قالت الصحف: انتهاكات العدو مستمرة بموازاة الحرب المستجدة على سورية!
الحوارنيوز – خاص
تابعت صحف اليوم التطورات الميدانية والسياسية على مستوى خروقات العدو لإتفاق وقف إطلاق النار بموازاة تجدد الحرب على سورية.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: لبنان يرد على الانتهاكات بتحكيم اللجنة الخماسية “ضوء أخضر” كبير حيال موعد 9 كانون الثاني
وكتبت تقول: قبل أن تقلع إجراءات الاتفاق على وقف النار بين لبنان وإسرائيل التي لا تزال تتعثر في مطالعها تحت وطأة الانتهاكات الواسعة والكثيفة التي تقوم بها إسرائيل في الفترة الانتقالية التي يُفترض أن تتثبت خلالها كل بنود الاتفاق، وجد لبنان نفسه معنياً بالالتفات بحذر شديد إلى مجريات اشتعال الحرب مجدداً في سوريا نظراً إلى صعوبة تجاهل تداعيات هذا الحدث على كل المحيط السوري. ومع أن مفارقة لافتة تسجل في ابتعاد القوى السياسية الحليفة منها للنظام السوري أو المناهضة له عن تناول التطورات العسكرية المتسارعة في تمدّد الفصائل المعارضة للنظام في أنحاء حيوية من سوريا، تغلب على الانطباعات اللبنانية المعارضة والمستقلة حقيقة ربط الاشتعال السوري بتوقيت توقف الحرب في لبنان وتراجع “حزب الله” بما يعني أن للحدث السوري تردداته المرتبطة بقوة بما حصل في لبنان. كما يجري رصد تداعيات الحرب المتجددة في سوريا لجهة إعادة تدفق أعداد من النازحين السوريين في اتجاه لبنان، الأمر الذي بدأت الجهات الأمنية والوزارية المعنية تعد لمواجهته.
ولكن الحدث السوري لم يحجب تصاعد القلق الداخلي من تواصل الانتهاكات لوقف النار خشية أن يؤدي تصاعد وتيرة الانتهاكات إلى انهيار الهدنة قبل تثبيت الإجراءات التي نص عليها اتفاق وقف النار. ويبدو أن الاسبوع الحالي سيكون مفصلياً لجهة استكمال تأليف لجنة الرعاية والمراقبة لوقف النار التي تناط بها المراجعات في شأن الانتهاكات بعدما وصل الى بيروت الجنرالان الأميركي والفرنسي اللذين سينضمان إلى ممثلي لبنان والأمم المتحدة وإسرائيل في اللجنة والتي ستكون برئاسة الجنرال الأميركي. وعُلم أن لبنان سيقدم عبر ممثل قيادة الجيش فور بدء عمل اللجنة تقريراً موثقاً وتفصيلياً بانتهاكات القوات الإسرائيلية للاتفاق منذ سريانه.
ولكن مصادر سياسية مطلعة ومعنية برصد تطورات الوضع بعد وقف النار، استبعدت أن تؤدي الانتهاكات إلى انهيار الاتفاق وتالياً إلى عودة الحرب من منطلق أن التوصل إلى هذا الاتفاق كان نتيجة عوامل دولية وإقليمية بارزة وكبيرة ناهيك عن ظروف ميدانية أملت وقف الحرب وليس من السهولة ابداً العودة إليها ولو اتّسمت المرحلة الفاصلة عن نهاية مهلة الـ60 يوماً في الاتفاق بموجات مقلقة من الانتهاكات حتى التمكن من نشر الجيش اللبناني بالكامل على الحدود اللبنانية- اسرائيلية وانسحاب القوات الإسرائيلية تماماً من كل المناطق التي تتمركز فيها حالياً. وأُفيد في هذا السياق أن وزير الدفاع الفرنسي سيصل إلى لبنان خلال الـ48 ساعة المقبلة للبحث بتطبيق قرار وقف النار وغيره من القرارات التي تتعلّق بعمل لجنة المراقبة الخماسية.
بين فرنسا والسعودية
ووفق مراسل “النهار” في باريس سيكون لبنان في صلب المحادثات المهمة التي سيجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم في زيارة ماكرون للمملكة بحيث سيركزان على تدعيم وقف اطلاق النار. وسيتم التشاور بين الطرفين حول 3 نقاط وفق المصادر الرئاسية الفرنسية: أولاً، تعزيز وقف النار. ثانياً، العمل على تسهيل حل الملفات السياسية، فالبلد يمر بأزمة مؤسساتية والأمر يتعلق بالقدرة على تسريع التحرك وما يمكن القيام به معاً لحل أزمة الفراغ الرئاسي وإجراء الانتخابات الرئاسية. وثالثاً، فتح حوار للقيام بالاصلاحات المنتظرة من الشركاء الدوليين واللبنانيين.
وتعتبر المصادر الرئاسية أنه يجب العمل من أجل تسريع انتخاب الرئيس في لبنان لأنه يشكل “عامل استقرار ويوفر السيادة” الذي يأمل الشعب اللبناني استعادتها بالإضافة إلى الاستقرار الإقليمي.
الرئاسة
ولا تقف التعبئة الخارجية لتدعيم وقف النار على الدول التي رعت التوصل إليه بل تتسع الدعوات لانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان بإزاء وقف الحرب. وعلمت “النهار” أن حركة تتسم بجدية كبيرة ستنطلق اليوم على جبهة المعارضة، كما ستليها حركة مماثلة على محور “أمل” و”حزب الله” والقوى الأخرى تترجم ما وصف بالضوء الأخضر الكبير للتوجه نحو التاسع من كانون الثاني 2025 بخلفية حازمة لانتخاب رئيس الجمهورية.
وقد وجه أمس البابا فرنسيس “دعوة مُلحّة إلى جميع السياسيين اللبنانيين” لانتخاب رئيس للجمهورية “على الفور” من أجل انتظام عمل مؤسسات البلاد”. وقال من ساحة القديس بطرس بعد صلاة: “أوجّه دعوة عاجلة إلى جميع السياسيين اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية على الفور”.
ولفت موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بترحيبه باتفاق وقف النار لجهة تمنيه أن يتحول إلى سلام دائم. وقال: “نشكر الله على القرار الأميركيّ- الفرنسيّ بوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان لمدّة 60 يومًا، ونحن نأمل بأن يصبح سلامًا دائمًا”. وهنأ سكّان ضاحية بيروت وصور والجنوب وبعلبك وسواها “الذين عادوا على الفور إلى بيوتهم ومناطقهم، وفي قلوبهم غصّة كبيرة على الذين قُتلوا من عائلاتهم، والذين دُمّرت بيوتهم. ونشكر كلّ الذين استقبلوهم في مناطقهم وسهّلوا لهم إقامتهم”. أضاف: “نأمل بأن يتمكن لبنان وإسرائيل من تنفيذ نص وقف الاعمال العدائية ببنوده الثلاثة عشر التي تشكل التفاهمات بين إسرائيل ولبنان التي حددتها الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ هذه البنود كاملة بنصها وروحها، فنرجو أن تسلم الأوضاع في كل من إسرائيل ولبنان ويعيشا بسلام وفقاً لهدنة 1949”.
- صحيفة الأخبار عنونت: الجيش ينسّق مع المقاومة ويعدّل خطته جنوباً: 6000 جندي ينتشرون دفعة واحدة قبل مهلة الشهرين
وكتبت تقول: بانتظار صدور قرار أميركي ببدء عمل اللجنة الدولية للإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، واصل العدو الإسرائيلي خروقاته البرية والجوية، فيما اتفق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزيف عون على تعديل خطة انتشار الجيش جنوباً، لكن مع إبقاء الخطة سرية وبعيدة عن أي تداول سياسي أو إعلامي.
وأفادت المعلومات بأن الجيش قرّر تعزيز قواته الموجودة حالياً في الجنوب ليصل العديد إلى ستة آلاف عنصر سينتشرون دفعة واحدة في كل المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني. كما سيتم تعزيز مكاتب مخابرات الجيش في الأقضية والمناطق الحدودية.
وفي وقت تأخر تحديد موعد بدء عمل اللجنة المؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل والقوات الدولية، يصل وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان إلى بيروت في الساعات المقبلة، في زيارة تهدف إلى تعزيز حضور فرنسا بشكل عام، وتأكيد التزامها الوقوف إلى جانب لبنان في ضمان تطبيق القرار، مع الإشارة إلى أن الجانب الفرنسي واصل اتصالاته مع حزب الله بشكل خاص، وهو يسعى إلى ضمان التزام الحزب بالاتفاق وعدم خرقه.
في هذه الأثناء، تدرس فرنسا والقوات الدولية خيارات عدة حول من سيتولى تمثيلهما في اللجنة، بينما يخطط الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين الذي يقوم باتصالات لتنفيذ إجراءات وقف إطلاق النار، للعودة إلى المنطقة.
الحدود الجنوبية تحت النار بانتظار الجيش
ووفق مقرّبين من قائد الجيش العماد جوزيف عون فإن الأخير، منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار، غير مرتاح لمهلة الستين يوماً التي نصّ عليها الاتفاق، ويخشى من أن سلوك العدو يهدف إلى التخريب على خطة انتشار الجيش. وقالت المصادر إن قيادة الجيش أبلغت الجهات الدولية الضامنة للاتفاق أنها ليست في صدد القيام بأي خطوة من شأنها توتير الأوضاع مع أهالي المناطق الجنوبية. ويبدو أن عون باشر عملية تنسيق مع قيادة حزب الله لتنفيذ متطلبات الاتفاق، وعدم الإفساح أمام أي نوع من التوتر أو ترك ثغرات ينفذ منها العدو. وهو أكّد أن مهمة الجيش هي ضمان الأمن في الجنوب وحماية الحدود من أي اعتداء، وليس حماية حدود إسرائيل.
وبحسب المصادر فإن قيادة الجيش وجدت أن من الأنسب قطع الطريق أمام أي نوع من المناورات الإسرائيلية، من خلال العمل على الانتشار دفعة واحدة في كل المناطق الممتدّة من الناقورة غرباً حتى حدود مزارع شبعا شرقاً. وأوضحت أن العمل على الخطة يجري بسرية، وأن هناك الكثير من الحاجات اللوجستية والأمنية والعسكرية يجري العمل على تأمينها لتوفير كامل متطلبات خطة الانتشار دفعة واحدة.
انتشار الجيش وانسحاب قوات الاحتلال
ونُقل عن قائد الجيش خشيته من أن يلجأ العدو إلى تكريس اعتداءاته جنوباً، ما يجعل الرد عليه من قبل المقاومة أمراً مشروعاً، ولذلك فإنه يلحّ على الأميركيين لإقناع إسرائيل بوقف الخروقات وتسهيل مهمة انتشار الجيش وضمان انسحاب قوات الاحتلال قبل نهاية مهلة الشهرين.
وفيما تقول مصادر عسكرية إن الخطة جاهزة وقيادة الجيش تنتظر قرار الحكومة، تشهد منطقة جنوبي الليطاني تحرك آليات وعديد في أكثر من اتجاه. في البياضة، استكمل اللواء الخامس عودته إلى مركز قيادته في البلدة بعد انسحابه منه قبيل توغل الجيش الإسرائيلي باتجاه شمع قبل نحو أسبوعين. لكنه لم يقترب من مراكزه في شمع أو الناقورة ورأس الناقورة وصعوداً باتجاه النقاط المتقدمة على طول القطاع الغربي من الضهيرة إلى مروحين. وحتى استتباب الوضع الأمني، يستمر الجيش في تشديد حركة العبور نحو الناقورة والبياضة ومحيطها عبر حاجز الحمرا في أطراف المنصوري، لكيلا يُستهدف المواطنون بالاعتداءات.
في غضون ذلك، لم يُسجل أي تحرك إضافي لقوات اليونيفل. وعلمت «الأخبار» أن «اللجنة المشتركة المشرفة على تطبيق وقف إطلاق النار ستجتمع في اليومين المقبلين. وتم اقتراح بأن تعقد اجتماعاتها في مقر قيادة اليونيفل في الناقورة، بدلاً من مركز الوحدة الإيطالية عند معبر رأس الناقورة حيث تُعقد الاجتماعات الثلاثية منذ عام 2006. لكن يُرجّح أن يسقط الاقتراح لكيلا يطأ ممثل العدو الإسرائيلي في اللجنة أرض الناقورة التي لم يتمكن من احتلالها بالقوة. كما طُرح اقتراح آخر قضى بإلغاء منصب «مفوض الحكومة لدى اليونيفل» الذي كان يشغله عرفاً ضابط شيعي. ويستعاض عنه بـ«ممثل لبنان في اللجنة المشتركة»، ما يسمح بالتحرر من أي عرف طائفي أو سياسي لدى اختيار الممثل.
- صحيفة اللواء عنونت: ردع الاحتلال وإنجاز الرئاسة بين ماكرون وولي العهد السعودي
إسرائيل تتعهد بوقف الانتهاكات بدءاً من هذا الأسبوع والجيش يتخذ مواقعه في الجنوب
وكتبت تقول: تتمادى دولة الاحتلال في انتهاك وقف اطلاق النار، الذي وقّعته، بتسجيل الجانب الفرنسي وقوع 52 انتهاكاً في الايام القليلة الماضية، مع تحذير من مخاطر ذلك على الهدنة الموصوفة بالهشة، مع توجه الرئيس ايمانويل ماكرون الى الرياض اليوم، في زيارة، يحتل الوضع اللبناني، من زاوية عدم تعرض اتفاق وقف النار للخطر، وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في 9 ك2 المقبل، في الجلسة التي حدّدها الرئيس نبيه بري قبل ايام.
وحسب ما ذكر قصر الاليزيه فإن ماكرون سيبحث مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان سبل تعزيز وقف إطلاق النار بين لبنان واسرائيل، وتسريع الخروج من الازمة السياسية اللبنانية.
وردت تل ابيب بأن آلية تطبيق الاتفاق ستبدأ بدءاً من اليوم بانتظار يوم غد.
وفي السياق، وفي اول اطلالة له على الوضع اللبناني بعد تعيينه مستشاراً للرئيس دونالد ترامب، للشؤون العربية والشرق الاوسط، دعا مسعد بولس الى مقاربة الموضوع الرئاسي في لبنان بدقة من دون تسرّع، او بشكل غير مدروس.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المناقشات المحلية في الملف الرئاسي ستُستأنف قبل موعد جلسة الإنتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل، إنما لا يعني أنها مفصلية لاسيما إذا ما تمت معالجة الأسباب الرئيسية التي اطالت أمد الشغور الرئاسي على مدى عامين.
ورأت هذه المصادر أن الإستحقاق الرئاسي دخل مجددا في دائرة الحراك السياسي مع مواكبة من اللجنة الخماسية، وأشارت إلى ان المناخ العام هو من يحدد إمكانيات التقدم فيه، معتبرة أن هناك أسماء تُطرح وأخرى قد تُسحب من التداول، في حين أن معالجة مسألة النصاب قيد البحث، معلنة أن الأسبوع الراهن يقدم مؤشرا لتطور الأمور قبل دخول البلاد في عطلة الأعياد.
على ان المخاوف مما يجري في سوريا، تركت انطباعات ليست بالسارة، لدى القوى المعنية مباشرة بوقف النار واعادة التعافي للوضع السياسي والمالي والاجتماعي في البلاد.
وعليه، دعت مصادر على اطلاع الى انتظار الإعلان عن وصول الضابط الفرنسي الشريك في اللجنة الخماسية للإشراف على تنفيذ القرار، وتبيان طبيعة عمله ونشاطه ومدى تأثيره على القرار في اللجنة.
وعلمت «اللواء» انه حتى مساء أمس، لم يكن قد وصل الى السلطات اللبنانية المدنية والعسكرية أي معلومات عن الضابط الفرنسي لا من هو ولا متى يصل، ولو كان قد وصل الى لبنان لكان قام فور وصوله بزيارة تعارف الى قائد الجيش إسوة بزميله الأميركي الجنرال جاسبر.
وحسب ما بات معروفا سيمثل لبنان قائد قطاع جنوب الليطاني للجيش العميد الركن ادغار لاوندوس، وهو الذي سيعكس توجهات وموقف الحكومة أو على الأقل رئيسها، بما يؤدي الى وقف الخروقات المعادية بشكل نهائي وإلزام الكيان الإسرائيلي بآلية تنفيذ وقف إطلاق النار وتنفيذ الاتفاق وعدم تحقيق مشروع إقامة المنطقة العازلة التي تعني تدمير كل القرى في الشريط الحدودي وتفريغها نهائياً من أهلها؟