سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: بين زيارة البابا ومواصلة الاعتداءات والتهويل

 

الحوارنيوز – خاص

واصل العدو اعتداءاته على قرى جنوبية عدة، فيما كان لبنان مجمعا على حقه بالسيادة والاستقرار ومجتمعا تحت عباءة البابا لاوون الرابع عشر الذي واصل لقاءاته وجولاته في اليوم الثاني داعيا الى السلام والحوار والعيش المشترك.

يبقى السؤال: ماذا بعد مغادرة البابا؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: اليوم الثاني بين “الأعماق المسيحية” واللقاء المسكوني

 البابا محتضناً بالحشود: وطنكم سيستعيد شبابه

اقتصرت الافتتاحية على متابعة خبر البابا لاوون وجاء فيها: لم تقل عظة البابا لاوون الرابع عشر أمام رؤساء وممثلي الطوائف في اللقاء المسكوني أهمية في دلالاتها ومعانيها وإضاءتها على جوهر تطلعات البابا إلى لبنان التعددي الحضاري والسلام المرجو له

مع أن لقاء الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر مع شبيبة لبنان مساء أمس، في مشهدية حاشدة فاقت كل الاستعدادات، في بكركي، شكل بعد اليومين الأول والثاني من الزيارة البابوية ذروة دلالاتها الروحية والشعبية، فإن ذلك لم يحجب الرمزية الكبيرة التي اكتسبتها محطات اليوم الثاني، قبل الذروة الكبرى الختامية اليوم في القداس الكبير عند واجهة بيروت البحرية.

ذلك إنه بين حضوره كأول بابا أمام ضريح القديس شربل ومن ثم محطاته في بازيليك حريصا والسفارة البابوية في حريصا، ومن ثم محطته المميزة في اللقاء المسكوني في ساحة الشهداء بوسط بيروت، وانتقالاً إلى باحة بكركي المحتشدة بألوف الشبيبة، بدا البابا كأنه عاين بدقة الراعي الاستثنائي، العينات الجوهرية من لبنان المحتاج بإلحاح غير مسبوق إلى رعاية ضيف استثنائي لا أحد سواه يملك التجرد واللهفة حيال النموذج الفذ الذي يجسده لبنان.

جال البابا بين “الأعماق المسيحية” الثقيلة ولقاء رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية جامعاً رؤيته إلى لبنان السلام والعيش المشترك، من دون إغفال خطورة وأهمية التركيز على الواقع المسيحي في لبنان وعبره في المنطقة. وإذ تشكل العظة المنتظرة اليوم في القداس الكبير الذي سيرأسه البابا أمام الحشد الأكبر المنتظر في الواجهة البحرية لبيروت خلاصة زيارته ورؤيته ومواقف الفاتيكان من الواقع اللبناني بما يؤدي إلى “نداء الخلاص” بمفهومه الروحي والوطني، لم تقل عظته أمام رؤساء وممثلي الطوائف في اللقاء المسكوني أهمية في دلالاتها ومعانيها وإضاءتها على جوهر تطلعات البابا إلى لبنان التعددي الحضاري والسلام المرجو له.

في مشهد التمازج الديني خاطب البابا المشتركين في اللقاء، لافتاً إلى “أنَّ حضوركم هنا اليوم، في هذا المكان الفريد، حيث تَقِفُ المآذنُ وأجراس الكنائس جنبًا إلى جنب، مرتفعةً نحو السّماء، يَشْهَدُ على إيمانِ هذه الأرضِ الرّاسخ وعلى إخلاص شعبها المتين للإله الواحد”. وفي نداء مؤثر، أضاف: “هنا، في هذه الأرض الحبيبة، لِيَتَّحدُ كلُّ جَرَسٍ يُقرَع، وكلُّ آذان، وكلُّ دعوة إلى الصّلاةِ في نشيدٍ واحدٍ وسام، ليس فقط لتمجيد الخالقِ الرّحيم، خالِقِ السّماءِ، والأرض، بل أيضًا لِرَفع ابتهال حارّ من أجل عطيّة السّلام الإلهيّة”. وشدّد على أن “شعبُ لبنان، يبقى بدياناته المُختَلِفَة، مذكّراً بقوة بأنّ الخوف، وانعدام الثقة والأحكام المُسبَقَةِ ليست لها الكلمةُ الأخيرة، وأنّ الوحدة والشركة والمصالحة والسّلامَ أمرٌ مُمكن. إنّها رسالة لم تتغيَّر عبر تاريخ هذه الأرض الحبيبة وإن الشهادة للحقيقة الدائمة بأنّ المسيحيين والمسلمين والدّروز وغيرهم كثيرون، يُمكنهم أن يَعِيشُوا معاً ويَبنُوا معًا وطنًا يَتَّحدُ بالاحترام والحوار”.

استمع البابا إلى كلمات مرحبة بحرارة بزيارته ومفعمة بالاستجابة لأهدافها من رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية، واختتم اللقاء المسكوني بقيام البابا، يحيط به البطريرك اليازجي والشيخ أبي المنى، بغرس غرسة زيتون قدمها له طفلان، على وقع ترانيم ثم صورة تذكارية بالمناسبة.

 

أما الجولة على الأعماق المسيحية، فبرزت في استقبال الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، ومعها حشود من المؤمنين، البابا في زيارة تاريخيّة هي الأولى لحبر أعظم إلى دير مار مارون – عنّايا حيث شاء البابا أن يخصّ الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة بلفتة تسلّط الضوء على تعاظم شهرة القدّيس شربل في قلب الكنيسة الجامعة وتؤكّد اهتمام رأس الكنيسة بالمسيحيّين اللبنانيّين خصوصًا، وبلبنان بكل طوائفه عمومًا. وقد آثر البابا أن يشدّد على مكانة لبنان وأبنائه في قلب البابوات والكنيسة، وأن تكون له وقفة صلاة صامتة عند ضريح القدّيس شربل ليسأله نعمة الاقتداء به لعيش “الإيمان كجهاد حسن في صحراء العالم والسير بفرح على خطى يسوع المسيح”.

وكان موكب البابا قد وصل إلى عنّايا، وسط احتشاد المواطنين رغم الأمطار الكثيفة وانتظرته على طول الطريق المؤدّي إلى دير مار مارون حشود من المؤمنين تجمّعوا منذ ساعات الصباح الأولى.

وكان في استقباله رئيس الجمهورية جوزف عون وجمهور من أبناء الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، تقدّمهم الأب العام هادي محفوظ، ورئيس دير مار مارون – عنّايا، الأب ميلاد طربيه، فيما انتظره عند الضريح، إلى جانب رئيس الجمهوريّة وعقيلته، البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

وفور الوصول أمام الضريح على وقع الألحان الروحيّة السريانيّة المارونيّة التقليديّة، جثا قداسة البابا لاوون مصلّيًا بصمت خاشع أمام الضريح، قبل أن يضيء شمعة مباركة قدّمها للدير. توقّف البابا لاوون الرابع عشر في كلمته في عنايا على “ما يمكن أن يعلّمنا إيّاه هذا الإنسان الذي لم يكتب شيئًا، وعاش مختفيًا عن الأنظار وصامتًا، لكنّ سرعته انتشرت في كلّ العالم”. وفي نداء قويّ من أجل السلام، قال: “نريد اليوم أن نوكل إلى شفاعة القدّيس شربل كلّ ما تحتاج إليه الكنيسة ولبنان والعالم. من أجل الكنيسة نطلب الشركة والوحدة: بدءًا بالعائلات، الكنائس البيتيّة الصغيرة، ثمّ الجماعات المؤمنة في الرعايا والأبرشيّات، وصولًا إلى الكنيسة الجامعة. شَرِكة ووحدة. أمّا من أجل العالم فلنطلب السلام. نطلب السلام، بصورة خاصّة، من أجل لبنان وكلّ المشرق”.

بعد ذلك انتقل البابا الى بازيليك سيدة لبنان – حريصا للقاء الأساقفة والكهنة والراهبات والمكرّسين والعلمانيين العاملين في الحقل الراعوي، وشق البابا طريقه بصعوبة إلى المذبح بعد أن امتلأت البازيليك بحوالى 2700 شخص جاؤوا من لبنان ودول الجوار وأوروبا وأميركا وأستراليا.

ولفت في كلمته إلى أنه “بالرغم من الحاجَةِ القصوى وتحت تهديد القصف، يعيش المسيحيون والمسلمون اللبنانيون واللاجئون القادمون من وراء الحدود، بسلام، ويساعدُ بعضُهم بعضا. لنتوقَّف عند الأمثولة التي أشار إليها هو نفسه العِملةُ السّوريّة التي وُجدت في كيس التبرّعاتِ إلى جانب العملة اللبنانية. إنّها تفصيل مهم: يذَكَّرُنا بأنَّ لكلّ واحدٍ منًا، في عيش المحبة، شيء يُعطيه وشيء يأخذه، وأنَّ عطاءنا المتبادل يُغنينا جميعًا ويقربنا من الله”.

أما ختام اليوم الثاني، فكان في لقاء البابا مع الشبيبة في بكركي الذي شهد حشداً ضخماً قدر بعشرات الآلاف. ووصل البابا إلى ساحة بكركي ملقياً التحية على الحشود الكثيفة التي ملأت الساحة، وقد فاجأ الجميع، بتجوله بينهم على متن آلية من دون زجاج عازل.

وامتلأت ساحات الصرح البطريركي الخارجية في بكركي بالذين أتوا من لبنان وعدد من دول العالم ومن فئات عمرية مختلفة طغت عليها الفئة الشبابية. وألقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: “يستقبلُكم لبنانُ، لا ببهرجة القصور، بل برهافةِ جراحه. يُقدِّمُ لكم أثمنَ ما يملِكُ: دموعَه وقد صارت لآلئَ رجاءٍ، وجبالَه وقد غدت مذابحَ تضرّعٍ وصلاة. شبابَنا يتطلّعون إلى بناء لبنانَ جديدٍ، لبنانَ يحتضنُ تعدّدَ انتماءاتِه الدينيّةِ والثقافيّة، ويُثمِّرُها في روح الأخوّةِ والوئام. يريدون وطنًا يكونُ فيه الإيمانُ قوّةً فاعلةً لا انطواءً، ويكونُ فيه التنوّعُ غِنىً لا انقسامًا، والسلامُ فيه غلبةً على البَغضاء وإخاءً مستدامًا”.

ووسط فعاليات اللقاء ألقى البابا كلمته التي الهبت التصفيق عشرات المرات، وتوجّه في بداية كلمته إلى الحشد قائلاً بالعربية: “السلام لكم”. وقال: “الشهادات التي سمعتها تحكي عن الأمل والحب رغم الصعاب التي يواجهها الشباب اللبناني”. واعتبر أن “تاريخ لبنان كان مليئاً بالإنجازات والتميّز لكن فيه أيضاً جروحاً عميقة يصعب معالجتها”. وشدد على أن: “المستقبل بين أيديكم ولديكم فرصة تاريخيّة لتغيير المستقبل والحبّ قادر على معالجة جروح الجميع”. وأكد أن “وطنكم سيستعيد شبابه علامة الوحدة والخصوبة عند الشعب”. ورأى أن “السلام ليس كاملاً إنّ كان ثمرة مصالح لبعض الشخصيات، وليس هناك من سلام من دون عدالة ولا عدالة من دون غفران”. وحضّ الشبيبة على “أن يكونوا مصدر الأمل الذي تنتظره هذه البلاد ويسوع مات وقام من أجل خلاصنا جميعاً وهو دليل الصفح الذي ينجينا من كل شرير ومنه نتعلم السلام”.

 

 

 

  • صحيفة الاخبار عنونت: براك يستخدم إعلام السعودية بعد إعلام إسرائيل للتهديد: ضربة وشيكة لحزب الله وتحذير للعراق!

وكتبت تقول: في آخر حملات التهديد الإسرائيلية على لبنان، بثّت قناة «كان» في تقاريرها المسائية أنّ جيش الاحتلال «بدأ بالتحضير لهجمات واسعة النطاق على لبنان في المستقبل القريب». وهو ما تزامن مع إبلاغ مسؤول عسكري إلى صحيفة «يسرائيل هيوم»، أنّ إسرائيل «وحدها قادرة على نزع سلاح حماس في غزة وحزب الله في لبنان»، مضيفاً «أنّ رئيس الأركان إيال زامير، سيزور الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لبحث قضايا غزة ولبنان وسوريا، وتنسيق خطوات نزع سلاح حزب الله».

هذه الأخبار، تزامنت مع تطوّر جديد في التهديدات الأميركية – الإسرائيلية من الوضع على الجبهة مع لبنان، وكان لافتاً انضمام وسائل إعلام تابعة للسعودية إلى حملة التهويل، وهو ما فعلته قناة «العربية – الحدث» التي تحدّثت أمس عن أن المبعوث الأميركي توم برّاك، زار العراق بغرض نقل تحذير إلى الحكومة العراقية من مشاركة فصائل في توجيه ضربات إلى إسرائيل التي قالت «القناة»، إن برّاك كان جازماً بأنها ستوجّه قريباً ضربة كبيرة إلى حزب الله.

وبحسب ما بثّته القناة السعودية، فإن برّاك «نقل إلى المسؤولين في بغداد رسالة تحذّر من عملية عسكرية إسرائيلية قريبة ضد حزب الله، وأن العملية ستستمرّ حتى تحقيق هدفها بنزع سلاح حزب الله، وأنّ تل أبيب تعتبر ذلك شرطاً أساسياً لإعادة تشكيل معادلة الردع على الحدود». وقالت القناة في تقريرها، إن برّاك «حذّر الحكومة العراقية صراحة من تعرّضها لضربة إسرائيلية قاسية إذا تدخّلت أي فصائل عراقية لمساندة حزب الله في حال اندلاع المواجهة، معتبراً أنّ أي دخول من هذا النوع سيُنظَر إليه كتصعيد مباشر قد يستدعي رداً عسكرياً على الأراضي العراقية».

وبرغم أن المتصلين ببرّاك أكّدوا أنه قام بنقل هذه الرسائل، إلا أن مصادر عراقية قريبة من رئاسة الحكومة نفت هذه المعلومات، وقالت، إن برّاك جاء بناءً على موعد مُحدّد سابقاً، وله علاقة بملف العلاقات العراقية – السورية. وتابعت المصادر، أن هناك من يريد توجيه الأنظار في اتجاه المزيد من الضغط على لبنان وحزب الله.

وقالت مصادر عراقية أخرى، إن الكلام المنسوب إلى برّاك ليس مُستبعداً، لأن الضغوط قائمة على «القوى السياسية الشيعية بالتحديد»، لافتة إلى أن هناك هدفاً آخر، «ربما يتعلّق بمستقبل رئاسة الحكومة في العراق والخشية من توافق سياسي عراقي لا يفسح المجال للتدخّلات الأميركية، خصوصاً بعد نجاح الانتخابات العراقية وحصول القوى الداعمة للمقاومة على عدد من المقاعد يعطيها أرجحية في تشكيل الحكومة القادمة».

نفت مصادر قريبة من السوداني معلومات «العربية» وقالت إن برّاك بحث العلاقات السورية – العراقية، ودبلوماسي أوروبي يدعو إلى دعم جيش لبنان

وبحسب أوساط الفصائل العراقية فإن «موقفها لن يتأثّر بمثل هذه التحذيرات، وإنها تتعامل مع التهديدات بجدّية، وفي حال قرّر العدو فتح صفحة جديدة من المواجهة، فسوف يتحمّل التبعات هو ومعه الولايات المتحدة الأميركية». وأضافت: «إن المقاومة العراقية تترقّب مسار الأحداث وهي في حالة استنفار».

وفي الكيان الصهيوني، تواصلت التسريبات عن «استنفار أمني» خشية أن يقوم حزب الله بردّ على اغتيال القائد العسكري هيثم الطبطبائي، وأن إسرائيل تجد نفسها مضطرة إلى رفع مستوى الضغط العسكري بسبب عدم قيام الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الحزب. ونُشرت أمس تقارير إضافية تتعلّق بعملية إعادة بناء حزب الله لقدراته العسكرية، مع تحذيرات إضافية من توسّع رقعة المواجهة.

والعنصر المشترك في كل ما ينشره إعلام العدو، يركّز على «أن الحرب حتمية، ولكنّ السؤال، كيف ومتى ستحصل»، مع بروز إشارات أولى إلى ترقّب إسرائيل لما سوف يقوم به حزب الله الذي أعلن أنه سيردّ على عملية الاغتيال.

ونقل موقع «واينت» العبري عن «دبلوماسي أوروبي» إشارته إلى التوترات المتصاعدة مع لبنان، وقوله: «لا أحد يريد أن يرى حرباً جديدة. إن التقدّم الذي أحرزه الجيش اللبناني في نزع سلاح حزب الله ليس كافياً. إذا حاول حزب الله مرة أخرى تهديد إسرائيل والاستيلاء على مواقع في جنوب لبنان، فمن حق إسرائيل التصرّف».

كما نقلت عن الدبلوماسي نفسه تأكيده «على ضرورة مشاركة إسرائيل دبلوماسياً، وأن السياسة الذكية تعني إعطاء اللبنانيين شيئاً ما، ويجب أن يكون هناك أكثر من مجرد عمل عسكري. يجب على الجميع أن يسألوا كيف يمكننا مساعدة حكومة لبنان وجيشه على القيام بما هو مطلوب وضمان عدم استعادة حزب الله قوته؟ لأننا سمعنا أن إيران لم تتوقّف عن تزويده بالأسلحة».

 

 

  • صحيفة الديار عنونت: زيتونة مباركة وزهرة مريميّة… البابا للشبيبة: السلام لكم
    العدّ التنازلي للزيارة التاريخيّة بدأ… ماذا عن اليوم التالي؟
    «عجقة» وفود «وتهويل»… ووعد بابوي بحَراك ديبلوماسي

 

وكتب إبراهيم ناصر الدين في الافتتاحية يقول: وفي اليوم الثاني لزيارة البابا لاون الرابع عشر، بدأ «الحج» صباحا الى مار شربل بزهرة مريمية برائحة المسيح، وانتهى شعبيا بلقاء الشبيبة في حريصا، حارسة الرجاء، وعشاء في السفارة البابوية، وبينهما تم غرس الزيتونة المباركة على هامش لقاء العائلات الروحية اللبنانية في «البيت اللبناني» في وسط بيروت.

كانت الدعوة الى حماية الوحدة والسلام والعيش المشترك، في صلب كلمات الحبر الاعظم، وهو سمع كلمات وردية من المجتمعين حوله، لكن الكلام الاكثر وضوحا ومباشرة كان من نائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، حين اكد ان الشيعة يؤمنون بضرورة قيام الدولة، لكن بغيابها «اضطررنا الى حمل السلاح لمقاومة الاحتلال، لسنا هواة حمل سلاح، ولا نريد التضحية باولادنا، ونطلب منكم مساعدتنا في الخارج»…

 

وفيما كان العدو يمارس حقده جنوبا موزعا قنابله على شبعا وكفرشوبا، وكفركلا، وميس الجبل، كان الحضور رمزيا ومعبرا بحضور سيدة من جنوب لبنان واخرى من عائلات جبل لبنان، في حضرة البابا، وكانت الرواية بالغة الدلالة عن استضافة العائلات النازحة جراء العدوان الإسرائيلي الاخير، وكانت الهدية حجر سقط من كنيسة يارون.

اليوم تنتهي الزيارة بدءا من دير الصليب والوداع بالصلاة في مرفأ بيروت، لتبدأ اسئلة اليوم التالي لانتهاء الزيارة، وان كان البابا قد توجه إلى الشباب بالقول «السلام لكم»، فهل سيتحول هذا الأمل الى حقيقة، في ظل استمرار حملة التهويل الاسرائيلية-الاميركية المتوعدة لبنان بجحيم حتمي، يلي «جنة» الايام الثلاثة التي عمت بحضور البابا؟

الفاتيكان على خط الاتصالات

وفي هذا السياق علمت «الديار» ان البابا كان متأثرا جدا لتلمسه في كل محطاته اللبنانية، الشعور بالقلق السائد لدى كل من قابله، طالبا المساعدة لإيصال رسالة دعم للاستقرار وعدم العودة الى الحرب، بعدما صمت الآذان في دول القرار عن دعوات المسؤولين المنفتحة على الحوار والتلاقي لإيجاد تسويات وابرام اتفاقات.

ووفق مصادر سياسية بارزة، ابلغت دوائر الفاتيكان الرئاسة الاولى ان رحلة البابا الى لبنان لن تكون مجرد زيارة رعوية، وان كانت مواقفه لم تتجاوز العناوين العامة حول السلام والوحدة، الا ان الفعل السياسي سيكون بعد مغادرته الاراضي اللبنانية، حيث ستعمل الدوائر الفاتيكانية، بإشراف مباشر منه على التواصل مع عواصم القرار في العالم، لتجنيب لبنان مجددا «كأس الحروب» المر، حيث سيكون هناك رجاء بان تتحول الدعوات الكلامية الى افعال، على ان يكون التواصل متعدد الاتجاهات الدولية، لإيجاد الحلول المنطقية والواقعية للقضايا العالقة، والتي قد تكون «شرارة» لمواجهة جديدة سيدفع ثمنها اللبنانيون جميعا.

ماذا بعد «الحج» الديبلوماسي؟

ومع مغادرة البابا اليوم، تشهد الساحة اللبنانية «حج ديبلوماسي»، قد تفك بعده «طلاسم» المرحلة المقبلة. ففيما اعلن عن زيارة مرتقبة لرئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الى واشنطن نهاية الجاري، يسبقه اليها وزير اركان حربه ايال زامير، للبحث مع رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية دان كين، في كيفية التعامل مع الجبهات المفتوحة في المنطقة، ينتظر وصول المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس من «اسرائيل» الى بيروت، للمشاركة في اجتماع «الميكانيزم» خلال الساعات المقبلة، بعد ان سبقها زميلها توم براك الى سوريا والعراق، على وقع تسريبات بانفجار قريب على الجبهة اللبنانية، ووسط حديث عن نهاية هذا الشهر كمهلة نهاية لتحديد مسار الاحداث.

اما سفراء دول مجلس الامن ال15 فيحضرون في جولة ميدانية لتسطير «محضر»، حول التزام الاطراف كافة بمضامين اتفاق وقف الاعمال العدائية، حيث سيقومون بجولة في ال6 من الشهر الجاري جنوبا، للاستماع الى تقارير ميدانية حول « الهدوء الهش»، وسوف يدعون الاطراف المعنية الى تنفيذ التزاماتها، كما تقول مصادر ديبلوماسية «للديار»، اكدت ان الثقة بمؤسسة الجيش لا تزال مرتفعة، باعتباره المعني بحماية الاستقرار.

ولفتت المصادر الى ان الايجابية التي تركتها الجولة الميدانية على منطقة جنوب الليطاني، تركت اثارا ايجابية لدى واشنطن، لكن «للاسف» لم تبدل وجهة النظر القائلة، انه لا يزال هناك بطء في تنفيذ خطة نزع السلاح.

التهويل بحرب على ايران

وعشية الزيارات الاميركية الى واشنطن، سربت وسائل اعلام «اسرائيلية» كلاما منسوبا الى مسؤولين «اسرائيليين»، يرجحون ان جولة قتالية مع ايران على «الطريق»، وهي ستكون مواجهة أكبر من الحرب التي استمرت 12 يوما.

وذكر موقع «جي فيد» الإسرائيلي، أن مسؤولاً إسرائيليا كبيرا توعد بأن بلاده تعتزم إسقاط النظام الإيراني، قبل نهاية ولاية دونالد ترامب الرئاسية. من جهتها نقلت قناة «كان» عن مسؤول كبير آخر قوله، إن «الحكومة الإسرائيلية» حدّدت هدفا- أو تعتزم تحديده- لإجبار النظام الإيراني على الرد أو السقوط خلال فترة رئاسة ترامب. وأشار إلى أن «إسرائيل» تراقب عن كثب الإنتاج الصاروخي الإيراني، وهو إنتاج قد يتيح لطهران إطلاق أكثر من ألفي صاروخ بشكل متزامن، بما يهدف إلى إنهاك منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.

حزب الله السوري؟

وفي سياق متصل، لا تزال المواجهات في بلدة بيت جن السوريّة تُلقي بظلالها على صُنّاع القرار بالمستويين الأمنيّ والسياسيّ في «اسرائيل»، والجديد ما كشف عنه موقع «واللا الاسرائيلي» بأنّ جيش الاحتلال يفحص احتمال تسرب معلومات حساسة قبيل العملية العسكرية، وذلك بعد وقوع القوة المتوغلة في كمينٍ خلال العملية الليلية.

ونقل الاعلام الإسرائيلي عن مصادر أمنيّة قولها، إنّ الكمين في بيت جن يظهر بوضوحٍ ضرورة منع تمركز جهات أسمتها معادية قرب الحدود مع سوريّة، وشددت المصادر على أنّ الوضع الحالي في دمشق، لا يسمح بالتوصل إلى أيّ اتفاقٍ معها، واصفةً إيّاها بدولة غير مستقرة.

وزعم ضابطٍ كبيرٍ في جيش الاحتلال ان «الجماعة الإسلامية» التي تأسست في لبنان، بدأت في بناء بنيةٍ تحتيّة في القرية، وتتعاون مع حزب الله منذ عدة سنوات، ويشتبه في أنّ مسلحي الجماعة يعملون تحت «مظلة نظام أبو محمد الجولاني ضدّ «إسرائيل»، وهذه هي خلفية النشاط المكثف للجيش في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، لان «اسرائيل» تخشى ولادة حزب الله السوري على حدودها.

حزب الله وحملة التهويل

وكان حزب الله استنكر عبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن، حملة التهويل الكبيرة التي تجري في هذه الأيام على لبنان واللبنانيين والدولة ومؤسساتها والمسؤولين فيها والمقاومة وبيئتها، متهماً «العدو الصهيوني والمستكبر الأميركي وبعض الأوساط الأوروبية والعربية واللبنانية» بأنهم يقفون وراءها… واكد ان حزب الله لا يستبعد أي جنوح أو جنون للعدو الإسرائيلي، لأنه متأصّل في همجيته وإرهابه وتفلّته من كل القواعد، ومعه وقبله وأمامه الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب.

 

ما هو مصير الصاروخ «الفضيحة»؟

وفيما تقابل الوقاحة والصلافة الاميركية بصمت رسمي، عاد الحديث في «اسرائيل» عن الحاح الولايات المتحدة التي وجهت طلبا عاجلا إلى الحكومة اللبنانية، لضمان نقل قنبلة جوية إسرائيلية لم تنفجر في الضاحية الجنوبية، خلال تنفيذ عملية اغتيال الشهيد هيثم الطبطبائي ورفاقه، خشية أن تقع بين أيدي روسيا أو الصين، ويتمكنا من الوصول إلى تكنولوجيا عسكرية متطورة.

ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن الحديث يدور عن قنبلة انزلاقية ذكية من طراز GBU-39B تصنّعها شركة بوينغ الأميركية، استخدمها سلاح الجو الإسرائيلي بالغارة. وأضافت الصحيفة أن القنبلة، وعلى الرغم من إطلاقها في إطار عملية الاغتيال، لم تنفجر لسبب لم يتضح بعد، وبقيت سليمة نسبيا في موقع الهجوم، ما أثار قلقا في واشنطن من أن تتمكن أطراف أخرى، وعلى رأسها روسيا والصين، من الوصول إليها ودراسة تكنولوجيتها. وأشارت الصحيفة إلى أن القنبلة تحتوي على رأس حربي فعّال بشكل استثنائي نسبة إلى وزنها، إضافة إلى منظومات توجيه وتكنولوجيا لا تتوافر حاليا لدى موسكو أو بكين، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر لم تسمّها، ما يجعل استعادتها أولوية بالنسبة للولايات المتحدة.

تابعت الديار: انعقد في ساحة الشهداء اللقاء الحواري بين الأديان، الذي جمع البابا برؤساء الطوائف في لبنان وأكثر من 300 مدعو، وتضمن ثماني كلمات للرؤساء الروحيين المسيحيين والمسلمين، إضافة إلى حضور منشدين من جوقات: «سيستاما بيروت ترنم»، و «دار الأيتام الاسلامية» و «مؤسسة الإمام الصدر».

البابا ولقاء العائلات الروحية

وانعقد اللقاء في خيمة بنيت خصيصاً لهذا الحدث، وضمت مسرحاً صمم بشكل دائري كرمز للعائلة الروحية المتحدة. وتخللته كلمة ترحيبية لبطريرك السريان الكاثوليك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، ثم تلاوة للإنجيل مرنماً حسب الطقس البيزنطي، فتلاوة لآيات من القرآن الكريم.

بعد ذلك، تم عرض وثائقي يتضمن شهادات حياة عن العيش المشترك والحوار بين الأديان، تلته 8 كلمات لرؤساء الطوائف بينهم بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي تمنى للبابا «التوفيق في قيادة السفينة المسيحية على النحو الذي تجسده وثيقة الأخوة الانسانية بين شيخ الأزهر والبابا الراحل فرنسيس»، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب الذي أمل في «أن تثمر الزيارة في تعزيز الوحدة الوطنية المهتزة في هذا الوطن المثقل بالجراح بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر». وقال «إننا مؤمنون بقيام الدولة لكننا في غيابها اضطررنا للدفاع عن أنفسنا في مقاومة الاحتلال الذي غزا أرضنا، ولسنا هواة حمل سلاح وتضحية بأبنائنا. وبناء على ما تقدم، نضع قضية لبنان بين أيديكم بما تملكون من إمكانات دولية علّ العالم يساعدنا على الخلاص من أزماته المتراكمة وفي طليعتها العدوان الإسرائيلي وما خلّفه ويخلّفه من تبعات على وطننا وشعبنا».

ثم كانت كلمة لشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى اعتبر فيها «أن الخير سينتصر على الشر»، ودعا إلى «فتح أبواب المحبة وإغلاق نوافذ التعصب والتطرف وأن يكون صوت السلام أقوى من أصوات الحروب»، فكلمة لرئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور الذي رأى في زيارة البابا «رسالة رجاء وبأن لبنان رغم ما يمر به من محن ما زال قادراً على النهوض برسالته».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى