من الطبيعي في الوقت نفسه ان يصدر عن قمة الرياض رسالة واحدة ببيان يتضمن لهجة عالية تدعو مجلس الامن الدولي الى الزام اسرائيل بوقف عدوانها، والى كسر الحصار على غزة وفرض ادخال المساعدات للقطاع، وترفض توصيف عدوان اسرائيل بالدفاع عن النفس، وتطالب دول العالم بوقف تصدير الاسلحة والذخائر الى العدو الاسرائيلي وباستمرار تحقيق الجنائية الدولية بجرائم حرب العدو.
وفي الوقت الذي كانت قمة الرياض تحث مجلس الامن على الزام اسرائيل بوقف عدوانها على غزة، كان جيش العدو يمارس حربه الهمجية على الاطفال والنساء في غزة ويستهدف المستشفيات والمدارس ويحاصرها. لكنه لم يحقق انجازا حقيقيا في مواجهته الشرسة مع المقاومة التي اوقعت قوة النخبة من جيشه في افخاخها في الليلتين الماضيتين موقعة خسائر كبيرة في صفوفها والياتها.
وعلى جبهة لبنان برز خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الشهيد الذي رفع من منسوب الغموض المقلق للعدو الاسرائيلي، بتاكيده ان الميدان يتكلم وان الوقت يضغط على العدو ومن يحمي العدو، معلنا عن ارتقاء مستوى المعركة معه منذ الاسبوع الماضي ووصول مسيرات الحزب الى حيفا وعكا وصفد وطبريا.
وجاء خطاب نصرالله ليزيد الى جانب عمليات الحزب من قلق المسؤولين السياسيين والعسكريين الصهاينة الذين جددوا تهديداتهم وتهويلهم على لبنان، وقبلها التهديدات الاميركية التي تكررت في الايام الاخيرة للحزب عبر جهات خارجية ولبنانية كما اكد نصرالله.
نصرالله: الكلام للميدان
وفي خطابه بيوم الشهيد جدد السيد نصرالله تاكيد الغموض على مسار جبهة لبنان مع العدو الاسرائيلي الذي ازداد قلقـه مع ارتفـاع وتيـرة واستمرار عـمليات المقـاومة.
وقال عن جبهة لبنان «الميدان هو الذي يتكلم، ان الكلام يبقى في الميدان، لست انا من يعلن ثم يذهب المجاهدون المقاومون للتنفيذ. الميدان هو الذي يفعل وهو الذي يتكلم ونحن نعبر عن فعل الميدان، ويجب ان نبقي العيون على الميدان».
واعلن انه منذ اللاسبوع الماضي «حصل ارتقاء في عمل المقاومة على جبهة لبنان، ارتقاء في الكم والعدد والحجم «، مشيرا الى استخدام المسيرات الهجومية لاول مرة منذ ايام واول امس ضد مواقع عسكرية اسرائيلية.
وقال ايضا انه حصل ارتقاء في استخدام الصواريخ، مشيرا الى استخدام صاروخ بركان منذ ايام ويوم امس ايضا، وهو صاروخ قوته بين 300 و 500 كيلوغراما من الديناميت.
ما اشار الى استخدام صواريخ الكاتيوشا ردا على مجزرة عيناتا منذ ايام وكذلك اول امس بقصف مواقع مدفعية في الجولان.
واعلن نصرالله عن ارتقاء في عمق عمليات المقاومة، وكشف عن استخدام مسيرات استطلاعية وصلت الى حيف وعكا وصفد وطبريا.
وقال «ان الوقت يضغط على العدو الاسرائيلي وعلى من يحمي العدو»، مشيرا الى تحول في موقف في الرأي العام العالمي والدول لصالح المقاومة في غزة في الضغط لوقف النار ما عدا اميركا والتابع والملحق الصغير لها الانكليزي.
واعتبر ان في العدوان والوحشية التي يرتكبها الاسرائيليون «هم يوجهون ضربات قاضية الى مشروع التطبيع الذي عملوا ويعملون له».
وجدد التاكيد ان الادارة الاميركية هي التي تدير العدوان وتخوض هذه المعركة وهي التي تستطيع ايقاف العدوان الاسرائيلي».
وقال نصرالله «ان الشعب الفلسطيني يتطلع الى القمة العربية والاسلامية بمعزل عن التوقعات، وان الفلسطينيين لا يطالبون القمة بارسال جيوشها الى فلسطين وفك الحصار عن غزة، يطالبونها بالحد الادنى هو ان يقف العالم العربي والاسلامي وقفة رجل واحد يطالب الاميركيين بوقف هذه الحرب وان يتوعدهم باجراءات. والعالم بانتظار هذا الموقف والاجراء ويبنى على الشيء مقتضاه».
واذ اشاد بالقتال الاسطوري الذي تخوضه المقاومة في غزة قال «ان هذا الميدان الاسطوري هو الحاسم وهو الرهان الحقيقي، وان الاسرائيلي عاجز عن تقديم صورة انتصار او صورة استسلام لمجاهدي المقاومة».
واستعرض جبهات المساندة في اليمن والعراق والضفة الغربية وسوريا، وقال «ان سوريا تحمل في قلب محور المقاومة عبئا كبيرا جدا، تحتضن المقاومين وحركات المقاومة وتتحمل تبعات هذه المواجهة وهذا الموقف، ولا احد يطالب سوريا باكثر من ذلك».
وقال انه اذا ارادوا وقف العمليات على هذه الجبهات عليهم ان يوقفوا العدوان على غزة.
وكشف عن ضغوط وتهديدات اميركية على حزب الله وعلى العراق عبر جهات خارجية ولبنانية.
وعن نفي السفيرة الاميركية شيا لهذه التهديدات قال «السفيرة اما كاذبة واما جاهلة».
واشاد بالدعم الايراني للمقاومة في لبنان وفلسطين، وقال «اذا كان هناك من قوة وانجازات للمقاومة في لبنان وفلسطين فهي من بركة هذا الموقف الحازم والقاطع للجمهورية الاسلامية في ايران».
وقال نصرالله «ستبقى جبهة لبنان ضاغطة ومستمرة وستستمر في الاداء يوما بيوم». ووصف الموقف اللبناني العام بانه جيد وقوي، مشيرا الى اصوات شاذة قليلة لا تستحق الرد.
وختم «الوقت لا يلعب لمصلحة العدو في ظل الفشل الميداني والفشل في اخضاع شعب غزة والتحول في الرأي العام العالمي ومواقف الدول، وفي ظل الخشية من اتساع الجبهات».
وختم «النصر آت آت. وان اسرائيل بعد 7 تشرين هي غير اسرائيل قبله بالمعنى الامني والعسكري والوجودي» .(كلمة نصرالله كاملةً ص4)
قمة الرياض: ادانة ودعوة لوقف العدوان
وفي الرياض انعقدت القمة العربية الاسلامية الاستثنائية بمشاركة 57 دولة. وكان البارز مشاركة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الذي اجتمع على هامش القمة مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب اردوغان، والرئيس السوري بشار الاسد الذي اجتمع بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
واستغرقت القمة بضع ساعات صدر على اثرها بيان كرسالة موحدة لهذه الدول تجاه الوضع في غزة.
وقالت اوساط مراقبة انه بيان الحد الادنى في وجه الحرب المجرمة التي يشنها العدو الاسرائيلي على غزة والشعب الفلسطيني.
ودانت القمة في بيانها الختامي «العدوان الاسرائيلي ومجازره الهمجية والوحشية في غزة «، مطالبة جميع الدول بوقف تصدير الاسلحة والذخائر الى اسرائيل، وداعية المدعي العام للجنائية الدولية الى «استكمال التحقيق في جرائم حرب اسرائيل».
وطالبت مجلس الامن الدولي «باتخاذ قرار حازم يلزم اسرائيل بوقف عدوانها على غزة». ورفضت توصيف الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة بالدفاع عن النفس»، مؤكدة ان الحرب في غزة يجب ان تتوقف وان السلام لن يتم الا بالدولة الفاسطينية.
وطالبت بكسر الحصار الاسرائيلي على غزة وفرض ادخال الساعدات لها. وشددت على ان تهجير سكان غزة من شمالها هو جريمة حرب، رافضة تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية والقدس، ومؤكدة على اطلاق جميع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية.
وقررت تشكيل لجنة من السعودية و6 دول عربية واسلامية للتحرك نحو الدول الخمس في اطار القضية الفلسطينية.
ودعت الى مؤتمر دولي للسلام لاعادة حقوق الشعب الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية على اساس حدود العام 1967.
– وفي افتتاح القمة اكد ولي العهد السعودي على «وقف العمليات العسكرية وفتح المعابر الانسانية ورفض استمرار العدوان الاسرائيلي وتهجير الفلسطينيين».
– ودعا الرئيس نجيب ميقاتي الى وقف فوري غير مشروط لاطلاق النار وادخال المساعدات الى غزة والدفع نحو حل شامل للقضية الفلسطينية.
وقال ان ما يحدث في جنوب لبنان هو نتيجة لتفاقم الاعتداءات الاسرائيلية على السيادة الوطنية وخرقها الدائم للقرار 1701.
– وطالب ألرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف الحرب الاسرائيلية على غزة، وبفتح المعابر غير المشروط والبدء بعملية السلام على اساس الدولتين.
– ودعا ملك الاردن عبدالله الثاني ايضا الى وقف الحرب على غزة فورا، محذرا من صدام اكبر تطال نتائجه العالم.
– كما اكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الوقف الفوري لاطلاق النار دون شروط ووقف تهجير الفلسطينيين وتحقيق دولي في جرائم اسرائيل.
– ودعا الرئيس السوري بشار الاسد الى ايقاف المسار السياسي مع العدو الصهيوني والالتزام فورا بوقف الاجرام الاسرائيلي بحق السعب ألشعب الفلسطيني.
وقال ان الاولوية ليس الحديث عن حل الدولتين الذي لن يمر لانه لا وجود لشريك ولا لراع ولا لمرجعية ولا لقانون. وان الاستمرار بنفس المنهجية مع العدوان الاسرائيلي يعني المزيد من المذابح بحق ألشعب الفلسطيني. وان السلام الفاشل نتيجته الوحيدة كان ان الكيان الاسرائيلي ازداد عدوانية».
– وشن الرئيس الايراني هجوما عنيفا على الادارة الاميركية وقال «انها هي التي امرت وهي الشريكة في ارتكاب مجازر الكيان الصهيوني وانها دخلت الحرب لصالحه».
ودعا الى وقف فوري لاطلاق النار وانهاء الهجوم الاسرائيلي على غزة والى قطع العلاقات مع كيان العدو. كما دعا الى تسليح الشعب الفلسطيني مؤكدا ان الحل هو المقاومة.
– وطالب الرئيس التركي بوقف النار فورا ونهائيا وليس مؤقتا وايصال المساعدات الى غزة دون توقف وبمحكمة جنائية دولية للتحقيق بجرائم اسرائيل والكشف عن الاسلحة النووية فيها.
جبهة الجنوب وتهديدات العدو
والتهبت جبهة الجنوب امس صباحا وبعد الظهر، وهاجمت المقاومة سلسلة مواقع للعدو في القطاعين الغربي والشرقي بالصواريخ والمدافع.
واستخدمت للمرة الثانية امس صاروخ بركان الثقيل في قصف ثكنة مرغليوت في وادي هونين موقعة اصابات مباشرة في صفوف العدو.كما اصابت الية عسكرية بسكل مباشر غي موقع اخر.
وقصف العدو بالمدفعية والطيران الحربي والمسيرات مناطق وبلدات حدودية على طول الجبهة.
وطاول القصف الاسرائيلي بيك اب في بستان للموز في الزهراني.
واستشهد مقاتل لحركة امل جميل الحاج داوود بقصف العدو لموقع للحركة في رب ثلاثين وجرح مقاتلان. وهاجم مقاتلو الحركة بعض مواقع العدو في المنطقة.
وفي غزة واصل جيش العدو استهداف المستشفيات والمدارس وحاصر بعضها بالنار، موقعا عشرات الشهداء والجرحى.
ووقعت وحدات من قوات النخبة للعدو بكمائن للمقاومة في عدد من المحاور ما ادى الى مقتل وجرح عدد كبير من جنود العدو وتدمير عدد من الاليات. واعترفت مصادر العدو بمقتل 5 جنود واصابة عدد اخر.
وفي سياق التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان قال وزير الدفاع الاسرائيلي غالانت في جولة على جنوده بالجبهة الشمالية «ان حزب الله على وشك ارتكاب خطأ فادح، وقد ينتهي الامر بسكان بيروت الى نفس الوضع الذي حدث في غزة».
واضاف «ان نصرالله يجر لبنان الى حرب قد تندلع، وهو يرتكب اخطاء ومن سيدفع الثمن هم اللبنانيون».
الأنباء عنونت: خطوات عملانية مطلوبة لوقف الحرب على غزة.. والقلق من تطورات دراماتيكية جنوباً غير محسوبة
وكتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: فيما تتواصل التطورات الميدانية بشكل دراماتيكي في غزة والضفة الغربية حيث العدو الإسرائيلي يتبارى مع ذاته في ارتكاب أبشع ما يمكن من جرائم الحرب، فقد شهدت الرياض بالتزامن محطة سياسية تمثّلت بانعقاد القمة العربية الإسلامية بشكل طارئ لبحث ما يجري في فلسطين، التي تحتاج اول ما تحتاج إليه ضغط حاسم وحازم على الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار قبل الكلام في أي شيء آخر.
وإذا كانت قمة الرياض قد وجهت دعوة للمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في انتهاكات إسرائيل بغزة، إضافة إلى مطالبة مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار ملزم لوقف الهجوم الإسرائيلي، والدعوة إلى كسر الحصار على غزة، وفرض إدخال المساعدات بشكل فوري، فإن كل ذلك يحتاج إلى ملاحقة عملانية فعلية لتطبيق وتنفيذ هذه المقررات لكي تؤدي غرضها في خدمة الفلسطينيين.
لبنانياً كان لأمين عام حزب الله حسن نصرالله خطاباً أمس، وصفته مصادر سياسية متابعة “بالهادئ والمتزن، حيث أبقى الإصبع على الزناد دون مكابرة أو تراجع مفندًا بالأرقام خسائر العدو الاسرائيلي الذي لا يتجرأ ان يكشف عنها منعاً لإثارة الخوف والرعب لدى المجتمع الاسرائيلي، ومشيرا إلى أن المواجهات مع العدو مازالت ضمن قواعد الاستنزاف مع ما تقتضيه الضرورة للسلاح النوعي الموجود بحوزة حزب الله كالصواريخ الذكية والمسيرات الحربية وما شابه”.
المصادر نفسها لفتت إلى أن نصرالله لم يتطرق الى الملفات الداخلية والاستحقاقات الداهمة، ولم يخرج عن نطاق الحرب المدمرة التي تشنّها إسرائيل على غزة والمواجهات التي يخوضها حزب الله مع اسرائيل على طول الشريط الحدودي.
بدوره اعتبر النائب عبد العزيز الصمد في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أن “حزب الله لو كان يريد الدخول في حرب موّسعة مع اسرائيل لكان أعلن التعبئة العامة من اليوم الثاني لطوفان الأقصى، لكنه رغم ذلك ومنذ ذلك التاريخ، هو موجود في الميدان، وهذا ما أكده بالأمس بإعلانه أن التطورات يحددها الميدان”. وتوقع الصمد ان تطول الحرب على قطاع غزة، الذي “في نهاية المطاف لن يكون كما كان قبلاً، ولن يبقى بمساحته الجغرافية البالغة ٣٦٥ كيلو متراً مربعاً، وخاصة بعد نزوح السكان من شمال غزة باتجاه الجنوب”، إلا أنه أكد أن “أحداً لا يمكنه طرد الفلسطينيين من أرضهم، لا اسرائيل ولا غيرها”، وسأل: “إذا كان الميدان يتحكم بقواعد الحرب جنوباً فمن هي الجهة المتحكمة بقواعد اللعبة داخلياً لتنتشل لبنان من أزماته بدءا من التعيينات العسكرية وصولا الى انهاء الشغور الرئاسي؟”.
وإلى أن تتبلور الصورة على الصعيدين العسكري والسياسي، يبقى القلق موجوداً من تطورات دراماتيكية يفرضها الميدان، ما يستوجب محليًا جدية في التعاطي مع الملفات الملحة بعيدا عن حسابات الكسب السياسي.