قالت الصحف: بين المواجهات الحدودية والتحرك الداخلي لتفعيل انتظام المؤسسات
الحوارنيوز – صحف
إنشغلت الصحف الصادرة اليوم بين المواجهات العسكرية على الحدود وما أوقعته المقاومة بالجيش الإسرائيلي،وبين التحرك الداخلي لدفع البلاد نحو انتظام المؤسسات لا سيما اللقاء الثلاثي في عين التينة وإعلان الرئيس نبيه بري استعداده لدعوة مجلس النواب لانتخاب الرئيس من دون حوار مسبق.
النهار عنونت: طلائع المواجهات البريّة: “الحزب” يُدمي الإسرائيليّين
وكتبت صحيفة “النهار”: في اليوم الثاني لإعلان إسرائيل بدء عمليتها البرية الموصوفة بـ”التوغّل المحدود” في الجنوب اللبناني، انفجرت للمرة الأولى معارك الالتحام القتالي المباشر بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”، ومُنيت إسرائيل بضربة موجعة أولى من الخسائر البشرية في صفوف جنودها. اتخذ هذا التطور دلالات بارزة تمثلت، تبعاً لما كانت أشارت إليه “النهار” أمس، في أن التوغّل الأولي “الاستطلاعي” أول من أمس، بدا بمثابة سبر أغوار إسرائيلي لجاهزية “الحزب” ميدانياً على الأرض قبل التورط في الاجتياح المحتمل أياً يكن حجمه ومسافته.
وجاءت حصيلة المواجهات الميدانية التي حصلت أمس لتشكل واقعياً كلفة باهظة إسرائيلية وأول مؤشر إلى كون الحزب مستعداً للفصل البري من الحرب بعدما اهتزت صورة “الردع” لديه بفعل سلسلة طويلة وصادمة من الضربات القاسية التي ألحقتها به إسرائيل بشكل متواصل، بلوغاً إلى تتويج تلك الضربات باغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله. وبدا واضحاً أن الحزب أطلق في الساعات الأخيرة ما بدا أنها رسائل لإثبات استعادة زمام المبادرة، بدليل إصداره عدداً كبيراً غير معتاد من البيانات حول التطورات الميدانية.
ولكن الخشية ظلت كبيرة من إقدام إسرائيل على تصعيد أكبر في الغارات والعمليات الجوية المدمرة التي تستهدف عبرها مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية من بيروت، علماً أن عدد الغارات التي شنتها ليل الثلثاء – الأربعاء على الضاحية كان قياسياً وفاق الـ15 غارة.
أولى المواجهات العسكرية على الأرض بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” اندلعت في بلدتي مارون الراس وعديسة. وكشف الإعلام الإسرائيلي إصابة 35 جندياً إسرائيلياً في مكمن في مارون الراس، فيما أشارت تقارير الى مقتل 14 جندياً إسرائيلياً. أما الجيش الإسرائيلي، فاعترف بمقتل 7 جنود وإصابة 7 آخرين في معارك جنوب لبنان بعدما كان اعترف سابقاً بمقتل جندي ثامن. وسمح بنشر أسماء سبعة من الجنود الذين تم إخطار عائلاتهم بمقتلهم. كما اعترف بأنه في حدث ثانٍ في منطقة أخرى من جنوب لبنان هناك إصابات بين أفراد لواء غولاني. وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن عناصر من “حزب الله” أطلقوا أعيرة نارية وصواريخ مضادة للدروع وفجروا عبوات ناسفة في الجنود.
وفي المقابل، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صوراً وفيديوات لعمليات الكوماندوس والمظليين في الجنوب، وقال: “تواصل قوات لواء الكوماندوس والمظليين ولواء 7 مدرعات تحت قيادة الفرقة 98 عملياتها البرية الموجهة والمحددة في مناطق عدة في جنوب لبنان، حيث عثرت القوات ودمرت مجمعاً قتالياً لـ”حزب الله” احتوى على منصة صاروخية ومخزون من العبوات الناسفة والعتاد العسكري الآخر. كما تقضي القوات بتعاون مع القطع الجوية على مخربين وتدمر بنى إرهابية من خلال أنواع الذخيرة الدقيقة وفي اشتباكات من مسافة قصيرة. حتى الآن تم تدمير أكثر من 150 بنية إرهابية لـ”حزب الله” من خلال الغارات الجوية، ومن بينها مقار له ومستودعات أسلحة ونقاط لإطلاق قذائف صاروخية”.
من جانبه، أصدر “حزب الله” سلسلة بيانات، فأعلن أن عناصره تصدوا لِقوة من المشاة حاولت التسلل إلى بلدة العديسة من جهة خلة المحافر واشتبكوا معها وأوقعوا بها خسائر وأجبروها على التراجع، كما استهدفوا قوة مشاة كبيرة في مستعمرة مسكاف عام بالأسلحة الصاروخية والمدفعية وحققوا فيها إصابة مباشرة ودقيقة، وقصف تجمعاً لقوات إسرائيلية في ثكنة الشوميرا (شمال) برشقة صاروخية. كما استهدف تجمعاً للقوات الإسرائيلية في مستعمرة أفيفيم ومجموعة من الكريات شمال مدينة حيفا بِصلية صاروخية كبيرة. واستهدف أيضاً تجمعاً للقوات الإسرائيلية في مستعمرة أدميت بالصواريخ وقصف قاعدة “عميعاد” الإسرائيلية بصلية صاروخية كبيرة وثكنة زرعيت. وأعلن عصراً أنه دمّر ثلاث دبابات ميركافا بصواريخ موجهة أثناء تقدمها إلى بلدة مارون الرأس. كما أعلن أنه رصد قوة مشاة تسللت إلى منزل في خراج كفركلا وفجّر فيها عبوة معدة سلفاً قبل أن يمطرها مقاتلوه بوابل من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
ونظم “حزب الله” أول جولة إعلامية في الضاحية الجنوبية منذ اندلاع المواجهات، حيث أكد مسؤول الإعلام في الحزب محمد عفيف أن الأبنية المستهدفة هي مدنية لا وجود فيها لأسلحة ومخازن، مشدداً على أن الهدف من الهجمات الإسرائيلية هو تدمير المباني وتغيير معالم الضاحية. وقال عفيف: “تسعى إسرائيل لتحريض بيئة “حزب الله” ضده”. وأشار إلى أن “قصف إسرائيل لمقر قناة الصراط يعدّ عملاً إرهابياً وعدوانياً”. وتابع عفيف: “ما حصل في مسكاف عام ليس إلا البداية. قواتنا على أتم الاستعداد والمقاومة بخير، ومنظومة القيادة أيضاً بخير، والحرب هي جولات وصولات”.
باريس: مؤتمر دولي
إلى ذلك، أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين بأن فرنسا تستعد للدعوة إلى مؤتمر دولي هدفه توفير المساعدات للنازحين والمؤسسات اللبنانية ومنها الجيش اللبناني، ودعم الشعب اللبناني والسيادة اللبنانية. ولا تزال فرنسا في مرحلة الإعداد لهذا المؤتمر الذي يريده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طموحاً وهو يجري الاتصالات مع الإدارة الأميركية والدول العربية الصديقة لهذه الغاية. فمنذ مدة طويلة وقبل اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله ثمة قناعة لدى الأوساط الفرنسية المراقبة لتطورات الأوضاع في لبنان أن الشعب اللبناني يتألم والطبقة السياسية وحتى الأوساط الاقتصادية اعتادا على ذلك من دون البحث عن الدواء لهذا الوضع الصعب.
وقد ترك نفوذ “حزب الله” يتنامى من دون العمل على تصحيح ذلك، ما أتاح له الامتداد والانتشار إلى أن أصبح أقوى من كل شيء. والذين يمسكون بالنظام أصبحوا يتخوفون من تغيير الأمور. وترى هذه الأوساط أنه من الضروري دعم الجيش اللبناني ومساعدة الناس بعد كل ما جرى، وذلك لمساعدة لبنان على مواجهة الكوارث الإنسانية من نزوح إلى تدمير وسط المأساة التي انهالت على لبنان ومساعدته في إعادة بسط سيادته. لكن ما زال مستوى المشاركة في مثل هذا المؤتمر غير مكتمل، إذ ينشط الرئيس الفرنسي في إجراء الاتصالات لعقده.
“اللقاء الثلاثي” وانتخاب رئيس؟
وسط هذه الأجواء تنامت مؤشرات لافتة تتصل بحديث عن تحريك للملف الرئاسي، رغم أن المعطيات الجادة لا توفّر عامل دفع حقيقياً لإزالة الأسباب المعطلة لانتخاب رئيس للجمهورية. ولكن الواضح أن ثمة دفعاً واضحاً لتظهير دور محوري لرئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا السياق على وقع التداعيات التي تتركها الحرب. لذا أعطي اللقاء الذي جمع مساء أمس في عين التينة وضم بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط طابعاً لافتاً، إذ صدر عنه “بيان مشترك” تلاه ميقاتي وأشار إلى أن “المجتمعين اتفقوا على إدانة واستنكار العدوان الوحشي الذي يشنّه العدو الإسرائيلي المجرم على الشعب اللبناني”، وأكدوا “أهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة هذا العدوان وتضامنهم الوطني، لا سيما القيام بواجب احتضان العائلات النازحة من أبناء الجنوب والضاحية والبقاع وفقاً لما تقتضيه الأصول ومبادئ الانتماء الواحد والمصير والمستقبل المشترك والتنويه بجهود الحكومة في هذا المجال ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية والاستجابة لمتطلبات خطة الدعم التي طرحتها لجنة الطوارئ الحكومية”.
وأعلنوا “التزام لبنان النداء الذي صدر في الاجتماعات التي جرت إبان انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالي الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار والشروع في الخطوات التي أعلنت الحكومة التزامها بها لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 وإرسال الجيش اللبناني إلى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام في الجنوب، وذلك حماية للبنان من استمرار الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية، ودعوة المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر بحق لبنان وشعبه”.
ودعوا “الشركاء في الوطن إلى سلوك درب الوفاق والتلاقي تحت مظلة الوطن الواحد والدستور والمؤسسات الجامعة والاضطلاع بمسؤولياتنا الوطنية المشتركة عبر انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدّد هواجسهم المختلفة لنعيد صياغة أولوياتنا الوطنية في مؤسساتنا الدستورية التي تكفل مشاركة الجميع وحقوقهم، خاصة في وقف العدوان الإسرائيلي وسلوك درب الإصلاح والإنقاذ الاقتصادي والاجتماعي، وفي هذا المجال فإننا نأمل أن يشكل لقاؤنا هذا خطوة أولى للقاء والتقاء جميع القوى والشخصيات المكوّنة لنسيجنا الوطني للانطلاق في هذه المهمة، وندعو إلى البناء على الدينامية الإيجابية التي أطلقتها الاتصالات المتعددة التي قام ويقوم بها الرئيس نبيه بري مع مختلف الكتل النيابية لأجل إنجاز هذا الاتفاق”.
وكان اللافت في هذا السياق أيضاً أن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب كان قد أعلن عقب زيارته أمس ووفداً من “اللقاء النيابي التشاوري المستقل”، “أننا لمسنا من الرئيس بري مرونة، إذ لم يعد متمسكاً بالحوار مثل السابق كشرط أساسي لانتخاب رئيس”.
الأخبار عنونت: قطر ومصر تدعمان لقاء عين التينة: لا لعزل أحد
بري يفتح باب التسوية الرئاسية… وقمة روحية في بكركي
وكتبت صحيفة “الأخبار”: عادت الساحة اللبنانية لتكون على رأس أولويات العواصم العربية والغربية، ربطاً بالعدوان الاسرائيلي المفتوح والسعي إلى «تغيير وجه الشرق الأوسط» وفق ما أعلن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو. وبدأت المخاوف تتراكم بشأن الإستحقاقات الداخلية في لبنان، بدءاً من الإنتخابات الرئاسية التي تكثفت الآلة الدبلوماسية بالتنسيق مع القوى المحلية للوصول الى حلّ لها، وسط تسريبات عن حوارات حول تسوية رئاسية تضمن إعادة تعويم مؤسسات الدولة لمواجهة نتائج العدوان، خصوصا ملف النازحين بسبب الحرب. وكان الحدث الداخلي الابرز، اللقاء الثلاثي الذي عقِد في عين التينة وضم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط.وعلمت «الاخبار» أن اللقاء جاء نتيجة تنسيق مزدوج، الأول داخلي بين بري وميقاتي وجنبلاط، والثاني بين بري وقطر ومصر. وهدفت الصورة الثلاثية إلى إيصال عدة رسائل للداخل والخارج، أهمها أن الأولوية اليوم هي لوقف إطلاق النار قبلَ أي شيء، وبعدَ ذلك، يبدأ البحث في الإنتخابات الرئاسية وبقية الملفات الداخلية. ويبدو ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ليس بعيدا عن مقاصد الاجتماع. علما انه يناقش مع الرئيسين بري وميقاتي مسألة عودة وزراء التيار الى حضور جلسات الحكومة نظراً للوضع الطارئ الذي يعيشه لبنان.
وتقول مصادر متابعة ان هناك فرصة لإبرام تسوية لا تُغضب أحداً وتفضي إلى ملء الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة تعكس الواقع اللبناني كما هو، وليس كما ترغب به الدول الراعية للعدوان الاسرائيلي، وهو ما تدعو اليه قوى لبنانية تامل ان يجهز جيش الاحتلال على حزب الله بصورة نهائية. وهؤلاء، يتناغمون مع طروحات غربية، بينها ما ذكره الفرنسيون عن الحاجة الى تطبيق القرار 1559. وكشفت المصادر أن «بري لم يعد متمسكاً بمبدأ الحوار كمدخل لانتخاب رئيس، لكنه يشترط موافقة أكثر من 86 نائباً للدعوة الى جلسة انتخاب الرئيس، لتشكيل ما يشبه الاجماع الوطني». وأكدت المصادر أن باسيل ليس بعيداً عن هذا الجو، لكنه يعارض انتخاب قائد الجيش جوزف عون الذي ترشحه السعودية إلى جانب زياد بارود او عصام سليمان؟ علما ان باريس «دخلت على خط الوساطة مع الرياض للضغط على معراب للسير في التسوية». ومن المفترض أن يزور ميقاتي بكركي للإجتماع بالبطريرك بشارة الراعي، وسطَ معلومات عن تحضير بكركي لقمّة روحية قريباً تواكب الحراك الداخلي.
وكشفت مصادر مطلعة أن «جهات عربية، تحديداً قطر، أكدت للرئيس بري أنها وغيرها من الدول العربية، لا تقبل بأي محاولة لعزل الطائفة الشيعية أو استغلال الوضع القائم لفرض معادلة غالب ومغلوب». بينما أكدت أوساط سياسية على صلة بمجريات ما يحدث أن «الجهد الأكبر ينصب على هدف وقف إطلاق النار لمنع الإجتياح البري الذي يُمكن أن يؤدي الى انفجار المنطقة، في موازاة العمل على تفاهم سياسي يعيد التوازن الداخلي ويحفظ الحد الأدنى من الدولة في لحظة إختلال التوازن الاستراتيجي».
وانتهى لقاء عين التينة الى بيان قرأه ميقاتي في حضور بري وجنبلاط ركز على «إدانة العدوان الوحشي الذي يشنه العدو الاسرائيلي المجرم على الشعب اللبناني، وأهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة هذا العدوان وتضامنهم الوطني لا سيما القيام بواجب إحتضان العائلات النازحة من أبناء الجنوب والضاحية والبقاع. ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية»، و«الدعوة الى وقف فوري لإطلاق النار والشروع في الخطوات التي أعلنت الحكومة التزامها بها لتطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701 وإرسال الجيش اللبناني الى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام».
ودعا البيان ايضا «الشركاء في الوطن الى سلوك درب الوفاق والتلاقي تحت مظلة الوطن الواحد والدستور والمؤسسات الجامعة والاضطلاع بمسؤولياتنا الوطنية المشتركة عبر انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدد هواجسهم المختلفة لنعيد صياغة اولوياتنا الوطنية في مؤسساتنا الدستورية التي تكفل مشاركة وحقوق الجميع، خصوصاً في وقف العدوان الإسرائيلي وسلوك درب الاصلاح والانقاذ الاقتصادي والاجتماعي».
في غضون ذلك، انعقد مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة بطلب من فرنسا التي اعتبر مندوبها نيكولا دو أن الوضع في لبنان «صار خطيراً»، مؤكداً أن «فرنسا عارضت أي عملية برية إسرائيلية في لبنان». ودعا إلى «وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن»، مؤكداً أن «الإطار واضح في جنوب لبنان: يجب تنفيذ القرار 1701 بالكامل».
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن قوات «اليونيفل» باقية في مواقعها في جنوب لبنان. بينما قال مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة، هادي هاشم إن لبنان «عالق بين مطرقة آلة التدمير الإسرائيلية، وبين طموحات البعض في المنطقة، واللبنانيون يرفضون هذه المعادلة القاتلة». وإذ أشار هاشم إلى أن «لا لبنان بخير، ولا غزة بخير، والحشود الإسرائيلية العسكرية وأرتال الدبابات والمصفحات على طول الحدود الجنوبية للبنان»، نبه إلى أن «كل ما تقوله إسرائيل عن عمليات عسكرية جراحية ومحدودة غير صحيح». وأكد أن الاجتياح اليوم ستكون نتيجته «هزيمة أخرى تضاف إلى سجل إسرائيل في لبنان».
اما المندوبة الأميركية، فحذرت من «الانجرار إلى صراع أوسع. وهذا يشمل لبنان»، لكنها اشارت الى الخط الأزرق، معتبرة أن إسرائيل «لا تزال تدعو إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701»، مضيفة أن «تحقيق هذه النتيجة يكون من خلال العمل الدبلوماسي الجاد» في المقابل، اعتبر المندوب الروسي أن «تصاعد العنف، كما هو متوقع، أدى إلى تفاقم الوضع على الحدود بين إسرائيل ولبنان واليمن وفي الشرق الأوسط والبحر الأحمر».
الجمهورية عنونت: بري وميقاتي وجنبلاط: الوحدة والوفاق والتلاقي… تسلّل ومواجهات وإسرائيل تعترف بمعارك صعبة
وكتبت صحيفة “الجمهورية”: المنطقة مفخخة، وصواعق تفجيرها مزروعة على امتدادها، وآيلة للإنفجار الكبير في أيّ لحظة. إيران وإسرائيل بعد الهجوم الصاروخي في حرب مع وقف التنفيذ حتى الآن، والعالم متهيّب من حرب شاملة تلوح في الأفق، واما لبنان النقطة الأكثر سخونة فيها، فيدفعه العدوان الإسرائيلي إلى منزلق كارثي، وإسقاط نموذج غزة عليه بتحويلة إلى ساحة دمار شامل من الجنوب والبقاع الى الضاحية الجنوبية، التي تعرّضت جميعها في الساعات الاخيرة لحملة تدميرية مروّعة، سوّت مساحات واسعة من بناها السكنية والمدنية بالأرض. والعيون كانت شاخصة بالأمس، على الجبهة الجنوبية، مع بدء الالتحام المباشر بين «قوة الرضوان» في «حزب الله» وقوات من الجيش الاسرائيلي تسلّلت إلى الجانب اللبناني من الحدود.
المناخ الطاغي في ظل هذه التطورات انّ الايام المقبلة حبلى بالاحتمالات الصعبة، ربطاً باندفاع إسرائيل وإيران الى حافة الحرب بعد الهجوم الصاروخي، وكذلك بمجريات الميدان على جبهة جنوب لبنان، التي شهدت امس محاولات اسرائيلية للتوغل البري في اتجاه الجنوب، ولاسيما الى العديسة وكفر كلا، ويارون، ومارون الراس، اعلن «حزب الله» انّه واجهها من النقطة صفر، وأرغمها على التراجع وكبّد القوات المهاجمة خسائر كبيرة، مرافقاً ذلك، بقصف صاروخي عنيف على المواقع والقواعد العسكرية والمستوطنات.
واعترف متحدث باسم الجيش الاسرائيلي بمقتل 8 عسكريين (بينهم 3 برتبة رائد واثنان برتبة نقيب) وإصابة 7 آخرين جراح اثنين خطرة. الّا انّ القناة 12 الاسرائيلية تحدثت عن 8 قتلى و35 جريحاً في صفوف الجيش. وردّت هيئة البث الاسرائيلية هذا العدد من الإصابات الى انّ عناصر «حزب الله» اطلقوا النار عن قرب على الجنود وفجّروا عبوات ناسفة وصورايخ، ما ادّى الى وقوع هذا العدد من القتلى. لكن وبحسب ما نقلته «سكاي نيوز» عن مصادر فإنّ عدد القتلى هو 14.
واعلن الجيش الاسرائيلي انّ عملية إخلاء المصابين جرت في ظروف صعبة، وانّه رصد قتلى لمسلحين، فيما لفتت اذاعة الجيش الى انّ مواجهة حصلت داخل مبنى صباح امس، عندما تسلّلت مجموعة من وحدة «ايغوز» الى داخله، حينها فتح عناصر «حزب الله» النار وأطلقوا الصواريخ تجاه القوة. وحتى خلال عملية سحب الجرحى واصل «حزب الله» اطلاق النار والصواريخ.
واعترفت إسرائيل بخوض معارك صعبة مع «حزب الله»، وفق صحيفة «معاريف». وفي السياق ذاته ذكرت قناة «كان» العربية «انّ القتال في جنوب لبنان يدور فوق الارض وتحت الارض والتضاريس لا تخدم قوات الجيش، وهي أعقد من غزة، وهناك بنية تحتية عمرها عشرات السنوات».
إلى ذلك، قال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف «انّ مقاتلينا اشتبكوا مع العدو في العديسة ومارون الراس، وما حصل في مسكفعام ليس الّا البداية، وعدد القتلى كبير في صفوف العدو الذي يخفي خسائرة.
محاولات احتواء
الوقائع الميدانية تشي بأنّ هذه الجبهة مرشّحة إلى تصاعد أكبر، في ظلّ استمرار العملية البريّة الاسرائيلية، فيما قالت مصادر واسعة الإطلاع لـ»الجمهورية»، إنّ مؤشّرات تتوالى من مصادر دوليّة متعدّدة، حول احتمال فتح المسار الديبلوماسي لاحتواء التصعيد القائم، عبر إعادة إحياء المبادرة الفرنسيّة – الأميركية التي وقّعت عليها مجموعة من الدول، لوقف اطلاق النار.
وفيما تحدثت المصادر عينها عن توجّه فرنسي عاجل لإطلاق تحرّك للدفع بالمبادرة الدولية لتحقيق هدفها الرامي الى وقف النار ونزع فتيل التصعيد، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ»الجمهورية»، عن مؤشرات تفيد باحتمال عودة وزير الخارجية الفرنسيّة جان نويل بارو الى بيروت في القريب العاجل.
وفي موازاة إعلان الايليزيه أمس «انّ الرئيس ايمانويل ماكرون يرغب في استعادة لبنان سيادته وسلامة اراضيه امتثالاً لقرارات الامم المتحدة»، أبلغت مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية إلى «الجمهورية» قولها: «إن زيارة الوزير بارو الى بيروت، احتمال قائم. وخصوصاً انّ التطورات المتسارعة تستوجب تحركات وجهوداً مكثفة».
ولفتت المصادر الى أنّ «القلق تعاظم بشكل كبير في الايليزيه من اشتعال حرب كبرى، وخصوصاً انّ الردّ الإيراني على اسرائيل أعاد خلط الاوراق، وقد يكون سبباً لتأجيج الصراع بشكل خطير».
وأشارت المصادر إلى أنّ الرئيس ماكرون يولي عناية استثنائية بلبنان، ويواكب مجريات الأوضاع فيه، ويغمره استياء بالغ من الإستهداف الاسرائيلي للمدنيين والبنى المدنية، وسقوط هذا الكمّ الكبير من الضحايا. وهو متحمس لجهود اضافية مع الشركاء لإعادة الأمن والاستقرار الى لبنان في سياق خطة الحل التي طرحها وحظيت بإجماع دولي عليها.
ورداً على سؤال، عكست المصادر ارتياح الادارة الفرنسية لموقف الدولة اللبنانية بالالتزام بالقرار 1701 واستعدادها لإرسال الجيش الى الجنوب، وقال: «على الرغم من المستوى العالي للتوتر الحاصل، فإنّ باريس تعتبر انّ باب الديبلوماسية ليس مغلقاً، وخطة الحل التي طرحتها تشكّل المخرج من المأزق الحالي».
اجتماع استثنائي
إلى ذلك، وفي اجتماع وصف بالاستثنائي أملته دقة الظروف المصيرية التي يعيشها لبنان، وضرورات تحصين البيت الداخلي في مواجهة العدوان الاسرائيلي، عُقد في عين التينة امس، اجتماع بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، صدر في نهايته بيان مشترك تلاه ميقاتي في حضور بري وجنبلاط.
وبحسب البيان، «اكّد المحتمعون على إدانة العدوان الوحشي الذي يشنّه العدو الاسرائيلي المجرم على الشعب اللبناني، وعلى أهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة هذا العدوان وتضامنهم الوطني، لا سيما القيام بواجب إحتضان العائلات النازحة».
كما جرى التأكيد على «إلتزام لبنان بالنداء الذي صدر في الاجتماعات التي جرت ابان انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة من قبل الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي واليابان والمملكة العربية السعودية واستراليا وقطر والمانيا وكندا وايطاليا، وبالتالي الدعوة الى وقف فوري لإطلاق النار والشروع في الخطوات التي أعلنت الحكومة التزام بها لتطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701 وإرسال الجيش اللبناني الى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام في الجنوب، وذلك حماية للبنان من إستمرار الاعتداءات والأطماع الاسرائيلية، ودعوة المجتمع الدولي الى التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر بحق لبنان وشعبه».
ودعا المجتمعون «الشركاء في الوطن الى سلوك درب الوفاق والتلاقي تحت مظلة الوطن الواحد والدستور والمؤسسات الجامعة والاضطلاع بمسؤولياتنا الوطنية المشتركة عبر انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدّد هواجسهم المختلفة، لنعيد صياغة اولوياتنا الوطنية في مؤسساتنا الدستورية التي تكفل مشاركة وحقوق الجميع، خاصة في وقف العدوان الإسرائيلي وسلوك درب الاصلاح والانقاذ الاقتصادي والاجتماعي. وفي هذا المجال فإننا نأمل ان يشكّل لقاؤنا هذا خطوة أولى للقاء والتقاء جميع القوى والشخصيات المكونة لنسيجنا الوطني للإنطلاق في هذه المهمّة، وندعو إلى البناء على الدينامية الايجابية التي اطلقتها الإتصالات المتعددة التي قام ويقوم بها الرئيس نبيه بري مع مختلف الكتل النيابية لأجل إنجاز هذا الاتفاق».
اللواء عنونت: نداء ثلاثي من عين التينة لرئيس وفاقي والمساهمة بوقف العدوان
معنويات جيش الاحتلال تتحطم في العديسة ومارون الراس: 8 قتلى و50 إصابة من الكوماندوس
وكتبت صحيفة “اللواء”: بين ما اعلنه رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو من أن دولة الاحتلال بصدد ردّ قاسٍ على الاستهداف الإيراني بـ200 صاروخ بالستي، ومسارعة الرئيس الايراني مسعود بزشكيان بعد لقاء امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من انه اذا ردّت اسرائيل فإن ردّ ايران سيكون اقسى وأشد، سجلت الساعات الـ24 الماضية تطورات ميدانية وسياسية ودولية بالغة الدلالة، من شأنها ان تعيد رسم الموقف، فقد تحدثت شبكة «CNN» عن نقل 47 اسرائيلياً الى المستشفيات كمحصلة اولى للاشتباكات بين الجيش الاسرائيلي وحزب لله.
وقالت «يديعوت احرنوت» ان الجيش الاسرائيلي بعد اقل من يومين من بدء الدخول البري الى لبنان فقد ما لا يقل عن 50 من العسكريين بين قتيل وجريح..
واعلن الجيش الاسرائيلي عن مقتل 8 عسكريين من وحدة ايغوز كانوا ضمن مجموعات دخلت الاراضي اللبنانية، حيث اوقعهم مقاتلو حزب لله بكمين في بلدة العديسة وبلدة مارون الراس، ولا يزال هناك 7 مصابين بحالة حرجة جداً.
ومع ذلك، اكدت مصادر دبلوماسية ان المفاوضات تكثفت خلال الـ24 ساعة الماضية والتسوية على النار، مشيرة الى ان الكرة في ملعب واشنطن واسرائيل، في إمّا حرب شاملة او تسوية تنهي الحرب في لبنان وغزة معاً.
نداء الثلاثة
على ان التطور الابرز، محلياً، النداء الذي اصدره ثلاثة من قيادات البلد: الرئيس نبيه بري بصفته الرسمية كرئيس لمجلس النواب والتمثيلية كممثل للثنائي الشيعي والرئيس نجيب ميقاتي كرئيس لمجلس الوزراء وممثل للسنة، والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كممثل اول للدروز في لبنان، بشخصه وحزبه وموقعه.
وجاء النداء – البيان، بعد لقاء في عين التينة بين الرئيسين بري وميقاتي وجنبلاط، صدر في ختامه بيان مشترك، تلاه رئيس الحكومة، ومما تضمنه بالنقاط:
1- ادانة واستنكار العدوان الوحشي الذي يشنه العدو الاسرائيلي المجرم على الشعب والتعزية اللبناني بالشهداء الذين سقطوا دفاعاً عنه وعن سيادته، وهم شهداء كل لبنان، بوجه العدو الذي يمعن في جرائمه في فلسطين ولبنان.
2- التأكيد على اهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة العدوان وتضامنهم الوطني، والقيام بواجب احتضان العائلات النازحة.
ثالثاً: إلتزام لبنان بالنداء الذي صدر في الاجتماعات التي جرت ابان إنعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة من قبل الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي واليابان والمملكه العربية السعودية واستراليا وقطر والمانيا وكندا وايطاليا وبالتالي الدعوة الى وقف فوري لإطلاق النار والشروع في الخطوات التي أعلنت الحكومة التزامها بها لتطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701 وإرسال الجيش اللبناني الى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام في الجنوب.
رابعاً: دعوة الشركاء في الوطن الى سلوك درب الوفاق والتلاقي تحت مظلة الوطن الواحد والدستور والمؤسسات الجامعة والاضطلاع بمسؤولياتنا الوطنية المشتركة عبر إنتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدد هواجسهم المختلفة لنعيد صياغة اولوياتنا الوطنية في مؤسساتنا الدستورية التي تكفل مشاركة وحقوق الجميع خاصة في وقف العدوان الإسرائيلي وسلوك درب الاصلاح والانقاذ الاقتصادي والاجتماعي.
وفي هذا المجال فإننا نأمل ان يشكل لقاؤنا هذا خطوة أولى للقاء وإلتقاء جميع القوى والشخصيات المكونة لنسيجنا الوطني للإنطلاق في هذه المهمة ، وندعو الى البناء على الدينامية الايجابية التي اطلقتها الإتصالات المتعددة التي قام ويقوم بها الرئيس نبيه بري مع مختلف الكتل النيابية لاجل إنجاز هذا الاتفاق.
واعرب القادة الثلاثة عن املهم في ان يشكل اللقاء خطوة اولى للقاء جميع المكونات والشخصيات والبناء على الدينامية الايجابية للاتصالات التي اطلقها الرئيس بري.
وأوضحت مصادر سياسية «للواء» أن اللقاء الثلاثي أعطى شارة الأنطلاق لمروحة من اتصالات داخلية وخارجية بشأن الأحاطة بالوضع الراهن والعمل على بلورة اتفاق بشأن ملفات ابرزها بذل ما يمكن لوقف الحرب ودرء الفتنة واحترام القرار ١٧٠١ ومعالجة ملف النازحين من المناطق التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي كما يجب،على أن للحديث تتمة لاسيما بالنسبة إلى عملية إتمام الأستحقاق الرئاسي، مشيرة إلى تفاهم على عناوبن عريضة من أجل حماية البلد على أن الحركة الداخلية في اتجاه رئيس مجلس النواب لن تتوقف.
واعتبرت أن قرار مجلس الوزراء لجهة منح قائد الجيش الضوء الأخضر بالنسبة إلى التصرف بما يراه مناسبا لحماية لبنان والمؤسسة العسكرية أكثر من حكيم وستكون له انعكاساته الإيجابية في الدور المستقبلي للجيش.
وفي المعلومات ان اللقاء اتفق على ارسال موفد خاص الى معراب اليوم للقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
وحسب ما نقل عن الرئيس فؤاد السنيورة في حديث لإحدى الفضا ئيات امس دوان يبحثان عن بطلين محجوزين لهما، هما الرئيسين بري ميقاتي لإنقاذ لبنان من المحنة التي وقع فيها فهل يتقدم البطلان نحو دوريهما؟
وفي سياق الحركة القائمة، استقبل الرئيس بري وفوداً من كتل نيابية «تجدد والاعتدال الوطني ومن اللقاء النيابي المستقل» ضم النواب الاربعة الخارجين من كتلة التيار الحر، جاءت تؤكد على التضامن الوطني والوحدة الوطنية بمواجهة العدوان.
ونقل ابو صعب عن الرئيس بري مقولة انه لم يعد متمسكاً بالحوار كما كان متمسكاً به من قبل وفي ذلك خطوة ايجابية.
وطالب المطارنة الموارنة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته لوقف إطلاق النار فوراً وتطبيق القرار 1701، وللمبادرة سريعا إلى فتح المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية لان لبنان أمام استحقاقات مصيريّة.
مراكز الإيواء
وخلال جلسة مجلس الوزراء، قال الرئيس ميقاتي بالأمس عقدنا اجتماعا مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة في إطار خطة الإستجابة الحكومية لأزمة النزوح الناتجة عن العدوان الإسرائيلي.كما عقدنا اجتماعا مع المحافظين للبحث في المسائل التفصيلية لمعالجة تداعيات أزمة النزوح.
حتى ألآن بلغت مراكز الايواء حوالى 874 مركزا، والعدد الى ازدياد، وتفيد الاحصاءات ان غالبية الذين يفترشون الطرقات هم من غير اللبنانيين، ونحن نتعاون في هذا الصدد مع مفوضية شؤون اللاجئين التي ستتولى العناية بهم بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية ، ومن غير المسموح أن تبقى الناس على الطرق. كما أننا اعطينا التوجيهات الى القوى الامنية لحماية الممتلكات الخاصة وعدم التعدي عليها ، وما حصل من تجاوزات محدودة تمت معالجته.
وقال: ما طرحناه في اجتماعنا مع المنظمات الدولية هو الحاجة الى مبلغ 427 مليون دولار لعمليات الايواء والاغاثة للاشهر الثلاثة المقبلة، وقد تبلغنا الموافقة الفورية على حوالى 200 مليون دولار.
وفي سياق دولي متصل، نقل عن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان بلاده «ستنظم قريباً جداً مؤتمراً لدعم الشعب اللبناني ومؤسساته، وان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو سيزور الشرق الاوسد مجدداً».
واعتبر امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، بعد لقاء الرئيس الايراني ان العدوان المستمر على لبنان ما يزال مستمراً ويضع المنطقة برمتها على حافة الهاوية.
مندوب لبنان: العدوان الاسرائيلي يهدد بكارثة انسانية
دبلوماسياً، حذر مندوب لبنان في مجلس الأمن هادي هاشم، من «تمدد الحرب في الإقليم لتشمل جبهات عدة»، وقال: «نتجه إلى حرب إقليمية بلا ضوابط».
أضاف هاشم خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن: « لبنان يواجه كارثة إنسانية ومن هنا وجوب تقديم المساعدة، مشيرًا الى ان شعب وحكومة لبنان يرفضون الحرب ويطالبون بتطبيق القرار 1701 ومستعدون لتعزيز وجود الجيش في الجنوب.».
وطالب «مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته ومنع انفجار الشرق الأوسط».
وتابع:» كل ما تقوله اسرائيل عن عمليات عسكرية محدودة هو غير صحيح فالأضرار كبيرة في صفوف المدنيين».
مواجهة الغزو: ملحمة بطولية
وذكر مصدر ميداني في المقاومة «أن الملحمة البطولية التي خاضها ويخوضها مجاهدوها ضد قوات النخبة الإسرائيلية على أكثر من محور عند الحافة الأمامية في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 80 ضابطاً وجندياً وتدمير ما يقارب الـ 5 دبابات».واستمرت المواجهات المباشرة حتى الليل، تخللها قصف عنيف من المقاومة لعدد من المواقع الخلفية ومرابض مدفعية العدو وتجمعات جنوده في مستعمراته.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: إن عملية إنقاذ الجنود كانت معقدة للغاية وتمت في ظروف صعبة ووسط إطلاق النار. وقد دفع حجم الخسائر في مواجهات الامس قيادة اركان جيش العدو الى «اعادة تقييم عملياته البرية بلبنان بعد مقتل 8 جنود وإصابة العشرات صباحاً».
وسمح جيش الاحتلال بنشر اسماء 7 وصور 8 من قتلاه. كما اعترف الجيش مساء أنه في حدث امني ثان في منطقة اخرى من جنوب لبنان هناك اصابات بين لواء غولاني. ما مصادر إسرائيلية فاشارت بعد الظهر لقناة «سكاي نيوز عربية» الى مقتل 14 جنديا إسرائيليا باشتباكات جنوب لبنان.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: ان عملية إنقاذ الجنود كانت معقدة للغاية وتمت في ظروف صعبة ووسط إطلاق النار. وخلال عملية الإنقاذ كانت معقدة للغاية وتمت في ظروف صعبة ووسط إطلاق النار.
كما اعلن حزب لله انه دمر 3 دبابات ميركافا في مارون الراس.
إستهداف في بيروت
تعرضت منطقة الباشورة في بيروت لغارة معادية بعد منتصف الليل ، وأفادت معلومات صحافية أن الغارة استهدفت مركز للهيئة الصحية ومكتب النائب أمين شري وتسببت الغارة باندلاع حريق كبير في المبنى(داغر) إضافتاً لأضرار كبيرة.