قالت الصحف: اللبنانيون يكتوون في آب اللهاب على أمل نسائم ايلول الحوارية
الحوارنيوز – خاص
تسيطر موجة الحر الصحراوي على طقسي لبنان الطبيعي والسياسي بإنتظار نسائم أيول، وما قد تحمله من بشائر حوارية، ما زالت حتى الساعة غير ناضجة بالكامل.
صحف اليوم رصدت في افتتاحياتها مؤشرات ايلول الحواري وجملة من التطورات وفي مقدمة ذلك قرار حاكم المصر المركزي بالإنابة وسيم منصوري والقاضي بتجميد حسابات الحاكم السابق رياض سلامة ومجموعته.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهارعنونت: جعجع ونصرالله: رسم بياني للمواجهة المتصاعدة…
“الهيئة الخاصة” تجمد حسابات سلامة ومجموعته
كتبت تقول: اختصر حديث رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ل”النهار” امس وكلمة الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله في الذكرى ال17 لنهاية حرب تموز، الى حدود بعيدة صورة اجمالية للمشهد الداخلي البالغ الاحتقان في ظل ازمة انقسام حاد اخذة في الاشتداد سياسيا ورئاسيا وعلى خلفية الاهتزازات الأمنية الخطيرة الأخيرة ولا سيما منها جريمة عين ابل وصدام كوع الكحالة اللذين شكلا جرعتين خطيرتين للاحتقانات. بل ان مواقف كل من الزعيمين بدت بمثابة رسم للخط البياني الانقسامي الذي يحكم الواقع الداخلي ويضع البلاد امام جملة محاذير كبيرة وشكوك واسعة في ما يعول على “حوار أيلول” ، ان قيض له ان يعقد بمبادرة من الموفد الفرنسي جان ايف لودريان وبدعم من المجموعة الخماسية. وفي أي حال فان التفاعلات السياسية الساخنة جدا، على غرار المناخ الصحراوي اللاهب الذي يضرب لبنان منذ أيام، التي تصاعدت في الأيام الأخيرة ستضع كل استحقاق قبل أيلول وخلاله وبعده ، مهما كانت أهميته وحجمه امام اختبارات “لي الذراع” بين محوري المعارضة و”الممانعة “. فهذا الأسبوع تحديدا سيشهد مواجهة متجددة في انعقاد او عدم انعقاد مجلس النواب في جلسة تشريعية دعي اليها الخميس بعد جلسة لمجلس الوزراء الاربعاء لمتابعة البحث في مشروع الموازنة وسيدعى لجلسة أخرى الخميس لدرس جدول اعمال من 14 بندا. وليس محسوما بعد تامين نصاب الجلسة التشريعية النيابية في انتظار الموقف النهائي من الجلسة ل”تكتل لبنان القوي”.
ومعلوم ان ثمة خمسة مشاريع قوانين مدرجة على جدول اعمال الجلسة التشريعية الخميس بعضها يتسم بأهمية وهي: مشروع وضع ضوابط استثنائية وموقتة على التحويلات المصرفية والسحوبات النقدية (كابيتال كونترول)، مشروع انتاج الطاقة المتجددة الموزعة، طلب الموافقة على ابرام اتفاق بين الحكومة اللبنانية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بشان الوضع القانوني للاتحاد الدولي في لبنان، اقتراح قانون الصندوق السيادي اللبناني، اقتراح قانون يرمي الى تنظيم إقامة السوريين في لبنان والذي يتضمن توجيه رسالة الى برلمان الاتحاد الأوروبي ردا على موقفه من النزوح السوري في لبنان .
ملف سلامة
وإذ لا يزال تقرير التدقيق الجنائي يلقي بثقل وقائعه وتداعياته على مجمل الواقع المحلي ويثير اهتماما خارجيا، لا يبدو ان هذا التقرير سيكون مرشحا لان يدرج بشكل مباشر او غير مباشر على جدولي اعمال الحكومة او البرلمان على رغم خطورته واهميته العاليتين. ولكن التطور الجديد البارز في ملف ملاحقات حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة وشقيقه وابنه ومساعدته جاء امس على يد هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان برئاسة رئيسها حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري التي أصدرت قرارا ب “تجميد الحسابات العائدة بصورة مباشرة او غير مباشرة بالانفراد او بالاشتراك للاسماء المعددة ادناه بصورة نهائية لدى جميع المصارف والمؤسسات المالية العاملة في لبنان ورفع السرية المصرفية عنها تجاه المراجع القضائية المختصة على ان لا يشمل هذا القرار حسابات توطين الراتب “. وطاول القرار : ماريان حميد الحويك، آنا كوزاكوفا (اوكرانية) ، ندي رياض سلامة ، رجا توفيق سلامة ، رياض توفيق سلامة . وكلف امين عام الهيئة ابلاغ نسخة عن القرار الى كل من النائب العام لدى محكمة التمييز والهيئة المصرفية العليا بشخص رئيسها وجميع المصارف والمؤسسات المالية العاملة في لبنان وأصحاب العلاقة .
وكانت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر بادرت امس الى توجيه كتاب الى وزير المال يوسف الخليل طلبت فيه تزويدها بأقصى سرعة بنسخة من التدقيق الجنائي. وبحسب المعلومات فان مصرف لبنان سيتعاون مع القضاء اللبناني في كل ما يطلبه من مستندات في شأن ما ورد في تقرير التدقيق الجنائي . ولكن عمل شركة الفاريز اند مارسال انتهى عمليا، مما يعني ان الملف سيكون في عهدة القضاء وهنا يبرز قرار منصوري بالتعاون المطلق مع القضاء .
جعجع
وسط هذه المناخات دعا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “حزب الله” إلى قراءة حادثة الكحالة جيداً، ليس وفق منطق، “فليسقط واحد من فوق”. وقال في حديث لـ”النهار” “أظهرت الحادثة أن هناك أكثرية ساحقة من اللبنانيين باتت لديهم حساسية مطلقة نحو “الحزب” وممارساته. والمؤشرات واضحة، وهو نزول أهالي الكحالة على مختلف انتماءاتهم السياسية إلى الشارع لدى معرفتهم بأن الشاحنة تتبع لـ”الحزب” كما أن الشهيد فادي بجاني الذي سقط في الحادثة هو من “حزب الوعد” ويدور في فلك “التيار الوطني الحر”، من هنا، الدرس الأساسي من الحادثة أن أكثرية ساحقة من الشعب اللبناني باتت ضد تصرفات “الحزب” وممارساته”.
وعن إعادة التسلّح مجدداً، جدد جعجع التأكيد أن “هذا الأمر غير مطروح كلياً، فبوجود الجيش اللبناني والقوى الأمنية وحضورها الدائم فإن إعادة تسلّح المسيحيين غير واردة”. وأشار إلى أنه عند وقوع حادثة الكحالة، “ورغم بعض الملاحظات على أداء الجيش، فقد تدخّل وحسم الوضع، وبالتالي، هناك قوة عسكرية شرعية موجودة تتولى شؤون الأمن، وبالتالي لا يجوز التفكير بأي اتجاه آخر”.
ووصف جعجع المفاوضات بين جبران باسيل و”الحزب” بأنها “عملية غش كبيرة”، وقال “يحاول باسيل دائماً الإيحاء بأنه يفاوض على مصالح وطنية فيما الأساس مكتسبات شخصية أو فئوية، والدليل، هو يقول إنه يتفاوض مع الحزب حول الرئاسة للحصول منه على مطالب وطنية، أولها قيام الدولة، فيما الطرف الذي يعرقل قيام الدولة هو “محور الممانعة” وعلى رأسه “الحزب” بطريقة عمله وتصرفاته، فهل يمكن الاتفاق مع الفريق الذي يقوّض الدولة على مشروع قيام الدولة؟ وهل من المعقول أن تعطي “الحزب” الرئاسة وتؤيد مرشحه، فيما يُعتبر من أكبر المعرقلين لقيام الدولة”؟.
وفي مقتل الياس الحصروني في عين ابل قال جعجع انها “عملية قتل منظمة .. اليوم، وقد مرّ نحو أسبوع على التحقيقات، لم يصدر أي معطى عن هذه الأجهزة، من هنا يزداد منسوب الشكوك لدينا”. واوضح “ننتظر ما ستظهره تحقيقات الأجهزة الأمنية، لكن وفقاً للمعطيات الموجودة، الشكوك تدل على تورّط حزب الله”.
نصرالله
اما السيد نصرالله فاعتبر في كلمته لمناسبة الذكرى ال17 لحرب تموز ان “إنجاز ترسيم الحدود البحرية ما كان ليتحقّق لولا البناء على نتائج حرب تموز 2006، ولولا التكامل بين المقاومة والدولة”. وقال “بعد أيام ستصل منصة الحفر، واللبنانيون سينظرون بأمل إلى هذا الحفر والتنقيب لأنّهما الأمل الوحيد أمام الحصار الواقعي ونأمل من النواب عدم إدخال الصندوق السيادي بالسجالات السياسية، وأن يقاربوه بمقاربة سيادية حقيقة، فهو حاجة ملحّة للبنان لضمان أن تكون الثروة البحرية لكل اللبنانيين”. ورد على التهديدات الإسرائيلية الأخيرة فقال مخاطباً إسرائيل: “إذا ذهبتم إلى الحرب، فأنتم ستعودون أيضاً إلى العصر الحجري.. إذا أمكن للصواريخ الدقيقة أن تصل إلى إسرائيل فلها مفاعيل السلاح النووي، فكيف إذا تطوّرت المعركة إلى كلّ محور المقاومة، إذاً لن يبقى شيء اسمه إسرائيل”. واعتبر ان “المعادلة الذهبية هي التي تحمي لبنان، والمقاومة أقوى بكثير ممّا كانت عليه”. وتناول نصرالله حادث الكحالة فاتهم “جهات سياسية بانها تدفع البلد في اتجاه الانفجار والحرب الاهلية” . وقال “خرجت مواقف عديدة من الوسط المسيحي تدعو إلى التهدئة، وهناك جهات سياسة أدركت مخاطر التجييش وقوى دافعت عن المقاومة، لكن هناك قوى كان تريد أخذ الأمور إلى أبعد مدى ممكن”.
وسأل “علامَ تراهنون إذا أُخذ البلد إلى الحرب الأهلية؟ وهل تتوقّعون أنّ أحداً سيتدخّل لوقفها؟ لا بل بعض الدول ستعمل على تسعيرها وأوّلها إسرائيل” وخاطب “اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا” قائلا:”هناك شخصيات وزعامات سياسية بمعزل عن خلفياتها من الواضح من خلال سلوكها ومواقفها أنها تدفع البلد باتجاه الانفجار والحرب الاهلية”. وقال ان “القضاء يجب الأخذ في الاعتبار أنّ التحريض الإعلامي أدّى إلى ما حصل في الكحالة” . قال ان “هذه الحادثة أكدت أنّ مؤسسة الجيش هي الضامنة للاستقرار والأمن في البلد”،
وعن الحوار مع “التيار الوطني الحر” قال “ان المسار إيجابي ويحتاج إلى بعض الوقت لأنّنا نناقش اقتراحات ونصوص، لكنّ الموضوع جدّي ويمكن أن يصل إلى نتيجة، ويحتاج إلى مروحة تشاور وتوافق مع قوى أساسية في البلد، وهذا البلد يقوم على الشراكة والتحاور”.
- صحيفة الأخبار خصصت افتتاحيتها للقراءة في مواقف السيد حسن نصرالله التي اطلقها أمس وعنونت: أيّ مغامرة لإسرائيل تساوي وجودها… وسنعيدها إلى العصر الحجري: نصرالله يحذّر من حرب أهلية
وكتبت تقول: تلقّت معادلة الردع الاستراتيجي التي فرضتها المقاومة في لبنان على العدو الإسرائيلي قوة دفع هائلة أمس مع تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بإعادة الإسرائيليين إلى العصر الحجري. أهمية هذا التهديد ليست في عبارته التي جاءت رداً على عبارة مماثلة هدّد بها وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت لبنان، وإنما بمضامينه ورسائله الكثيرة، إذ إن نصرالله كشف ضمناً، عن حجم القدرات الدقيقة التي تمتلكها المقاومة بما يجعلها قادرة على استهداف كل منشآت العدو الاستراتيجية على كامل تراب فلسطين المحتلة، وعلى تجاوز كل منظوماته الاعتراضية. المؤكّد أن الثقة والحزم اللذين أظهرهما نصرالله ستكون لهما تداعياتهما المؤثّرة لدى كل جهات التقدير والقرار في كيان العدو، خصوصاً أن رسائل الأمس تُعدّ من أهم المتغيّرات الكفيلة بقلب طاولة القرار السياسي والأمني، بعدما ارتقت معادلة الردع إلى أن أيّ مغامرة عسكرية في مواجهة حزب الله تساوي وجود الكيان، ما يقوّض مداميكه الاستراتيجية ويقلّص حدود ردعه ويكبح خياراته العدوانية. وفي ما يتعلق بالداخل، حملت مواقف نصرالله تعليقاً على حادثة الكحالة رسائل عدة. وهو، وإن تعامل مع الأمر باستيعاب واحتواء لقطع الطريق على استغلاله من قبل جهات تبيّت للبنان والمقاومة شراً، واضعاً الحادثة في عهدة القضاء، حرص على تعرية هذه الجهات أمام اللبنانيين وخصوصاً المسيحيين محذّراً من أن ما يدفع إليه البعض هو حرب أهلية ستطاول أضرارها جميع اللبنانيين، وخصوصاً المسيحيين، وستؤدي كما قال الرئيس ميشال عون إلى سقوط الهيكل على الجميع. وشدّد على أن التقسيم الذي يدعو إليه البعض ويخطّط له لن يحصل
حذّر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من أن «هناك زعامات سياسية ومعها وسائل إعلام تدفع البلد نحو الحرب الأهلية، وتعمل على التحريض في أكثر من ساحة». وسأل: «هل مصلحة المسيحيين، بالدرجة الأولى، الذهاب إلى الحرب الأهلية؟»، مؤكّداً أن «الكل خاسر في الحرب الأهلية حتى القوي، لأنها تستنزف الجميع، وهناك كثير من الدول التي ستعمل على تسعير هذه الحرب من بينها إسرائيل». ولفت إلى أن «هؤلاء هدفهم إقناع الرأي العام اللبناني بأن الحل في لبنان هو التقسيم، لكن هذا لن يحصل لأنه يؤدي إلى خراب البلد»، داعياً «المسيحيين خصوصاً، وهم الذين عاشوا تجربة من هذا النوع، إلى التفكّر في ما إذا كان التقسيم خياراً».
وفي كلمة أمس في الذكرى السنوية الـ 17 للانتصار في حرب تموز، تطرّق نصرالله إلى حادثة الكحالة الأسبوع الماضي، وهي بدأت كـ«حادثة عادية، حيث تتعرّض شاحنات كثيرة لحوادث تؤدي إلى انقلابها»، مشيراً إلى أن الأمور «كانت طبيعية، وبقيت الشاحنة ثلاث ساعات من دون أي مشكلة إلى أن بدأت إحدى القنوات بالتحريض فجاء عدد من الشبان واعتدوا على الشاحنة والفريق المواكب لها». وأضاف: «لولا التحريض الإعلامي الذي قامت به هذه القناة الخبيثة لما حصل ما حصل، وهي تتحمّل بالدرجة الأولى التداعيات المحتملة لما كان سيحصل في البلد وسفك الدماء والتحريض على القتل». وتابع: «منذ البداية عملنا على استيعاب الموضوع ولا نعتبر أن هناك مشكلة مع أهل الكحالة، ومن كانوا في ميدان الحادث معروفون وبعضهم من خارج الكحالة». ولفت نصرالله إلى أنه «صدرت مواقف مسؤولة وخصوصاً في الوسط المسيحي تدعو إلى التهدئة ومنها موقف الرئيس ميشال عون، وهناك قوى سياسية دافعت عن المقاومة، وقوى أخرى غير حليفة تهيّبت الموقف ودعت إلى التهدئة، والشكر لهم جميعاً، والحادثة اليوم في عهدة القضاء». وأكّد أن «الشهيد أحمد قصاص استشهد دفاعاً عن المقاومة وجهوزيتها، والحادثة أكّدت مجدداً أن مؤسسة الجيش هي الضامنة للأمن والسلم والاستقرار، وإنْ كان البعض يريد الجيش كما يريده هو». وأشار نصرالله إلى أن «الحوار مع التيار الوطني الحر جدي وإيجابي ويحتاج إلى بعض الوقت كونه يحتاج إلى التشاور مع بعض القوى السياسية، وهناك قوى سياسية لا تريد أيّ حوار بين اللبنانيين بل تريد تخندقاً واصطفافات وتعبئة».
وفي ما يتعلق بالصراع مع العدو، وتهديدات وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، شدّد نصرالله على أن «على الإسرائيليين أن يفهموا ما الذي يستطيع لبنان ومقاومته فعله بكيان العدو»، وأضاف: «أقول لقادة العدو، أنتم أيضاً ستعودون إلى العصر الحجري إذا ذهبتم إلى الحرب مع لبنان. وعلى العدو أن يحسب كم هو عدد الصواريخ الدقيقة التي تحتاج إليها المقاومة لضرب كل المطارات المدنية والعسكرية وقواعد سلاح الجو ومحطات توليد الكهرباء والمياه ومراكز الاتصالات الرئيسية والبنى التحتية ومصافي النفط ومفاعل ديمونا». وتابع: «هذا إذا بقيت المعركة فقط مع المقاومة في لبنان، فكيف إذا تطورت مع كل محور المقاومة؟ عندها لن يبقى شيء اسمه إسرائيل. وعلى قادة العدو أن يعرفوا أنهم في هذه الساحة لا يلعبون لعبة نقاط، بل لعبة وجود وفناء».
وشدّد على أن «المقاومة ستستعيد بقية النقاط الحدودية المحتلة، والمقاومة هي الذراع الحقيقية للبنان وشعبه، وكيان العدو اليوم أضعف مما كان عليه عام 2006 سياسياً وعسكرياً وشعبياً ومعنوياً، ومحور المقاومة أقوى بكثير مما كان عليه عام 2006. فالمقاومة خلال 17 عاماً كانت تراكم عناصر القوة ولم نتوقف عن ذلك في أي يوم منذ عام 2000 وبعد حرب تموز 2006».
وأشار السيد نصرالله إلى أن «كل الإنجازات خلال السنوات الماضية ما كانت لتتحقق لولا البناء على نتائج الانتصار في حرب تموز 2006»، لافتاً إلى أنه «خلال أيام ستصل سفينة التنقيب إلى البلوك 9 في المياه الإقليمية الجنوبية وأمل اللبنانيين مشدود إلى حقل قانا الغازي وغيره. والضمانة الحقيقية ليستمر لبنان في التنقيب عن نفطه وغازه هي احتفاظه بكل عناصر القوة وبالمعادلة الذهبية، في مقدّمها قوة المقاومة والخوف من ردّ فعلها إذا أراد أن ينتقص من حقوق لبنان. وما يمنع العدو من الانتقاص من حقوق لبنان في ثرواته الطبيعية هو قوة لبنان وإدراك العدو أن أي محاولة لمصادرة حق لبناني ستقابل برد فعل قوي».
وعزا نصرالله مسار التراجع الإسرائيلي إلى انتصار تموز «الذي شكّل مفصلاً في تاريخ جيش العدو، ومنذ ذلك اليوم بدأ الضعف والوهن يسريان في هذا الجيش. ومن يراقب الوضع الإسرائيلي منذ تلك الحرب يرى المسار الانحداري لهذا الكيان على أكثر من صعيد. فبعد 17 عاماً لم يستطع العدو معالجة آثار حرب تموز على كيانه وجيشه ومستواه السياسي والجبهة الداخلية. وفي المقابل، المقاومة تتصاعد في لبنان وفلسطين». واليوم، «العدو انتقل من الهجوم والمبادرة إلى وضعية الدفاع، ومحور المقاومة أمسك بزمام المبادرة بنسبة كبيرة».
إلى ذلك، نبّه الأمين العام لحزب الله إلى أنه يبدو أن هناك قراراً أميركياً بعودة «داعش» إلى العمل في مختلف الساحات.
- صحيفة الأنباء الإلكترونية عنونت: سقوط مشروع الاستدانة ..والرواتب مؤمّنة لـ4 أشهر… وورقة رئاسية للودريان
وكتبت تقول: حتى الساعة لم يُحسم بعد مصير الجلسة التشريعية المقرر انعقادها، يوم الخميس المقبل، ومن المقرّر أن يكون يوم غد الأربعاء مفصلي لجهة تأمين النصاب بعد إعلان المعارضة رفضهم حضور أي جلسة في مجلس النواب ما لم تكن مخصصة لانتخاب رئيس جمهورية. كما لم يُحسم أيضاً مصير الاستدانة من مصرف لبنان الذي تطالب به الحكومة في ظل الرفض المطلق من قبل نائب حاكم مصرف لبنان الأول وسيم منصوري ما لم يصدر قانون من مجلس النواب يجيز للمصرف المركزي الموافقة على طلب الحكومة.
في هذا الوقت، تكثف المعارضة من اجتماعاتها ولقاءاتها تمهيداً لإعداد الورقة التي تحمل مواصفات الرئيس التي تقبل بها كحد أدنى لموافقتها على اسم الشخص المؤهل ليكون رئيساً للجمهورية.
وفي هذا السياق، كشف النائب أديب عبد المسيح في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أن المعارضة لم تنه بعد من إعداد الورقة التي تحمل مواصفات الرئيس التي ستسلّم الى الموفد الفرنسي جان ايف لودريان عندما يزور لبنان في أيلول المقبل، مشيراً الى أن المعارضة في هذا الوقت تكثف من لقاءاتها لبلورة الأفكار النهائية لمواصفات الرئيس التي ستكون مفصلة وشبيهة جداً للمواصفات التي حددتها اللجنة الخماسية في اجتماعها الأخير الذي عقد في قطر لأن اللجنة أشارت بوضوح لهذه المواصفات، لافتاً الى أن ورقة المعارضة تتضمن فقط مواصفات الرئيس التي تراها مناسبة وضرورية ولن تدخل في أية أمور أخرى.
من جهة ثانية، أكد عبد المسيح عدم حضور المعارضة الجلسة التشريعية لأنهم ضد انعقاد أي جلسة قبل انتخاب رئيس الجمهورية أيا يكن لأننا أمام استحقاق دستوري ومجلس النواب يجب أن يكون في حالة انعقاد دائم لانتخاب الرئيس وبعدها تحلّ كل الأمور.
وعن رأيه بصدور قانون من مجلس النواب يجيز للحكومة طلب الاستدانة من مجلس النواب، أمل عبد المسيح ألا يوافق المجلس على ذلك، واصفاً هذا المطلب بالبدعة غير الدستورية والموضوع المستهجن، قائلاً: “ممنوع على مصرف لبنان المسّ بالاحتياطي الالزامي لأن ذلك يعد نسفاً لودائع الناس. وهذا العمل يعتبر جنحة يعاقب عليها القانون وقد تطال الحاكم الجديد في حال أخلّ بمسؤولياته.
بدوره، اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور أنيس أبو ذياب في اتصال مع الأنباء الالكترونية أن مشروع الاستدانة سقط قبل أن يسلك طريقه الى المجلس لأن الحكومة كان يجب ان تقره في مجلس الوزراء قبل عشرة أيام من إحالته الى مجلس النواب ولم يعد هناك إمكانية لاقرار هكذا قانون في المجلس حتى لو تقدم به أحد النواب لأنه يجب أن يُقدم وفق قانون معجل مكرر. وبتقديره لن يحصل ذلك بعد التقرير الذي صدر مؤخراً ولن يقر أي قانون خاصة وأن حاكم مصرف لبنان لن يلبي الاقتراض.
وعن مصير رواتب موظفي القطاع العام في حال عدم الموافقة على الاستدانة، لفت أبو ذياب الى أن الحكومة لديها حساب بالليرة اللبنانية في مصرف لبنان بقيمة الرواتب لمدة أربعة أشهر ولا وجود لأزمة رواتب. وقال: “على الحكومة أن تفعّل الجباية ووقف الهدر والتهريب وضبط المعابر وحينها سيكون بإمكانها جباية مليارين ونصف المليار شهرياً وهي ليست بحاجة للاستدانة”، مستغرباً إبقاء أماكن ايرادات الدولة مقفلة كالدوائر العقارية ومصالح الميكانيك وغيرها.
إذاً المشكلة على حالها وكذلك طريق الحلّ الذي لا بد أن يبدأ في السياسة من خلال إنجاز الاستحقاق الرئاسي أولاً وإطلاق مسيرة الاصلاح الحقيقي في البلاد وطبعاً النهوض الاقتصادي.