سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: برّاك بلا ضمانات بعد النموذج السوري ..ورهان على لقائه بري اليوم

 

الحوارنيوز – صحف

ركزت الصحف الصادرة اليوم على تصريحات الموفد الأميركي توم برّاك في جولته الأولى على كبار المسؤولين لجهة الضمانات ،فيما الرهان اليوم على لقائه الرئيس نبيه بري.

  • النهار عنونت: أجواء المراوحة تطبع لقاءات الموفد الأميركي… برّاك: لا ضمانات ولا نرغم إسرائيل بأي شيء

 

الاهتمامات ستتركز على لقاء الموفد الأميركي المقرر اليوم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيقدم إليه ورقة منفصلة عن الردّ الرئاسي الثلاثي، إذ يحمل في جعبته موقف “حزب الله” من المقترحات الأميركية المتصلة في شكل أساسي بسلاحه

وكتبت صحيفة “النهار”: محبطاً من اصطدام وساطته ودور إدارته بالمجريات الدامية التي حصلت في سوريا، ومتشككاً وعلى شفير الخيبة حيال المراوحة التي تطبع وساطته ودور إدارته بين لبنان وإسرائيل، بدا الوسيط الأميركي توم برّاك في اليوم الأول من جولته الثالثة في لبنان كأنه يعاند اللحظات الحاسمة لإعلان عدم خروج وساطته من المربع الأول الذي تدور فيه حول نفسها. ولم تبدد صورة اللقاءات الكثيفة التي يعقدها برّاك على امتداد أربعة أيام “يقيم” فيها في ربوع مسقط جذوره اللبنانية، من وقع الأجواء المتشككة للغاية في أي اختراق محتمل لمهمته التي تراوح عند استعصاء المسألة الجوهرية المتصلة بنزع سلاح “حزب الله” ضمن مهلة زمنية محددة ولو على مراحل، والتي يبدو واضحاً أن الردّ اللبناني الرسمي في شأنها الذي تسلّمه براك أمس لم يتضمن تعهداً قاطعاً حيالها. بل إنه في الوقت الذي لفتت فيه كثافة اللقاءات التي يجريها برّاك أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والتي تشبه “لقاءات علاقات عامة” واسعة النطاق، تقاطعت المعلومات التي تفيد أن معالم الدوران ضمن المربع الأول برزت من الجهتين اللبنانية والأميركية معاً. فالجانب اللبناني سلّمه مشروع “المذكرة الشاملة” لتطبيق ما تعهّد به وقد خلت من أي جداول زمنية وخطوات عملية على صعيد تنفيذ عملية حصر السلاح بيد الدولة، وتمسّكت المذكرة بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي الجنوبية التي تحتلها. وفي المقابل، صدم برّاك من راهن على ضمانات أميركية لإلزام إسرائيل بالانسحاب، مشدداً على أن مسألة نزع سلاح “حزب الله” مسالة داخلية وأن واشنطن تريد مساعدة لبنان، وأن لا ضمانات لتقديمها لبيروت، وأيضاً أن بلاده لا يمكنها إرغام إسرائيل على شيء.

وعُلم أن الموفد الأميركي شدّد امام المسؤولين الذين التقاهم أمس على ضرورة الانتقال من النظري إلى المرحلة التنفيذية، إن بالنسبة لحصر السلاح بيد الدولة أو الشروع في الإصلاحات.

وتجدر الإشارة إلى أن تصريحات أخرى صدرت أمس عن برّاك رسمت إطاراً قاتماً لأجوائه حيال التطورات السورية، إذ انتقد التدخل الإسرائيلي الأخير في سوريا، واصفاً إياه بأنه “جاء في توقيت غير مناسب”، وأنه عقّد الجهود الرامية إلى استقرار المنطقة. وفي ما يخص التدخل الإسرائيلي، أوضح أن الولايات المتحدة “لم تُستَشر ولم تشارك في القرار”، مضيفاً أن “توقيت التدخل الإسرائيلي خلق فصلاً جديداً من التعقيد”.

ولكن الاهتمامات ستتركز على لقاء الموفد الأميركي المقرر اليوم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيقدم إليه ورقة منفصلة عن الردّ الرئاسي الثلاثي، إذ يحمل في جعبته موقف “حزب الله” من المقترحات الأميركية المتصلة في شكل أساسي بسلاحه. ذلك أنه بالرغم من الجهود التي أفضت إلى إنجاز ورقة لبنانية موحّدة تردّ على تلك المقترحات، إلا أن الرد الفعلي والعملي سيكون لدى بري، لأنه يحمل موقف الحزب، وهو الوسيط الفعلي وصلة الوصل مع الحزب.

وقد استهل برّاك لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين من القصر الجمهوري في بعبدا، حيث استقبله رئيس الجمهورية جوزف عون في حضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون. وأفادت معلومات قصر بعبدا أن الرئيس عون سلّم برّاك باسم الدولة اللبنانية “مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27 تشرين الثاني 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مروراً خصوصاً بخطاب القسم، وذلك حول الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية من دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين”.

ومن السرايا حيث التقى برّاك رئيس الحكومة نواف سلام، قال الموفد الأميركي إن “المسالة أن هناك اتفاقية لوقف الأعمال العدائية قد دخلت حيز التنفيذ لكنها لم تنجح، وهناك أسباب لعدم نجاحها وهذا جزء مما نحاول جميعا ان نحله”. واعتبر “أن نزع سلاح الحزب مسألة داخلية للغاية، وتذكروا أن “حزب الله” بالنسبة لأميركا منظمة ارهابية أجنبية وليس لدينا أي علاقة بذلك ونحن لا نبحث مع “حزب الله”، نحن نبحث مع حكومتكم كيفية المساعدة. نحن نحاول أن نساعد ونؤثر ونرشد ونجمع الافرقاء، أي فقط نوع من التأثير للعودة إلى النموذج الذي تريدون أن ترونه جميعاً، اي الازدهار والسلام لأولادكم في المنطقة، ليست هناك عواقب، نحن هنا بشكل طوعي للمحاولة لمساعدتكم في الوصول إلى الحل”.

وقال في رد على سؤال: “لا اعرف الضمانات التي سألتني عنها، ولكننا لا نستطيع أن نرغم إسرائيل على القيام بأي شيء، اميركا ليست هنا لكي ترغم إسرائيل على القيام باي شيء، نحن هنا لنستخدم تأثيرنا ونفوذنا للوصول إلى نهاية، وكما قلنا نحن هنا للمساعدة للوصول الى نهاية، والمسألة تعود لكم أي للحكومة وللجميع عندما تكونوا قد سئمتم من هذه المناكفات والمنافسات، حيث يصل الجميع لخلاصة إلى ضرورة فهم أكبر وسلام مع الجيران لكي تكون الحياة أفضل، لسنا هنا لنضع أي مصالح على الأرض، نحن لن نقوم بذلك”.

وحول عقوبات بحق المسؤولين اللبنانيين قال برّاك: “هذا بالتأكيد خارج إطار أي شيء نقوم به. إن العقوبات بحق المسؤولين اللبنانيين هو موضوع معقد للغاية وهو موجود ومتوتر، وليس قيد التفكير الآن. ما نحاول القيام به هو الإتيان بالسلام والاستقرار وليس إضافة رماد أكثر على النار”.

والتقى الموفد الأميركي لاحقاً، كلاً من ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، ثم الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل وحاكم المصرف المركزي كريم سعيد، كما التقى مساء مجموعة من الوزراء والنواب إلى مائدة عشاء أقامتها السفارة الأميركية في عوكر، وسيلتقي مساء اليوم مجموعة أخرى من النواب إلى مائدة النائب فؤاد مخزومي، وسيلتقي غداً الأربعاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

في سياق داخلي آخر، تقرّر في الاجتماع المشترك لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل النيابية أمس في عين التينة، أن يعقد مجلس النواب جلسة غداً الأربعاء للتصويت على رفع الحصانة عن وزير الاقتصاد السابق النائب جورج بوشيكيان، وعرض ملف وزارة الاتصالات لتاليف لجنة تحقيق برلمانية في الملفات المتصلة بالوزراء السابقين، جمال الجراح وبطرس حرب ونقولا صحناوي. وعلى اثر هذا القرار أصدر الوزير والنائب السابق بطرس حرب بياناً توجه فيه “بالشكر العميق من رئيس مجلس النواب ومكتب المجلس لاستجابتهم لمطلبي باستعجال تعيين جلسة للبتّ بطلب الاتّهام الموجّه ضدّي ووزراء آخرين”، وأعرب عن “استعداده الكامل للمثول أمام الهيئة العامة لمجلس النواب للإدلاء بمرافعتي ودحض كل ما نُسب إليّ من أفعال مخالفة للقانون”.

واذ تردّد أنّ بوشيكيان غادر عبر قبرص إلى كندا قبل قرار رفع الحصانة عنه وهو يحمل الجنسية الكندية، أصدر مكتبه الاعلامي بياناً مساء أمس، لفت فيه إلى أنه سافر في زيارة شخصية قبل صدور أي قرار بملاحقته، واكد أنه على “استعداد للتعاون مع أي مرجع مختص في المكان والزمان المناسبين”.

 

  •  الأخبار عنونت: برّاك في زيارته الثالثة: نفّذوا المطلوب ولا ضمانات

  وكتبت صحيفة “الأخبار”: «كانَ صارماً جداً»، هذا ما خرج به بعض من التقاهم المبعوث الأميركي توماس برّاك في اليوم الأول من زيارته الثالثة إلى بيروت.

حمل الرجل موقف العدو الإسرائيلي، وسوّقه في لبنان بصفته موقفاً أميركياً. التقى رئيسَي الجمهورية جوزف عون والحكومة نواف سلام ومسؤولين آخرين، ولم يترك مجالاً للنقاش.

اختصر كلامه بالتأكيد على ما تضمّنته الورقة الأميركية وكل ما جاء فيها، من دون أن يأتي على ذكر ما تضمّنه الرد اللبناني الأول وكأنّه ليس موجوداً ولم يطّلع عليه، ورمى مجدّداً مسؤولية نزع سلاح حزب الله على الدولة اللبنانية، مذكّراً بأن الحزب «منظّمة إرهابية» لا تتفاوض واشنطن معها.

وأعلن صراحةً عدم قدرة واشنطن على تقديم الضمانات التي يطلبها لبنان بالقول: «ليست لدينا أجوبة عن كل الأسئلة… ولا نستطيع إرغام إسرائيل على فعل أي شيء».

وحول الضمانات التي تطالب بها الدولة اللبنانية قال: «لا أعرف الضمانات لكننا لا نستطيع أن نرغم إسرائيل على فعل أي شيء، نستعمل تأثيرنا ونفوذنا للوصول إلى نهاية، والمسألة تعود لكم، أي للحكومة اللبنانية، وللجميع عندما تكونون قد سئمتم من هذه المناكفات والمنافسات، حيث يصل الجميع إلى خلاصة، إلى ضرورة فهم أكبر وسلام مع الجيران لكي تكون الحياة أفضل».

ما قاله برّاك في العلن، على حدّته، كانَ أقل سوءاً مما قاله في الاجتماعات المغلقة، ليسَ في المضمون وحسب، إنما أيضاً في الأسلوب الذي تعامل به، علماً أنه حاول سابقاً تسويق نفسه كدبلوماسي محترف.

ويقول مطّلعون على المحادثات التي جرت أمس إن «برّاك لم يفتح باباً للنقاش مع الرئيسيْن عون وسلام، فبادر إلى تكرار موقف إدارته بما خصّ سلاح حزب الله، وأكّد أن هذا الموقف لا تراجع عنه وفي حال لم تنفّذ الدولة اللبنانية المطلوب، وتذهب الحكومة إلى اتخاذ قرار بالإجماع بنزع السلاح، وتضع جدولاً زمنياً وتلتزم به، ويُفترض أن يكون في أسرع وقت، فإن الولايات المتحدة ستسحب يدها من الملف اللبناني، ولن تعود للتدخل وستعتبر هذا الأمر شأناً داخلياً»، مهدّداً بأن «الولايات المتحدة لا تستطيع أن تفرض على إسرائيل شيئاً ولا يمكن أن تمنعها من فعل أي شيء»!

موقف برّاك، لم يمنع الرئيس عون من معاودة التأكيد على أن «موضوع السلاح هو ملف داخلي وتجري معالجته مع حزب الله»، لافتاً انتباه ضيفه إلى أنه «لا يمكن للولايات المتحدة ترك لبنان، فهي تحرص على الاستقرار فيه وهذا يحتاج إلى رعاية أميركية».

لكنّ برّاك ردّ بما وصفه الحاضرون بـ«صراحة حدّ الفجاجة»، فقال إن الولايات المتحدة «ليس لديها ما يجبرها على مساعدة لبنان في حال تخلّفت الدولة عن القيام بما هو مطلوب منها». ولم يكتف برّاك بذلك، بل أظهر عدم اهتمامه بأي تعليقات على أفكاره السابقة، ولم يُظهِر استعداداً للنقاش، وفهم الحاضرون أنه «لا داعيَ للردود والردود المتبادلة، فالمطلوب من قبل واشنطن معروف وواضح».

قالها برّاك، من دون أن يأتي على ذكر ما تضمّنه الرد اللبناني الأول، ولا موضوع الضمانات ولا المطالب اللبنانية، وكأنه لم يطّلع عليه.

أما المفاجأة الكبرى، فكانت في كلام برّاك عن سوريا التي لفت إلى أن «الولايات المتحدة تعمل على معالجة الأمور فيها»، من دون أن يعطي مجالاً للتباحث في التطورات السورية وارتداداتها على لبنان، لكنه انطلاقاً من الساحة السورية أكّد أن «بلاده لن تقدّم شيئاً للبنان قبل تنفيذ المطلوب والإجابة عن سؤال متى سيبدأ نزع سلاح حزب الله، فما فعلناه في سوريا لن يتكرر في لبنان»، وبدل أن ينتظر فتح الملف السوري من قبل المسؤولين اللبنانيين، حيث كان ينتظر أن يقول له اللبنانيون إن النموذج السوري لم ينجح بدليل ما فعلته إسرائيل، سارع برّاك إلى القول إن «الولايات المتحدة دعمت الإدارة الجديدة في سوريا، ورفعت عنها العقوبات، وسهّلت لها التواصل مع العالم، لكنّ الأمور سارت على عكس ما كانت تتمناه الولايات المتحدة، ويبدو أن هناك من لم يلتزم بما طلبناه منه، فكان ما كان. وعليه فإننا لن نكرر التجربة مع لبنان، ولن نقدّم شيئاً أو نعطي شيئاً قبل أن يقوم لبنان بتنفيذ المطلوب».

وكان الرئيس عون سلّم براك، مشروع المذكّرة الشاملة لتطبيق ما تعهّد به لبنان منذ إعلان 27 تشرين الأول 2024، حتى إعلان خطاب القسم، ثم ما ورد في البيان الوزاري للحكومة اللبنانية. وتضمّنت المذكّرة، حسب بيان رئاسة الجمهورية، «تأكيد الضرورة الملحّة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، وتأكيد مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية.

كل ذلك، بالتزامن مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين».

وفي حديث إلى تلفزيون لبنان أعلن المبعوث الأميركي أنه «ليس لدى أميركا أيّ مطالب»، مشيراً إلى أن نية واشنطن «صديق» للبنان، و«جئنا تلبية لطلب المساعدة وإيجاد السبيل إلى تفاهم بين كل المكوّنات التي فشلت في التوصّل إليه».

وقال برّاك: «لم أُجْرِ أيّ حوار مع حزب الله ويمكنهم إجراء هذه الأحاديث مع نظرائهم في الحكومة اللبنانية».

ويلتقي برّاك اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري وعدداً كبيراً من الشخصيات السياسية خلال مأدبة عشاء يقيمها النائب فؤاد مخزومي. وهو التقى أمس عدداً من الوزراء في السفارة الأميركية في بيروت من بينهم عامر البساط، فادي مكي، يوسف رجّي وجو عيسى الخوري. كما التقى النائب السابق وليد جنبلاط في كليمنصو، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل.

 

  •  الديار عنونت: برّاك «يُناور» ويُدير «لعبة» تمرير الوقت؟

 

لا ضمانات تكبح «اسرائيل»… و«العين» على لقاء بري
مخاوف امنية من «خاصرة رخوة» في الشمال!

وطنية – كتبت صحيفة “الديار”: لم يفهم من التقوا المبعوث الاميركي توم برّاك، الهدف من زيارته الى بيروت، لا سيما انه لم يحمل معه اي جديد، فهو لم يتحدث عن ضمانات اسرائيلية محتملة ازاء اي ليونة لبنانية في ملف حصرالسلاح، بل جدد ترداد «الكذبة» الممجوجة بان بلاده غير قادرة على السيطرة على تصرفات تل ابيب. كما لم يحمل معه اي تصور اميركي، سلبا او ايجابا، ازاء المراوحة غير المفاجئة في مهمته، خصوصا انه كان يعلم مسبقا طبيعة الموقف اللبناني الذي لم يطرأ عليه اي جديد، بل اصبح اكثر حذرا بعد المجازر الدموية في السويداء. برّاك الذي يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، دون وجود رهانات كبيرة على اي تقدم محتمل في النقاشات التي ستتضمن عرضا من قبل مجلس النواب «لخارطة طريق» تراعي المصالح اللبنانية، والسلم الاهلي، وتتطلب اولا خطوات حسن نية من قبل «اسرائيل»، ثم ياتي دور لبنان في تنفيذ ما عليه ضمن الاستراتيجية الوطني.وكان لافتا ان المبعوث الاميركي استبق اللقاء بالتاكيد ودون «قفازات» ان بلاده لا يمكن ان تضغط على الاسرائيليين ولن تملي عليهم ما يجب ان يفعلوه!. اي ان «المراوغة» مستمرة.

علما انه قال بان هجمات إسرائيل على سوريا جاءت في «توقيت سيئ»، وإن تل أبيب تفضل أن ترى سوريا «ممزقة ومقسمة» بدلا من أن تسيطر عليها دولة مركزية قوية..فماذا عن لبنان؟ وهل من يصدق ان واشنطن مكبلة ولا تستطيع المونة على «اسرائيل» التي تمعن في تمزيق خرائط المنطقة وتمعن في جرائمها واختراقها لسيادة الدول العربية، ام ان الدبلوماسية الاميركية تلعب دورا خبيثا ضمن خطة متفق عليها مسبقا ويتم العمل بها وفق اولويات الامن الاسرائيلي اولا؟ وكان لافتا بالامس كلام وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين الذي عبر عن حقيقة النوايا الاسرائيلية في المنطقة بقوله ان «اسرائيل» ستتنازل عن السلام مع السعودية والتطبيع لأن الأولوية هي فرض السيادة على الضفة الغربية.

ارتفاع نسق الضغوط

وفي هذا السياق، يبدو واضحا ان براك الغارق في اتون الازمة السورية التي عرضت صورته الى الاهتزاز، بعدما ظهر انه فاقد السيطرة على الملف، يتولى مهمة تقطيع الوقت على الجبهة اللبنانية، بانتظار ان تتحول الى اولوية اسرائيلية، وحتى ذلك الوقت، من المتوقع ارتفاع نسق الضغط العسكري والامني، ودون اي سقوف، طالما ان «اسرائيل» لا تدفع حتى الان اي ثمن في المقابل، ولهذا فهو سيمضي وقته في اجتماعات ولقاءات غير مثمرة ويغادر يوم الاربعاء دون تحديد موعد جديد لزيارته، رابطا الامر بتوجهات جديدة من قبل البيت الابيض، مركزا على ضرورة انتقال الحكومة اللبنانية الى مرحلة التنفيذ وتحديد المهل الزمنية، متجاهلا دور دولته كدولة ضامنة.

«اسرائيل»: برّاك لم يحصل على شيء

فالزيارة الثالثة للمبعوث الاميركي توماس برّاك الى بيروت، والتي تروج مصادر مقربة من «عوكر» انها قد تكون الاخيرة، لزيادة الضغط على الجانب اللبناني، لم تحمل جديدا يمكن التعويل عليه، وبحسب وسائل اعلام اسرائيلية، فان براك لم يحصل على اي تعهد لبناني بتجريد حزب الله من السلاح، معتبرة ان الحزب ما يزال قوة فاعلة،وهناك خيبة امل في «اسرائيل»، وخيبة ايضا لدى كل من انتظرشرق اوسط جديد! في المقابل تلفت مصادر مطلعة الى ان رئيس الجمهورية جوزاف عون سلم المبعوث الاميركي المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان، وقد خلت من اي جداول زمنية وخطوات عملية على صعيد تنفيذ عملية حصر السلاح بيد الدولة وتمسكت بضرورة انسحاب «اسرائيل» من الاراضي الجنوبية التي تحتلها. اما براك فقد شكلت تصريحاته خيبة امل جديدة لخصوم حزب الله في الداخل، بعدما كرر مواقف قديمة في شأن الحزب واسرائيل ودور بلاده، مؤكدا ان مسألة نزع سلاح حزب الله داخلية وان واشنطن تريد مساعدة لبنان وان لا ضمانات لتقديمها لبيروت.

تكرار للمواقف

اما تشديد الموفد الاميركي امام من التقاهم من مسؤولين على ضرورة الانتقال من النظري الى المرحلة التنفيذية، بالنسبة لحصر السلاح بيد الدولة او الشروع في الاصلاحات، فبدت نسخة مكررة عن مواقفه السابقة، ولم تحمل جديدا، خصوصا ان حزب الله قد استبق زيارته بتكرار رفض الحديث عن اي تفاهمات جديدة، طالما لم تنفذ «اسرائيل» الاتفاق السابق وتستمر في اعتداءاتها. فاذا كان لا يرد الضغط على الحكومة الاسرائيلية، ولم يتحدث عن رد فعل اميركي سلبي ازاء ردود بيروت على «ورقته»، ويعتبر سلاح حزب الله مشكلة داخلية. فاذا ما الذي جاء يفعله؟

مهمة «تمرير الوقت»

وفي هذا الاطار، لم تعد مصادر سياسية بازرة، تتعامل مع مهمة براك على محمل الجد، وترى فيها مجرد تمرير للوقت لانها لا تحمل اي صيغ دبلوماسية جدية يمكن البناء عليها، ولهذا ثمة حذر كبير لدى المسؤولين من المرحلة المقبلة التي تتسم بالغموض، وتتحكم بها «اسرائيل» التي لم تعد تقف طموحاتها عند اي حدود، ومن شبه المؤكد ان مسار التطورات في لبنان بات مرتبطا على نحو وثيق بما سيحصل في سوريا التي تقف عند مفترق طرق خطير جدا، ويحتاج الى جهد امني وسياسي للحد من تداعياته.

«الخاصرة الرخوة» شمالا

وفي هذا السياق، كان لافتا كلام جهات امنية خلال اجتماعات عقدت في الايام القليلة الماضية، عن وجود «خاصرة رخوة» في الشمال وتحتاج الى تدابير خاصة، بدأت تنفذ على الارض، خصوصا اذا ما استمر الموقف على توتره في سوريا، في ظل وجود بيئة «حاضنة» ومؤيدة للنظام السوري الجديد، حيث يتقدم الولاء المذهبي والسياسي على الولاء الوطني، وقد تجد القوى الامنية نفسها غير محمية في «ظهرها» اذا ما تطورت الاحداث. في المقابل تشير التقييمات الامنية الى ان الحدود الشرقية اكثرتماسكا في ظل بيئة حاضنة تنظر بعين الريبة الى النظام في دمشق، وهي تشكل خط دفاع ثان للقوات الامنية اللبنانية.

ماذا تريد «اسرائيل» اكثر؟

وفي هذا السياق، استغربت صحيفة «يسرائيل هيوم» الاسرائيلية كيفية تعامل الحكومة الاسرائيلية مع الرئيس السوري الذي تبنى سلسلة طويلة من الخطوات التي تشير بوضوح إلى أنه يسعى للسلام مع إسرائيل، وقد أعلن ذلك مرارا وتكرارا، ولم يقم بأي خطوة تفهم كتهديد عسكري أو لفظي تجاه إسرائيل، بل العكس. وقالت انه عملية تجنيس آلاف من أبناء «اللاجئين الفلسطينيين» المقيمين في سوريا منذ عام 1948 –بدات الاسبوع الماضي، ما يعني تقويض أحد الركائز الأساسية لـ»حق العودة». فماذا يمكن أن تطلب إسرائيل أكثر من ذلك؟ الشرع أوضح مرارا وتكرارا أنه لا يريد القتال مع إسرائيل، فقد أغلق حدود بلاده أمام شحنات السلاح الإيرانية، وتغاضى عن سيطرة الجيش الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ (جبل حرمون) وأراضٍ سيادية أخرى، ولم يطالب بمرتفعات الجولان، وشارك في سلسلة محادثات تهدف إلى تنظيم العلاقات بينه وبين إسرائيل.

مذكرة شاملة في بعبدا

وكان برّاك استهل لقاءاته مع المسؤولين من القصر الجمهوري في بعبدا، حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قبل ظهر امس ، في حضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وسلّمه باسم الدولة اللبنانية مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27تشرين الثاني 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مروراً خصوصاً بخطاب القسم، وذلك حول الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين.

«خيبة الامل»؟

وبعد لقاء ئيس الحكومة نواف سلام في السراي الحكومي، اكد براك أهمية استعادة الاستقرار والأمن في لبنان وقال» القادة في البلد يحاولون معالجة المشاكل. واضاف: مسألة نزع سلاح حزب الله داخليّة وبالنسبة لأميركا «الحزب» منظمة إرهابيّة ونحن نبحث مع الحكومة في كيفية المساعدة وتقديم الإرشادات لعودة الاستقرار والسلام إلى المنطقة. وفي موقف لافت اكد» ان أميركا ليست هنا لإرغام إسرائيل على القيام بأي شيء ونحن لا نرغم أحدًا إنّما نقدّم المساعدة للوصول إلى خلاصة ولسنا هنا لنضع أي مصالح على الأرض. وقال: لا ضمانات ولا نستطيع إرغام إسرائيل على فعل أي شيء، معلنا «اننا لا نفكر حالياً في فرض عقوبات على لبنان». واشار الى «إنه اذا لم يحدث نزع سلاح حزب الله لن تكون هناك تبعات مباشرة أو أي تهديد ولكنه سيكون أمراً «مخيباً للآمال». دون ان يشرح ما الذي يعنيه خيبة الامل بالنسبة لواشنطن، وكيف يمكن ان تترجم عمليا؟!

لقاءات سياسية

والتقى الموفد الاميركي مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، واشاد بمواقفه «العقلانية»، كما التقى متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة، كما سيلتقي اليوم عددًا من النواب خلال عشاء في السفارة الأميركية. كذلك سيلتقي بعدد من النواب والوزراء خلال عشاء في دارة النائب فؤاد مخزومي. ويزور برّاك غدا، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

موقف حزب الله

في هذا الوقت، عبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين جشي عن موقف حزب الله، واشار الى أنّ «زيارة برّاك إلى لبنان تأتي مجددًا في سياق الضغط للتخلي عن سلاح المقاومة»، مؤكدًا أن «هذا السلاح ليس موضع مساومة، وأن من ينبغي عليه أن يتخلى عن تدخلاته هو الأميركي نفسه. وحول مطلب نزع سلاح المقاومة وتسليمه إلى الجيش اللبناني، أوضح النائب جشي «أنهم يريدون اليوم من لبنان أن يتخلى عن سلاح المقاومة بطريقة منمّقة، تحت عنوان تسليم السلاح الاستراتيجي للجيش اللبناني، إلا أنه وفي الحقيقة أن الجيش اللبناني الوطني يُمنع عليه الاحتفاظ بهذا السلاح، بل المطلوب تدميره كما حصل في المنطقة الواقعة جنوبي نهر الليطاني». اضاف»فليطمئن الأصدقاء، وليعلم الأعداء والمتربصون أننا لن نتخلى عن السلاح مقابل وعود أميركية فارغة وزائفة..

بوشكيان في كندا؟

على صعيد آخر، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة عامة، الحادية عشرة من قبل ظهر الأربعاء للاستماع إلى الوزراء السابقين للإتصالات السلكية واللاسلكية بطرس حرب، نقولا صحناوي، وجمال الجراح ، ودرس طلب رفع الحصانة عن النائب والوزير السابق جورج بوشكيان الذي غادر عبر قبرص الى كندا قبل قرار رفع الحصانة عنه في مجلس النواب وهو يحمل الجنسية الكندية. وفي بيان اكد بوشكيان انه غادر بتاريخ 7 تموز 2025، في إطار سفر شخصي – عائلي تم التخطيط له منذ أشهر، ولم يكن في حينه قد صدر بحقه أي قرار بالملاحقة أو حتى أي طلب رسمي برفع الحصانة… ولفت الى ان اي احد ليس فوق المحاسبة، لكن لا تُبنى العدالة بالكيل بمكيالين؟!

…وعويدات لم يلتزم!

قضائيا، تغيّب النائب العام التمييزي السابق القاضي غسان عويدات، عن جلسة استجوابه التي كانت مقررة امس أمام المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وصرف الأخير النظر عن استدعاء عويدات مجددًا. وأرجأ اتخاذ القرار إلى حين ختم التحقيق أسوة بكل الذين استجوبهم أخيرًا.

 

 

  •  البناء عنونت: برّاك محبط مع الفشل السوري… ويتفهّم الخوف من الحرب الأهلية بعد السويداء

 

لا ضمانات أميركية بالتزام إسرائيلي بوقف النار والانسحاب بل دعوة للمقامرة
لبنان ملتزم بتسلسل الالتزامات والخطوة مقابل خطوة ويسأل مَن يضمن «إسرائيل»؟

وكتبت صحيفة “البناء”: شعر كل الذين التقوا المبعوث الرئاسي الأميركي إلى لبنان وسورية توماس برّاك بتغيّر نبرته الحماسية عن المثال السوري الذي كان يدعو لبنان إلى التشبه به، وإحجامه عن المبادرة عن الحديث عن سورية إلا إذا سئل، ويبدي أسفه لحالها، وهو محبط من الطريقة التي تعاملت بها «إسرائيل» مع سلطة تدعمها أميركا، لكن واشنطن لا تملي على «إسرائيل» ما يجب أن تفعل وتقف معها عندما تقول إن ما تفعله هو دفاع عن النفس، ولو بتهديد الآخرين لأن أمن «إسرائيل» تحدد شروطه «إسرائيل» نفسها، وأميركا تقف معها في هذه الحالة ولو تضرّرت السياسات الأميركية او أصيب حلفاء أميركا بالضرر، وبرّاك محبط أيضاً من فشل حكام سورية الجدد في التصرف كدولة لجميع السوريين ومحاباة فئات طائفية على حساب فئات طائفية أخرى، وضمّ جماعات مسلّحة متطرفة إلى صفوف أجهزتها، لا تؤمن بعقل الدولة ولا تتصرّف بمسؤولية عن أمن كل السوريين هي التي تسبّبت بالجزء الأكبر من الكارثة التي وضعت سورية على عتبة حرب أهليّة يصعب التيقن من السيطرة عليها.

لم يعّد برّاك يملك حجة ومنطقاً يسوقهما أمام اللبنانيين عن الحاجة لامتلاك شجاعة الإقدام لفتح ملف السلاح ولو باستخدام مؤسسات الدولة بوجه المقاومة، فهو يصف حكمة اللبنانيين بتجنب منزلقات الحرب الأهلية بالشجاعة التي يفتقد إليها حكام سورية، ولذلك فإن اعتماد الحوار لحل مشكلة السلاح هو الصواب بعينه، لكن ماذا عن الورقة التي سلمها برّاك قبل عشرة أيام لدعوة اللبنانيين الى مسار يبنى على خطوات متلازمة تضمن انسحاب الاحتلال ووقف إطلاق النار بصورة فعلية مقابل مسار موثوق ينتهي بسحب سلاح المقاومة؟

تراجع برّاك خطوة إلى الوراء عن ثقته بورقته وما فيها، وقد اختبر اللبنانيون الضمانات الأميركية التي قدمت لهم مرة، لكنهم رأوا قبل يومين مصير هذه الضمانات التي قدّمت لحكام سورية الجدد برفع اليد الإسرائيلية عنهم، وإذا «إسرائيل» تقصف العاصمة دمشق وتنتهك حصانة المقر الرئاسي ووزارة الدفاع، فيستدرك برّاك أن لا ضمانات يستطيع تقديمها حول التزام «إسرائيل» بوقف النار والانسحاب، بل تصوّر لما يمكن عرضه على الحكومتين في لبنان وكيان الاحتلال، بينما يؤكد لبنان التزامه بالاتفاق المبرم قبل تسعة شهور والذي لم يطلق خلاله لبنان طلقة واحدة، جيشاً ومقاومة، وينتظر التزام «إسرائيل» بإيقاف الاعتداءات التي تحصد أرواحاً لبنانية بلا هوادة منذ تسعة شهور، ويقول عندما تلتزم «إسرائيل» بوقف الاعتداءات يمكن للبحث بما يليه أن يبدأ جدياً، وقبل تلقي ضمانات بحدوث ذلك لا جدوى من تفريق اللبنانيين حول ما يجب وما ينبغي.

وأشار المبعوث الأميركي توماس برّاك الى أنّ «النقاشات التي أجريها مع الجميع تركّز حول استطاعة أميركا التوصل إلى اتفاقية «وقف الأعمال العدائية» التي تسمح لنا بمضمونها وبمعايير تنفيذها الانتقال إلى الخطوة التالية التي يحتاج أن يحققها لبنان».

وأوضح برّاك في حديث الى تلفزيون لبنان، بأن «لقاءاتي مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام كانت بناءة ومدروسة ومفعمة بالأمل ونحن نتقدم ونحرز تقدماً».

وأعلن المبعوث الأميركي أنه سيلتقي صباح اليوم برئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. وأكد أنه «ليس لدى أميركا أي مطالب»، مشيراً إلى أن نية واشنطن إزاء لبنان هي كـ»صديق»، وأضاف: «جئنا تلبية لطلب المساعدة وإيجاد السبيل إلى تفاهم بين كل المكوّنات التي فشلت في التوصل إليه».

وقال: «لم أجر أي حوار مع حزب الله ويمكنهم إجراء هذه الأحاديث مع نظرائهم في الحكومة اللبنانية».

وعلمت «البناء» أن الرد اللبناني يتمحور حول أولوية تطبيق إسرائيل للقرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار وتنفيذ إسرائيل التزاماتها بالانسحاب من الجنوب من التلال الخمس ثم الى الحدود الدولية ووقف الاعتداءات والخروقات، وذلك بعدما نفذ لبنان التزاماته كاملة وبالتالي الكرة في ملعب «إسرائيل» والراعي الدولي لإعلان 27 تشرين الثاني الماضي، وبالتالي مفتاح تطبيق القرار 1701 يبدأ بالانسحاب الإسرائيلي ووقف الخروقات ولا يمكن إلزام لبنان بمهل وبخطوات ومبادرات والإسرائيلي لم يلتزم بأي من التزاماته. ويتضمن الرد اللبناني تأكيداً على ثوابت والتزامات الدولة اللبنانية والحكومة والرؤساء على حصرية السلاح بيد الدولة وفق مسار متدرج ووفق حوار مع حزب الله والتزام بتطبيق كافة مندرجات القرار 1701 والقرارات ذات الصلة. لكن لا يمكن للبنان الالتزام بمهل لتسليم السلاح في شمالي الليطاني في ظل استمرار الاحتلال والاعتداءات، كما يشدّد الردّ اللبناني على الضمانات للانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف الاعتداءات بحال وضع لبنان خطة لحصرية السلاح وتطبيقها العمليّ.

وفي سياق ذلك، أشارت معلومات قناة «الجديد»، إلى أنّ «الموفد الأميركي توم برّاك عاد وأكّد أنّ المطلوب من لبنان آليّة تنفيذيّة لاتفاق وقف إطلاق النّار الّذي وُقّع في تشرين الّثاني 2024، مع الالتزام بالمهل الزّمنيّة، ولفتت إلى أنّ «برّاك تسلّم الرّدّ اللّبناني، ويحتاج إلى وقت لقراءته تفصيليّاً ومعرفة الأجوبة اللّبنانيّة على الأسئلة الّتي كانت قد طرحتها الإدارة الأميركيّة، على أن يرسلها إلى الخارجيّة الّتي ستعكف على دراستها»، مبيّنةً أنّ «رئيس مجلس النّواب نبيه بري سيحاول وإلى جانب الرّدّ الرّسمي اللّبناني، طرح التزام «إسرائيل» بوقف إطلاق النّار التّام لمدّة 15 يوماً، وعدم القيام بأي خروقات أو اغتيالات، مقابل مبادرة «حزب الله» بالقيام بالخطوة الأولى».

وأفادت المعلومات بأنّ «برّاك استبق طرح برّي بعدما كان قد تسرّب في الإعلام، بحيث إنّه لا يملك ضمانات من «إسرائيل»، ولا يمكن إجبارها على الالتزام بوقف إطلاق النّار»، موضحةً أنّ «برّاك بدا أكثر تشدّداً خلال هذه الزّيارة من زياراته السّابقة، وركّز على ضرورة التزام لبنان بما ورد في الورقة الأميركيّة، خصوصاً لجهة المهل الزّمنيّة الّتي تنص عليها الورقة الأميركيّة».

وقلّلَت مصادر سياسيّة مطلعة من إمكانية نجاح مبادرة برّاك لجهة الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس ووقف الاعتداءات وتقديم ضمانات للبنان، وذلك لأسباب استراتيجيّة لها علاقة بأطماع «إسرائيل» ومشروعها التوسيعي المرتبط بمخططها في سورية وما يدور من أحداث فيها اليوم. ولفتت المصادر لـ»البناء» الى أن كلام برّاك حول أن لا علاقة للولايات المتحدة بـ»إسرائيل» يعني منح إسرائيل المزيد من الوقت والتغطية الكاملة لأعمالها العدوانية في لبنان للضغط السياسي والتفاوضي لفرض الشروط الأميركية الإسرائيلية على لبنان. وأوضحت أن رفض برّاك تقديم ضمانات للبنان يعكس نيات أميركية خبيثة ويحمل في طياته شيئاً ما يمكن أن يكون ضربة عسكرية وأمنية مفاجئة أو عمل عسكريّ قادم من الحدود السورية اللبنانية. وتوقعت المصادر أن ترفض الإدارة الأميركية الرد اللبنانيّ والاستمرار بسياسة الضغوط القصوى على لبنان عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً بانتظار تطور المشروع الإسرائيلي الأميركي في سورية، ما يعني إطالة أمد المفاوضات بين لبنان والولايات المتحدة من دون نتائج عملية وتضييع الوقت وتحميل لبنان مسؤولية فشل المفاوضات وتبرير أي عمل عسكري إسرائيليّ موسّع ضد لبنان.

وأكد برّاك من السراي الحكومي بعد لقائه رئيس الحكومة نواف سلام، أهمية استعادة الاستقرار والأمن في لبنان وسنتابع الاجتماعات والقادة في البلد يحاولون معالجة المشاكل. أضاف: «مسألة نزع سلاح «حزب الله» داخليّة وبالنسبة لأميركا «الحزب» منظمة إرهابيّة ونحن نبحث مع الحكومة في كيفية المساعدة وتقديم الإرشادات لعودة الاستقرار والسلام إلى المنطقة. وأردف: أميركا ليست هنا لإرغام «إسرائيل» على القيام بأي شيء ونحن لا نرغم أحداً إنّما نقدّم المساعدة للوصول إلى خلاصة ولسنا هنا لنضع أي مصالح على الأرض. وقال: «لا ضمانات ولا نستطيع إرغام «إسرائيل» على فعل أي شيء»، معلنا «أننا لا نفكر حالياً في فرض عقوبات على لبنان». وأشار إلى أن «إن لم يحدث نزع سلاح حزب الله لن تكون هناك تبعات مباشرة أو أي تهديد، ولكنه سيكون أمراً مخيباً للآمال».

واستهل برّاك لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين من القصر الجمهوري في بعبدا، حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في حضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وسلّمه باسم الدولة اللبنانيّة مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهّد به لبنان منذ إعلان 27 تشرين الثاني 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مروراً خصوصاً بخطاب القسم، وذلك حول الضرورة الملحّة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتيّة دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين.

وزار برّاك ترافقه السفيرة جونسون متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة وكانت مناسبة لمناقشة الأوضاع في لبنان والمنطقة.

أمنياً، أعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة العامّة التّابع لوزارة الصّحة العامّة، في بيان، أنّ «غارة للعدو الإسرائيلي بمسيّرة استهدفت درّاجةً ناريّةً في الطيري ـ قضاء بنت جبيل، وأدّت إلى سقوط شهيد».

وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين جشي أنّ «زيارة برّاك إلى لبنان تأتي مجدداً في سياق الضغط للتخلي عن سلاح المقاومة»، مؤكداً أن «هذا السلاح ليس موضع مساومة، وأن من ينبغي عليه أن يتخلى عن تدخلاته هو الأميركي نفسه». وقال «حضر الموفد الأميركي إلى لبنان مجدداً، ويريد من بلدنا أن يتخلى عن سلاح المقاومة، بعد أن كان قد صرّح في جولة سابقة بأن على كل فريق أن يتخلى عن شيء، في حين أننا نقول له اليوم إننا لا نريد منكم شيئاً، بل عليكم أن تخرجوا العدو الإسرائيلي من أرضنا وبحرنا وسمائنا». وحول مطلب نزع سلاح المقاومة وتسليمه إلى الجيش اللبناني، أوضح النائب جشي «أنهم يريدون اليوم من لبنان أن يتخلى عن سلاح المقاومة بطريقة منمّقة، تحت عنوان تسليم السلاح الاستراتيجي للجيش اللبناني، إلا أنه وفي الحقيقة أن الجيش اللبناني الوطني يُمنع عليه الاحتفاظ بهذا السلاح، بل المطلوب تدميره كما حصل في المنطقة الواقعة جنوبي نهر الليطاني». اضاف»فليطمئن الأصدقاء، وليعلم الأعداء والمتربصون أننا لن نتخلى عن السلاح مقابل وعود أميركية فارغة وزائفة، فنحن قوم أُباة للضيم، لا تنفع معنا التهديدات ولا الوعيد، نحن أبناء الإمام الحسين، وأتباع مدرسة كربلاء، وشعارنا سيبقى: هيهات منا الذلة».

على صعيد آخر، أكد رئيس الجمهورية وجوب توحيد الجهود من قبل اللبنانيين والتصرف بموضوعية ومسؤولية لابعاد لبنان عن الصراع من حولنا. وشدّد على أن هدفه هو سلامة البلد وعدم المخاطرة باندلاع حرب، فلا قدرة لأحد على تحملها. وقال الرئيس عون إنه في مقابل المواقف عالية السقف التي كانت صدرت في الداخل اللبناني إزاء الأحداث المؤسفة التي حصلت في سورية أخيراً، صدرت مواقف عقلانية لكل من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابي المنى، والوزير السابق وليد جنبلاط، ورؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، «ساهمت في تخفيف التوترات وإبعاد لبنان عن الصراع من حولنا. وبالتالي، يجب توحيد الجهود من قبل اللبنانيين والتصرف بموضوعية ومسؤولية، وهي فرصة لحماية لبنان، على غرار ما حصل خلال الحرب بين إسرائيل وإيران، حيث بذلنا جهوداً لإبقاء لبنان بعيداً عن هذه الحرب».

بدوره، لفت رئيس «الحزب الدّيمقراطي اللّبناني» طلال أرسلان، إلى «أنّني سمعتُ باهتمام تصريح المبعوث الأميركي توم باراك، مشكوراً، الّذي علّق فيه على أحداث السويداء بالقول: «تجب محاسبة (ما يُسمّى) الحكومة السورية». وتوجّه في تصريح إلى «مجموعة الزقّيفة في لبنان»، قائلاً: «تفضّلوا، أسمعونا صوتكم… يا ترى ماذا ستقولون؟ بئس هذا الزّمن وبئس رجال الدّولة فيه».

إلى ذلك، دعا رئيس مجلس النّواب نبيه بري إلى عقد جلسة عامّة عند السّاعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم غدٍ وذلك للاستماع إلى الوزراء السّابقين للاتصالات السلكيّة واللاسلكيّة بطرس حرب، نقولا صحناوي، وجمال الجراح، ودرس طلب رفع الحصانة عن الوزير السّابق النّائب جورج بوشكيان.

قضائياً، ذكرت «الوكالة الوطنيّة للإعلام»، أنّ «النّائب العام التّمييزي السّابق القاضي غسان عويدات تغيّب عن جلسة استجوابه، الّتي كانت مقرّرة اليوم أمام المحقّق العدلي في قضيّة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وصرف الأخير النّظر عن استدعاء عويدات مجدّداً»، مشيرةً إلى أنّ «البيطار أرجأ اتخاذ القرار، إلى حين ختم التحقيق أسوةً بكل الّذين استجوبهم مؤخّراً».

وأعلن مكتب المدعي العام في باريس أنه سيتقدّم بطلب استئناف لإلغاء الإفراج المشروط عن جورج إبراهيم عبد الله، أحد أقدم السجناء الفرنسيين. ومن المقرّر إطلاق سراح الناشط اللبناني المؤيد للفلسطينيين من السجن يوم الجمعة المقبل، ليعود إلى لبنان.

ورأت النيابة العامة أن قرار غرفة الاتهام الذي أذن بالإفراج المشروط عن الناشط في 17 يوليو، «لا يتوافق مع اجتهاد الغرفة الجنائيّة بمحكمة النقض، والذي يقضي بأن الشخص المحكوم عليه بالسجن المؤبد بتهمة ارتكاب أعمال إرهابية لا يمكنه الاستفادة من الإفراج المشروط دون تدبير مع وقف التنفيذ». وأوضحت محكمة الاستئناف في باريس أنّ «هذا الاستئناف لا يعلّق تنفيذ القرار».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى