سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: العدو يستعيض عن عجزه البري باستراتجية المجازر..والهروب الى جبهة الجولان!

 

الحوارنيوز – خاص

عكست صحف اليوم في افتتاحياتها مواصلة العدو ارتكاب المجازر بحق المدنيين ومحاولة تفريغ المناطق الحدودية من الصامدين بأرضهم، تنفيذا لمخطط “الأرض المحروقة جنوب الليطاني” وسط صمت عربي مريب ومواقف خجولة لا ترقى الى التحدي المصيري.

 

  • صحيفة النهار عنونت: لبنان بين الاستشراس الإسرائيلي وإنكار “الحزب” الجبهة تتمدّد نحو الجولان ومزيد من المجازر

وكتبت تقول: تتجه مجريات الحرب التي أطبقت بكل شراستها على لبنان نحو مزيد من فصول تصعيدية إرتسمت معالمها بوضوح أمس، أولاً من خلال اقدام إسرائيل على مزيد من المجازر بين المناطق المأهولة في ما ينذر ليس فقط بتراكم الحصيلة المخيفة للشهداء والمصابين بل أيضاً بإشعال حساسيات وإشكالات ومخاوف وحتى فتنة بين النازحين وأهالي المناطق التي نزحوا اليها، وثانياً من خلال المواقف “القديمة المتجددة” التي أعلنها “حزب الله” معيداً عبرها ربط لبنان بغزة ومنذراً بتعميم الحرب وتعميقها في ما يُعدّ ذروة سياسات الإنكار التي سترتب مزيداً من الانفصام والازدواجية بين مواقف “الدولة” ومواقف الحزب.

ومع أن لبنان الرسمي ينخرط في حملة دبلوماسية، بل في تعبئة واسعة لاجتذاب التأييد الدولي لمشروع وقف سريع للنار، فإنه وجد نفسه محاصراً بين نيران الاستشراس الإسرائيلي لحسم حرب التصفية ضد “حزب الله” غير آبه في التمييز بين جبهة قتالية ومناطق مأهولة ومدنية، فارتكب ويرتكب مجازر يومية في سائر انحاء لبنان، كما تعمدت إسرائيل أمس الإعلان عن زج فرقة عسكرية خامسة على الحدود مع لبنان في وقت تتعاقب مؤشرات تسارع “القضم البري” المتدرج ولو ببطء وسط استمرار المقاومة الشرسة لـ”حزب الله” على امتداد الخط الحدودي.

ووجد لبنان نفسه أيضاً في موقع الحرج الكبير مجدداً بإزاء الخطاب المنفصل عن الانسجام المزعوم بين الحكومة و”حزب الله”، إذ أن الأخير بلسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في إطلالته الثالثة أمس بعد اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وإن يكن “عرض” على الإسرائيليين وقف النار، لم يجد حرجاً في تجاهل سائر اللبنانيين مجدداً في مضيه قدما نحو تصعيد الحرب وربطها بحرب غزة. ومع أن قاسم وضع إلى جانب علم الحزب للمرة الأولى العلم اللبناني وصورة السيد حسن نصرالله، صوّر المعركة بأنها معركة “الدفاع عن لبنان كله”، وواصل تبرير استمرار الحزب في المواجهات العسكرية ووعد جمهوره بـ”النصر”.

وأكد “أنه مقابل استهداف الإسرائيلي لكل لبنان، فإن “حزب الله” سيستهدف كل نقطة في الكيان الإسرائيلي”. وخاطب مباشرة “الجبهة الداخلية الإسرائيلية” قائلاً إن “الحلّ في وقف إطلاق النار، ولا نتحدث من موقع ضعف، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى. أما مع استمرار الحرب، فستتزايد المستوطنات غير المأهولة، ولا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا وانظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه وما يقولونه لكم أقل من الحقيقة”. وأكد أن “الحزب قوّي رغم الضربات القاسية، واستعدنا عافيتنا الميدانية ورممنا قدراتنا التنظيمية، ووضعنا البدائل”.

ووسط تصعيد مجريات الحرب تُعقد اليوم في بكركي قمة روحية استثنائية برئاسة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ومشاركة رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية. وأفادت معلومات أن مشروع بيان يحظى مبدئياً بموافقة جميع رؤساء الطوائف قد أُعد بعد مشاورات كثيفة تحضيرية أجريت لعقد القمة بعد إزالة العقبات التي اعترضت انعقادها سابقاً وأن مشروع البيان سيتضمن المناداة بوقف النار وتنفيذ القرار 1701 وتولّي الجيش واليونيفيل الأمن الكامل وفق القرار وإدانة الاعتداءات والمجازر الإسرائيلية في لبنان، وسيكون البيان متوافقاً مع الموقف الرسمي للدولة.

وفي المواقف العربية البارزة من الوضع في لبنان طالب الرئيس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في ختام محادثاتهما أمس في القاهرة ببدء خطوات للتهدئة تشمل وقف النار في قطاع غزة ولبنان ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة. وأكدا ضرورة احترام سيادة لبنان وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه.

 

 

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: القاهرة تنصح واشنطن: تقييم إسرائيل لقدرات حزب الله خاطئ

الخداع الأميركي مستمر: خفض التصعيد بلا ضمانات
وكتبت تقول: قلّلت مصادر مطّلعة من أهمية التسريبات عن جهود تبذلها الولايات المتحدة وفرنسا بصورة غير معلنة من أجل التوصل إلى اتفاق سريع لوقف الحرب على لبنان. وأوضحت أن كل ما يجري تداوله لا يتجاوز اتصالات يهدف الغربيون من خلالها إلى تقصّي الموقف الفعلي لحزب الله ومدى تأثره بالحرب المفتوحة ضده منذ منتصف أيلول الماضي. ودعت المصادر إلى التوقف عند البيانات والخطوات التي يقوم بها العدو، والذي يبدو أنه في سياق موجة جديدة من التصعيد على أكثر من صعيد.

وقالت المصادر إن الاتصالات التي جرت قبل أيام بعيداً عن الإعلام، شاركت فيها عاصمتان عربيتان تربطهما علاقات بالجانبين الأميركي والإسرائيلي، وإن الحديث تركّز على «خلق ظروف مؤاتية لخفض التصعيد». وأضافت أن الحديث تركّز على «محاولة غير مكتملة» لإقناع إسرائيل بوقف أي هجمات على بيروت والضاحية الجنوبية، مقابل الحصول على تعهد من حزب الله بعدم قصف مدينة حيفا أو تل أبيب. وقالت إن الهدوء الحذر الذي يسود العاصمة والضاحية له أسبابه غير المرتبطة حصراً بالمفاوضات السياسية، وإن مسؤولاً في دولة خليجية معنية بالاتصالات أكّد أنه لم يسمع لا من الولايات المتحدة ولا من إسرائيل أي ضمانات حول عدم عودة إسرائيل إلى قصف العاصمة أو الضاحية.

وأوضحت المصادر أن الجهات الدولية تضغط في عدة اتجاهات، أهمها فرض لائحة شروط إجرائية تريد الولايات المتحدة من الحكومة اللبنانية تنفيذها في مطار بيروت الدولي وفي مرافئ بيروت وطرابلس وصيدا وصور وإغلاق الموانئ غير الكبيرة، إضافة إلى المعابر الحدودية مع سوريا، والتي قال الأميركيون إن اسرائيل زوّدتهم بخرائط تبيّن نقاط عبور غير شرعية بين لبنان وسوريا يستخدمها حزب الله لتهريب السلاح إلى لبنان.

وبحسب المصادر، فإن العدو يرفع وتيرة القصف في أكثر من منطقة في لبنان، ضمن سياق الضغط على البيئة الشعبية لحزب الله وعلى بقية القوى السياسية، وإن الهدف الآخر هو نقل الصورة بعيداً عن المواجهات القائمة عند الحدود، حيث اضطر العدو إلى زيادة عدد قواته بشكل كبير على طول الحدود مع لبنان من رأس الناقورة في الغرب إلى مزارع شبعا شرقاً.

وتوقّعت المصادر أن يقوم العدو بجولة جديدة من العنف ضد أكثر من منطقة لبنانية، بذريعة أنه يهاجم أهدافاً لحزب الله أو شخصيات قيادية فيه. وقالت إن العدو لا يزال يضغط ميدانياً لترهيب جنود قوات اليونيفل من أجل الضغط على حكومات بلادهم لسحبهم من الجنوب، بقرار تتخذه كل دولة على حدة، بعدما تبيّن أنه لن يكون هناك قرار صادر لا عن الأمين العام للأمم المتحدة ولا عن مجلس الأمن بسحب القوات الدولية مسافة 5 كيلومترات إلى الشمال من الحدود مع فلسطين.

وبحسب المصادر، فإن الجهات اللبنانية باتت على اطّلاع على مشروع إسرائيلي يهدف إلى إقامة منطقة عازلة بعمق 5 كيلومترات وتمتد على طول الحدود، على أن تكون خالية ليس فقط من القوات الدولية والجيش اللبناني، بل من كل المدنيين اللبنانيين، وكذلك من المؤسسات الرسمية المدنية والمؤسسات الصحية الرسمية والخاصة.

وقالت المصادر إن إسرائيل تفترض أن قواتها ستتمكن خلال أسابيع من احتلال كل هذه المنطقة، وأنها تريدها منطقة خالية بصورة تامة، وهي تسعى لأن تكون تحت سيطرتها وحدها، وستبقيها تحت سيطرتها إلى حين التوصل إلى اتفاق جديد حول الترتيبات الأمنية التي يطلبها العدو في جنوب لبنان، والتي تشتمل على تغييرات جوهرية في القرار 1701.

ولفتت المصادر إلى أن التنسيق المصري – القطري ارتفع مستواه في الفترة الأخيرة حيث يبدي الجانبان خشية من أن تكون الولايات المتحدة قررت ترك إسرائيل تفعل في لبنان كما تفعل في غزة. وأوضحت أن المصريين حذّروا خصوصاً من خطورة التصورات الإسرائيلية، وأن ما يطرحه العدو غير قابل للتحقق إلا في حال قامت إسرائيل بحرب إبادة جديدة في لبنان كما تفعل في غزة. وقالت المصادر إن المصريين نصحوا الجانب الأميركي بالتدخل سريعاً لأن ما يجري في لبنان قابل للتوسع إلى أبعد بكثير من الدائرة الحالية، مع إشارة لافتة إلى معلومات منسوبة إلى المخابرات العامة المصرية، تفيد بأن القاهرة أطلعت الجانب الأميركي على معطيات لديها حول «عدم تعرض البنية العسكرية لحزب الله لضرر كبير» بعد الضربات الإسرائيلية، وأنه يفترض بالولايات المتحدة «عدم الاستماع إلى معلومات وتقديرات الجيش الإسرائيلي، خصوصاً بعد ما كشفته المعارك في غزة طوال عام، وحيث لا تزال حماس قادرة على تشغيل كتائب كبيرة في كل مناطق القطاع». بينما “قدرات حزب الله ومناطق انتشاره وعديده اكبر بكثير من الفصائل الفلسطينية مجتمعة».

حشود إسرائيلية عند حدود الجولان مع سوريا

قال مراسلون أجانب يعملون في شمال فلسطين المحتلة إن التعزيزات الجديدة التي أرسلتها قوات الاحتلال إلى الجبهة الشمالية، لم توجّه كلها إلى الحدود مع لبنان. ونُقل عن هؤلاء أن قوات الاحتلال دفعت بقوات برية ومدرّعات صوب الحدود بين الجولان المحتل والأراضي السورية. وأن هناك أشغالاً كثيرة يقوم بها جيش الاحتلال في الشريط الحدودي القريب من منطقة القنيطرة.

وذكر المراسلون أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تمنع على أحد نشر أي معلومات حول ما يجري في منطقة الجولان، وأن تدابير أمنية خاصة اتُّخذت داخل قرى الجولان المحتل، وأن عدداً غير قليل من سكان مستعمرات الجولان غادروا فعلاً المنطقة، بينما رفضت قوات الاحتلال نشر بطاريات للقبة الحديدية في القرى التي يسكنها سوريون، بما في ذلك بلدة مجدل شمس التي سبق أن سقط فيها صاروخ اعتراضي أدّى إلى مجزرة بحق الأطفال، ورفضت إسرائيل طلبات أبناء البلدة التحقيق في الحادثة، وأصرت على اتهام حزب الله بالوقوف خلف القصف الذي اتخذته حجة لرفع مستوى التصعيد ضد حزب الله باغتيال القائد العسكري الشهيد فؤاد شكر.

ومن الجانب اللبناني القريب من مزارع شبعا المحتلة، لوحظ أن التحركات الإسرائيلية توسّعت في تلك المنطقة، مع تسريبات مصدرها وسائل إعلام إسرائيلية حول «انتشار عسكري يمهّد لعملية برية محدودة» في منطقة مزارع شبعا، علماً أن قوات الاحتلال أقدمت خلال الأشهر القليلة الماضية على إعادة نشر قواتها في قواعدها العسكرية في الجولان بعد تعرضها لضربات بالمُسيّرات من جانب حزب الله أو المقاومة الإسلامية في العراق. وقد أخليت بعض المواقع، لكن العدو يضع في تلك المنطقة المرتفعة مرابض مدفعية بعيدة المدى تتولى القصف الدائم على مناطق كثيرة في القطاعين الأوسط والشرقي في لبنان.

 

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: معادلة حدودية تتساوى “بالأمن المفقود”… وقمة روحية تضغط من بكركي لوقف إطلاق النار

وكتبت تقول: لبنان قادم على خطر وجودي إذا لم تتدارك كافة الأطراف الداخلية خطورة المرحلة، وسط المخاوف من تفلّت الحرب وتمددها.. أما هامش المراوحة لوقف إطلاق النار فقد يتوسّع ويطول على الرغم من بعض الخروقات لتجنيب لبنان والمنطقة مزيداً من التصعيد العسكري، خصوصاً أن المشهد الدولي ما زال ضبابياً وبإنتظار الرد الإسرائيلي على إيران.

إلى ذلك، قررت الحكومة اللبنانية تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار، علماً أن التوصّل إلى نتائج إيجابية يحتاج إلى ضغط دولي ودبلوماسي أو أن يشهد الواقع الميداني العسكري ما يقلب ميزان القوى أو المعادلة.

وبإنتظار التطورات السياسية، عدّاد شهداء وجرحى العدوان يزداد يومياً، وآلة القتل السوداء للعدو الإسرائيلي تزداد عنفاً، ومستمرة في مجازرها على إمتداد جهات لبنان الأربع، بحيث تفتك بأرواح اللبنانيين وأرزاقهم وأرضهم، ومدافن موتاهم لم تسلم كذلك.

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أوضح أن المسعى الدولي القائم حالياً يتمحور حول إصدار قرار بوقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش اللبناني في جنوب الليطاني. وأشار ميقاتي في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” إستعداد لبنان تعزيز عديد الجيش في جنوب لبنان، إذا تمّ التوصل إلى وقف لإطلاق نار، مضيفاً: “نحن مستعدون كدولة لبنانية أن نفرض سيادتنا على كامل الأراضي اللبنانية”.

في هذا الوقت تتجه الأنظار إلى بكركي، حيث ستلتئم القمة الروحية الإسلامية – المسيحية عند الحادية عشرة قبل الظهر بشكل استثنائي، لمواكبة التطورات الحاصلة في ضوء الظروف والتحديات الراهنة التي يمر بها الوطن. ومن المتوقع صدور بيان، يتضمن بنوداً أساسية، تلحظ المسائل المطروحة وخصوصاً أهمية التضامن الداخلي والوطني العام، وحث المسؤولين على معالجة الأزمات التي تشكل إنقساماً بين اللبنانيين وخاصة على صعيد انهاء الشغور الرئاسي.

وعلمت جريدة “الأنباء” الالكترونية أن التوجه العام هو في التعويل على جهود الدبلوماسية الدولية، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، من خلال تطبيق القرار الأممي 1701، وكذلك بالنسبة للدول العربية في القيام بدورها ومسؤولياتها، إلى جانب تركيز القمة على معالجة موضوع النازحين.

ومن ناحية أخرى، حذّر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة مسجلة “من شرق أوسط جديد على الطريقة الإسرائيلية”، مشيراً إلى أن جبهة إسناد غزة تحوّلت إلى مواجهة مع إسرائيل، كاشفاً أنه “منذ أسبوع وإلى الآن قررنا معادلة جديدة اسمها معادلة إيلام العدو”.

وتطرق قاسم إلى مسألة وحدة الساحات، بالقول “لا يمكن أن نفصل لبنان عن فلسطين ولا المنطقة عن فلسطين”، مضيفاً: “الحل بوقف إطلاق النار وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر يعود المستوطنون إلى الشمال”.

وفي قراءة ميدانية عسكرية وإستراتيجية، رأى الخبير العسكري العميد المتقاعد حسن جوني في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أننا أمام خلق معادلة الأمن المفقود أي “الأمن المفقود مقابل الأمن المفقود”، بصرف النظر عن التأثير والفارق في التأثير. 

ويشرح جوني أن ضربات العدو الإسرائيلي مدمرة، وبالمقابل تأثير الإستهدافات الصاروخية والمسيّرات لحزب الله أضعف بكثير، لكنها أفقدت الأمن في المدن التي تطالها، لافتاً إلى أن “مسألة الاستقرار الأمني مهزوزة ومهددة وإذا تصاعد الإستهداف بوتيرة أكبر يصبح الأمن مفقوداً في تل أبيب مثلما هو مفقود في حيفا ومناطق أخرى”.

هذه هي معادلة الردع القائمة بين حزب الله وإسرائيل، بحسب جوني وتفرض تساوياً في الأمن المفقود، ما يدعو إلى التسويات، بحيث قد تكون منطلقاً للجلوس على طاولة التفاوض، على حد تعبيره.

وحول معادلة إيلام العدو التي تحدث عنها قاسم، يشرح جوني أنها بدأت مع عملية إستهداف حيفا بشكل جدي ومكثّف. ويعدد جوني الخيارات العسكرية التي إعتمدت ومنها الأهداف الجريئة داخل حيفا كمصنع للمتفجرات، إطلاق مسيّرة نوعية مختلفة عن السابقات، والإستخدام الجديد الذي دخل على مسار العمليات لناحية دقة الإصابة وقوة المتفجرات والتأثير وقدرتها على خرق أنظمة الدفاع وعمق الهدف، بالإضافة إلى تضاعف أعداد الصواريخ ومداها، بحيث تم إطلاق صواريخ باليستية تصل إلى تل أبيب الكبرى. 

وبإنتظار ما سيرشح اليوم عن القمة الروحية الإستثنائية، لا شك أن الموقف التفاوضي اللبناني وسقف التفاوض بحاجة ماسّة إلى الإبتعاد عن الرهانات الجيوسياسية من قبل جميع الأطراف، خصوصاً أن العدّ العكسي للإنتخابات الأميركية إنطلق، والتوصل إلى حل سياسي أولى الأولويات لنجاة لبنان بمواجهة عدو لا تنتهي أطماعه ولا يتوقف إجرامه.

 

 

 

  • صحيفة الديار عنونت: المقاومة استعادت قوة الردع… هل ستتغير معادلات الحرب مع «إسرائيل»؟

قاسم: لبنان يقع ضمن المشروع التوسّعي «الإسرائيلي» ولا يمكن فصل لبنان عن غزة
باسيل يتحرك قطريا في الملف الرئاسي وقمة روحية تتبنى بيان عين التينة الثلاثي

وكتبت تقول: على فالقٍ تفجيري كبير، يقبع لبنان من جنوبه الى اقصى شرقه، وحتى شماله حيث توسعت دائرة العدوان الاسرائيلي، في فترة «الوقت الميت» حتى الخامس من تشرين الاول، حيث اللاتوازن الإقليمي والدولي عشية الانتخابات الاميركية الرئاسية وترقب لطبيعة الرد الاسرائيلي على الصواريخ الايرانية، وسط تقاطع مواقف الاطراف على ان الحرب طويلة، على وقع تصعيد يمتد من طهران الى تل ابيب، مرورا بعواصم عربية.

رئاسيا

رئاسيا وفيما قرأت مراجع نيابية في كلام رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع خلال اطلالته التلفزيونية، عملية خلط للأوراق وتصعيدا في ما خص الملف الرئاسي، يفهم منه ان الاستحقاق مرحل الى مرحلة لاحقة، انشغلت الاوساط المتابعة بزيارات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى قطر، للمرة الثانية في غضون عشرة ايام، حيث بحث مجموعة من الملفات مع رئيس الوزراء القطري، الذي اجرى بدوره اتصالا هاتفيا برئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي التقى باسيل فور عودته من الدوحة.

مصادر متابعة للحركة السياسية تحدثت عن «طبخة ما» يعمل عليها، من ضمن مبادرة تنوي ميرنا الشالوحي اطلاقها، تتضمن لائحة «اسماء تعتبرها توافقية» لعرضها على الاطراف المعنية، مستدركة في هذا الاطار، ان اي اتفاق لا يمكنه ان يتخطى القوات اللبنانية، وموافقتها، رغم كل ما قيل عن لقاء «معراب»٢ ونتائجه، بعدما باتت الجمهورية القوية ناخبا اساسيا ووازنا في اي اتفاق رئاسي، مبدية خشيتها من ان تلقى المبادرة الجديدة نصيب سابقاتها، في ظل الخلافات القائمة والانقسامات حول الاولويات، خصوصا مع تصاعد الاصوات في الداخل ضد الخيارات السياسية لبعض الاطراف.

يشار على هذا الصعيد، الى ان المجموعة العربية، وبتزكية اميركية، فوضت الملف اللبناني وترتيباته لملك الاردن، لإجراء الاتصالات اللازمة مع الاطراف الاقليمية والدولية، للوصول الى حل للوضع القائم.

الصورة الاقليمية

صورة غير مطمئنة، عززها المشهد الاقليمي، الذي قرأت فيه مصادر ديبلوماسية اتجاها نحو مزيد من التصعيد، من اعلان طهران وقف التفاوض مع واشنطن، بعد اللقاء الاخير الذي حصل في الدوحة بين الطرفين، وانتهى الى خلاف عميق، في ظل «النقزة» الايرانية بعد التراجع الدراماتيكي لحظوظ المرشحة الديموقراطية، والتقدم السريع لغريمها الجمهوري، دونالد ترامب، والحملة الشعبية الاميركية ضد الجمهورية الاسلامية، وسط تأييد استطلاعات الرأي لتوجيه ضربة للمواقع النووية الايرانية، وتصفية ما يعتبره الاميركيون الحساب العالق مع طهران منذ اكثر من 40 سنة، وثانيا، الرسالة التي تعمدت ايران ايصالها من بيروت، تزامنا، مع ايفادها رئيس مجلس شورتها محمد باقر قاليباف، هو الذي كان مرشحا لرئاسة الجمهورية عن تيار المحافظين في مواجهة الرئيس مسعود بزشكيان، الساعي للتقارب مع الاميركيين، والتي تدل الى ان زيارته جاءت تحضيرا لمرحلة ستشهد الكثير من الضغط والتصعيد والمواجهات، وهو ما ترجم عمليا، وفقا للمصادر، واستنادا الى التقارير الاستخباراتية، في العملية النوعية التي استهدفت قاعدة لواء غولاني.

على الجهة المقابلة، ليس الحال بأفضل، فواشنطن، ردت بإرسالها منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ الفرط صوتية، في رسالة واضحة لطهران، مع انغماس الاميركيين بشكل اكبر في المواجهات، خصوصا ان اي استهداف لتلك المنظومة سيكون عملا عدائيا موجها ضد الجيش الاميركي، في وقت تستمر فيه الاستعدادات لتوجيه تل ابيب ضربتها الى ايران، والتي تم الاتفاق حول اهدافها مع الاميركيين، الذين سيقدمون الدعم اللوجستي اللازم، اذ تكشف المصادر ان الضربة ستستكمل تدمير منظومات الدفاع الجوي في محيط المواقع النووية، وبنى تحتية صناعية عسكرية تابعة للحرس الثوري، فضلا عن موقع يرتبط بالمنشآت النووية الايرانية.

مجلس الوزراء

في الغضون، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «أن الاتصالات الدولية قائمة للوصول الى وقف اطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701». وشدد على «أننا نسعى الى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الامن الدولي، وخصوصا أن معظم الدول متعاطفة مع لبنان». واشار الى «ان في خلال اتصالاتنا مع الجهات الاميركية الاسبوع الفائت اخذنا نوعا من الضمانة لتخفيف التصعيد في الضاحية الجنوبية وبيروت والاميركيون جادون في الضغط على اسرائيل للتوصل الى وقف اطلاق النار». ولفت في حديث تلفزيوني الى «ان الاجراءات المشددة المتخذة في المطار هي لتفادي اي ذريعة يستغلها العدو الاسرائيلي». وردا على سؤال قال «ان الجيش مستعد لتعزيز وجوده في الجنوب بحدود عشرة الاف جندي اضافي، ولكنه يحتاج الى الكثير من العتاد، وهذه مسألة اساسية لتنفيذ القرار 1701. اما ربط هذا القرار بقرارات اخرى مثل القرار 1559، فلا لزوم له او للحديث عنها، لانها ستتسبب بخلافات اضافية. علينا الاتفاق على استكمال تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، اي بسط سيادة الدولة على اراضيها وعدم وجود سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية، لان هذا القرار يغنينا عن الجدال المتعلق بالقرار 1559. واجبنا أن نفرض سيادة الدولة من خلال بسط سيادتها على كل اراضيها. نحن نشدد على تطبيق القرار 1701 كاملا، وهو يفي بالغرض.

الشيخ نعيم قاسم

هذا واكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم استمرار الحزب في المواجهات العسكرية، فوعد بالنصر في اطلالة هي الثالثة بعد اغتيال السيد حسن نصرالله، مؤكدا عدم القدرة على فصل لبنان عن غزة. وأكد قاسم أنه اذا استهدف الإسرائيلي كل لبنان، فإن حزب الله سيستهدف كل نقطة في الكيان الإسرائيلي، وسيتم اختيار النقطة التي تراها المقاومة مناسبة. وهنا لا بد من الالتفات إلى نقطة: «العدو يساعدنا في ضربه، فنحن نرسل صاروخاً فتتحرك المضادات الأرضية وبقايا الصواريخ لهذه المضادات تنزل على المستوطنات والسكّان، وأقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية الحلّ في وقف إطلاق النار، ولا نتحدث من موقع ضعف، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى. أما مع استمرار الحرب، فستتزايد المستوطنات غير المأهولة، ولا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا، وانظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه، وما يقولونه لكم أقل من الحقيقة. وأكد قاسم أن المقاومة لن تُهزم لأنها صاحبة الأرض، ولأن مقاوميها استشهاديون لا يقبلون إلا حياة العزّ، وجيشكم مهزوم وسيهزم أكثر.

وأكد: «الحزب قوّي رغم الضربات القاسية، واستعدنا عافيتنا الميدانية ورممنا قدراتنا التنظيمية، ووضعنا البدائل، وأكرر لا يوجد مركز قيادي شاغر، وفي كل مركز يجد أيضاً البديل والميدان يشهد، الحزب قوّي بمجاهديه وإمكاناته وبتماسك الحزب وحركة أمل والجمهور الذي يعمل بتماسك بكل قوة وعزيمة، قوي بالحلفاء والإعلام النبيل والجمعيات المساندة والحكومة المتعاونة، وبالوحدة الوطنية التي أخرست أصوات النشاز حتى باتوا لا يستطيعون الكلام».

وختم قاسم بثلاث رسائل، الأولى إلى المجاهدين بأنهم عنوان الجهاد والأمل وبشائر النصر، قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم، وثقتنا بكم كبيرة. والرسالة الثانية للشعب اللبناني ونحن في وطن واحد، وعملنا لأجل بناء البلد وإنقاذه، و «إسرائيل» هي التي تعطل حياتنا جميعاً بعدوانها المستمر، ويجب أن نبني وطننا معاً ولا يراهنّ أحد على أنه سيستثمر خارج هذا الإطار، والميدان هو الذي يعطي النتيجة. أما الرسالة الثالثة فهي «لأهلنا، ونحن نقدّر تضحياتكم، أهلكم في الميدان وأنتم في النزوح، وأنتم أشرف الناس وأعظم الناس ونحن وإياكم في مركب واحد، ونعلم أن التضحية كبيرة وعلينا أن نتحمّل ونصبر رغم الصعوبات اليوم، وإذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، إن النصر مع الصبر.

قمة روحية

وبعيدا من خطاب الشيخ قاسم وما سيليه، تتجه الانظار اليوم الى بكركي مع انعقاد قمة روحية طال انتظارها، الا ان الحرب التي تشنها «اسرائيل» واغتيال قادة حزب الله والمصير المجهول الذي ينحو لبنان في اتجاهه يبدو كلها فعلت فعلها في مجال ازالة العراقيل، والتئام القمة بحضور كامل.

وتقول مصادر معنية ان العقبات التي اعترضت انعقاد القمة سابقا، تمثلت بالغموض في مواقف البعض، والانقسام السياسي الحاد حول مفاهيم وعناوين اساسية حالت دون الاتفاق على بيان يعتبر وثيقة وطنية ويشكل خريطة طريق لإخراج لبنان من ازمته ووضعه على طريق الانقاذ، الا ان البيان الذي اصدره رئيس مجلس النواب نبيه بري ثم الثلاثي مع انضمام رئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط اليهما، شكل ارضية صالحة لالتئام القمة استنادا الى مشروع سياسي رسمه البيانان سيناقشه رؤساء الطوائف الروحية ويخرجون ببيان يشكل استكمالا لخريطة الطريق التي تبنتها الدولة اللبنانية رسمياً.

الوضع الميداني

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى