سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: العدو يصعد جنوباً ..”الكتائب” و”القوات” يصعدان ضد ميقاتي

 

الحوارنيوز – خاص

بدا المشهد الداخلي اللبناني أكثر سوريالية مع تصعيد ممنهج لحزبي “الكتائب” و”القوات اللبنانية” ضد موقف الرئيس نجيب ميقاتي على خلفية موقفه القائل بأن “عودة التهدئة الى الجنوب مرتبط بوقف العدوان على غزة”… في وقت تعيد اللجنة الدولية الخماسية تشغيل محركاتها في محاولة جديدة لملء الفراغ الرئاسي وإيجاد تسوية بين الأطراف اللبنانية المنقسمة بدورها بين من يدعو الى رئيس جامع في هذه الظروف الحرجة وفريق يدعو الى رئيس مواجهة!

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: “الخماسية” تتهيأ مجدداً لـ”حقل الألغام” اللبناني

وكتبت تقول: ملامح حركة ديبلوماسية متجددة بين سفراء دول المجموعة الخماسية المعنية بالأزمة الرئاسية في لبنان فضلا عن معطيات تتصل باستعدادات فرنسية لإعادة “تشغيل المحركات” في اتجاه حقل الألغام اللبناني داخلا وحدودا، حركت الجمود القاتل الذي فرض على المشهد الداخلي منذ اندلعت المواجهات الميدانية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية التي لا تزال تشكل الهاجس والأولية الأخطر في واقع لبنان الحالي. وإذ حرك تصاعد الانتقادات التي توجهها قوى وكتل المعارضة الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في شأن موقفه الذي يربط عودة التهدئة والاستقرار الى الجنوب بوقف الحرب على غزة سجالا ترجمه رد لميقاتي على ما وصفه بالحملة السياسية والإعلامية على الحكومة ورئيسها، بدا واضحا ان الانقسام الحاد حيال تفرد “حزب الله” بقرار الحرب والسلم قد ترك تداعيات سلبية متعاظمة وإضافية في الداخل السياسي، مرشحة لان تخلق مزيدا من التعقيدات والإرباكات والفوضى في المشهد الرسمي والسياسي كلما طال امد زمن المواجهات في الجنوب منذرا بمرحلة مفتوحة على اخطار الحرب الواسعة.

وبدا لافتا في هذا السياق ما أثارته مصادر كتائبية عبر “النهار” اذ أعلنت انه “مع اشتداد الحملات على رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في اليومين الأخيرين فان ثمة تخوفا من ان ما يجري يشي بان الأمور تتدحرج من سياسة تطويع الخصوم وإخضاعهم الى ما يتخطى السياسة عبر التحريض على القتل والتصفية الجسدية”.

وسط هذه الأجواء افاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني في تقرير حول الكلام الأخير للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول لبنان ان باريس تحشد جهودها أكثر من اي وقت مضى بهدف حث جميع الأطراف على ضبط النفس وعودة الاستقرار والامن الى الجنوب اللبناني والحدود اللبنانية الإسرائيلية وايجاد حل للازمة السياسية التي تسببت بشلل المؤسسات والدولة. وأوضح في هذا السياق انه على رغم برودة العلاقات بين باريس و”حزب الله” بعد قرار فرنسا اولا التوقف عن دعم مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية لمصلحة مرشح توافقي، وثانيا موقفها الى جانب الحكومة الاسرائيلية في حربها مع “حماس”، ما زالت باريس تقيم علاقات مع الحزب للمحافظة على سلامة لبنان ، وتامين الجهود الآيلة الى سد الفراغ الرئاسي. اذ ان باريس تسعى بدعم من واشنطن الى تفعيل قرار مجلس الامن الدولي الرقم ١٧٠١ بكل مندرجاته لنزع فتيل التفجير من خلال اخلاء المنطقة الواقعة بين الحدود اللبنانية والاسرائيلية ومجرى نهر الليطاني من السلاح والمسلحين في اشارة بالطبع الى سلاح الحزب وحلفائه.

ولذلك اعادت باريس تحريك محركاتها ويقوم الموفد الرئاسي الى لبنان جان ايف لودريان بالإتصالات اللازمة لعقد اجتماع للمجموعة الخماسية في أقرب وقت من اجل توحيد الرؤية والمواقف بين اعضاء الخماسية لتامين ضغط دولي واقليمي يحث الاطراف في الداخل على انهاء الشغور الرئاسي وتشكيل حكومة فاعلة تقوم بالاصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي.

.. وحركة بخاري

وفي انتظار بلورة الاتصالات لاجتماع مجموعة الدول الخماسية برزت الحركة الناشطة التي باشرها السفير السعودي في بيروت وليد بخاري في الأيام الأخيرة خصوصا لجهة لقاءاته مع سفراء دول المجموعة الخماسية. والتقى أمس في هذا السياق السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو وافيد انه جرى خلال اللقاء “البحث في أبرز التطورات السياسية التي تشهدها الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، ليستطيع لبنان الخروج من أزماته المختلفة، في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة”. كما التقى بخاري السفير المصري علاء موسى “وناقش الجانبان تطورات الأحداث الحاصلة في لبنان والمنطقة وضرورة إنجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان في أسرع وقت في ظل المستجدات المتلاحقة الحاصلة في المنطقة”.

ميقاتي والمعارضة

غير ان المناخ الداخلي لا يزال بعيدا عن تلمس أي معطيات عملية جديدة حيال الأزمة الرئاسية فيما تزداد الهوة اتساعا بين السلطة وقوى “محور الممانعة” من جهة وقوى المعارضة من جهة أخرى اتساعا بسبب مواجهات الجنوب. وفي هذا السياق رد المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي على ما وصفه “حملة سياسية واعلامية على الحكومة وعلى دولة الرئيس شخصيا على خلفية الموقف الذي أعلنه في مجلس الوزراء. وتراوحت الاتهامات كالعادة بين تجيير الخيار الاستراتيجي للدولة لاطراف داخلية وخارجية، او الحديث عن انقلاب على إتفاق الطائف أو رهن لبنان لمحاور خارجية، وما شابه ذلك من اتهامات أيضا”. واعتبر ان” مطلقي هذه الحملة تجاهلوا مسألة أساسية وهي أن الموقف المعلن لدولة الرئيس كان أبلغه لجميع المعنيين خلال الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية والسياسية التي أجراها منذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي، وطالب الدول الفاعلة والمؤثرة بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة والتوصل الى وقف إطلاق النار، ومن ثم العودة الى البحث في الحل السياسي الذي تقوم ركيزته الاولى على حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، وهو موقف ومطلب عربي موحّد. وأضاف ان ميقاتي “يطالب الاطراف المعنية بهذه الحملة بتقديم حلول عملية لما يحصل بدل الاكتفاء بالانتقاد، والرهان على متغيرات ما، او رهانات خاطئة. ويدعو جميع القيادات اللبنانية الى التضامن في هذه المرحلة الدقيقة والابتعاد عن الانقسامات والخلافات المزمنة التي لا طائل منها .كما يدعو من ينتقدون عمل الحكومة وسعيها الدؤوب لتسيير امور الدولة والمواطنين، رغم الظروف الصعبة، الى القيام بواجبهم الاساسي في انتخاب رئيس جديد للبلاد، ليكون انتخابه مدخلا حقيقيا الى المعالجات الجذرية المطلوبة”.

 

 

  • صحيفة اللواء عنونت: تهديدات «عضِّ الأصابع» جنوباً لم تُسقط خيار الدبلوماسية
    بخاري يبدأ المشاورات مع سفراء الخماسية.. ودريان يطالب المجلس النيابي بالتعاون

وكتبت تقول: لم تقتصر التوترات الكبرى على البحرين الاحمر والمتوسط، على بل ضربت آسيا الاسلامية الوسطى، من الغرب الى الشرق، عبر التوتر غير المسبوق بين ايران وباكستان، مما جعل الدول الكبرى كالصين وروسيا الاتحادية وحتى الولايات المتحدة الاميركية تخشى من التداعيات، الناجمة عن عامل خطير واحد وهو التعنت الاسرائيلي بمواصلة الحرب المسعورة على غزة، والتي تدخل اليوم الرابع بعد المائة، مع تهديدات اسرائيلية متصاعدة ضد لبنان وحزب الله، والايحاء بأن خيار توسيع الحرب على الطاولة، وفقا لوزير الدفاع الاسرائيلي.

ولم يخفِ وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالانت تهديداته المتكررة من الاعلان ان جيشه قد يضطر الى حرب مع حزب الله.

وشدد على «الاستعداد في منطقة الشمال، بما في ذلك مدينة حيفا، لاحتمال تدهور الوضع الامني تجاه حزب الله»، الى حملة واسعة النطاق وعلى سلامة المخيمات وسبل الحفاظ على سير الاقتصاد في حالة التصعيد.

واشار الى أن «الجيش الاسرائيلي يفضل التوصل الى تسوية سياسية تسمح لمستوطني الشمال بالعودة الى منازلهم بعد تغير الوضع الامني على الحدود، تعزز الاستعداد الصهيوني لعودتهم من خلال توسيع الحملة العسكرية».

بالمقابل، رحبت أوساط لبنانية بما نسب الى مسؤولين لبنانيين من ان حزب الله لا يزال منفتحا على الدبلوماسية لتجنب حزب شاملة، لكنه يرفض ما حمل الموفد آموس هوكشتاين من طلب من الحزب سحب قواته 7 كلم على الحدود الجنوبية، ليتاح المجال لسكان مستوطنات الشمال بالعودة الى منازلهم.

واعتبر المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية ايلون ليفي ان «هناك فرصة دبلوماسية لا تزال سانحة» لدفع حزب الله بعيدا عن الحدود.

ميقاتي يرد

على وقع التوترات والتهديدات هذه خرج الرئيس نجيب ميقاتي العائد من دافوس عن صمته، ورد على من انتقدوه على خلفية ما أعلنه في مجلس الوزراء الاخير لجهة ربط وضع الجنوب بما يجري في غزة، وما استتبع ذلك من انتقادات وحملات، بدأتها الاحزاب المسيحية ولم تقتصر عليها».

فقرّر رد المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي على ما وصفه «حملة سياسية واعلامية على الحكومة وعليه شخصياً»، على خلفية الموقف الاخير الذي أعلنه في آخر جلسة لمجلس الوزراء. وذكر ان الرئيس ميقاتي طالب الدول الفاعلة والمؤثرة الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة والتوصل الى وقف إطلاق النار، ومن ثم العودة الى البحث في الحل السياسي. طالبا المنتقدين بتقديم حلول عملية، وهو ليس بحاجة الى شهادة حُسن سلوك من أحد.

وكان الرئيس ميقاتي اجتمع مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، وبحث معه في البيان الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.

واكد ميقاتي «الوقوف المطلق الى جانب اي دولة عربية ضد اي اعتداء تتعرض لها، وقال: نقف الى جانب العراق ضد القصف الإيراني الذي تعرض له اقليم كردستان العراق».

سجالات أيضاً خلال مناقشة الموازنة

ولم تستبعد مصادر نيابية من اندلاع سجالات في الاوراق الواردة، عندما تعقد الجلسات النيابية لمناقشة واقرار موازنة العام 2024 والمرجح انعقادها الخميس او في الاسبوع الذي يليه، وهو الاخير من شهر ك2 الجاري، لا سيما لجهة الحملة على الحكومة، وانتقاد الاشتباكات الجارية في الجنوب.

رئاسياً، أكد النائب غسان سكاف في حديث لـ «اللواء» أن مسعاه الجديد يحمل عنوان «مبادرة تخفيض السقوف»، وأنه باشر لقاءاته مع القيادات اللبنانية ويستكملها، داعيا الجميع إلى النزول عن الشجرة والوصول إلى اتفاق معين وعدم انتظار الخارج ونهاية حرب غزة والاقليم وربط الرئاسة بالمجهول، معلنا أن موقعه المستقل دفعه إلى إجراء تشاور مع الكتل النيابية وتقريب وجهات النظر لإنتاج رئيس للبلاد سريعا لأن خطوة انتخاب رئيس الجمهورية ضرورية سواء اتجهت البلاد إلى الحرب أو الى المفاوضات.

وكرر النائب سكاف القول انه لا يجوز انتظار تطورات جديدة والمبادرة سريعا إلى انتخاب رئيس الجمهورية وذلك قبل أن تهب رياح إقليمية وأشار إلى أنه «لا يمكن فصل الحراك الخارجي في ملف الرئاسة عن المساعي الداخلية وإن هذه المساعي تتم بالتوازي مع الخارج».

وتحدث سكاف عن تنسيق مع هذه اللجنة ومع الفرقاء في الداخل وإن الأطراف المعنية هي الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر والقوات ومعلوم أن التقاطع بين الثنائي المسيحي أدى إلى ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، أما المقاربة الجديدة فتقوم على طرح أسماء على الثنائي الشيعي ويمكن استنتاج مع اللجنة الخماسية مجموعة من الأسماء التي تلقى التأييد فيتم طرحها على الثنائي المسيحي، واذا تم التوصل إلى اسم معين يمكن التوجه إلى مجلس النواب وطرح الاسم مع الأسماء المتداولة الأخرى ، وتعقد بعد ذلك جلسة انتخاب ودورات متتالية في مجلس النواب كي تمنح الفرصة للمرشحين.

ورفض الاتيان برئيس تحد لأي فريق أو أن يملي الخارج علينا أي رئيس، فالتحرك يبدأ داخليا ومن ثم نذهب إلى اللجنة الخماسية.

 

  • صحيفة الديار عنونت: «عقم» دبلوماسي يطيل عمر الحرب والمنطقة «برميل بارود» قابل للانفجار
    تصاعد التهديدات «الاسرائيلية» وتحذير غربي من خطر الانقسامات في «ااسرائيل»
    بلينكن يبلغ ميقاتي افكارا عقيمة: المطلوب من حزب الله خطوات «حسن نية»!

وكتبت تقول: يوم جديد من الحرب المفتوحة على كافة الاحتمالات على الحدود الجنوبية التي تحولت الى مازق استراتيجي لدولة الاحتلال الاسرائيلي. ويوم جديد من التهويل تولاه بالأمس وزير الحرب يوآف غالنت ووزير الامن القومي ايتمار بن غفير. ويوم جديد من التحذيرات الغربية وصلت الى بيروت من احتمال اندلاع مواجهة مفتوحة في ظل تخبط مقلق على مستوى اتخاذ القرار داخل حكومة الحرب في تل ابيب. ويوم جديد من النصائح «البلهاء» بضرورة اقناع حزب الله بوقف إطلاق النار من جبهة لبنان بذريعة ان حرب غزة طويلة ولا جدوى من الاستمرار بحرب الاستنزاف على الحدود الجنوبية. ويوم جديد سمع خلاله «الوسطاء» الكلام نفسه من قيادة المقاومة، «لا كلام الا بعد وقف العداون». لا جديد إذا، انها المراوحة القاتلة والدموية في المنطقة حيث تتزاحم على ارضها، ومياهها، واجواءها، المقاتلات الحربية، والصواريخ، والقذائف، وباتت «برميل بارود» قابل للاشتعال في اي لحظة في ظل الدعم الاميركي والغربي المفضوح للمذبحة المستمرة ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المقبلة على انفجار كبير، وفي ظل اصرار مريب على معالجة النتائج لا الاسباب. اما في لبنان، فنقاش من نوع آخر، بعد ان رد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على الحملة المبرمجة التي استهدفته وهاجمت مواقفه الاخيرة التي اشاد بها «بعقلانية» حزب الله، واصراره على ان المشكلة تبدأ بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، ووفقا لمصادر معارضة، فان هذه الانتقادات ليست الا انعكاسا لموقف اميركي «ممتعض» من مواقف رئيس الحكومة والذي سيتبلغ من السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون «رسالة» دبلوماسية قاسية على مضمون كلامه الاسبوع المقبل، علما ان اجواء رئيس الحكومة تتحدث عن «رضى» اميركي على مواقفه سبق وسمعه في «دافوس» من قبل وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن. الخلاصة، ان المساعي الدبلوماسية لمنع توسع الحرب نحو مناطقة اخرى في المنطقة، لم تنجح بعد، والامور مفتوحة على كافة الاحتمالات و«كل يوم بيومه».

«رسالة» من بلينكن

في هذا الوقت، كشفت مصادر مطلعة ان آخر «الرسائل» الاميركية لحزب الله وصلت عبر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي التقى وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في «دافوس»، حيث اقترح رئيس الدبلوماسية الاميركية ان يقوم حزب الله بخطوات «حسن نية» على الحدود، دون ان يحدد مقاصده عمليا؟! في مقابل خفض التصعيد تدريجيا، وذلك تلافيا لخروج الامور عن السيطرة، بانتظار ان تعد الحكومة اللبنانية نحو10 الاف جندي لنشرهم على الحدود بعد وقف الحرب، على ان تتولى واشنطن تقديم الدعم لهذه القوة مع الشركاء الاوروبيين.

حزب الله والافكار الاميركية

وفي هذا السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول لبناني تأكيده رفض حزب الله أفكارا أولية من واشنطن لتهدئة القتال الدائر مع إسرائيل عبر الحدود، تضمنت سحب مقاتليها بعيدا عن الحدود ونقلت عن مسؤول لبناني كبير قوله ان حزب الله مستعد للاستماع لكنه يعتبر الأفكار الاميركية غير واقعية. ولا حديث قبل وقف النار في غزة. ورغم ذلك قال مسؤولون لبنانيون إن حزب الله ألمح إلى أنه بمجرد انتهاء الحرب في غزة قد يكون منفتحا على فكرة تفاوض لبنان على اتفاق عبر وسطاء بشأن المناطق الحدودية محل النزاع.

قلق دبلوماسي غربي

في هذا الوقت، لفتت مصادر دبلوماسية غربية، الى ان القلق الجدي راهنا يرتبط بالانقسام داخل حكومة الحرب في اسرائيل ما يمكن ان يؤدي الى خيارات خاطئة على الحدود اللبنانية، فإسرائيل دخلت فترة مراوحة بسبب عدم قدرة نتنياهو على اتخاذ القرارات ولم يعد قادراً على المناورة بسبب ضغط بن غفير وسموتريتش. ولا يريد أن يفقدهما بعد الحرب، ولا يمكنه اتخاذ القرارات لأنه مقيد ومحصور سياسياً.

وهو يمتنع عن البحث في مسائل استراتيجية لها تأثير على الحرب في غزة وعلى الوضع الأمني في الضفة ولا يجري اي مداولات عن إعادة السكان في الشمال أو في الجنوب، ولا مداولات مع اعضاء الحكومة حول ما العمل مع حزب الله في لبنان. فيما وزير الدفاع والجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن مقتنعون بوجوب اتخاذ قرارات في هذه المواضيع، لكن نتنياهو يرفض ذلك. والقلق ان يتبنى افكار وزراء اليمين المتطرفين.

«تهويل» اسرائيلي

وبعد ساعات على تهديدات رئيس الاركان هارتسي هاليفي، دعا وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالنت الى الاستعداد لتدهور الوضع الأمني على الحدود مع لبنان، وقال» لا نرغب في الوصول إلى حرب في الشمال ونريد إعادة مواطنينا إلى هناك بأمان، لكن حزب الله ولبنان سيدفعان ثمناً باهظاً في حال تدهور الأوضاع. وفي سياق متصل، أفادت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تتحضر لحرب مع حزب الله، مستدلة على ذلك بـ»طرود الغذاء، وقالت إن الحكومة الإسرائيلية تعمل على تحضير طرود غذاء لتكون جاهزة لتوزيعها على سكان المناطق الشمالية، في حال اندلعت حرب مع حزب الله.

من جهته، قال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إنه لا مفر من بدء حرب حقيقية، إذ من الواضح أن كل تسليح حزب الله هو فقط للتحضير للهجوم علينا، وأضاف بن غفير في مقابلة مع القناة السابعة، في لبنان، هناك حاجة إلى هجوم وقائي ضد حزب الله، ولن تساعد أي تسوية سياسية، واقر بان الحرب في الشمال يمكن أن تكون الأكثر إيلاما، لكن يجب ألا نترك المهمة للجيل القادم من أطفالنا.

الخيارات الاسرائيلية

من جهته، علق موقع ستراتفور الاستخباراتي الاميركي على تصاعد وتيرة المواجهة على الحدود، قائلا، إنه بالرغم من أن الغزو الشامل للبنان أمر غير مرجح، فإن إسرائيل تدرس اتخاذ تدابير تصعيدية الأسابيع المقبلة تنطوي على عمل أقوى ضد حزب الله داخل لبنان، مما قد يؤدي الى خطر نشوب حرب متعددة الجبهات وطويلة الأمد.

ولفت الموقع الاستخباري الأميركي إلى ان وزارة الصحة الإسرائيلية، ابلغت المستشفيات في شمال إسرائيل الاستعداد لاستقبال أعداد كبيرة من الضحايا، والتخطيط لاحتمال انقطاع الإمدادات الطبية في حالة وقوع هجوم واسع ضد حزب الله. ووفقا للسيناريوهات المفترضة، إذا فشلت الإستراتيجية العسكرية الحالية في إقامة منطقة عازلة قابلة للاستمرار، فمن المرجح أن تصعد إسرائيل هجماتها الأكبر على البنية التحتية العسكرية لحزب الله لزيادة الضغط عليها، بما في ذلك استخدام غارات برية متواصلة وضربات أعمق خارج المنطقة الحدودية الجنوبية. وإذا فشلت هذه الهجمات الأوسع نطاقا، فسوف تستخدم إسرائيل التوغلات البرية على مستوى الكتائب لتطهير والسيطرة على بعض المناطق في جنوب لبنان. وأضاف الموقع الأميركي أن الخيار الاخير لدى إسرائيل يبقى خيار تكرار الغزو الشامل بمجرد انتهاء العمليات القتالية في غزة، لكن خطر الدخول المباشر لإيران ضد إسرائيل يجعل هذا الأمر غير مرجح. الا إذا حصلت على دعم دبلوماسي كامل من الولايات المتحدة، وأكملت أهدافها العسكرية الرئيسية في غزة، وكان لديها وحدة سياسية داخلية ودعم للعملية.

«عقم» الاستراتيجية الاميركية

وفي اشارة الى «عقم» الاستراتيجية الاميركية التي قد تسبب باشتعال المنطقة، قالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان العقل يقول إنه لولا انضمام حزب الله والحوثيين لهذا «الاحتفال» لما كان وزير الخارجية الأميركي يقضي وقته في جلسات الكابينت في تل أبيب وفي رحلات مكوكية بين لبنان وقطر. الإدارة الأميركية بدأت تدرك، سواء أعجبها هذا الأمر أم لا، بأن الولايات المتحدة طرف كامل في النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. والتصعيد على الحدود الشمالية وفي البحر الأحمر ذكّر الأميركيين بأن المواجهة بين إسرائيل والفلسطينيين ليست مجرد زكام مزمن. ولفتت الصحيفة الى ان خطة أميركا لنقل قطاع غزة إلى يد سلطة فلسطينية «محدثة» هي خطة ملتوية قادمة في الطريق إلى مزبلة تصورات خاطئة للولايات المتحدة. منع كارثة 7 تشرين الأول والتدهور إلى حرب إقليمية، يمر عبر الاعتراف بدولة فلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية، المبادرة التي تنتظر الطرف الأميركي منذ كارثة 11 أيلول.

لا حراك دبلوماسي جدي

وفيما، شهدت الساحة الداخلية حركة «رئاسية» وع«سكرية»، منها الدبلوماسي السعودي –الفرنسي والسعودي- المصري ومنها المخابراتي القبرصي- اللبناني. وفي انتظار اجتماع مجموعة الدول الخماسية المتوقع خلال اسبوعين، لفتت مصادر سياسية بارزة الى ان تزخيم كل من فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية وقطر نشاطها واتصالاتها قبل الاجتماع الخماسي لا جدوى منه وحركة «دون بركة» لان منع الانزلاق الى حرب شاملة يبدا بوقف الحرب على غزة، ولا امل في اختراق في الملف الرئاسي في ظل الحرب الدائرة، وهو امر يدركه الاميركيون جيدا وبالتالي فان ربط مصير الجبهة اللبنانية بجبهات المنطقة بات امرا واقعا، وليس لدى الخماسية اي مبادرة مشتركة جديدة يمكن ان تخرج لبنان من النفق الحالي. وكل ما يحكى عن حراك تضييع للوقت «ولعب» في الوقت الضائع.

ميقاتي يهاجم منتقديه

وردا على الحملة السياسية والاعلامية الممنهجة على الحكومة وعلى رئيس الحكومة شخصيا، رد مكتب ميقاتي بالتأكيد أن الموقف المعلن لدولة الرئيس كان أبلغه لجميع المعنيين في خلال الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية والسياسية التي أجراها منذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي، وطالب الدول الفاعلة والمؤثرة بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة والتوصل الى وقف إطلاق النار، ومن ثم العودة الى البحث في الحل السياسي الذي تقوم ركيزته الاولى على حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.. ودعا ميقاتي جميع القيادات اللبنانية الى التضامن في هذه المرحلة الدقيقة والابتعاد عن الانقسامات والخلافات المزمنة التي لا طائل منها. أن المزايدات المجانية في هذا الموضوع لا طائل منها، ودولته ليس في حاجة الى شهادة حسن سلوك من أحد.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى