قالت الصحف: الفراغ الداخلي محكوم بعاملين!
الحوارنيوز – خاص
فيما الإعتداءات متواصلة وجرائم العدو تنفذ بدم بارد وغطاء رسمي دولي – عربي مفضوح، يبدو أن الفراغ الرئاسي الداخلي محكوم بعاملين داخلي وإقليمي:
- داخليا لا يزال يرفض أي شكل من أشكال الحوار المباشر ويسعى لرئيس جمهورية قادر على مواجهة المقاومة وعلى تحمل تبعات ذلك… في المقابل تتمسك القوى المؤمنة بمبدأ أن قوة لبنان هي العامل الحاسم في الذود عن السيادة، تتمسك بالإتيان برئيس جمهورية يحمي لبنان ومصالحه الوطنية والقومية.
- العامل الثاني إقليمي ويتصل مباشرة بتطورات الحرب الإسرائيلية على غزة ونتائجها… وكلا القوى السياسية في لبنان باتت تراهن على ذلك لتبني على الشيء مقتضاه!
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: لبنان يلاقي فرنسا بالاستجابة للحل الديبلوماسي
وكتبت تقول: شكل الجواب الرسمي اللبناني “المتأخر” على الورقة الفرنسية التي تسلمتها الحكومة اللبنانية قبل فترة من السفارة الفرنسية في بيروت، مؤشرا ديبلوماسيا بارزا لجهة تأكيد الحكومة التزامها تنفيذ القرار 1701 بمعنى التزام الحل الديبلوماسي والإصرار في المقابل على طلب التزام إسرائيل تنفيذ موجبات هذا القرار في ما رآه المراقبون جوابا رسميا، ولكن يعكس أيضا موافقة “حزب الله” ضمنا على هذا الرد. ومع ان مضمون الجواب اللبناني لم يأت مفاجئا ولم يحمل معطيات جديدة عما دأب الرسميون على ترداده منذ اشتعلت ما يسمى “جبهة المشاغلة” على يد “حزب الله” بدعوى مساندة “حماس” في غزة، فان توقيت الرد ومضمونه والإشادة الرسمية بفرنسا ودورها التي حرص وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب على إبرازها، اكتسبت دلالات يرى المراقبون انها قد تتمدد الى “استفاقة” الوساطة الفرنسية في ملف رئاسة الجمهورية ولا تقف عند الملف الجنوبي فقط. وهو الامر الذي يتخذ بعدا وسط الاستعدادات لتحرك جديد بارز لسفراء مجموعة الدول الخماسية الأسبوع المقبل في وقت ترددت معلومات غير مؤكدة بعد عن احتمال قيام وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لبيروت في وقت قريب.
رد لبنان على الورقة الفرنسيّة جاء من خلال وزارة الخارجيّة حيث التقى الوزير بوحبيب أمس السفير الفرنسيّ لدى لبنان هيرفيه ماغرو. وقالت مصادر مواكبة لتفاصيل الردّ ومداولاته لـ”النهار” أنّ الورقة تؤكّد القرار اللبنانيّ المعلن، وهو الالتزام بالقرار الدوليّ 1701، وأنّ لبنان يبحث عن الحلول الديبلوماسيّة.
وبحسب المصادر فإنّ لبنان أكّد ضرورة أن يكون هناك التزام كذلك من الطرف الإسرائيليّ بالقرار الأمميّ.
أمّا عن عودة العمل من خلال اللجنة الثلاثيّة في الناقورة، فقالت المصادر نفسها أنّ الورقة لحظت هذا الأمر، لكنّه مرتبط بانتهاء الحرب في غزّة.
وعمّا إذا كان هناك خلاف بين الورقة الفرنسية والمبادرة التي يقوم بها كبير مستشاري الرئيس الأميركيّ لشؤون الأمن والطاقة اموس هوكشتاين، أفادت المصادر “النهار” أنّ الاثنين يتكلّمان اللغة عينها، وأنّ الفرق الوحيد بينهما أنّ أحدهما وضع مهلة زمنية والآخر ترك الأمور مفتوحة.
وافادت وكالة “رويترز” ان الرسالة التي وجهتها وزارة الخارجية اللبنانية إلى السفارة الفرنسية في بيروت، تضمنت إنّ بيروت تعتقد أن المبادرة الفرنسية بشأن التطورات العسكرية مع إسرائيل والحدود الجنوبية “يمكن أن تكون خطوة مهمة”، نحو السلام والأمن في لبنان والمنطقة. وذكرت الخارجية اللبنانية، أنّ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، كان “حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار الدائم”، مشيرة إلى أنّ “لبنان لا يسعى للحرب”، لكنه يريد وقف الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة الأراضي اللبنانية برا وجوا وبحرا. وأضافت أنّه بمجرد توقف الانتهاكات، فإن لبنان سيلتزم استئناف الاجتماعات الثلاثية مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وإسرائيل غير المباشرة، “لمناقشة كل الخلافات والتوصل إلى اتفاق بشأن التنفيذ الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701”.
ولوحظ ان المعلومات الرسمية التي وزعتها وزارة الخارجية إشارت الى ان الوزير بوحبيب شكر السفير ماغرو “على العاطفة والإهتمام الفرنسي الدائم بلبنان حيث لا تريد فرنسا الا الخير والإزدهار للبنان، وسلمه الرد اللبناني الرسمي على المبادرة الفرنسية المتعلقة بوضع تصور للاستقرار في جنوب لبنان، معرباً عن امتنان لبنان العميق للجهود الفرنسية. وقد اتى الرد اللبناني على ضوء أن المبادرة الفرنسية خطوة مهمة للوصول إلى سلام وأمن في جنوب لبنان. وجددت وزارة الخارجية تأكيد الموقف اللبناني الذي لا يرغب بالحرب، ويطالب بالتطبيق الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.”
وبعد ذلك زار بو حبيب رئيس مجلس النواب نبيه بري وكرر: “اليوم تكلمنا عن الدور الفرنسي وأهميته وضرورة أن تبقى فرنسا موجودة، واليوم لديها مبادرة فيها الكثير من النقاط الجيدة والمقبولة وهناك نقاط تحتاج الى المزيد من البحث فيها”. واكد ان الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس بري “على اطلاع” على الرد الذي سلمه الى السفير الفرنسي “وتمنينا ان تكمل المبادرة وهم (الفرنسيون) يفكرون بهذه الطريقة ويريدون الاستمرار وإستكمال هذه المبادرة وهذا مهم لنا أن نتوصل الى نوع من الإتفاق الذي يعطي الحدود الجنوبية الإستقرار الكامل والدائم”.
نصرالله وقاآني
غير ان التطور اللافت الذي تزامن مع الرد اللبناني لفرنسا برز في ملف الوضع الجنوبي تمثل في ما كشفته وكالة “رويترز” امس نقلا عن سبعة مصادر من أنه وسط الهجوم الذي تتعرّض له حركة “حماس” في غزة زار قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني بيروت في شباط للبحث في المخاطر التي قد تنشأ إذا استهدفت إسرائيل “حزب الله” بعد ذلك. وذكرت المصادر لـ”رويترز” أن قاآني اجتمع في العاصمة اللبنانية مع الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله للمرة الثالثة على الأقل منذ السابع من تشرين الأول.
وأضافت المصادر أن “الحديث تحول إلى احتمال أن تشن إسرائيل هجوماً شاملاً في لبنان”.وقالت ثلاثة مصادر، وهم إيرانيون من الدائرة الداخلية للسلطة، إن مثل هذا التصعيد قد يضغط على إيران للرد بقوة أكبر مقارنة بما فعلته حتى الآن منذ السابع من تشرين الأول، وذلك فضلاً عن الآثار المدمرة على “الحزب”. وأشارت جميع المصادر، وفق “رويترز”، إلى أنه في الاجتماع الذي لم يعلن عنه سابقاً، طمأن نصرالله قاآني بأنه لا يريد أن تنجر إيران إلى حرب مع إسرائيل أو الولايات المتحدة وأن “حزب الله” سيقاتل بمفرده. وقال نصرالله لقاآني: “هذه هي معركتنا”، وفق ما قال مصدر إيراني مطلع على المباحثات.
- صحيفة الأخبار عنونت: جولة سفراء الخماسية: دوران في حلقة مفرغة
وكتبت تقول: فيما يحتلّ الوضع الأمني جنوباً رأس الأولويات، فإن كل ما عداه بات في ثلاجة الانتظار. في ظل هذه «المسلّمة»، يستأنف سفراء دول «الخماسية»، بدءاً من الإثنين، نشاطهم بجولة تبدأ من عين التينة، وتشمل رؤساء الكتل النيابية وبعض المرجعيات الروحية. ولفتت مصادر مطّلعة إلى «تناغم قطري – أميركي داخل اللجنة، مقابل إرباك فرنسي وتشدد سعودي وحياد مصري»، مشيرة إلى أن السفراء الخمسة «اتفقوا على تحييد خلافاتهم، والتحرك وفقَ النقاط العامة المتفق عليها»، ووضعوا خريطة طريق تتماهى مع مبادرة «تكتل الاعتدال» التي تدعو الى التشاور بين الكتل النيابية ومن ثم الذهاب إلى جلسات مفتوحة. وفي حال لم ينجح التوافق، يطرح كل فريق اسم مرشحه ويجري الانتخاب في جلسة يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري على غرار ما حصل في جلسة أزعور – فرنجية». ووفق المصادر، فإن السفراء الخمسة «يدركون أن حراكهم سيواجه بمجموعة من العراقيل الداخلية. ورغم علمهم بعمق الخلاف بين مختلف القوى السياسية، إلا أن هناك محاولة لتحميل حزب الله المسؤولية وحده في هذا الشأن». وكشفت المصادر أنه «كانت هناك نية لإعطاء حراك السفراء طابعاً أكثر جدية من خلال زيارات يقوم بها وزراء خارجية بعض دول اللجنة إلى بيروت، إلا أن الجو الذي نقله المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين في زيارته الأخيرة أعطى انطباعاً بأن الأفق مقفل وبصعوبة إحداث أي خرق». وفُهم من ذلك أن «الولايات المتحدة لا تريد أن تضع ثقلها في الملف الرئاسي، وتعطي الأولوية للملف الأمني جنوباً»، لذا تمّ الاتفاق على الاكتفاء بحراك السفراء. ودعت المصادر إلى عدم المبالغة في التفاؤل بأن يدفع الوضع القائم القوى السياسية إلى تعديل مقارباتها والاتفاق على حل ملف الانتخابات الرئاسية، استناداً إلى الحراك الداخلي – الخارجي في هذا الشأن، حاسمة بأن «كل ما يحصل ليس سوى دوران في حلقة مفرغة»، ومحاولة لـ«التهويل» على القوى السياسية للتنازل عن شروطها بحجة المخاطر المحدقة بلبنان وضرورة وجود رئيس في ظل التطورات التي قد تحصل في المنطقة وتنسحب على لبنان. وهو تهويل يتكامل مع تصعيد العدوان الإسرائيلي في العمق اللبناني.
خريطة طريق تتماهى مع مبادرة «تكتل الاعتدال» الرئاسية
ميدانياً، نفّذت «المقاومة الإسلامية» أمس 9 عمليات ضدّ مواقع لجيش العدو على طول الحدود، طاولت مواقع المرج والمالكية والرادار والراهب وبركة ريشا ورويسات العلم وحدب يارين وثكنة زرعيت وجل العلام. فيما شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على أطراف بلدات الناقورة وعلما الشعب ورامية وعلى بلدات عيتا الشعب وكفركلا وحولا. وقصفت مدفعية العدو أطراف حولا وميس الجبل والجبين وسردة.
وفي ما يتعلق بالأضرار التي ألحقتها المقاومة بالجبهة الإسرائيلية الداخلية، أشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى أن مستوطنتَي كريات شمونة وشلومي تعرّضتا لـ«أسوأ الأضرار» التي لحقت بالنشاط التجاري، مع «انخفاض الإنفاق فيهما بنسبة تزيد على 70%، من 25 شباط إلى 2 آذار». ونقلت عن رئيس بلدية كريات شمونة أن «25% من السكان الذين نزحوا لن يعودوا، ويتوقع أن يصل عدد الرافضين للعودة إلى 40%.”
- صحيفة الجمهورية عنونت: المبادرات تتحرك لكسر المطبّات .. الجنوب: تصعيد مضبوط .. واشنطن: إسرائيل لن تخاطر
وكتبت تقول: لبنان، باعتراف القريب والبعيد متعب الى آخر درجات التعب، وممنوع عليه أن يتلمّس سبيل الراحة. وفي حالته هذه يُصارع ملفين طافيَين في بحر من المطبات، ومقيَّدين بتعقيدات لا حصر لها. ورهانه فيهما، ليس على مكونات سياسية مفلسة سدّت كل الافاق وطاقات الفرج، بل على لحظة حظ ربانية، تمكّن من جهة الحراكات المتجددة سواء اكانت احادية او ثنائية او خماسية، من إنعاش فرصة إتمام الانتخابات الرئاسية في المدى المنظور. ومن جهة ثانية تضبط الملف الجنوبي على إيقاع الجهود الرامية الى خفض التصعيد وتبريد ساحات المواجهة وبلوغ حل سياسي يعيد الامن والاستقرار الى المنطقة الحدودية.
لقاءات مفتوحة
وعشيّة حراك مكثّف لسفراء اللجنة الخماسيّة في الأيّام المقبلة حول الملف الرئاسي، أبلغت مصادر اللجنة الى “الجمهورية” قولها: انّ مساعي اللجنة ستتواصل لتوفير الدعم للبنان لإنجاز استحقاقه الدستوري وانتخاب رئيس للجمهورية.
ورداً على سؤال قالت المصادر: نحن متفائلون من الاساس، فما نقوم به منطلِق من حرصنا على مصلحة لبنان واستقراره. وقلنا بوضوح اننا نعلّق املا كبيرا على ان يتجاوب اللبنانيون مع الجهود القائمة ويختاروا رئيس جمهورية يعبّر عن تطلعاتهم، وكما سبق أكدت اللجنة انها ليست في موقع الانحياز الى اي مرشح او الاعتراض او رفض اي مرشح.
وردا على سؤال آخر، قالت المصادر “انّ اللجنة الخماسية لم تضع سقفاً لتحركها او حَددت لمهمتها مهلة زمنية، فهي تتصدى لمهمة معينة جوهرها مساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية، واللجنة ماضية في تأدية هذا الدور، واللقاءات مفتوحة”.
وعن الطروحات الرامية الى فصل ملف رئاسة الجمهورية عن ملف الامن في الجنوب، قالت المصادر: ما نتمناه هو ان تحلّ كل المسائل في لبنان دفعة واحدة، وبالتالي لا ضَير أبداً إن تمّ حسم ملف قبل آخر او حَسمهما معاً. المهم ان يتحقق ما يؤمّن المصلحة والفائدة للبنان.
يُشار في هذا السياق الى أنّ شخصيات نيابية واقتصادية نقلت عن السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو قوله خلال لقاء موسّع “إنّ الوضع في لبنان حَرِج، يستوجب من جهة صَبّ الجهود لمنع الإنزلاق الى حرب، والعمل الحثيث من قبل المسؤولين السياسيين على تجنّبها، ومن جهة ثانية توفير المناخات الايجابية للتعجيل في انتخاب رئيس الجمهورية، وإدراك انّ التأخير في هذا الأمر فيه ضَرر كبير بلبنان ومصلحته”.
خيوط التهدئة تتجمع
وعلى الخط الآخر، قَلّلت مصادر ديبلوماسة اوروبية من احتمالات تصاعد الوضع في المنطقة الجنوبية، وقالت لـ”الجمهورية”: ما نشهده من تطورات يومية وعمليات عسكرية لم يخرج حتى الآن عن وتيرة معينة تبدو الاطراف المعنية مقيّدة بها منذ بدء المواجهات، ما يعكس بوضوح أن اسرائيل و”حزب الله” لا يدفعان نحو مواجهة واسعة لإدراكهما الكلفة الكبيرة لهذه الحرب.
الا انّ المصادر عينها لا تسلّم بثبات الامور على ما هي عليه من مراوحة في التصعيد المضبوط، لأنها تخشى كما قالت “من أن يسود منطق التصعيد من هنا او هناك، ففي داخل اسرائيل، كما في داخل “حزب الله” اصوات تدفع الى الحرب الواسعة، والخضوع لها يعني اشعال النار على نطاق واسع.
كما انّ المصادر تعوّل على الجهود الرامية الى حلحلة سياسية، حيث لفتت الى أنّ خيوط الهدنة الطويلة الامد في غزة تتجمّع برغم التصعيد ورفع سقف الشروط من قبل اسرائيل وحركة “حماس”. والجانبان مُدركان انّ سقف الشروط سينخفض في نهاية المطاف، ولا مفرّ من بلوغ هدنة تتأسّس عليها هدنة او هدنات. وعلى الخط الموازي تتحرك جهود الحل السياسي على جبهة لبنان لصياغةٍ تَضبط المنطقة على تفاهمات ترسّخ الامن والاستقرار على جانبي الحدود.