سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: بين الانسحاب الإسرائيلي والبيان الوزاري والأزمة مع إيران

 

الحوارنيوز – صحف

 قرأت الصحف الصادرة اليوم في المواضيع المطروحة على الساحة ،وهي الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية وإقرار البيان الوزاري والأزمة مع إيران وتداعياتها الداخلية.

 

  • النهار عنونت: ساعات حاسمة تقرّر مصير الانسحاب من الجنوب… المواجهة بين الدولة و”حزب الله” عالقة على زغل

 

 

وكتبت صحيفة “النهار”: تأرجحت الوقائع اللبنانية، أمنياً وديبلوماسياً، على صفيح ساخن في الساعات الأخيرة في ظل اقتراب العد العكسي للانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب من نهايته غداً الثلاثاء. ذلك أن الحكومة الجديدة التي دهمتها أحداث طريق مطار رفيق الحريري الدولي قبل مرور أسبوع على ولادتها، وقبيل اقرار بيانها الوزاري المتوقع اليوم، خاضت مع العهد الجديد أيضاً كباشاً مبكراً مع “حزب الله” الذي على رغم مشاركته في الحكومة وكل ما أثارته هذه المشاركة من ضجة داخلية وخارجية، بدا في الأيام الثلاثة من المواجهات التي رعاها مباشرة أو مداورة مع الجيش اللبناني واليونيفيل كأنه استعاد نمط إطلاق الرسائل الساخنة للدولة ومؤسساتها الدستورية والعسكرية والأمنية. ولعل المفارقة التي أرغمت “الدولة” على اختبارها أنه في الوقت الذي كان رئيس الجمهورية جوزف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، كما رئيس مجلس النواب نبيه بري، ينشطون في استنفار ديبلوماسي كثيف لتأمين الضمانات الأميركية والفرنسية خصوصاً، والدولية عموماً، لإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من الجنوب وعدم البقاء في النقاط الخمس الحدودية التي تزمع إبقاء قواتها فيها، جاء افتعال أعمال الشغب والاحتجاجات وقطع طريق المطار لثلاثة أيام متعاقبة بمثابة إضعاف لموقف الدولة وتعريضه للتشويش، وهو الأمر الذي برز على نحو سلبي شديد مع موجة غير مسبوقة من الإدانات الخارجية لحادث اعتداء أنصار “حزب الله” على قافلة اليونيفيل بعدما أصيب فيه نائب قائد اليونيفيل المنتهية ولايته مع عنصرين من القوة الدولية، كما أن توقيف الجيش لاكثر من 25 شخصاً شكل تطوراً لافتاً حيال الحزم الذي فرضته هذه الأحداث. وبدا من الكلمة التي القاها الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم مساء أمس أنه تعمّد توجيه الانتقادات إلى رئاسة الحكومة قائلاً إن عليها إعادة النظر في قرار منع هبوط الطائرات الإيرانية في المطار الذي هو قرار إسرائيلي، بعدما تحدث عن تلقيها تهديداً بقصف اسرائيل للمطار وأنها يجب أن ترفض التهديد وتتخذ قراراً سيادياً. كما أن قاسم قال إن على الدولة أن تتخذ قراراً حاسماً شجاعاً يرفض أي بقاء للإسرائيليين في الجنوب غداً وإلا تحوّل بقاء القوات الإسرائيلية احتلالاً تجب مقاومته.

وتصاعدت أمس حرارة الاستحقاق الجنوبي مع الغموض الذي ظل يكتنف المؤشرات الميدانية والديبلوماسية حيال الانسحاب الإسرائيلي لدى انتهاء المهلة الممدّدة للانسحاب غداً الثلاثاء. وحتى البارحة لم يكن المسؤولون اللبنانيون، وفق معلومات “النهار”، قد تبلغوا معطيات حاسمة من الجانب الأميركي أو اليونيفيل من شأنها أن توفر تأكيدات حيال انسحاب ناجز وكامل للقوات الإسرائيلية من البلدات والقرى والنقاط الخمس الحدودية التي لا تزال تتمركز فيها، فيما مضت هذه القوات في ممارسات التفجير والقتل بما أبقى الشكوك الثقيلة عالقة حيال موعد 18 شباط.

غير أن صحيفة “إسرائيل هيوم”، ووسائل إعلام إسرائيلية أخرى أفادت أنّ الجيش الإسرائيلي يستعدّ للانسحاب الكامل من جنوب لبنان خلال يومين. وقالت مصادر أمنيّة للصحيفة الإسرائيليّة: “لم نتلق تعليمات من القيادة السياسية بشأن البقاء في أي نقطة في جنوب لبنان. وأضافت: “ننتظر توجيهات القيادة السياسية بشأن الانسحاب من لبنان أو تمديد البقاء”. وأشارت إلى أنّ “قوات الجيش الإسرائيليّ ستنتشر قرب الحدود مع لبنان بثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب”.

وفي السياق أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس أن “الولايات المتحدة وإسرائيل تتوقعان أن تعمل الدولة اللبنانية على نزع سلاح حزب الله” المدعوم من إيران. وأضاف روبيو في مؤتمر صحافي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس: “في ما يتعلق بلبنان، أهدافنا متوافقة، دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة حزب الله ونزع سلاحه”.

وقال نتنياهو، “إننا ملتزمون بوقف إطلاق النار في لبنان، ونتوقع من الحكومة اللبنانية أن تلتزم بدورها بذلك”. وأضاف أنّه “يجب نزع سلاح حزب الله بالكامل، ويُفضل أن يتم ذلك بواسطة الجيش اللبناني”. وأشار إلى أنّ “إسرائيل لديها الوسائل لتطبيق وقف النار في لبنان”.

وقبل يومين من موعد الانسحاب، لوحظ أن قيادة الجيش اللبناني عاودت “التشديدعلى ضرورة عدم توجُّه المواطنين إلى المناطق الجنوبية التي لم يستكمَل الانتشار فيها، والالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة، وذلك حفاظاً على سلامتهم وتفاديًا لسقوط أبرياء، نظرًا لخطر الذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدو الإسرائيلي، إلى جانب احتمال وجود قوات تابعة للعدو في تلك المناطق”.

وغداة اغتيال مسيرة إسرائيلية مسؤولاً ميدانياً في “حزب الله”، أطلق الجيش الإسرائيلي أمس النار على أهالي حولا الحدودية بالتزامن مع دخولهم البلدة للمرة الأولى حيث عملوا على انتشال جثامين عدد من أبنائهم الذين ما زالوا تحت ركام المباني. وقضت الطفلة خديجة عطوي، كما أن مجموعة من النساء والأولاد والشبان حوصروا داخل البلدة فيما كانت تتعرض لقصف مدفعي وإطلاق النار.

ومساء أمس شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين على السفح الشرقي للسلسلة الغربية استهدفتا أطراف بلدة حربتا ووادي الزينة بوداي في البقاع الشمالي.

ويشار إلى أن لجنة مراقبة وقف إطلاق النار كانت عقدت اجتماعاً قبل أيام للنظر في الانسحاب الإسرائيلي غداً. لكن إسرائيل أعربت عبر عدد من مسؤوليها عن نيتها في البقاء في خمس نقاط مختلفة على الخط الحدودي مع لبنان منها قرب الناقورة ورامية وعديسة والخيام وهي نقاط تطل على القرى الإسرائيلية التي لم يعد بعد اليها السكان الإسرائيليون، وقالت الحكومة الإسرائيلية إنهم سيعودوا في الأول من آذار المقبل. ورفض لبنان بقاء إسرائيل في النقاط الخمس كما بذلت باريس جهوداً كثيفة مع الجانب الأميركي للضغط على إسرائيل للانسحاب الكامل وعدم البقاء في النقاط الخمس تجنباً لعرقلة جهود الرئيسين جوزف عون ونواف سلام والضغط السلبي على البلد. وأكدت مصادر في واشنطن لـ”النهار” أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومستشار الامن القومي الأميركي مارك وولتز يؤيدان دعم الدولة اللبنانية والجيش فيها من أجل العمل على بناء دولة قوية ليست تابعة لإيران.

تداعيات المواجهة

أما في ما يتصل بتداعيات أعمال الشغب على طريق المطار، فأصدرت قيادة الجيش أمس بياناً يتضمن رداً على “حزب الله” حول تدخل الجيش خلال الاعتصام فأكدت أنّه “تم التنسيق مسبقًا مع منظمي الاعتصام لناحية الالتزام بالتعبير السلمي عن الرأي، وعدم قطع الطريق المؤدية إلى المطار، غير أن عددًا من المحتجين عمد لاحقًا إلى قطع الطريق والتعرض لعناصر الوحدات العسكرية المولجة حفظ الأمن، والتعدي على آلياتها، ما أدى إلى إصابة 23 عسكريًّا، بينهم 3 ضباط، بجروح مختلفة، ما اضطر هذه الوحدات إلى التدخل لمنع التعدي على عناصرها وفتح الطريق”. وأضافت: “جاء تدخل الجيش تطبيقًا لقرار السلطة السياسية بهدف منع إقفال الطرق والتعديات على الأملاك العامة والخاصة، ولضمان سير المرافق العامة والحفاظ على أمن المسافرين وسلامتهم، حفظًا على الأمن والاستقرار”.

إلى ذلك، قال مصدر فرنسي مسؤول لمراسلة “النهار” في باريس “إن الذين قاموا بالهجوم على اليونيفيل وإغلاق طريق المطار لم يتعلموا شيئاً مما حدث في لبنان كأنهم لم يقرأوا الأحداث التي جرت في البلد والتي غيّرت الأمور فيه”، مضيفاً أن “السؤال اليوم هو، ماذا تريد إيران وماذا ستفعل وهل تستمر في سياستها السلبية في تحريك وكلائها على الأرض في لبنان؟”.

 

 

  •  الأخبار عنونت: هل ينصاع لبنان لمنع هبوط الطيران الإيراني في بيروت نهائياً؟

 وكتبت صحيفة “الأخبار”: لم يكُن عابراً، يومَ أمس، كلام رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد مباحثاته التي أجراها مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تل أبيب، حيث احتل لبنان حيزاً واسعاً من النقاش بينهما، حيث أكّد نتنياهو «على التناغم الإسرائيلي – الأميركي حول دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة حزب الله ونزع سلاحه». وبحسب مفهوم تل أبيب وواشنطن، فإن الدولة اللبنانية القوية، هي المجردة من أي قدرة على مقاومة الاحتلال، وهي دولة وظيفتها الوحيدة تحويل جيشها الرسمي، إلى عناصر حراسة داخليين من دون أن يكون له الحق في الدفاع عن حدوده. ولا غرابة في أن رسائل الدعم التي تلقّتها الحكومة للضرب بيد من حديد، من عواصم غربية وعربية، للحفاظ على سيادة لبنان واستقراره انحصرت في طريق المطار، بينما يستباح البلد بأكمله من جنوبه إلى شماله، من دون أن يخرج أصحاب السيادة لتسجيل ولو استنكار، كذلك الذي سجّلوه ضد من تظاهر بشكل سلمي رافضاً منطق الحصار والوصاية الأميركيَّيْن.

وتأتي المحادثات الأميركية – الإسرائيلية، بينما كانت الأجواء مع إيران على تأزمها بعدَ منع رحلة لـ«ماهان» من الهبوط في مطار بيروت الدولي، في خطوة عكست انصياع السلطة ممثّلة برئيسَي الجمهورية والحكومة للتهديدات الإسرائيلية باستهداف أي طائرة إيرانية تصل إلى لبنان، بحجة نقلها أموالاً وسلاحاً إلى حزب الله، بينما اضطر رئيس الحكومة نواف سلام إلى اختراع ذريعة الخوف من التعرض للعقوبات، للتغطية على الانصياع للأوامر الأميركية، علماً أن الطائرات الإيرانية تنزل في أغلب مطارات العالم.

وفي الوقت الذي مضى حزب الله في معركة المقاومة السياسية، وطالب الدولة بالتراجع عن قرارها ورفض التعدي على السيادة اللبنانية، وبينما انطلقت احتجاجات شعبية على موقف السلطة، ظهرت إلى السطح الكثير من علامات الاستفهام حول وجود تآمر داخلي على بيئة المقاومة، ما دفع برئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري إلى بذل المساعي مع الرئيس سلام وإيران وحزب الله للوصول إلى حل في ما يتعلق بالطائرة الإيرانية، تفادياً لانفجار الوضع، خصوصاً أن الأزمة آخذة في التصاعد، ووسط خشية أن يكون الهدف الإسرائيلي المباشر، منع قدوم إيرانيين من مستويات رسمية وشعبية إلى لبنان للمشاركة في تشييع الأمينين العامين السابقين لحزب الله الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، تقول مصادر مطّلعة إن الرئيس بري يتصرف كطرف معني بهذه القضية وليس كوسيط، مشيرة إلى أن الساعات القادمة قد تحمل حلحلةً على صعيد منح شركة طيران الشرق الأوسط إذناً من السلطات الإيرانية لتسيير رحلتين إلى طهران من أجل نقل الزوار اللبنانيين العالقين هناك.

وبانتظار ما إذا كان لبنان سيُبلّغ بالموافقة الإيرانية الرسمية، يفترض أن يتناول مجلس الوزراء في اجتماعه اليوم أزمة الطيران الإيراني، ومناقشة الخيارات الممكنة. وعُلم أن من ضمن الحلول المطروحة في النقاشات الدائرة منذ يومين على المستوى الرسمي الداخلي، هو الذهاب نحو خيار «أن تحط الطائرات الإيرانية في مطار بغداد، الذي يخضع لسيطرة شركة أمن أميركية، تتولى عمليات التفتيش هناك، حيث يمكن للطائرات الإيرانية أن تخضع للتفتيش الدقيق، ومن ثم السماح لها بالتوجّه نحو لبنان».

بالتوازي، تؤكّد أوساط متابعة، أن «لا نيّة لدى رئيسَي الجمهورية والحكومة بمواجهة الإملاءات الأميركية – الإسرائيلية، حتى وإن كانت بطرح الالتزام بالتفتيش الدقيق داخل مطار بيروت»، وأنّ التوجّه هو نحو «قرارٍ بمنع الرحلات المباشرة بين طهران وبيروت». وكان لافتاً ما أشارت إليه مصادر معنيّة، من زعم المسؤولين اللبنانيين أنّهم فوجئوا بأنّ شركتَي «ماهان» و«الخطوط الجوية الإيرانية» الرسمية، مدرجتان على لوائح العقوبات الأوروبية، ربطاً باتهاماتٍ لهما بنقل السلاح إلى روسيا، وأنّ الأزمة الحالية كشفت لهم ذلك.

وفي الأيام الثلاثة الماضية، تولى الرئيسان عون وسلام ووزيرا الأشغال والخارجية، فايز رسامني وجوزيف رجّي، العمل على الملف، حيث تكفّل رجي بالتواصل مع وزير الخارجية الإيراني طالباً تسهيل عودة اللبنانيين كأولوية، على أن يبحث لبنان مع الإيرانيين من جهة ومع الجهات الدولية من جهة أخرى في حلٍّ لأزمة الطيران المستجدّة».

 

  •  الجمهورية عنونت: “البيان” اليوم “مُرضٍ ومُقنِع”.. وترقّب حذر للانسحاب الإسرائيلي غداً

 وكتبت صحيفة “الجمهورية”: فيما مالت قضية الطائرة الإيرانية إلى المعالجة الديبلوماسية، وتوقف الحركة الاحتجاجية على منع الطيران المدني الإيراني من الهبوط في مطار بيروت الدولي، تنصبّ الاهتمامات على إقرار الحكومة بيانها الوزاري اليوم، لتمثل به في وقت لاحق من هذا الاسبوع أمام مجلس النواب لنيل الثقة. اما الاهتمام الأبرز فسيتركّز على تحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل من المنطقة الجنوبية مع انتهاء الهدنة الممددة غداً.

يُنتظر أن يقرّ مجلس الوزراء في جلسة يعقدها اليوم برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف وحضور رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء، البيان الوزاري ورفعه إلى رئاسة مجلس النواب التي ستدعو إلى جلسة نيابية اواخر الاسبوع لمناقشته ومنح الحكومة الثقة.

وعلمت «الجمهورية»، انّ مجلس الوزراء سيقرّ البيان سريعاً، ولن يكون هناك أي نقاش طويل في مسودته النهائية بعدما توافقت اللجنة الوزارية التي صاغته بما تمثل، على كل بنوده، آخذةً في الاعتبار مضمون خطاب القَسَم الرئاسي وما طرحه رئيس الحكومة من أفكار في البيان الذي تلاه إثر تكليفه تشكيل الحكومة، بالإضافة إلى ما ورد في اتفاق الطائف، خصوصاً حول موضوع تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة وحصرية السلاح بيد الدولة واستراتيجية الدفاع الوطني.

وفي المعلومات، انّ البيان ينص في هذا المجال على التزام الحكومة وثيقة الوفاق الوطني وحقها في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحرير الأرض، وتأكيد حق لبنا في الدفاع عن نفسه في مواجهة أي عدوان، كما يشدّد البيان على احتكار السلاح وقرار الحرب والسلم في إطار استراتيجية متكاملة للدفاع الوطني. بحيث يشدّد البيان على انّ الدولة تملك قرار الحرب والسلم في ظل جيش يحمل عقيدة دفاعية قتالية ويحمي الشعب ويخوض أي حرب وفقاً للدستور. كما يشدّد البيان في هذا السياق على تقوية الجيش وزيادة عديده وقدراته لحماية حدود لبنان شمالاً وجنوباً ومنع التهريب ومحاربة الإرهاب ومكافحته. كما يشدّد البيان على مناقشة وإقرار سياسة دفاعية متكاملة كجزء من استراتيجية أمن وطني وتأكيد حق الدولة في احتكار السلاح.

وفي هذا الإطار، قالت مصادر مطلعة على موقف الثنائي الشيعي، انّ مضاعفات أزمة الطائرة الإيرانية لم تؤثر عليه لجهة موقفه من الحكومة، وانّ نوابه سيذهبون إلى جلسة الثقة بالحكومة بموقف موحّد، وذلك بناءً على الاقتناع والرضى بمضمون البيان الوزاري.

الاستحقاق الكبير

تترقّب الأوساط الرسمية والسياسية ما ستؤول اليه الامور غداً الثلاثاء، وهو الموعد المحدّد لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي الشامل من الأراضي اللبنانية المحتلة.

وضمن هذا الإطار، أكّدت مصادر رسمية رفيعة المستوى لـ«الجمهورية»، وجوب حصول انسحاب كامل لجيش الاحتلال الاسرائيلي، مشدّدة على عدم قبول بقائه في متر واحد من الأراضي اللبنانية فكيف بالتلال الخمس الاستراتيجية التي قيل إنّه يريد الاحتفاظ بها حتى إشعار آخر.

وأشارت المصادر إلى انّ من واجب الدول الراعية لوقف إطلاق النار ومصلحتها الّا تعرقل انطلاقة العهد والحكومة، وبالتالي عليها ان تضغط على الكيان الإسرائيلي حتى يحترم التزاماته ويخرج كلياً من الأراضي اللبنانية في 18 شباط. ولفتت إلى أنّ الاستحقاق الكبير بعد إتمام الانسحاب هو البدء في ورشة إعادة إعمار ما هدّمه العدوان، وهذا هو الفيصل الحقيقي لنجاح الحكومة أو فشلها.

ونبّهت المصادر إلى أنّ عدم إنجاز الانسحاب الشامل مع حلول غد الثلاثاء سيرتب تداعيات على الواقع اللبناني، في حين انّ المنتظر هو إطلاق مشروع النهوض الوطني بعد انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون وتشكيل حكومة الرئيس نواف سلام تحت شعار «الإنقاذ والإصلاح».

وكشفت المصادر انّ هناك إشارات أولية وصلت حول احتمال ان ينسحب الجيش الإسرائيلي من كل المواقع التي لا يزال يحتلها، بلا استثناء، لكن لا شيء مؤكّداً بعد.

اورتاغوس

وفي هذا السياق، يعلّق أهل الحكم أهمية على العودة المنتظرة للوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس من إسرائيل، لأنّها ستحمل نتائج المحادثات التي جرت هناك بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وأركان حكومة بنيامين نتنياهو، والرؤية الأميركية إلى استحقاق الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب.

وعبّرت مصادر ديبلوماسية عن اعتقادها أنّ مجرد اتخاذ أورتاغوس قراراً بالعودة اليوم، أي قبل انتهاء المهلة، سيوحي بأنّ الأميركيين جادّون في طمأنة لبنان والضغط على إسرائيل لإنهاء انتشار جيشها داخل الأراضي اللبنانية في أقرب فرصة ممكنة، أي بعد 10 أيام، أو أكثر بقليل. وأما إذا أرجأت زيارتها فهذا سيبعث برسالة إلى اللبنانيين مفادها أنّ واشنطن تفضّل إبقاء إسرائيل طليقة اليدين في هذه المسألة، فتختار الوقت الذي يناسبها للانسحاب.

وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»، إنّ مؤشرات مقلقة تلقّاها الجانب اللبناني في الأيام الأخيرة، تزامناً مع قرار إسرائيل البقاء في 5 مواقع استراتيجية في الجنوب لفترة إضافية، وأبرزها إعلان روبيو ونتنياهو توافقهما على ضرورة أن تعمل الحكومة اللبنانية على نزع سلاح «حزب الله»، وتعمُّد إسرائيل توجيه ضرباتها الجوية إلى شمال الليطاني باستهداف مسؤول الوحدة الجوية في «حزب الله» في جرجوع وتسديد ضربات في البقاع الشمالي، وتجدّد تهديداتها بتعطيل مطار بيروت، بذريعة أنّ إيران تستخدمه لتزويد «الحزب» بالمال. وهذه مؤشرات لا تبشر بنهايات متفائلة للأزمة.

اتصالات سلام

وإلى ذلك، تواصل رئيس الحكومة نواف سلام أمس مع كل من نظرائه القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني والمصري مصطفى مدبولي والاردني جعفر حسان، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ال سعود ووزير الخارجية الجزائري احمد عطاف بصفته ممثلاً الدول العربية في مجلس الأمن، والامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، وذلك بهدف حشد الدعم للموقف اللبناني الداعي لإتمام الإنسحاب الاسرائيلي في موعده المتفق عليه من دون اي تأخير.

التطورات السياسية

في هذه الاجواء، قال الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة له لمناسبة «ذكرى الشهداء القادة» التي جاءت قبل ايام من موعد تشييع الامينين العامين السابقين للحزب الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، انّ «مواقف ترامب من القضية الفلسطينية ومن فلسطين، هي مواقف خطيرة جدًا، هي مواقف تريد إنهاء فلسطين والشعب الفلسطيني، هي عملية إبادة سياسية بعد أن عجز نتنياهو وعجزت أميركا من أن تُحقّق الإبادة البشرية المباشرة من خلال العدوان الإسرائيلي الأخير في مواجهة طوفان الأقصى». والذي أدّى إلى 160 ألف شهيد وجريح وشهيدة وجريحة وعدد كبير من الأسرى إضافة إلى الدمار الهائل الذي حصل في قطاع غزة». واضاف: «هذا المشروع الأميركي خطر على الدول العربية والاسلامية. لا تقولوا إنّ عندنا مشكلة اسمها قضية فلسطين، عندنا مشكلة اسمها الاحتلال الإسرائيلي بإدارة أميركية لاقتلاع فلسطين والمنطقة العربية».وقال: «الآن ترامب يواجه كل المنطقة، يريد أن يُهجّر الفلسطينيين إلى مصر والأردن والسعودية وبلدان أخرى. نحن ندين ونرفض بشدة أي تهجير للفلسطينيين إلى أي مكان، ونرفض التهجير إلى مصر والأردن وإلى السعودية ولبنان، كل هذه البلدان يجب أن تكون محمية وحاضرة ومتعاونة وترفض هذا الأمر كرمى لفلسطين أولًا وكرمى لها ولشعوبها». ورأى انّه «يجب أن تكون الدول العربية والإسلامية حاضرة لمنع التهجير. وأنا أقترح عليكم خرج معكم في اجتماعات محدودة أو واسعة للدول العربية والإسلامية أن تكون هناك خطط وبرامج تُوزّع عليكم. أنا أقول لكم باسم حزب الله حاضرين أن نكون جزءًا من خططكم في منع التهجير، إذا مطلوب منا شيء نحن حاضرون أن نُساهم (…)».

ورأى قاسم «اننا اليوم أمام استحقاق، هذا الاستحقاق بوجه الحكومة اللبنانية، في 18 شباط (غداً) يجب أن تنسحب إسرائيل من كامل الأراضي اللبنانيّة التي احتلّتها أثناء عدوانها، والجيش اللبناني بالمقابل انتشر وينتشر وهو حاضر، يجب أن تنسحب إسرائيل في 18 شباط بالكامل، ليس لها ذريعة، لا نقاط خمس ولا تفاصيل أخرى تحت أي ذريعة وتحت أي عنوان، هذا هو الاتفاق».

وفي الشأن الداخلي قال قاسم: «نحن حاضرون للتعاون مع الجميع ونُقرّ الإصلاحات الضروريّة ونعمل على ردّ أموال المودعين ونحارب الفساد ويعمل الجسم القضائي من أجل العدالة في البلد وتُحسم القضايا العالقة وتجرى تعيينات إداريّة».

وتطرّق قاسم إلى موضوع منع هبوط الطيران الإيراني في مطار بيروت، ودعا «الحكومة اللبنانية الى إعادة النظر بهذا القرار وأن تعبّر عن موقفها السيادي، هي حُرّة أن تقبل أي طيران في العالم، ولكن لا علاقة لإسرائيل أن تتحكّم، وبالتالي هناك مصالح بين إيران ولبنان وهي كثيرة سواء من الشعب اللبناني أو الشعب الإيراني. والآن عندنا تشييع سماحة السيدين رضوان الله تعالى عليهما، يعني هذا كلّه يجب أن يؤخذ في الاعتبار».

الجيش يوضح

وكان صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيان قالت فيه:

«توضيحًا لما يُتداول عبر وسائل الإعلام من تدخّل الجيش خلال الاعتصام على طريق مطار رفيق الحريري الدولي، تؤكّد قيادة الجيش أنّه تمّ التنسيق مسبقًا مع منظّمي الاعتصام لناحية الالتزام بالتعبير السلمي عن الرأي، وعدم قطع الطريق المؤدية إلى المطار، غير أنّ عددًا من المحتجين عمد لاحقًا إلى قطع الطريق والتعرض لعناصر الوحدات العسكرية المولجة حفظ الأمن، والتعدّي على آلياتها، ما أدّى إلى إصابة 23 عسكريًّا، بينهم 3 ضباط، بجروح مختلفة، ما اضطر هذه الوحدات إلى التدخّل لمنع التعدي على عناصرها وفتح الطريق. لقد جاء تدخّل الجيش تطبيقًا لقرار السلطة السياسية بهدف منع إقفال الطرقات والتعديات على الأملاك العامة والخاصة، ولضمان سير المرافق العامة والحفاظ على أمن المسافرين وسلامتهم، حفظًا على الأمن والاستقرار».

وفي سياق متصل، أعربت السعودية عن «دعمها الكامل للإجراءات التي اتخذتها الجمهورية اللبنانية لمواجهة محاولات العبث بأمن المواطنين اللبنانيين، والتعامل بحزم مع الاعتداء على قوة الأمم المتحدة «اليونيفيل». وجدّدت المملكة في بيان اوردته وكالة الأنباء السعودية «واس»، «الدعم والثقة في ما يتخذه فخامة الرئيس جوزاف عون، ودولة رئيس الوزراء نواف سلام في هذا الصدد، وما يقوم به الجيش اللبناني من مهام وطنية تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار».

إيران توقف الرحلات

واعلن رئيس منظمة الطيران المدني الايرانية حسين بور فرزانه، انّه في ضوء القضايا الامنية التي تسود مطار بيروت حالياً، فقد تمّ إلغاء كل الرحلات إلى لبنان، حتى يوم غد كحدّ أدنى. واكّد انّ هذا الاجراء تمّ بناء على طلب السلطات اللبنانية.

استعداد لانسحاب كامل؟

وقبل يومين على موعد انتهاء الهدنة في الجنوب أغار الطيران الحربي على بلدتي حربتا وحلبتا ووادي الزين في جرود بلدة بوداي في منطقة البقاع تزامناً مع خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي في منشور على «إكس»: «أغارت طائرات حربية لسلاح الجو قبل قليل بشكل موجّه بدقة وبتوجيه استخباري على عدة مواقع عسكرية احتوت على قذائف صاروخية ووسائل قتالية داخل لبنان والتي تمّ رصد أنشطة لحزب الله داخلها». وأضاف: «تعتبر أنشطة حزب الله داخل هذه المواقع بمثابة خرق للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان»، وتابع: «يواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل».

وكان أهالي حولا قد تقدّموا أمس إلى داخل بلدتهم بعد تخطّي حاجز الجيش اللبناني والسواتر الترابية التي وضعها الجيش الإسرائيلي وسط الطريق. وبعد دخول الأهالي اطلقت القوات الإسرائيلية النار في اتجاههم فاستشهدت المواطنة خديجة عطوي وإصيب آخرون، وتقدّم تجاههم وخطف 3 ثلاثة منهم ثم أفرج لاحقاً عن اثنين منهم وهما هايل قطيش وحسن حمود.

وافادت صحيفة «يسرائيل هيوم»، أنّ «الجيش الإسرائيلي يستعد لانسحاب كامل من لبنان خلال يومين». ونقلت عن مصادر أمنية قولها «إننا ننتظر توجيهات القيادة السياسية بشأن الانسحاب من لبنان أو تمديد البقاء حال طلب ذلك»، لافتة الى أنّ «قوات الجيش ستنتشر قرب الحدود مع لبنان بثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب». واضافت «إننا لم نتلق تعليمات من القيادة السياسية في شأن البقاء في أي نقطة بجنوب لبنان».

  •  الديار عنونت: استنفار لبناني رسمي عشية موعد الانسحاب الإسرائيلي

 

مجلس الوزراء يقر بيانه الوزاري اليوم والثقة خلال أيام
قاسم: ندعو لأوسع مشاركة في التشييع العظيم ونطالب الحكومة بموقف سيادي بملف الطيران الايراني

وكتبت صحيفة “الديار”: قبل ساعات من تاريخ 18 شباط المحدد كموعد لانسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي من جنوب لبنان، تكثفت الاتصالات والجهود الرسمية اللبنانية لضمان انجاز هذا الانسحاب. وأشارت معلومات «الديار» الى ان التوجه هو لانسحاب جيش الاحتلال من كل القرى والبلدات المحتلة مع ابقاء قواته في المواقع الاستراتيجية الـ5 التي كان قد أُبلغ لبنان بنية تل أبيب مواصلة احتلالها، وهو ما رفضه المسؤولون اللبنانيون رفضا قاطعا.

استنفار لبناني رسمي

ويستنفر رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون كما رئيس الحكومة نواف سلام لحث الدول المعنية على الضغط على اسرائيل لضمان سحب قواتها من كامل الاراضي والمواقع اللبنانية. وفيما يتولى عون التواصل المباشر مع واشنطن، يعقد سلام اجتماعا مع سفراء اللجنة الدولية الخماسية لتحميلهم مسؤولياتهم في هذا المجال.

واتصل سلام الاحد بكل من الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، رئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء الاردني جعفر حسان، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ال سعود ووزير الخارجية الجزائري احمد عطاف بصفته ممثلا الدول العربية في مجلس الأمن ، بهدف حشد الدعم للموقف اللبناني الداعي لإتمام الانسحاب الاسرائيلي في موعده المتفق عليه دون اي تأخير .

وفي اتصال سلام مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن ال ثاني، بحثا فيه المستجدات بلبنان، «كما بحثا اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال». وأشارت وزارة الخارجية القطرية في بيان الى أن «رئيس الوزراء جدد موقف قطر الداعم للبنان ووحدته وسلامة أراضيه»، مؤكدا «أهمية الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من كل لبنان».

في هذا الوقت، عكس الإعلام الاسرائيلي قرارا بالانسحاب من لبنان يوم غد الثلاثاء. وأشارت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية الى أنَّ قوات الجيش الإسرائيلي تستعد للانسحاب بشكل كامل من لبنان خلال اليومين المقبلين. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها: «ننتظر توجيهات القيادة السياسية بشأن الانسحاب من لبنان أو تمديد البقاء حال طلب ذلك، كما ولم نتلق تعليمات من القيادة السياسية بشأن البقاء في أي نقطة بجنوب لبنان». وأضافت: «قوات الجيش الإسرائيلي ستنتشر قرب الحدود مع لبنان بثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب».

من جهتها، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، بأن «هناك تقديرات أمنية مفادها أن الجيش الإسرائيلي سينسحب من لبنان خلال أيام تزامنا مع انتشار الجيش اللبناني» لافتة الى أن «إسرائيل لا تزال تطالب بالسيطرة العسكرية على 5 نقاط استراتيجية على طول الحدود مع لبنان، فيما لا تستبعد تل أبيب تمديد وقف إطلاق النار مع لبنان» مرة ثانية.

وحمّل أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الحكومة والجيش اللبناني مسؤولية ضمان انسحاب إسرائيل بالكامل. وقال: «في 18 شباط يجب ان تنسحب إسرائيل بالكامل، وعلى الدولة ألّا تقبل ب 5 نقاط او غيره. ليس هناك أي ذريعة لبقاء الاحتلال ويجب ان يكون موقف الدولة اللبنانية صلباً وحاسماً».

التطورات الميدانية

ميدانيا، واصل جيش الاحتلال خروقاته لوقف النار منفذا سلسلة غارات استهدفت أطراف بلدة حربتا، بلدة حلبتا في البقاع الشمالي ومحلة «وادي الزين» في جرود بلدة بوداي.

وادعى الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي ان «طائرات حربية لسلاح الجو أغارت بشكل موجه بدقة وبتوجيه استخباري على عدة مواقع عسكرية احتوت على قذائف صاروخية ووسائل قتالية داخل لبنان والتي تم رصد أنشطة لحزب الله داخلها».

ونبهت مصادر «الثنائي الشيعي» الى ان «الساعات الاولى بعد انتهاء المهلة الممددة لانسحاب اسرائيل ستكون مفصلية بحيث سيتحدد ما اذا كان العدو سيواصل قصف القرى والبلدات اللبنانية دون حسيب او رقيب ام سيتم الزامه بتطبيق فعلي لاتفاق وقف النار»، مشددة في حديث لـ «الديار» على ان بقاء الوضع على ما هو عليه سيكون كارثيا للبنان وسيضع الدولة اللبنانية امام مسؤوليات جمة كما ان المقاومة لن تقف طويلا متفرجة».

ويوم امس وخلال دخولهم الى بلدتهم حولا، أطلقت قوات الاحــتلال النار عليهم، ما ادى الى استشهاد مواطنة وإصابة آخرين، كما أفيد بخطف 3 مواطنين في البلدة. واستهدف في وقت لاحق قصف مدفعي اسرائيلي الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة حولا.

وعلى الاثر، أصدرت قيادة الجيش بيانا شددت فيه على «ضرورة عدم توجُّه المواطنين إلى المناطق الجنوبية التي لم يستكمَل الانتشار فيها، والالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة، وذلك حفاظًا على سلامتهم وتفاديًا لسقوط أبرياء، نظرًا الى خطر الذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدو الإسرائيلي، إلى جانب احتمال وجود قوات تابعة للعدو في تلك المناطق».

كذلك واصل العدو الاسرائيلي عمليات التفجير في القرى التي يحتلها، فقام بعملية تفجير ضخمة بين كفرحمام والهبارية في قضاء حاصبيا، كما نفذ تفجيرا كبيرا في منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل.

مواجهات المطار والتوجه الاميركي

وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقده وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في تل أبيب شدد على أنه «يجب أن تكون الدولة اللبنانية قوية وقادرة على نزع السلاح من حزب الله»، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنهم ملتزمون بوقف إطلاق النار في لبنان، قائلا: «نتوقع من الحكومة اللبنانية أن تلتزم بدورها بذلك». وأضاف: «يجب نزع سلاح حزب الله ويفضل أن يتم ذلك بواسطة الجيش اللبناني».

وتفاعلت في الساعات الماضية الاحداث التي شهدها الاعتصام الذي كان قد دعا اليه حزب الله السبت في محيط مطار رفيق الحريري الدولي. واصدرت قيادة الجيش بيانا أكدت فيه أنّه «تم التنسيق مسبقًا مع منظمي الاعتصام لناحية الالتزام بالتعبير السلمي عن الرأي، وعدم قطع الطريق المؤدية إلى المطار، غير أن عددًا من المحتجين عمد لاحقًا إلى قطع الطريق والتعرض لعناصر الوحدات العسكرية المولجة حفظ الأمن، والتعدي على آلياتها، ما أدى إلى إصابة 23 عسكريًّا، بينهم 3 ضباط، بجروح مختلفة، ما اضطر هذه الوحدات إلى التدخل لمنع التعدي على عناصرها وفتح الطريق» مشددة على ان «تدخل الجيش جاء تطبيقًا لقرار السلطة السياسية بهدف منع إقفال الطرقات والتعديات على الأملاك العامة والخاصة، ولضمان سير المرافق العامة والحفاظ على أمن المسافرين وسلامتهم، حفاظًا على الأمن والاستقرار».

من جهته، اشار حزب الله، في بيان الى ان «الاعتصام الشعبي الذي نظّمه حزب الله أمس استنكارًا للتدخل الإسرائيلي السافر في الشؤون اللبنانية ‌‏واستباحة السيادة الوطنية، كان تحركًا سلميًا وتعبيرًا حضاريًا عن موقف شعبي رافض للخضوع غير المبرر ‌‏للإملاءات الخارجية. إلا أنّ المعتصمين فوجئوا بإقدام بعض عناصر الجيش اللبناني على إطلاق القنابل ‌‏المسيلة للدموع باتجاههم، في تصرّف مستهجن يشكّل اعتداءً غير مبرّر على مواطنين سلميين. وهو ‌‏محاولة مشبوهة لزج الجيش في مواجهة مع أهله وشعبه.». وأكد الحزب أنه «من موقع الحرص ندعو قيادة الجيش إلى فتح تحقيق عاجل في هذا ‏الاعتداء المدان واتخاذ ‏الإجراءات المناسبة حفاظًا على دور المؤسسة العسكرية في حماية الاستقرار والسلم الأهلي.»

كما دعا الحزب الحكومة اللبنانية إلى «تحمل مسؤولياتها كاملة في حماية المعتصمين السلميين ‌‏وحقهم في التعبير عن مواقفهم ومطالبهم، ويطالبها بالتراجع عن قرارها بمنع الطائرات الإيرانية من الهبوط ‌‏في مطار بيروت واتخاذ إجراءات جدية لمنع العدو الإسرائيلي من فرض إملاءاته والتعدي على السيادة ‌‏الوطنية». ودان حزب الله الحادثة التي تعرضت لها قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) أول من أمس في ‌‏محيط ‏مطار بيروت الدولي، ويؤكد رفضه القاطع لأي استهداف لها، وكذلك لأي مس بالممتلكات ‏العامة ‏والخاصة.‏

كذلك تناول الشيخ قاسم الموضوع في اطلالته الاحد فقال: «نحن ضدّ الاعتداء على اليونيفل». وأضاف: «رئيس الحكومة اتخذ القرار بمنع هبوط الطائرة الإيرانية تحت عنوان سلامة الطيران والمدنيين، وهذا تنفيذ للقرار الإسرائيلي، وأدعو الحكومة اللبنانية الى أن تُعيد النظر في قرار منع الطيران الايراني وأن تعبّر عن موقفها السيادي».

ونبهت مصادر «الثنائي» الى «محاولات واضحة داخلية وخارجية لوضع الجيش بوجه حزب الله، وكلنا يعلم ان امرا مماثلا من شأنه ان يؤدي الى تفجير البلد». وقالت لـ «الديار»: المرحلة اكثر من حساسة ونحن على يقين ان الرئيس عون الذي لم يقبل وضع الجيش بوجه الحزب خلال قيادته للجيش لن يقبل ذلك اليوم».

البيان الوزاري

سياسيا، يُرتقب ان يُقر مجلس الوزراء اليوم الاثنين بيانه الوزاري الذي أنهت اللجنة المعنية صياغته، على ان تتم الدعوة لجلسة نيابية لمناقشته واعطاء الثقة قبل نهاية الاسبوع المقبل، علما ان المادة 73 من النظام الداخلي لمجلس النواب، تنص على ان مناقشة البيان والتصويت عليه يجريان في جلسة تعقد بعد 48 ساعة على الأقل من جلسة التلاوة او من توزيع البيان الوزاري على النواب.

وبحسب معلومات «الديار»، فانه ورغم الامتعاض السني و«التيار الوطني الحر» كما عدم رضا حزب الله على أداء الحكومة بموضوع الطائرة الايرانية، الا ان سلام واثق من نيل حكومته الثقة، لكن ما يسعى اليه، ان تكون الاصوات التي تعطي الثقة بعدد كبير دعما لانطلاقة الحكومة والعهد الجديد.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى