قالت الصحف: بإنتظار الرد
الحوارنيوز – خاص
العالم الذي عجز عن ردع العدو عن استمرار مجازره وعدوانه وجرائمه، يحتشد اليوم ليحذر لبنان من رد المقاومة، فيما العدو والمستوطنون على امتداد فلسطين المحتلة يعيش ساعات وايام من القلق القاتل.. بإنتظار الرد.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: العدّ العكسي إلى نهايته ودولٌ تفعّل خطط الإجلاء
وكتبت تقول: ترصد معظم الأوساط السياسية والديبلوماسية والعسكرية الساعات المقبلة من زاوية اعتبارها اللحظات الأخيرة من العدّ العكسي لاندلاع مواجهة يصعب التكهن مسبقاً بحجمها ومدتها، ولكنها ستكون على قدر قاسٍ وبالغ الحذر والخطورة من إمكان أن تتسبب بإشعال حرب إقليمية. والواقع أن مؤشرات الرد الإيراني على إسرائيل لاغتيال الأخيرة في طهران رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية تقدمت في التوقيت “الافتراضي” على الرد المتوقع أيضاً من “حزب الله” على اغتيال إسرائيل الرجل العسكري الأول في الحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ولكن أي مؤشرات أو أي معطيات بدت عاجزة عن الجزم بما إذا كان الردان، ومعهما “إسنادات” لأذرع إيران في العراق واليمن وسوريا، سيكونان متزامنين أو منفصلين علماً أن ترجيح توقيت الردّ الإيراني بات حديث الساعة إقليمياً ودولياً منذ يومين. ولذا سيكتسب انتظار ما سيطلقه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من مواقف في الكلمة التي سيلقيها في الخامسة من عصر اليوم في ذكرى أسبوع على اغتيال شكر، أهمية توصف بالمفصلية لجهة أنها قد تحمل مؤشرات رمزية أو مباشرة حيال التوقيت المحتمل للرد الانتقامي للحزب على إسرائيل وربما أيضاً طبيعته وحجمه الى حدود معينة.
ولكن حتمية المواجهة، في الردّ المنتظر لإيران و”حزب الله” والردّ الإسرائيلي على الرد، لم يعد يحتاج إلى أي مؤشرات إذ أن المنطقة برمتها باتت تقيم على صفيح ساخن جراء ما بدا من اصطدام قنوات الديبلوماسية الوسيطة بجدار الأخفاف في خفض التوتر وتبريد نفير المواجهات الحربية من خلال محاولات لتحديد ردّ ايران وحلفائها بما لا يشعل رداً إسرائيلياً كبيراً، وهو الأمر الذي ثبت إخفاقه أقله وفق ظواهر الأمور حتى الآن.
المغادرة والطيران
ووسط هذه الصورة التشاؤمية التي تختصر دق نفير المواجهات بدا لبنان في عز استنفاره تحسباً للتطورات الحربية إذ تكثفت بشكل كبير حركة المغادرين عبر مطار رفيق الحريري الدولي في الأيام الثلاثة الأخيرة، فيما تواصل اطلاق الدول الأجنبية والعربية الدعوات إلى رعاياها لمغادرة الأراضي اللبنانية على الفور وسط تصاعد التوتر بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي ورد تل أبيب المرتقب. وأمس حضّت الخارجية اليابانية رعاياها في لبنان على المغادرة.
كذلك، دعت تركيا مواطنيها إلى مغادرة لبنان. وعلمت “النهار” أن المسؤولين الرسميين المعنيين تبلغوا من جهات دولية وعربية عدة إمكان بدء تفعيل عدد من الدول خطط ترحيل رعاياها من لبنان بحراً وجواً إذا تفاقمت الأمور وأصبحت خطط الإخلاء امراً لا بد منه.
وافادت “رويترز” أن ألمانيا تستعد لإجلاء رعاياها من لبنان بسبب القلق من تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل. وأشارت معلومات إلى أن بيروت ترصد بدقة المؤشرات الخارجية التي صدرت في الساعات الأخيرة والتي تدل على أن العدّ العكسي لبدء الرد أصبح في نهاياته ومن أبرز هذه المؤشرات ما نقلته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن ديبلوماسي غربي لجهة تأكيده فشل جهود التهدئة مع إيران وتوقع رد خلال يومين، وقوله، “نستعد لأيام من تبادل الضربات في المنطقة”.
كما أن إيران أصدرت إشعاراً للطيارين وسلطات الطيران لتجنب مجالها الجوي، حسبما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية. وكانت شركات طيران عدة أعلنت وقف رحلاتها إلى إيران وإسرائيل ولبنان، على وقع التوترات الأخيرة. وأمس أعلنت الخطوط الملكية الأردنية أنها ستسيّر 3 رحلات إلى بيروت لنقل الأردنيين لإتاحة الفرصة لمن يرغب منهم بالعودة إلى عمّان.
وجاء إخطار إيران أمس بعدما أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مكالمة هاتفية يوم الأحد وزراء خارجية مجموعة السبع، أن طهران يمكن أن تهاجم إسرائيل في غضون 24 إلى 48 ساعة، وفقاً لديبلوماسيين مطلعين على المكالمة. ولم يذكر بلينكن الشكل الذي يمكن أن يتخذه الهجوم. وأخبر بلينكن نظراءه أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً لكسر دائرة التصعيد، وطلب من وزراء الخارجية الآخرين ممارسة ضغوط ديبلوماسية على إيران و”حزب الله” اللبناني وإسرائيل للحفاظ على أقصى درجات ضبط النفس. غير أن تقارير إعلامية من واشنطن أفادت لاحقاً أن البنتاغون لا يتوقع هجوماً إيرانياً خلال الساعات المقبلة.
- صحيفة الأخبار عنونت: ردّ محور المقاومة: انتقام وعقاب… وضغط لوقف الحرب على غزة
وكتب علي حيدر تحت هذا العنوان يقول: بمجرد إعلان المرجعيات القيادية في إيران واليمن وحزب الله عن حتمية الرد، سقط النقاش حول أصل القرار، وما تبقّى ثرثرة فائضة عن حدّها بشأن الكيفية والنوعية والتوقيت، وهي لزوم ملء الوقت الفاصل عن تنفيذ هذه الردود، أو أقله عن أولها. فيما تكثر التحليلات والتعليقات بما يحجب الصورة عن حقيقة الهدف الفعلي للرد.
الثابتة الأكيدة هي أنه لولا تعقّد عملية العدو في غزة لما اتّجه لتنفيذ عملياته في لبنان وإيران واليمن. ومشكلة العدو مع هذه الأطراف أنها لم تترك غزة وحيدة، وأنها مصرّة على إسناد القطاع وأهله ومقاومته. وإذا كانت عقلية الثأر والعقاب ثابتة في عقيدة العدو، فإن تفعيلها مرتبط بلحظة حساسة، وخدمة لهدف ضروري، ما يعني أن إسرائيل تريد من هذه العمليات استثماراً في حربها المفتوحة على غزة، وتريد – قبل أي شيء – دفع محور المقاومة إلى ترك غزة في عزلة تدفعها إلى الكسر الكامل ورفع الراية البيضاء.
في المقابل، تعي قوى المحور أن دورها في هذه المرحلة هدفه خدمة المقاومة في غزة، وأن الضغط الذي تمارسه جبهات الإسناد يهدف إلى تعقيد مهمة العدو في القطاع، وصولاً إلى دفعه لوقف العدوان بصورة كلية، وبالتالي، منع انكسار المقاومة. وتعرف هذه القوى أنها منذ الساعة الأولى لاتخاذها قرار الإسناد المباشر، باتت معرّضة لدفع أثمان متنوعة، وهي تظهر استعداداً لتحمل هذه الأثمان بدرجة أو بأخرى. وقد رسمت لنفسها دائرة لا يمكن أن تقبل بتجاوزها من قبل العدو، ما يعني أنه في حال تجاوزت الكلفة ما هو مقدّر، فإن قوى المقاومة التي لن تبادر مطلقاً إلى وقف إسناد غزة، ستكون مضطرة لتعديل طريقة عملها، مع وجهة لتدفيع العدو ثمناً أكبر من الثمن الذي يدفعه في حرب الاستنزاف القائمة على عدة جبهات.
طبعاً، لا ينبغي إهمال كل العناصر السياسية والنفسية والمعنوية التي تلزم أطراف المحور بالرد على العدو. وهي فعلاً عناصر أساسية، وليست شكلية كما يفترض من لم يقتنعوا بعد بأن القوى العاملة في فلك الفكرة الخمينية لا يمكنها تجاهل شكل وطبيعة العدوان، وليس أصله فقط. وهذا لا ينتقص أو يقلّل من التطور النوعي في عقل قوى المقاومة، ليس فقط على صعيد القدرات وآليات القتال، بل على صعيد الإدارة السياسية أيضاً. وهو ما يقودنا إلى مقاربة ما يجري بطريقة أكثر وضوحاً.
ربما يكون الرد قد بدأ عندما تُقرأ هذه السطور، وهذا لا يؤثّر في أصل الفكرة، إذ تجب الإشارة إلى أن الردود المنويّ القيام بها، دفعة واحدة أو على دفعات، مجتمعة في خطوة واحدة، أو موزّعة بحسب الجبهات، هي ردود تستهدف مجموعة أمور، وترتيب أهدافها منطقياً وواقعياً يقود إلى البحث عن أفضل استثمار لها في معركة الدفاع عن غزة، وإجبار العدو على وقف الحرب.
- صحيفة الديار عنونت: الصهيونية تبني «إسرائيل العظمى» بدعم أميركي ــ بريطاني ــ ألماني… وشويغو في طهران
قائد الحرس الثوري يؤكد الردّ سيكون قاسياً وسيجعل الصهاينة يندمون
المقاومة تملك 260 ألف صاروخ ومقذوف جوي… وتستطيع قصف 3 آلاف صاروخ في اليوم
وكتبت تقول: المشروع الصهيوني لبناء «اسرائيل العظمى» قد بدأ فعليا مستغلا عملية طوفان الاقصى. وهذا المشروع قديم منذ ما قبل مؤتمرات الصهيونية سنة 1897- 1899 في سويسرا، ويقتضي ان تحتل «اسرائيل» كامل فلسطين المحتلة، وان تكون اقوى دولة في العالم العربي من حدود آسيا الى افريقيا الى اقصى الشرق، وتهيمن على الدول المحيطة بها، ويكون لديها اقوى جيش، وتملك السلاح النووي.
فالسلاح النووي قد حصلت عليه «اسرائيل» منذ عام 1950، والخطة الصهيونية تعتبر ان المنطقة المحيطة بفلسطين مليئة بالممرات المائية والانهر والمياه العذبة، التي تكفي المنطقة، وان يكون لدى «اسرائيل» قدرات تقنية على استيعاب المياه العذبة من انهار مائية كبيرة في المنطقة، وتستفيد من هذه الثروة المائية بفعل شبكة علاقات مع الدول التي تمر فيها هذه الانهار، مقابل خدمات تكنولوجية والكترونية ومخابراتية، لحماية انظمة هذه الدول.
وتعتقد هذه الدول انها تحتاج دائما الى مساعدات مخابراتية، كون الانظمة دكتاتوية او فردية او شخصية، كما ان الصهيونية لاحقا نظرت الى ثروات العالم العربي ووجدت فيه ثروات هائلة، من الغاز السائل بشكل تصبح «اسرائيل» هي الباب لتزويد اوروبا ودول العالم بالغاز الطبيعي. وقد بدأت منذ الآن من خلال موقع «كاريش» بتصدير الغاز الى ايطاليا والى عدة دول اوروبية، والى مصر والاردن. ويضخ موقع «كاريش» 60 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، في حين ان المؤامرة على لبنان كانت ان شركة «توتال» لم تجد في المربع رقم 9 اي غاز واقفلت الملف.
يوم أمس، كان يوم المواقف المعلنة، فقد أعلن قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال حسين سلامة ان الرد الايراني سيكون قاسيا، وسيجعل العدو الاسرائيلي يندم على فعلته، وانه إذا اعتدت «اسرائيل» ردا على رد إيران فيعني ذلك ان الحرب قد وقعت. وأعلن سلامة ان الجيش الايراني والحرس الثوري في حالة طوارئ قصوى، وهو منتشر في كامل البلاد، كما ان القوى البحرية منتشرة والصواريخ الباليستية والبعيدة المدى في حالة تأهب قصوى، مع كل السلاح الذي يملكه الجيش الثوري والجيش الايراني.
اما جبهة شمال فلسطين من خلال جبهة جنوب لبنان، فقد ذكرت صحيفة «معاريف الاسرائيلية» ان لدى المقاومة في لبنان 260 ألف صاروخ ومقذوف جوي برؤوس متفجرة كبيرة، تبدأ من 60 كيلو وتصل الى 10 اضعاف، وان مقاومة حزب الله قادرة على قصف «اسرائيل» بـ 3 آلاف صاروخ في اليوم. لكنها ذكرت ان مقابل هذا الامر فان سلاح الجو «الاسرائيلي» يمكنه ارسال مئات الطائرات اي حوالي 200 الى 300 طائرة لقصف مراكز انطلاق الصواريخ، اضافة لتدمير كل البنى التحتية في لبنان تدميرا شاملا، والى قصف كل المدن والبلدات التي تدعم حزب الله.
إعتراف «اسرائيل» بقدرة وقوة مقاومة حزب الله، يؤكد الارباك والقلق «الاسرائيلي»، فالمقاومة قادرة على قصف المدن الرئيسية «تل ابيب» و«حيفا» ونهاريا»، وسينزح من هذه المدن مليون «اسرائيلي»، مما سيشكل ازمة رهيبة للجيش «الاسرائيلي» وللكيان.
اما في الكيان «الاسرائيلي» فقد وصل اليه رئيس اركان الجيوش الاميركية المركزية الجنرال مايكل كوريلا، واجتمع مع وزير الدفاع ورئيس الاركان، وبحثوا كيف يمكن للولايات المتحدة تعزيز قوة الردع والقوة لدى «اسرائيل»، وقد أبلغهم كوريلا ان حاملات الطائرات ستكون موجودة مقابل شاطئ فلسطين المحتلة، مع حوالي 17 مدمرة وسفن وصواريخ، يمكنها التصدي للصواريخ التي تطلقها إيران او الصواريخ التي يطلقها حزب الله.
وفي ذات الوقت الذي كان يجتمع فيه الجنرال الاميركي مع المسؤولين الأمنيين في «تل ابيب»، كان وزير الدفاع البريطاني يقوم بالاجتماعات ذاتها مع وزير الدفاع ورئيس اركان جيش العدو حاليفي وقائد سلاح الجو وقائد سلاح المدرعات وقائد سلاح البر وبقية قادة الاسلحة، وتدارسوا الخطط لمواجهة المرحلة القادمة، خصوصا امكانية فتح 7 جبهات ضد «اسرائيل».
لكن التركيز «الاسرائيلي» هو على جبهتين هي جبهة إيران وجبهة لبنان، وقد وضعت الولايات المتحدة وبريطانيا وقيادة جيش العدو خططا مشتركة لردع القوة الايرانية وقوة مقاومة حزب الله، واسقاط صواريخها ومنعها من الوصول الى اهدافها.
اما المانيا فقد ارسلت الى «اسرائيل» شحنات كبيرة من الاسلحة، خصوصا صواريخ الدفاع الجوي ارو 3، وذخيرة دبابات وذخيرة مدفعية، وصواريخ ارض – ارض، مع صواريخ تستخدمها طائرات اف 13 واف 15، وتستعملها الطائرات اف 35 الشبحية، وهي الاحدث في صناعة الطائرات الاميركية.
الرئيس الاميركي جو بايدن الذي عاد من اجازته وصل بعد ظهر أمس الى البيت الابيض، ودخل فورا الى جلسة اجتماعات الامن القومي التي تعقد تحت الارض وتتحمل اي قصف عليها، وهي موصولة بغرفة العمليات العسكرية في البنتاغون اي وزارة الدفاع الاميركية. وقد حضر الاجتماع قادة الجيش الاميركي ومسؤولو الامن القومي ومدير المخابرات المركزية الاميركية، وكان الاجتماع مستمرا حتى كتابة هذه الاسطر، الا ان قناة «اي بي سي» الاميركية ذكرت ان بايدن كان منزعجا من رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب عدم انجاز الاتفاق على الصفقة، لكن عندما تدق ساعة الجد والمسؤولية، عندها تلعب السياسة العميقة للولايات المتحدة دورها، وتصبح في علاقة استراتيجية مع «اسرائيل» حيث تضع كل القوات الاميركية وكل الامكانيات الاميركية بتصرف الكيان «الاسرائيلي».