سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف :السجال بين التيارين ينسف مساعي الحلول المرجوة
الحوار نيوز – خاص
في الوقت الذي كانت فيه الساحة اللبنانية تنتظر نتائج التحرك الأميركي الفرنسي ،إندلع سجال ساخن بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل ،أوحى بأن الحلول ما تزال بعيدة عن المرتجى وأن تشكيل الحكومة دونه عقبات كثيرة.
بعض الصحف الصادرة اليوم تناولت هذا الواقع على النحو الآتي:
-
صحيفة النهار كتبت تقول: لعل الذين راهنوا مجددا في الأيام الأخيرة على ان تحمل الحركة الديبلوماسية الاستثنائية التي قامت بها سفيرتا الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان بالإضافة الى بعض التحركات والمواقف الداخلية معالم انفراج ما أعادوا النظر بسرعة في رهانهم امس وعادوا الى مربع التشاؤم . ذلك ان الهجوم المقذع الذي بادر به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الرئيس المكلف سعد الحريري ذاهبا الى اتهامه وتحميله تبعة ما وصفه بذبح البلد لم يكن امرا عابرا اطلاقا بل متعمدا ومقصودا وهادفا الى إعادة تفجير المناخ السياسي والإعلامي مع الحريري وتيار المستقبل . ولا يحتاج المراقبون الى تدقيق كبير في مغازي هذا التفجير سواء كان باسيليا باسم التيار فقط او مشتركا باسم العهد وتياره لان التوقيت يكشف الأهداف باعتبار ان باسيل الذي كان بادر قبل يومين فقط الى اصطناع لهفته على الحريري والزعم ان التيار ال عوني سيكون الخاسر الأكبر من اعتذار الحريري انقض على كلامه وعلى الحريري سواء بسواء بعد اقل من 48 ساعة وأشعل جولة سجالات متفجرة مع “المستقبل” بدا انه كان يتعمدها . في التفسير الأكثر رجحانا لدى أوساط معنية واكبت هذه الجولة السجالية في الساعات الأخيرة ان فريق العهد والتيار الوطني الحر تعمد لدى بدء التحرك الديبلوماسي الثنائي الأميركي الفرنسي في اتجاه السعودية اظهار حسن النيات خشية منه من ان تدور الدوائر عليه بتحميله تبعات التعطيل كاملة كما تحسبا لجديد ما قد يحصل في الملف الحكومي . ولكن الهجوم السريع الذي حصل امس قد تقف وراءه خشية اكبر من معطيات تستبعد اقدام الرئيس الحريري على الاعتذار بل وتحدثت معلومات مساء امس عن امكان قيام الحريري بتقديم تشكيلة حكومية جديدة الى رئيس الجمهورية في الأسبوع المقبل كفرصة أخيرة . عند هذا المفترق كان الهجوم الحاد وسيلة واضحة لاعادة تفخيخ الأجواء بجولات سجالية يريد منه الفريق المصعد ان يظهر للخارج المعني بوضع لبنان استحالة التوافق بين العهد وفريقه والرئيس المكلف . فهل تكشف الأيام القليلة المقبلة معطيات إضافية تتصل بالملف الحكومي من شأنها ان تضيء عن ابعاد أخرى تقف وراء افتعال التصعيد من جانب فريق العهد وتياره ؟
بدأ التصعيد بهجوم كلامي حاد شنه النائب جبران باسيل على الرئيس الحريري قائلا “اذا أردنا أن ننتظر هوى الرئيس المكلف نكون نتفرّج على النحر اليومي للبنان أكان في موضوع الأدوية أو المحروقات أو غيرها ونحن نناشده منذ أن كُلّف بأن يؤلّف واليوم عناصر التأليف باتت متوافرة ونحن ذلّلنا كل عقبات التشكيل الداخلية وعلى حسابنا” . وقال ان “على الحريري تخطّي المشكلات الخارجية حتى نلاقيه ونحن لن نختار يوماً الخارج على حساب الداخل ولكن اذا كان كل ما قمنا به غير كاف بالنسبة اليه لتذليل المشكلة الخارجية و”مقرر يعتذر” فلماذا يقوم بذبح البلد ويسهم في نزيفه أكثر فأكثر؟ ومن أراد حرق العهد إنما حرق البلاد بأكملها”.
وسارع “تيار المستقبل” الى الرد على باسيل بعنف بالقول: “قد لا نكون في حاجة للرد او التعقيب على كلام جبران باسيل، لأن صهر العهد كفيل بتقديم أسوأ صورة عن العهد، ويتقن فن اهانة نفسه ورئاسة البلاد كلما نطق بتصريح يستهدف فيه الرئيس سعد الحريري … يتحدث باسيل عن النحر اليومي للبنان أكان في الادوية او المحروقات او غيرها، ويوجه تهمة النحر للرئيس الحريري، وتغيب عن عبقريته السياسية ان المسلخ الوطني مقره الرئيسي في بعبدا، وان رئيس البلاد هو مؤسس التيار الوطني الحر المعني الاول بمآسي اللبنانيين، وان ملائكة جبران في الحكومة يصولون ويجولون في كافة الوزارات، وان وزارة المحروقات أحرقت سنسفيل البلاد منذ تربعه هو شخصياً على عرشها، وان مجلس الدفاع الاعلى الذي يقوده رئيس الجمهورية، هو القائم مقام مجلس الوزراء في ادارة شؤون البلاد واهانة العباد، وهو الذي يصدر الاوامر، خلافاً للقانون والدستور، الى اصحاب الاختصاص في الصحة والاشغال والكهرباء والمولدات ومستوردي المحروقات، وهو الذي يراقب بعيون القصر، ارتال التهريب على الحدود وعلى عينك يا تاجر. فمن اين لجبران باسيل هذا التجرؤ على الحقيقة عندما يقول انه ذلل كل عقبات التأليف، فيما القاصي والداني من اصحاب المبادرات يشيرون اليه باصابع الاتهام بالتعطيل من الداخل والخارج. مسكين جبران باسيل. وقع الشاب ضحية لسانه، واوقع معه العهد القوي في مستنقع لا نجاة منه.المهم ان نحمي البلد من ان يغرق في مستنقع الشالوحي، ومن الذبح على الطريقة العونية … وان يكون انفجار مرفأ بيروت آخر ضحايا العهد العظيم.”
بدورها انضمت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر بعد إجتماعها برئاسة باسيل الى الهجوم فاعتبرت انه “ليس أمراً عادياً ولا طبيعياً أن يصبح تشكيل الحكومة في لبنان موضوع بحث متنقل بين العواصم فيما المعني الأول يتجاهل واجبه الدستوري على الرغم من مرور ما يقارب تسعة أشهر على تكليفه. وإذا كان الوقت المُستنزف لا يكفي لهزّ الضمير، ألا يهزّ الضمير مشهد الناس الخائفين على حياتهم، الواقفين بغضب وقهر أمام المحطات بحثاً عن الوقود والصيدليات وعن الدواء المفقود؟ إن الهيئة السياسية التي تعتبر تشكيل الحكومة شأناً سيادياً، تتوقف عند قيام السفراء المعتمدين في لبنان بزيارات الى الخارج للمساعدة على تأليف الحكومة وإخراج لبنان من أزمته المالية، وتسأل الهيئة الذين أصرّوا طويلاً على إنكار البُعد الخارجي في عرقلة التشكيل، ماذا يقولون اليوم وقد سقطت كل الإفتراءات التي حمّلت زوراً وعلى مدى أشهر رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر مسؤولية العرقلة؟ وعلى الرغم من ذلك فإن التيار يدعو رئيس الحكومة المكلّف الى أن يحسم أمره سريعاً رأفة باللبنانيين ويقوم بتشكيل الحكومة، بعدما ذلّلت كل العقبات الداخلية من أمام تشكيلها”.
وسط هذه الاجراء نفذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، مسيرات سيارة انطلاقا من ساحة الشهداء، وصولا إلى أمام مجلس النواب ثم وزارة الداخلية كما تجمعوا امام منزل النائب والوزير الأسبق نهاد المشنوق، في قريطم . وكان ختام المسيرات امام منزل وزير الداخلية محمد فهمي في قريطم حيث اصر المعتصمون على مطالبته بالخروج للاستماع اليهم وأحضرت تعزيرات امنية الى محيط منزل فهمي الذي طلب من المعتصمين ان يدخلوا الى منزله فاوفدوا وفدا عنهم الى داخل المنزل حيث استقبلهم فهمي واستمع الى مطالبهم . ولكن الوفد اعلن بعد اللقاء انه رفض طلب فهمي العودة الى لقاء اخر الاثنين لأننا شعرنا ان الامر لن يتغير وسنستمر في التصعيد.
وكان المتحدث باسم أهالي الضحايا ابراهيم حطيط، اعلن أنهم حضروا أنفسهم “لمعركة مع الهيئة العامة، وقلنا لهم بالأمس من لا يصوت معنا سنعتبره عدواً لقضيتنا وشريكا في الجريمة”. وتابع، “هم بالأمس كذبوا علينا. رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر مستشاره، كذب علينا، وما حدث معيب جدا”. وأكد أنهم لن يجلسوا في بيوتهم بعد اليوم، “ولا يمكننا الصبر بعد، وسنكون موجودين في الشارع بأي مكان وبأي زمان”. أضاف: أمس اظهروا وجوههم المجرمة ومتأكدون ان القاضي بيطار “بكّلن ياها” تماما لذلك بدوا بالامس مربكين. وأضاف أن “تحركاتهم أضحت يومية، وألا سقف لها وهي ستكون تصاعدية، وان دماء شهدائهم لن تذهب هدرا”، منتقدين “ما حصل في مجلس النواب في موضوع رفع الحصانة”.
-
وكتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: استعرت مجدداً حرب البيانات بين بيت الوسط وميرنا الشالوحي على أوجاع الناس، وكأن البلد لا ينقصها إلّا هذه السجالات المقزّزة في وقتٍ يعيش فيه اللبنانيّون أسوأ أيام حياتهم منذ قيامة الكيان اللبناني.
رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، الذي استهدف بالمباشر الرئيس المكلّف سعد الحريري، واتّهمه بنحر البلد وإحراق العهد، سبق أن طالب الحريري قبل أيام بتسويةٍ جديدة على غرار التسوية القديمة، معتبراً اعتذاره عن تشكيل الحكومة يضرّ بالعهد أكثر مما يضرّ بغيره. فما الذي تبدّل بين ليلة وضحاها؟
مصادر بيت الوسط وصفت في حينه كلام باسيل بتلاوة فعل الندامة وبذرف دموع التماسيح لأن ما يضمره على عكس ما يعلنه، لتعود وتؤكد اليوم عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية أنّ ما أعلنه باسيل هو الموقف الحقيقي له ولرئيس الجمهورية، فهما لا يريدان الحريري، وفي الوقت نفسه يشعران بالحرج بعد إعلان الحريري نيّته بالاعتذار.
عضو كتلة المستقبل النائب عثمان علم الدين، ردّ عبر “الأنباء” الإلكترونية على باسيل بكلامٍ من العيار الثقيل متهماً إياه بالقيام بحملة نفاق وافتراء ويحاول إلصاقها زوراً بالآخرين عندما يواجَه بالحقيقة وبسرقة المال العام، فهو يريد التنصّل من كل السوء الذي اقترفه وجلبه على البلد، مستغرباً عدم حياء باسيل من الظروف التي يمرّ بها لبنان واللبنانيّين، فالناس يهمها كيف تؤمن لعائلاتها الخبز والمواد الغذائية، فهم يقفون طوابير أمام محطات الوقود وباسيل منشغل بعقد المؤتمرات الصحافية ليقول للناس إنّه بريء فيما هم يعرفونه على حقيقته، فهو رجل مريض ويستغل ظروف حزب الله لتنفيذ مخطّطه بتخريب البلد، يضيف علم الدين.
من جهة أخرى، وفي حمأة السجال حول رفع الحصانات عن النواب والوزراء بناء لطلب المحقق العدلي في جريمة المرفأ، طارق البيطار، أعاد عضو كتلة اللقاء الديمقراطي، النائب بلال عبد الله، عبر “الأنباء” الإلكترونية التأكيد أنّ موقف اللقاء الديمقراطي سبق وأعلنه قبل أيام رئيس اللقاء، النائب تيمور جنبلاط، بأنّ الكتلة مع رفع الحصانات عن كل المراكز في الدولة: رؤساء ووزراء ونواب وقادة أمنيين وكل من يخدم التحقيق ووزراء عدل ودفاع وأجهزة أمنية، مضيفاً، “ما طالبت به هيئة مكتب المجلس هو بعض المعلومات الإضافية لإرسالها إلى الهيئة العامة لمناقشتها والتصويت عليها”، متابعاً: “علينا أن ننتظر موقف بقية الكتل، فاليوم الكلام كثير ولكن التصويت هو الامتحان الأساسي”.
دستورياً، وبعد امتناع وزير الداخلية محمد فهمي عن إعطاء إذن بملاحقة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أشار رئيس مؤسّسة “جوستيسيا” الخبير القانوني والدستوري بول مرقص عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ المدير العام للأمن العام هو موظف برتبة مدير ويخضع لقانون الموظفين رقم 112/ 59 والمرجع المختص به هو وزير الداخلية، وبحسب المادة 61 فقرة رابعة من قانون الموظفين فإذا رفض المرجع المختص المحدد قانوناً طلب النيابة العامة بإعطاء الإذن بالملاحقة، جاز للمحقق العدلي، في مهلة خمسة عشر يوماً من تبلغه قرار الرفض، عرض الأمر على النائب العام لدى محكمة التمييز الذي يبتّ به، بقرار معلل يبلغ الى المعنيين، ضمن مهلة مماثلة، ويعتبر انقضاء هذه المهلة دون البت بالموافقة، موافقة ضمنية. إلّا أن ذلك يؤثر على مسار التحقيق إذ لا يمكن أن يتم استجوابه دون هذا الإذن، ما لم يقرر المدير المثول دون إذن، وهذا يعود اليه بخلاف أصحاب الحصانة الذين لا يعود إليهم التنازل عنها كالنواب.
وعلّق على ما قاله نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي إنه، “يجب طلب خلاصة عن الأدلة الواردة في التحقيق وجميع المستندات والأوراق التي من شأنها إثبات الشبهات”، قائلاً: “إن المواد 89 الى 98 من النظام الداخلي لمجلس النواب هي التي ترعى الحصانة النيابية، وبالعودة الى المادة 91 منه، فإن وزير العدل يقدم طلب الإذن بالملاحقة مرفقاً بمذكرة من النائب العام لدى محكمة التمييز تشتمل على نوع الجرم وزمان ومكان ارتكابه وعلى خلاصة عن الأدلة التي تستلزم اتخاذ إجراءات عاجلة، كما أنه وبالإستناد إلى نصوص المواد 92 و93 و94 من النظام الداخلي لمجلس النواب، فإن طلب رفع الحصانة يقدم إلى رئيس المجلس الذي بدوره يدعو هيئة مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل إلى جلسة مشتركة لدرس الطلب وعلى هذه الهيئة تقديم تقرير بشأنه في مهلة أقصاها أسبوعان، وإذا لم تقدم الهيئة المشتركة تقريرها خلال هذه المهلة، وجب على رئيس مجلس النواب إعطاء علم بذلك للمجلس في أول جلسة يعقدها، وللمجلس أن يقرر منح الهيئة المشتركة مهلة إضافية بالقدر الذي يراه كافياً أو وضع يده على الطلب والبت به مباشرةً”.
أضاف: “كم أنه عندما يباشر المجلس البحث في طلب رفع الحصانة يجب استمرار المناقشة حتى البت نهائياً بالموضوع، أي في الخلاصة إن رفع الحصانة النيابية عن أحد نوّاب البرلمان قد تتطلب في الأحوال العادية عملية طويلة من المناقشات والبحث داخل مجلس النواب للتوصل إلى قرار إما برفع الحصانة أو برفض القرار بهذا الشأن. إلا أنني لا أرى أن ذلك يجب ان يكون حاصلاً في جرائم كبيرة كمجزرة المرفأ طالما هو واضح ان الاستدعاءات، ليست من قبيل الضغط على بعض النواب بسبب عملهم النيابي وهذا هو السبب من وراء الحصانة بل بسبب مسؤولياتهم الوزارية السابقة. وهذا يدعونا لإعادة التفكير في إعادة صياغة هذه الحصانات على نحو تسقط فيها حكماً تجاه جرائم مماثلة”.
-
وكتبت صحيفة الديار تقول: لم يطرأ على المشهد السياسي العام اي تطور قد يبلور مسار الوضع في الايام المقبلة ، لكن الاوساط المراقبة استمرت في رصد اجواء التحرك الاميركي – الفرنسي المشترك بشان لبنان بعد الاجتماع الثلاثي الاخير لوزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وزيارة السفيرتين الاميركية والفرنسية دوروثي شيا وآن غريو للرياض.
اما على الصعيد الداخلي وما يتصل بالملف الحكومي فان الانظار تبقى موجهة الى الرئيس الحريري وما يمكن ان يتخذه من قرار نهائي وحاسم في خصوص الاستمرار او الاعتذار عن التكليف بعد ترجيح كفة الخيار الثاني مؤخرا .
تريث الحريري ؟
وفي هذا المجال قال مصدر سياسي بارز امس ل “الديار” ان تطورات حصلت في الايام الاخيرة قد تحدث تاثيرا او قد يكون لها علاقة بتريث الحريري قليلا في اتخاذ موقفه النهائي ، ابرزها:
?- المعلومات التي تقول ان زيارة السفيرتين الفرنسية والاميركية للرياض لم تقتصر على بحث طلب مساعدة السعودية في تقديم دعم اغاثي للشعب اللبناني ، بل تناولت ايضا الموضوع الحكومي وما يمكن ان تساهم المملكة في المساعدة على تسريع تاليف الحكومة برئاسة الحريري ، اي رفع ما يحكى عنه من فيتو سعودي عليه.
?- تجديد موسكو دعمها للرئيس الحريري لتاليف الحكومة خلال الاتصال الذي جرى بينه وبين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي اكد دعم روسيا كل الجهود في سبيل الاسراع في تشكيل حكومة مهمة قادرة من تكنوقراط برئاسة الحريري.
?- تريث الحريري بعد استكمال مشاوراته مع تياره والمرجعيات السنية في اتخاذ قراره النهائي ما يبعث على اعتقاد بعض الاوساط بان في صدد مراجعة مواقفه على ضوء التطورات الاخيرة وبانتظار استكمال اجواء ونتائج التحرك الاميركي باتجاه السعودية.
تتوقع الاعتذار
لكن مصادر في تيار المستقبل قالت ل” الديار” امس ان خيار اعتذار الحريري ما زال هو المرجح، وانها لا تستبعد ان يعلن هذا الموقف الاسبوع المقبل لا سيما في ظل سياسة التعطيل التي انتهجها وينتهجها الرئيس عون وصهره جبران منذ التكليف وحتى اليوم غير عابئين بما يشهده البلد من انهيار خطير للوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي .
لكنها ردا على سؤال لم تستبعد ان يقدم تشكيلة حكومية جديدة لرئيس الجمهورية ليبنى على الشيء مقتضاه.
واضافت ان الرئيس الحريري اكد لزواره امس مجددا ما كان قاله في مشاوراته الاخيرة بانه لا يستطيع ان يبقى مشمولا بتحمل مسؤولية التعطيل التي مارسها ويمارسها العهد ، وان الوضع وصل الى حد لم يعد من الممكن التعامل معه بالشكل الذي حصل في الاشهر الماضية.
وحول تريثه في اعلان موقفه النهائي اوضحت المصادر انه استكمل مشاوراته اللازمة في هذا الخصوص، وانه لن يتأخر في اتخاذ قراره الحاسم بينما يعيش البلد اصعب المراحل بسبب سياسة العهد.
ونفت مصادر المستقبل ان يكون الحريري يراهن على تطورات خارجية لحسم امره ، مشيرة الى ان مثل هذا الكلام يرمي الى التعمية على اسباب وحقيقة الازمة الحكومية الناجمة اولا واخيرا على سياسة التعطيل التي يمارسها الرئيس عون وصهره باسيل والعراقيل التي وضعها ويضعها في وجه التاليف.
وفي ظل هذا الترقب على وقع استمرار تفاقم الاوضاع على غير صعيد اندلع مجددا امس التراشق العنيف بين تياري الوطني الحر والمستقبل وتبادلا البيانات والاتهامات .
باسيل يستعجل الحريري
وفي حديث له أستعجل النائب باسيل الرئيس الحريري لحسم امره ، وقال ” نحن نناشده منذ كلف بان يؤلف الحكومة ، واليوم عناصر التاليف باتت متوافرة ، ونحن ذللنا كل عقبات التشكيل الداخلية وعلى حسابنا”.
واضاف ” على رئيس الحكومة المكلف تخطي المشكلات الخارجية حتى نلاقيه ، ونحن لن نختار يوما الخارج على حساب الداخل ، ولكن اذا كان كل ما قمنا به غير كاف بالنسبة اليه لتذليل المشكلة الخارجية “ومقرر يعتذر” فلماذا يقوم بذبح البلد ويسهم في نزيفه اكثر فاكثر ؟ ومن اراد حرق العهد انما حرق البلاد باكملها”.
واشار الى انه ” اذا اردنا ان ننتظر هوى رئيس الحكومة المكلف نكون نتفرج على النحر اليومي للبنان اكان في موضوع الادوية او المحروقات او غيرها”.
رد المستقبل
ورد تيار المستقبل على باسيل ببيان ناري قال فيه ” ان باسيل يتحدث عن النحر اليومي للبنان، ويوجه تهمة النحر للرئيس الحريري ، وتغيب عن عبقريته السياسية ان المسلخ الوطني مقره الرئيسي في بعبدا ، وان رئيس البلاد هو مؤسس التيار الوطني الحر المعني الاول بمآسي اللبنانيين وان ملائكة جبران في الحكومة يصولون ويجولون في كافة الوزارات ، وان وزارة المحروقات احرقت سنسفيل البلاد ، فهو تربع على عرشها وان مجلس الدفاع الاعلى الذي يقوده رئيس الجمهورية هو القائم مقام مجلس الوزراء في اداء شؤون البلاد واهانة العباد ، وهو الذي يصدر الاوامر خلافا للقانون والدستور … فمن اين لجبران هذا التجرؤ على الحقيقة عندما يقول انه ذلل كل عقبات التاليف فيما القاصي والداني من اصحاب المبادرات يشيرون اليه باصابع الاتهام بالتعطيل من الداخل والخارج ؟ مسكين جبران وقع الشاب ضحية لسانه واوقع معه العهد القري في مستنقع لا نجاة منه .”
التيار
وجدد التيار الوطني الحر في بيان هيئته السياسية الدعوة للحريري ” ان يحسم امره سريعا رافة باللبنانيين ويقوم بتأليف الحكومة بعدما ذللت كل العقبات الداخلية “. واعتبر انه يتجاهل واجبه الدستوري .
التحرك الاميركي وزيارة شيا وغريو للرياض
وفي شان التحرك الاميركي الفرنسي الناشط باتجاه السعودية قال مصدر مطلع في بيروت للديار امس ان زياة السفيرتين الاميركية والفرنسية شيا وغريو الى الرياض لم تحصل لو لم تكن هناك اجواء متابعة ومشجعة على امكانية تحقيق نتائج معينة على صعيد مشاركة السعودية في توفير المساعدات الانسانية الاغاثية الطارئة للشعب اللبناني .
واضاف المصدر ان المعلومات عن نتائج الزيارة قليلة لكن مصادر دبلوماسية اشارت الى ان السفيرتين ركزتا وفقا لنتائج الاجتماع الوزاري الثلاثي على تعديل سياسة ادارة الرياض الظهر للوضع في لبنان واهمية مشاركتها في المساعدة على مواجهة الشعب اللبناني لتداعيات الانهيار والازمات المعيشية على غير صعيد وتفادي حصول انفجار اجتماعي كبير يهدد الاستقرار في لبنان.
وتوقع المصدر ان تتبلور نتائج التحرك الاميركي الفرنسي في وقت قريب ، لافتا الى ان السفيرتين شيا وغريو ستتابعان الوضع مع السفير السعودي وليد بخاري وتجريان اتصالات ولقاءات في بيروت خلال الايام القليلة المقبلة لهذه الغاية.
واشار الى ان الزيارة تطرقت الى الملف الحكومي لكن الكلام عن النتائج يدخل في علم التبصير نظرا للتكتم حول الموضوع وتعقيداته.
وحول المساعدات الممكنة للبنان قال المصدر ان كما عبر المتحدث باسم الخارجية الاميركي نيد برايس فان ما تحاول الادارة الاميركية القيام به هو تقديم الاغاثة الانسانية للشعب اللبناني لان الدعم على مستوى تحسين الوضع الاقتصادي والمالي مدخله تاليف حكومة قادرة على تنفيذ الاصلاحات ، وهذا ما ورد ايضا في بيان زيارة السفيرتين الفرنسية والاميركية للرياض.
وامس نقل عن مساعد وزير الخارجية الاميركية قوله ” لن نخصص اموالا لمساعدة لبنان دون رؤية تغييرات اساسية ، والجيش اللبناني ركيزة اساسية للاستقرار في البلاد.
كما نقل عن احد اعضاء لجنة الدفاع في البرلمان الفرنسي انه ” طلبنا دعما من البنك الدولي لمساعدة لبنان .”
الفاو : لبنان بحاجة لمساعدات غذائية
من جهة اخرى وفي ضوء الانهيار الخطير الذي يشهده لبنان اعلنت منظمة الاغذية والزراعة ” الفاو” امس ان لبنان والعراق وسوريا واليمن تحتاج الى مساعدة خارجية لتامين الغذاء . ولفتت في تقرير لها الى ان متوسط سعر الطحين ارتفع في لبنان بمعدل سنوي يبلغ 219 في المئة مع تسارع الاضطرابات الاقتصادية.
احتجاجات وازمات
على صعيد آخر شهدت مناطق عديدة امس احتجاجات وقطع طرق بسبب ارتفاع الاسعار وجنون الدولار وازمتي الدواء والمحروقات وانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل في معظم المناطق.
واعلنت كهرباء لبنان في بيان لها بعد الظهر عن تفريغ باخرة الغاز اويل بعد صرف الاعتمادات اللازمة، مشيرة الى استئناف دخول معمل الزهراني الحراري الخدمة اعتبارا من صباح اليوم.
اما ازمة الدواء فقد استمرت على حالها في ظل تخبط كبير نتيجة قرار ترشيد الدعم ليقتصر على الادوية المستعصية ولائحة ستنجزها وتقدمها وزارة الصحة لمصرف لبنان خلال الاسبوع المقبل ويرجح الثلاثاء كما اشار الوزير حمد حسن امس.
واستمرت امس طوابير الذل امام محطات المحروقات رغم البدء بتفريغ باخرتين حمولتهما اول امس من بين ? بواخر رصدت مؤخرا الاموال لها.
وتوقعت مصادر معنية ان تخف ازمة الطوابير نسبيا مطلع الاسبوع الطالع .وفيما واصل الدولار ارتفاعه الى مشارف العشرين الف ليرة شهدت المحلات التجارية موجة جديدة من ارتفاع السلع والمواد على انواعها.
ورفعت وزارة الاقتصاد مرة جديدة سعر الخبز، فسعرت الربطة الكبيرة ب4250 ليرة والمتوسطة ب3000 ليرة .