سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: المقاومة تكشف المزيد من بنك الأهداف ردا على تهديد المطار

 

الحوارنيوز – خاص

لم يكن تقرير صحيفة التليغراف وافتراضه “تخزين أسلحة للمقاومة بداخله” إلا رسالة تهديد للبنان كما قرأه معظم المحللين، وهكذا تعاملت معه المقاومة فردت بكشف المزيد من أهداف العدو التي باتت مكشوفة أمام صواريخ ومسيرات المقاومة، تطبيقا لقول امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أنه “إذا فُرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف”.

 

كيف قرأت صحف اليوم تطورات ال24 ساعة الأخيرة؟

  • صحيفة النهار عنونت: اشتعال حرب التهويل بـ”بنوك الأهداف” الحيوية

وكتبت تقول: ما بين استحضار مطار رفيق الحريري الدولي إلى مسرح “الأهداف الحيوية المحتملة”، واستعادة فيديو آخر لمناطق حيوية ولأعماق في إسرائيل، يمكن اختصار التطورات المتسارعة على ضفتي الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية في الساعات الأخيرة بأنها توغّل بالغ الخطورة نحو انفجار حرب التهويل بـ”بنوك الأهداف” التي أعدها كل من “حزب الله” وإسرائيل وكأن الحرب واقعة في أي لحظة. وحتى لو بدا بديهياً الردّ على تقرير “التلغراف” البريطانية حول ما صورته بأنه جسر تسليح إستراتيجي للحزب أقامته إيران عبر المطار، فإن هذا الأمر لا يمكن عزله عن حرب التهويل المتبادل بين إسرائيل والحزب ببنوك الأهداف المدنية والعسكرية، في حين تتصاعد المخاوف من مؤشرات ميدانية ومعطيات ديبلوماسية تنحو جميعها في اتجاه التحذيرات من اقتراب انفجار حرب واسعة.

وآخر هذه المواقف تمثّل في اعتبار ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس، أن “خطر نشوب صراع يشمل “حزب الله” أمر حقيقي ومن شأنه أن يؤثر بشكل خطير على المنطقة وخارجها”، في حين بدأ أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين زيارته لبيروت وسط اشتداد وطأة المخاوف من الحرب. كما أن المخاوف على لبنان حضرت في استقبال الملك الأردني عبد الله الثاني في قصر الحسينية أمس الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله رئيس الحزب تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور، وتناول اللقاء، بحسب وكالة “بترا” التطورات في المنطقة. وأكد الملك عبد الله “ضرورة التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وأهمية استمرار إيصال المساعدات الإنسانية لكل مناطق القطاع، لوقف تفاقم الكارثة الإنسانية”. وحذر من خطورة توسع دائرة الصراع بالإقليم، مشدداً على أهمية استقرار لبنان واستدامة الأمن فيه.

المطار

انفجار ملف المطار حصل مع نشر صحيفة “تليغراف” البريطانية تقريراً تحدثت فيه نقلاً عن “مصادر” قالت إنها من داخل مطار بيروت أن “حزب الله” يخزن كميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في المطار. وفصّل التقرير أنواع هذه الصواريخ وأحجامها وميزاتها الميدانية. وأثارت هذه المعلومات المخاوف من أن مطار رفيق الحريري، قد يصبح هدفا عسكرياً رئيسياً. ونقل التقرير عن أحد العاملين في المطار: “هذا أمر بالغ الخطورة. الصناديق الكبيرة الغامضة التي تصل عبر رحلات مباشرة من إيران تشير إلى تدهور الوضع. عندما بدأت هذه الصناديق بالوصول إلى المطار، شعرنا بالخوف لأننا كنا نعلم أن هناك شيئًا غريبًا يحدث”. ونقلت الصحيفة عن الاتحاد الدولي للنقل قوله: “نعلم منذ سنوات بتخزين “حزب الله” الأسلحة في مطار بيروت ونريد إغلاق مطار بيروت وإزالة كل الأسلحة والمتفجرات”.

غير أن مصادر في الاتحاد الدولي للنقل سارعت إلى نفي ما ورد في صحيفة “التلغراف” عن الاتحاد معلنة أنه “غير صحيح، والاتحاد لم يدلِ بأي تصريح للصحيفة”. ثم أعلن اتحاد النقل الجوي في لبنان أن “خبر وجود أسلحة وصواريخ في مطار بيروت مجرد أضاليل وأكاذيب هدفها تعريض المطار والعاملين فيه للخطر وندعو وسائل الاعلام إلى الحضور والتأكد بأنفسهم”.

وعقد وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه مؤتمراً صحافياً في المطار نفى فيه تخزين أسلحة في المطار. وردّ على مقال “التليغراف” البريطانية، وقال: “مقال سخيف وأتمنّى على الصحيفة أن تُراجع وزارة النقل البريطانية التي كانت زارت المطار ميدانيًّا في 22 كانون الثاني (يناير) 2024”. ولفت إلى أن موظفي المطار ليسوا معنيين بفتح الصناديق التي تصل بل جهاز الجمارك وجهاز أمن المطار، واتحاد النقل الجوي الدولي نفى إصدار أي بيان أو تصريح للتليغراف داعياً كل وسائل الإعلام والسفراء إلى جولة ميدانية يوم غدٍ في كل مرافق مطار بيروت “لأنّو ما عنّا شي مخبّا”. وقال حمية: ”بالتنسيق مع الرئيس نجيب ميقاتي نحن في طور إعداد دعوى قضائية ضد صحيفة التليغراف البريطانية لأن المقال الصادر عنها يسعى إلى تشويه سمعة مطار بيروت الدولي”. وأشار الى “أن المطار وجهة لتشويه سمعة لبنان منذ عشرات السنوات وهناك تقارير عن ألف خرق جوي فوق الأراضي اللبنانية وخصوصاً فوق المطار يُضاف إليها التشويش، ونحمّل السفراء رسالة وطلب لوقف إنتهاكات العدو فوق المطار”. ولفت إلى أنّ الجمارك تمثل الدولة في حماية مطار رفيق الحريري ولا يمكن التشكيك فيها.

فيديو آخر

ولم يكن ممكناً عزل نشر التقرير عن أجواء اقدام “حزب الله” على نشر فيديو آخر بعد فيديو “الهدهد” عرض فيه مجدداً مجموعة من الصور الجوية أظهرت على ما يبدو أنها إحداثيات لمواقع عسكرية وحيوية إسرائيلية، في مناطق حساسة ومهمة في حيفا ومحيطها. ونشر الفيديو مرفقاً فيه ترجمة لمقتطفات من تهديدات للأمين العام حسن نصر الله يتوعد فيها إسرائيل بقوله: “من يفكر بالحرب معنا سيندم”، واللافت أن أغلب المواقع المشار اليها في المقطع منها ما هو عسكري ومنها “شريان حياة”. وبحسب الفيديو أظهر مناطق حيوية على بعد 36 كلم جنوب مدينة حيفا في إسرائيل، ومنها محطة أوروت رابين لتوليد الكهرباء التي تقع في مدينة الخضيرة (حديرا)، والتي تبعد عن الحدود اللبنانية الجنوبية نحو 73 كلم. ومن بين الأهداف محطة لتوليد الطاقة في أسدود، ومحطة دوراد لتوليد الكهرباء والطاقة جنوب عسقلان التي تعمل بالغاز الطبيعي والقريبة من قطاع غزة، والتي تبعد عن الحدود اللبنانية أكثر من 170 كلم.

وتزامن ذلك مع احتدام ميداني واسع، إذ كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن اعتراض مسيّرة بعد تسللها من لبنان إلى منشآت عسكرية حساسة ومحطة أمنية في الجليل، لافتة إلى أن المسيّرة كانت تستهدف منشأة أمنية عسكرية حساسة تابعة لمجمع الصناعات الأمنية رافائيل. وأشارت وسائل اعلام اسرائيلية إلى أن طائرة مسيَرة انفجرت في مستوطنة “إيليت هشاحار” شرق صفد ما أدى الى اندلاع حريق في المنطقة. وتحدثت تقارير أولية عن وقوع إصابات جراء الحادث وأعترف الجيش الإسرائيلي بشن “حزب الله” ثلاثة هجمات أمس على الجليل وبإصابة جندي بجروح خطرة.

 

  • صحيفة الأخبارعنونت: ماذا أعدّت المقاومة لجيش العدوّ ومستوطنيه وحلفائه؟

وكتب إبراهيم الأمين تحت هذا العنوان يقول: «إذا فُرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف». «لدينا بنك أهداف كامل وحقيقي ولدينا القدرة على الوصول إلى هذه الأهداف مما يزعزع أسس الكيان، الموضوع ليس موضوعاً كمياً فقط، وعلى كل حال هم يفهمون ماذا أقول».

هذه العبارات – التحدي – وردت في الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وجاءت على شكل رسائل أرادت المقاومة منها إطلاع العالم كله، وجمهور العدو كما قيادته، على ما ستكون عليه الأمور في حالة الحرب الشاملة. وهو أسلوب لا تتميز به عادة حركات المقاومة ضد المحتلين. لكنه تكتيك ابتكره حزب الله إثر مراجعة دروس حرب عام 2006، عندما خرج رأي وازن يقول إن فكرة المفاجآت تتصل فقط بأنماط من العمل وأنواع من الأسلحة التي يمكن تركها مُخفاة عن عدوك. لكن، من لا يريد الحرب لمجرد الحرب، يمكن أن يحذّر عدوه من أمور، ويكشف له عن بعض القدرات، لمنعه من الذهاب إلى الحرب. وفي تجربتنا مع عدو مثل إسرائيل، يظهر أحياناً أن التحذير من عواقب خطوة ما قد يحول دون وقوعها.

بعد ثمانية أشهر من حرب الاستنزاف التي أطلقتها المقاومة ضد قوات الاحتلال، إسناداً لغزة، لا تزال القواعد الحاكمة للمعركة قائمة. ومفيد الإقرار بأن العدو يتصرف في جبهة لبنان بدرجة عالية جداً من الحذر. قد يُفسر الأمر على أنه مقيّد. لكنّ الدقة توجب القول إنه التزم بقواعد فُرضت عليه، وإذا ما قرّر تجاوزها، فيكون قد أتاح للمقاومة، البحث عن قواعد جديدة.

الجديد اليوم هو أن العدو وصل إلى قناعة بعجزه عن تحقيق هدف سحق المقاومة الفلسطينية في غزة، وهو يبحث عن آليات تتيح له الانتقال إلى مستوى جديد من القتال، من دون دفع ثمن جرائمه. وكل ما يفكّر به هو خلق إطار عمل سياسي – عسكري، يتيح له إبقاء قوات له داخل غزة، وأن يطبق حصاره عليها من كل الجهات، ثم يعلن «انتصاراً على الجناح العسكري للمقاومة (ستجيب كتائب القسام وسرايا القدس على هذا الإعلان فور صدوره) قبل أن يفتح باب الحل السياسي، مشترطاً خلق إدارة سياسية ومدنية جديدة في القطاع، ويبقي مصير المساعدات رهن مصير أسراه لدى المقاومة.

لكنّ قلق العدو لا يقتصر على غزة. فهو كان يفترض أن الأميركيين والأوروبيين سيقدّمون له خدمة كبيرة مقابل إعلان «الانتصار»، تتمثّل في إقناع جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق بعدم شرعية استمرارها طالما توقّف القتال الكبير في غزة. وهذا جوهر ما أراده عاموس هوكشتين في زياراته الأخيرة، وهو جوهر ما يحمله الوسطاء العرب والغربيون إلى «أنصار الله» في اليمن. وهؤلاء يفترضون أن الناطق باسم جيش الاحتلال هو من يتحكّم بقرار إطلاق النار في جبهات الإسناد.

ولمّا أيقن العدو أن الأمور لا تسير على هذا النحو، رفع الصوت عالياً، داخل الكيان من جهة، ومع حلفائه الغربيين وغير الغربيين من جهة ثانية. ويلخّص قادة العدو موقفهم بمخاطبة الوسطاء: «اذهبوا وجِدوا الطريقة ليوقف حزب الله إطلاق النار ضدنا في الشمال، أو سنتولى الأمر بأنفسنا». ويحلو لبعض الموفدين التعبير عن هذه الفكرة بشيء من الاستعلاء، انطلاقاً من قناعتهم، بأن العدو إن قرر معالجة الأمر بنفسه، فهذا يعني أن على لبنان انتظار مشاهد كالتي شاهدها العالم في غزة.

لكن، بعيداً عن أشكال التهويل القائمة إعلامياً وسياسياً ودبلوماسياً، فإن واقع الأمور لا يحسم، بصورة غير قابلة للجدل، بقدرة العدو على شن حرب كبيرة على لبنان. وثمة فارق كبير بين أن تقول له أميركا بأننا سنقف إلى جانبك في حالة الحرب مع لبنان، وأن تقول له: اذهب إلى الحرب ونحن إلى جانبك. هذا مع العلم أنه لا يوجد في غرفة القرار لدى المقاومة أي وهم بأن أميركا ستترك الكيان وحدَه.

لكن ما هي خيارات العدو الممكنة؟

لا أحجيات هنا. ثمة تقدير عالي المستوى، بأن قيادة العدو الأمنية والعسكرية أقنعت القيادة السياسية بأنها تملك بنك أهداف كبيراً في لبنان، وأن عملية خاطفة ومباغتة (على شكل عملية الوزن النوعي التي نفّذها سلاح الجو الإسرائيلي بداية حرب تموز واعتبرها ناجحة في ضرب القدرات النوعية لمنظومة الصواريخ لدى المقاومة) يمكنها أن تصيب القدرات الفعّالة لدى حزب الله، وأنه يمكن بعدها تخييره بين التسوية مع شروط جديدة، أو الذهاب إلى حرب أكثر شراسة ومساحة.

ومن دون مقدّمات وشروحات لا حاجة إليها، فإن المقاومة قرّرت في المقابل، «لفت نظر» العدو، لكن بكل مستوياته العسكرية والأمنية والسياسية والشعبية أيضاً، وكذلك لفت انتباه حلفائه، إلى أنها تتحسّب لخيار كهذا، وهي قرّرت، في المقابل، اعتماد استراتيجية مختلفة عن كل ما كان يحصل سابقاً. وبناءً على ما عرضته المقاومة من مشاهد، وما قاله السيد نصرالله، يمكن تسهيل الأمور على من يهمّه الأمر من خلال الآتي:

أولاً، إن المقاومة تعتبر أي عملية عسكرية نوعية من جانب العدو إعلاناً للحرب الشاملة. وليس في قاموس المقاومة بعد الآن ردّ على ضربة ولا أيام قتالية، بل هناك حرب مفتوحة.

ثانياً، إن الضوابط والمحرّمات التي تلزم قيادة المقاومة وحداتها الميدانية بها، والتي يستفيد منها جيش الاحتلال والمستوطنون أيضاً، ستسقط مرة واحدة. وبالتالي، فإن الضرر سيصيب كل شيء، سواء أكانت منشآت مدنية أم عسكرية أم خلاف ذلك.

ثالثاً، توفّر المعلومات اللازمة عن الأهداف الاستراتيجية للعدو، وتوفّر الأسلحة المناسبة لضربها، وتوفّر الجهوزية، أمر قد جرى إرفاقه بتوفّر الإرادة، من خلال تكليف الوحدات المعنية في المقاومة بأن تبادر فوراً إلى ضرب كل هذه الأهداف، من دون انتظار أي نقاش أو بحث أو مساعٍ سياسية. القرار الميداني مُتّخذ، والرد سيكون فورياً على أي عدوان خارج قواعد الاشتباك، وعندها ستسقط كل حصانة لجيش أو منشأة أو مستوطنة!

رابعاً، إن لجوء العدو إلى مغامرة عسكرية واسعة مع لبنان، يعني أنه ينقل جبهة لبنان من جبهة إسناد لغزة، إلى جبهة تحرير وتأديب لقوات الاحتلال. ولهذه الجبهات أدواتها الخاصة، بما فيها قرار اقتحام الجليل والسيطرة على مراكز عسكرية أو تحرير قرى لبنانية أو فلسطينية.

خامساً، إن المقاومة في لبنان، وبعد كل ما خبرته من تجارب، ليست في وارد التساهل مع عدو قادر ومجرم، ولا يوجد من يردعه عن ارتكاب المجازر كما فعل في غزة. وبالتالي، فإن المقاومة ستتصرف على أنها قادرة على إيقاع خسائر عامة، بشرية ومادية، تفوق ما يوقعه العدو في لبنان.

سادساً، وهو الأهم، هو أنه يُفترض بالعدو، ومن خلفه الأميركيون على وجه الخصوص، الأخذ في الاعتبار، أن أي عملية خاطفة وكبيرة يمكن أن يقوم بها سلاح الجو الإسرائيلي، ومهما أصابت من أهداف – هذا على افتراض أن العدو يملك معلومات دقيقة – لن تصيب كل شيء، وما يبقى، يكفي لتحقيق الضربات المدمّرة في كيان الاحتلال. كما أن المقاومة التي راقبت جيداً آلية عمل منظومة الدفاع الجوي الشاملة التي استنفرت الغرب وبعض العرب لحماية إسرائيل من الرد الإيراني، تعرف أن هذا التحالف غير قادر على توفير المظلة نفسها في مواجهة شتاء الصواريخ والمُسيّرات، ولا حتى في حماية منظومات الدفاع المنتشرة على طول البحر المتوسط وموانئه، سواء تلك المحاذية لسواحل لبنان وفلسطين، أو المقابلة في جنوب أوروبا. وإذا كان الجميع كوّن فكرة عن قدرات الحزب في البر والجو، فهو لا يمانع من تقديم عرض شيّق في البحر متى لزم الأمر!

 

  • صحيفة الديار عنونت: تقارير مُخابراتية مدسوسة لتشريع استهداف مطار بيروت…وحميّة يدعو السفراء لجولة
    الضغوط على حزب الله وحماس تبلغ مُستويات قصوى… والردّ: لا رضوخ!
    غالانت في واشنطن لحسم ملف شحنات الأسلحة ومصير جبهة لبنان

وكتبت تقول: تواصل “اسرائيل” ومعها الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وحلفاؤهم الضغوط على حزب الله وحركة حماس، والتي بلغت مستويات قصوى، للقبول بالطرح الاميركي الذي وافقت عليه “تل أبيب” للهدنة في غزة من دون اي تعديلات، كانت قد سلمتها الحركة للوسطاء.
فبعد ضح الشائعات عن حرب موسعة خلال ساعات على لبنان، وعن اجلاء كثير من الدول موظفي سفاراتها ومواطنيها من بيروت، خرجت صحيفة “تليغراف” البريطانية بتقرير “مخابراتي مدسوس” تحدث عن معلومات مفادها أن حزب الله يقوم بتخزين “كميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في المطار المدني الرئيسي في بيروت”. 
تشريع استهداف المطار
واعتبر مصدر رسمي لبناني ان هذا التقرير “يهدف الى تشريع استهداف مطار بيروت، وقد يكون كبوابة لشن حرب واسعة على لبنان”، لافتا في تصريح لـ “الديار” الى انه “قد يكون يندرج في الوقت عينه في اطار الضغوط القصوى التي تمارس على حزب الله، ليضغط على حماس للموافقة على مقترح الهدنة من دون تعديلات، وفي حال الرفض التلويح بالحرب الواسعة”.
واستدعى هذا التقرير مسارعة وزير الاشغال علي حمية الى عقد مؤتمر صحافي لنفي ما ورد فيه، ودعا كل وسائل الاعلام وكل السفراء أو من ينوب عنهم، الى القيام بزيارة ميدانية اليوم الاثنين صباحا الى كل المطار. ووصف حمية التقرير بـ “السخيف”، وقال: “أتمنى على الصحيفة أن تُراجع وزارة النقل البريطانية، التي كانت زارت المطار ميدانيا في 22 كانون الثاني 2024”. وأضاف: “نحن في صدد رفع دعوى قضائية على الصحيفة وسنعلن عن تفاصيلها لاحقا”.
من جهته، نفى “اتحاد النقل الجوي” في لبنان UTA في بيان، ما زعمته صحيفة “التليغراف” بشأن وجود أسلحة وصواريخ يخزنها حزب الله في مطار بيروت الدولي، معتبرا ان “الاضاليل والاكاذيب هدفها تعريض مطار بيروت والعاملين فيه، الذين كلهم مدنيون، والعابرين منه واليه وكلهم مدنيون، للخطر”.
وتعتبر مصادر مطلعة على جو حزب الله ان “كل الضخ الحاصل الاعلامي وغير الاعلامي يندرج في اطار الحرب النفسية، التي تُشن على المقاومة سواء في لبنان او في فلسطين”، واضافت المصادر لـصحيفة “الديار”: “لكن جوابنا كان ولا يزال حاسما، ومفاده اننا لن نرضخ ايا كانت الضغوط والتهديدات، واننا مستعدون لكل الاحتمالات”.
عمليات مكثفة للمقاومة جنوباً
في هذا الوقت، واصلت المقاومة عملياتها باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة. واعلنت عن “شنّ هجوم جوي بمسيرة انقضاضية على مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل، مستهدفةً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها إصابةً مباشرة وأوقعتهم بين قتيلٍ وجريح”. كذلك شنت هجوما جويا آخر “بِسربٍ من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في “أييلت هشاحر” (شمال شرق صفد)، مستهدفةً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها إصابةً مباشرة وأوقعتهم بين قتيلٍ وجريح”. وبعد الظهر استهدف حزب الله “موقعي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية.
بالمقابل، أفيد عن استهداف العدو الاسرائيلي بالقصف المدفعي أطراف بلدة الضهيرة في القطاع الغربي كما اطراف بلدة راميا. كما استهدف بالقصف الفوسفوري الاحراج في بلدة كفركلا، مما تسبب باندلاع النيران فيها. كما قام العدو بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه البلدة من موقعه في المطلة.
ضوء اخضر اميركي؟
وتتجه الأنظار الى النتائج التي ستنتهي اليها زيارة وزير الدفاع “الإسرائيلي” يوآف غالانت الى للولايات المتحدة، حيث من المنتظر حسم ملف شحنات الاسلحة الى “اسرائيل”، كما مصير جبهة لبنان. وقال غالانت قبيل توجهه الى واشنطن إن “إسرائيل” مستعدة لأي إجراء قد يكون مطلوباً في غزة ولبنان وفي مناطق أخرى. وشدد على ان “الولايات المتحدة هي حليفنا الأكثر أهمية ومركزية، علاقاتنا حاسمة وربما أكثر أهمية من أي وقت مضى، في هذا الوقت”.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو امس، أن الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن التأخر في تسليم الأسلحة المتعلق بحرب غزة سيجري حله قريباً. وقال خلال اجتماع لحكومته: “منذ نحو 4 أشهر، كان هناك انخفاض كبير في إمدادات الأسلحة الواردة من الولايات المتحدة إلى “إسرائيل”. تلقينا كل أنواع التفسيرات، ولكن (…) الوضع بحدّ ذاته لم يتغير. وفي ضوء ما سمعته في اليوم الأخير، آمل وأعتقد أن يجري حل هذه القضية في المستقبل القريب”.
وبحسب المعلومات فإن “اسرائيل” ستحاول استيضاح موقف واشنطن النهائي من موضوع الحرب الموسعة على لبنان، خاصة بعدما كانت قد نقلته وسائل إعلام “اسرائيلية” ان واشنطن التي كانت تمانع منعا قاطعا حربا “اسرائيلية” على لبنان، باتت مستعدة لدعم هكذا حرب، وقد تمنح ضوءا اخضر اميركيا في اي لحظة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى