سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف :الغياب الحكومي يفاقم الأوضاع الحياتية ويدفع لبنان للجوء الى سوريا
الحوار نيوز – خاص
بدا واضحا أن غياب الحكومة الأصيلة في ظل حكومة تصريف الأعمال ،راح يفاقم الأوضاع العامة على مختلف المستويات الحياتية ،لا سيما الصحية منها حيث لجأ لبنان الى سوريا لانجاده بمادة الأوكسجين الضرورية لمواجهة وباء كورونا ،فضلا عن ارتفاع الأسعار في شتى المجالات .
-
وكتبت صحيفة النهار في هذا المجال تقول: بين عهد يمعن في الغرق في تهلكة محاولات فاشلة لإقصاء الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري ودفعه بشتى الوسائل الى الاعتذار، وحكومة تصريف اعمال أنهكها طول مدة التقاعد النهائي التي استنزفت قدراتها وتركيبتها القاصرة أساسا عن مواجهة أعتى مرحلة مصيرية يمر بها لبنان، ووزارات باتت اشبه بسلطات ذاتية مفككة كل منها تتبع اجندة خاصة بفريق وزيرها او بسياساته الشخصية، بين هذه كلها تسللت أمس الى المشهد الداخلي عراضة دعائية مكشوفة وباهتة حملت عنوان تعويم بشار الأسد من بوابة هبة “اوكسيجين” إنسانية استشفائية مزعومة. هذه العراضة التي جرى إخراجها وتنفيذها بين وزير الصحة حمد حسن ونظيره لدى النظام السوري حسن الغباش من خلال توظيف مفاجئ لعدم التمكن من افراغ سفينة تنقل حمولة اوكسيجين للمستشفيات والاستعانة بمعونة سورية عاجلة، جاءت لتكشف مرة جديدة حالة التفكك التي باتت تعتري حكم العهد والأكثرية الراهنة، اذ ان وزراء آخرين قاموا في الفترة السابقة بزيارات مرتجلة وغير منسقة وخارجة عن اطار قرارات مجلس الوزراء قبل استقالة الحكومة، فيما غلب امس على هذه الخطوة طابع افتعال متعمد من خلال السرعة التي اتسمت بها حركة وزير الصحة بزيارة دمشق والتذرع بشكر سلطاتها على الكرم الحاتمي الذي أغدقته على لبنان فيما هي أي دمشق تمنع تصدير الأوكسيجين لحاجتها الملحة الى المادة في عز استفحال انتشار كورونا في سوريا. ولكن بدا من الصعوبة البالغة الأخذ بهذه الذرائع التي كذبها بداية نقيب أصحاب المستشفيات بتأكيده وجود معملين كبيرين للاوكسيجين يكفيان للحاجة الداخلية قبل ان تصدر النقابة (التي غاب نقيبها سليمان هارون عن السمع) مساء بيانا يبرر الخطوة بمواجهة احدى الشركات المصنعة للمادة مصاعب بإحضارها من مصادرها.
كما يصعب التعامل معها بمعزل عن الخلفيات السياسية التوظيفية لهذه العراضة وتوقيتها في وقت يتعرض رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب نفسه لضغوط متنامية من الفريق السياسي الذي ينتمي اليه وزير الصحة أي “حزب الله” الذي نادى سيده علناً الأسبوع الماضي باللجوء الى تفعيل حكومة تصريف الاعمال، واضطر دياب امس بالذات الى اصدار بيان “توضيحي” حمّال اوجه من هذا الموضوع. كما ان النظام السوري نفسه لم يفوت فرصة توظيف الزيارة، فاعلن على لسان وزير الصحة لديه ان “الزيارة بذاتها هي رسالة سياسية مهمة”. واذا كان العهد، بمسؤوليته عن ضبط إيقاع الدولة، لا يرى راهنا لا الانهيارات المتلاحقة ولا التفكك الهائل في واقع الدولة لان جلّ همه وأولياته استنباط الخطط اليومية لإنهاك الحريري وتعويض إخفاقاته ولا سيما منها الأخيرة في تأليب الدول المؤثرة وتحديدا السعودية على الرئيس المكلف، فأي حرج على حكومة مستقيلة مفككة يستقل فيها الوزراء بسياسات متفردة ويفتحون ديبلوماسيات خاصة بهم ؟
حركة السفير السعودي
في أي حال ومع عودة تحكم الشلل السياسي بواقع الازمة الحكومية اثر الاجتماع المتفجر الأخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحريري، تتجه انظار الأوساط الديبلوماسية والسياسية الى ما قد يصدر من توجهات ومواقف أوروبية وأميركية مشتركة محتملة حيال لبنان، في ظل مبادرة فرنسا الى طلب طرح الواقع اللبناني على الاجتماع الذي يعقده قادة دول الاتحاد الأوروبي اليوم وغدا عبر الفيديو والذي سيشارك فيه الرئيس الأميركي جو بايدن.
اما ابرز ما سُجّل داخليا امس، فكانت حركة لافتة للسفير السعودي وليد البخاري الذي التقى امس في مقر اقامته في اليرزة تباعا سفراء كل من فرنسا آن غريو والولايات المتحدة دوروثي شيا والكويت عبدالعال قناعي. واتسم هذا التحرك بأهمية لافتة لكونه جاء غداة زيارة السفير البخاري الى قصر بعبدا بناء على طلب رئيس الجمهورية والذي حاولت بعض الجهات تصوير ظروفه ونتائجه على غير حقيقتها، الامر الذي عكس ثبات ثوابت السعودية من الوضع في لبنان كما اعلنها السفير السعودي من بعبدا بالذات بمعزل عن أي محاولات لاستغلال الزيارة في اهداف العهد حيال الازمة الحكومية وشخص الرئيس الحريري.
وكان السفير البخاري اعاد امس نشر تغريدة تفيد بأن زيارته بعبدا “جاءت بعد 3 نداءات ملحّة ومتكررة من القصر”. وبذلك، تقول مصادر ان البخاري استكمل عملية إحباط مخطط الرئاسة الاولى لتصوير المملكة في خندقها.
دياب وتصريف الاعمال
وفي ظل انعدام الامال بتشكيل وشيك ومطالبة رئيس حكومة تصريف الاعمال بتفعيلها، اطل الرئيس حسان دياب ببيان اكد فيه “إن الجدل القائم حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال يؤكد الحاجة إلى تفسير دستوري يحدد سقف تصريف الأعمال ودور الحكومة المستقيلة في ظل الواقع القائم الناتج عن تأخر تشكيل حكومة جديدة. وإن هذا التفسير هو في عهدة المجلس النيابي الذي يمتلك حصرا هذا الحق، كما أكد المجلس نفسه سابقا. أما بالنسبة إلى تصريف الأعمال، فإن الحكومة المستقيلة لم تتوان عن القيام بواجباتها في أعلى درجات تصريف الأعمال، ولم تتوقف عجلة العمل الوزاري في كل الوزارات، وكذلك بالنسبة الى رئاسة الحكومة”. وقال إن “الأزمة تتفاقم وتزيد من الضغوط على اللبنانيين، وتكفي مشاهد المعاناة في مختلف القطاعات، للتأكيد أن الأزمة كبيرة جدا، وتحتاج إلى تقديم المصلحة الوطنية على أي حساب آخر. تشكيل الحكومة يبقى أولوية الأولويات، ولا يتقدم عليها أي عمل اليوم، ويجب أن يتعاون جميع المعنيين من أجل إنجاز هذه المهمة الوطنية”.
من جهتها، أعلنت كتلة الوفاء للمقاومة، في بيان، ان “تشكيل الحكومة يمثل البديل الوطني عن الفوضى السائدة حالياً والتي تتهدد الجميع، وذلك بعدما ادرك الشعب خطورة الانهيار الشامل”. وشددت على “أهمية تذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة رغم النتيجة الصادمة التي نتجت عن اجتماع بعبدا”،ولفتت الى ان “حكم البلاد يتطلب تعاوناً شفافاً بين الرؤساء ما من شأنه أن يُطيل عمر الحكومات، والإعتماد على الدعم الخارجي لا يكفي لإطالة عمر أي حكومة، وبناءً عليه نطلب من الجميع مراعاة أصول الحكم”.
بكركي
في غضون ذلك ظلت بكركي محور لقاءات كثيفة وكان من ابرز زوارها امس الوزير السابق نهاد المشنوق الذي ابرز دور بكركي التي “اصبحت المرجعية الوطنية والمشروعية الوطنية الوحيدة الباقية في لبنان وسط انهيار كل المؤسسات”. وأعتبر ان “لبنان اليوم دولة محتلة شرعيته ومحتلة سياسته، والامل الوحيد والاساسي أن هناك احرارا كثرا يدعمون سيدنا في مبادرته وخطواته وحركته وهذا الامر سيزيد ولن ينقص”. وقال “تم الحديث مفصلا عن مسألة استقلال لبنان الثالث، وضرورة وقوف القوى السياسية الى جانب مبادرة سيدنا سواء في مسألة الحياد أو المؤتمر الدولي. للحظة هناك من يعتقد ان هذه الامور بعيدة المنال، ولن تحدث، أما أنا فمتأكد من انها ستحدث وهذا هو الخيار الوحيد امامنا لتحرير لبنان من الاحتلال السياسي الايراني، ولا خيار آخر”.
-
وكتبت صحيفة الأخبار تقول: مرة جديدة تُثبِت سوريا أنها المتنفّس الأول للبنان، وهي البوابة الوحيدة التي تُفتح في وجهه وقت الضيق. رغم ما تعانيه سوريا من كارثة في مواجهة وباء كورونا، لم تتأخر في مدّ يد العون لجارتها التي كادَ “الأوكسيجين” ينقطِع عنها أمس. مع ذلِك نجِد في الداخل من يفضّل قتل الناس على هذه المساعدة… نكاية لا أكثر
على الرغم من كل الحصار التي تتعرّض له سوريا بفعل قانون العقوبات عليها، وفي ظل تآمر جزء من اللبنانيين ضدها ومقاطعتهم لها، أثبتت سوريا أنها المتنفّس الأول للبنان، وهي البوابة الوحيدة التي تُفتح في وجهه وقت الضيق. فرغمَ ما تُعانيه هذه الدولة من أزمة حقيقة في مواجهة وباء “كورونا”، لم تتأخر في مد يد العون لجارتها التي كادَ “الأوكسيجين” ينقطِع عنها أمس. مع ذلِك وجِد في لبنان من يفضّل موت المرضى على هذه المساعدة…
بمساعدة من سوريا، تلافى لبنان كارثة حقيقية تمثلت في انقطاع مادة “الأوكسيجين” في المستشفيات، وكادت تؤدي الى جريمة جماعية، بطلها إهمال الدولة، وأولى ضحاياها هم عدد من مرضى كورونا الموجودين في غرف العناية الفائقة ويحتاجون إلى أجهزة التنفس. بحسب المعلومات، رفَع وزير الصحة حمد حسن الصرخة، متحدثاً الى الجهات المعنية بضرورة التحرك. رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب التواصل مع سوريا، إلا بواسطة الوزير وبعض الجهات اللبنانية التي تربطها علاقات وثيقة مع القيادة السورية. لم تتأخر سوريا في الرد على طلب الوزير حسن الذي زارها بشكل طارئ والتقى نظيره السوري الدكتور حسن الغباش، بهدف إيجاد حل سريع لأزمة نقص الأوكسيجين في المستشفيات في لبنان، بعدما تعذر على باخرة محمّلة بالأوكسيجين تفريغ حمولتها بسبب أحوال الطقس وارتفاع موج البحر. وأسفرت الزيارة عن تأمين ثلاث شحنات من الأوكسيجين، بدءاً من شحنة أولى وصلت مساء أمس، فيما ستصِل البقية خلال ثلاثة أيام، في انتظار أن تكون الباخرة المحمّلة بالأوكسيجين قد تمكنت من الرسوّ وتفريغ حمولتها. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري، قال حسن إنه “ليس لك عند الضيق سوى الصديق والشقيق، فتمّ الاتصال مباشرة بإخوتنا السوريين الذين لم يتأخروا في إبداء الإيجابية”، مُعلناً تزويد لبنان بـ75 طناً من الأوكسيجين.
وللمفارقة، لبّت سوريا نداء الاستغاثة بها رغم أن لبنان يشارك في خنقها. الخنق المتعمّد يمارسه لبنان بحقها، وبحقه، منذ ما قبل صدور قانون قيصر الأميركي. وأتى هذا القانون ذريعة لتصبح السلطة اللبنانية مجرّد منفّذة للتعليمات الواردة من السفارة الأميركية. وكعادته، يتولى حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، الإشراف على حُسن تنفيذ الأوامر الأميركية، تارة بصفته حاكماً للمصرف المركزي، وطوراً بصفته رئيس هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. وفي وثيقة سرية أرسلها سلامة بتاريخ 25 شباط الماضي، إلى وزارة الخارجية، ذكّر “الحاكم” السلطات اللبنانية بوجوب الالتزام بقانون العقوبات على سوريا (قيصر)، بعدَ أن أرسلت الوزارة في 15 كانون الثاني 2021 كتاباً إلى هيئة التحقيق التي يرأسها سلامة، تقول فيه إن وزارة الخارجية الأميركية أرسلت كتاباً إلى الوزارة تقول فيه إنها تدرس كيفية معالجة العمليات المرتبطة بتطبيق 3 مواضيع في ظل القانون. وهذه المواضيع هي: شراء الطاقة الكهربائية من سوريا، ربط لبنان بالأسواق العربية عبرَ الأراضي السورية، وتجارة المنتجات الزراعية. وبحسب الخارجية اللبنانية، فإن الجانب الأميركي وافق على طلب لبنان في ما خصّ استثناء التجارة بالمنتجات الزراعية من موجبات القانون. رغم ذلك، ردّ سلامة بالتذكير بالإجراءات التي يجِب على المصارف أن تأخذها التزاماً بما يُسمى “استدراك المخاطر المُحتملة في تعاملها مع المصارف المُراسلة، لا سيما مخاطِر السمعة”. كما ذكّر سلامة أيضاً، بأنه سبَق أن أرسلَ في 17 حزيران 2019 كتاباً إلى رئاسة مجلس الوزراء يُذكّرها بضرورة “اتخاذ الإجراءات السريعة والمناسبة مع السلطات المعنية بخصوص ما وردَ في كتاب السفارة الأميركية عن قيام الحكومة وعدد من شركات النفط الخاصة بتسهيل تزويد النظام السوري بشحنات النفط بما يتعارض مع العقوبات المفروضة على الدولة السورية”.
رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب التواصل مع سوريا إلا بالواسطة
وكعادتهم، هبّ “جماعة أميركا والسعودية” في لبنان للتعبير عن امتعاضهم من هذه الخطوة، ووصلت معاداتهم لها حدّ تفضيل قتل الناس على قبول المساعدة السورية. من بين هؤلاء نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون الذي أشار في تصريح تلفزيوني إلى أن “هناك مصنعين كبيرين للأوكسيجين في لبنان يُلبّيان الطلب، ولا نقص في هذه المادّة”. هارون نفسه الذي يُعدّ من أوائل الذين وقفوا ضد مصلحة سكان لبنان من خلال عدم القيام بواجباته في مواجهة جائحة كورونا، قرر من منطلق سياسي الخروج بنظرية تقول إن لبنان مُكتَف بالأوكسيجين، بما معناه أن الهبة السورية غير ذات نفع. لاحقاً، استدرك نقيب أصحاب المستشفيات الأمر، ليصدر بياناً يوضح فيه أنه “تبيّن لنا أن إحدى الشركات المصنّعة والموزّعة للمادة، اتّصلت مساء (أول من) أمس بوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، وأبلغته أنّها تواجه مصاعب في إحضارها من مصادرها، طالبةً منه التدخل سريعاً لحلّ المشكلة. وبالفعل تدخّل الوزير حسن، مشكوراً، لدى السلطات السورية التي تعهّدت تأمين وصول المادّة إلى لبنان في الأيام المقبلة ريثما تتم معالجة الموضوع نهائياً”.
في جميع الأحوال، تُشكّل خطوة دمشق أمس رسالة عملية إلى ما يمكن القيام به، على مستويات عديدة، من أجل تخفيف حدة الأزمات في لبنان، كما في سوريا، صحياً واقتصادياً. الخطوات التي قد يُضطر لبنان، رسمياً أو خارج الإطار الرسمي، إلى اتخاذها في الأسابيع المقبلة، ستخفف بلا شك من حدة الانهيار، أو على الأقل، من سرعة الانحدار نحو القعر.
-
وكتبت صحيفة اللواء تقول: يمعن “الطاقم السياسي” القابض على ما بقي من مقدرات في البلد، في نهج “نفض اليد” مما يجري، والذهاب عبر كتله وتياراته باسداء النصائح، بضرورة تشكيل حكومة، في وقت “تكذّب” فيه الوقائع، كلام البيانات، على وقع فلتان موصوف في ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء، وتخبط في أسعار السلع الغذائية، واستشراء الفوضى في السلع المدعومة، التي تتحوّل إلى “مادة صراع” عليها في المحلات و”السوبرماركات” أو تهريبها إلى الخارج مع بروز مؤشرات جدية عن إمكان انهيار النظام الصحي، على المستويات كافة، من رفع أصحاب المستشفيات الخاصة الصوت، إلى هجرة الأطباء الأكفاء في البلد إلى بلدان اوفر دخلاً وأمناً واستقراراً.
وفي معلومات “اللواء” ان ما يزيد عن 100 طبيب من أطباء الجامعة الأميركية تركوا العمل في المستشفى، والعيادات الخاصة، وغادروا بيروت إلى المملكة العربية السعودية وأبو ظبي، والبحرين وكردستان العراق.
ومع هذه الوقائع الخطيرة، يفقد لبنان خاصية تاريخية لازمته، بأنه مستشفى العرب، حيث كان المرضى، من سوريا والعراق والخليج يقصدونه للاستشفاء والراحة، وتلقي العلاجات في الأمراض المستعصية واجراء العمليات الجراحية.
والانهيار الصحي، وهو الأخطر، برز أمس مع إعلان وزير الصحة حمد حسن من دمشق ان الرئيس السوري بشار الأسد أعطى توجيهاته بضخ 75 مليون طن أوكسجين إلى لبنان، بعد نفاد هذه المادة من لبنان، ليلتقط القطاع الطبي انفاسه، على مدى ثلاثة أيام، بمعدل 25 طناً يومياً.
وبدأت أزمة الاوكسجين مع ارتفاع أسعار الدولار، وزادها المنخفض الجوي، الذي اعاق وصولها.
وإذا كان رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي كشف ان لا علم له بأزمة أوكسجين، ولم يبلغه نقيب المستشفيات بذلك، الا انه تخوف من انقطاع المصل من الأسواق والصيدليات والمستشفيات.
وفي شأن وضع فيروس كورونا في لبنان، عبر عراجي عن تخوفه من الأسابيع المقبلة “حيث لن يتمكن الناس من إيجاد مكان في المستشفيات نظرا لإرتفاع عدد الإصابات وقد لاحظنا في الأيام الماضية أن هناك إصابات في أعمار ما دون الخمسين وأغلب الوفيات كانت في الأيام الماضية ما دون الـ ?? عامًا”، مشيرا الى أن “سبب ارتفاع الإصابات مرده الى عدم التزام المواطنين بالإجراءات وكذلك عدم تطبيق الدولة للإجراءات بشكل حازم”.
وبقيت الحركة الدبلوماسية للسفير السعودي في بيروت وليد بخاري في واجهة الاهتمام، فهو استقبل في مقر اقامته باليرزة السفيرة الأميركية دورثي شيا.?وجرى خلال اللقاء بحث مجمل المستجدات الراهنة بالإضافة إلى تأكيد للرؤية المشتركة التي تجمع البلدين الصديقين.
كما إستقبل بخاري?سفير دولة الكويت عبد العال القناعي. وجرى خلال اللقاء تأكيد الجانبين على وقوف دول الخليج العربي بجانب مطالب الشعب اللبناني المحقة بالإضافة إلى عمق العلاقة التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين بلبنان وأهله. وكان السفير السعودي التقى سفيرة فرنسا?آن غرييو.
والقاسم المشترك في اللقاءات، مناقشة المأزق السياسي، المتعلق بتأليف الحكومة، فضلاً عن الأزمات المتلاحقة بكل الاتجاهات، وعلى مختلف الصعد.
وتفاعلت التسريبات، غير الصحيحة، التي رافقت زيارة السفير بخاري إلى بعبدا، وعليه، تؤكد مصادر متابعة لمجريات اللقاء الذي جمع بين الرئيس عون والسفير بخاري لـ”اللواء” أن كل ما ورد في بعض الصحف والإعلام اللبناني لا يمت للحقيقة بصلة.
وتشير المصادر الى أن هذه الزيارة جاءت في إطار تسهيل عميلة تأليف حكومة قادرة على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء.
كما تفيد المصادر بأن هذه الزيارة جاءت بعد ثلاثة نداءات ملحة ومتكررة من قصر بعبدا وسفير المملكة لبى النداء إحترامًا لموقع رئاسة الجمهورية، الموقع المسيحي الأول.
وفي السياق، نقلت الـOTV عن النائب جورج عطا الله قوله لدى سؤاله عن دقة ما نشر من ان الرئيس عون قال للسفير بخاري ان الحريري بلا وفاء. وقال عطا الله: انطلاقا من معرفتي الشخصية بالرئيس عون اؤكد انه لا يدخل بالامور الشخصية ولا يفتح ملفات كهذه.
الإنسداد الحكومي
ويحضر الإنسداد الحكومي في القمة الأوروبية – الأميركية في بروكسيل اليوم، التي تتناول مسائل مشتركة كالموجة الثالثة من متحورات “كوفيد 19” (Covid -19) واتفاقية المناخ، وغيرها، من زاوية طرح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للوضع في لبنان.
ولم تشهد الساحة السياسية اي تحركات مهمة لاخراج ازمة تشكيل الحكومة الجديدة من دوامة التعطيل التي تسببت بها الممارسات اللامنطقية وتجاوزات رئيس الجمهورية ميشال عون مع الرئيس المكلف سعد الحريري ولم تنفع كل محاولات استدعاء بعض السفراء العرب والاجانب لتغطية العزلة التي يواجهها عون او لتجاوز المأزق الذي يتخبط فيه جراء ما حصل مؤخرا.
وبرغم الحركة الديبلوماسية اللافتة للسفير السعودي بالامس، توقعت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة ان تعاود اتصالات التشكيل مع مطلع الاسبوع المقبل بعد أن تكون الأجواء السياسية المتشنجة قد هدأت، وبالامكان تحريك عجلة الوساطات بين بعبدا وبيت الوسط من جديد،إذا توافرت الرغبة لدى المعنيين بعملية التشكيل في إبداء التعاون الجدي والايجابي لتسريع الخطى لإنجاز التشكيلة الوزارية، ولم تستبعد المصادر ان يتولى رئيس المجلس النيابي نبيه بري اعادة تفعيل مبادرته من جديد برغم البرودة والصد التي قوبلت بها هذه المبادرة من الفريق الرئاسي، في محاولة لتحقيق اختراق ملموس في جدار التشكيل.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن الأبواب الحكومية موصدة والنوافذ التي تسمح بخرق ما بدورها مغلقة ما يؤشر إلى أن? لا شيء جديدا ولا حتى معطيات يمكن البناء عليها كما أن التحركات خجولة جدا ولا يمكن الركون إليها لافتة إلى أن هناك انتظارا لتهدئة الأجواء السلبية بعد اجتماع الاثنين بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.?
ولفتت المصادر إلى أن موضوع تفعيل حكومة تصريف الاعمال حدده أو بالأحرى حسمه رئيس حكومة تصريف الأعمال وبيانه واضح، لكن المصادر نفسها قالت أن الرئيس حسان دياب يعقد ويشارك في كل الاجتماعات متى دعي إليها ولا يمانع أي اجتماع لمتابعة أي ملف ومن هنا اتت تلبيته لدعوة عدة اجتماعات مالية وغيرها في قصر بعبدا وكذلك حضوره اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي يتوقع انعقاده قريبا لبحث عدة أمور ذات صلة بمهامه.
وذكرت مصادر متابعة عن قرب لحركة الرئيس سعد الحريري انه على موقفه من تشكيل الحكومة بينما التعطيل هو خارجي والارجح لعدم وجود ضوء أخضر ايراني لتشكيلها، وقد مررنا سابقاً بهذه التجربة.عدا عن اقتراح او شروط السيد حسن نصر الله لتوسيع الحكومة الى 20 وزيراً، بما يضمن بقاء الثلث الضامن بيد الرئيس ميشال عون. لذلك لا نتوقع اي خطوة جديدة وجدّية لتشكيل الحكومة، ولا زيارة للحريري الى بعبدا، ما لم يحصل تطور كبير بتغيير جذري في موقف الرئيس عون.وما عدا ذلك من كلام عن مبادرات جديدة خارجية هي من قبيل التكهنات أو التحليلات أو الاستنتاجات، طالما ان قرار منع التشكيل بيد ايران وحزب الله.
الى ذلك، اصدر رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب بياناً اكد فيه “إن الجدل القائم حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال يؤكد الحاجة إلى تفسير دستوري يحدد سقف تصريف الأعمال ودور الحكومة المستقيلة، في ظل الواقع القائم الناتج عن تأخر تشكيل حكومة جديدة”. وقال: إن هذا التفسير هو في عهدة المجلس النيابي الكريم الذي يمتلك حصرا هذا الحق، كما أكد المجلس نفسه سابقا.?
اضاف: أما بالنسبة إلى تصريف الأعمال، فإن الحكومة المستقيلة لم تتوان عن القيام بواجباتها في أعلى درجات تصريف الأعمال، ولم تتوقف عجلة العمل الوزاري في كل الوزارات، وكذلك بالنسبة الى رئاسة الحكومة.?إن الأزمة تتفاقم وتزيد من الضغوط على اللبنانيين، وتكفي مشاهد المعاناة في مختلف القطاعات، للتأكيد أن الأزمة كبيرة جدا، وتحتاج إلى تقديم المصلحة الوطنية على أي حساب آخر.?تشكيل الحكومة يبقى أولوية الأولويات، ولا يتقدم عليها أي عمل اليوم، ويجب أن يتعاون جميع المعنيين من أجل إنجاز هذه المهمة الوطنية.
من جهتها، أعلنت كتلة الوفاء للمقاومة، في بيان ، ان “تشكيل الحكومة يمثل البديل الوطني عن الفوضى السائدة حالياً والتي تتهدد الجميع، وذلك بعدما ادرك الشعب خطورة الانهيار الشامل”.
الجلسة العامة
إلى ذلك يعقد مجلس النواب جلسة عامة قبل ظهر الاثنين المقبل وعلى جدول أعماله بندين فقط، الأوّل يتعلق بالسلفة المالية المطلوبة لمؤسسة كهرباء لبنان والذي أقرته اللجان النيابية المشتركة.
والثاني اقتراح القانون المتعلق بالأموال المنهوبة والذي أقرته اللجان أيضاً.
ويتوقع ان يطرح من خارج جدول الأعمال اقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى تمديد المهل الذي ينتهي العمل به مع نهاية هذا الشهر.
ماليا، أصدر مصرف لبنان تعميما يقضي بتمديد القرار الاساسي رقم 13221 المتعلق بالإجراءات الاستثنائية بشأن السحوبات النقدية من الحسابات بالعملات الاجنبية لغاية 30 أيلول المقبل. (وفق التعميم رقم 151 المتعلق بسحب الدولار على سعر 3900 ليرة)
وفي سياق معيشي آخر، أعلنت المديرية العامة للنفط، انها ستعمد إلى إصدار جداول تركيب الأسعار لمواد البنزين والمازوت والغاز المنزلي، مرتين اسبوعياً، الأولى مطلع الاثنين، والثانية مطلع الخميس، أي قبل نهاية الأسبوع.
33600 جرعة من “أسترازينكا”
وعلى صعيد تسلم لبنان اليوم 33600 جرعة من لقاح “أسترازينكا” كدفعة أولى وصلت، مساء أمس، إلى مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت على متن طائرة تابعة للامارات العربية المتحدة، بإشراف المدير العام لوزارة الصحة العامة بالإنابة فادي سنان وممثلين لمنظمة “اليونيسف” ووفد من اللجنة الوطنية اللبنانية لإدارة اللقاح من وزارة الصحة.
وقال سنان: “نستقبل اليوم الدفعة الأولى من لقاحات أسترازينكا وهذا يمثل انعطافة إيجابية في مسار مكافحة وباء كورونا”.
وأكد أن “لقاح أسترازينكا من إنتاج إحدى الشركات الرائدة عالميا”، مؤكدا أنه “من اللقاحات الجيدة جدا وخاضع لاختبارات عدة، رغم كل المشككين”، وقال: “إن وزارة الصحة العامة لا تستقبل أي لقاح، إلا إذا كان حائزا على قبول اللجنة الوطنية اللبنانية واللجان العالمية ومنظمات عالمية كمنظمة الصحة العالمية”.
وأعلن أن “أسترازينيكا آمن وفعال، وسيصل إلى لبنان 130 ألف لقاح مع بداية نيسان المقبل”، وقال: “في الأيام المقبلة، سيصل مزيد من اللقاحات عبر القطاع الخاص سواء أكان من سينوفارم أم سبوتنيك”.
أضاف: “كوزارة صحة، نؤدي واجباتنا لمواجهة هذا الفيروس، ونتمنى من أهلنا وشعبنا القيام بواجباتهم عبر التسجيل على المنصة لتحقيق المناعة المجتمعية في لبنان”.
أضاف: “كوزارة صحة، نحن موعودون بتأمين ما يقارب مليونين وسبعمائة لقاح عبر منصة كوفاكس، إضافة الى مليونين ومئة ألف لقاح عبر شركة فايزر، وخمسمئة ألف لقاح من استرازينكا الى القطاع الخاص، و750 ألف لقاح إضافية من فايزر”.
448721 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 3856 إصابة جديدة بفايروس كورونا، و53 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 448721 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.