سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: العدو يفاوض نفسه ويواصل مجازره بحق المدنيين!

 

الحوارنيوز – خاص

واصل العدو مجازره وجرائمه بحق المدنيين وتدمير ما استطاع من قرى في الجنوب، في وقت يسوق اعلامه لمفاوضات تجري دون علم الجهات المعنية في لبنان!

وبدا لافتا في بعض صحف اليوم تغييب متعمد للعناصر الوطنية اللبنانية للعدوان وحصر المشهد كونه صراعا بين إيران وإسرائيل، في استعادة لمشهد ثمانينات القرن الماضي عندما حاول اليمين اللبناني حصر المشهد بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي!

 

 

  • صحيفة النهار عنونت: اشتداد المناورات الإسرائيلية الإيرانية حول لبنان… مشروع الهدنة بعد لقاء الأربعاء في البيت الأبيض

وكتبت تقول: تسابقت إسرائيل وإيران في المناورات الحربية من جهة والدبلوماسية من جهة مقابلة لتوظيف حساباتهما في حرب لبنان بما يلائم كل منهما في الفترة الانتقالية للرئاسة الأميركية الشديدة الحساسية والحرج قبل شهرين ونيف من انتقال السلطة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وقبل أن يتبلّغ لبنان الرسمي أي إشعار بعودة محتملة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، مع ترجيح عدم حصول أي تحرك وشيك هذا الأسبوع على الأقل، إنبرت إسرائيل الى استكمال مناورتها في تسريب مشاريع ومعطيات تجريبية لما يسمى مشروعاً لوقف النار على الجبهة اللبنانية بينما صعّدت عملياتها الحربية واتسمت الساعات الاخيرة بضراوة تبادل الغارات الإسرائيلية وجولات القصف الصاروخي لـ”حزب الله”. وأما ايران، فانبرت من جانبها لتوظيف مشاركتها في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي انعقدت أمس في الرياض لتظهير دور مخالف واقعياً لدورها في إذكاء الحربين على غزة ولبنان من خلال ذراعيها “حماس” و”حزب الله”، علماً أن مقررات القمة التي شددت على إنهاء الحربين لا تحجب ضمناً تبعة طهران في الجحيم الذي يعيشه قطاع غزة ولبنان.

وعلى رغم الضبابية الكبيرة التي اكتنفت حقيقة ما تداولته وسائل اعلام إسرائيلية من مزاعم عن تبادل وثائق بين لبنان والولايات المتحدة وإسرائيل في شأن مشروع اتفاق لوقف النار في لبنان، قالت مصادر معنية لـ”النهار” إن أي تطور جدي لم يتبلغه بعد لبنان، ولكن هذا لا يعني اغفال وجود تحركات مهمة للوصول إلى طرح مشروع مماثل وهو أمر مرتقب بعد اللقاء الأول والبارز الذي سيجمع غداً الاربعاء في البيت الابيض الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب، والذي، وفق ما بلغ بعض الأوساط اللبنانية المتابعة في واشنطن، سيكون من بين العناوين العريضة للاولويات التي سيطرحها الرئيسان ملف تبريد الحربين وخفض العنف والتصعيد في غزة ولبنان خلال الفترة الانتقالية.

ولعل هذه المناخات دفعت إيران إلى ابراز “رعايتها” المحتملة المسبقة لموافقة “حزب الله” على التزام موجبات القرار 1701، فبادر رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف إلى الاتصال برئيس مجلس النواب نبيه بري والتأكيد له “وقوف الجمهورية الإسلامية الايرانية الى جانب لبنان ومؤازرته بتنفيذ القرار الأممي رقم 1701”.

لبنان في الرياض

في أي حال، فإن لبنان الذي نال حيّزاً بارزاً من قمة الرياض حرص رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في كلمته أمام المؤتمر على تظهير “هول الكارثة التي يعيشها إذ يمرّ بأزمة تاريخيَّة مصيرية غير مسبوقة تهدد حاضره ومستقبلَهُ”، وأورد الارقام التفصيلية لما تسبَّبَ العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان من خسائر إنسانية فادحة ونازحين وآثار اقتصاديَّةُ بلغت وفقًا لتقديراتِ البنكِ الدوليِّ ثمانية مليارات و500 مليون دولار. وقال: “يبقى الأساس هو وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان فوراً وإعلان وقفٍ اطلاقِ النار، وإرساءِ دعائمِ الاستقرارِ المستدامِ، مع تأكيد التزام الحكومةً اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دوليا”.

وقد استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس ميقاتي مساءً في مقر انعقاد القمة. وأفادت المعلومات الرسمية أن البحث تناول الوضع الراهن في لبنان والعدوان الإسرائيلي عليه والعلاقات الثنائية بين البلدين.

التصعيد

وإذ تواصلت وتيرة ارتكاب المجازر بين المدنيين والنازحين على تصعيدها، كشفت اليونيسف أمس مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان منذ بدء تصاعد الصراع.

ومع ذلك زعم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن “هناك تقدماً في محادثات وقف إطلاق النار على جبهة لبنان ونعمل مع الأميركيين في هذا الصدد”. وتابع، “سنكون جاهزين للتسوية إذا أصبح “حزب الله” بعيداً عن حدودنا الشمالية وتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني”.

وفي المقابل، أشار مسؤول العلاقات الاعلامية في “حزب الله” محمد عفيف إلى أنه “بعد اكثر من 40 يوماً من القتال الدامي لا يزال العدو عاجزاً عن احتلال قرية لبنانية واحدة”. ووصف “الحديث عن تراجع كبير في مخزوننا من الصواريخ بأنه مجرد أكاذيب، ولدى قواتنا في الخطوط الأمامية ما يكفي من العتاد لحرب طويلة”. وفي ما بدا “تصويبا” للانتقاد الذي سبق للأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أن وجّهه إلى الجيش اللبناني، قال عفيف في مؤتمره الصحافي أمس إن “علاقتنا بالجيش الوطني كانت وستبقى قوية ومتينة، ونحن المؤمنين بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ونقول لمن قاتلوا الجيش وقتلوا ضباطه إنكم لن تستطيعوا فك الارتباط بين الجيش والمقاومة”.

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: جعجع محبط وليزا متوتّرة: لماذا لا ينتفض السنّة ضد حزب الله؟

الراعي وباسيل وقائد الجيش يخشون «المغامرات» أو استخدام النازحين السوريين

 

وكتبت تقول: القلق من تدهور الأوضاع الداخلية صار واضحاً في مداولات لا تزال بعيدة نسبياً عن وسائل الإعلام. لكن البارز أن التشاور حول خطورة الأوضاع لا يقتصر على فريق بحدّ ذاته، بل يشمل مروحة واسعة من القوى السياسية والمرجعيات المدنية والعسكرية على حدٍّ سواء.

وينقل مطّلعون على اتصالات جارية أنه بعد مرور أكثر من شهر على الحرب المفتوحة التي تشنّها إسرائيل، يمكن رسم مشهد مناقض لما كان الأميركيون يرغبون فيه. ويلخّص هؤلاء المشهد الحالي بالآتي:
أولاً، يقرّ الدبلوماسيون الأجانب والعرب في لبنان بأن «قصة انهيار حزب الله» لم تعد قائمة في حسابات أو حتى أذهان أصحاب القرار في العالم، وحتى في إسرائيل نفسها. ويبدو من الأسئلة التي يتوجّه بها «الأجانب» في لبنان مدى «الإحباط من فشل مهمة فرط الحزب»، ومن بين الأسئلة مثلاً: هل تقاضى عناصر حزب الله رواتبهم كالمعتاد، وهل عادت مؤسسات الحزب المدنية تعمل كالسابق، وما حقيقة أن الحزب أعاد تنشيط علاقاته السياسية وعاد إلى التواصل مع القوى السياسية كافة، ومع الجهات الرسمية؟
ويُعتقد على نطاق واسع بأن الأميركيين يرون أنّ تحركاً داخلياً من شأنه التعويض عن الفشل العسكري، وخصوصاً مع ارتفاع أصوات إسرائيلية تسأل حكومة بنيامين نتنياهو عن سبب الفشل في وقف سقوط الصواريخ على المستوطنات الشمالية، وإعلان قيادة جيش الاحتلال أنه لن يكون بإمكان سكان هذه المستعمرات العودة الى منازلهم قبل اتفاق سياسي.
ثانياً، يتضح من طلب الأميركيين وعواصم أخرى، من قوى لبنانية التعجيل في إطلاق حملة داخلية ضد حزب الله، بأن هناك فشلاً كبيراً في مهمة جيش الاحتلال. وقد سعت السفارة الأميركية الى إقناع عدد كبير من الشخصيات والقوى السياسية والإعلامية بالدخول في برنامج سياسي وإعلامي وشعبي ضد الحزب، لكن الحصيلة، حتى الآن، تظهر أن التجاوب حصل فقط من جانب “القوات اللبنانية” وبعض الشخصيات العاملة معها، إضافة الى بعض الأوساط القيادية في حزب الكتائب وليس الحزب كله، إذ ينقل عن الرئيس السابق أمين الجميل تحذيره نجله سامي من «مشاريع سمير جعجع».
ثالثاً، تبدي السفارة الأميركية استغرابها واستياءها من عدم وجود «مزاج سنّي» يلاقي الحملة على حزب الله. وينقل زوّار عوكر كلاماً لافتاً من نوع «نحن نعمل مع إسرائيل لتخليص السنّة من أكبر خصم لهم، من دون أن يتجاوبوا معنا». حتى إنه نقل بأن نائب بيروت فؤاد المخزومي رفض الدخول في أيّ حملة سياسية ضد حزب الله، أو حتى الحديث عن مخاطر كثافة وجود النازحين في بيروت، بينما قال النائب وضاح الصادق إن «الشارع» لا يقبل القيام بأيّ عمل يمكن أن يظهر على شكل دعم لحملة إسرائيل ضد الحزب.

جمهور السنّة يرفض شتم المقاومة، والحريري مستمرّ باعتكافه وينصح قياداته بالتعاون مع بري وجنبلاط

رابعاً، إحباط قائد «القوات اللبنانية» من رفض شخصيات سنّية بارزة المشاركة في لقاءات تعقد في معراب للحديث عن «مرحلة ما بعد حزب الله». ونقل عن شخصية سنّية لا تربطها علاقات جيدة مع حزب الله أن مشكلة جعجع في كونه «يتطوّع لمهمة لم تقدر أميركا وإسرائيل على تنفيذها»، مع إضافة لافتة بأن «هناك من يلعب بعقل جعجع لإقناعه بأنه المرشح المناسب لرئاسة الجمهورية».
خامساً، تبيّن أن الرئيس سعد الحريري، الذي قال في اتصالات مع حلقة ضيقة إنه ليس جاهزاً للعودة الى لبنان في هذه المرحلة، دعا أنصاره الى تقديم كل ما يقدرون عليه لمساعدة النازحين، وإن أي طارئ سياسي يجب أن يتعاملوا معه بالتشاور مع الرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط. وترافق ذلك مع رفض إعلاميين مقربين من تيار المستقبل المشاركة في الحملة السياسية على حزب الله. لا بل إن بعض هؤلاء تولّوا الردّ على خطاب جعجع الأخير الذي دعا الى انعقاد مجلس النواب ولو من دون حضور النواب الشيعة.
سادساً، ظهور بوادر قلق عند سياسيين يدعمون وصول العماد جوزيف عون الى رئاسة الجمهورية، ومردّه «بروز نزعات متطرفة» لدى فريق «القوات» في ما يتعلق بالنازحين السوريين. وقد تجمّعت لدى اجهزة أمنية رسمية معلومات عن اجتماعات وتواصل بين قيادات من «القوات» وناشطين من المعارضة السورية في لبنان وخارجه للاستفادة من تجمعات النازحين السوريين في أي «انتفاضة شعبية ضد حزب الله». وبحسب ما ينقل عن داعمي قائد الجيش، فإن القلق موجود أساساً لدى قيادة المؤسسة العسكرية، كونها ستكون المسؤولة عن مواجهة مثل هذه الأعمال، وخصوصاً أنه لا يمكن ضبط مخيمات النازحين السوريين. كما أن البطريرك الماروني بشارة الراعي يشارك قائد الجيش قلقه، وهو أيضاً ما يثير مخاوف التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل.

لقاء السرايا السنّي
وفي السياق نفسه، قال مرجع سياسي بارز إن الاجتماع الذي دعا إليه الرئيس نجيب ميقاتي للنواب السنّة، الأسبوع الماضي، لم يكن بعيداً عن مشاورات جرت مع عواصم عربية معنيّة بالوضع في لبنان، مع إشارة مباشرة الى مصر والأردن على وجه التحديد. وقال إن الاجتماع كان شاملاً، مع إشارة الى أن غياب النائبين أسامة سعد وحليمة القعقور سببه رفضهما المشاركة في أيّ لقاء له بعد طائفي، لكنهما لا يعارضان ما تمّ التطرق إليه لجهة عدم السير في برنامج أعمال هدفه الفتنة بين اللبنانيين. وقال المرجع إن ميقاتي، الذي نشّط علاقاته الدبلوماسية الإقليمية والدولية، يعرف أنه قد لا يبقى في منصبه في العهد الجديد. لكنّ ثمة مساعي لأن يكون هو الأكثر مقبولية من جميع الأطراف اللبنانية في ظل استمرار امتناع الرئيس سعد الحريري عن العودة الى النشاط السياسي في لبنان، وأن لقاء السرايا كان هدفه القول لفريق «القوات اللبنانية» إن «السنّة ليسوا في حالة ضياع، ولديهم آليات العمل التي تضمن تمثيلهم الحقيقي في الدولة وفي المحافل السياسية، وإن سنّة لبنان، رغم كل ملاحظاتهم واختلافاتهم مع حزب الله حول أمور داخلية، لا يقبلون مجرد محاولة عزل الحزب أو الشيعة».
وبحسب المرجع نفسه، فإن السعودية، التي لن تغضب في حالة هزيمة حزب الله أو حماس، لا تريد التورط في مشكلات في لبنان. وأضاف أن السعودية التي تموّل إعلاماً يقود حملة مفتوحة ضد حزب الله، عملت على تخفيف حدّة الحملات، وطلبت من قناة «العربية» وقف بثّ برنامج سياسي للمعمّم محمد الحسيني بعدما تحوّل الى «ناطق ممهّد لعمليات الاغتيال التي تقوم بها إسرائيل في لبنان».
ويقول المرجع إن الاتصالات السعودية – الإيرانية حول المنطقة تشمل لبنان، من باب رغبة الجانبين في عدم الاشتباك في هذه الساحة. لكنه نفى أن يكون هناك أيّ تفاهم إيراني – سعودي حول لبنان، مشيراً إلى أن السعودية لم تتخلّ عن فريقها السياسي المحلي، بما في ذلك «المجموعة الشيعية»، كما لم تغيّر موقفها من الرئيس الحريري ولم تفتح الأبواب أمام عودته الى بيروت. وأضاف أن السفارة السعودية في بيروت مهتمة بأن «لا ينخرط السنّة في حملة لتغطية حزب الله ربطاً بالحرب مع إسرائيل، وأنه سبق لها أن دعت قيادات دينية وسياسية سنّية الى عدم الدفاع عن حركة حماس، والتمييز بين مهاجمة ما تقوم به إسرائيل والدفاع عمّا تقوم به حماس».

 

  • صحيفة الجمهورية عنونت: برّي لـ”الجمهورية”: الحلّ على حساب لبنان مرفوض… “قمّة الرياض”: إدانة العدوان ودعم مطلق للبنان

وكتبت تقول: العدوان الاسرائيلي في ذروة تدميره بالغارات الجوية والقصف المدفعي والتفخيخ للقرى والبلدات اللبنانية في الجنوب والبقاع وصولاً إلى عكار، وفي موازاته تصاعد كثيف لعمليات «حزب الله» واستهدافاته الصاروخية لمواقع وقواعد الجيش الإسرائيلي وتجمّعات جنوده، ولاسيما على ما تسمّى محاور الحافة الأمامية في الجنوب، ومستوطنات ومدن العمق الإسرائيلي، حيث تركّزت بشكل مكثف أمس، على مدينة صفد وعكا وحيفا وخليجها. فيما الميدان السياسي تسوده ضبابية تعتري ما يُحكى عن اتصالات وحراكات متسارعة لإنضاج تسوية واتفاق على وقف لإطلاق النار على جبهة لبنان.

لا علم للبنان

 

 

 

هذه الضبابية، يعزّزها السلوك الإسرائيلي الذي دأب في الفترة الأخيرة على إغراق الأجواء بمواقف متناقضة تثير التساؤلات حول المرامي الحقيقية لإسرائيل من خلفها في هذا التوقيت، حيث أنّ المستوى السياسي في إسرائيل دأب منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية، على إشاعة مناخات إيجابية حول اقتراب بلوغ تسوية مع لبنان، مزامنة ذلك بإعلان عزم الجيش الإسرائيلي على توسيع ما يسمّيها المناورة العسكرية في لبنان.

 

وبمعزل عن هذا التناقض الإسرائيلي، والمواقف المتقلّبة بين الاستعداد للتصعيد والحديث عن تقدّم في مسار التسوية وتبادل مسودات لهذه التسوية بين إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة الاميركية، فإنّ لبنان بكلّ مستوياته الرسمية والسياسية يقارب المشهد الإسرائيلي بحذر بالغ، وخصوصاً أنّ الظاهر بالنسبة إليه، كما يقول مرجع سياسي لـ«الجمهورية» هو المنحى العدواني المتواصل في القتل وارتكاب المجازر وتدمير البنى المدنية، فيما ما يُحكى عن اتصالات وحراكات وعن مسودات للتسوية وإيجابيات، ما هو الّا حديث وإيجابيات من طرف واحد، أي من قِبل إسرائيل، وخصوصاً انّ لا شيء في اليد على الإطلاق، ولم يطرأ أيّ تطور او معطى جديد منذ الزيارة الاخيرة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت أواخر الشهر الماضي».

 

واكّد المرجع عينه «أننا ما زلنا عند النقطة التي تمّ التوافق عليها خلال زيارة هوكشتاين لجهة وقف اطلاق النار والتطبيق الكلي والشامل لكل مندرجات القرار 1701 من دون زيادة او نقصان، وبالتالي فإن ترويج إسرائيل لتقدّم في المباحثات مع الاميركيين في مسار التسوية، لا علم لنا به، بل لا يعنينا من قريب او بعيد، ولم نتبلّغ من أي طرف، وخصوصاً من قبل الأميركيين بأي توضيح لماهية هذا التقدّم، أكان في ما يتعلق بما تمّ الاتفاق عليه مع هوكشتاين، ونحن نشكّ بذلك، أو في ما يتعلق بما تروّج له اسرائيل لتسوية بشروطها وحل لمصلحتها.. وكلاهما مرفوضان بشكل قطعي من قبل لبنان. وبمعنى أدق، إسرائيل تريد تسوية إسرائيلية وحلاً إسرائيلياً، ولبنان لن يسقط في الفخ الإسرائيلي، ولا يمكن له أن يقبل بشكل من الأشكال بمثل هذا الحل».

 

 

سيأتي .. لن يأتي!

 

وفيما رجحت بعض الوسائل الإعلامية والمستويات السياسية زيارة قريبة لهوكشتاين إلى بيروت من دون المرور بإسرائيل، فإنّ معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة تفيد بأنّ بعض المستويات السياسية على تواصل دائم مع هوكشتاين منذ مغادرته بيروت، وقد سافر آنذاك على وعد أن يعود إذا ما لمس إيجابيات اسرائيلية حيال ما تمّ الإتفاق عليه معه، ولاسيما في ما خصّ التطبيق الكامل والشامل للقرار 1701. وحتى الآن لم يطرأ ما قد يجعله يحزم حقائبه ويسافر إلى لبنان، وبالتالي أجندة المواعيد السياسية ما زالت خالية من أي موعد لهوكشتاين مع أي مسؤول لبناني».

 

وبحسب المصادر عينها، فإنّ الاسبوع الجاري حاسم لناحية تحديد حركة هوكشتاين، وما إذا كان سيزور بيروت أم لا، وذلك ربطاً بالاجتماع المقرّر بين الرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب. حيث من الطبيعي أن يتناول لقاء بايدن وترامب جملةً من الملفات التي تعني الولايات المتحدة ومن ضمنها ملف التسوية في لبنان. حيث قد يتوافقان على أن يتابع بايدن مسعاه لبلوغ هذه التسوية قبل بدء ولاية ترامب، وعلى هذا الأساس تصبح زيارة هوكشتاين إلى بيروت مؤكّدة وفق خريطة طريق يرسمها لقاء الرئيسين».

 

 

 

ليونة خادعة

 

وفيما أكّدت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» وجود إشارات اميركية جدّية بتزخيم الجهود لبلوغ تسوية سياسية في المدى القريب المنظور، عبر حراك مكثف للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بين لبنان وإسرائيل، قال مسؤول رسمي كبير لـ«الجمهورية»: «الليونة التي تبديها اسرائيل حالياً حيال التسوية السياسية، هي ليونة وهمية وخادعة، خبرنا مثلها في بدايات حربها على غزة، حيث كانت توهم الجميع بسلوكها مسار التسوية وتسريع صفقة التبادل، الّا انّها سرعان ما كانت تنقلب على كل الجهود، وتواصل حربها التدميرية. والآن اعتقد انّ اسرائيل تمارس السياسة نفسها، لذلك لا يمكن الوثوق بأي إيجابيات خادعة تروّجها إسرائيل. ومن هنا فإنّ الأفق ما زال مسدوداً، والوضع لا يبعث على التفاؤل، الّا إذا كان هوكشتاين سيأتي لنا -إن كان سيحضر إلى بيروت – بشيء جدّي خارج سياق المماطلة والتسويف الاسرائيلي».

 

بري: القرار 1701

 

إلى ذلك، قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري رداً على سؤال لـ«الجمهورية» حول ما تطرحه اسرائيل، حل بشروطها وتسوية لمصلحتها: «موقفنا واضح؛ وقف إطلاق نار وتطبيق القرار 1701. ثمّ هل من عاقل يعتقد أننا سنوافق على تسوية او حل يحقق مصلحة إسرائيل على حساب لبنان وسيادته؟».

 

ولفت بري إلى أنّه «في ايلول الماضي طرح الفرنسيون مبادرة مشى فيها الاميركيون ووقّعت عليها مجموعة كبيرة من الدول، وتمّ إطلاقها على شكل نداء لإنهاء الحرب، والجميع استجابوا لهذا النداء باستثناء اسرائيل التي وحدها لم تستجب لذلك ونسفت هذا المسعى. والآن هذا النداء أصبح وراءنا ولا عودة له، حيث أنّ المطلوب هو وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 بلا حرف زائد او حرف ناقص. وهذا ما اتفقنا عليه مع هوكشتاين».

 

ورداً على سؤال عن إعلان وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس بأنّ إسرائيل انتصرت على «حزب الله» قال بري: «عن أي انتصار يتحدثون، هل انتصروا في غزة، 13 شهراً من الحرب على القطاع، ولم يتمكنوا من إعادة الأسرى، ولم يتمكنوا من «حماس»، بالعكس فإنّ «حماس» ما زالت تقاتل وتقاوم بشراسة، والأسرى الاسرائيليون ما يزالون لديها. وفي لبنان قاموا باغتيالات لقيادات «حزب الله» ودمّروا البيوت وهدّموا الأبنية المدنية وقتلوا المدنيين، فهل هذا انتصار، وهل انتصروا على أرض الواقع، وهل مكّنتهم هذه الاغتيالات وكل هذا التدمير والقتل من الانتصار؟ لقد مضى ما يزيد عن 45 يوماً من الحرب على لبنان، ولم يتمكنوا بكل القوة التي استخدموها من ان يتقدّموا ويثبتوا في أي مكان في القرى اللبنانية المستهدفة، بالعكس يتسللون ومن ثم يهربون، والنتيجة انّهم لم يغيّروا في الميدان شيئاً، وهذا الميدان كما هو مؤكّد هو الذي يقول كلمته في نهاية المطاف».

 

 

ورداً على سؤال عمّا يُحكى عن قلق إسرائيل من صدور قرار ضدّها في مجلس الأمن الدولي، قال: «ومتى احترمت إسرائيل قرارات مجلس الامن، ومتى أقامت وزناً لها، ولو انّها تحترمها وتقلق منها لكانت طبّقت سلسلة القرارات التي صدرت، ولاسيما القرار 242 و338، ولكانت احترمت القرار 1701 الذي خرقته لما يزيد عن 30 الف مرة».

 

دعم إيراني لـ1701

 

وكان الرئيس بري قد تلقّى اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، تداولا خلاله بتطورات الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة جراء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان. وأكّد قاليباف للرئيس بري وقوف الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانب لبنان ومؤازرته بتنفيذ القرار الأممي رقم 1701.

 

المر يزور بري

 

وكانت المستجدات المتسارعة في المنطقة بالإضافة إلى التطوّرات الداخلية السياسية، وشؤون مجلسية، مدار بحث في مقر رئاسة المجلس في عين التينة، بين الرئيس بري والنائب ميشال المر.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى