قالت الصحف: برّاك ينقل التحذير الأخير- مصر على خط الحراك الدبلوماسي- ومحاولة لتعطيل عمل مجلس النواب!

الحوارنيوز – خاص
بالتوازي مع ارتفاع منسوب الضغوط الأميركية – الإسرائيلية على لبنان، صعّد كل من حزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب” حملتهما ضد رئاسة المجلس النيابي تحت عنوان تعديل قانون الانتخابات ..
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: حركة ديبلوماسية استثنائية تسابق خطر التدهور… كتل الأكثرية تضغط بقوة لإسقاط الجلسة اليوم
وكتبت تقول: لن تكون الحركة المحمومة للموفدين بين لبنان وإسرائيل، والتي تظهّرت في الساعات الاخيرة وستتظهر تباعاً في الساعات والأيام المقبلة، سوى ترجمة للمآل الدقيق والحساس بل والخطير الذي رسمته التطورات الميدانية في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يعني بوضوح أن الحركة الديبلوماسية الساخنة تندرج في إطار استدراك وتجنّب تدهور ميداني واسع، سواء اقتصر على تكثيف متدحرج للعمليات الإسرائيلية في لبنان أم تجاوزتها إلى عملية واسعة النطاق. والحال أن ما بين وصول المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس أمس إلى بيروت آتية من إسرائيل وتوقّع وصول رئيس الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد اليوم إلى بيروت أيضاً، وبدء المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت زيارة أمس لإسرائيل، ارتسمت لوحة المكوكية الساخنة “الطارئة” التي توزعت في اتجاهات عدة تلتقي عند محاولات كثيفة ومركزة على منع تدهور ميداني كبير في لبنان، باتت التحذيرات منه أشبه بنمط يومي يواكب الغارات وعمليات الاغتيال الإسرائيلية في صفوف “حزب الله”. وتقول الأوساط الرسمية المعنية التي تترقب جولات الموفدين على الرؤساء الثلاثة وما يحملونه من رسائل ومواقف ومعلومات، أن التقاطع بين زيارتي أورتاغوس والمسؤول الأمني المصري الأرفع ليس أمراً عابراً وعادياً، إذ أن كلا منهما يأتي إلى بيروت بعد لقاءات أجرياها تباعاً في إسرائيل ولن يكون مفاجئاً أن تتضمن محادثاتهما نقل رسائل تحذير مما تعد له إسرائيل حيال “حزب الله”، ولو أن واشنطن والقاهرة تبذلان جهوداً لمنع تدهور يتجاوز إطار العمليات الميدانية السائدة على الأقل.
ولكن ما يطمئن بعض الأوساط الرسمية والسياسية المعنية إلى استبعاد تدهور كبير كما تعكسه المناخات الضاغطة، هو أن الاجواء الأمنية لم تؤثر على قرار البابا لاوون الرابع عشر زيارة لبنان، حيث جاء إعلان مكتب الصحافة التابع للكرسي الرسولي ظهر أمس البرنامج الرسمي للزيارة الرسولية التي سيقوم البابا إلى لبنان بين 30 تشرين الثاني و2 كانون الأول 2025، لمدة ثلاثة أيام، بمثابة وضع حد حاسم للمخاوف على الزيارة.
أما المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي وصلت بعد ظهر أمس إلى بيروت، فستجول اليوم على رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، على أن تشارك غداً الأربعاء في اجتماع لجنة الميكانيزم في الناقورة.
ومهّد السفير المصري علاء موسى لزيارة رئيس الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت، فزار قصر بعبدا والسرايا الحكومية، وأكد “أن ما أخذه شكل الخروقات الإسرائيلية ضد لبنان والمدى الذي وصلت إليه، يستدعي أن يكون هناك تحرك من أصدقاء لبنان ومن لهم علاقات مع مختلف الأطراف لوقف هذا الأمر، والتوصل لحل جذور المشكلة من أساسها”. واعتبر أن “كل المؤشرات التي تأتي من رئيس الجمهورية جوزف عون، تشير إلى أنه يسعى إلى تحقيق مصلحة لبنان ولديه مقاربة موضوعية ونحن ندعمها بالكامل”، مشدداً على وقوف مصر إلى جانب لبنان. وعما إذا كان من مبادرة مصرية، أوضح أن “لدينا تنسيقاً، وتواصلاً مستمراً مع الدولة اللبنانية على مختلف المستويات، ونقول، دعونا نستغل حالة الزخم المصاحب لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ونتائج اتفاق شرم الشيخ والالتزام الدولي لإنهاء كل الصراعات والنزاعات في المنطقة والعالم، ولنبن على هذا الزخم من أجل أيضاً إنهاء النزاع في لبنان. وأتصور أن ما حدث من نجاحات مصرية في ما يخص الوصول الى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة طبعاً بالاشتراك مع شركائنا في الإقليم وفي العالم، سنستغله أيضاً في محاولة حلحلة الملف اللبناني، لأن ما يجب التأكيد عليه أن ما يتعرض له لبنان من اعتداء، لا يجب أن يستمر، لأنه يمكن أن يؤدي إلى اشياء أسوأ، وبالتالي ما نحمله من رسائل إلى لبنان هو ضرورة التحوّط مما يحدث. نحن لا نحمل لا رسائل تهديد ولا تحذير، إنما رسالة تحوّط مما يمكن أن يحدث في المستقبل”.
في غضون ذلك، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل في إطار مشاوراتها الدورية مع الجهات المعنية بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ومن المقرر أن تلتقي هينيس- بلاسخارت بكبار المسؤولين الإسرائيليين لمناقشة آخر التطورات، ولا سيما تلك المتعلقة بتنفيذ القرار 1701 وتفاهم وقف الأعمال العدائية.
أما في المشهد السياسي الداخلي، فبلغت معركة اقتراع المغتربين المتصاعدة بين كتل الاكثرية الضاغطة لتعديل قانون الانتخاب ورئيس مجلس النواب نبيه بري سقفاً غير مسبوق من التحدي و”لي الأذرع “خصوصاً بعد تحولها معركة مكاسرة مباشرة بعنف بين “القوات اللبنانية” وبري خصوصاً. واذ يرجح فشل انعقاد الجلسة التشريعية اليوم بعد إعلان كتل “القوات اللبنانية ” والكتائب والنواب ميشال معوض وفؤاد مخزومي ونعمت افرام ووضاح الصادق، وتوقّع انضمام نواب مستقلين ومن كتل أخرى إلى مقاطعي الجلسة التشريعية.
وتصاعدت حدة المعركة في ظل نبرة سياسية حادة باتت تركّز على مسؤولية بري عن تعطيل الأصول، إذ أصدر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بياناً أمس سأل فيه “كيف يسمح الرئيس بري لنفسه اليوم أن يضرب عرض الحائط باقتراح القانون المعجّل المكرّر الذي وقّع عليه أكثر من 67 نائباً، أي ما يفوق الأكثرية المطلقة في المجلس النيابي؟ وحتى لو سلّمنا جدلاً بالحجج التي يتذرع بها الرئيس بري، انطلاقاً من تمسّكه بالنظام الداخلي للمجلس النيابي، فإن هذه الحجج تسقط من أساسها، لأن النظام الداخلي نفسه خاضع لإرادة الأكثرية المطلقة التي تصوّت عليه وتعدّله”. واعتبر “أن ما يقوم به الرئيس بري يشكّل مخالفة صريحة لأحكام الدستور والنظام الداخلي واعتداء على حقّ الأكثرية النيابية، وهو أمر لم يعد مقبولاً، لأن أكثرية اللبنانيين تتطلّع إلى قيام دولة فعلية، لا يعيق قيامها وجود سلاح خارجها فحسب، بل أيضاً مثلُ هذه الممارسات التي تتجاهل الدستور والقوانين والأصول والأعراف وإرادة الأكثرية النيابية، وتضرب عمل المؤسسات وفي طليعتها المجلس النيابي. من هنا، أدعو جميع النواب، من مختلف الانتماءات السياسية، إلى عدم حضور الجلسة التي دعا إليها الرئيس بري يوم غد (اليوم) تعبيراً عن الاستياء العام من الطريقة التي يدير بها شؤون المجلس. وننتظر منه خطوة إيجابية أولى، ولو يتيمة، توحي بأنه بصدد تغيير نهجه في إدارة مجلس النواب، وتتمثّل هذه الخطوة بوضع اقتراح القانون المعجّل المكرّر الرامي إلى إلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب على جدول أعمال الجلسة لتكون مناسبة لتصويب المسار، وبتّ اقتراح القانون، والتصويت على سائر القوانين”.
كما اعتبر المكتب السياسي لحزب الكتائب أن “إصرار رئيس المجلس على عدم إدراج مشروع قانون اقتراع اللبنانيين غير المقيمين على جدول أعمال الجلسة التشريعية يوم الثلاثاء في محاولة مكشوفة لمصادرة اصوات 67 نائباً يطالبون بإدراجه على الهيئة العامة للمناقشة يعد تعديًا على الدستور وإرادة اللبنانيين داخل الوطن وخارجه. وعليه، يعلن المكتب السياسي مقاطعة نواب الحزب للجلسة التشريعية. ويرفض المكتب السياسي التصريحات الصادرة عن رئيس مجلس النواب نبيه بري التي اعتبر فيها أن إعادة طرح قانون الانتخاب تهدف إلى “عزل طائفة”، معتبرًا أن هذا الكلام خطير ومرفوض شكلًا ومضمونًا”.
- صحيفة الأخبار عنونت: براك الى بيروت مع «تحذير أخير»: نزع السلاح الآن أو نترككم لمصيركم!
وكتبت تقول: »هذه ستكون زيارتي الأخيرة إلى لبنان. سأبلغ الرؤساء الثلاثة أن أمامهم فرصة أخيرة: إمّا أن يتعلّموا الدرس ويقرّروا الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة، لوضع جدولٍ زمني وآليةٍ لنزع سلاح حزب الله، وإمّا سيُترك لبنان لمصيره، وسيبقى كذلك طويلاً، ولن يكون هناك من يهتمّ لأمره، لا في أميركا ولا في المنطقة، ولن يكون أحد قادراً على الضغط على إسرائيل لمنعها من القيام بكلّ ما تراه مناسباً لتتولّى نزع السلاح بالقوة».
هذه ليست خلاصة افتراضية، بل رسالة واضحة تلقّتها جهات واسعة الاطّلاع في بيروت، توضّح مضمون الاتصالات الجارية حالياً مع المبعوث الأميركي توم برّاك، الذي يتحضّر لزيارة بيروت خلال أيام قليلة، حيث سيلتقي الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش. وبحسب ما نُقل عنه، فإنّ مهمّته هذه قد تكون الأخيرة، في حال رفض لبنان القبول بوساطة أميركية لإدارة اتفاق مباشر مع إسرائيل.
وبحسب المعلومات، فإنّ الأميركيين يتحدّثون بصراحة عن صيغة تفاوضية مشابهة تماماً لما يجري بين سوريا وإسرائيل، وإنّ واشنطن لم تعد مقتنعة بالحجج التي يعرضها بعض المسؤولين حول صعوبة تنفيذ قرار حصر السلاح. وتضيف المصادر أنّ الجهات الأميركية تؤكّد أنها اطّلعت على معلومات لدى إسرائيل تتعلّق بإعادة بناء حزب الله لقدراته العسكرية في لبنان، وعلى مؤشرات إلى نيته تنفيذ عمليات عسكرية وأمنية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج.
وأكّدت المصادر الرسمية وصول تحذيرات جديدة من جهات غربية إلى المسؤولين اللبنانيين، وأن الرئيس جوزف عون ردّ على المطالبات المتكررة بتنفيذ قرار سحب السلاح بأنّ خطوة من هذا النوع «غير ممكنة»، مشيراً إلى أنّ الجيش اللبناني ليس في وضع يمكّنه من القيام بهذه المهمة، وأنّ أي محاولة لنزع السلاح بالقوة تعني أن هناك حرباً أهلية ستقع.
وبحسب المصادر، أوضح عون للوسطاء الخارجيين أنّ «تأكيد حزب الله استعداده للقتال دفاعاً عن سلاحه ليس رسالة سياسية أو تكتيكاً أو مناورة»، وأنّ «الجميع في لبنان يعلم أنّ الحزب جادّ في قراره هذا»، و«من الصعب على أيّ مسؤول في السلطة اتخاذ قرار يقود إلى اقتتال داخلي».
في غضون ذلك، تواصلت تسريبات وسائل إعلام العدو حول احتمالات التصعيد مع لبنان، ونقلت مواقع إسرائيلية أمس معلومات عن استعدادات لعملية عسكرية كبيرة، وعن استعداد جيش الاحتلال لـ«أيام قتالية قاسية» في لبنان. وقد ولّد ذلك مناخاً من القلق تُرجم بحركة دبلوماسية ناشطة باتجاه بيروت، فُسّرت بأنها تعكس خشية دولية من اندلاع تصعيد إسرائيلي واسع.
وافتُتح الأسبوع بوصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت قادمة من الأراضي المحتلة، في زيارة تستمر حتى يوم غد، للمشاركة في اجتماع لجنة «الميكانيزم» في رأس الناقورة. كما أُعلن عن وصول الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، فيما يُنتظر وصول وزير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، فيما يصل قريباً أيضاً الموفد السعودي يزيد بن فرحان.
كذلك، يُتوقّع أن يصل برّاك إلى بيروت خلال اليومين المقبلين، في زيارة تسبق وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى الذي سيباشر مهامه قبل العاشر من تشرين الثاني. وتفيد المعطيات بأنّه في حال فشل برّاك في التوصّل إلى تفاهم لإطلاق جولة مفاوضات مثمرة، فإنّ الملف اللبناني سينتقل إلى عهدة السفير الجديد، في إشارة تُفهم على أنها تعكس تراجعاً في مستوى الاهتمام الأميركي بالملف اللبناني.
وفي حين يتركّز الحديث على أن كل الزيارات تهدف إلى حثّ الدولة اللبنانية على استكمال تنفيذ خطتها والتخلص من سلاح حزب الله والانتشار جنوباً والذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع العدو الإسرائيلي، قالت المصادر، إن «الأميركيين أبلغوا موقفهم إلى الرئيس عون، ونقلوا إليه رفض الإدارة حججه بأن هذا الأمر سيؤدّي إلى حرب أهلية، مؤكّدين أن إسرائيل ستتكفّل بالمهمة وستنفّذ ضربة كبيرة ضد لبنان إذا لزم الأمر».
وحتى يوم أمس، لم يكن معروفاً بعد ما الذي تحمله أورتاغوس معها، علماً أنها «أجابت بالنفي لشخصيات لبنانية قريبة منها سألت عن صحة ما يتردّد بأنها ستضع حداً زمنياً»، مؤكّدة أنها «موجودة هنا للاطّلاع على وضع الحدود»، بالتزامن مع انعقاد اجتماع جديد للجنة «الميكانيزم» برئاسة رئيسها الجديد الجنرال جوزيف كليرفيد، وبحضورها.
ويبدو لافتاً، بحسب المصادر، دخول مصر على الجبهة اللبنانية بعد أن اقتصر حضورها سابقاً على المشاركة في «اللجنة الخماسية». وقال السفير المصري علاء موسى، بعد لقائه الرئيسَ عون، إن مصر «تتمنى أن نَستغل علاقتنا مع مختلف الأطراف لمساعدة لبنان على الخروج من هذه المرحلة الشائكة، لأن ما يمرّ به لبنان يستوجب التحوّط، ويجب محاولة احتوائه في أسرع وقت». وأضاف أن «وقف إطلاق النار في غزة منح الجميع فرصة لالتقاط الأنفاس، ومن المُفترض أن تنعكس تهدئة الأوضاع هناك إيجابياً على المنطقة»، مؤكداً أن «النظر إلى ما تمّ في غزة بشكل إيجابي يُفترض أن ينسحب أيضاً على ملفات أخرى في المنطقة، وعلى رأسها ملف لبنان».
- صحيفة الديار عنونت: لبنان يتبلّغ اول احاطة امنية ــ سياسية بعد «شرم الشيخ»
«جس نبض» مصري حول التفاوض وقلق من «اسرائيل»
اورتاغوس لرفع منسوب الضغط ولا تبن للتهديد بالحرب؟!
وكتب إبراهيم ناصر الدين في الافتتاحية يقول: بعد ايام من بدء قوات الاحتلال الاسرائيلي موجة من الغارات العنيفة، وارتفاع منسوب استباحة دماء اللبنانيين في الجنوب والبقاع، باغتيال ممنهج عبر المسيرات، 10 شهداء خلال 72 ساعة، يتلقى المسؤولون اللبنانيون اليوم، اولى الاحاطات السياسية – الامنية لمرحلة ما بعد وقف النار في غزة، ومؤتمر شرم شيخ، وانعكاساته المفترضة على الساحة اللبنانية، مع وصول المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس الى لبنان آتيةً من «اسرائيل» حيث كانت في الساعات الماضية على الحدود مع لبنان، وشاركت بحسب الاعلام الاسرائيلي في الاشراف مع وزير الحرب اسرائيل كاتس على عملية اغتيال احد المقاومين في البقاع. الاحاطة الثانية، مصرية، مع ترقب وصول رئيس الاستخبارات المصرية حسن رشاد اليوم، الذي التقى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الاسبوع الماضي، في زيارة استكشافية، تحمل عنوان «جس النبض» والبحث في سبل تحريك الملف اللبناني لدرء مخاطر احتمالات التصعيد الاسرائيلي حيث يتولى الاعلام العبري موجة «تهويل» جديدة بالحرب، وقد حرصت مصادر اميركية بالامس على التخفيف من وقعها عبر تسريب معلومات تنفي صحة التهديد باندلاعها، معتبرة التأويلات حول رسائل بهذا المعني تحملها اورتاغوس بانها مختلقة ولا اساس لها من الصحة.!
وبانتظار معرفة طبيعة المشهد المقبل، وما اذا كانت «رسائل» اورتاغوس حقيقة او للتضليل، يشتد «الكباش» الانتخابي مع ارتفاع حدة السجالات السياسية حول قانون الانتخاب، في ظل اشتباك سياسي مفتوح، وتبادل «حرب» زيارات الوفود النيابية الى المقرات الرسمية، من المتوقع ان يتعرض الفريق المعارض لانعقاد الجلسة التشريعية اليوم لانتكاسة مع تامين «تكتل الاعتدال الوطني» للنصاب، بينما تدخل الحكومة حلبة الصراع مع ادارج مشروع قانون وزير الخارجية لتعديل القانون على جدول اعمال جلسة يوم الاربعاء، علما ان دخول مجلس النواب قريبا في جلسات مفتوحة لمناقشة الموازنة تمنع عرض اي مشروع او اقتراح قانون خارج هذا الاطار، ما يجعل احتمالات «القوطبة» على صلاحيات رئيس مجلس النواب نبيه بري شبه مستحيلة.
تغيير «قواعد العمل»
ووفق مصادر دبلوماسية، بحثت اورتاغوس في «اسرائيل» «تغيير قواعد العمل» على الساحة اللبنانية، دون ان تتضح طبيعة السياسة المستقبلية، لكن المؤكد انها ستحمل معها زعما اسرائيليا بتراجع الجيش اللبناني عن القيام بإجراءات جدية لنزع سلاح حزب الله، وهي ستركز في محادثاتها على تفعيل عمل المؤسسة العسكرية، مع دعوة لمنع الحزب من اعادة بناء نفسه والتسلح من جديد، وهو الامر الذي سيعمل عليه السفير ميشال عيسى فور تسلم مهامه. وستكرر اورتاغوس «لازمة» ان واشنطن لن تستطيع «كبح جماح» «اسرائيل» وكل الاحتمالات واردة..في المقابل فان رئيس الجمهورية يريد معرفة ما اذا هناك شريك اسرائيلي جدي مستعد للتفاوض، او ان العرض المطروح على «الطاولة « لا يزال نفذوا ما عليكم ولا ضمانات، ولا تراجع عن فرض الشروط تحت «النيران».
«تهويل» إسرائيلي بالحرب
وقد غادرت اورتاغوس «اسرائيل» على وقع تهويل اعلامي -امني بالتصعيد على الحدود الشمالية، حيث خرج احد الجنرالات في قيادة منطقة الشمال الجيش للحديث عن استعداد لايام قتالية عديدة لمنع ما زعم انه نجاح حزب الله في اعادة تنظيم نفسه، مؤكدا ان الجيش الاسرائيلي لن يتراجع هذه المرة قبل تقويض كامل قدرات الحزب. وقد كشفت وسائل الاعلام عن تقارير امنية تدعي ان عددا من المستوطنات معرضة للخطر المباشر من حزب الله الذي يستعد، بحسب الاستخبارات الاسرائيلية، لخوض حرب تكتيكية على الحدود قد يبدأها بهجوم مفاجئ. هذا التقييم، لم يمنع الانقسام داخل «اسرائيل» حيث دعا بعض الضباط السابقين الى عدم ارتكاب الاخطاء مجددا، والاكتفاء بتكثيف القصف على لبنان، لان الجيش بعملياته راهنا قادر على انهاء المهمة، ولا يحتاج الامر الى مناورة برية محفوفة بالمخاطر. في المقابل دعا آخرون، الى ضرورة البدء بمواجهة حاسمة لان حرب الاستنزاف لن تكون في مصلحة «اسرائيل».
زيارة رجل «الظل»
في هذا الوقت، تقصدت القاهرة الاعلان عن زيارة مدير مخابراتها حسن رشاد الى بيروت، لان حضوره لا يحمل اي صفقة او تسوية تسعى السلطات المصرية الى عرضها على الجانب اللبناني، والا لكانت حصلت الزيارة بسرية، تتناسب اصلا مع دور المبعوث المصري الذي يعمل عادة في «الظل»، كما انه لا يحمل معه اي رسالة تهديد او انذار من قبل «اسرائيل»، لا تقبل مصر لعب هذا الدور، كي لا تتحمل عبء النتائج لاحقا. ولهذا تندرج هذه الزيارة التي قد لا تكون الاخيرة، في سياق محاولة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للاستفادة من زخم وقف النار في غزة، ودور مصر في نجاحه، ومؤتمر شرم الشيخ، لمحاولة كسر الجمود على الساحة اللبنانية واخراج لبنان من دائرة الخطر الإسرائيلي الجامح، والذي تخشى منه السلطات المصرية العارفة بشكل دقيق لما يدور في عقل رئيس حكومة «اسرائيل بنيامين نتانياهو واعضاء حكومته المتطرفة.
لا تجاوب اميركي مع قطر
ويمكن الجزم، ان الحراك المصري جاء بعد ادراك القاهرة ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب لا يضع الملف اللبناني ضمن اولوياته، وعلم في هذا السياق، ان محاولة امير قطر ورئيس الوزراء القطري فتح باب النقاش حيال الوضع اللبناني على هامش توقفه للتزود بالوقود في الدوحة، لم تقدم اي جديد، ووفق مصادر دبلوماسية لم يكن وفريق عمله مستعدين للنقاش، بل عاد وكرر المقاربة الاميركية التي تتحدث عن موعد راس السنة كي تؤكد الدولة اللبنانية التزامها بنزع سلاح حزب الله. وهو ما ابلغه القطريون للمسؤولين اللبنانيين، وما سبق وتبلغته القاهرة من ترامب خلال حضوره قمة شرم الشيخ. ولهذا ياتي التحرك المصري في سياق ايجاد ثغرة في الجدار لمحاولة وضع الملف اللبناني على طاولة التفاوض في ظل اصرار الإسرائيليين على محاولة فرض الاملاءات «بالنار».
ماذا يحمل رشاد؟
ويفترض ان ينقل رشاد الى رئيس الجمهورية جوزاف عون، «رسالة» من الرئيس السيسي تتضمن تقييما للوضع في المنطقة ولبنان بعد اتفاق وقف النار في غزة. في ظل مؤشرات مقلقة حيال التصعيد الاسرائيلي. وينتظر ان يسمع منه الترجمة العملية لاستعداد لبنان للدخول في مفاوضات لأجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية. وسيقدم شرحا عما يمكن ان تقوم به مصر بهذا الخصوص. علما ان القاهرة تقوم باتصالات بعيدة عن الاضواء تشمل عدة دول في الاقليم، لمحاولة ايجاد موقف عربي جامع يساعد في تجنيب الساحة اللبنانية اي مغامرات اسرائيلية جديدة، وسيبلغ الرئيس عون دعم بلاده مقاربته الموضوعية لعملية التفاوض المقترحة التي تحتاج الى المزيد من التفصيل التي يامل ان يكون عنها مدير الاستخبارات الصورة الكاملة قبل تسويقها وعرضها على الجانب الآخر.
اسئلة لبنانية للضيف المصري؟
من جهته سيكون امام الضيف المصري اسئلة من قبل الرئيس حول جدول اعمال التفاوض ومن الواضح ان «اسرائيل» لا تريد مفاوضات بل الى فرض اتفاق من جانب واحد، في محاولة لفرض شروط الاستسلام على لبنان، والوصول إلى ما هو أبعد من تطبيق القرار 1701، مستفيدة من تغطية اميركية غير مسبوقة للموقف الاسرائيلي، بينما المطلوب التزام اميركي بالضمانات السابقة والانتقال الى بلورة صيغة جديدة تحتاج الى ضامن، والا فلن تبصر النور لان بنيامين نتانياهو يريد فرض اتفاق امني من جانب واحد، ومنطقة عازلة خالية من السكان، اضافة الى تنسيق امني مباشر تحت غطاء لجنة «الميكانيزم» لتوسيع ما تسميه منطقة امنية خالية من اي سلاح ثقيل تمتد حتى نهر الأولي في صيدا، مع تدخل في تحديد تسليح الجيش اللبناني الذي سيسمح له فقط بأسلحة «غير مؤذية». وهذه شروط «اذعان» لا يمكن للبنان ان يقبل بها سواء تحت الضغط او بدونه.
ترهيب لا ترغيب
والسؤال المطروح اليوم، هل سيحمل الضيف المصري اي نوع من الترغيب مقابل بالترهيب الاميركي؟ واذا كانت واشنطن ترفض تقديم اي ضمانات مقابل «حصرية السلاح»، هل تملك القاهرة ما يمكن ان تقدمه؟ لا يبدو ذلك، بحسب اوساط مطلعة. وبالانتظار، سيكون امام الرئيس عون تثبيت «الخطوط الحمراء» اللبنانية التي لا يمكن التنازل عنها،مع الاستعداد للتفاوض لحل كل القضايا العالقة بما يؤمن الحد الادنى من المصالح الوطنية، مع الاخذ بعين الاعتبار موازين القوى الراهنة. وعشية الزيارة، التقى السفير المصري علاء موسى رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة واضعا اياهما في طبيعة تحرك رئيس المخابرات المصرية، متمنيا ان تكون لدى الجهة اللبنانية اجوبة واضحة ازاء بعض الاستفسارات المصرية حول ملفات حساسة ترتبط باحتمال التفاوض مع «اسرائيل».
هل يستفيد عون من معادلات قاسم؟
وفي سياق متصل، تؤكد مصادر مقربة من حزب الله، ان الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم منح رئيس الجمهورية ورقة تفاوض ايجابية مع الزائر المصري، بعدما قدم قراءة واقعية لدور سلاح المقاومة، دفاعي لا هجومي، وقوله انه لا رغبة بالحرب لكن لا توجد اي نية للاستسلام، وما تملكه المقاومة من قدرات لن تستخدمها الا إذا ما اختارت «اسرائيل» توسيع عدوانها. ما الذي تعنيه هذه المعادلة؟ بشكل واضح، اراد الشيخ قاسم ايصال «رسالة» واقعية تفيد بانه لا دور اقليميا لهذا السلاح بعد اليوم، وما تم التوقيع عليه في اتفاق وقف النار من قبل الدولة التي تبنت ما تفاوض عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، تلتزم به المقاومة، وهو محطة اساسية لبناء استقرار امني على الحدود اذا التزمت «اسرائيل» بمندرجاته. ولا حاجة للتفاوض على ما هو ابعد من ذلك لتثبيت معادلة الامن مقابل الامن، اما اي عرض للتفاوض غير المحدد الشكل فليس المشكلة الاساسية راهنا لان التجربة اثبتت وجود طريق غير مباشرة وفاعلة افضت الى نتائج مثمرة، تثبيت الحدود البحرية، اما المشكلة فتبقى حول المضمون.
انتخابيا، المواجهة السياسية على اشدها، وبعد ان أكد نواب «القوات اللبنانية» و «الكتائب» والنواب ميشال معوض وفؤاد مخزومي ونعمت افرام وعدد من نواب «التغيير»مقاطعتهم الجلسة التشريعية اليوم، والتي تم توزيع جدول اعمالها دون ان تلحظ مشروع القانون الذي يتيح للمغتربين التصويت لـ128 نائبا، يبدو النصاب مؤمنا بعد اعلان مصادر تكتل «الاعتدال الوطني» حضور الجلسة، كونه لا يتبنى المقاطعة كنهج في العمل التشريعي. وفيما تدخل الحكومة حلبة الصراع يوم الاربعاء مع وضع مشروع وزير الخارجية على جدول الاعمال، هاجم رئيس «القوات» سمير جعجع الرئيس بري من جديد، وقال في بيان انه «ليس مفهوماً ولا مقبولاً ما يقوم به… ودعا جميع النواب، من مختلف الانتماءات السياسية، إلى عدم حضور الجلسة اليوم تعبيرا عن الاستياء العام من الطريقة التي يدير بها شؤون المجلس. في المقابل، زار وفد نيابي، ضم نوابا من كتلة «الوفاء للمقاومة» وكتلة «التنمية والتحرير» والنائب جهاد الصمد، الرئيس عون، وشرحوا موقفهم من التمسك بالقانون الحالي لان» هناك شرائح لا يمكن ان تمارس دورها، ما يعطّل أهم مبدأ وهو تكافؤ الفرص، وعلم ان الرئيس شدد امام الوفد ان ما يهمه، هو ان تحصل الانتخابات في مواعيدها، دون الدخول في تفاصيل اخرى..


