قالت الصحف: بري مصمم على رئيس “صنع في لبنان”.. ,جعجع خارج السباق
الحوارنيوز – خاص
تواصل الكتل النيابية المحسوبة على المحور الأميركي مسعاها لضمان انتخاب رئيس للجمهورية يكمل سياسياً حملة الضغط على المقاومة، ووفقاً لافتتاحيات الصحف فإن هذه المجموعات تواصل اجتماعاتها العلنية والسرية في هذا الاتجاه.
في المقابل يبدو أن الكتل الأخرى وعلى رأسها رئيس مجلس النواب، مصممة على رئيس صنع في لبنان كما عبر أمس رئيس المجلس النيابي بنفسه..
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: 6 أيام قبل الجلسة تحت وطأة الغموض
حسم الترشيحات ينتظر “الثنائي” والمعارضة
وكتبت تقول: قبل ستة أيام فقط من موعد الجلسة الانتخابية المفترض أنها ستكون حاسمة وفاصلة في وضع حدٍ لأزمة الفراغ الرئاسي المتمادي منذ سنتين وشهرين، ومع بداية السنة 2025، لم تبلور طلائع الحركة السياسية والنيابية الداخلية بعد المعالم الكافية لتظهير سيناريو انتخابي نهائي يمكن الركون إليه لبدء تصور نتائج أولية لما سينتهي إليه موعد 9 كانون الثاني (يناير). ذلك أن الحركة الديبلوماسية الكثيفة التي بدأت تشهدها بيروت كما الحركة المحمومة في كواليس المشاورات الداخلية، لا تزالان تدوران في افق الغموض والعموميات بما لا يشكل علامات مشجعة على اتضاح مسار الترشيحات والتسميات الواضحة التي يُفترض أن تظهر قبيل موعد الجلسة. وإذا كان مسلماً به أن “الإنجاز” المحسوم سلفاً في الجلسة سيتمثل في ترجمة تعهّد رئيس مجلس النواب نبيه بري للموفدين والسفراء والقوى الداخلية جميعاً، بأن الجلسة ستبقى مفتوحة على جلسات متعاقبة حتى انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، فإن النقطة الاساسية المثيرة “للريبة” وبداية تصاعد المخاوف تتمثل في أن أي فريق وازن لم يحسم موقفه النهائي الواضح بعد من أي مرشح متداول علناً أو ضمنا، باستثناء “اللقاء الديموقراطي” الذي رشح قائد الجيش العماد جوزف عون. وتعكس اللوحة الكبيرة لمواقف واتجاهات الأفرقاء السياسيين تصاعد الغموض بدل الوضوح في فترة نفاد العد العكسي لموعد الجلسة بما يصعب معه الجزم مسبقاً بأي سيناريو بما في ذلك الجزم بأن الموعد المفصلي هذا سينتهي بانتخاب الرئيس العتيد.
وتشير الاوساط المتابعة بدقة لمسار الاستعدادات ليوم 9 كانون الثاني إلى أن المرشحين الكبار ليسوا محسومين بدليل أن الثنائي الشيعي الذي يرفض ترشيح قائد الجيش يقبع عند غموض غير مفهوم لجهة تمسكه بترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية على رغم تراجع فرصة الأخير حتى حدود الانعدام، ولكن الثنائي يبدو كأنه ينتظر عرضاً “دوليا” استثنائياً يعوّم مكانته التي تراجعت بقوة مع الضربات التي تلقاها “حزب الله” لكي يبقي صورته كممر الزامي لأي استحقاق داخلي. وفي المقابل فإن حال القوى المعارضة لا يقدم النموذج البديل بعد، إذ لم تقو هذه القوى على الاتفاق على توحيد موقفها حول الترشح المحتمل لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أو على أي مرشح آخر من اقطابها، ولا على قائمة أسماء محددة لمرشحين آخرين، ولذا أبقت اجتماعاتها مفتوحة في قابل الأيام. كما أن أي معالم واضحة لتقاطع جديد بين “القوات” و”التيار الوطني الحر” لم تتحقق بعد. أما فئة المرشحين”الثالثين” أي المصنفين في خانة “المستقلين”، فلا تزال طويلة أكثر مما تحتمل المعركة (إذا صح وجودها) لأن ستة أيام فاصلة عن الجلسة مع بقاء أكثر من عشرة مرشحين على الأقل لم تتبلور التحالفات النيابية الكبيرة حول اثنين أو ثلاثة منهم سيعني نتيجة حتمية هي أن عدم حصول أي منهم على الأكثرية العادية في الدورة الثانية يصعب معه توفيرها في أي دورة لاحقة إلا في حال واحدة هي “تسلل” كلمة سر ما في “اللحظة القاتلة” من شأنها استجماع 65 نائباً أو أكثر للمرشح المحظوظ، وهذا الاحتمال لا يزال غائباً عن شاشات الراصدين والمعنيين كما تجزم الأوساط المعنية. وفي ظل هذه الضبابية ستتصاعد في قابل الساعات والأيام حمى المساعي لقيام تحالفات الحد الأدنى حول المرشحين بما يعني أن اتضاح خريطة المرشحين سيغدو المؤشر الحاسم إما إلى توفير ضمانات كبيرة بحصول الانتخاب وإما بإمكان حصول الخيبة الكبرى بإخفاق المجلس النيابي تكراراً في انتخاب رئيس الجمهورية.
وبدا واضحاً أن منسوب الاهتمام الخارجي بملف الاستحقاق الانتخابي قد ارتفع بدليل ما كُشف عن أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الفرنسي جان نويل بارو، بحثا خلال اتصال هاتفي مساء الأربعاء تطورات الملفين السوري واللبناني. وأفاد بيان لمكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير الأميركي “أشاد بقيادة فرنسا في دعم لبنان، بما في ذلك مساعداتها المستمرة للقوات المسلحة اللبنانية، وأكد أهمية اتباع نهج منسق لمساعدة الشعب اللبناني على إعادة بناء مؤسساته واستعادة قيادته من خلال الانتخابات الرئاسية”.
تزامن ذلك مع زحمة ديبلوماسية شهدتها عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والوفد المرافق، علماً أن بارو غادر إلى سوريا للاجتماع مع القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع على أن يعود على الاثر إلى بيروت ويغادر عبرها عائداً الى بلاده. وقد سبقه في العودة وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو الذي حضر معه إلى بيروت الاثنين الماضي وزارا مقر قيادة القوة الفرنسية العاملة في إطار “اليونيفيل” في جنوب لبنان.
كما التقى رئيس المجلس أيضاً السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا. وفي اطار متابعة الوضع في الجنوب اجتمع بري مع رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ إتفاق وقف النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان حيث جرى عرض للأوضاع الميدانية منها على ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لبنود الإتفاق.
بري
واكد الرئيس بري أنه أكثر من مصمم على انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 9 كانون الثاني. وقال: “مع رئيس صنع في لبنان. وستعقد الجلسة في دورات متتالية”. وسالته “النهار” ما حقيقة أن العواصم المعنية بلبنان هي التي تقرر إسم رئيس الجمهورية ؟ فأجاب: لم أتلق من أي عاصمة اسماً معينا وهذه مهمة البرلمان، كل ما سمعته من الخارج كان من دولة الفاتيكان، انتخبوا رئيساً وفق المواصفات المطلوبة”.
وفي التحركات البارزة حيال الاستحقاق الرئاسي عقد نواب المعارضة الـ31 اجتماعاً مساء أمس في مقر ”كتلة تجدد”، تناول الملف الرئاسي والاطلاع على خلاصة الاتصالات الجارية في هذا الشأن ومحاولة توحيد الصف والموقف خلف مرشح واحد. وسيعقد المجتمعون اجتماعات إضافية بعيداً من الأضواء لاستكمال البحث واتخاذ القرار.
يشار إلى أن رئيس حزب “القوات” سمير جعجع ردّ على حسابه عبر منصة “إكس” على قول الشيخ نعيم قاسم “أثبتنا بالمقاومة أننا لم نمكِّن العدو من التقدُّم، والآن الفرصة للدولة اللبنانية لتثبت نفسها”. فكتب: “شيخ نعيم، الدولة هي أنتم الآن. لديكم الأكثرية الساحقة داخل الحكومة، فاتخذوا الموقف المناسب”.
وفي اتجاهات نيابية تؤيد المرشحين “التوافقيين” تحدث النائب نبيل بدر عقب لقائه والنائب فريد هيكل الخازن عن “ضرورة أن يصل المرشح التوافقي الوسطي إلى رئاسة الجمهورية”، معتبراً أن “وصول أي مرشح طرف سيؤدي إلى اضطرابات”. أضاف: “سنعطي هدية كبيرة إلى اللبنانيين بانتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني”.
- صحيفة الأخبار عنونت: الرياض لا تريد مرشّح مواجهة وجعجع خارج السباق
وكتبت تقول: طبع السؤال عن مصير جلسة التاسع من كانون الثاني الرئاسية آخر أيام العام الماضي ومطلع العام الجديد، وبقيَت الأجوبة عليه تراوِح بينَ الوقائع والتوقّعات والرغبات والتمنيات. وفيما لا تزال جهات داخلية تستند في تفاؤلها إلى وجود جوّ خارجي جدّي يدفع في اتجاه انتخاب رئيس ومؤشرات إلى وجود قناعة داخلية بعدم القدرة على التعطيل، إلا أن أجواء الحراك الذي لم يتوقف في الأعياد واستمر أمس، لا تؤكد أن تاريخ التاسع من الشهر الجاري سيكون موعداً لإنهاء الفراغ الرئاسي. وبناءً عليه أمكن رصد ما يلي:
في الداخل، ثمّة فريق لبناني على رأسه قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع يرغب في تأجيل الاستحقاق إلى ما بعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 كانون الثاني. والرهان هنا هو أن ترامب العائد مع فريق عمل متشدّد سيعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لتستكمل في إيران ما بدأته في غزة ولبنان. ويعتقد جعجع بأن «الضربة الآتية» لإيران تعني سقوط حزب الله تماماً، وسيكون أمام فرصة ذهبية للوصول إلى بعبدا. ولهذا، أرسلَ جعجع موفداً إلى الرياض للسؤال عن إمكانية دعم ترشحه. أما التيار الوطني الحر، فلا يزال يعمل على هدف واحد، وهو إزاحة قائد الجيش العماد جوزف عون من قائمة المرشحين، وحرق اسم جعجع. صحيح أن تسريبات التيار حملت استعداداً لدعم ترشيح جعجع، لكن ذلك ليس بقصد انتخابه بل حرقه، مع قناعة النائب جبران باسيل بعدم قدرة قائد القوات على الحصول على الأصوات المطلوبة. فهو بالكاد يستطيع جمع 40 صوتاً، في حال صوّت التيار له. أما النواب السنّة، فلم يحسموا حتى الآن قرارهم لعدم وجود أي كلمة سرّ سعودية، بينما يلف الغموض موقف الثنائي حزب الله وحركة أمل.
خارجياً، تؤكد مصادر دبلوماسية أنه بمعزل عما يُقال في العلن أو يُسرّب مواربة، هناك ثابتة واحدة يُمكن الانطلاق منها، وهي أن المتغيّرات الداخلية والخارجية ليست واضحة، وهذا ما يجعل عواصم القرار المعنية بالملف اللبناني تقف بينَ حدّين: الأول عدم اتخاذ موقف منحاز بالكامل إلى أي اسم، ولا الذهاب في اتجاه قطيعة كاملة مع أي جهة في البلد. وفي السياق، كشفت المصادر أن الرياض وواشنطن نقلتا إلى بيروت رسائل متعددة مفادها أنه لن يكون هناك فرض لأي رئيس مواجهة، وهما تُدركان أنه مهما بلغت التحولات في المنطقة، لا يُمكن تجاهل التوازنات الداخلية، ما يعني بقاء جعجع خارج إطار المنافسة. وتعتبر المصادر أن جعجع «يدرك ذلك، لكنه يريد أن يؤكد على موقعه كصانع للرئيس. أي إنه لا يريد أن يتفاوض مع الطرف الآخر على اسم توافقي، بل أن يطرح هو الاسم ويأتي الآخرون ليتفاوضوا معه عليه».
وبينما استمرت عجلة اللقاءات والاتصالات الدبلوماسية رغم ضبابية المشهد المتوقّع للجلسة، جرى تداول معلومات عن عدول وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن زيارة كان يعتزم القيام بها للبنان، علماً أن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أكّد أنه لم يتلقَّ إشعاراً بزيارة ابن فرحان، فيما كانت المعلومات منذ البداية تتحدّث عن جولة سيقوم بها مستشاره للشؤون اللبنانية يزيد بن فرحان يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين للبحث في الاستحقاق الرئاسي.
وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية بارزة إن «المملكة تحرص حتى الآن على عدم التورط في دعم مرشح بعينه، لكنّ المؤكد أنها لا تؤيد جعجع، وهي تتقاطع مع الرأيين الفرنسي والأميركي، إذ إن الأسماء المتقدمة لديها تشمل قائد الجيش والوزير السابق جهاد أزعور ومرشح باريس المصرفي سمير عساف. وفي انتظار الوفد السعودي، بدأت اللقاءات الدبلوماسية أمس من عين التينة التي زارها وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو للبحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية. وهي زيارة تسبق زيارة مرتقبة مطلع الأسبوع المقبل للموفد الأميركي عاموس هوكشتين إلى لبنان.
كذلك عُقدت سلسلة لقاءات على هامش الأعياد بينها اتصال بين السفير السعودي وليد البخاري مع البطريركية المارونية قبل أن يسافر البخاري إلى الرياض. ونقل زوار البطريرك بشارة الراعي أنه يدعم بقوة حصول الانتخابات الخميس المقبل ويخشى من أن تأجيل الجلسة قد يفقد لبنان فرصة جدية.
وقال الزوار إن الراعي لن يقف عثرة أمام أي توافق سواء كان على قائد الجيش أو غيره، وإنه أبلغ جهات خارجية بأنه في حال كان التوجه هو انتخاب شخصية غير سياسية فهو يدعم العودة إلى مرشح التقاطع جهاد أزعور، ويدعو إلى بحث الأمر مع الرئيس بري وحزب الله. وأكّد الراعي أن البلاد تريد رئيساً يعيد الاعتبار إلى الدور المسيحي الفعّال ويكون قادراً على مدّ الجسور مع اللبنانيين والعرب والعالم.
- صحيفة الديار عنونت: بغياب «كلمة السر» الخارجية المعارضة تلمّح لتطيير جلسة الانتخابات
الرياض تصر على عدم التسمية… وجنبلاط ينصح جعجع بالتواضع!
تعهد اميركي لبري نهارا بلجم الخروقات واسرائيل ترد ليلا بتوسيعها؟
وكتبت تقول: غياب «كلمة السر» الخارجية رئاسيا، بسبب خلافات «اللجنة الخماسية»، يبقي عددا كبيرا من الكتل النيابية في حالة من الدوران في الحلقة المفرغة على مسافة اسبوع واحد من جلسة الانتخاب المفترضة لرئيس الجمهورية والتي لمحت المعارضة بالامس الى احتمال تطييرها. الاميركيون، والفرنسيون افتتحا النشاط الدبلوماسي مع العام الجديد، لكن كلا الطرفين لم يبحثا الرئاسة في عين التينة، بل كان اتفاق وقف النار «الطبق الرئيسي» في المحادثات بانتظار وصول عاموس هوكشتاين الى بيروت عله يحمل اي مؤشرات دالة على رغبات الاميركيين. السعوديون لم يطلبوا بعد مواعيد رسمية وسط تضارب في المعلومات حول تراجع وزير الخارجية عن ترؤس الوفد، لكن الثابت حتى الان ان الرياض لا تزال على موقفها بانها لن تسمي مرشحا مفضلا على نحو مباشر، وهي حددت في السابق المواصفات التي تعنيها والمهمة مناطة بمجلس النواب اللبناني. فيما القطريون المقيمون في بيروت لم يبادروا بعد الى الاجهار صراحة بتوجهاتهم الرئاسية. «الثنائي الشيعي» لا يجد نفسه مضطرا للتفريط «بورقة» ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في غياب اي كلام جدي مع الداخل والخارج حول هوية الرئيس الوسطي الذي لا يعتبر تحديا لاحد.
اما التكتلات النيابية السنية فهي على تشتتها في ظل عدم الوضوح في الموقف السعودي. والمعارضة ليست على «قلب واحد»، بغياب حسم الرعاة الخارجيين للموقف، في ظل انزعاج الكثيرين من محاولة «القوات اللبنانية» لتسيّد المشهد وفرض ترشيح غير واقعي لرئيسها سمير جعجع او من ينوب عنه. «التيار الوطني الحر» لا يزال في مربع المناورة وهو متهم بمحاولة ابتزاز مكشوفة للجميع، وخصوصا «الثنائي»، وهو في سبيل حرق اوراق قائد الجيش يلمح الى احتمال قبوله بجعجع، وحده النائب السابق وليد جنبلاط يغرد خارج السرب باعلانه ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، وهو خيار اعتبرته «القوات» ايضا قطعا للطريق امام «الحكيم».
انه «سيرك» مفتوح يمارس فيه الكثير من النواب «حركات بهلوانية» في وقت شديد الحساسية في واقع لبنان ومستقبله، الرهانات على التطورات الخارجية قد تدخل البلاد في تعقيدات هو بغنى عنها، ولعل «لغم» ملف نجل الشيخ القرضاوي القضائي-السياسي دليلا بسيطا عن حجم الحرج اللبناني في التعامل مع الملفات، حيث تبدو السلطات السياسية في موقف لا تحسد عليه وهي تحاول تجنب ازمة سياسية ذات انعكاسات اقتصادية وحتى امنية.
بري «والنافذة» المفتوحة!
اما العدو الاسرائيلي، فلا يزال على عدوانيته، وقد وسع بالامس من خرقه المستمر لاتفاق «وقف النار»، مستهدفا للمرة الاولى منذ دخوله حيذ التنفيذ، مرتفعات اقليم التفاح بغارتين جويتين مدعيا استهداف منصات صواريخ لحزب الله. ولا يعد العمق الجغرافي الذي يتجاوز الـ 13 كلم وحده الامر اللافت في الاعتداء الجديد، وانما توقيته، فهو جاء بعد ساعات قليلة من لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر جيفيرز، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون. وتم عرض للأوضاع الميدانية منها في ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لبنود الإتفاق، وفيما طلب بري الابقاء على النافذة مفتوحة كي يسمع الجنرال الاميركي صوت المسيرة الاسرائيلية التي كانت تحلق فوق بيروت، اكتفى الضابط الاميركي بالابتسام.
الضابط الاميركي «مستاء»؟
ووفقا للمعلومات، استعرض بري بالارقام عدد الخروقات الاسرائيلية وطالب جدية اكبر من اللجنة في التعامل معها لانها تاخذ الامور الى وضع معقد للغاية خصوصا ان اسرائيل تتعمد ابطاء انسحابها من القرى الجنوبية. وعلم في هذا السياق ، ان الجنرال الاميركي ابدى استياءه من الخروق الاسرائيلية، وشدد على السعي لوضع الحد لها في اقرب وقت، ولجم الخروقات، وقدم ما يمكن اعتباره ضمانة بالحرص على عدم تفويت الفرصة الراهنة للحفاظ على وقف النار، وهو ما سيسعى اليه هوكشتاين الذي يحمل معه تعليمات واضحة بضرورة التزام كافة الاطراف بالاتفاق.
من يكذب على من؟
وفي هذا الاطار، عبرت مصادر مقربة من «عين التينة» عن الاستياء التام من هذه التطورات، واعتبرت ان ما قام به جيش الاحتلال «رسالة» تحد واضحة للجميع، فاما ان الاميركيين «يبيعون» اللبنانيين كلاما معسولا، ويكذبون، ولا يقومون بما عليهم، او ان الاسرائيليين لا يكترثون بضغوط ادارة راحلة ويعملون وفق اجندتهم بانتظار دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض، وفي كلا الحالتين الامور غير مطمئنة ولا يمكن التعامل معها باستخفاف.
التصعيد الاسرائيلي
وكانت طائرات العدو قد اغارات على مرتفعات اقليم التفاح مرتين واستهدفت منطقة حرجية بين بلدتي سجد والريحان. كما اغارت مسيرة اسرائيلية قبل ظهر امس على منطقة الرومية بين بيت ليف وياطر. وقام جيش العدو ايضا بعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة للمناطق الممتدة بين ياطر وبيت ليف ورامية . وكانت قوة اسرائيلية توغلت صباح امس إلى داخل بلدة بيت ليف وقد شوهدت بالعين المجردة آليات الجيش الاسرائيلي على طريق البلدة بالقرب من خزان المياه ، فيما لم تغب الطائرات المسيرة والاستطلاعية والحربية عن سماء المنطقة لا سيما في القطاعين الغربي والأوسط. ورُصد تراجع القوات الإسرائيلية من أحياء الناقورة باتجاه رأس الناقورة وعلما الشعب بالتزامن مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة. كما حلّقت مسيّرة إسرائيلية فوق العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية على مستوى منخفض طوال يوم امس.
جنبلاط ينصح جعجع؟
رئاسيا، بقي الحراك دون المستوى المطلوب، واذا كانت الاتصالات تتسارع خلف الكواليس، الا ان محاولة تأمين توافق على اسم توافقي لا يزال دونه عقبات كبيرة، واهمها، برأي مصادر سياسية بارزة، شعور قوى المعارضة ان لديها فرصة «تاريخية» لانتخاب رئيس وفق معادلة «غالب ومغلوب» بعد التطورات المتسارعة في لبنان والمنطقة،وهو امر يثير «نقزة» في المختارة التي يخشى زعيمها وليد جنبلاط من رهانات خاطئة تطيح بجلسة التاسع من الجاري، او تؤدي الى نتائج لا تعكس طموحات «الرؤوس الحامية» من المعارضة. وعلم في هذا السياق، انه نصح عبر وسطاء رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بالتواضع قليلا، والتعامل مع موازين القوى الداخلية بواقعية، باعتبار ان التوازنات في مجلس النواب لم تتغير، «والثنائي» لا يزال يحظى بتاييد غالبية الشيعة، ولا يمكن تجاوزهم او محاولة عزلهم، ولذلك من الضروري الذهاب الى التوافق على مرشح مقبول من الجميع وعدم الاطاحة بالجلسة المقبلة لان الامور قد تفتح على مفاجآت غير منتظرة. لكن في «معراب» لا يزال الموقف على حاله لجهة القول» انه اذا لم نأت برئيس يشبهنا الان فمتى يكون ذلك»؟
بري يتعهد…ولكن
وفيما تسربت معلومات عن ان وزير الخارجية السعودي لن يحضر الى لبنان هذا الاسبوع كما تردد، بل قد يرسل مستشاره.استقبل الرئيس بري وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو والوفد المرافق حيث تناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا، كما التقى رئيس المجلس السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، وكان بري واضحا لجهة التزامه بعدم الخروج من «ساحة النجمة» قبل تصاعد «الدخان الابيض»، متعهدا ان «الثنائي» لن يفرط عقد الجلسة، لكنه شدد ايضا على انه وحده لا يمكنه انتخاب رئيس؟
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بحث مع نظيره الفرنسي بارو، خلال اتصال هاتفي مساء أمس الاول، مستجدات الملفين السوري واللبناني. وأفاد بيان لمكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أن الوزير الأميركي «أشاد بقيادة فرنسا في دعم لبنان، بما في ذلك مساعداتها المستمرة للقوات المسلحة اللبنانية، وأكد أهمية اتباع نهج منسق لمساعدة الشعب اللبناني على إعادة بناء مؤسساته واستعادة قيادته من خلال الانتخابات الرئاسية.
حزب الله والرئيس السيادي
من جهته اعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ان حزب الله لا يقبل بعزل احد وهو مع انتخاب رئيس سيادي حقيقي يواجه اي اعتداء على السيادة، وخصوصا من قبل العدو الاسرائيلي.واضاف « لا نريد لاحد ان يعزل ونحن منفتحون على الحوار والتعاون مع من يريد ان يتعاون على اعادة نهوض البلد ومعالجة اثار العدوان الاسرائيلي.
جلسة 9 قد لا تنتج رئيسا
في هذا الوقت، تعثر مجددا جمع الكتل السنية على راي رئاسي واحد، وفشلت كتلة الاعتدال، والتوافق الوطني، ونواب مستقلين للمرة الثانية في عقد لقاء جامع امس لكن الاجتماع تم تاجيله مجددا الى يوم الاثنين المقبل. من جهته اكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي الحاجة إلى رئيس يواكب المرحلة ، لكنه قال ان جلسة التاسع من كانون الثاني قد لا تنتج رئيساً بانتظار توافق داخلي أكبر، مشيرا الى ان السعودية تميل الى ان يكون انتخاب قائد الجيش.
ماذا تريد المعارضة؟
من جهتها فشلت قوى المعارضة التي عقد نوابها اجتماعًا في مقر كتلة تجدد في الخروج بتوافق حول اسم لخوض العركة الانتخابية في الجلسة المقبلة، ووفق المعلومات ثمة تريث بانتظار الوفد السعودي وكذلك زيارة هوكشتاين الى بيروت، وبعد الاجتماع تلا النائب وضاح الصادق بيانا اوحى فيه بان موعد الـ 9 من الجاري ليس «مقدسا» لانتخاب رئيس، لان المعارضة التي تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه كل لبنان، حسب تعبيره، لا تعني بأي شكل من الأشكال قبولها بانتخاب رئيس لـ 6 سنوات لا يمتلك كل المواصفات التي تخوله تنفيذ المهام التي تتطلّبها مرحلة العهد الكاملة والتي تشمل بالتوازي: إعادة الاعتبار للدستور وحكم القانون، إستعادة السيادة على القرار والأرض وحصر السلاح بيد مؤسسات الدولة، تطبيق كافة الاتفاقات والقرارات الدولية، القيام بالإصلاحات المطلوبة لمعالجة آثار الانهيار المالي والاقتصادي وإعادة بناء الاقتصاد الشرعي اللبناني، تصحيح علاقات لبنان مع محيطه العربي والمجتمع الدولي..