قالت الصحف: العدوان بلا ضوابط .. استهداف عمق بيروت واليونيفل!
الحوارنيوز – خاص
كما كان متوقعاً تمادى العدوان الإسرائيلي فبلغ أمس عمق بيروت واستهدف مباشرة وعمدا نقاط عسكرية للقوات الدولية (اليونيفل) في الناقورة فيما العالم يتفرج والإدارة الأميركية تدعم العدوان وتباركه.
داخلياً لا جديد على صعيد الملفات الداخلية رغم المبادرات المتواصلة من قبل بعض المعنيين، والتمسك برفض الحوار ورفض انتخاب رئيس للجمهورية قبل جلاء غبار المعركة، يعكس نوايا مريبة قد تتحول الى فلتان داخلي وهو الأمر الذي تحاول القوى الأمنية منعه وتفاديه.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: أول صدام أوروبي – إسرائيلي بعد الاعتداء على اليونيفيل… لا آمال لبنانية على التحرّك الدولي وتشدّد أمني في الداخل
وكتبت تقول: لم يكن الصدام العلني الأول المباشر بين إسرائيل والقوة الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل”، منذ شرعت إسرائيل في عملياتها البريّة عبر الحدود الجنوبية تطوراً عادياً، بل شكل المؤشر الأخطر الى احتمالين: الأول مضي إسرائيل في محاولاتها المتقدمة للاندفاع نحو تكثيف توغلاتها في الجنوب، الأمر الذي ترجمته في الاعتداء المتعمد على اليونيفيل بقصد “تطفيشها” ربما. والثاني اختبار الإرادة الدولية أمام خطر اتساع الحرب علماً أن مؤشرات هذا الاتساع تمددت ميدانياً بشكل بالغ الخطورة أمس مع تبادل عمليات القصف الصاروخي البعيد المدى وكثافة الغارات الجوية.
وفي تصعيد إسرائيليّ جديد، أغارت الطائرات الإسرائيلية على أحياء مدنية في العاصمة بيروت للمرة الأولى بعد غارتين سابقتين استهدفت فيهما قيادات الجبهة الشعبية في الكولا ومقر الهيئة الصحية الإسلامية في الباشورة، واستهدفت الغارات الجديدة محيط منطقة رأس النبع، في طلعة النويري تحديداً ومنطقة البسطة. وأدت الغارات إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغارات استهدفت مسؤول الارتباط في “حزب الله” وفيق صفا.
وجاءت هذه التطورات لتضفي مشهداً قاتماً على سيناريوهات التطورات الحربية المقبلة إذ استبقت جلسة لمجلس الأمن الدولي انعقدت ليل أمس (بتوقيت بيروت) للبحث في الوضع المتفجر في الشرق الأوسط، ولكن من دون أي آمال لبنانية جدية في إمكان أن يُسفر تحريك فرنسا لمجلس الأمن عن أي نتيجة عملية من شأنها أن تلجم التصعيد المتدحرج في لبنان.
وفي ما يشبه الاستنفار الأوروبي المكثف استدعت إيطاليا سفير إسرائيل بعد إطلاق النار على “اليونيفيل” في لبنان، كما أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، أن فرنسا وإيطاليا ستطلبان اجتماعاً للدول الأوروبية المساهمة في قوة الأمم المتحدة بعد تعرّض قوات اليونيفيل لإطلاق نار في جنوب لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي. واعتبر وزير الدفاع الإيطالي أن إطلاق إسرائيل النار على قواعد اليونيفيل “أمر غير مقبول على الإطلاق ويخالف القانون الدولي بشكل واضح”، مؤكداً أن “الهجوم على هذه القواعد لم يكن حادثاً أو خطأ”.
كما أن المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اعتبر أن قصف إسرائيل لقوات حفظ السلام “تجاوز آخرَ خطير في لبنان”، ودان “الاستهداف غير المبرر لليونيفيل”، مؤكداً “أننا ندعم اليونيفيل ومهمتها بتفويض من مجلس الأمن”.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كشف أن الاتصالات الدبلوماسية تكثفت في الساعات الماضية قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي، “بهدف السعي مجدداً إلى وقف إطلاق النار وبالتالي القيام بمزيد من الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان”.
وقال إن “هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا، التي طلبت انعقاد مجلس الأمن، بهدف احياء الاعلان الخاص بوقف إطلاق النار لفترة محددة لكي يصار إلى استئناف البحث في الحلول السياسية”. وأوضح “أننا عبرنا مجدداً خلال الاتصالات الدبلوماسية عن استعدادنا لتطبيق القرار 1701 شرط التزام إسرائيل بكل مندرجاته. كما شددنا على أولوية وقف العدوان الإسرائيلي الذي يتسبب بسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى ولا يوفّر المدنيين وعناصر الاسعاف والاغاثة، وهذا أمر يخالف كل القوانين والشرائع الدولية”. ودعا ميقاتي مجلس الوزراء إلى جلسة اليوم لعرض التطورات الحاصلة علماً أن تطوراً أمنياً برز عبر المشكلات الأمنية التي تحصل في عدد من المناطق مع النازحين، وطلب ميقاتي من وزير الداخلية بسام مولوي دعوة مجلس الأمن المركزي إلى الانعقاد لبحث الملف برمته. وبالفعل وخلال ترؤسه الاجتماع الاستثنائي لمجلس الأمن المركزي كشف مولوي أن خيماً نصبت وكان هناك محاولة لبناء غرف باطونية على كورنيش بيروت البحري “وهذا أمر لا يمكن القبول به”، مؤكداً أننا “بحاجة لمراكز إيواء أكبر في العاصمة”. ولفت إلى أن “الأملاك العامة هي صورة الدولة ولن نقبل بالتعدي عليها ولن نسمح أيضًا بالتعدي على الأملاك الخاصة والقوى الأمنية ستقوم بواجباتها بالطريقة اللازمة”.
الاعتداء على اليونيفيل
أما ميدانياً، فحصل تصعيد خطير تمثل في استهداف الجيش الإسرائيلي لبرج حراسة قوات اليونيفيل في المقر العام في رأس الناقورة. وصدر بيان عن “اليونيفيل” أشار إلى حصول “توغلات من إسرائيل إلى لبنان في الناقورة ومناطق أخرى. واشتبك جنود الجيش الإسرائيلي مع عناصر “حزب الله” على الأرض في لبنان. كما تعرّض المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة والمواقع المجاورة للقصف بشكل متكرر. وهذا الصباح (أمس) أصيب جنديان من حفظة السلام بعد أن أطلقت دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي النار من سلاحها باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر وتسبّبت في سقوط الجنديين. كما أطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار على موقع الأمم المتحدة في رأس الناقورة، فأصابوا مدخل الدشمة حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضراراً بالآليات ونظام الاتصالات.
كما شوهدت طائرة من دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي تحلّق داخل موقع الأمم المتحدة حتى مدخل الدشمة. وبالأمس، أطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار عمداً على كاميرات مراقبة في محيط الموقع وعطلوها. كما أطلقوا النار عمداً على نقطة مراقبة تابعة للأمم المتحدة في رأس الناقورة، حيث كانت تُعقد الاجتماعات الثلاثية المنتظمة قبل بدء النزاع، ما أدى إلى تضرر الإضاءة ومحطة إعادة الإرسال”. وأضاف “أننا نذكّر الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. إن أي هجوم متعمد على قوات حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701. إننا نتابع هذه المسائل مع الجيش الإسرائيلي”. ولاحقاً أكد المتحدث باسم اليونيفيل أن عمليات الاستهداف كانت على الأرجح مقصودة.
- صحيفة الديار عنونت: استهداف اسرائيلي مريب «لليونيفيل» وبيروت مجددا تحت النار
تكتيكات المقاومة تعيق الغزو البري والميركافا تحترق بالصواريخ
غطاء اميركي لاسرائيل «لسحق» حزب الله.. وصفا ينجو من الاغتيال
وكتبت تقول: لا «ضوء في نهاية النفق» حتى الان بغياب اي حراك دبلوماسي جدي يمكن التعويل عليه لوقف العدوان الاميركي- الاسرائيلي على لبنان الذي يهدف بحسب «الاوهام» الاسرائيلية الى «سحق» حزب الله وتغيير موزاين القوى في لبنان والمنطقة حتى لو استلزم ذلك الدخول في مواجهة مفتوحة مع ايران. وفيما اعتبر البيت الابيض امس ان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ووصفت العملية في لبنان بانها محددة، وذلك في سياق اجهاض الجهود الدبلوماسية الاوروبية وخصوصا الفرنسية لتحقيق خرق مفترض، توسع نطاق المجازر الاسرائيلية ووصلت الى وسط مدينة بيروت حيث اغار الطيران الحربي مساء على مبنيين سكنيين في البسطة والنويري حيث سوي احد المباني بالأرض، واصيبت شقة في المبنى الاخر، وسقط عشرات الشهداء واكثر من مئة جريح، وفيما زعمت اسرائيل استهداف رئيس وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا، اعلن حزب الله ان العملية فشلت وصفا بخير. وقبل ساعات على مجزرة في بلدة الكرك البقاعية حيث استشهد 8 مدنيين وجرح 18 آخرين إثر استهداف احدى المباني السكنية.
وبات واضحا، ان لدى الحكومة اليمينية المتطرفة اجندة تعمل على تطبيقها دون اي كوابح ولديها ما يكفي من الوقت اميركيا لتنفيذها، وما يعرقلها حتى الان نجاح حزب الله باستعادة توازنه بسرعة قياسية غير متوقعة، تجسدت بريا في المواجهات القاسية والصعبة على محاور القتال جنوبا، حيث تستنزف قوات الاحتلال يوميا بفعل تكتيكات مبهرة للمقاومة، فيما تعكس الرشقات الصاروخية المكثفة على المستوطنات نجاح الحزب في تحييد قدراته الصاروخية عن الاستهداف ما يضع قوات الاحتلال امام الخيار المر في توسيع نطاق الغزو البري ما يمنح حزب الله الفرصة للتفوق في الميدان الذي يعول عليه لتغيير مسار المواجهة المفتوحة على الكثير من المفاجآت والمواجهات الصعبة.
وفي هذا السياق، ارتفعت بالأمس التكلفة اللوجستية والبشرية في صفوف قوات الاحتلال اثر مواجهات ضارية في العديسة وكفركلا وبشكل خاص في راس الناقورة امس حيث فشلت اربع محاولات لانقاذ دبابة ميركافا احترقت بمن فيها اثر استهدافها بصاروخ موجه، حيث امطر المقاومون آليات وافراد القوات الاسرائيلية بالأسلحة المناسبة واوقعوا في صفوفها عشرات القتلى والجرحى وشوهدت الاليات تحترق بمن فيها. في المقابل وصل التصعيد الاسرائيلي الى درجة شديدة الخطورة قبل ساعات من اجتماع مجلس الامن لمناقشة الحرب على لبنان، من خلال استهداف مقصود لقوات «اليونيفيل» في 3 مواقع حدودية ادت الى اصابة عنصرين بجروح، وقد أعلن المتحدث باسم القوات الدولية ان الاستهداف كان مقصودا على الارجح، واستدعت ايطاليا السفير الاسرائيلي للاحتجاج بعد ان وصف وزير الدفاع الايطالي ما حصل بالأمس بانه غير مقبول على الاطلاق ويخالف القانون الدولي بشكل واضح ويشكل جريمة حرب محتملة. وامام خطورة الاستهداف اعلنت وزارة الجيوش الفرنسية ان باريس وروما ستطلبان اجتماعا للدول الأوروبية المساهمة في قوة الأمم المتحدة بعد تعرّضها لاطلاق النار.
الذعر الاوروبي
ووسط ضعف اوروبي واضح، واذعان «لقضاء وقدر» اسرائيل، اصاب الذعر الدول المشاركة في قوات «اليونيفيل» على خلفية عدم تقديم جيش الاحتلال اي تبرير لهذا الاستهداف الخطير، ووفقا لمصادر مطلعة، ثمنت الدول المشاركة بالقوات الدولية موقف حزب الله الذي اعلن عدم استهداف القوات الاسرائيلية التي احتمت بمواقع «اليونيفيل» كي لا تتعرض اوراح الجنود للخطر، وطالبت قوات الاحتلال بابتعاد الجنود عن مواقعها، لكن الرد جاء باستهداف مباشر، ودون سابق انذار، ودون اي مبرر عسكري حيث لا يوجد اي من عناصر حزب الله في محيط تلك المواقع.
لماذا استهداف «اليونيفيل»؟
وفيما طالب مندوب اسرائيل في الامم المتحدة «اليونيفيل» الانسحاب 5 كلم شمالا، تتخوف الدول المشاركة في هذه القوات من غياب الضمانات الجدية من قبل الحكومة الاسرائيلية لحماية جنودها ومواقعهم، وهذا ما سيتطلب اعادة النظر بخريطة انتشارهم كخطوة متقدمة لاحتمال سحبهم من مناطق القتال وربما من الحدود الجنوبية. وهو ما تعتقد مصادر لبنانية رسمية انه هدف تسعى اليه اسرائيل التي تحضر الى تصعيد خطير ولا تريد شهودا دوليين على الارض، ولهذا تسارعت الاتصالات بالأمس مع الدول المعنية التي ابدت حرصها على الابقاء على مشاركتها في هذه القوات، اقله في ظل الظروف الراهنة، لكن لا توجد اي ضمانة بان يبقى الحال على ما هو عليه اذا ما تمادت القوات الاسرائيلية باعتداءاتها، وعندها قد تضطر تلك الدول الى تحييد عناصرها عن ساحة المعركة خصوصا انها لا تملك اي تفويض للتصرف تحت البند السابع، ووجودها القانوني يبقى وفقا للبند السادس الذي لا يخولها الدخول في اشتباك.
كيف استهدفت «اليونيفيل»؟
وكان جيش الاحتلال استهدف برج حراسة لقوات الطوارئ الدولية في المقر العام في منطقة رأس الناقورة، واكدت «اليونيفيل» تعرض مواقع مجاورة ايضا للقصف بشكل متكرر. وقد أصيب جنديان بعد أن أطلقت دبابة ميركافا النار باتجاه برج مراقبة في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر وتسببت في سقوط الجنديين. كما أطلق جنود الاحتلال النار على موقع الأمم المتحدة 1-31 في رأس الناقورة، فأصابوا مدخل الدشمة حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضراراً بالآليات ونظام الاتصالات. كما شوهدت طائرة بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي تحلق داخل موقع الأمم المتحدة حتى مدخل الدشمة. كما أطلق جنود الاحتلال النار عمداً على كاميرات مراقبة في محيط الموقع وعطلوها. كما أطلقوا النار عمداً على نقطة مراقبة تابعة للأمم المتحدة في رأس الناقورة، حيث كانت تُعقد الاجتماعات الثلاثية المنتظمة قبل بدء النزاع، مما أدى إلى تضرر الإضاءة ومحطة إعادة الإرسال. ودعت قوات «اليونيفيل» الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. ولفتت الى إن أي هجوم متعمد على قوات حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701.
تشاؤم غربي
في غضون ذلك، عبرت مصادر دبلوماسية غربية امام شخصيات لبنانية رسمية عن تشاؤم استثنائي حيال المرحلة المقبلة في ظل انسداد الافق امام اي حوار مع حكومة اليمين المتطرفة في اسرائيل والتي ترى انها امام فرصة تاريخية للتخلص من «اعدائها» في المنطقة، ولهذا فهي ليست في وارد التراجع عن خططها الموضوعة في الادراج منذ مدة، ويجري تنفيذها تباعا، حيث لم يبلغ التصعيد ذروته بعد في ظل اعجاب اميركي بالإدارة الاسرائيلية للحرب ومنح حكومة اليمين الوقت الذي تحتاجه لتنفيذ المهمة..
ماذا تخطط اسرائيل؟
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «معاريف» عن ماهية المهمة وحقيقة ما يدور في ذهن القيادات السياسية والامنية الاسرائيلية ورجحت ان تكون المواجهة مع إيران خيارا حتميا لا ينبغي الامتناع عنه. ولفتت الى ان الامر يتعلق بأحداث تغيير جوهري في الشرق الأوسط، يجعل إسرائيل حقيقة ناجزة في نظر جيرانها ويدفع قدماً بإنهاء النزاع في المنطقة وفق شروطها. اما لماذا الآن؟ لان المعادلة تغيرت بحسب اعتقاد اسرائيل بعد الهجمات على لبنان في الأسبوعين الأخيرين. ولان الوضع الجديد، المميز، لن يبقى هكذا أبداً، فيجب استغلاله حتى النهاية.
سحق حزب الله؟
وتعتقد القيادة الاسرائيلية الحالية انها نجحت في» سرقة الأوراق». وهي مقتنعة بان هجوم الجيش الإسرائيلي «المدهش» في لبنان ينطوي على بشرى ممكنة لتصفية هذا «المحور الخطير». وهذا لن يحصل إلا بالتصميم على الحرب. ولهذا فان اسرائيل تصر على مواصلة القتال في لبنان دون خوف، حتى الوصول إلى ترتيب يتضمن نوعاً من اتفاق سلام مع لبنان، لا يضعف حزب الله بل يسحقه على نحو كامل. وبرايها فان الفرصة متاحة، فإيران لا تملك الآن سلاحاً نووياً، وحزب الله تم اضعافه. وهاتان الحقيقتان تضعان إسرائيل في النقطة الزمنية الحالية في تفوق واضح على إيران التي ستصبح نووية بعد سنتين ومعززة بحزب الله «المرمم».
اليهود والشرق الاوسط!
ولا يتوقف «الطموح» الاسرائيلي عند اي حد، ووفق «معاريف»، فإن اسرائيل تخوض هذه الحرب تحت عنوان «الازدهار والسلام» في المنطقة، وهي ستستقبل بأذرع مفتوحة في الشرق الأوسط، وسيكون هناك اعتراف بالارتباط التاريخي لليهود في البلاد، وسيتم الاعتراف بحق الشعب اليهودي في إقامة سيادة في الشرق الأوسط». ولهذا لا يجب الامتناع عن حرب إقليمية بأي ثمن. اما إذا ارتكب الإيرانيون الخطأ وقرروا الرد، فستكون لاسرائيل فرصة لمرة واحدة، براي الصحيفة، بان تهاجم المحور وتضعفه، وتعطي أملاً لما أسمته المحور المعتدل في الشرق الأوسط».
من جهتها، تقر مصادر مقربة من حزب الله بان اهداف الحرب الاسرائيلية هذه المرة ليست تكتيكية وانما استراتيجية وتهدف الى تغيير وجه المنطقة، وترتيب الشرق الاوسط الجديد وفقا لشروط اذعان واشنطن وتل ابيب، لكن هذه الاوهام لن تصبح حقيقة بسبب الحسابات الاميركية والاسرائيلية الخاطئة المبنية على الاستعجال في استنتاج التمكن من اضعاف حزب الله ومحاصرة ايران. وتدعو تلك المصادر الى مراقبة الميدان جنوبا، وفي الاقليم ايضا، وعندها سيكتشف كل من يراهن في الداخل اللبناني وفي الخارج على ضعف المقاومة انه يعيش «نشوة» انتصار كاذبة لن تدوم طويلا.
تكتيكات المقاومة
في هذا الوقت، وسعت قوات الاحتلال من دائرة استهدافاتها وشنت غارتين في بيروت على مبان سكنية في النويرة والبسطة، زاعمة استهداف رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا الذي أعلن حزب الله لاحقا انه بخير. فيما ارتكبت مجزرة بحق المدنيين في بلدة الكرك في زحلة حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى. من جهتها تعتمد المقاومة في المواجهة على 3 مسارات متوازية، ووفقا لمصدر ميداني، قسمت المهام على القوات المقاتلة حيث يعمل جزء منها على صد قوات الاحتلال المتقدمة، والقسم الآخر يقوم بتوجيه ضربات للقوات المحتشدة خارج الحدود، فيما تتولى وحدة الصواريخ دك المستوطنات القريبة والبعيدة. وقد جرى بالأمس استهداف 5 آليات مع عناصرها. وجرى صد العديد من التوغلات على أكثر من محور. وفي بعض النقاط استعملت مواقع قوات «اليونيفيل» كدروع بشرية وخصوصا في ميس الجبل.
القلق الاسرائيلي من الفشل
في هذا الوقت، بدأت الاصوات ترتفع داخل كيان العدو مطالبة بتفسيرات حول الفشل في منع سقوط صواريخ حزب الله في المستوطنات، ولفت عدد من المعلقين وفي مقدمتهم المحلل العسكري الون بن ديفيد الى ان حجم الرشقات الصاروخية اظهر قدرة حزب الله على ادراة المعركة، وتبين انه لا يمكن حماية كريات شمونة وغيرها من المدن لان الحزب قادر على اطلاق كمية كبيرة من الصواريخ التي لا يمكن اعتراضها وهذا يفسر سقوط 40 صاروخا في امكان مختلفة في كريات شمونة، وقال بن ديفيد «عدنا الى ما قبل توسيع العملية العسكرية في لبنان واستعاد حزب الله كفاءته وهو ينجح في تحدي القبة الحديدية وصواريخه تصل الى كل مكان». ومن هنا دعا البعض الى الذهاب الى وقف النار والقبول بتسوية سياسية لان حزب الله أرسل «رسالة» واضحة انه ما يزال قادرا على القتال لفترة طويلة.
- صحيفة الأنباء عنونت: العدوان الإسرائيلي بلا أي حدود.. رهان الإنقاذ يبقى على الأفعال لا التصاريح
وكتبت تقول: فيما يواصل لبنان الرسمي تكثيف الاتصالات بهدف توفير ضغط دولي حقيقي يوقف العدوان الإسرائيلي عليه، فإنّ التطور العسكري الأبرز أمس كان استهداف اسرائيل لثلاثة مواقع للقوات الدولية في الجنوب، خاصة في رأس الناقورة حيث أصيب جنديان دوليان بجروح، الأمر الذي ما لاقى موجة استنكار وشجب لاسيما من الأمم المتحدة بطبيعة الحال، ومن الدول المشاركة في قوات حفظ السلام، وهو استهداف مباشر ومقصود بالدرجة الأولى محاولة من تل أبيب لترهيب القوات الدولية ومنعها من القيام بعملها، وربما لإفراغ المواقع المستهدفة.
ومع تكرار محاولات قوات الإحتلال الدخول الى الاراضي اللبنانية عبر الخط الأزرق سُجلت أمس مواجهات عنيفة بين المقاومة والقوات الإسرائيلية في رأس الناقورة، حيث تمكنت المقاومة من تدمير دبابة ميركافا وإيقاع العديد من عناصر القوة المتقدمة بين قتيل وجريح. فيما تصدت المقاومة لمحاولة أخرى بين بلدتي ميس الجبل ومحيبيب، وقرب جبانة يارون.
أما على صعيد الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين فقد واصلت طائرات الإحتلال قصفها لمبان سكنية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، وصولاً إلى العاصمة بيروت حيث استهدفت غارة اسرائيلية مبنى سكنياً في النويري نتج عنها استشهاد ٢٢ شخصا وإصابة ١١٧ آخرين وفق حصيلة لوزارة الصحة. ويعد هذا الاستهداف الثالث في العاصمة بيروت بعد غارتي الكولا والباشورة قبل أيام. وفي حين قالت وسائل إعلام عبرية أن الغارة على بيروت استهدفت مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا، أكدت مصادر الحزب أن صفا نجا من الاستهداف.
سياسيا تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري حركته المكثفة، فالتقى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في عين التينة وكذلك السفير القطري الشيخ سعود بن عبد آلرحمن آل ثاني، في وقت الرئيس ميقاتي أجرى بدوره الرئيس ميقاتي مروحة اتصالات شملت عدداً من المسؤولين في الدول الشقيقة والصديقة، كما أجرى اتصالاً مع الجانب الفرنسي من أجل الضغط لتحقيق وقف لإطلاق النار.
كما دعا ميقاتي لعقد جلسة لمجلس الوزراء اليوم لمعالجة الأمور الطارئة الخاصة بموضوع النازحين الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون ومئتي ألف نازح. وأشارت مصادر حكومية لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن مأساة النزوح من المناطق المستهدفة بالغارات الإسرائيلية تجاوزت قدرات الدولة الاستيعابية. وتحدثت المصادر نفسها عن تأمين أكثر من 1000 مركز إيواء، وان الاتصالات تركزت على توسيع هذه المراكز وتأمين المستلزمات من فرش وبطانيات إضافة إلى المستلزمات الصحية والغذائية.
من جهة ثانية تحدثت المصادر عن إشارات إيجابية بشأن اللقاء الثلاثي في عين التينة الأسبوع الماضي وما صدر عنه من توصيات، وأن هذه الإشارات بدأت تصدر من قبل بعض الكتل النيابية التي تعي مخاطر هذه الأزمة وما قد ينجم عنها من تداعيات على الواقع اللبناني، واعتبرت أنه “قد يكون لبعض الأفرقاء وجهات نظر مختلفة، فهذا أمر متوقع في بلد مثل لبنان. لكن المهم في مثل هذه الظروف المصيرية التي يمر بها وطننا أن نكون حاضرين على المستوى الوطني من أجل العمل على انتخاب رئيس جمهورية وانتظام عمل المؤسسات قبل فوات الآوان”.
الى ذلك تلقى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى اتصالا هاتفيا من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، للبحث في التطورات وتقييمها والتنسيق المشترك لآفاق المرحلة والتشاور حول فكرة انعقاد قمة روحية تجمع القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، لمناقشة تداعيات الحرب العدوانية على لبنان واتخاذ المواقف المناسبة لإنقاذ البلاد وصون الوحدة الوطنية وقد أجرى الشيخ أبي المنى اتصالين للغاية عينها بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب.
وإذ ينتظر اللبنانيون من جميع الفعاليات والقيادات السياسية كما الروحية التلاقي على كلمة سواء لإنقاذ لبنان، فإن الرهان الحقيقي يبقى على تحويل كل هذه الإشارات إلى أفعال تضع الدولة على سكة الخلاص، قبل أن تأكلنا دوامة العنف على حد تعبير رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط.