قالت الصحف: الهدنة تهتز ولا تسقط.. والمقاومة تحذر بالنار!
الحوارنيوز – خاص
ابرزت صحف اليوم في افتتاحياتها الرد التحذيري للمقاومة على مسلسل خروقات العدو لاتفاق وقف اطلاق النار ولعدة قضايا داخلية بارزة.
وجاءت الافتتاحيات على النحو التالي:
- صحيفة النهار عنونت: تبادل الانتهاكات يهدّد بانهيار وقف النار… والمعارضة تباشر التنسيق للاستحقاق الرئاسي
وكتبت تقول: بدا اتفاق وقف النار مهدداً للمرة الأولى جدياً بالانهيار في الساعات الأخيرة، الأمر الذي دفع لبنان الرسمي إلى الاندفاع في حملة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة إستباقاً لنشر الجيش اللبناني على كامل الخط الحدودي جنوباً، فشرع في إطلاق حملة ضغوط ومطالب كثيفة لا سيما من الدولتين الراعيتين للاتفاق، الولايات المتحدة وفرنسا، لحمل إسرائيل على التزام تعهداتها من الاتفاق.
وأكدت مصادر معنية بالاتصالات التي يجريها الجانب اللبناني الرسمي أن الخشية من انهيار وقف النار بلغت اصداؤها الدول المعنية خصوصاً وأن تبادل العمليات الحربية تجدّد للمرة الأولى بعد وقف النار عندما قصف “حزب الله” مساء أمس مواقع إسرائيلية في تلال كفرشوبا وردّت إسرائيل بغارات جديدة. وقد صعدت فرنسا ضغوطها واتصالاتها لا سيما مع إسرائيل للجم أي تفلت تصعيدي من شأنه أن يدفع الهدنة الهشة إلى الانهيار، علماً أن هذه الاتصالات كانت أفضت قبل تدهور الوضع مساءً إلى انطباعات تستبعد اشتعال الحرب مجدداً ولو أن إسرائيل تذهب بعيداً في “قراءتها” الخاصة لاتفاق وقف النار لجهة توظيف المرحلة الانتقالية في مزيد من المطاردات لـ”حزب الله”.
وتوقعت المصادر استناداً إلى ما تبلغه كل من رئيسي الحكومة نجيب ميقاتي ومجلس النواب نبيه بري من قائد الجيش العماد جوزف عون كما من الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز أن تبدأ لجنة مراقبة اتفاق وقف النار عملها في الساعات المقبلة إيذاناً بتنفيذ بند أساسي لبسط الرقابة على الإجراءات الآيلة إلى إعادة تثبيت وقف النار، كما أن الجيش اللبناني سيكمل استعداداته لنشر ستة الاف جندي دفعة واحدة على امتداد الحدود بين لبنان وإسرائيل.
المناخ الضاغط لمنع انهيار وقف النار برز مع إبلاغ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر بضرورة التزام كل الأطراف اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وفق ما أعلنت أمس وزارة الخارجية الفرنسية. وأوضحت أن بارو أكد لساعر في اتصال هاتفي “الحاجة ليحترم كل الأطراف اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان”.
ولكن واشنطن قللت خطورة الانتهاكات إذ اعتبر البيت الابيض أن آلية مراقبة وقف النار في لبنان تؤدي مهماتها رغم وجود ضربات متقطعة.
لبنان واسرائيل
والتقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للمرة الأولى الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون. وأكد رئيس الحكومة “ضرورة الالتزام الكامل بوقف اطلاق النار ومنع الخروقات الأمنية وانسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة”.
بدوره، أوضح الرئيس نبيه بري الذي اطلع من العماد جوزف عون على استعدادات الجيش للانتشار في الجنوب “أن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من أعمال عدوانية لجهة تجريف المنازل في القرى اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة، يضاف إليها إستمرار الطلعات الجوية وتنفيذ غارات إستهدفت أكثر من مرة عمق المناطق اللبنانية وسقط خلالها شهداء وجرحى وآخرها ما حصل اليوم (أمس) في حوش السيد علي في الهرمل وجديدة مرجعيون، كل هذه الاعمال تمثل خرقاً فاضحاً لبنود إتفاق وقف إطلاق النار”. وأضاف: “نسأل اللجنة الفنية التي أُلفت لمراقبة تنفيذ هذا الاتفاق أين هي من هذه الخروقات والانتهاكات المتواصلة والتي تجاوزت 54 خرقاً فيما لبنان والمقاومة ملتزمون بشكل تام بما تعهدوا به”.
وردت إسرائيل بلسان وزير الخارجية جدعون ساعر، فقال: “نسمع ادّعاءات أن إسرائيل تنتهك اتفاق وقف النار مع لبنان والعكس هو صحيح”، مؤكداً “أننا نعمل على تطبيق اتفاق وقف إطلاق عبر الرد الفوري على انتهاكات حزب الله”. وأضاف، “ان على عناصر حزب الله عدم الوجود في جنوب الليطاني وعليهم الانتقال شمالاً على الفور”.
كما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري التزام اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، معتبراً “أنّ مهلة الـ60 يوماً هي مرحلة تدريجية للتأكد من زوال تهديد “حزب الله”. وقال: “على الشعب اللبناني التأكد من خلو المناطق الحدودية مع إسرائيل من السلاح الذي يهدّد أمن إسرائيل”. وليلاً أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أن اطلاق “حزب الله” الصواريخ على جبل الروس خرق خطير.
- صحيفة الأخبار عنونت: الهدنة تهتز ولا تسقط و14 شهيداً في انتهاكات العدو للهدنة
المقاومة للعدو: ممنوع تكريس «حرية الحركة»
وكتبت تقول: قبل اكتمال عقد لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية وتفعيل آلية الرقابة في الجنوب، نفّذ حزب الله «رداً دفاعياً أولياً تحذيرياً على الخروقات المتكررة التي يُبادر إليها العدو الإسرائيلي»، بعد إخفاق المراجعات للجهات المعنية في وقف هذه الخروقات، كما أعلن الحزب في بيان أمس.
وفي وقت تحاول فيه تل أبيب فرض معادلتها التي اختصرها وزير المال في حكومة العدو بتسلئيل سموتريش بعبارة «لن ننتظر أي آلية وسنواصل العمل لإحباط أي تهديد أو محاولة من حزب الله لاستعادة قدراته»، جاء ردّ المقاومة لتأكيد أنها قادرة على فرض معادلاتها ولن تقِف مكتوفة اليدين أمام الخروقات ولن تسمح للعدو الإسرائيلي برسم أي خطوط حمر جنوباً والاحتفاظ بهامش مناورة هجومي بناءً على اتفاق جانبي مع واشنطن. ووصفت المقاومة الرد بأنه «أولي وتحذيري» لتأكيد أنها أعطت ولا تزال الفرصة للجيش اللبناني ولجنة الإشراف للقيام بالدور المطلوب منهما بتنظيم الوضع في الجنوب وفقَ ما نصّ عليه الاتفاق. ولكن، بما أن إسرائيل تريد استغلال مهلة الـ 60 يوماً لتكريس معادلات أمر واقع وإعاقة خطة انتشار الجيش، فإنها على استعداد للتدخل مجدداً وفق ما نصّ عليه القرار بحق الطرفين في الدفاع عن النفس في حال التعرّض لاعتداء.
وقالت مصادر بارزة إن «هدف العملية هو لجم الجيش الإسرائيلي عن مواصلة خروقاته، لذلك نفّذتها المقاومة في مزارع شبعا». واعتبرت المصادر أن «حزب الله أراد إيصال رسالة إلى الوسطاء المعنيين، الأميركيين والفرنسيين، بضرورة تعجيل تفعيل عمل لجنة الرقابة والبدء بتنفيذ الآلية جنوباً تفادياً لسقوط الهدنة، ولعدم تفسير صمت الحزب في غير إطاره الصحيح أو باعتباره عجزاً وضعفاً».
وعقب العملية، عاش الجنوب «بروفا» استئناف العدوان الإسرائيلي. وبخلاف الأيام الماضية، تصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية جواً بغارات متنقلة من الطيران والمُسيّرات من الجنوب وصولاً إلى الهرمل. وبلغت ذروتها ليلاً بعد إعلان جيش العدو البدء بـ«تنفيذ هجمات ضد أهداف»، وشنّ سلسلة غارات استهدفت مناطق مفتوحة في حلتا وكفرحمام وإقليم التفاح وجبل الريحان والمحمودية ووادي برغز وأرنون ويحمر الشقيف وزوطر الشرقية وياطر ويارون وحاريص حيث أفيد عن سقوط 9 شهداء في غارة استهدفت منزلين. كذلك استشهد عنصر في أمن الدولة جراء استهداف دراجته النارية في جديدة مرجعيون. ونفّذت مُسيّرة غارة على تجمع للمواطنين قرب بلدية عيناثا، ما أدى إلى إصابة ثلاثة بجروح. وفي وقت لاحق، استشهد ثلاثة شبان من مجدل سلم، بينهم مسعف في كشافة الرسالة الإسلامية، جراء غارة استهدفتهم في طلوسة خلال قيامهم برفع الركام. وبالتزامن، سُجّل قصف مدفعي على طول الحدود الجنوبية من كفرشوبا وشبعا والخيام إلى ميس الجبل وعيترون وبنت جبيل ويارون ومارون الرأس وبيت ليف، إضافة إلى عمليات توغل في أحياء لم يتمكن العدو من السيطرة عليها خلال مواجهاته مع المقاومة، في ميس الجبل وعيترون وشانوح في خراج كفرشوبا والخيام.
وليلاً زعم المتحدث باسم جيش العدو أنه «هاجم مسلحين وعشرات المنصات الصاروخية والبنى التحتية التابعة لحزب الله في أنحاء لبنان»، واعتبر أن «إطلاق القذائف الصاروخية نحو إسرائيل يشكل خرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان». لكنه أكّد أن «إسرائيل تبقى ملتزمة بالتفاهمات التي أُبرمت بخصوص وقف إطلاق النار في لبنان».
وكانت الخروقات الإسرائيلية عزّزت مخاوف جهات داخلية وخارجية من سقوط «الهدنة» ما استدعى في اليومين الماضييْن اتصالات مكثّفة تولاها الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون مع الفرنسيين والأميركيين واليونيفل. وكانَ هذا الموضوع محور لقاء بري وعون في عين التينة أمس، إذ «شرح عون الواقع في الجنوب وصعوبة البدء بتنفيذ خطة الانتشار بسبب الخروقات الإسرائيلية، خصوصاً أن العدو لم يعط فرصة لتراجع حزب الله إلى شمال الليطاني ولا يسمح في الوقت نفسه للجيش بالقيام بدوره». وبحسب مصادر مطّلعة «أطلع عون بري على التعديلات التي طاولت خطة انتشار الجيش وأسباب عدم الإفصاح عنها أمام الوزراء كي لا يجري تسريبها»، كما تناول «الاجتماع الذي عُقِد بينه وبين الممثل الأميركي في اللجنة الجنرال جاسبر جيفرز وتعهد الأخير بالتواصل مع الإسرائيليين لمعالجة الخروقات»، وطلب عون «تكثيف الاتصالات مع الجهات الفاعلة لضبط الوضع». وعلمت «الأخبار» أن «عون تواصل مع الأميركيين ومع السفير الفرنسي في بيروت وحمّله رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يؤكد فيها أن إسرائيل تسعى إلى تفجير الوضع مشدداً على ضرورة الضغط عليها كي يبدأ الجيش بممارسة دوره». فيما استغربت مصادر مطّلعة «عدم وصول العضو الفرنسي في اللجنة حتى الآن»، علماً أن معلومات تحدثت عن وصوله إلى بيروت غداً.
وفي هذا الإطار، أتى أيضاً اجتماع جيفرز بالرئيس ميقاتي أمس، فيما أعلن مكتب بري في بيان أن رئيس المجلس «طلب من لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار إلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية».
رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، من جهته، وصف رد المقاومة بأنه «خرق خطير وسنرد بقوة وأننا مصممون على مواصلة فرض وقف إطلاق النار»، فيما اعتبر البنتاغون أن «قرار وقف إطلاق النار لا يزال صامداً»، وأشار البيت الأبيض إلى أن «آلية المراقبة تؤدي مهامها رغمَ وجود ضربات متقطعة».
وفي هذا السياق، لا يزال لبنان ينتظر البدء بعمل لجنة المراقبة الخماسية مع الزيارة المرتقبة لوزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو إلى بيروت في الساعات المقبلة للبحث في تطبيق قرار وقف إطلاق النار، وتتزامن زيارة وزير الدفاع الفرنسي للبنان، مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للسعودية، حيث سيبحث في ما يمكن أن تقدّمه فرنسا في إطار برنامج التعاون العسكري للمرحلة المقبلة. ومن المرتقب أن يزور وزير الدفاع الفرنسي كلاً من بري وميقاتي، ووزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش، وأن يتفقد قيادة قوات «اليونيفل» ومقر قيادة القوة الفرنسية في الجنوب.
- صحيفة الديار عنونت: حزب الله يتدخل لانقاذ «وقف النار»… الاتفاق «يهتز ولا يقع»؟
العدو يريد فرض وقائع ميدانيّة… «والكرة» في ملعب الدول الضامنة
وكتبت تقول: وفي اليوم السادس، وبعد أكثر من 60 خرقا لوقف النار من قبل العدو، خرجت المقاومة عن صمتها بالقول والفعل، مذكرة جيش الاحتلال بان الاتفاق ليس من طرف واحد، وبان خرقه على نحو فاضح امام عجز او تواطؤ الدول الضامنة للاتفاق، لن يمر دون رد، لكنه سيكون متدرجا، ومتناسبا لوقف «اللعبة الخطرة» التي تمارسها حكومة العدو، باعتراف واقرار الادارة الاميركية. ولهذا كان استهداف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا ردا اوليا، تحت عنوان «ان عدتم عدنا»، وقد «اعذر من أنذر»، لكن هذه المعادلة تأتي ضمن إطار واضح لحماية اتفاق وقف النار من الانهيار وليس الخروج من الاتفاق، الذي تحاول «اسرائيل» تعديله عمليا.
ويمكن القول ان الاتفاق اهتز بقوة بالأمس، لكنه لم يقع، ولكنه قد يقع، بعدما رفعت قوات الاحتلال من حجم اعتداءاتها. وفيما توسعت الغارات ليلا وشملت مناطق حرجية في الجنوب، كما وحلقت «المسيرات» مجددا في اجواء الضاحية وبيروت. وسبق ذلك اشاعة اجواء الحرب من جديد، بعد ان اعلنت وسائل إعلام «إسرائيلية» أن التقييمات في النظام الأمني، ترجح ان تكون هناك عدة أيام أخرى من المعركة في الشمال، ويجب أن تكون الجبهة الداخلية مستعدة لذلك، وقالت «لقد حذرنا مسبقا من أننا قد نعود إلى أيام المعركة». لكن نتانياهو أكد التمسك بالاتفاق، فيما حذرت الخارجية الفرنسية من امكان انهياره، بينما اكد البيت الأبيض ان آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان تؤدي مهامها، رغم وجود ضربات متقطعة، وهو ما اكد عليه البنتاغون الذي اشار الى انه ليس لدى الاميركيين أي قوات على الأرض في لبنان، لمراقبة وقف إطلاق النار؟!
الاختبار الاخطر
هذا التصعيد، يضع اتفاق وقف النار امام اخطر اختبار منذ الاعلان عنه، والجميع الآن على «مفترق طرق»، اما يتم لجم «اسرائيل» من قبل الدول الراعية للاتفاق، او سوف ينهار وقف النار عمليا، لكن ما حصل يؤكد ان رد فعل المقاومة، اربك قيادة العدو السياسية والعسكرية، التي وجدت نفسها تحت ضغط المزايدات الداخلية، وبوقاحة منقطعة النظير قررت تنفيذ موجة من الاعتداءات على الاراضي اللبنانية، متهمة حزب الله بخرق الاتفاق، علما انها عمدت خلال الايام القليلة الماضية الى تطبيق منحرف لوقف النار، محاولة فرض قواعد اشتباك غير موجودة اصلا في النص، ما دفع المقاومة الى اتخاذ القرار المناسب في توقيت شديد الاهمية لمنع استباحة السيادة اللبنانية، وهي ابلغت من يعنيهم الامر انها معنية جدا بالحفاظ على التزاماتها في ما تم التفاهم عليه، الا انها لن تقف مكتوفة اليدين ازاء الصلافة «الاسرائيلية»، التي حولت الساحة اللبنانية الى جزء من المزايدات الداخلية، حيث يريد نتانياهو ارضاء المستوطنين الغاضبين عبر اراقة دماء اللبنانيين.
اتصالات لإنقاذ الاتفاق
وقد تحركت الاتصالات الدولية لحصر الردود ضمن الدائرة الضيقة التي لا تسقط الاتفاق، وخرج البنتاغون للتأكيد ان الاتفاق صامد على الرغم من الخروقات. وقال في بيان انه على الرغم من حصول عدة حوادث، فان وقف النار بين «اسرائيل» وحزب الله ما يزال قائما.
في هذا الوقت، تحرك المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين وأجرى مروحة اتصالات مع القيادة «الاسرائيلية»، فخرج نتانياهو بتصريح أكد فيه التصميم على تنفيذ وقف النار، دون ان يشرح كيفية ذلك؟! وقد طالبه هوكشتاين بضرورة احترام الاتفاق، وخصوصا وقف الغارات الجوية.
ونقل موقع «اكسيوس» عن مسؤولين اميركيين تأكيدهم ان المبعوث الاميركي أعرب لـ «اسرائيل» عن قلقه بشأن ضرباتها المستمرة في لبنان، وابلغها انه يتعين عليها افساح المجال لآلية مراقبة وقف النار. ونقل الموقع عن هوكشتاين قوله ان «اسرائيل» تطبق وقف النار بطريقة عدوانية جدا. وفي هذا السياق، أكد مسؤول اميركي ان ادارة بايدن تشعر بالقلق من احتمال انهيار وقف إطلاق النار الهش، لان «الاسرائيليين» يلعبون «لعبة خطرة».
تنسيق بين بري والمقاومة
وفي هذا السياق، اكدت مصادر مطلعة ان رد حزب الله جاء بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يشعر بريبة شديدة مما يحصل على الارض، وسط عدم جدية في لجمه من قبل واشنطن وباريس، ولذلك خرج عن صمته بالأمس، محذرا من استمرار الرعونة «الاسرائيلية»، وقد ابلغته قيادة المقاومة انها متمسكة بالاتفاق لمنع عودة الحرب، لكنها ستقوم بواجباتها لردع العدو، ضمن هامش لا يمنح حكومة الاحتلال ذريعة للتصعيد. علما ان كل تحركات الضباط والجنود «الاسرائيليين» وآلياتهم الموجودة داخل الاراضي اللبنانية تحت «الرصد» نهارا وليلا، واستهدافها متاح ولا يحتاج الا الى قرار من قيادة حزب الله.
وقد اراد حزب الله ان يُفهم العدو ان ارادة القتال موجودة، وهو لا يمكن ان يسلم بقواعد الاشتباك الجديدة، ويد المقاومة غير مغلولة، ولن يمنح «اسرائيل» سلما ما لم تستطع ان تأخذه بالحرب، وهو جدد التأكيد ان «الكرة» الآن في «ملعب» لجنة التحقق من وقف النار التي عليها ان تباشر مهامها بشكل عاجل.
لماذا رد حزب الله؟
ولهذا جاء رد المقاومة دقيقا باستهداف موقع عسكري داخل الاراضي اللبنانية المحتلة، وجاء بعدما سقطت الحجج التي قدمها الجانب الاميركي في الايام القليلة الماضية، حين ادعى ان جيش الاحتلال مربك من عودة المهجرين الى قرى الحافة الامامية، حيث يجب الا يكونوا هناك. لكن الاعتداءات توسعت لتشمل عمق الاراضي اللبنانية. كما ان جيش العدو عاد خلال الساعات الماضية الى اعادة تموضع داخل القرى التي انسحب من جزء منها، مع بدء وقف النار، وبدأ بتجريف وتفجير المنازل في كفركلا والخيام وأطراف بلدة حلتا، ودخل الى احياء في مدينة الخيام لم يستطع دخولها خلال العدوان.
تساؤلات حول اللجنة!
واكدت تلك الاوساط، ان حزب الله منزعج جدا من تأخر انطلاق عمل اللجنة لأسباب مجهولة حتى الآن، وطالب بتسريع عملها، وقد اشار الى انه من غير المقبول ان تبقى حتى الآن في طور التأسيس، فالمندوب الفرنسي يفترض ان يصل في الساعات المقبلة، والمندوب الاميركي لا يقوم بواجباته، كما لم يحدد حتى الآن مركز لعقد اجتماعات اللجنة، ولم تحدد آلية عملها.
حزب الله ليس ضعيفاً
واراد حزب الله ابلاغ الجميع بان سكوته عن الخروقات لم يكن من موقع ضعف قطعيا، وانما من باب منح القوى الضامنة الوقت الكافي لوقف العدوان المتمادي، وقد وصلت الخروقات الى حد غير مقبول. ولهذا ابلغ الحزب من يعنيهم الامر، بانه لن يقبل ان تستمر الحرب من طرف واحد، بينما الطرف الآخر يلتزم بالاتفاق، وهو لن يسمح ابدا بان تفرض «اسرائيل» قواعد اشتباك جديدة من خارج النص المتفق عليه، اي لا يمكن ان تتحول الاختراقات الى عرف وروتين يومي.