قالت الصحف: العالم ينتظر السيّد
الحوارنيوز – خاص
فيما تحشد الولايات المتحدة الأميركية اساطيلها في المتوسط كنوع من أنواع التهديد والتحير للمقاومة في لبنان لمنعها من التدخل لإيقاف مجازر العدو في غزة، تتواصل المواقف العلنية للإدارة الأميركية وحلفائها الأوروبيين قبيل كلمة السيد حسن نصرالله المقررة تمام الثالثة من بعد ظهر اليوم.
ووفقا لإفتتاحيات صحف اليوم فإن العالم بأسره ينتظر كلمة “السيد” والتي سيعبر فيها عن رأي محور المقاومة.
- صحيفة النهار عنونت: تمهيد ناري لنصرالله: 19 هجوماً وإدخال المسيرات
وكتبت تقول: أيا يكن مضمون الكلمة التي سيلقيها في الثالثة عصر اليوم الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، فان مقدماتها الشكلية والإعلامية كما التمهيد “الميداني” لها عكس قدرا كبيرا من التركيز على طابعها المفصلي لكونها الاطلالة الأولى لنصرالله منذ عملية “طوفان الأقصى” في غلاف غزة والحرب التي اشتعلت عقبها بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة وتمددت شظاياها الى جنوب لبنان الذي صار جبهة ميدانية ولو لم تشتعل معه “بعد” حرب شاملة. ومن نافل القول ان أي تسريبات جدية حول مضمون الكلمة لن تسبقها حفاظا على الطابع السري المفصلي المتروك لصاحب المناسبة لكي يعلنه. ولكن ذلك لم يمنع تقصي بعض التقديرات الجدية حيالها والتي ترجح، تبعا لكل الظروف الموضوعية التي سبقت القاء هذه الكلمة والتطورات الميدانية التي تواكبها، ان ترسم لها حدان عريضان: الحد الأول ذهاب الأمين العام ل”حزب الله” الى اقصى التحذيرات والتهديدات لإسرائيل التي تقارب التهديد بحرب تتجاوز بكثير ما أصابها في هجوم “طوفان الأقصى” ومن ثم المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في حال الاعتداء على العمق اللبناني وتجاوز خطوط المواجهة الحالية. والحد الثاني تحديد المسار الميداني الذي يتولاه “الحزب” منذ 8 تشرين الأول “نصرة لغزة وفلسطين” والاطلالة على المشهد العام للمواجهة الجارية عبر “وحدة الميادين”.
تبعا لذلك بدا واضحا ان الحزب أراد اطلاق التمهيد الناري المتناسب مع ما أراد اطلاقه من رسائل السيد نصرالله في كلمته اليوم، فشن البارحة، عشية القاء الكلمة، أوسع هجماته المركزة على طول خطوط المواجهة الحدودية مع إسرائيل مستهدفا كل المواقع العسكرية الإسرائيلية المواجهة واحصت وكالة رويترز 19 هجوما متزامنا شنها “حزب الله” على مواقع إسرائيلية على الحدود مع لبنان . كما ان الحزب ادخل للمرة الأولى سلاح المسيرات في هجماته على المواقع الإسرائيلية اذ اعلن مهاجمة مقر قيادة الكتيبة الاسرائيلية في ثكنة زبدين في مزارع شبعا بواسطة مسيرتين إنقضاضيتين هجوميتين مليئتين بكمية كبيرة من المتفجرات مؤكدا انهما اصابتا أهدافهما بدقة عالية. يضاف الى ذلك ان “حماس” – فرع لبنان انخرطت مجددا في الهجمات فاعلنت تبنيها اطلاق 12 صاروخا على مستوطنة نهاريا في شمال إسرائيل. واكد الحزب في بيان مسائي انه “تزامنا مع الهجوم بالمسيرات على ثكنة زبدين هاجمنا 19 موقعا ونقطة إسرائيلية في وقت واحد باستخدام الصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية والأسلحة المباشرة وحققنا فيها إصابات مباشرة “. وعدد المواقع والنقاط التي استهدفت.
وشهدت القطاعات الشرقي والوسط والغربي اعنف أيام المواجهات منذ اندلاعها في الثامن من تشرين الأول الماضي ووسّع الجيش الإسرائيلي من رقعة اعتداءاته للمرة الثانية خلال أسبوع وطاول للمرة الأولى منذ حرب تموز 2006، الاطراف الغربية لبلدة يحمر – الشقيف، حيث سقطت قذيفتان مدفعيتان على طريق الوادي المؤدية الى النهر في منطقة مفتوحة وعلى مسافة قريبة من المنازل السكنية من دون وقوع اي اصابات. وساد توتر كبير في محيط يارون وعيتا الشعب وتساقطت عشرات القذائف وسط تحليق للطيران الاسرائيلي في أجواء المنطقة كما تعرضت بلدات برج الملوك والقليعة ومرجعيون واطراف دبين للقصف، وقام الجيش الإسرائيلي بإلقاء القنابل الفوسفورية على أطراف البلدات الحدودية إبل السقي ومركبا وحولا. وأفادت وسـائـل إعـلام اسرائيليـة، بأن “25 صاروخاً و قذيفة استهدفوا مواقع للجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع لبنان في التوقيت نفسه “.
وتحدثت تقارير عن تطور اخر شهدته المواجهات امس تمثل بقصف إسرائيلي في اتجاه رأس الناقورة طاول منطقة الطفافات البحرية وهي المرة الأولى التي تكون فيها هذه المنطقة مستهدفة لا سيما أن منطقة الطفافات هي التي بقيت عالقة في ملف ترسيم الحدود البحرية. وسقط في القصف الإسرائيلي على وادي السلوقي قتيلان وجريح .
ومع توجه الانظار الى كلمة نصرالله اليوم وجه المتحدث بإسم الجيش الاسرائيلي دانيال هغاري رسالة إلى الأمين العام لـ”حزب الله” قائلا “نحن جاهزون”. وفي إيجازه الصحافي اليومي، توجه هغاري إلى نصرالله، مؤكداً أن “الجيش الإسرائيلي على استعداد تام للرد بقوة على أي شخص يحاول تقويض الوضع الأمني في الشمال”، مشدداً على “أننا مستعدون بقوة على الحدود الشمالية”. وأشار إلى أنه حتى الساعة الأخيرة “هاجم الجيش مواقع على الحدود اللبنانية أطلقت منها صواريخ باتجاه إسرائيل”، مبيناً أن “الفرق على الحدود تعرضت لهجوم أيضا في الساعة الماضية”.بغنى عن حرب “
وعلق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي على الوضع في لبنان فقال: “سننتظر ما سيقوله نصرالله غداً ورسالتنا له ولأيّ طرف آخر بأنّ عليه ألّا يوسّع الصراع والبيت الأبيض لم يرَ دليلاً على أنّ “حزب الله” مستعدّ لاستخدام القوة الكاملة”.
وبدوره اعتبر وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو خلال زيارة لجنوب لبنان أن هذا البلد “بغنى عن حرب” مع اسرائيل . وقال خلال تفقده الكتيبة الفرنسية في قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، إن “لبنان بغنى عن حرب، هذا أقل ما يمكن أن نقوله”. وأضاف “ناهيك عن أن هذه الحرب يمكن أن يكون لها آثار تصعيدية كبيرة على المنطقة بأكملها”. واعتبر لوكورنو أنه في مواجهة التوترات الحالية، لا أحد لديه مصلحة في “توقف” مهمة اليونيفيل، معتبراً أن الأخيرة تمثّل “الحل”. وأضاف: “إذا كان من وقت نحتاج فيه إلى المراقبة والردع لتجنب التصعيد، فهو الآن”. وأعرب عن أسفه لسماع “من هنا وهناك أن اليونيفيل يجب أن توقف دورياتها”، من دون أن يحدد الطرف الذي يقصده.
· صحيفة الأخبار عنونت: تصعيد كمّي ونوعي للمقاومة عشية «يوم نصرالله»
وكتبت تقول: عشية الخطاب الذي يلقيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، أكّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين «أننا غداً (اليوم) سنكون مع الكلام الفصل وسنستمع إلى الكلمة التي تحدّد المسار والمستقبل»، معتبراً أن «التصدي البطولي للمقاومين يؤكّد أن لا تخليَ عن قرار المقاومة والعدو سيرى في المستقبل ما يؤكد هذه الحقيقة». فيما شهدت جبهة الجنوب الممتدّة من رأس الناقورة غرباً إلى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، أمس، تصعيداً لافتاً لعمليات المقاومة ضد مواقع جيش العدو، كماً ونوعاً، وَراوحت بين إطلاق صواريخ موجّهة وصواريخ أرض – جو، وصولاً إلى دكّ المستوطنات الإسرائيلية بين كريات شمونة (3 كلم عن الحدود) وصفد (15 كلم). واستخدمت المقاومة للمرة الأولى مُسيّرتين هجوميتين ضد ثكنة لجيش الاحتلال في مزارع شبعا. ودّلت عشوائية الردود الإسرائيلية التي أتت على شكل غارات واستهدافات متنوعة، على حجم التوتر حيال شمولية الهجمات وتنوّع أهدافها وتعدد فصائل المقاومة المشاركة فيها.
ولفت صفي الدين، خلال افتتاح معرض «أرضي» في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى أنّ «وقف المجازر في غزة وإنهاء القتل هما السبيل الوحيد لبدء معالجات حقيقية»، مؤكداً أنّ «النتيجة الحتمية هي أنّ أهداف جو بايدن وبنيامين نتنياهو لن تتحقق». وأكّد أنّ «غزة لا تُسحق حتى لو جاءت كل أساطيل العالم، ولو دمّروا ما دمّروا، ستبقى المقاومة بعد كل هذه المجازر». وقال إن «هذا العدو لا يستحق إلا القتل وأن يُواجه بقوة الحق والدفاع»، و«القرار الحقيقي اتّخذه أهل غزة وهو قرار قوي وثابت بأنهم لن يتخلوا عن المقاومة».
ميدانياً، طاولت عمليات المقاومة مواقع الاحتلال ومستوطناته من كفرشوبا شرقاً مروراً بشبعا وكفركلا، وصولاً إلى رأس الناقورة غرباً. وبدأت المقاومة، منذ الواحدة بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، عملياتها النوعية باستهداف طائرة مُسيّرة للعدو الإسرائيلي بصاروخ أرض – جو، ما أدى إلى تحطمها في أجواء قريتَي المالكية وهونين. وأعلن حزب الله استهداف منظومة التجسّس في موقع العباد «وإصابتها إصابة مباشرة». كما هاجم المقاومون مقر قيادة كتيبة الاحتلال في ثكنة زبدين في مزارع شبعا المحتلة بواسطة مُسيّرتين انقضاضيتين هجوميتين مليئتين بكمية كبيرة من المتفجّرات، و«أصابتا أهدافهما بدقّة عالية داخل الثكنة»، ما شكّل ارتقاءً من قبل المقاومة في استخدام الأسلحة والتكتيكات الجديدة في المواجهة مع العدو.
وبالتزامن، هاجم المقاومون، بالصواريخ الموجّهة والقذائف المدفعية والأسلحة المباشرة، في وقتٍ واحد عند الساعة 3:30 عصراً، 19 موقعاً ونقطة عسكرية للعدو في المرج والمالكية وجل الدير ورأس الناقورة البحري وخربة زرعيت والضهيرة والنقاط 12 و13 و14 و16 بين الموقع البحري وجل العلام، والنقطة 59 مقابل موقع الضهيرة، والنقطتين 62 و67 مقابل حدب البستان، والنقاط 89 و90 و91 بين مرتفع أبو دجاج وخربة زرعيت، والنقاط 394 و395 و396 مقابل بلدة هونين المحتلة. وبهذا تكون عمليات حزب الله قد غطّت كامل المنطقة في القطاعات الأوسط والشرقي والغربي في وقت واحد.
الرقابة العسكرية الاسرائيلية تحظر نقل خطاب الأمين العام لحزب الله
وفي السياق التصاعدي ذاته، أعلنت «كتائب القسام – لبنان» قصف مستوطنة كريات شمونة ومحيطها في شمال فلسطين المحتلة بـ12 صاروخاً. وأقرّت وسائل الإعلام العبرية بسقوط عدة إصابات وُصفت بعضها بالمتوسطة، فيما أظهرت مشاهد مصوّرة اندلاع حرائق وآثار دمار كبير في ثلاثة أهداف متفرقة في المستوطنة.
ووسّع العدو الإسرائيلي دائرة استهدافه لتطاول قذائف مدفعيته المنازل السكنية في أكثر من منطقة حدودية لبنانية. فأصيبت عدة منازل بقصف مدفعي معادٍ على أطراف بلدة الخيام، كما اندلع حريق في منطقة السهل. واستهدفت مُسيّرة معادية بثلاثة صواريخ حرجاً للصنوبر في تل النحاس. كما طاول القصف الإسرائيلي أطراف بلدة كفرشوبا، فيما شنّ العدو غارات جوية إضافة إلى القصف المدفعي على أطراف بلدات حدودية عدّة في القطاع الغربي، وأطراف مارون الرأس وعيترون وخراج بلدة مركبا، إضافة إلى خراج بلدتَي الخيام وحولا.
واكتملت أمس التحضيرات للاحتفال التكريمي اليوم لـ«الشهداء على طريق القدس»، والذي يقام في الوقت نفسه في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية، وحسينية مدينة النبطية، وحسينية بلدة دير قانون النهر، وحسينية مقام السيدة خولة في بعلبك. وتزيّنت المنصة الرئيسية في باحة عاشوراء حيث سيطل السيد نصرالله عبر شاشة عملاقة بشعارات تؤكد وجهة البوصلة نحو فلسطين مثل مع شعار مركزي يؤكد أن «العالم المقبل هو عالم فلسطين».
الترقّب لموقف نصرالله من العدوان الإسرائيلي وصل إلى واشنطن، إذ قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: «إننا سننتظر ما سيقوله الأمين العام لحزب الله غداً (اليوم) ورسالتنا له ولأي جانب آخر بأن عليه ألا يوسّع الصراع». فيما غابت التعليقات الإسرائيلية أمس حول خطاب نصرالله واتفقت وسائل الإعلام الإسرائيلية على عدم نقل خطاب نصر الله اليوم بناء على طلب الرقابة العسكرية، تولّى الإعلام الأميركي بثّ ما يمكن تسميته «معادلة» في وجه ما يمكن أن يحمله الخطاب من مواقف تصعيدية تصبّ في اتجاه تسخين الجبهة الشمالية، إذ نقلت شبكة «سي أن أن» عن مسؤول أميركي لم تسمّه، قوله إن «إيران تدرك أنه من المرجّح تعرّضها لهجمات مباشرة ومدمّرة إذا صعّد حزب الله مع إسرائيل أو واشنطن». كما نقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين أن «هناك قلقاً عميقاً من أن عدم وجود سيطرة إيرانية كاملة على حزب الله قد يدفع الحزب للتصعيد».
- صحيفة الديار عنونت: العالمُ على «رِجلٍ واحدة» بانتظار نصرالله واسرائيل تخشى «السيناريو الكارثة»؟
حزب الله يصفُه بخطاب تحديد «المسار والمستقبل»… واشنطن: ننتظرُ ما سيقوله
المقاومة تباغتُ الاحتلالَ بـ 19 هجوما متزامنا وتُدخل «المُسيَّرات» الى المعركة
وكتبت تقول:: تقف اسرائيل ومعها الكثيرون على “رجل واحدة” ازاء الغموض الذي يكتنف مضمون كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، وسط تشكيك في كل التقديرات الاستخباراتية حول مضمونها بعد ان أثبتت فشلها بعد هزيمة “طوفان الاقصى، وازاء كل التوقعات المتدحرجة التي تبدا من الاسوأ، اي اعلان الحرب، وصولا الى رسم قواعد الاشتباك الجديد، اوالاعلان عن خطوط حزب الله الحمراء في غزة والجنوب، الا ان لا شيء يمنع ايضا ان تبقى الكثير من النقاط على غموضها، كما يقول الاسرائيليون الذين تعتقد بعض قياداتهم ان القلق قد يستمر الى ما بعد الكلمة، لأن اطلالة اخرى متوقعة في الـ 11 من الجاري في “يوم شهيد حزب الله”، وقد يكون الوقت الفاصل مسرحا لاختبارات ميدانية مؤلمة. واذا كانت الترجيحات كلها تشير الى ان خطاب السيد نصرالله لن يتضمن إعلانا مباشرا بالحرب، وإنما الاعلان عن تكتيك واستراتيجية جديدة متدحرجة في المعركة الدائرة مع “إسرائيل”، الا ان ثمة اجماعا على ان لإطلالة اليوم أهمية لا توازيها أي إطلالة منذ حرب تموز 2006 لأن عنوانها يرتبط بتحديد موقع لبنان والمنطقة من المجزرة المستمرة في غزة والمفتوحة على كل الاحتمالات. واذا كانت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية قد رجحت أن يتجاوز عدد المشاهدين لخطاب السيد عدد مشاهدي الكلاسيكو الإسباني والكلاسيكو الإنكليزي مجتمعين، فقد اكد المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي جون كيربي انهم في انتظار ما سيقوله اليوم “وننصحه” بان عليه الا يوسع الصراع، فيما اختصر رئيس الهيئة التنفيذية لحزب الله السيد هاشم صفي الدين مضمون الكلمة بالقول انها ستحدد “المسار والمستقبل”. ميدانيا، وفيما تخشى واشنطن من قيام “اسرائيل” بخطوة متهورة للتصعيد في المنطقة بهدف حماية نتانياهو من السقوط، وقبل ساعات من الخطاب وجهت المقاومة “رسالة” ميدانية بالغة الدلالة ردا على توسيع قوات الاحتلال رقعة اعتداءاتها، فبعد ساعات على تجاوز الجيش الاسرائيلي قواعد الاشتباك القائمة منذ الثامن من تشرين الاول وتقصده استهداف المدنيين، شنت المقاومة 19 هجوما متزامنا على مواقع الاحتلال على طول الحدود مستخدمة للمرة الاولى طائرات مسيّرة مفخخة، وما حصل يعتبر بداية مرحلة جديدة من عملية الاشغال بالنار على الحدود، وبات واضحا ان حزب الله يتدرج عسكرياً في نوعية عملياته ونطاقها، وقد شهدت المواجهة بالامس إطلاق صواريخ باتجاه مدينة صفد في الجليل حيث دوت صافرات الإنذار، علماً أنها تبعد حوالى 20 كلم عن الحدود اللبنانية، فيما سقطت عدة صواريخ على كريات شمونة محدثة اضرارا كبيرة في عميلة تبنتها “كتائب القسام”. وفي دليل على حالة الهلع التي يعيشها الكيان، دعت قوات الاحتلال المستوطنين في المستوطنة للنزول الى الملاجىء للاشتباه في تسلل مسيرتين من الشمال!
اسئلة واجوبة حول الخطاب!
وسط التعتيم على المضمون الاستراتيجي لكلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، من الثابت انها ستتضمن تأبيناً يليق بشهداء الحزب الذين يسقطون على طريق القدس، وشرح المعنى المهم لهذا الاستشهاد في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ المنطقة، واهمية قواعد الاشتباك الجديدة على طول الحدود الجنوبية، وكذلك شرحا تفصيليا للمعاني العميقة لعملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس والتي أعادت للقضية الفلسطينية موقعها المتقدم وادخلت “اسرائيل” في اسئلة وجودية هي الاكثر جدية في تاريخها، كما ستتضمن بالطبع عرضا تفصيليا لاهمية انتصار المقاومة في غزة لان مصير المنطقة متوقف على نتائج هذه الحرب. ولن تخلو الكلمة من الرسائل للاميركيين بعد التدخلات العسكرية المباشرة في الحرب واستقدام حاملات الطائرات والبوارج الأميركية والأوروبية الى المنطقة. كما ستكون “الرسالة” الاكثر وضوحا وشدة تجاه “اسرائيل” اذا ارتكبت اي حماقة ضد لبنان، ولن يغيب عن بال السيد نصرالله التاكيد ان حزب الله في قلب المعركة وجاهز للحرب إذا فُرضت عليه. لكن تبقى الاسئلة الحائرة حول خطوة حزب الله المقبلة. ومتى؟ وكيف؟ ووفق اي قواعد” وخطوط حمراء”؟
سيناريو “ارمجدون”
وفي دلالة على حجم الاهتمام بالخطاب، رجحت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية أن يتجاوز عدد مشاهدي الخطاب عدد مشاهدي الكلاسيكو الإسباني والكلاسيكو الإنكليزي مجتمعين. وقالت انه مع الترقّب وبدء العد التنازلي، ثمة 3 سيناريوهات لما سيرد في خطاب السيد نصر الله، أبرزها السيناريو الثالث وهو ما أسمته “سيناريو أرمجدون”، وهو أن يُعلن في الدقائق الأولى من خطابه أن الصواريخ الآن في طريقها إلى تل أبيب وأن قوات الرضوان قد أصبحت في الجليل، ومع أن هذا السيناريو غير مرجح برايها، إلا أن المؤسسة الأمنيّة والعسكريّة الإسرائيليّة تحسب لهذا السيناريو ألف حساب منذ إعلان توقيت الخطاب. ولفتت الصحيفة الى ان التقديرات في “اسرائيل” ان إيران لن تتدخل بشكل مباشر في الحرب، وحزب الله لن يفعل إلا إذا فرضت عليه “إسرائيل” ذلك. الوضع الحالي في الدول العربية لا يشير إلى توسع الحرب. أما واشنطن فتظهر عدم الرغبة في ذلك. وفي الأيام القريبة المقبلة، ربما يزيد حزب الله من حدة ردوده ويحاول نقل خط إطلاق الصواريخ نحو الجنوب بالتدريج. وهذا يتعلق أيضاً بخطوات “إسرائيل”.
نصرالله يمزق اعصاب الغرب و”اسرائيل”
وفي “اسرائيل”، لا اجوبة على مضمون الكلمة، وانما قلق، صحيفة “يديعوت احرنوت” اشارت الى ان كل وكالات الاستخبارات – في شمال أميركا وأوروبا، وفي دول الشرق الأوسط وبالطبع في “إسرائيل”- تتابع نشر أسطول السفن الحربية الأميركية في المنطقة، وبالتوازي، تنتظر هذه الوكالات، خطاب الأمين العام لحزب الله. وتساءلت: هل سلاح البحرية الأميركي مستعد لـ “أم كل الهجمات”، وكابوس جبهات متداخلة في غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن، وربما حتى في إيران، أم سيكتفي بإطلاق رسالة تحذير حادة؟ وقالت ان السيد نصر الله، عن قصد، يمزق أعصاب “إسرائيل” والغرب. والسؤال الكبير برايها هو: هل سيكتفي زعيم حزب الله بتهديدات حادة، مهما كانت قاسية وصريحة، أم يخفي بين ثنايا عباءته خطة “شيطانية” لمهاجمة “إسرائيل” من جهات غير متوقعة؟ وبرايها كل شيء ممكن، وكل شيء تفحصه أجهزة الاستخبارات على مدار الساعة، وهي أجهزة تعمل الآن بتعاون وثيق مع “إسرائيل”. لكن حتى الآن، كما ينبغي الاعتراف، فان حزب الله هو المنتصر، فبدون ان يحتاج الى عبور الحدود اللبنانية هرب سكان بلدات الشمال الإسرائيلي من بيوتهم ويبقون في الملاجئ، وهو دفع كتائب كبيرة من الجيش الإسرائيلي الى حالة التأهب. وخلصت “يديعوت” الى القول: حزب الله ليس حماس، وهذا ما يجب ألا ننساه ولو للحظة. هذه منظمة ليست كبيرة جداً ولكنها خطرة، مدعومة بشكل كبير بالمال وبالسلاح من إيران. شعارهم حماية لبنان من أعدائه، لكن تقديرات الاستخبارات تشير حتى الان الى أن إيران والحزب يستعدان، بالضبط مثل “إسرائيل” لمعركة طويلة في غزة – دون تدخلهما المباشر.