قالت الصحف: العدو من الاعتداءات العسكرية الى الفتنة الداخلية
الحوارنيوز – خاص
ابرزت صحف اليوم محاولة الفتنة الطائفية التي أقدم عليها العدو أمس من خلال قرصنة شاشات مطار رفيق الحريري الدولي وكتابة نص يتهجم على حزب الله بإسم المجموعة المسيحية “جند الرب”.
هذا الموضوع وقضايا أخرى في تفاصيل قالت الصحف:
- صحيفة النهار عنونت: “الاختراق” الإلكتروني للمطار بهدف اثارة الفتنة !
وكتبت تقول: محاولة العبث والتلاعب والتشويش على انتظام حركة المطار التي شغلت الكثيرين مساء امس أظهرت هشاشة الواقع الأمني والخدماتي الذي يرزح تحته اللبنانيون حتى في المرفق الأم الأساسي الذي يشكل واجهة لبنان الوحيدة على العالم . اذ لم تنجح هذه المحاولة الا بإختراق الواقع الخدماتي في المطار من جهة واشعال “حرب” تافهة على مواقع التواصل الاجتماعي شنها جيش إلكتروني تابع او موال لإحدى الجهات “الممانعة” ضد جهات سياسية أخرى من خصومه بلا أي مبرر من جهة ثانية . وشرعت مديرية المخابرات في الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بالتحقيقات التقنية لمعرفة الجهة التي تقف وراء القرصنة على نظام العمل في مطار رفيق الحريري الدولي. وكان النائب العام التمييزي غسان عويدات كلف مخابرات الجيش وفرع المعلومات ومكتب مكافحة جرائم المعلوماتية التحقيق في هذه القرصنة ، وفي وقت لم تتضح فيه المعطيات الكافية والتفاصيل التقنية بعد للوقوف على ما حصل تكثفت جهود الأجهزة الأمنية بالتنسيق فيما بينها لكشف ملابسات هذه القرصنة التي افتعلت بقصد اثارة الفتنة بحسب مصادر مواكبة للتحقيق .
فما سمي ب”الهجوم السيبراني” في المطار كان عبارة عن تعرض الشاشات الإلكترونية التي تعرض مواعيد المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت الى قرصنة إلكترونية ظهرت معها على الشاشات رسائل إلى “حزب الله” وأمينه العام السيد حسن نصرالله، باسم “الرب والشعب”، تُطالبهما بعدم إقحام لبنان في حرب وتتهمهما بإدخال السلاح عبر المطار. وتزامن هذا الامر مع تعطل نظام تفتيش الحقائب bhs، وعملت فصيلة التفتيشات في قوى الأمن الداخلي في المطار إلى العمل على تطبيق الخطة البديلة وابقاء الحركة طبيعية في المطار مع كل الأجهزة الأمنية والإدارية العاملة في المطار. وبعد وصول رسائل على هواتف بعض المواطنين مفادها أنّ شركة طيران الشرق الأوسط تطلب من المسافرين التقيّد بإرشادات الأجهزة الأمنيّة، أوضحت مصادر الشركة انها لم تصدر أي بيان بهذا الخصوص بعد تعطيل شاشات العرض في المطار، علمًا أنّ الشركة تُخطر ركابها عبر الإيميل أو sms بحال حدوث أي طارئ ولكنها لم تُرسل رسالة بهذا الخصوص الآن.
وأكدت مصادر الشركة أن الرحلات مستمرة بالعمل بالرغم من عطل تقني طرأ على نظام الحقائب وتتم معالجته.واعلن رئيس المطار فادي الحسن مساء إعادة تشغيل الشاشات بعد القرصنة وقال “نعمل على إعادة تشغيل خطّ الحقائب ونجتمع الآن مع وزير الأشغال وأمنيّين لمعرفة أسباب ما حصل”.
وأصدرت جماعة “جنود الرب” بيانا نفت فيه ما أتهمها به البعض من علاقتها بقرصنة شاشات المطار ووصفته بانه”عمل شيطاني”.
في غضون ذلك تواصلت الوقائع التصعيدية المتصلة بالمواجهات الميدانية على الحدود الجنوبية مع إسرائيل وسط تصعيد مماثل في الحرب الكلامية وتبادل التهديدات . واستمرت الغارات الإسرائيلية على المناطق الحدودية فيما اعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات استهداف العديد من ألمواقع الإسرائيلية .
اما على جبهة التهديدات الكلامية التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون فكان آخرها امس خلال اجتماع لمجلس وزراء الحرب الإسرائيلي، حيث وجّه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديدات جديدة ل”حزب الله” قائلاً: “لقد تعلمت حماس في الأشهر الأخيرة. اقترح أن يتعلم حزب الله مما حدث”. وأضاف: “سنستمر بالحرب حتى نحقق النصر الحاسم. أقول هذا لأعدائنا وأصدقائنا أيضاً. لن نوقف الحرب حتى نكمل جميع الأهداف. أما على الجبهة الشمالية، فسنعمل على تحقيق الأمن بالديبلوماسية أو بالقوة”.
من جهته أعلن بيني غانتس، الوزير الإسرائيلي في مجلس الحرب، أنه “لا بد من حل عاجل لعدم قدرة مواطني شمال إسرائيل على العودة إلى منازلهم”. وأشار إلى “أن إسرائيل مهتمة بالحل الدبلوماسي، وإذا لم يوجد فإن الجيش الإسرائيلي سيعمل على إزالة التهديد”. وكتب غانتس أن “منظمة حزب الله هي التي بدأت التصعيد. إسرائيل مهتمة بالحل الدبلوماسي، ولكن إذا لم يتم العثور عليه، فإن إسرائيل والجيش الإسرائيلي سوف يزيلان التهديد”. وقال إن جميع “أعضاء مجلس الوزراء الحربي يشاركون هذا الرأي. الاعتبار الوحيد هنا هو أمن إسرائيل، ولا شيء غير ذلك”.
في المقابل أكّد نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أنّ “جبهة لبنان ردة فعل، ولا مجال للحديث عن إيقاف الحرب الدفاعية لأنّ الحرب الموجودة الآن هي نتيجة الحرب على غزة”. وقال: “فلتتوقف الحرب على غزة لتتوقف الحرب في جنوب لبنان، وأيّ نقاش لا وقت له أثناء المعركة وأثناء الحرب”.واضاف: “جاءنا موفدون كثيرون يدعون للاستقرار”، مؤكدًا أنّ “حزب الله يدعو للإستقرار الذي يتم من الأصل عندما تتوقف إسرائيل عن عدوانها على غزة عندها سيحصل هذا الإستقرار”.
كما ان رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد اعلن من جهته ان “أيَّ حربٍ يشنّها العدو على لبنان سنذهبُ بها إلى آخر مدى، وقد جهّزنا ما يَسمَح لنا بأن نكون مُستعدين لهذه المواجهة، وعلى العدوّ أن يُحاذِر من إستعدادنا لأننا لن نسمح له بأن يستضعف شعبنا وأن يتطاول على أمن بلدنا وسيادته”. وقال: “إذا كان في ظنّ العدوّ أنه يواجه نظاماً من أنظمتنا المُفلِسة والمُنهزمة والسّاقطة، والتي باعت كرامة الشعوب وكرامتها وانزلقت في مسار التطبيع مع هذا الوحش الذي يتهدّد بمخاطره كلّ البشرية، فنحن مقاومة ولسنا نظاماً سياسياً”، مضيفا: “نحن شعبٌ يحترِم نفسه له خلفيته العقائدية وله التزامه الإنساني والديني والأخلاقي ولديه ما يتجاوز بتطلعاته الدنيا ولا يأمَلُ شعبنا إلّا أن يعيشَ عزيزاً كريماً آمناً ومُستقراً في بلده ومنطقته وبين أهله وأبناء أمّته”.
وأشار إلى أنّ “الوفود السياسية والدبلوماسية التي تأتي تحت وطأة التلويح الإسرائيلي بأنه سيوسّع نطاق الحرب فنقول لهم نحنُ لها، وسنذهب بحربه العدوانية إذا ما قررها إلى الأخير وإلى النهايات، وسيرى منّا ما لم يرهُ من أحد ونحن لسنا في مرحلةٍ يستطيع العدوّ أن يخوّفنا بها”.وختم رعد: “معركتنا القادمة إذا ما بدأها العدو الصهيوني ستكون معركة وجودٍ مصيريّ”.
- صحيفة الديار عنونت: الحرب على غزة تدخل شهرها الرابع… عدد الشهداء يلُامس الـ23 ألفاً
إستنفار دولي لمنع «تل أبيب» من توسعة رقعة المواجهة
هجوم سيبراني على مطار بيروت… الراعي: لبنان مُصان بقوة الـ1701
وكتبت تقول: دخلت الحرب الاسرائيلية على غزة يوم أمس الاحد شهرها الرابع، في وقت أكد رئيس الوزراء العدو بنيامين نتنياهو، أن جيش بلاده لن يتوقف عن العمليات العسكرية في غزة، حتى ينتصر وحتى يحقق أهدافه.
وتوجه نتنياهو امس “للأعداء والأصدقاء” على حد سواء قائلا: “ما حدث في 7 أكتوبر لن يحدث مرة أخرى”، واضاف: “لقد تعلمت حماس في الأشهر الأخيرة، واقترح أن يتعلم حزب الله مما حدث”.
وفيما تواصلت المجازر الاسرائيلية في القطاع ما ادى الى استشهاد 100 فلسطيني ليل السبت- الاحد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة “ارتفاع حصيلة ضحايا القصف “الإسرائيلي” على القطاع إلى 22835 قتيلا، والجرحى إلى 58416 منذ الـ7 من تشرين الاول”.
رسالة حاسمة للموفدين الدوليين
وبالتوازي مع التصعيد الاسرائيلي على جبهة غزة والضفة وجنوب لبنان، تصاعدت الحركة الدولية بمحاولة لاستيعاب توسع رقعة الحرب، فبعد ان انهى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيف بوريل زيارته الى لبنان بلقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون، واصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولته في منطقة الشرق الأوسط، فالتقى امس الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي اكد “رفضه التام للتهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة”، وشدد على ضرورة “تمكين أهالي غزة من العودة الى بيوتهم”. وجدد التأكيد على “أهمية دور الولايات المتحدة بالضغط باتجاه الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية للقطاع بشكل كاف ومستدام”.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع ان “القوى الدولية باتت تدرك انه ولتجنب توسع الحرب، المطلوب الضغط على “اسرائيل” لا على اي طرف ثان”، لافتة في تصريح لـ” الديار” الى ان “حزب الله أبلغ بوريل كما كل الوسطاء الدوليين الذين تواصلوا معه، عدم استعداده للبحث في أي طروحات تهدف بشكل او بآخر الى وقف القتال جنوبا والى تحييد لبنان، ما دامت الحرب مستمرة على غزة”.
واضافت المصادر “الحزب يمارس ضغطا كبيرا على “اسرائيل” لوقف مجازرها وحرب الابادة التي تشنها في القطاع، وهو حاسم بعدم استعداده للدخول في اي تفاهم من اي نوع كان يريح العدو على جبهته الشمالية، باعتبار ان استفراده بحماس والقضاء عليها خط احمر، وسيقوم بكل ما يلزم لمنع تجاوزه حتى ولو اقتضى ذلك توسعة رقعة المواجهات والقتال”.
وبحسب المعلومات، فان مسار المفاوضات الذي تقوده قطر بهدف الوصول الى هدنة جديدة، مقابل الافراج على عدد من الاسرى لدى حماس متوقف كليا منذ اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، في ظل رفض الحركة اي كلام في هذا المجال، اقله في الوقت الراهن.
غارات مكثفة جنوبا
ميدانيا، اعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، استهدافها بطائرة مسيّرة قاعدة “قسرك” للقوات الأميركية في الحسكة شمال شرقي سوريا. فيما أفيد بأن العدو الصهيوني صعّد بعيد مساء السبت من تعدياته الاجرامية على القرى الجنوبية في القطاعين الغربي والاوسط، فاغار الطيران الحربي المعادي على اطراف بلدتي المعلية والقليلة، وقصفت مدفعيته الثقيلة اطراف عدد من البلدات في القطاع الغربي وجبل اللبونة وجبل العلام. وبلغ القصف امس أطراف بلدتي عيترون ويارون ومنطقة اللبونة – الناقورة.
وأغارت الطائرات الحربية المعادية على وادي حسن الواقع ما بين طيرحرفا ومجدل زون. كما بلغ القصف أطراف بلدة حولا في منطقة وادي الدلافة، واطراف بلدة حانين وتلة حمامص واطراف الجبين، والاطراف الشرقية من بلدة الناقورة، وبلدة كفركلا والهبارية وطيرحرفا والرحراح، كما تم قصف وسط بلدة الخيام الذي القيت عليه قنابل فوسفورية.
وبينما كان عمال الصيانة في الشركة المتعهدة لدى مؤسسة كهرباء لبنان، ومتطوعون من بلدة حولا يعملون على صيانة كابلات الكهرباء، التي انقطعت بفعل الغارات المعادية على البلدة في بئر المصلبيات برفقة الجيش اللبناني، تعرضوا لقصف معاد قريب جدا.
بالمقابل، اعلن حزب الله عن استهداف تجمع لجنود العدو في جنوب المنارة، كما موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ونقطة تموضع لجنود العدو في المالكية. واستهدف الحزب ايضا تموضعات لجنود العدو في محيط موقع المطلة، وموقع المرج وثكنة شوميرا، وتجمعات لجنود العدو في محيط موقع ميتات، وثكنة زرعيت بصواريخ بركان.
استنفار في المطار
على صعيد آخر، شهد مطار بيروت الدولي هجوما سيبرانيا تعرضت له شاشات المغادرة والوصول، ما ادى ايضا الى تعطل نظام تفتيش الحقائب “bhs” . ونفت مجموعة “جند الرب” علاقتها بهذه العملية، وببث رسائل ضد حزب الله وايران على الشاشات في المطار. وقد استنفرت الاجهزة الامنية في المطار للتحقيق في ما حصل.
وفيما لم تستبعد مصادر مطلعة ان تكون “اسرائيل” هي من تقف وراء هذه العملية التي تُعد خطرة، باعتبارها تشكل خرقا لمطار بيروت، تداولت معلومات عن امكانية ان يكون احد الموظفين يقف وراء هذا الخرق.
سياسيا، واصل البطريرك الماروني بشارة الراعي هجومه المبطن على حزب الله، فقال في عظة الاحد: ” لبنان مصان من الحرب مع “إسرائيل” بقوّة قرار مجلس الأمن 1701″، معتبرا انه “يجب على الجميع التقيّد به، منعًا لامتدادات الحرب إلى لبنان رغمًا عن إرادة اللبنانيّين المحبّين لوطنهم وللسلام في ربوعه”.
وعلقت مصادر “الثنائي الشيعي” على موقف الراعي الذي وصفته بـ “المكرر”، قائلة لـ “الديار”: “هو يدرك تماما ان ليس القرار 1701 من يحمي لبنان، ويدرك كل الحقائق التي ثبتتها الاحداث الاخيرة، لكنه يرفض الاقرار بها لاعتبارات عديدة يعرفها الجميع”.
- صحيف الأنباء عنونت: الحرب بأشكال مختلفة… خرقٌ خطير في المطار ومساعي الحل لم تنجح بعد
وكتبت تقول: خرق خطير شهده مطار بيروت أمس مع بث رسائل عبر شاشات الإعلانات تم توجيهها لـ”حزب الله” وأمينه العام حسن نصرالله، تُطالب بعدم إقحام لبنان في الحرب وتتهم الحزب بتهريب السلاح عبر مطار بيروت، وقد حملت الصور التي تم بثها اسم “جنود الرب” و”صاحب الكلمة”، دون أن تتضح بعد حقيقة ما حصل في المطار، وما إذا كان الخرق من داخل المطار نفسه، أو من داخل لبنان، أو حتى من خارجه، وهنا الإشارة إلى إسرائيل التي قد تسعى إلى إيصال رسائل إلى “حزب الله” والتسبّب بفتنة في البلاد من خلال وضع إشارة جماعة “جنود الرب”.
في هذا السياق، توافرت معلومات مفادها أن شاشات الإعلانات نفسها غير موصولة على شبكة الإنترنت، وبالتالي فإن الخرق إما حصل من داخل المطار نفسه، أم أن أنظمة المطار قد تقرصنت بالكامل، وهنا ثمّة خطر على بيانات المطار والمسافرين، ومن الضروري التحذير من أمن المطار السيبراني المُمكن خرقه بسهولة بعد العملية.
أما حول الجهة التي تقف خلف ما حصل، فإن شعار “جنود الرب” ظهر على الصور التي تم بثها، إلّا أن أشخاصاً يدّعون انتماءهم للجماعة نفوا مسؤوليتهم، ويبقى احتمال كبير أن يكون ما حصل نشاطاً إسرائيلياً هدفه الإيقاع بين اللبنانيين.
ولم يتوقف الخرق على شاشات الإعلانات، بل إن عطلاً مشبوهاً طرأ على جهاز مرتبط بتفتيش حقائب الركّاب لفترة قصيرة، إلّا أن كل ما حصل في المطار لم يوقف حركة الطيران التي استمرت رغم العوائق، وقد تم عقد اجتماع بين وزير الأشغال والأجهزة الأمنية وإدارة المطار لتحديد ما حصل.
إلى ذلك، فإن تهديدات جديدة بعثها وزير حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس ورئيس أركان الحيش الإسرائيلي هرتزل هاليفي، فحواها إما انسحاب “حزب الله” عن الحدود لـ”تأمين سكّان شمال إسرائيل” عبر الديبلوماسية، أو إلزام الحزب على ذلك من خلال الحرب.
في هذا السياق، فإن الجهود الديبلوماسية الدولية تكثّفت في الأيام الأخيرة للتوصّل إلى تسوية بشأن الحدود اللبنانية، وكان من المفترض أن يزور الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بيروت بعد تل أبيب، إلّا أن هذا لم يحصل، ومرده قد يكون سلبية الأجواء التي أحاطت بلقاءاته في إسرائيل، وفق ما توافر من معلومات.
أما لجهة “حزب الله”، فإن الرفض العلني لهذه التسويات واضح، وهذا ما يظهر خلال تصريحات قيادة “الحزب” من جهة، وتصعيد عملياته في الميدان من جهة أخرى، وكان القصف قاعدة “ميرون” الإسرائيلية مثال على التصعيد المذكور، ومن غير المرتقب أن يرضى “الحزب” بوقف إطلاق النار قبل انتهاء الحرب في غزّة.
ورغم الحفاظ على سقف مُحدّد للاشتباك بين “حزب الله” والعدو الإسرائيلي، إلّا أن فتيل الحرب لم يُسحب بعد، وتتحدّث مصادر عن استعدادات إسرائيلية لخوض حرب محتملة واسعة النطاق ضد “حزب الله” في حال لم تنجح المساعي الديبلوماسية، وذلك مردّه رغبة إسرائيل بإزالة كل تهديد عند حدودها، حتى لا يتكرّر سيناريو 7 تشرين الأول.
وتُشير المصادر إلى أن الحرب قد تنفجر في أي لحظة مع الاستفزازات التي تقوم بها إسرائيل والتي قد تزيد من وتيرتها، والتي تدور بين القصف العنيف خارج نطاق ميدان الحرب، أي في المناطق التي تُعد خارج مناطق القرار 1701، وتكثيف عمليات الاغتيال التي افتتحتها باغتيال القيادي في “حماس” صالح العاروري، خصوصاً وإن وصلت المحادثات الديبلوماسية إلى أفق مسدود.
إذاً، فإن الأمن على المحك من جديد مع خرق سيبراني هذه المرّة، يُضيف على لبنان خطر التهديدات الأمنية المُحدقة به من كل صوب، ما يستوجب البحث جدياً بحلول، وكل الطرقات توصل إلى إنجاز كافة الاستحقاقات الدستورية من أجل استقامة عمل الإدارات العامة والأجهزة الأمنية والرفع من مستوى الجهوزية لتلافي أي خطر.