سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف :الولايات المتحدة تفرض على لبنان تمديد وقف النار حتى 18 شباط..والجنوبيون حرروا معظم بلداتهم

 

الحوارنيوز – خاص

في الوقت الذي حرر فيه الجنوبيون معظم بلداتهم المحتلة ودخلها الجيش اللبناني ،فرضت الولايات المتحدة على لبنان تمديدا قسريا لتفاهم وقف النار حتى الثامن عشر من شباط تلبية لرغبات الكيان الصهيوني.

الصحف اللبنانية الصادرة اليوم تناولت هذا الموضوع :

 

الأخبار عنونت: أميركا تخاطر بإطاحة القرار 1701… وتعلن تمديد وقف النار ثلاثة أسابيع | أيام التحرير بدأت… والمقاومة أوقفت التفاوض

 وكتبت صحيفة “الأخبار”: في اليوم الأول بعدَ الستين، لم ينتظِر الجنوبيون أحداً، لا دولة ولا قرارات أممية ولا لجنة إشراف. وقرروا، كما عهدهم، أن تحرير أرضهم وتحصيل حقوقهم لا يتمّان إلا على أيديهم.

بعدَ شهرين، اختبر الناس فيهما معنى أن يكون الجنوب في عهدة «الشرعية» و«المجتمع» الدوليين، بادروا إلى فتح القرى بلحمِهم الحي، متقدمين على الجيش الذي كان عليه فتح الطريق أمامهم، فعبّدوا هم الطرقات أمام جنود الجيش الذين دخلوا إلى مناطق منعهم جيش الاحتلال وراعيه الأميركي من دخولها سابقاً. وخلال ساعات قليلة، بدا واضحاً وحاسماً، أنه ما لم تكُن الدولة جدّية في تولّي زمام الأمور، فإن أهل الأرض يعرفون طريقهم إلى تحصيل حقهم، والمقاومة على طريقتهم.

ما حصل أمس، سيُستكمل اليوم، بمزيد من الحشود الشعبية، من أبناء القرى الحدودية وبقية قرى الجنوب والبقاع الغربي، حيث لن ينتظر الناس الإذن من أجل استكمال عملية إخراج قوات الاحتلال من آخر المواقع التي لا تزال تحتلها. ومنذ ساعات بعد ظهر أمس، بدأت التحضيرات الأهلية والشعبية. فأُعلن عن وقف التعليم اليوم، وإقفال المتاجر والأعمال في غالبية الجنوب والبقاع، وتنظيم عملية الاقتحام الشعبي لما تبقّى من قرى منع العدو الناس من الدخول إليها أمس، عبر إطلاق النار، وسط جهود للقوات الدولية لمصلحة العدو، بحجة «توفير العودة الآمنة»، فيما كان الجيش يواجه وضعاً ميدانياً لم تستعد له القيادة السياسية في البلاد. فهو يلمس أهمية ما يقوم به الناس، ويرى همجية العدو، لكنه يعمل على تدوير الزوايا، فيفتح طريقاً ويحاول احتواء تحرك، بينما لم تتغير التعليمات له، علماً أنه كان يُفترض به أن لا ينتظر أحداً من أجل إرسال القوات إلى الحدود مباشرة، وتحدي قرار العدو بإبقاء الاحتلال في مناطق عدة.

ما حصل أمس، وما هو منتظر اليوم، قد يشكّل كل ذلك نقطة فاصلة في المواجهة المستمرة مع العدو. سقط أمس 23 شهيداً في يوم التحرير الشعبي الأول، وقد يسقط المزيد من الشهداء اليوم، لكنّ القرار الواضح عند الأهالي هو المواصلة، بينما كانت الاتصالات السياسية من دون نتيجة حاسمة، حيث أصر الأميركيون على أن إسرائيل ستبقى في بعض النقاط لمزيد من الوقت، وهو أمر سيكون له أثره على كل مشروع تنفيذ القرار 1701، لأن تحويله إلى غطاء للاحتلال لن ينجح، والمقاومة لم تقل كلمتها بعد.

أمس كانَ الكلام هو لأهل الجنوب والقرى الحدودية، خصوصاً أن الاتصالات السياسية بدَتْ متأخرة عن الموقف الشعبي والميداني. وعلمت «الأخبار» أن رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أجريا اتصالات مع الفرنسيين والأميركيين للضغط على إسرائيل، لكن من دون الحصول على النتيجة المرجوة. وكشفت مصادر بعبدا أن «الاتصالات ركّزت على فريق مجلس الأمن القومي وقائد المنطقة الوسطى مايكل كوريلا، وقالوا إنهم يتواصلون مع الجانب الإسرائيلي»، لكن لا توجد أي ضمانات أو مؤشرات إلى انسحاب إسرائيلي قريب، فيما أعلن البيت الأبيض ليلاً تمديد اتفاق وقف إطلاق النار حتى 18 شباط.

ومساء، تردّدت معلومات عن أن قيادة قوات اليونيفل تبلّغت بأن قوات الاحتلال ستبقى لمدة أسبوعين على الأقل، لكنّ رئاسة الجمهورية أصدرت بياناً قالت فيه إنه «لا صحة للأخبار عن إبلاغ إسرائيل لبنان عن بقائها في خمس نقاط حدودية 15 يوماً، وإن الرئيس عون يواصل اتصالاته الداخلية والخارجية لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي من القرى المحتلة».

وفيما ينتظر لبنان رداً رسمياً على مطالبته بتنفيذ الاتفاق، أُعلن في باريس أن الرئيس إيمانويل ماكرون طلب من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي، سحب قواته التي لا تزال منتشرة في لبنان. فيما جرى الحديث عن اتصالات شاركت فيها عواصم غربية أخرى سعت إلى محاولة التوصل إلى اتفاق بتحديد مدة زمنية جديدة، سيما أن قوات الاحتلال كانت تصر على البقاء وتطالب بإجراءات ضد المواطنين الجنوبيين الذين «ينتهكون» الاتفاق.

المقاومة غير معنية بالاتصالات

وفيما كانت تحركات الناس تتم بشكل منسّق بين لجان الأهالي والبلديات، أصدر حزب الله بياناً وجّه فيه التحية إلى المواطنين مؤكداً على أهمية استعادة الأرض وطرد الاحتلال. وكشفت مصادر مطّلعة أن بيان حزب الله ثم كلمة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، جاءا تمهيداً لقرار أبلغه حزب الله بأنه «لا يُشارك في أي اتصالات داخلية أو خارجية بخصوص تمديد مهلة الـ 60 يوماً، وأنه متمسك بنص الاتفاق وضرورة انسحاب العدو من دون أي تأخير». ولمست جهات رسمية بارزة أن المقاومة ليست في وارد الدخول في أي نوع من التفاوض الجديد، وأن على الدولة اللبنانية وفرنسا والولايات المتحدة أن تلزم العدو بتنفيذ الاتفاق، في إشارة بدت «مثيرة للقلق» عند جهات سياسية اعتبرت أن حزب الله ليس في وارد أي نوع من الضغط على الناس لوقف دخولهم المدني إلى القرى المحتلة.

وبحسب مصادر متابعة، جرى الحديث عن نصائح وجهتها سفارات أجنبية إلى قيادة الجيش والحكومة، حملت نوعاً من التهديد في حال تطورت تحركات الأهالي. ونقلت كعادتها، «تهويلاً إسرائيلياً بعودة الحرب في حال لم تتمكن إسرائيل من تنظيف المنطقة الحدودية من المقاومة وهي لن تسمح بعودة الأهالي قبل إنجاز هذه المهمة».

وقالت المصادر إن «مشهد الجنوب أعادَ تثبيت حضور المقاومة جنوب الليطاني، وكشف أن الجانب الأميركي لا يريد للجيش اللبناني أن يمسك الجنوب، وإلا لما تأخر لحظة عن الضغط على العدو». وبات واضحاً «أن الموقف الأميركي تحوّل من أداة ضغط على المقاومة إلى عنصر إحراج لرئيس الجمهورية العماد عون»، حيث بات واضحاً أن «الأميركيين يريدون من الجيش اللبناني أن يسير بتوجيهات العدو وحسب، وهذا ما لن يحصل».

في هذه الأثناء، بدا من التحركات الأهلية التي جرت مساء أمس أن أهالي الجنوب ليسوا بوارد التراجع، وستزداد تحركاتهم اليوم وفي الأيام المقبلة بحسب التطورات، وهناك دعوات من البلديات المحلية وأهالي القرى لمعاودة محاولة الدخول إلى البلدات الحدودية اليوم الإثنين بزخم أكبر وأوسع وستكون هنالك مشاركة من طلاب الجامعات والمدارس.

وأمام مشهد الصمود توالت المواقف، إذ أكّد الرئيس السابق العماد إميل لحود أن «هذا الشعب، من أبناء الشهيد البطل السيّد حسن نصرالله، لا يمكن سحقه ولو تجمّعت جيوش العالم ضدّه، ففي كلّ يوم يسقط فيه شهيدٌ يولد عشرات المقاومين الجدد، وستبقى المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان هي جيش، شعب ومقاومة تجاه أيّ عدو، وهذه ليست حبراً على بيانات بل هي إيمان راسخ لن يتزعزع». وتوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أهل الجنوب قائلاً: «تؤكدون أنكم كما أنتم عظماء في مقاومتكم، كذلك أنتم اليوم تثبتون للقاصي والداني أنكم عظماء في انتمائكم الوطني وأن الأرض هي كما العرض ترخص في سبيل الذود عنها أغلى التضحيات وأن السيادة هي فعل يُعاش وليست شعارات تلوكها الألسن». كما صدر عن رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بيان قال فيه «إلى أهلنا الأعزاء في جنوب لبنان، هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية. وإنَّي إذ أشارككم هذه الفرحة الكبيرة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم». وكتب الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على منصة «إكس»: «أنحني أمام الشهداء والجرحى من أهلنا المدنيين العزّل في الجنوب وأمام إرادتهم الصافية في وجه احتلال يخرق اتفاق وقف إطلاق النار. التحية لجيشنا الوطني الذي آمل أن يلتزم أهلنا بتوجيهاته لحمايتهم. المجتمع الدولي مدعو فوراً لتحمل مسؤوليته تجاه احتلال خارج على قانونه وعلى اتفاق ضمنته ورعته دول عظمى والتزم به لبنان التزاماً كاملاً». أما رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية فعلّق قائلاً: «أهل الجنوب اليوم هم الرسالة الأقوى للمجتمع الدولي ليضغط على إسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية».

رعد: دعوة صارخة من شعبنا لإلزام العدو بالانسحاب ‏الفوري

توجّه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد إلى «أبناء نهج الصمود والعزة والمقاومة»، قائلاً: «مرة جديدة تُعلّمون العالم كيف يكون الإباء وكيف ‏يتجلى الانتماء والولاء للوطن وكيف يُصنع التحرير وتُصان الحرية، مرة جديدة (…) عدتم ‏ووقفتم شامخين ومعكم أهلكم الشركاء من البقاع ومدنه وقراه ومن أحياء الضاحية ‏والعاصمة بيروت وبلدات الوفاء في الجبل والشمال، تصرخون في أسماع المحتلين ومن ‏يدعم إرهابهم وغزوهم أن يخرجوا من أرضنا، وأن لا مكان لهم على ترابنا. نحن أسياد هذه الأرض ‏وأبناؤها وحماتها شعب وجيش ومقاومة». وأضاف: «مرة أخرى تعلنون بكل جرأة ووضوح وعنفوان: أيها ‏الغزاة الصهاينة لا تنطلي علينا مؤامراتكم ولا تخيفنا أسلحتكم ولن نسمح لكم بالتطاول على ‏حقنا بالوجود وعلى إرادتنا بالتحرير وعلى القانون والاتفاقات بالتجاوز والمماطلة والتسويف، ودماء شهدائنا تنتزع منكم النصر وتحقق التحرير وتستعيد ‏الحقوق وتجسّد العدالة، فيا أهلنا الأحرار، بوقفتكم وزحفكم اليوم نحو قراكم وبلداتكم تعلنون ‏للعدو المجرم ولكل من يعترف به ويدعمه ويسلّحه بأسلحة تدمير بيوتكم وبلداتكم أن احتلاله ‏لفلسطين بالقوة والقهر هو تهديد للبنان، ولكل دول المنطقة، وأن خياركم لمواجهة هذا التهديد ‏الدائم هو المقاومة بالتضامن مع الجيش والشعب حتى إزالة تهديده وإنهاء ‏الاحتلال وضمان حماية سيادتنا في وطننا وأمننا واستقرارنا وإعاده بناء ما دمّره العدوان».

وأكّد أن «ما ‏يجري وما جرى اليوم هو عينة تفضح كذب ادّعاءات العدو بالنصر وزيف أوهامه بالقدرة على ‏مواصلة احتلاله للأرض عبر التلطّي خلف دول الاستكبار الداعمة لإرهابه، ما جرى اليوم هو ‏دعوة صارخة من شعبنا في لبنان إلى كل المعنيين الدوليين لإلزام العدو الصهيوني بالانسحاب ‏الفوري ودون أي تأخير من الجنوب والإذعان لإرادة أهله وتنفيذ ما تمّ إعلانه عن وقف ‏العدوان بالكامل وإطلاق الأسرى وتحريرهم».

 

 

النهار عنونت: برعاية أميركية… لُبنان يُعلن استمرار العمل بتفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 شباط

 وكتبت صحيفة “النهار”: أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 شباط/فبراير 2025.

وقال في بيان: “تشاورت مع فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في شأن المستجدات الحاصلة في الجنوب، وفي نتيجة الاتصالات التي جرت مع الجانب الأميركي المولج رعاية التفاهم على وقف إطلاق النار”.

وأضاف: “بعد الاطلاع على تقرير لجنة مراقبة التفاهم والتي تعمل على تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701، فانّ الحكومة اللبنانية تؤكد الحفاظ على سيادة لبنان وأمنه واستمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 شباط 2025.كما تتابع اللجنة تنفيذ كل بنود تفاهم وقف اطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701”.

وتابع ميقاتي: “بناء على طلب الحكومة اللبنانية، ستبدأ الولايات المتحدة الأميركية مفاوضات لإعادة المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من تشرين الأول”.

في السياق، أعلن البيت الأبيض أن الترتيب بين لبنان وإسرائيل سيظل ساري المفعول حتى 18 فبراير/ شباط.

وقال البيت الأبيض إنّ “حكومات لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة ستبدأ مفاوضات بشأن عودة اللبنانيين الذين جرى احتجازهم بعد 7 أكتوبر تشرين الأول 2023”.

وشهدت مداخل القرى والبلدات الحدودية منذ ساعات الفجر الأولى وبدء نهاية المهلة للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان،تجمعات لمئات الأهالي الذين وصلوا إلى العديد من الأحياء في بلداتهم الجنوبية التي لا تزال تشهد أجزاء منها احتلالاً اسرائيلياً، فيما عملت وحدات الجيش اللبناني على رعاية الوافدين وتحذيرهم من الخطر المحدق بحياتهم. في حين توجه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزف عون الى الجنوبيين، داعياً إياهم إلى “ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين العودة الآمنة”.

وفي حصيلة محدثة للاعتداءات الإسرائيلية على الأهالي يوم الاحد، صدر عن وزارة الصحة اللبنانية أنه سجل سقوط “22 شهيداً و124 جريحاً من بينهم تسعة أطفال ومسعف”.

كما أفاد مصدر أمني لـ”النهار” بأنّ الجيش دخل اليوم بلدات: بني حيان ، حولا ، ميس الجبل ، مارون الراس، عيترون ، يارون ، راميا ، الضهيرة ، يارين ، ام التوت ، الزلوطية ، الطيبة ، دير سريان ، بيت ليف ، حانين ، القنطرة ، عيتا الشعب ، القوزح.

فيما لا تزال بلدات اللبونة، مروحين، بليدا، محيبيب، مركبا، كفركلا، العديسة ، رب ثلاثين، طلوسة، تلة الحمامص ، الوزاني، العباسية، المجيدية ودير ميماس قيد الاحتلال الإسرائيلي.

ووثقت عدسات المواطنين لحظات التحام من النقطة صفر مع أماكن وجود دبابات ميركافا والجنود الإسرائيليين. ولم يطل الوقت قبل أن بدأت تتواتر أنباء الإصابات في صفوف المواطنين.

في أول تعليق أممي على المستجدات الاخيرة جنوبي لبنان عقب انتهاء هدنة الـ60 يوماً، صدر بيان مشترك عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو جاء فيه: “لقد شهد لبنان تغييرات كبيرة منذ دخول تفاهم وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ في الساعات الأولى من صباح اليوم الاحد”.

واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري إن “معمودية الدم التي جسدها اللبنانيون الجنوبيون اليوم نساء وأطفالاً وشيوخاَ بصدورهم العارية وبمزيد من الشهداء والجرحى الذين إرتقوا بالرصاص الحي الذي إطلقه جنود الإحتلال الإسرائيلي على المدنيين العزل، في ميس الجبل وحولا وكفركلا وبليدا وعيترون ويارون ومارون الراس والخيام، يؤكد بالدليل القاطع أن إسرائيل تمعن في إنتهاك سيادة لبنان وخرقها لبنود وقف النار”، مضيفاً إن “دماء اللبنانيين الجنوبيين العزل وجراحاتهم هي دعوة صريحة وعاجلة للمجتمع الدولي والدول الراعية لإتفاق وقف النار الى التحرك الفوري والعاجل لإلزام إسرائيل الإنسحاب الفوري من الاراضي اللبنانية التي لاتزال تحتلها في جنوب لبنان”.

بيان الرئاسة

وتوجه الرئيس جوزف عون إلى أهل الجنوب، في بيان قال فيه: “هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية. وإنَّي إذ أشارككم هذه الفرحة الكبيرة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم”.

‎وتابع: “إنَّ سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم. الجيش اللبناني معكم دائماً، حيثما تكونون يكون، وسيظل ملتزماً حمايتكم وصون أمنكم”.

حزب الله

أعلن حزب الله في بيان أنّ اليوم هو “يوم مجيد من أيام الله، ومشهد مهيب من مشاهد العز والكرامة التي يخطّها شعب المقاومة العظيم، الذي أثبت مرة ‏أخرى أنّه الشعب المتجذّر في أرضه، المتشبث بكل حبة تراب فيه، الحارس الأمين لسيادة الوطن، والذي لا ينحني ‏أمام أي تهديد أو عدوان”. ‎

‎ ‎وأضاف: “منذ عام 2000 وحتى اليوم، المشهد يتكرّر، حيث يثبت شعبنا أنّه القائد الحقيقي لمسار الانتصار، بمقاومته البطولية ‏يُجدّد دحر العدو، مؤكدّاً أن لا مكان لمحتل في هذه الأرض المباركة، التي رويت كل حبة تراب فيها بدماء الشهداء‎.”‎

 

الجمهورية عنونت: حراك رسمي وشعبي لانسحاب اسرائيل… البيت الأبيض: تمديد وقف النار حتى 18 شباط

 وكتبت صحيفة ” الجمهورية”: ما أن انبلج فجر أمس موعد انتهاء هدنة الـ60 يوماً للانسحاب الإسرائيلي من المنطقة الحدودية الجنوبية بموجب وقف إطلاق النار، وفي ظل تمنّع إسرائيل عن هذا الانسحاب، انطلق أبناء تلك المنطقة في زحف بشري للعودة إلى بلداتهم وقراهم بمؤازرة الجيش اللبناني وإجبار الإسرائيليين على الانسحاب منها، ووصل الزاحفون إلى المسافة صفر من المحتلين، وسقط في صفوفهم عشرات الشهداء والجرحى، بينهم عسكريون من الجيش، وذلك في مشهد أعاد إلى الأذهان ذلك الزحف البشري الذي شهدته تلك المناطق إثر اعلان وقف إطلاق النار وصدور القرار الدولي 1701 عام 2006. وقد أجمعت المراجع الرسمية والسياسية والدينية من كل الأطياف، على تأييد هذا الزحف والتنديد بالرفض الإسرائيلي للانسحاب، داعين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا الضامنتين لاتفاق وقف النار إلى تحمّل المسؤولية وإجبار إسرائيل على الانسحاب تنفيذاً لهذا الاتفاق.

وأعلن البيت الأبيض في بيان مساء امس، أنّ “اتفاق وقف إطلاق النّار بين لبنان وإسرائيل، الذي تراقبه الولايات المتّحدة الأميركيّة، سيبقى ساري المفعول حتى 18 شباط المقبل”، مشيرًا إلى أنّ “حكومات لبنان وإسرائيل والولايات المتّحدة ستبدأ أيضًا في مفاوضات في شأن عودة اللبنانيّين الذين تمّ أسرهم بعد 7 تشرين الأوّل 2023”.

في غضون ذلك، طلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “سحب قواته التي لا تزال منتشرة في لبنان”، وفق ما أفاد الإليزيه.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّ “رئيس الجمهورية شدّد أمام رئيس الوزراء على أهمية الّا يقوّض أي شيء جهود السلطات اللبنانية الجديدة لاستعادة سلطة الدولة على كامل أراضي بلادها”.

وفي هذه الأثناء، قال المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي، إنّ “اليوم، سُحقت كلّ المعادلات السياسيّة والحسابات الماديّة أمام الشعب المؤمن والمخلص في جنوبي لبنان، الذي لم يَعْبَأ بالجيش الإسرائيلي الغاصب، وحمل روحه إلى الميدان بإيثار وثقة بالوعد الإلهي”.

لا حسم مع ترامب

وقالت مصادر سياسية لـ”الجمهورية”، انّ في هذه المعمعة، يبدو مفصلياً موقف واشنطن. فهل ستستمر في تقديم الدعم غير المشروط لما تقوم به إسرائيل، كما كانت خلال ولاية الرئيس السابق جو بايدن، علماً أنّ الرئيس دونالد ترامب كان قد أطلق تعهدات بدعم اتفاق وقف النار؟

وفي تقدير هذه المصادر السياسية، أنّ ترامب لم يحسم حتى الآن طريقة تعاطيه مع هذا الملف، وأنّه ربما يريد للولايات المتحدة الاميركية أن تتموضع في خانة المتفرج خلال هذه الفترة، لتختبر كيفية اتجاه التطورات على الأرض، فيتمكن من جسّ نبض الأطراف كافة. ومن هذا القبيل، هو أعلن عدم ممانعته لقرار نتنياهو البقاء في الجنوب اللبناني فترة إضافية، ولم يطالبه بالتزام الموعد المحدّد، أي مهلة الـ60 يوماً، بدقة.

وقالت المصادر نفسها، إنّ ترامب يتبلّغ بالتأكيد، وبشكل متتابع، تقارير وافية عن مسار اتفاق وقف النار من رئاسة لجنة المراقبة، بقيادتها الأميركية. وتالياً، هو يدرك أنّ الجيش اللبناني يقوم تماماً بكل ما يتوجب عليه، لجهة تسلّم المواقع من “حزب الله”، وأنّه قادر على الانتشار حتى الخط الأزرق، لو انسحب الجيش الإسرائيلي، لكن ذلك لم يحصل. ولذلك، تقول المصادر، إنّ الجهود اللبنانية الرسمية يجب أن تتركّز في المرحلة المقبلة على دفع الولايات المتحدة الاميركية إلى الضغط فعلياً على إسرائيل كي تسهّل تنفيذ الاتفاق.

دلالات

وإلى ذلك، قالت أوساط سياسية على صلة بالملف الجنوبي لـ”الجمهورية”، انّ التحرك الشعبي الواسع الذي حصل في المنطقة الحدودية أمس انطوى على الدلالات الآتية:

ـ الرفض القاطع لبقاء الاحتلال الإسرائيلي في اي بلدة جنوبية تحت أي ذريعة، ومهما كانت كلفة هذا الخيار، بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً.

ـ نجاح الجيش اللبناني في مواكبة العائدين والدخول معهم إلى عدد من البلدات المحتلة، حيث وقف جنوده وجهاً لوجه أمام قوات العدو في أكثر من مكان.

ـ وضع الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار والضامنة له تحت الضغط، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.

ـ إثبات جدوى المقاومة الشعبية وفعاليتها في مواجهة الاحتلال الذي واجهه الناس العائدون من المسافة صفر باللحم الحي.

ـ حضّ الدولة اللبنانية على استخدام كل وسائل الضغط الممكنة لإلزام الجيش الإسرائيلي باستكمال انسحابه، والبناء على زخم الإرادة الشعبية لتفعيل المعركة الديبلوماسية.

ـ تظهير موقف رسمي موحّد وحاضن لانتفاضة الناس من قبل رئيسي الجمهورية والنواب ورئيسي الحكومة المكلّف والمصرّف للأعمال.

ـ بروز نوع من الاحتضان الوطني الواسع للتحرك الجنوبي الشعبي ضدّ الاحتلال، ترجمته مواقف كثير من القوى والشخصيات السياسية، باستثناء قلة غرّدت خارج السرب.

ـ وجوب أن يشكّل ما حصل في الجنوب تحفيزاً للتعجيل في تشكيل الحكومة الجديدة وتجاوز العقبات امام ولادتها من أجل التفرّغ لمواجهة التحدّيات الداهمة.

يوم انتصار لبنان

وفي الوقت الذي تضامن لبنان من أقصاه إلى أقصاه مع العائدين الجنوبيين إلى بلداتهم وقراهم متحّدين القوات الاسرائيلية التي تحتلها وتمعن فيها تدميراً، توجّه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ببيان “إلى أهلنا الأعزاء في جنوب لبنان”، قال فيه: “هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية. واني إذ أشارككم هذه الفرحة الكبيرة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم”. واكّد “أنّ سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم. الجيش اللبناني معكم دائماً، حيثما تكونون يكون، وسيظل ملتزماً بحمايتكم وصون أمنكم. معاً سنبقى أقوى، متحدين تحت راية لبنان”.

وأوضح مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن “لا صحة للمعلومات التي تناقلتها وسائل إعلامية مساء اليوم (أمس) أنّ العدو الإسرائيلي أبلغ لبنان أنّه سيبقى في 5 نقاط حدودية لمدة 15 يوماً، وأنّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أبلغ لجنة مراقبة وقف اطلاق النار رفضه لذلك”. وأضاف أنّ “الصحيح أنّ الرئيس عون لا يزال يتابع اتصالاته الداخلية والخارجية مع الجهات المعنية باتفاق وقف النار، في سبيل استكمال الانسحاب الإسرائيلي ممّا تبقّى من القرى الجنوبية المحتلة”.

“حزب الله”

وفي الوقت الذي يُنتظر أن يتواصل الزحف الشعبي إلى المنطقة الحدودية، وصف “حزب الله” في بيان يوم أمس بأنّه “يوم مجيد من أيام الله، ومشهد مهيب من مشاهد العز والكرامة التي يخطّها شعب المقاومة العظيم، الذي أثبت مرّة ‏أخرى أنّه الشعب المتجذّر في أرضه، المتشبث بكل حبة تراب فيه، الحارس الأمين لسيادة الوطن، والذي لا ينحني ‏أمام أي تهديد أو عدوان”. وأضاف: “منذ عام 2000 وحتى اليوم، المشهد يتكرّر، حيث يثبت شعبنا أنّه القائد الحقيقي لمسار الانتصار، بمقاومته البطولية ‏يُجدّد دحر العدو، مؤكدّاً أن لا مكان لمحتل في هذه الأرض المباركة، التي رويت كل حبة تراب فيها بدماء الشهداء.” وقال: “إنّ مشهد العائدين إلى قراهم، حاملين صور الشهداء ورايات المقاومة يُجسّد أسمى معاني الثبات والصمود والانتصار، ‏ويؤكّد أنّ هذا الشعب بإرادته التي لا تُقهر وثباته الذي لا يلين يُشكّل السلاح الأقوى للمقاومة، تلك القوة التي لطالما ‏وصفها شهيدنا وعزيزنا، سيد شهداء الأمة، سماحة السيد حسن نصرالله (رضوان الله عليه) بأنّها “نقطة القوة التي لا ‏يستطيع أن يهزمها أحد”. لقد أثبت شعب المقاومة أنّه وفِيّ لدمائه الزكية، وأنّه مهما بلغ جبروت الغزاة، فإنّهم ‏عاجزون عن الصمود أمام هذا الطوفان الشعبي المبارك الذي رسم بخطواته واتجاهه طريقًا واحدًا، تحرير الأرض ‏ودحر المحتل نهائيًا”ً.

وأضاف: “إنّنا في “حزب الله”، إذ ننحني إجلالًا أمام عظمة شعب المقاومة، نؤكّد أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تحمي ‏لبنان من غدر الأعداء ليست حبرًا على ورق، بل واقع يعيشه اللبنانيون يوميًا، ويجسدونه بصمودهم وتضحياتهم”.

ودعا الحزب “جميع اللبنانيين إلى الوقوف صفًا واحدًا مع أهلهم في الجنوب، لنجدّد معًا معاني التضامن الوطني ولنبني ‏سيادة حقيقية عنوانها التحرير والانتصار. ونشدّد على أنّ المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول الراعية للاتفاق، مطالب ‏اليوم بتحمّل مسؤولياته أمام انتهاكات العدو الإسرائيلي وجرائمه وإلزامه بالانسحاب الكامل من أراضينا”.

وعلّق مسؤول عسكري إسرائيلي على بيان وزارة الصحة الذي أعلن فيه عن استشهاد 15 شخصاً، بينهم عنصر في الجيش اللبناني، قائلًا: “علمت بهذه الأحداث، لكن يجري النظر في التفاصيل المتعلقة بالجندي اللبناني الذي قُتل على يد الجيش الإسرائيلي”.

وفي السياق، أشار مسؤول عسكري إسرائيلي إلى أنّ “مئات اللبنانيين، ومن بينهم عناصر من حزب الله، حاولوا الوصول إلى قرى في جنوب لبنان اليوم، وقاموا بالاستفزازات”. وقال: “إنّ الجيش الإسرائيلي استعد للمدنيين الذين يحاولون الوصول إلى القرى الحدودية اليوم نهاية الهدنة التي استمرت 60 يومًا، وفي ذلك الوقت كان من المفترض أن تنسحب إسرائيل من جنوب لبنان”. وأضاف: “يواصل الجيش الإسرائيلي العمل، بتوجيهات من المستوى السياسي، في عدة مناطق في جنوب لبنان”، مشيراً إلى أنّه “بموجب الاتفاق، لا تحتاج إسرائيل إلى الانسحاب في اليوم الـ60 من وقف إطلاق النار، بل فقط عندما الجيش اللبناني ينتشر في جنوب لبنان و”حزب الله” ينسحب إلى شمال نهر الليطاني”.

في هذه الأثناء ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة أنّ “سكان جنوب لبنان عادوا إلى قراهم وبلداتهم، اليوم الأحد( أمس)، وذلك رغم وجودد الجيش الإسرائيلي فيها”.

واشارت إلى “إنّ قوات الجيش الإسرائيلي تُطلق النار على الأشخاص الذين يحاولون العودة والوصول إلى قرى جنوب لبنان”، وأضافت: “بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، كان من المفترض أن تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية بحلول الساعة الرابعة من فجر اليوم (أمس). ومع ذلك، قرّر مجلس الوزراء الأمني في نهاية الأسبوع عدم الانسحاب في الوقت الحالي، لأنّ الجيش اللبناني لم ينتشر في جنوب لبنان كما وعد”.

وقالت تقارير إسرائيلية أخرى إنَّ “الأمر الأكثر إثارة للقلق هو مشاهدة اللبنانيين يقتربون لمسافة صفر من دبابة إسرائيلية مثلما حصل في بلدة مارون الراس”.

بيان

صدر عن المكتب التربوي المركزي في حركة “أمل” والتعبئة التربوية في “حزب الله”، بيانٌ جاء فيه، “اليوم تجدّد التاريخ ووشم على جبينه النصر وأعلن أنّ صناعة المجد يحفر في تاريخ لبنان الحديث ومن جديد ينتصر الوطن العصي على الاحتلال الصهيوني؛ لأنّ شعبه يأبى الضيم ولا يعيش تحت نير الإحتلال والاستبداد”.

وأضاف: “أعراس التحرير تعود إلى جنوب لبنان بإرادة شعب مقاوم ينتصر ويثبت من جديد معادلة الجيش والشعب والمقاومة ليتشكّل الأنموذج اللبناني الفريد في هذا العالم كونه قدوة ومنارة للأجيال الصاعدة وتربية وطنية فعلية معمّدة بالدم والشهادة والفداء”.

وتابع: “انطلاقًا ممّا ذكر، إنّنا في المكتب التربوي لحركة “أمل” والتعبئة التربوية في “حزب الله” نوجّه تحية إكبار وتقدير لعطاءات الشهداء وللجرحى ولأهلنا وشعبنا الذي أذهل العالم في تضحياته وشجاعته وإقدامه وثباته ومقاومته، وندعو لاعتبار يوم غد الاثنين هو يوم وطني تربوي بامتياز، يكتب تاريخ لبنان المحرّر من جديد بسواعد أصحاب الأرض، وتُعلّق فيه الدروس في المعاهد والمدارس والجامعات، إفساحًا في المجال لمشاركة المعلمين والأساتذة والطلاب في أعراس التحرير وتطبيق الدروس الوطنية ميدانيًا على ساحات التضحية والشرف والمجد والانتصار”.

وفي وقتٍ سابق، أعلن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي، أنّه “إلحاقاً ببيانه السابق حول تأكيد التدريس يوم غد الاثنين، وبعد التواصل مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، فإنّه يترك لمديري المدارس والمؤسسات التربوية الرسمية والخاصة على تنوعها في محافظتي الجنوب والنبطية فقط تقدير الوضع واتخاذ القرار لجهة إقفال مدارسهم غداً او إبقائها مفتوحة”.

وأضاف: “أما المحافظات الباقية فإنّ التدريس فيها عادي”.

وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أنّ اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة، أدّت حتى الساعة إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 22 ، من بينهم 6 سيدات، والجرحى إلى 124 من بينهم 12 سيدة ومسعف من كشافة الرسالة في خلال قيامه بواجبه الانقاذي الانساني.

الديار عنونت: أهالي الجنوب يُحرّرون قراهم بقبضاتهم العارية

عشرات الشهداء والجرحى في يوم الزحف الكبير
ترقب ولادة الحكومة هذا الأسبوع

  وكتبت صحيفة “الديار”: ولأن لا موانع او حواجز تقف امام أهل الارض، عبر اهالي الجنوب اللبناني يوم أمس الى قراهم، رغم أنف العدو «الاسرائيلي» ودباباته وعناصره، الذين حاولوا الانقلاب على اتفاق وقف النار ورفضوا الالتزام بمهلة الستين يوما.

وبقبضاتهم العارية وقف الجنوبيون بوجه الدبابات والقوات المحتلة المدججة بالسلاح، ما اجبرها على الانسحاب من عشرات البلدات، لتبقى تلك التي لا تزال محتلة لا تتجاوز اصابع اليدين، مع ترقب المزيد من الانسحابات في الساعات المقبلة.

وبعد ان فشلت كل الجهود الديبلوماسية في اجبار جيش العدو على الالتزام باتفاق وقف النار، والانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية مع مرور مهلة الستين يوما، ارتأى أهل الارض ان يجبروه على التراجع بالقوة، فاذا به لا يصمد ولو لساعات، حتى بعد فتحه النار بوجههم، ما ادى الى استشهاد 22 على الأقل وجرح العشرات.

التحرير متواصل

واكدت مصادر قريبة من «الثنائي الشيعي» ان «تحرير كل القرى من قبل الاهالي متواصل، ولن يتوقف حتى تحرير آخر شبر من الاراضي المحتلة» ، معتبرة في حديث لـ «الديار» ان «ما حصل يوم الاحد انتصار كبير، ثبّت اكثر من اي وقت مضى معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وبالتالي سيكون له اثره على كل الاستحقاقات السياسية المقبلة».

واعتبرت المصادر ان «ما شهدناه اكد المؤكد ، لجهة ان لا اتفاقات ولا ضمانات ولا تعهدات تنفع مع العدو «الاسرائيلي»، الذي لا يلتزم بأي منها ،وانه لا ينفع معه الا مقاومته والتصدي له بالقوة». واضافت المصادر:»الكثيرون طالبوا بترك «لبنان الرسمي» والمجتمع الدولي يتصرفان لضمان انسحاب «اسرائيل» بانتهاء مهلة الستين يوما، ولكن وبعدما تبين ان هناك عجزا على المستويات كافة، كان لا بد لاهالي القرى والبلدات ان يتحركوا لدحر المحتل».

الوضع الميداني

وأفادت المعلومات حتى اولى ساعات مساء الاحد أن البلدات التي دخل اليها الأهالي في القطاع الشرقي بعد انتهاء مهلة الستين يوما هي: كفرحمام – كفرشوبا – حلتا – الخيام – عين عرب – الوزاني – دير سريان – القصير – قنطرة – الطيبة – عدشيت القصير – بني حيان – طلوسة – محيبيب – عيناثا – بنت جبيل – مارون الراس – يارون – جباب العرب – عيتا الشعب – رامية – بيت ليف .

اما القرى التي تحررت امس الاحد في القطاع الغربي: شيحين – الزلوطية – ام التوت – البستان – مروحين – الجبين – يارين – الضهيرة – شمع – البياضة – طير حرفا – علما الشعب – الناقورة .

أما البلدات التي لا يزال جيش الاحتلال يحتلها فهي:كفركلا – عديسة – رب ثلاثين – مركبا – حولا – ميس الجبل – بليدا – عيترون.

المواقف الرسمية

وكانت القوى والمرجعيات السياسية هي التي واكبت تحركات الاهالي على الارض منذ ساعات الصباح. فتوجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لأهل الجنوب ، مؤكدا ان «سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم».وقال: «أشارك اهلنا في الجنوب فرحة انتصار الحق، وادعوهم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة».

اما رئيس المجلس النيابي نبيه بري فاعتبر ان «معمودية الدم التي جسدها اللبنانيون الجنوبيون، تؤكد بالدليل القاطع أن «إسرائيل» تمعن بإنتهاك سيادة لبنان وخرقها لبنود وقف إطلاق النار، داعيا المجتمع الدولي والدول الراعية لإتفاق وقف النار «للتحرك الفوري والعاجل، لإلزام «إسرائيل» بالإنسحاب الفوري من الاراضي اللبنانية ، التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان».

كذلك فعل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الدول، الذي حثّ الدول التي رعت تفاهم وقف النار الى «تحمّل مسؤولياتها في ردع العدوان، واجبار العدو «الاسرائيلي» على الانسحاب من الاراضي التي يحتلها، وهذا ما ابلغناه الى المعنيين مباشرة، محذرين من أن أي تراجع عن الالتزام بمندرجات وقف النار وتطبيق القرار 1701 ستكون له عواقب وخيمة».

اما حزب الله فواكب الاهالي عبر نوابه وقيادييه برحفهم الشعبي الى قرى وبلدات الصف الاول، وقال النائب عن الحزب حسين الحاج حسن:»المقاومة تراقب وتتابع، وعندما ترى أنه من الضروري أن يكون لها موقف سيكون لها موقف، المطلوب هو ضغط حقيقي وقوي ومستدام ومتتابع، لإجبار العدو على الانسحاب من كل شبر من أرضنا، وبقاء العدو في شبر واحد يعني استمرار الاحتلال، ويعني مسؤولية الجميع تحرير هذا الشبر الواحد من الأرض اللبنانية، وخصوصا الدولة اللبنانية بكل مسؤوليها وكل مؤسساتها».

موقف فرنسي وحيد!

وفيما غاب اي موقف رسمي من «اللجنة الخماسية» التي تراقب قرار وقف النار، والتي كان يفترض فيها ادانة عدم التزام «اسرائيل» بالانسحاب مع انتهاء مهلة الستين يوما، كما غاب اي موقف اميركي رسمي، افادت الرئاسة الفرنسية بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون طلب في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتانياهو «سحب قواته التي لا تزال منتشرة في لبنان». وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن «رئيس الجمهورية شدد أمام نتنياهوعلى أهمية الا يقوض أي شيء جهود السلطات اللبنانية الجديدة لاستعادة سلطة الدولة على كامل أراضي بلادها».

من جهتها، أصدرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «اليونيفيل» بيانا عبّرت فيه قلقها «البالغ، إزاء التقارير التي تفيد بعودة المدنيين اللبنانيين إلى القرى، التي لا يزال الجيش «الإسرائيلي» متواجداً فيها ، ووقوع إصابات نتيجة للنيران الإسرائيلية».

واشارت الى انه «بناء على طلب القوات المسلحة اللبنانية، ينتشر جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل في المناطق، التي حددتها القوات المسلحة اللبنانية في مختلف أنحاء منطقة عمليات البعثة، لمراقبة الوضع والمساعدة في منع المزيد من التصعيد. ومع ذلك، فإن إدارة الحشود تقع خارج نطاق ولايتنا». وشددت على «الأهمية الحاسمة للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ، وترتيبات وقف الأعمال العدائية من خلال الآليات المعمول بها. ويشمل ذلك الانسحاب الكامل للجيش «الإسرائيلي» من لبنان، وإزالة أي أسلحة أو أصول غير مصرّح بها جنوب نهر الليطاني، وإعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية في جميع انحاء جنوب لبنان، وضمان العودة الآمنة والكريمة للمدنيين النازحين على جانبي الخط الأزرق».

الحكومة هذا الاسبوع؟

اما على خط تشكيل الحكومة، فرجحت مصادر مواكبة لحركة الرئيس المكلف ان «تؤثر التطورات الميدانية على عملية التشكيل والاستحقاقات المقبلة، وعلى رأسها البيان الوزاري»، مرجحة في حديث لـ»الديار» ان يكون هناك تشدد من قبل القوى السياسية بشروطها ومطالبها، ما قد يدفع الرئيس المكلف للاعلان عن تشكيلته كحد اقصى نهاية هذا الاسبوع، حتى ولو لم تكن ترضي جميع الاطراف، محاولا الاستفادة من الزخم الدولي، الذي لا يزال موجودا، والذي قد يتلاشى في حال تأخر التشكيل».

وخلال عظة الاحد، اشار البطريرك الماروني بشارة الراعي الى ان «الشعب اللبنانيّ وضع آماله وثقته بشخص رئيس الجمهوريّة العماد جوزف عون، ورئيس الحكومة المكلّف القاضي نوّاف سلام. وبخاصّة في ما قاله فخامة الرئيس في خطاب القسم «بأنّه يقوم مع المجلس النيابي ومجلس الوزراء بالمداورة في وظائف الفئة الأولى في الادارات والمؤسسات العامة»، وما قاله دولة الرئيس بأنّه يؤلّف الحكومة وفقًا لنصّ الدستور والطائف، حيث لا يوجد أي تكريس لوزارة باسم أيّ طائفة من الطوائف»، معربا عن امله في «تجاوز هذه المسألة وفقًا للنصوص وروحها ، وبأن يتمّ فصل مسألة الميثاقيّة عن المحاصصة. فنقول نعم للميثاقيّة القائمة على المساواة بين المسلمين والمسيحيّين في العيش المشترك ووظائف الفئة الأولى، وبذات الروح قدر الإمكان في ما دونها. ونقول: لا للمحاصصة بين الأحزاب والتكتّلات النيابيّة، لأنّها تفتح الباب واسعًا أمام تدخّل السياسة بالإدارة، وتخلق برلمانًا مصّغرًا تنتفي معه المساءلة والمحاسبة من قبل مجلس النواب، وتُنتهك القاعدة الدستوريّة بفصل السلطات. لقد آن الأوان لنثق بعضنا ببعض، ونعمل معًا على إصلاح الخلل في البلاد، والقيام بالإصلاحات الضروريّة المنتظرة».

اما عضو تكتل «التنمية والتحرير» قاسم هاشم، فأوضح أن «الاتصالات جارية بين الرئيسين نبيه بري والمكلف نواف سلام، لإنهاء المسوّدة لتأليف الحكومة، وقال إن الحركة متواصلة والأمور متقدّمة إيجابيًا في هذا الملف»، مؤكدا «أن وزارة المال ستكون من حصّة الثنائي».

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى