قالت الصحف: العدو يوسع دائرة استهدافاته وأوروبا ترفض عودة النازحين
الحوارنيوز – خاص
بعد نجاح الإستثمار السياسي وتسهيل دخولهم العشوائي ، تحول ملف النازحين السوريين الى قنبلة فعلية بعد فشل القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ومعهما الدولة اللبنانية من إقناع المؤتمرين في بروكسل بضرورة العودة الآمنة للنازحين الى ديارهم في سوريا.
على صعيد الاعتداءات شهد الأمس تصعيدا خطيرا من قبل العدو إذ انه استهدف مستشفى غندور في بنت جبيل في رسالة تلقفها حزب الل،ه ورد بضربات موجعة محذرا من التمادي في استهداف المراكز المدنية…
وقائع وقراءات في مؤتمر بروكسل والمشهد الجنوبي كما ابرزتهما الصحف:
- صحيفة النهار عنونت: “الإجماع اللبناني” لأوروبا: انفجارنا سيصيبكم!
وكتبت تقول: لم يكن مفاجئاً للبنان الرسمي ولا السياسي ولا الشعبي أن يتصادم مجدداً الموقف اللبناني شبه الاجماعي الوحيد حول مواجهة الخطر الوجودي للنازحين السوريين مع الموقف الأوروبي المتمثل في مؤتمر بروكسيل حول ازمة النازحين، إذ على رغم ارتفاع نبرة التعبير اللبناني بوجهيه الرسمي والسياسي – الشعبي لم يتبدل شيء في الاستراتيجية الأوروبية حيال الملف. ومع ذلك، فإن التظاهرة الرسمية والسياسية اللبنانية التي شهدتها أمس بروكسيل تركت دلالات يصعب تجاهلها ومن شأنها ان تشكل مؤشراً الى تصعيد مطرّد ومتواصل واشد حدة في الصراع اللبناني – الأوروبي – الدولي إذا صح التعبير حول الاخطار الكارثية للنازحين السوريين قد تدفع بلبنان قدماً الى تصليب وتحصين الخطة الذاتية التي تعني التشدد غير المسبوق في الإجراءات والتدابير والخطوات الآيلة الى مواجهة واقع النازحين غير الشرعيين والعمل على إعادتهم بقوة القانون اللبناني أولاً وأخيراً.
وقد شهدت بروكسيل أمس تعبيراً لافتاً لجهة ملاقاة الخطاب الرسمي للنبض الاحتجاجي الذي واكب المؤتمر عبر تجمعات المعتصمين والمحتجين من الأحزاب المسيحية الأساسية “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” مع مجموعات اغترابية، فيما تميزت كلمة الحكومة اللبنانية المتبنية للتوصية النيابية أيضاً برفع نبرة التحذيرات من خطورة انهيار الهيكل اللبناني وتمدّد الانفجار الى الجوار والى أوروبا تحديداً.
مع ذلك تعهد الاتحاد الأوروبي بأكثر من ملياري يورو (2.17 مليار دولار) لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة ورفض أي حديث عن عودة محتملة للاجئين إلى وطنهم “لأن ظروف العودة الطوعية والآمنة ليست مهيأة”. وقال مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، “لكن التزامنا لا يمكن أن ينتهي بالتعهدات المالية وحدها”، وأضاف “على الرغم من الافتقار إلى تقدم في الآونة الأخيرة، لا بد من أن نعيد مضاعفة جهودنا لإيجاد حل سياسي للصراع، حل يدعم تطلعات الشعب السوري لمستقبل سلمي وديموقراطي”.
وتظاهرت مجموعات من الانتشار اللبناني بمشاركة عضوي “كتلة الجمهورية القوية” النائبين بيار بو عاصي والياس اسطفان أمام قصر العدل في بروكسيل قبيل انعقاد مؤتمر النازحين السوريين، للمطالبة بعدم إبقاء السوريين في لبنان. وحمل المتظاهرون لافتات “ندّدت بتداعيات هذا الوجود غير الشرعي في لبنان على المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية فضلاً عن سيادة البلد وهويته”. كما نظم “التيار الوطني الحر” في بلجيكا بالتعاون مع المجلس الوطني في اوروبا تحركاً بمشاركة نائب رئيس التيار للعلاقات مع الاحزاب الخارجية ناجي حايك. ورفع المشاركون على تنوعهم الاعلام اللبنانية مشددين على “دعم الانتشار اللبناني لوطنهم لبنان في مواجهة ازمة النزوح التي رتبت على لبنان اعباء ضخمة لا سيما اقتصادياً منذ العام 2011″، وطالبوا المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي بـ”الضغط في سبيل حل هذه الازمة ودعم النازحين في بلادهم وليس في لبنان”.
الموقف الرسمي… والتشريعي
وفي كلمته المسهبة ممثلاً لبنان الرسمي خاطب وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب مؤتمر بروكسيل قائلاً: “نحمل إليكم هذا العام موقفاً لبنانياً جامعاً عبّر عنه مجلس النواب اللبناني بتوصيته الأخيرة للحكومة اللبنانية، عكست إجماعاً لبنانياً قل نظيره بأنّ لبنان، حكومةً وشعباً من كل الفئات، والمناطق، والطوائف، والأحزاب، قد وصل إلى نقطة اللاعودة لجهة تحمّل بقاء الأمور على حالها، والاستمرار بالسياسات المتبعة نفسها منذ أكثر من 13 عاما في ملف النزوح السوري”. أضاف: “جئنا اليوم لطرح حلول متوافقة مع القوانين اللبنانية والدولية وخارج نمط التفكير الذي ساد منذ بدء الأزمة في عام 2011. حلول مستدامة، تؤمن العودة على نطاق واسع للنازحين السوريين إلى بلدهم بكرامة وأمان. ومن تتعذر عودته لأسباب سياسية، ندعو لإعادة توطينه في دولة ثالثة، احتراماً لمبدأ القانون الدولي الإنساني بتقاسم الأعباء”.
ولفت بو حبيب الى أن “التحديات الأربعة، أي النزوح، والشغور الرئاسي، وعدم الاستقرار في الجنوب، وغياب الإصلاحات الاقتصادية، كلّ واحدة منها تغذي الأخرى، وتهدد بانفجار كبير يهدد أمننا، واستقرارنا الاجتماعي. إنّ الانفجار اللبناني، إن حصل، ستكون له ارتدادات سلبية على دول الجوار، ومنها دول أوروبية”.
وتابع: “لقد شهدت الأشهر الـ12 الأخيرة تبدلات جذرية على المستويين الداخلي اللبناني، والدولي. فداخلياً، وصلنا إلى نقطة اللاعودة بسبب تزايد الحوادث، والاضطرابات، والاحتكاكات، والسرقات، والجرائم، وعصابات الجريمة المنظمة، ومعظم أدواتها من النازحين السوريين، ما وحّد اللبنانيين. لقد وصلنا إلى إجماع لبناني بأنّ إبقاء الوضع على ما هو عليه سيشكل خطراً وجوديّاً على لبنان”. واعلن أننا “ندق ناقوس الخطر من باب حرصنا على التعاون معكم، فلبنان يخطو خطوات متسارعة نحو الانفجار الكبير، في حال استمرار سياسة شراء الوقت في موضوع النزوح. لقد تغيرت الأحوال بصورة جذرية في الداخل اللبناني، وتكاثرت التحديات والمشاكل، وشحّت الموارد، إقليمياً ودولياً. جئنا إليكم اليوم لانتهاز هذه الفرصة الأخيرة، قبل فوات الأوان، لوضع أسس لمقاربة مختلفة جذرياً ومستدامة لإعادة النازحين إلى ديارهم، وفصل السياسة عن النزوح قبل فوات الأوان، وانهيار الهيكل علينا وعليكم”.
وواكب هذه التطورات انعقاد جلسة للجنة المال والموازنة في بيروت برئاسة النائب ابراهيم كنعان اقرت اقتراح قانون تنظيم الوضع القانوني للنازحين السوريين في لبنان. وأعلن كنعان “انجاز قانون تنظيم النازحين الداخلين بشكل غير شرعي خلال 3 أشهر، وطرحنا فرض عقوبات، ولا يحق للمخالفين تقديم طلب لجوء”. ولفت إلى أنه “يفترض طرح سلة تشريعات على طاولة جلسة تشريعية في أقرب فرصة لمعالجة الوجود السوري غير الشرعي الذي يؤثر على لبنان بكل المجالات”. وأوضح ان “كل نازح مخالف سيرحّل بعد ثلاثة أشهر من اعطائه فرصة تسوية اوضاعه فلبنان ليس أرضاً سائبة”.
- صحيفة الأخبار عنونت: مؤتمر بروكسيل يمدّد أزمة النزوح
وكتبت تقول: حسمت وقائع اليوم الأول من مؤتمر بروكسيل 8 أمس، خيار الاتحاد الأوروبي باستمرار سياساته الهجومية ضد الحكومة السورية لسنة جديدة على الأقل، وفي التعبير عن تغيّر الأولويات الأوروبية نحو الاهتمام والتركيز على الحرب في أوكرانيا بشكل رئيسي، ما يعني مراوحة ملف النزوح السوري في لبنان من دون حلول جذرية. وهذا ما عبّر عنه بوضوح نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزف بوريل، الذي حمّل الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد مسؤولية أزمة النزوح من دون تقديم أي تحوّل ملموس في الموقف من دمشق، رغم الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي حيال الأزمة. وفيما كان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب يرأس الوفد اللبناني إلى المؤتمر، حاملاً في كلمته انعكاساً لشبه إجماع لبناني حكومي ونيابي حيال ملف النزوح السوري، كان مناصرون للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وتيار المردة يتظاهرون على مقربة من مكان الاجتماع في العاصمة البلجيكية، في استمرار للسياسة الشعبوية التي زادت أخيراً بعد زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين لبيروت.
وبعيداً عن «الهمروجة» في ملف النازحين كما سماها رئيس المردة سليمان فرنجية قبل يومين، فإن الكتل السياسية والحكومة تدرك الحاجة إلى أي مبالغ تأتي من الاتحاد الأوروبي لدعم العمليات الإنسانية لمفوضية اللاجئين ولباقي منظمات الأمم المتحدة، طالما أن موضوع تقديم المساعدات في سوريا لا يزال مرفوضاً من قبل فرنسا وألمانيا على الأقل. وعلى هذا الأساس، جرى التفاهم بين الحكومة ووزارة الخارجية اللبنانية والوزارات المعنية، ومنها وزارة الشؤون الاجتماعية، بغطاء من المجلس النيابي، على عدم رفض المساعدات الدولية، كي لا يتحمّل لبنان عبء النزوح وحده. وبحسب الأرقام، فإن حاجة لبنان عام 2024 من المساعدات لتغطية السوريين واللبنانيين تصل الى ما يقارب 2.72 مليار دولار، تأمّن منها العام الماضي حوالي 1.38 بليون، بينما تقول مصادر أمميّة إن هناك جهداً للوصول إلى 1.4 بليون دولار في المؤتمر.
ورغم الموقف السلبي للاتحاد الأوروبي، لم يعد ممكناً إخفاء التباين الكبير بين موقفَي ألمانيا وفرنسا المتمسّكتين باستمرار سياسة العداء تجاه سوريا، ودول أخرى تدعو إلى التواصل مع دمشق لتخفيف حدة الأزمات الأوروبية المتأتية من الأزمة السورية، وعلى رأس هذه الدول إيطاليا واليونان والنمسا وإسبانيا والبرتغال وتشيكيا وقبرص. وتطرح هذه الدول ضرورة القيام بخطوات جديدة عنوانها «التعافي المبكر» كنهج للانتقال من الاعتماد على الإغاثات الإنسانية إلى الاعتماد على الذات من خلال إعادة تشغيل الاقتصادات المحلية للحد من الأزمة التي يعيشها السوريون ولتسهيل العودة، وهو مشروع نوقش عام 2022 وجرت عرقلته بسبب التعنت الألماني والفرنسي برفض أي مبادرة تجاه سوريا. وقد عبّر عن هذا الانقسام وزير الداخلية الاتحادي في النمسا غيرهارد كارنر الذي أشار إلى أنه «يجري حالياً تشكيل تحالف لتوضيح كيفية التعامل مع هذه القضية (اللاجئين)، كما يبحث وزير الخارجية الاتحادي ألكسندر شالينبيرغ من (حزب الشعب النمسَوي) في هذه المسألة، لكن في نهاية المطاف يجب أن تكون هناك محادثات (مع الدولة السورية)، وإلا لا يمكن لأي طائرة أن تهبط في سوريا».
من جهته، قال بوحبيب إنه يحمل إلى المؤتمر «موقفاً لبنانياً جامعاً عبّر عنه المجلس النيابي اللبناني بتوصيته الأخيرة للحكومة اللبنانية في جلسة انعقدت منذ حوالي الأسبوعين في بيروت، عكست إجماعاً لبنانياً قلّ نظيره بأنّ لبنان، حكومةً وشعباً من كل الفئات، والمناطق، والطوائف، والأحزاب، وصل إلى نقطة اللاعودة لجهة تحمل بقاء الأمور على حالها، والاستمرار في السياسات المتّبعة منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً في ملف النزوح السوري». وقال: «جئنا اليوم لطرح حلول متوافقة مع القوانين اللبنانية والدولية وخارج نمط التفكير الذي ساد منذ بدء الأزمة. حلول مستدامة، تؤمّن العودة على نطاق واسع للنازحين السوريين إلى بلدهم بكرامة وأمان. ومن تتعذّر عودته لأسباب سياسية، ندعو لإعادة توطينه في دولة ثالثة، احتراماً لمبدأ القانون الدولي الإنساني بتقاسم الأعباء».
- صحيفة الديار عنونت: بروكسل لا تبالي «بالتهويل» اللبناني: خذوا المساعدات وابقوا النازحين؟
لودريان لن يدعو الى حوار باريسي ولا يملك «خارطة طريق» رئاسيا!
«النار بالنار» جنوبا: رشقات صاروخية «مجنونة» تحرق المستوطنات
وكتبت تقول: «النار بالنار» عنوان المشهد جنوبا بالأمس، فبرشقات صاروخية «مجنونة»، بحسب وصف وسائل اعلام العدو، اشعلت الحرائق في المستوطنات وقطعت عنها الكهرباء، رد حزب الله على ملامسة جيش الاحتلال «الخط الاحمر» باستهدافه مدخل الطوارئ في مستشفى الشهيد صلاح غندور حيث سقط شهيدان و10 جرحى. هذا التصعيد النوعي والكمي دفع مستعمرة «مرغليوت» الى التمرد وطرد الجيش الاسرائيلي والاعلان عن الانفصال عن الدولة!.. وما حصل بالأمس كان «رسالة» واضحة من المقاومة لقيادة العدو السياسية والعسكرية بان استنساخ ما يحصل في غزة في لبنان غير وارد على الاطلاق، والعقاب على اي اعتداء على المدنيين سيكون مكلفا للغاية ودون «سقوف».
سياسيا، يصل المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت اليوم دون الكثير من الآمال بإحراز تقدم يذكر في الملف الرئاسي، ليس فقط لتعقيدات الوضع الداخلي، وعدم نضوج الملف خارجيا، وانما ايضا لضعف الدبلوماسية الفرنسية غير القادرة على «المونة» على اي من الاطراف اللبنانية لتعديل مواقفها من الاستحقاق بغياب الدعم الجدي السعودي-الاميركي. اما الرهان على امكانية «مونة» باريس على «الثنائي» للتخلي عن مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية فمجرد «ثرثرة» غير واقعية، بحسب مصادر مطلعة، فباريس التي تكتفي بالتعبير عن الاسف امام المجازر الاسرائيلية المرتكبة في غزة، وتغطي الابادة هناك، فقدت مصداقيتها لبنانيا، ولن تجد آذانا صاغية لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكذلك حزب الله، خصوصا اذا كان ما يحمله لودريان طرح مكرر حول المرشح الثالث.
اما في بروكسل، وبغياب سوريا، يمكن القول ان «المكتوب يقرأ من عنوانه»، فلا الاحتجاج اللبناني الشعبي، ولا الاجماع السياسي الداخلي، ولا الموقف «التهويلي» الذي حمله وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، زحزح موقف الدول الفاعلة في الاتحاد الاوروبي، وكان موقف مسؤول السياسة الخارجية الاوروربية جوزيب بوريل حاسما لجهة رفض عودة النازحين الى سوريا «غير الامنة» برايه، مجددا التعهد بدفع الاموال لمساعدتهم في اماكن اللجوء، في تجديد للمعادلة الاوروبية التي تختصر بعبارة واضحة «خذوا فتات الاموال وابقوا النازحين عندكم». علما ان نصف الاموال المخصصة تذهب الى تركيا التي تحمل في يدها «عصا» ارسالهم الى اوروبا. وهو عامل ضغط تفتقد اليه الدبلوماسية اللبنانية.
رشقة جنونية
وقد وصفت وسائل الاعلام الاسرائيلية رشقات حزب الله الصاروخية بالامس بانها كانت «رشقة مجنونة» ادت الى اضرار جسيمة وسقوط قتيل وعدد من الجرحى في المستوطنات التي اشتعلت فيها الحرائق وانقطعت عن بعضها الكهرباء، وفيما احتاجت الحرائق في «كريات شمونة» الى 15 من طواقم الاطفاء لاخماد الحرائق في المنطقة الصناعية الشمالية، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه تم الطلب إلى مستوطني منطقة «ميرون البقاء في «الأماكن المحصَّنة، حتى إشعار آخر. وجاء هذا الإعلان، بعد «الرشقة الصاروخية الأخيرة من لبنان»، بحسب الإعلام الإسرائيلي، والتي «تضمنت إطلاق أكثر من 50 صاروخاً على الشمال»، وهو ما أدّى إلى «انقطاع التيار الكهربائي في منطقة ميرون. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبر اندلاع حريق ضخم بالإضافة إلى إصابة منزل في «المطلة» بصاروخ مضادّ للدروع، أُطلق من لبنان.
«مرغليوت» تتمرد
وكانت السلطات في مستوطنة «مرغليوت»، الواقعة شمالي فلسطين المحتلة عند الحدود الفلسطينية مع لبنان، أعلنت أنّ على «الجيش» سحب قواته منها، مؤكدةً أنّها «في حاجة إلى الحماية من الحكومة الإسرائيلية التي تحطم المستوطنة عبر قراراتها. ووفقاً لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، فإنّ رئيس مستوطنة «مرغليوت»، إيتان دافيدي، أعلن أنّ المستوطنة قرّرت قطع العلاقة بحكومة الاحتلال، وإخراج كل الجنود منها. وتابع دافيدي أنّ غرفة العمليات العسكرية في المستوطنة «ستُغلق ولا يمكن لأحد، بمن فيهم جنود الجيش وضُباطه، دخول المستوطنة».
عمليات المقاومة
رد حزب الله جاء في اعقاب سلسلة غارات اسرائيلية اخطرها كان استهداف مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية قُرب مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل، ادت الى سقوط شهيدين وعدد من الجرحى والحقت أضرارا ماديّة بالمستشفى جرّاء الاستهداف المباشر للدراجة عند مدخلها، وقد أدّى عصف الصاروخ إلى تحطّم الزجاج وتضرّر المرافق الخارجية للمستشفى. وأعلن الحزب استهداف مستعمرات ميرون وسفسوفة وتسفعون بالكاتيوشا رداً على اعتداء العدو على مستشفى الشهيد صلاح غندور. وكذلك موقعي السماقة وزبدين.
استهداف «القبة الحديدية»
كما اعلن حزب الله استهداف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة مرغليوت بالأسلحة المناسبة؛ وحقّقوا فيه إصابات مؤكّدة». كما شنّ هجوماً نارياً مركزاً على موقع المالكية بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية استهدفت حاميته وتجهيزاته وتموضعات جنوده، كما ألقت المسيّرات الهجومية بقذائفها على أهداف داخل الموقع وأصابتها بدقة». وقال في بيان انه «قنص التجهيزات التجسسيّة المستحدثة في موقع مسكاف عام وأصابها إصابة مباشرة ودمرها». واشار الى ان «ردا على الاعتداء الإسرائيلي على ساحة بلدة حولا والمواطنين المتواجدين فيها، شن هجوما جويا بمسيرات انقضاضية على قاعدة بيت هلل (مقر كتيبة السهل التابعة للواء 769) وتموضع منصات القبة الحديدية مستهدفا أطقمها وضباطها وجنودها في أماكن تواجدهم وتموضعهم وأصاب أهدافها بدقة».
وذكر الجيش الإسرائيلي أن طائرة مسيرة من نوع «سكاي رايدر» سقطت داخل الأراضي اللبنانية ويجري التحقيق في الحادث. الى ذلك، وأغار الطيران الحربي على وسط بلدة عيترون. وتعرضت وادي حامول لقصف مدفعي في القطاع الغربي. ايضا استهدفت المدفعية الاسرائيلية أطراف كفرشوبا.
وفي ملف النازحين، لم يكن أحد من اللبنانيين يترقب نتائج مؤتمر بروكسيل حول مستقبل سوريا على الرغم من ورقة توصيات حملها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وسلسلة تظاهرات في عاصمة الاتحاد الاوروبي رفضا لإبقاء النازحين السوريين في لبنان. ووفقا لمصادر مطلعة، فان المشكلة الرئيسية تبقى في الموقفين الفرنسي والالماني، حيث التعنت لا يزال عنوان موقفهما من رفض عودة النازحين الى سوريا، في ربط واضح بين الملفين السياسي والاجتماعي، وهما تنسجمان بشكل مطلق مع السياسة الاميركية الرافضة لأي حل للملف وتصر على عرقلة اي تسوية باعتبار النازحين ورقة ضغط على دول «محور المقاومة» ويجري العمل على استغلالها سياسيا.
· صحيفة الأنباء عنونت: العين على كواليس زيارة لودريان… ومسار الحرب يتدحرج جنوباً
وكتبت تقول: على وقع المجازر شبه اليومية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة ورفح وجنوب لبنان، تستمر المواجهات مع هذا العدو من قبل المقاومة على مختلف الجبهات لمنعه من تنفيذ مخططه الهادف لطرد الفلسطينيين من غزة ورفح وتحويل منطقة جنوب الليطاني الى أرض محروقة.
كل ذلك يجري نتيجة قرار المجتمع الدولي بعدم وضع حد للغطرسة الإسرائيلية ولضربها عرض الحائط بكل القرارات الدولية وبالمساعي الهادفة للتوصل إلى وقف لإطلاق نار يسمح للشعب الفلسطيني المنكوب بالتقاط أنفاسه.
مصادر مراقبة لفتت عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى أن “العين تبقى على جنوب لبنان، الذي يدفع كل يوم فاتورة باهظة الثمن من الشهداء ومن الخراب والدمار التي لحقت بالقرى الحدودية في حروب الإسناد ومستلزماتها، من دون أن تلوح في الأفق أي إشارة توحي بإنهاء هذه الحرب التي حوّلت هذه المنطقة العزيزة من لبنان إلى ساحة مواجهات لا أحد يعلم كيف ستكون نهايتها، والأمور تتدحرج نحو الأسوأ كل يوم”.
في هذه الأثناء، يعود الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، حيث لا تزال زيارته ضبابية لجهة ما يحمله من اقتراحات قد تعيد الحياة الى الملف الرئاسي، الذي يخضع لتنويم سريري منذ سنة وسبعة أشهر بسبب غياب التفاهم والحوار حوله، والشروط والشروط المضادة.
النائب السابق أنيس نصار لا يرى أي خرق للجمود الرئاسي في الوقت الحاضر لا من قبل لودريان ولا من قبل اللجنة الخماسية، التي سبق لها أن قدمت بياناً مسهباً قبل أيام، ودعت فيه الكتل النيابية إلى حسم خياراتها وانتخاب رئيس جمهورية قبل نهاية هذا الشهر.
لكن بيان الخماسية، برأي نصار، كان أشبه بالصراخ في صحراء لا ماء فيها ولا حياة لأن مَن يعنيهم الأمر لم يحركوا ساكناً حياله مع بقاء المواقف على حالها”.
نصار وفي حديث مع جريدة الأنباء الالكترونية أشار إلى أن “زيارة لودريان إلى لبنان تأتي لتأكيد دعم فرنسا المستمر للبنان، لكن بقاء المواقف على حالها قد لا يكسبها الأهمية المطلوبة، ما يصح بها القول زيارة راوح مكانك، لأن لا أحد يعلم ماذا قد يحمل من أفكار جديدة”.
نصار أشار الى أن “الثنائي الشيعي ما زال على موقفه الداعم للوزير السابق سليمان فرنجية. وكذلك فإن مواقف القوى الاخرى ما زالت على حالها ولا يوجد اي تبدل”، وبالتالي فإن إمكانية التسويق لمرشح ثالث “لم تتضح، خاصة وأن اللجنة الخماسية غير متفقة على الإسم بعد”.
المراوحة إذا لا تزال تتحكّم بالمشهد اللبناني، وإن كان يبقى للمفاجآت من مكان دائماً في السياسة اللبنانية، ومن الصعب التكهّن بما في جعبة لودريان قبل البدء بجولته واكتشاف كواليس لقاءاته.