قالت الصحف: بانتظار أورتاغوس: اعتداءات، تهديدات وضغوط

الحوارنيوز – خاص
تابعت افتتاحيات صحف اليوم رصد الأجواء المرافقة لزيارة نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الى جانب عدد من القضايا المحلية لاسيما استمرار الاعتداءات والتهديدات..
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: تأييد فرنسي لعدم نقل الرقابة الأمنية إلى “تطبيع”… عون يتعهّد حماية المؤسسات الأمنية من
التنسيق الاستباقي الذي حصل بين رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة أدى إلى تثبيت الموقف اللبناني الذي سيبلغ إلى أورتاغوس والذي لا يذهب عبره لبنان إلى المجازفة بأزمة مع الجانب الأميركي
وكتبت تقول: ساد غموض واسع، الأجواء الرسمية والديبلوماسية عشية الزيارة المرتقبة لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس للبنان واسرائيل في أحدث تحركاتها الهادفة إلى تجنّب تفجر حرب متجددة على لبنان، ولكن من ضمن اقتراحات محددة سبق لها أن طرحتها في الآونة الأخيرة ولم تتلق عليها رداً لبنانياً بعد. ولعل ما بدا لافتاً للغاية قبيل وصول الموفدة الأميركية الى لبنان أن الأوساط المتصلة بالرئاسات الثلاث لم تبدِ قلقاً كبيراً حيال إمكانات التوصل إلى حدود معقولة من التفاهمات الجديدة المحددة بين لبنان والمبعوثة الأميركية حيال ما اقترحته من تشكيل ثلاث لجان للتفاوض حول الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس الحدودية في الجنوب وإعادة الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل وترسيم الحدود البرية بين البلدين. وتؤكد الأوساط نفسها أن التنسيق الاستباقي الذي حصل بين رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة أدى إلى تثبيت الموقف اللبناني الذي سيبلغ إلى أورتاغوس والذي لا يذهب عبره لبنان إلى المجازفة بأزمة أو بصدام مكلف مع الجانب الأميركي من شأنه ترتيب تداعيات خطيرة على لبنان، ولكنه يقترح ما يراه ملحاً وما يقدرعلى التزامه في إطار البعد الأمني والعسكري التقني لا أكثر.
ويستند لبنان على ما يبدو إلى دعم فرنسي واضح للاتجاهات التي يلتزمها الرئيسان جوزف عون ونواف سلام. ذلك أن مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين أفادت أمس أن باريس تعتبر أنه لا يمكن الانتقال من آلية مراقبة وقف إطلاق النار الثلاثية بين لبنان وإسرائيل إلى نوع من تطبيع ديبلوماسي بينهما. وترفض باريس العمليات الإسرائيلية في لبنان خصوصاً وأن إسرائيل وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار، وتطالب فرنسا الدولة العبرية بالانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في الجنوب اللبناني، فيما تشدّد على أنه يتوجّب على الجيش اللبناني أن يستمر في عمله وقد أظهر قدرته حتى الآن على حفظ الاستقرار في لبنان، لذا ينبغي أن تنسحب إسرائيل كلياً وأن تجنّب لبنان القصف لأن الأولوية اليوم هي عودة استقرار لبنان وتمكين السلطات اللبنانية من استعادة السيطرة، ليس فقط على الحدود بل على كامل الأراضي وحل الأزمة المالية في البلد وتسيير عمل الدولة. ويصف المسؤولون الفرنسيون على أعلى المستويات أداء الرئيس جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بأنه جيد ومهم وأن فرنسا عازمة على مساعدتهما بتنظيم مؤتمر دولي لتقديم الدعم إلى لبنان.
وفي السياق، عقد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لقاء مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر وطالبه باحترام كامل لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان الذي تم التوصل اليه في 26 تشرين الثاني الماضي من أجل إتاحة المجال لعودة آمنة لسكان الجهتين من الخط الازرق، وذكّر بالاقتراح الفرنسي لنشر وحدات اليونيفيل مع الجيش اللبناني لضمان أمن النقاط الخمس من حيث ينبغي على الجيش الإسرائيلي أن ينسحب. وأعرب الوزير الفرنسي عن تمني فرنسا أن تنطلق مفاوضات في إطار مقبول من الجميع لترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان وأكد جهود فرنسا لدفع إصلاحات وإعادة اعمار وتثبيت وضمان سيادة لبنان.
وفي إطار بلورة الموقف الرسمي من الانتهاكات الإسرائيلية لوقف النار، برز تأكيد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي خلال استقباله أمس المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية الأوروبية ستيفانو سانينو على رأس وفد من الاتحاد الاوروبي “رفض لبنان الشديد لعدوان إسرائيل المستمر عليه واعتداءاتها اليومية في الجنوب واستهدافها المتجدد للعاصمة بيروت”، وجدّد مطالبة الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي “بممارسة أقسى الضغوط على إسرائيل لإلزامها بالانسحاب من كل الأراضي اللبنانية التي تحتلها، وبوقف هجماتها وانتهاكاتها لسيادة لبنان، والإلتزام بإعلان وقف الاعمال العدائية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701”.
عون والامن والقضاء
في غضون ذلك، أطلق رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مجموعة مواقف تتصل بالأمن والقضاء في سياق الانطلاقة الجديدة لكبار المسؤولين المعينين أخيراً، فاعتبر “أن الناس تنتظر من المؤسسات الأمنية تحقيق إنجازات، والمطلوب من هذه المؤسسات تنفيذ مهامها بأخلاقية، من دون التأثر بأي ضغط سياسي أو تدخلات طائفية أو مذهبية”. وتوجّه خلال جولة إلى قيادة وضباط وعناصر قوى الأمن الداخلي والأمن العام بالقول: “كونوا سفراء لدى الطوائف والسياسيين وليس العكس، حققوا مصلحة قوى الأمن والبلد، وأنا كفيل بحمايتكم إذا ما حصل أي تدخل، ولا تكونوا مرتهنين لأحد، حققوا مصلحة لبنان فقط، ونفذوا القوانين”. وعشية جلسة لمجلس الوزراء مقررة اليوم يجري في مصرف لبنان حفل تسليم وتسلم بين حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، أدى سعيد أمس اليمين أمام رئيس الجمهورية. كما أقسم المدّعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار، ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي أيمن عويدات، ورئيس مجلس شورى الدولة القاضي يوسف الجميل، اليمين أمام رئيس الجمهورية بحضور وزير العدل عادل نصار، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود. وبعد أداء القسم، عقد الرئيس عون اجتماعاً في حضور الوزير نصار، مع القضاة، عبود والحجار والجميل وعويدات، حيث أكد لهم على أهمية المسؤوليات التي يتحملونها، لا سيما في إعادة تفعيل عمل السلطة القضائية وتصحيح الانطباع السائد بأن القضاء ترهّل ولا يقوم بواجباته كاملة. وقال: “أريد أن تعيدوا إلى القضاء دوره، بعدل وحزم، وأن تكون الأحكام والقرارات الصادرة عنكم مستندة إلى القوانين المرعية الإجراء، وعلى قناعاتكم، وألا تتأثروا بأحد، ذلك أن الثقة بالدولة أساسها الثقة بالقضاء”. وأضاف الرئيس عون: “لقد أظهرت الاستطلاعات بأن مطلب اللبنانيين هو مكافحة الفساد، ومهمتكم في هذا المجال أساسية. والكل يجب أن يكون تحت سقف القانون بدءاً من رئيس الجمهورية”.
وفي سياق المواقف البارزة من التطورات، اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنّ “الوقت قد حان لعقد مؤتمر وطني من أجل تنقية الذاكرة، ونحن نطالب منذ زمن بالجلوس معاً، واذا لم يتوافر ذلك فمؤتمر دولي كنا قد دعونا إليه سابقاً وهو تم عبر مبادرات على القطعة”. وفي كلمة خلال استقباله وفد نقابة المحررين، أشار الراعي إلى أنّ “لا خوف على المسيحيين في لبنان في ظل ما يحصل في سوريا”. وسُئل الراعي عن نزع السلاح في لبنان بعد الذي حصل في الساحل السوري، فأجاب: “آن الأوان لتوحيد السلاح في لبنان وهذا ما ورد في اتفاق الطائف، وأن الجيش في حاجة إلى تقوية والمطلوب ان يدعم من الدول، ولكن الحل الآن ديبلوماسي، لأنّنا لسنا قادرين على الحرب، ولا أحد يستطيع مواجهة إسرائيل. وماذا استطاعت المقاومة بكل أسلحتها أن تفعل في وجه الآلة الاسرائيلية “. وقال: “ليس بسهولة يمكن نزع السلاح الآن، وهو يتطلّب وقتاً ويجب أن نصل إلى ذلك، فالجماعة أقوياء ومعنوياتهم موجودة”. وعن التطبيع مع إسرائيل قال: “التطبيع ليس وقته الآن، وهناك أمور كثيرة يجب تطبيقها مثل ترسيم الحدود وتسليم السلاح”.
مطاردة السيارات
ميدانياً أعلنت قيادة الجيش أمس، أن “وحدة من الجيش عملت في منطقة اللبونة – صور على إزالة عوائق هندسية كان العدو الإسرائيلي قد ركّزها داخل الأراضي اللبنانية، كما أغلقت طريقًا ترابيًّا بعدما فتحتها وحدة معادية في المنطقة نفسها”.
في المقابل، لفتت يوم أمس مطاردات قامت بها مسيّرات إسرائيلية للعديد من السيارات فاستهدفت مسيّرة سيارة من نوع رابيد على طريق عام بنت جبيل يارون في منطقة الدورة، وأصابتها من الجهة الخلفية، وأشارت وزارة الصحة إلى سقوط جريحين جراء الغارة. وبعد الظهر، استهدفت الطائرات الإسرائيلية سيارة من نوع رابيد أخرى في بلدة علما الشعب وأفيد عن إصابة شخص. كما نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي أكثر من غارة على محيط بلدة الناقورة وغارة استهدفت منزلاً سكنياً جاهزاً في وسط البلدة. وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني – الهيئة الصحية الإسلامية أن ثلاث غارات إسرائيلية استهدفت فجر أمس المركز المستحدث للدفاع المدني – الهيئة الصحية الاسلامية في بلدة الناقورة، ما أدّى إلى تدميره بشكل كامل وتضرّر سيارتي إسعاف وإطفاء.
- صحيفة الديار عنونت: تهويل يسبق زيارة أورتاغوس… فهل تصمد «اللاءات» اللبنانية؟
باريس تخشى الفوضى وتحاول تخفيف الضغوط الأميركية
رهان على «تدوير الزوايا» وعدم حشر لبنان بمهلٍ زمنية؟
وكتبت تقول: على وقع اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب حربا تجارية عالمية، حيث دخل الاقتصاد العالمي في المجهول، وفيما تعربد «اسرائيل» في طول المنطقة وعرضها، تصل مبعوثته الى المنطقة مورغان اورتاغوس الى بيروت تسبقها «عاصفة» من التهويل والابتزاز. وفي هذا السياق، تسود حالة من الترقب في المقرات الرسمية بانتظار ما ستحمله اورتاغوس صباح يوم غد. لا معلومات دقيقة وحاسمة حيال سقف التشدد الاميركي المستجد، والمصحوب بحملة سياسية واعلامية تديرها اطراف في الداخل وفي واشنطن للضغط على السلطات اللبنانية، وتخّيرها بين الموت انتحارا او عبر «القاتل المتسلسل» اسرائيل الجاهزة لتوسيع حربها التي لم تتوقف يوما منذ الاعلان عن الاتفاق في 27 تشرين الماضي. المحسوم حتى الان ان ثمة توافقا بين الرؤساء الثلاثة على اسماع اورتاغوس موقفا موحدا حيال مقاربة ملفي المفاوضات، والتطبيع، وسلاح المقاومة. في الملف الاول، لا حاجة الى فتح مسارات موازية لما هو قائم حاليا من خلال آليات تنفيذ القرار 1701. وفي الملف الثاني، لبنان غير جاهز لاي شكل من اشكال التطبيع، وهو متمسك بالمبادرة العربية للسلام. اما ملف السلاح، فلا تراجع عن مسألة حصريته بيد الدولة، لكن لا يمكن ان يحصل بين عشية وضحاها، ولا يمكن معالجة الامر بالقوة بل يندرج في سياق استراتيجية الدفاع الوطني التي ستُبحث في وقت لاحق. فهل تصمد «اللاءات» اللبنانية؟
استمرار الغموض
وبحسب مصادر رسمية، فان الغموض يلف الملف اللبناني، ولا يملك اي من المسؤولين اجوبة واضحة حيال رد فعل واشنطن على الموقف اللبناني الموحد الذي ينطلق من واقعية وليس تحديا. ثمة محاولة جدية لتدوير الزوايا تتولاها باريس، لعدم حشر لبنان بمهل زمنية، لكن لا يمكن الرهان كثيرا على الفرنسيين لان واشنطن لا تمنحها الكثير من الهوامش للتحرك، وتجربة لجنة المراقبة خير دليل على ذلك. لهذا لا يمكن التكهن بالخطوة الاميركية التالية اذا تم رفض طروحات اروتاغوس، خصوصا ان محاولة الاستثمار السياسي في لبنان بعد الحرب من خلال الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة لاتزال في بدايتها، فهل تستعجل الادارة الاميركية انهاء هذا الاستثمار؟ ام ستتفهم الواقع اللبناني؟
التشدد الاميركي
اما ما تسرب من معلومات الى بيروت، فيشير الى ان اورتاغوس ستكون متشددة في مسألة سلاح حزب الله، لكن من غير الواضح ما اذا كانت ستطالب بجدول زمني قصير لتنفيذ ذلك. لكنها ستكون واضحة في ابلاغ المسؤولين اللبنانيين بان الانسحاب الاسرائيلي، ووقف ما تعتبره دفاع اسرائيل عن نفسها، اي الاعتداءات، لن يتوقف ما لم تتم معالجة ملف السلاح، فضلا عن التذكير بان اعادة الاعمار غير ممكنة في ظل عدم معالجة هذا الملف.
ماذا قال عون لماكرون؟
وفي هذا السياق، تشير مصادر ديبلوماسية الى ان فرنسا ترفض الضغوط الاميركية القصوى على لبنان، وترى انه سيؤدي الى فوضى داخلية ستكون تداعياتها خطرة جدا. وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون متفهما لموقف الرئيس عون، بان هذا الملف لا يمكن معالجته الا بحوار مع الطائفة الشيعية ضمن استراتيجية الامن الوطني، خصوصا ان رئيس الجمهورية قد عبر امامه خلال اللقاء في الاليزيه عن استغرابه للموقف الاميركي، وسأله «كيف يطلب من لبنان انجاز هذا الامر في فترة زمنية غير منطقية بعدما عجزت اسرائيل عن نزع السلاح بالقوة، وهي ايضا عاجزة عن ذلك في غزة ضد حركة حماس، على الرغم من حرب مدمرة مستمرة لنحو سنتين؟!
اتصالات فرنسية
في هذا الوقت، تتواصل الاتصالات بين باريس وواشنطن، اما وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو فبحث هاتفيا مع نظيره الإسرائيلي الملف اللبناني، وابلغه رغبة فرنسا في مفاوضات بتوافق الجميع لترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان. وبحسب بيان الخارجية الفرنسية، «بحث بارو مع نظيره الإسرائيلي الوضع على الحدود اللبنانية ودعا إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار». وفيما اكد وزير الحرب يسرائيل كاتس ان المفاوضات تجري حول ترسيم الحدود مع لبنان وملف الاسرى اللبنانيين، أكد المتحدّث باسم جيش الاحتلال إيفي دفرين، أن «دولة لبنان مسؤولة عما يجري في أرضها»، وفي تمهيد لافعال عدوانية جديدة، قال «إنّنا نحافظ على الغموض في عملياتنا لمفاجأة العدو وأفعالنا ستعبّر عن نفسها».
الملف الايراني
ووفق مصادر مطلعة، فان هذه الاعتداءات تستهدف كل دول المنطقة، واذا كانت الساعات القليلة الماضية قد شهدت تصعيدا للغارات على سورية، وكذلك اليمن، يبدو واضحا أن القيادتين في أميركا وإسرائيل تعتبران أن هذا الوقت الأنسب لاستغلال الظروف الراهنة لضرب إيران بما يفتح سيناريو «الجحيم»، ما سيؤدي الى تصعيد غير مسبوق في المنطقة، وسيكون لنتائج هذه المواجهة سواء انتهت ديبلوماسيا او عسكريا انعكاساتها على الساحة اللبنانية.
الداخل يواكب الضغوط الخارجية
وفي سياق مواكبة الضغوط الاميركية، استمر مسؤولو القوات اللبنانية في ممارسة ضخ اعلامي وسياسي لاستهداف سلاح المقاومة. بدوره شدد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل على ضرورة تسليم سلاح حزب الله، معتبراً أنه يبقى التحدي والعقبة الحقيقية أمام انطلاقة البلد، ويشكل وجوده حاجزًا في وجه انفتاح لبنان على الخارج، ويمنع فتح الأسواق أمام الشركات اللبنانية لتصدير إنتاجها، مشيراً إلى أن السلاح ليس مجرد مسألة داخلية سياسية، بل يتخطاها إلى بعد اقتصادي يتعلق باستقرار لبنان، ما يسمح بجذب استثمارات خارجية وخلق فرص عمل لتحريك الدورة الاقتصادية.
حزب الله: المواجهة او الاستسلام؟
من جهته، أعرب حزب الله، في بيان، عن إدانته «للعدوان الأميركي-الإسرائيلي الهمجي المتصاعد على كل من سورية واليمن وغزة ولبنان، والذي يشكّل امتدادًا للحرب المفتوحة التي يشنها محور الشر الأميركي-الصهيوني على شعوب المنطقة، مزعزعًا استقرار وأمن دولها ومستبيحًا سيادتها ومستنزفًا لقدراتها وعوامل القوة لديها، لإخضاعها لمتطلبات هيمنته ومصالح الكيان الصهيوني لتكون له اليد الطولى في المنطقة». وقال «في هذا السياق أيضًا، تأتي الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية على لبنان والضغوط الأميركية المتواصلة من خلال تغطية هذه الجرائم ومن خلال المبعوثين الذين يحملون الشروط الإسرائيلية لفرضها علينا». ورأى أن «هذا التصعيد الخطر يضع كل دول المنطقة وشعوبها أمام مسؤوليات تاريخية تفرض عليها التوحد في مواجهة هذه المخططات الخطرة التي تهدد الجميع»، مشدداً على أن «المعادلة اليوم واضحة: إما المواجهة أو الاستسلام لمخططات العدو التي لا تهدف إلا الى إخضاع المنطقة وتركيعها والهيمنة على شعوبها ومقدراتها.
الديبلوماسية اللبنانية
من جهته، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المفوضية الأوروبية ستيفانو سانينو على رأس وفد من الاتحاد الاوروبي ضمّ أيضا سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال. وأكد رجّي للوفد الأوروبي رفض لبنان الشديد لعدوان اسرائيل المستمر عليه واعتداءاتها اليومية في الجنوب واستهدافها المتجدد للعاصمة بيروت. وجدد مطالبة الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي بممارسة أقسى الضغوط على اسرائيل لالزامها بالانسحاب من كل الأراضي اللبنانية التي تحتلها، وبوقف هجماتها وانتهاكاتها لسيادة لبنان، والالتزام باعلان وقف الاعمال العدائية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701.
الوضع الميداني
ميدانيا، وفيما تتواصل الاعتداءات الاسرائيلية، كان لافتا قيام عناصر من الجيش اللبناني بتوقيف عناصر دورية «لليونيفيل» في بلدة كوكبا جراء عدم التنسيق المسبق وعدم الامتثال للتوقف عند الحاجز. في المقابل، استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة من نوع رابيد على طريق عام بنت جبيل يارون في منطقة الدورة، واصابتها من الجهة الخلفية . واشارت وزارة الصحة الى سقوط جريحين جراء الغارة . كما استهدفت الطائرات الاسرائيلية سيارة من نوع رابيد في بلدة علما الشعب وافيد عن اصابة شخص. كما نفذ الطيران المعادي اكثر من غارة على محيط بلدة الناقورة وغارة واحدة استهدفت منزلا سكنيا جاهزا في وسط البلدة. كما استهدف العدو الإسرائيلي فجر امس بثلاث غارات المركز المستحدث للدفاع المدني – الهيئة الصحية الاسلامية في بلدة الناقورة، مما أدّى إلى تدميره بشكله كامل وتضرر سيارتي اسعاف وإطفاء. في هذا الوقت، عملت وحدة من الجيش في منطقة اللبونة – صور على إزالة عوائق هندسية كان العدو الإسرائيلي قد ركّزها داخل الأراضي اللبنانية، كما أغلقت طريقًا ترابيًّا بعدما فتحتها وحدة معادية في المنطقة نفسها.
الراعي والمؤتمر الوطني
وفي موقف لافت، اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنّ «الوقت قد حان لعقد مؤتمر وطني من أجل تنقية الذاكرة ونحن نطالب منذ زمن بالجلوس معاً، واذا لم يتوافر ذلك فمؤتمر دولي كنا قد دعونا اليه سابقا وهو تم عبر مبادرات على القطعة.» وفي كلمة خلال استقباله وفد نقابة المحررين في لبنان، أشار الراعي «إلى أنّ هيئة تحرير الشام تواصلت مع المطارنة لدى دخولها حلب ودمشق، وطمأنتهم فاطمأن المسيحيون، مؤكداً أنّ «لا خوف على المسيحيين في لبنان في ظل ما يحصل في سورية». وسُئل الراعي عن نزع السلاح في لبنان بعد الذي حصل في الساحل السوري، فأجاب «آن الاوان لتوحيد السلاح في لبنان وهذا ما ورد في اتفاق الطائف، وان الجيش في حاجة الى تقوية والمطلوب ان يُدعم من الدول، ولكن الحل الآن ديبلوماسي، لأنّنا لسنا قادرين على الحرب، ولا أحد يستطيع مواجهة إسرائيل. وماذا استطاعت المقاومة بكل أسلحتها أن تفعل في وجه الآلة الاسرائيلية «. وتابع قائلاً: «ليس بسهولة يمكن نزع السلاح الآن، وهو يتطلّب وقتاً ويجب أن نصل الى ذلك، فالجماعة أقوياء ومعنوياتهم موجودة». وعن «التطبيع مع إسرائيل»، قال: التطبيع ليس وقته الآن، وهناك أمور كثيرة يجب تطبيقها مثل ترسيم الحدود، تسليم السلاح».
- صحيفة اللواء عنونت: لبنان في المرمى الأميركي: ضغوط جمركية واقتراحات لا تخدم الاستقرار اللبناني
عون لاستعادة هيبة قوى الأمن واحترام القانون.. والراعي: التطبيع ليس وقته
وكتبت تقول: اعد لبنان الرسمي ملف المحادثات مع الموفدة الرئاسية الاميركية مورغن اورتاغوس، على نحو موحد ومحدد في ما خصّ الاقتراحات التي تحملها، على وقع استمرار الاجرام الاسرائيلي الممتد من الجنوب إلى البقاع وسوريا وعموم المنطقة، بما في ذلك التهويلات بحرب برية جديدة على غزة.
ولئن كانت الرسوم الجمركية التي كشف عنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب أصابت لبنان بنسبة 10%، فالسؤال: ما هو مصير التباين الاميركي – اللبناني حول اقتراحات مورغن، ومن ضمنها طلب مهلة محددة لنزع سلاح حزب الله، وسائر القوى المسلحة الاخرى، فضلاً عن تأليف لجان لمفاوضات تتجاوز لجنة مراقبة تطبيق وقف النار التي توقفت مبدئياً عن العمل.
وقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان لقاءات نائبة المبعوث الأميركي مورغن اورتاغوس في بيروت تنطلق غدا السبت وأشارت إلى أن الاتصالات قامت من أجل عرض موقف رسمي واضح للضيفة الأميركية قائم على ما ورد في كل من خطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة حول الالتزام بالقرارات الدولية وحصرية السلاح بيد الدولة وقيام الأجهزة الأمنية بدورها، لافتة إلى ان لبنان متمسك بهذه المبادئ الأساسية كما بضرورة استكمال الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب ووقف انتهاكاتها، أما أي مطلب آخر يطرح في خلال هذه المباحثات فيصار إلى التنسيق بشأنه لناحية الرد.
ولفتت هذه المصادر إلى أن لبنان لا يريد عودة عقارب الساعة إلى الوراء وان هناك تصميما من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على السير بمسيرة بناء الدولة والتمسك بقرارات الشرعية الدولية والقرار ١٧٠١ والعودة إلى اتفاقية الهدنة.
وقالت مصادر مطلعة على الموقف الرئاسي أن أجندة لبنان واحدة: الضغط على اسرائيل لتطبيق قرار وقف النار، والالتزام بالقرار 1701 بحذافيره، فلا تفاوض عبر لجان جديدة مدنية أو دبلوماسية ورفض التفاوض على التطبيع، وربط مصير السلاح بالاستراتيجية الدفاعية، لا يجر لبنان إلى الفوضى.
وحسب مصادر رئاسة الحكومة، فإن الجانب اللبناني سيستمع إلى اورتاغوس، ويدين مقترحاتها، وسيطرح عليها الدبلوماسية الحكومية أي نقل الرسائل إلى لبنان واسرائيل من دون تشكيل لجان اضافية.
إذاً ينتظر المسؤولون اللبنانيون زيارة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس لبيروت التي حددت لها مواعيد يوم غد السبت، لسماع ما لديها من طلبات وشروط تؤكد المنحى الاميركي في كسر لبنان لمصلحة اسرائيل من خلال فرض مفاوضات سياسية لا لزوم لها سوى انها تريد إخضاع لبنان لمطالب الكيان الاسرائيلي، وتحت التهديد بمواصلة الاعتداءات على الجنوب ومناطق اخرى كالضاحية والبقاع.
وقد تصل اورتاغوس مساء اليوم الجمعة وتلتقي الرؤساء جوازف عون ونبيه بري ونواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجي يوم السبت، وسط معلومات انها ستواصل الضغط على لبنان لتشكيل اللجان الدبلوماسية الثلاث للتفاوض وستثير موضوع نزع سلاح حزب الله، لكنها ستسمع من الرؤساء الثلاثة موقفا موحداً بالضغط على اسرائيل للإلتزام بإتفاق آلية تنفيذ وقف اطلاق النار بعدما التزمه لبنان وحزب الله، وان المفاوضات يجب ان تكون غير مباشرة وفقط تقنية حول انسحاب الاحتلال من النقاط التي تحتلها، ولا مبرر للجان اخرى ومسارات اخرى. وان على الموفدة الاميركية القيام بجولات مكوكية بين لبنان وفلسطين المحتلة لعرض مسار التفاوض على الحدود البرية تماما كما فعل سلفها آموس هوكشتاين خلال ترسيم الحدود البحرية.
وبشأن موضوع سلاح المقاومة افادت المعلومات ان الموقف الرسمي اللبناني يتخلص في انه سيكون موضع بحث لبناني داخلي من خلال حوار وطني يجريه رئيس الجمهورية ضمن البحث في الاستراتيجية الوطنية للدفاع.
ويتزامن ذلك مع التهديدات الاميركية والاسرائيلية بضرب ايران، مع ما يمكن ان ينتج عن مثل هذه الضربة من انعكاسات سلبية خطيرة على وضع الشرق الاوسط، بسبب التفلّت الاسرائيلي من اي قيود وتبني الرئيس دونالد ترامب كل التوجهات الاسرائيلية وتشديد ادارته الحصار والعقوبات على اكثر من دولة، وهي لاتزال تطال بإنعكاساتها لبنان.
وتفيد كل المؤشرات برغبة اسرائيل غير المضمرة بتوجيه ضربة عسكرية الى ايران سواء برضى اميركا ام بدونه، وهو ما اشارت له مؤخرا تقارير الاعلام العبري، حيث كشفت القناة 14 الإسرائيلية، بأن «هجومًا واسعًا على الأراضي الإيرانية قد يحدث قريباً بتنفيذ مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل أو من قبل أحداهما. إذا لم تحدث تطورات خاصة، مشيرةً إلى أن الهجوم قد يكون قريباً جداً. وأوضح التقرير أن إيران ستتلقى «ضربة قاسية لم يسبق أن تعرضت لها أي دولة مستقلة منذ الحرب العالمية الثانية، وأن المشروع النووي الإيراني سيُستهدف بشكل قاتل، بالإضافة إلى الحرس الثوري الإيراني الذي قد يتعرض لعملية قاسية قد تصل إلى تغيير النظام في إيران».
وتأكيداً لذلك، ذكرت مصادر دبلوماسية اوروبية لـ «اللواء»: أن هناك مخاطر في المنطقة قد تشعلها اذا استمر توجه الرئيس الاميركي ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على حاله بدون ضوابط وقيود، وسيكون الخطر على لبنان اكبر من قدرته على التحمل.
اضافت المصاد: اذا وجهوا ضربة لإيران والتقدير انها ستكون قوية ومدمرة، وربما تفتح الجبهات من اليمن، الى لبنان اذا قرر حزب الله الرد على الاعتداءات والاغتيالات الاسرائيلية. ولذلك يسعى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عبر اتصالاته بالاميركيين والاسرائيليين للتهدئة في لبنان وغزة «لكن لا رأي لمن لا يُطاع».
لكن وزارة الخارجية الفرنسية اعلنت مساء ان الوزير جان نويل بارو «بحث مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر الوضع على الحدود اللبنانية ودعا إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار، وأعرب عن رغبة فرنسا في مفاوضات بتوافق الجميع لترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان».



