قالت الصحف: انطلاق لجنة وقف النار في لبنان وانهيار سورية وأطماع العدو.. فماذا بعد؟
الحوارنيوز – خاص
أبرزت افتتاحيات صحف اليوم المزيد من مشهد الفوضى السياسية والأمنية في سورية، واستغلال العدو لهذا المشهد واستباحته للأراضي السورية في القنيطرة فضلا عن مواصلة عمليات القصف الجوي لمراكز الجيش السوري.
كما ابرزت الصحف خبر انطلاق عمل لجنة الرقابة الخماسية المكلفة الاشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان…
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: وقف النار تحت رقابة الآلية الخماسيّة… تشدّدٌ في ضبط فوضى المعابر مع سوريا
وكتبت تقول: في عزّ تواصل انشداد الأنظار اللبنانية إلى تطورات الحدث المتدحرج في سوريا بعد يومين من سقوط النظام الأسدي، أعاد انطلاق عمل لجنة الرقابة الخماسية المنبثقة من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل الاهتمامات إلى اجراءات استكمال وقف النار وترسيخه، علماً أن الوضع الناشئ على الحدود الشرقية والشمالية للبنان مع سوريا تقدّم إلى مستوى الأولوية الموازية للوضع على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، خصوصاً أن وضع المعابر البرّية بات يثير إرباكات كبيرة ودقيقة توجب آليات تشدد في الرقابة الأمنية والعسكرية في ظل حركة دخول وخروج كثيفة للغاية للنازحين السوريين. ويبدو أن ثمة خطوات واجراءات ستتخذها القوى الأمنية والعسكرية بدءاً من الساعات المقبلة تعكس توزيعاً حديثاً للمهمات والاجراءات بين الحدود الشرقية والشمالية والحدود الجنوبية، وتظهر الحجم الكبير للمهمات الملقاة على الجيش في الفترة المقبلة.
ومع أن انطلاق عمل لجنة الرقابة على تطبيق اتفاق وقف النار أشاع انطباعات ايجابية لجهة تظهير الجدية في تنفيذ الاتفاق وعدم ترك إسرائيل توظّف الثغرات القائمة لشنّ مزيد من الغارات والاعتداءات، تشير أوساط معنية إلى أن المسؤولين السياسيين اللبنانيين تلقوا تطمينات حذرة من مراجع دولية حيال امكانات كبيرة لتراجع التوتر في الجنوب وعدم وجود مخاوف من تجدّد الحرب شرط التزام كامل غير مشكوك فيه للالتزامات اللبنانية في الاتفاق والاسراع ما أمكن في نشر الجيش اللبناني، أولاً في جنوب الليطاني، وثانياً البدء في إظهار اجراءات فعلية في مسار فكفكفة البنى التحتية المسلحة لـ”حزب الله” في مناطق الجنوب وغير الجنوب. وقالت إن صدقية الحكومة والمؤسسات السياسية الرسمية والأمنية والعسكرية تجاه المجتمع الدولي تكمن في إنجاح الاجراءات المطلوبة وأن ذلك يساعد لبنان في الاستحواذ على الدعم الدولي الملحّ الذي يحتاج إليه في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق والهدنة.
وفي هذا السياق صدر أمس بيان مشترك عن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان وعن “اليونيفيل” حول التنسيق لدعم القرار 1701 جاء فيه: “اجتمعت الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل والقوات المسلّحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) في الناقورة من أجل تنسيق دعمها لوقف الأعمال العدائية، الذي دخل حيّز التنفيذ في السابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر). كما ورد في إعلان الاتفاق: استضافت قوات اليونيفيل الاجتماع الذي انعقد برئاسة الولايات المتحدة، بمساعدة فرنسا، وبمشاركة القوات المسلحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية. سوف تجتمع هذه الآلية بوتيرة منتظمة وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701”.
تزامن ذلك مع تسلّم وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، رسالة من نظيره الإيطالي غويدو كروسيتو ونظيرته الإسبانية مارغريتا روبلس، نقلها إليه سفيرا إيطاليا فابريتسيو مارتشيلي وإسبانيا خيسوس سانتوس أغوادو، وهي عبارة عن نسخة من الرسالة الموجهة من نظيريه إلى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا وإلى المرجعيات المعنية الأخرى حول دور القوة الدولية (اليونيفيل) في تنفيذ القرار 1701، وفيها اقتراحات من أجل تطبيق فعال لترتيبات وقف إطلاق النار في لبنان ومنها ضرورة التنسيق الوثيق بين اليونيفيل واللجنة التقنية العسكرية.
ومع ذلك تواصلت الانتهاكات الإسرائيلية، فاستهدفت غارة سيارة على طريق صف الهوا في بنت جبيل بالقرب من حاجز الجيش اللبناني، ما أدى إلى مقتل سائق السيارة وجرح أربعة عسكريين بجروح طفيفة عند الحاجز. وأغارت مسيّرة على سيارة في بلدة زبقين من دون وقوع إصابات. وتعرّضت بلدتا زبقين ومجدل زون في قضاء صور لقصف مدفعي ما أدى إلى تضرّر منزلين وسيارة. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية منطقة قطمون الحرجية في خراج بلدة رميش.
السجناء والحدود
أما على المقلب السوري، فاستمر رصد لبنان لتطورات فتح السجون وإخراج السجناء في وقت شهد فيه سجن صيدنايا زحفاً بشرياً كثيفاً في محاولة لمعرفة مصير آلاف المعتقلين ومن بينهم عدد غير معروف من اللبنانيين. وأعلنت رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني أن الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء تتواصل مع الهيئة الوطنية لشؤون المعتقلين، “وعلى الهيئة بذل الجهود من أجل الحصول على اللوائح الدقيقة، بعد أن شكلت خلية أزمة لتشكيل لجنة طوارئ والحصول على المعلومات الدقيقة، والمحافظة على أرواح الخارجين من السجون وتقديم الرعاية الطبية لهم”.
واستقبلت أمس بلدة شكا إبنها الأسير المحرر سليم حموي، الذي عاد إلى بلدته بعد قضائه أكثر من 33 عامًا في السجون السورية، وكان في استقبال حموي حشد كبير من أبناء البلدة. ويُعدّ حموي من أوائل الأسرى الذين عادوا إلى لبنان، في خطوة أثارت الأمل بعودة باقي المفقودين والمعتقلين.
في السياق ذاته، اجتمع وزير العدل هنري الخوري في مكتبه في قصر العدل بتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مع أعضاء لجنة المعتقلين في السجون السورية برئاسة المدعي العام في بيروت القاضي زياد أبو حيدر لمتابعة الأوضاع المستجدة في سوريا. وتقرّر التواصل مع القوى الأمنية من قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة لمعرفة إذا كانت لديهم أي معلومات تصلح للبناء عليها في ملف المعتقلين في السجون السورية وللتأكد من الأسماء المحررة من مختلف السجون. وتم تكليف العميد علي طه لتقصي الحقائق حول المعتقلين المحررين لمتابعتها ومعالجتها وفقا للأصول، على أن تبقى مسألة المعتقلين قيد المتابعة مع رئيس الحكومة ووزير العدل الذي سيتابع اجتماعاته في الأيام المقبلة مع أعضاء هيئة المفقودين في السجون السورية.
- صحيفة الأخبار عنونت: مخاوف من أن تؤدي الخروقات الإسرائيلية إلى فرط الهدنة: 6000 عنصر من الجيش جاهزون للانتشار فوراً
وكتبت تقول: مع تنحّي الرئيس بشار الأسد واحتلال العدو الإسرائيلي مساحات جديدة من الأراضي السورية لإقامة منطقة عازلة في الجولان المحتل، تزداد الخشية من إمكانية فرط الهدنة في لبنان، خصوصاً أن العدو يرى أن الحدث السوري سيؤدي إلى محاصرة المقاومة وتقليل مواردها العسكرية والمادية لفترة طويلة. وتعزّز هذه الخشية حالة الفوضى في جنوب لبنان مع استمرار عدم التزام العدو بقرار وقف إطلاق النار، ومحاولته فرض أمر واقع وتكريس ما يُسمّى بحرية الحركة.
وقد عقدت لجنة الإشراف على تطبيق القرار 1701 أمس اجتماعها الأول برئاسة اللواء الأميركي جاسبر جيفرز في مقرّ قوات الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفل) في الناقورة، على وقع خروقات جيش الاحتلال. وأعلنت السفارتان الأميركية والفرنسية وقيادة «اليونيفل» في بيان مشترك عن أن «هذه الآلية ستجتمع بوتيرة منتظمة وتنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701». فيما قالت مصادر متابعة إن الانسحاب الإسرائيلي سيبدأ اليوم من القطاع الشرقي بعدما كان مقرّراً أن يبدأ من القطاع الغربي.
لجنة الإشراف عقدت اجتماعها الأول والانسحاب يبدأ اليوم من القطاع الشرقي
وعلمت «الأخبار» أن «الجانب الأميركي كانَ يبحث في النقطة التي يجب الانطلاق منها لتنفيذ آلية العمل، فيما أكدت قيادة الجيش أن الخطوة الأولى يجب أن تكون بوقف الخروقات والانسحاب الإسرائيلي تدريجياً حتى يبدأ الجيش اللبناني بالدخول إلى المناطق. وأشارت المصادر إلى أن الجيش أكمل كل استعداداته وعديده وأصبحت الفرق المطلوبة كلها في الجنوب استعداداً للانتشار. وعلمت «الأخبار» أن الجيش حشد ستة آلاف عنصر جاهزين عند تحديد الموعد.
وعُقد اجتماع اللجنة بعدَ الجلسة الاستثنائية التي عقدتها الحكومة في صور السبت الماضي، بمشاركة قائد الجيش العماد جوزيف عون، ووافقت خلالها على خطة انتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني، وبدء الجيش إرسال قوات إلى الجنوب. وعلمت «الأخبار» أن عون عرض عناوين تفصيلية لخطة الانتشار مع الترتيبات التي سيقوم بها الجيش وفقَ القرار 1701. وكشفت مصادر مطّلعة أن «النقاش تناول الخرائط التي تشير إلى أن المناطق المشمولة بالاتفاق تشمل مناطق شمال الليطاني كبلدات أرنون وشقيف ويحمر. وتمّ التأكيد من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن لبنان لم يوقّع هذه الخرائط وبالتالي فإنها غير مشمولة بالاتفاق».
في غضون ذلك، استمرت الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، إذ أصدر جيش الاحتلال تحذيراً لسكان عشرات القرى بعدم العودة إلى قراهم. وأغارت مُسيّرة معادية على سيارة المواطن محمود بزي لدى توقفه عند حاجز ظرفي للجيش اللبناني بين بنت جبيل وكونين، ما أدى إلى استشهاده وإصابة أربعة عسكريين وتضرر آلية عسكرية. وبعد نحو ساعة، أغارت مُسيّرة على سيارة مدنية أخرى في حي الدورة بين بنت جبيل ويارون، لكنّ الصاروخ لم يصب السيارة التي نجا ركابها. وفي بلدة زبقين، تعرّض حي سكني مأهول لقصف مدفعي، ما أدى إلى تضرر منازل واشتعال النيران في سيارة مدنية. كذلك استمرت عمليات نسف منازل في مارون الرأس ويارون والخيام وكفركلا. وفي سهل الخيام بين تل النحاس ومثلث الوزاني بمحاذاة مستعمرة المطلة، استكمل جنود العدو تغيير المعالم وتجريف الطريق، وقاموا باستحداث نفق بالتوازي مع الطريق ووضعوا على طولها مكعبات إسمنتية.
وأفرجت قوات الاحتلال عن الشقيقين سامر وسمير سنان (من بلدة عين قنيا- حاصبيا)، من بوابة الغجر المحتلة، بعدما اعتقلتهما أول أمس خلال قيامهما بقطاف الزيتون في سهل المجيدية. فيما لا يزال مصير رفعت وجمال ويوسف الأحمد وجعفر المصطفى (من بلدة الوزاني) مجهولاً منذ أكثر من أسبوع بعد اعتقالهم في محيط الوزاني.
من جهة أخرى، أفادت منصة «كابينت نيوز» الإسرائيلية على التلغرام بأن جيش العدو يواصل خلال اتفاق وقف إطلاق النار «تدمير ما تبقّى من أنفاق حزب الله في المنطقة». وأوضحت أن التحقيق الأولي في مقتل أربعة جنود إسرائيليين الأحد في منطقة اللبونة أظهر أن جنود الاحتياط دخلوا إلى نفق تحت الأرض، «حيث كانت هناك كميات من أسلحة حزب الله، وبعد دخولهم تمّ تفعيل تشريكة عبوات ناسفة ضدهم. ومن الواضح أنه تمّ تفخيخ النفق قبل استيلاء قوات الجيش الإسرائيلي عليه قبل عدة أشهر (…) ما أدى إلى انفجار الأسلحة ونشوب حريق وانهيار النفق على الجنود، واستمرت عمليات الإنقاذ حوالي 12 ساعة». وأشارت المنصة إلى أن الجيش «فتح تحقيقاً معمّقاً في الحادث».
- صحيفة الديار عنونت: اتصالات لتبريد الاجواء داخليا… وتطمينات تركية للبنان حول سوريا
الجيش يطالب في اجتماع الناقورة بتنفيذ الاتفاق قبل الـ 60 يوما
4 قتلى اسرائيليين بنفق مفخخ… نتانياهو يستعد لضرب ايران..؟
وكتبت تقول: تتريث السلطات اللبنانية الرسمية في فتح قنوات اتصال مع السلطة الجديدة في دمشق بانتظار ان تتبلور طبيعة المشهد المضطرب حتى الان، علما ان اتصالات بعيدة عن الاضواء قد بدأت مع تركيا لمحاولة ايجاد «خط اتصال» مباشر للتنسيق الميداني لتفادي اي اشكالات حدودية. وعلمت «الديار» ان انقرة طمأنت الجانب اللبناني بان اولوية السوريين الان هي بناء الدولة والمؤسسات الدستورية، لا افتعال مشاكل خارجية ولهذا لا داعي للقلق من اي ازمات حدودية تعهدت انقرة بحلها إذا ما وجدت. في هذا الوقت تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي استغلال حالة الفوضى السورية بمزيد من احتلال الاراضي في جبل الشيخ والمنطقة العازلة في الجولان المحتل، وتكثيف الغارات على القواعد الاستراتيجية للجيش السوري، على وقع سجال داخلي حول الاخفاق الاستخباراتي الجديد بعدم توقع الاحداث في سوريا، وفي ظل ترجيحات باستغلال رئيس الحكومة الاسرائيلية للأوضاع الهشة بالمغامرة بتوجيه ضربات للمشروع النووي الايراني.
نفق «اللبونة» المتفجر
داخليا، وفيما تتسابق بعض «الرؤوس الحامية» لاستغلال الوضع السوري في محاولة فرض وقائع تبدو غير واقعية على الساحة اللبنانية، باشرت لجنة مراقبة وقف النار عملها وسط خروقات مستمرة على لبنان. فيما اقر جيش العدو امس ولأول مرة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله قبل 12 يوما حيز التنفيذ، بمقتل أربعة من جنوده في جنوب لبنان، وقال إن الجنود الأربعة من الاحتياط وينتمون إلى الكتيبة نفسها و”سقطوا أثناء القتال» السبت، من دون تقديم مزيد من التفاصيل، لكن المعلومات تفيد بان ضابطين وجنديين قتلوا وجرح آخرون بعد دخولهم الى نفق كان قد فخخه عناصر حزب الله مسبقا في منطقة اللبونة.
الاجتماع الاول للجنة
وفي بيان مشترك صادر عن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان وعن «اليونيفيل» حول التنسيق لدعم القرار 1701 افاد انه جرى اجتماع بين ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل والقوات المسلّحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية امس في الناقورة من أجل تنسيق دعمها لوقف الأعمال العدائية، الذي دخل حيّز التنفيذ في السابع والعشرين من تشرين الثاني. واشار البيان الى ان اللجنة ستجتمع هذه الآلية بوتيرة منتظمة وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701.
ماذا طلب لبنان؟
وعلم في هذا السياق، ان الجانب اللبناني طالب بوقف الخروق الاسرائيلية، مبديا الاستعداد لتنفيذ الاتفاق قبل مهلة الـ 60 يوما، وفيما لم يعط الضابط الاسرائيلي اي ضمانة في هذا الإطار، شدد الفرنسيون والاميركيون على ضرورة التطبيق الصارم للاتفاق، بعد الاستماع لتقرير اليونيفيل الذي تضمن تفصيليا عدد الخروقات الاسرائيلية.
تبريد «الرؤوس الحامية»
في هذا الوقت، بدأت أكثر من جهة فاعلة مروحة اتصالات داخلية لحصر الافراح وعدم المبالغة في التوقعات لبنانيا لان سقوط النظام السوري لا يعني حكما اضعاف حزب الله داخليا. وقد نصح مسؤول سياسي بارز بعض الرؤوس الحامية بضرورة تبريدها. ولفتت التقارير الامنية الى ان الاجواء في الشارع السني مضبوطة. اما مسيحيا فان نشوة النصر المفتعلة لا يمكن ان يقرشها احد عمليا في ظل موازين القوى الداخلية..لكن ثمة تخوفا جديا من تأثيرات سلبية على جلسة التاسع من الشهر المقبل، لان تشدد اي طرف ومحاولته فرض وقائع غير واقعية سيعني حكما المزيد من التعقيدات، خصوصا ان الادارة الاميركية الجديدة تبدو غير مستعجلة لإجراء الاستحقاق وتريد المزيد من الوقت لمسك الملف جيدا حيث يخطط مستشار الرئيس ترامب مسعد بولس لزيارة بيروت بعد فرصة الاعياد للاتفاق على برنامج عمل متكامل في الشأن الرئاسي والحكومي.
ما هو موقف حزب الله؟
اما بالنسبة لمسالة سلاح المقاومة واستعجال رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب سامي الجميل لوضعه على طاولة البحث، فهو استعجال في غير مكانه، كما تشير اوساط مقربة من حزب الله غير المعني حاليا بخوض هذا النقاش، وهو اذ يتفهم الشعور المفرط والمبالغ فيه لدى هؤلاء بانتصار يدعونه ولا دور لهم فيه، لكنه يعتبر انهم يحاولون عبثا استثمار التطورات السورية على الساحة اللبنانية، علما ان الواقع السوري يحتاج الى وقت طويل كي يستقر ولا يمكن الرهان على ماهية الوضع بأي شكل من الاشكال، ولهذا المطلوب الان القليل من التواضع والكثير من الحكمة كي لا تدخل البلاد في اتون ازمة لن تفضي الى اي نتيجة، وقد تكون نتائجها كارثية.
استعجال الجميل!
وكان الجميل «المنتشي» بالانتصار، قد اعتبر ان لبنان خرج من جميع أنواع الوصايات للمرة الأولى منذ 35 سنة، وصاية حزب الله انتهت ووصاية إيران وسوريا انتهت واليوم لبنان حر حر حر، وقال «الوصاية انتهت ولكن لا نزال في أول الطريق ولدينا الكثير من العمل ومشاكل البلد لم تنته فالسلاح لم يعد يشكل وصاية لكنه لا يزال موجودا. واضاف” نحن أمام مرحلة جديدة ويجب أن نقرر ما نريد إما نرتكب أخطاء الماضي أو نعمل بشكل صحيح، لا يجب أن نكرر خطأ التسعين بإقصاء الآخرين ولا خطأ 2005 عندما غضينا النظر عن السلاح غير الشرعي، ولا يجب أن نعيد خطأ 2016 وكل تلك الأخطاء لا يجب أن تتكرر».
اغتيال نصرالله نقطة التحول؟
لكن رئيس حزب الكتائب لم يلتفت الى جزء خطير يحصل في سوريا، ولا يبدو انه مهتم بذلك، او بمدى انعكاسه على لبنان، فخلال الساعات الماضية احتل جيش العدو نحو 14 كلم ويستمر بالتوغل، وقد أعلن أحد كبار الضباط لموقع «والا» العبري ان اسرائيل لن تنسحب من هذه الاراضي راهنا والامر خاضع لتقييم حول ماهية الاوضاع في سوريا؟! بدوره أكد نتناياهو انه أمر الجيش بالسيطرة على المنطقة العازلة في سوريا وقمة جبل الشيخ، وقال «ان نصرالله كان «محور المحور» وإغتيالنا له كان نقطة تحول».
تدمير قدرات الجيش السوري
يترافق ذلك مع غارات اسرائيلية تجاوزت المئة وخمسين غارة مستهدفة البنى التحتية للجيش السوري، صواريخ ارض-ارض. وسلاح دفاع جوي، وبنى عسكرية واستراتيجية، وقد أكد المرصد السوري ان إسرائيل قصفت جميع أسراب الطائرات الحربية في المطارات إضافة لرادارات ومستودعات الأسلحة. ويحصل ذلك، وسط صمت مطبق من العالم، ومن القوى الجديدة الحاكمة، فان كل ذلك يزيد حزب الله قناعة بان الحديث عن السلاح وتسليمه كلام فارغ لا معنى له في ظل الفوضى الراهنة في المنطقة.
واقعية المقاومة وقوتها
ووفق تلك الاوساط، فان حزب الله واقعي جدا ويدرك المعنى الاستراتيجي للتغيير الذي حصل في سوريا، وهو امر يحتاج الى قراءة هادئة بعيدة عن الانفعالية، وهو يراقب الوضع السوري على نحو دقيق، لكن هذا لا علاقة له بالمسائل الداخلية لان حضوره الداخلي غير مرتبط بما جرى خارج الحدود وهو يتكئ على قاعدة شعبية صلبة وحضور كبير بالشراكة مع حركة امل في الساحة الشيعية ولا يمكن لاحد ان يتجاوز هذا الواقع. ولذلك المطلوب من الجميع الهدوء ريثما تكتمل السلطات الدستورية في البلاد بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة، ليصار عندها الى البحث في أفضل السبل لحماية لبنان والمحافظة على قدراته الدفاعية من خلال وضع استراتيجية متكاملة تحصن البلد وتكون عنوانها الاستفادة من واقع وقدرات المقاومة لا الكيدية السياسية العبثية التي لا «تثمن ولا تغني من جوع».
كيف نحمي البلد؟
وفي هذا السياق، جاء كلام عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، الذي اشار الى الخروقات من قبل قوات الاحتلال في الجنوب، دليل اضافي على ان حماية البلد تحتاج الى تكامل جهود الجيش والشعب والمقاومة. وقد جدد موقف المقاومة من ترك معالجة هذه الخروق للدولة اللبنانية والدول الضامنة التي ستكون امام اختبار جدي من الان وصاعدا بعد انطلاق عمل اللجنة رسميا أمس باجتماع عقد في الناقورة.
اخفاق اسرائيلي
في هذا الوقت، وعلى الرغم من العربدة الاسرائيلية في سوريا، ثمة مخاوف وتوجّس في إسرائيل من المستقبل. فضمن قراءة دلالة الأحداث الدراماتيكية في دمشق، يرى عاموس هارئيل، في «هارتس»، أنه بالنسبة لإسرائيل فإن ما اسماه ضربة محور إيران هي بشرى سارة لها، لكنها ستنبت مصاعب جديدة من جهة منظمات المتمردين لأن أحداً لا يعرف كيف تكون وجهتها.
فشل استخباراتي جديد
وفي السياق نفسه، يوجه محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفتي «نيويورك تايمز»و»يديعوت أحرونوت» رونين بيرغمان تساؤلات وانتقادات حول فشل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في توقّع السقوط السريع، ويقول بيرغمان إن الفشل في استشراف هجمة المتمردين ونجاحاتهم الزاهرة وسقوط الأسد إخفاق خطير.
أسئلة اليوم التالي
وكذلك تنشغل هذه الأوساط الإسرائيلية بأسئلة المستقبل، ومنها: هل تبدأ الآن فترة الفوضى المضرة، أم ولادة نظام حكم جديد يكون هو الآخر معادياً لإسرائيل؟ أم بدء «شرق أوسط جديد» وطرح التطبيع الشامل والانخراط في المنطقة العربية؟ هل تنجح قوى المعارضة في أن تتفق على حكومة انتقالية، وعلى دستور، وعلى انطلاق عصر جديد؟ هل تقوم دولة ديمقراطية في دمشق؟ ماذا عن القواعد الروسية في سوريا؟ هل تتمكن إيران من تهريب سلاح للبنان لدعم حزب الله؟ وهل تتفق إيران على ذلك مع تركيا كجزء من تعويض أنقرة لطهران على دورها في سقوط حليفها الأسد؟ وهل تبقى إسرائيل مستفيدة من سقوط الأسد في المدى البعيد؟ أم أن ذلك سيعود لاحقاً عليها كيداً مرتداً؟ ومن الاسئلة ايضا، هل تنجو سوريا الآن من سيناريو ليبيا؟ لاوهل تقع هزات ارتدادية في دول الجوار العربية وغير العربية؟
ضرب ايران؟
في هذا الإطار، تتخوف مصادر دبلوماسية من محاولة نتنياهو، استغلال الاحداث، ومع دخول ترامب الوشيك للبيت الأبيض، لتوجيه ضربة لمنشآت إيران النووية، في ظل مزايدات عليه من اليمين ومن اليسار ومن المعارضة التي تتهمه بالعجز والجبن لتردده بضرب مفاعلات إيران النووية، كما أكد مجدداً وزير الأمن السابق نائب رئيس حزب «يسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان للإذاعة العبرية، صباح امس. وهو امر رجحته صحيفة «هارتس» التي تحدثت عن احتمال اغتنام نتنياهو نتائج الحرب والهزة الأرضية في سوريا من أجل القيام بعملية كبيرة في ايران بغية تدمير منشآتها النووية.
ما هي المخاطر؟
بدوره اشار الجنرال احتياط اسحق بريك الى انه ليس للجيش الإسرائيلي قدرة على هزيمة حماس الصغيرة وتنظيم حزب الله الكبير؛ لنقص في القوات، ما لا يتيح البقاء في الأماكن التي احتلتها اسرائيل ولا يتيح مناورة عميقة. وقال ان «وقف النار مع حزب الله ولد لانعدام البديل، لأنه ليس بمقدور الجيش الإسرائيلي أن يهزم حزب الله». وتخوف بريك ان ينشأ تهديد أكبر بعشرات الأضعاف على إسرائيل من سوريا والأردن، إذا ما سيطر الجهاد المتطرف على الأردن أيضاً. وقال «قد يحاول الجهاد المتطرف السيطرة على الأردن بمساعدة الأغلبية الإسلامية السُنية التي تعيش فيه وتعارض نظام المملكة الأردنية الهاشمية.
ملف المفقودين
في هذا الوقت، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، مساء أمس، وعرض معه الوضع الأمني في البلاد، كذلك، اجتمع ميقاتي مع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، وعرض معه الوضع على المعابر الحدودية، حيث يتجمع العديد من السوريين الذين يحاولون دخول لبنان بفعل الاحداث في سوريا. كما قرر رئيس الحكومة تشكيل خلية أزمة في موضوع المفقودين والمخفيين قسرا تضم الوزارات والإدارات المعنية إضافة إلى اللجنة القضائية و”الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا»، وذلك بطلب من الهيئة.