سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: الرئاسة تائهة وتدخلات خارجية علنية!

 

الحوارنيوز – خاص

الحادية عشرة من قبل ظهر الغد تنطلق الجلسة النيابية العامة المخصصة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، ووفقاً لإفتتاحيات صحف اليوم فإن الرئاسة والرئيس تائهان تتقاذفهما مصالح دول اقليمية والتدخلات الأميركية المباشرة والعلنية…

ويفتح نواب المعارضة لهذه التدخلات بازارا مكشوفاً فيما تصر كتل نيابية أخرى وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب على تقديم الوطني على الخارجي ومحاولة الإتيان برئيس صناعة التوافق الوطني الداخلي..

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: أميركا كما السعودية تريد قائد الجيش والمعارضة تطرح أزعور بديلاً: الرئاسة ضائعة بين التناقضات اللبنانية

وكتبت تقول: شيء ما يشبه ما حصل عشية جلسة 14 حزيران الشهيرة. الانقسام السياسي حول المرشح لرئاسة الجمهورية عاد إلى المربع نفسه. لم يحصل أي تبدّل في مواقف اللجنة الخماسية العربية والدولية التي تدعم مرشحاً لا يناسب حزب الله وحلفاءَه، فيما لا يقدر فريقها اللبناني جمع الأصوات الكافية لإيصال المرشح الأول وهو قائد الجيش العماد جوزيف عون. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية كما مصر، واصلت خلال الساعات الماضية، وتواصل اليوم، محاولات إقناع الكتل المتردّدة في حسم موقفها لمصلحة عون. وفيما حاول الجانب السعودي منع النقاش حول خطة بديلة، كان الأميركيون أكثر حنكة بأن أبقوا الباب مفتوحاً أمام إسم بديل عن عون، شرط أن لا يكون مرشح الثنائي أمل وحزب الله.
حتى ساعات ليل أمس المتقدّمة، كان هناك ثلاثة مرشحين على الطاولة: أولهم قائد الجيش المدعوم أميركياً وسعودياً، وثانيهم الياس البيسري المدعوم من الثنائي أمل وحزب الله وحلفائهما، وثالثهم جهاد أزعور الذي عادت قوى المعارضة إلى طرح اسمه كبديل في حال فشل مشروع إيصال العماد عون. لكنّ الانقسام الكبير، حال دون تأمين أغلبية كافية من الدورة الأولى، ما يجعل النقاش صعباً حول نتائج الجولات الثانية، ما يفتح الباب مجدداً، أمام احتمال كبير بأن لا تؤدي جلسة الغد إلى نتيجة حاسمة.
وفي سياق الضغط العربي والدولي لانتخاب رئيس يومَ غدٍ الخميس، واعتبار قائد الجيش الشخصية الأكثر تطابقاً مع مواصفات المرحلة المقبلة المطلوبة خارجياً، أتَت زيارة الموفد الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت التي تلت زيارة الموفد السعودي يزيد بن فرحان، ونقل هوكشتين موقف إدارته المُتماثل مع الموقف السعودي في تأييد عون. لكنه عمّم التأييد على طريقة «سمّى الحيّ وسمّى الجيرة»، متحدّثاً عن رعاية تطبيق القرار 1701 كاملاً، وإعادة تنظيم الحياة السياسية وبناء الدولة وفقَ معايير الشفافية بعيداً من الفساد، كمدخل لأي دعم مالي وتصحيح للعلاقة مع المحيط العربي والمجتمع الدولي، قبلَ أن يعلِن أن عون هو الرجل الذي تنطبق عليه المواصفات المطلوبة دولياً. لكنه حافظ على مسافة بقوله إن المواصفات لا تنطبق على عون حصراً.

ومع أن أسلوب هوكشتين في الكلام مع القوى السياسية كانَ مختلفاً عن تعاطي الموفد السعودي يزيد بن فرحان (الذي أجمع من التقاه أنه ذكّرهم بأيام المسؤول السوري غازي كنعان) إلا أن النتيجة واحدة. فلم يكُن اجتماع هوكشتين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ودياً، بعدَ أن سأل المسؤول الأميركي عن حظوظ قائد الجيش، لافتاً إلى أن «الخماسية» تعتبره الأقرب إلى المواصفات المطلوبة، فكانَ ردّ برّي بنفس الحدة التي ظهرت في اللقاء مع ابن فرحان مؤكداً أنه «لا يحظى بالتوافق وأن هناك إشكالية في ما يتعلق بالتعديل الدستوري وأن عون ليس هو الشخصية القادرة على صياغة تفاهمات مع القوى السياسية في البلد». وقد سمع هوكشتين من بري أن هناك فريقاً وازناً يدعم وصول المدير العام للأمن العام بالإنابة الياس البيسري، وأن الأخير لا يحتاج إلى تعديل دستوري. وبعدَ اللقاء مع بري، توجّه المبعوث الأميركي إلى السراي الحكومي للقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لكنّ الاجتماع ركّز على «وضع الجنوب ومساعي الاستقرار التي يمكن أن تسقط في أي لحظة في حال استمرت إسرائيل في ممارسة عدوانيتها تجاه لبنان».
في هذا الوقت، تحوّل لبنان إلى أسير للساعات الفاصلة عن موعد الجلسة التي دعا إليها بري عند الساعة الحادية عشرة، مشغولاً بسؤال واحد وهو: هل تكون الجلسة الرقم 13 هي خاتمة 800 يوم من الفراغ؟
الأكيد أن أحداً لا يملك الجواب الحاسم على مصير هذه الجلسة ولا تصوّراً لأي سيناريو، لكنّ هناك تقاطعاً عند نقطة أن «عدم انتخاب رئيس يوم غدٍ الخميس يعني انتقال البلد إلى مستوى جديد من الاشتباك السياسي الداخلي والخارجي»، وذلك لعدة أسباب: أبرزها، أن هذه الجلسة تأتي بعدَ أن كشفت كل القوى الخارجية ورقتها في الملف الرئاسي، وأماطت اللثام عن تناغم أميركي – سعودي لا يُمكن أن تتصدى له لا فرنسا ولا قطر ولا مصر، بعدَ أن أعلنت واشنطن والرياض موقفهما المنحاز إلى قائد الجيش. ويبدو أن هذه الدول تستعجل إنجاز مشروعها في لبنان، انطلاقاً من الانتخابات الرئاسية لتتفرّغ إلى ما يحصل في سوريا وما تفرضه التطورات فيها من تحدّيات. يعني ذلك، أن باقي أعضاء الخماسية، تحديداً باريس التي تُفضّل سمير عساف أو الدوحة التي دعمت اللواء البيسري، لن يكون بمقدورهم العمل بشكل منفرد، إذ علمت «الأخبار» أن الرياض وواشنطن أبلغتا الدوحة عدم خوض معركة أحد، وهو ما دفع القطريين إلى الحديث عن مواصفات «الخماسية» من دون الدخول في أسماء. وفيما يعوّل البعض على زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل مساء أمس إلى بيروت، في إحداث خرق ما بشأن قائد الجيش، أي أن يقنع بري به، قالت مصادر مطّلعة إن «جولة لودريان لا يُعوّل عليها في تغيير شيء».
واستناداً إلى حصيلة اليومين الماضيين، يُمكن الإشارة إلى أن خيار قائد الجيش ما زالت تعترضه الكثير من العقبات، خصوصاً أن موقف «القوات اللبنانية» التي حاولت قيادتها إحاطته بالغموض، ظهر أكثر وضوحاً بإعلان قائدها سمير جعجع أن موقفه من ترشيح عون مرتبط بإعلان دعمه من قبل الثنائي أمل وحزب الله، ما فتح عملياً الباب أمام الحديث عن غياب الغطاء المسيحي الذي يجب أن يؤمّنه «التيار الوطني الحر» أو «القوات» التي رهنت السير به بتوافر غالبية الثلثين له، مروراً بموقف كل من حزب الله وحركة أمل غير المؤيّد، فضلاً عن النواب السنّة الذين لم يُظهروا بغالبيتهم أي حماسة تجاه عون، كما معظم نواب المعارضة الذين تدارسوا أمس فكرة الدعوة إلى اجتماع اليوم وإعلان تمسّكهم بمرشح «التقاطع» جهاد أزعور، علماً أن الأخير كرّر أمام سائليه من النواب أنه لا يريد أن يتم وضعه مجدداً في قلب معركة ومواجهة. لكنّ المعارضة ستضع اسم أزعور ضمن لائحة تجمعه مع قائد الجيش ومع النائب نعمة افرام والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للخصخصة زياد حايك، وعلمت «الأخبار» أن المعارضة ستعقد لقاءً في معراب مساء اليوم، على أن يسبقه اجتماع في منزل النائب نبيل بدر للنواب السنّة عند الساعة الخامسة والنصف.
وفي الساعات الماضية، تسرّبت معلومات عن تواصل حصل بين النائب جبران باسيل والحاج وفيق صفا، وبين برّي وباسيل، وأشارت مصادر مطّلعة إلى أن برّي لا يزال يعمل على ورقة اللواء البيسري ويحاول إقناع بعض النواب السنّة به لتأمين أصوات له في الدورة الثانية. فيما أفادت أوساط مطّلعة على اللقاء الذي جمع النائب هاغوب بقرادونيان برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن «الحديث تمحور حول ضرورة وصول مرشح توافقي وغير مستفزّ لأي طرف واقتناع كل القوى السياسية من كل الأطياف بذلك. وبالتالي لا مشكلة لدى الطاشناق باعتماد مرشح من هذا النوع وارتياحه للأسماء المطروحة حالياً والتي تُعدّ مقبولة لدى الجميع». فضلاً عن إطلاع باسيل لبقرادونيان حول انفتاحه على كل المرشحين المطروحين باستثناء قائد الجيش وعدم ممانعته السير بأي شخص ذي مشروع مفيد للبنان واللبنانيين.
وفي حال سمّت المعارضة الوزير جهاد أزعور، فسيكون هو المرشح المتقدّم في الدورة الثانية على عكس اللواء البيسري أو الآخرين، لكنه قد لا يضمن عدداً كبيراً من الأصوات، ما يسمح لبري برفع الجلسة فيؤجل الاستحقاق إلى ما بعد دخول دونالد ترامب البيت الأبيض في 20 الجاري، مع ما ينطوي عليه ذلك من مَخاطر تحيط بلبنان في الأسبوعين الفاصلين.

قائد الجيش يحتاج إلى 86 صوتاً في كل الجولات

مع العدّ العكسي لجلسة يوم غدٍ الخميس، بدا محسوماً حتى مساء أمس أن لا رئيس يتقدّم لائحة المرشحين. فقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي ظهر في الأيام الأخيرة أنه الأوفر حظاً، سيخرج من السباق في الدورة الأولى لعدم قدرته على نيل 86 صوتاً، وهو ليس من المرشحين الذين تسري عليهم دورة الـ 65 صوتاً لأنه يحتاج إلى تعديل دستوري.

 

  • صحيفة النهار عنونت: المعارضة تتّجه نحو خياري عون أو أزعور

 الثلاثي “أمل” و”الحزب” و”التيار” لا يبدّل خياره

وكتبت تقول: قبل 48 ساعة الأخيرة الفاصلة عن موعد الجلسة الانتخابية الـ 13 في سلسلة جلسات أزمة الفراغ الرئاسي، بدا من الصعوبة “التبشير” بأن الجلسة ستفضي حتماً إلى انتخاب الرئيس الـ14 للجمهورية اللبنانية. ذلك إن غموضاً قياسياً شاب الأجواء السياسية والنيابية عشية الجلسة، ولم تبرز معطيات كافية للدلالة على أن مفاجآت معينة ومفصلية قد تحصل في الساعات المقبلة للتيقن من مسار مضمون للجلسة. ويمكن اختصار العقدة الكبرى في أن التوافق العريض على ترشيح وانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون لم تكتمل معالمه بعد في ظل عدم موافقة الثلاثي “أمل” – “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على انتخابه من دون اتضاح ما إذا كان الثنائي الشيعي تحديداً يتجه نحو افتعال أجواء مواجهة انتخابية للإطاحة بفرصة الجلسة أو أنه لا يزال يضمر مفاجأة ما في اللحظة الأخيرة. ومع ذلك علمت “النهار” ليلاً أن قوى المعارضة والمستقلين والتغييريين يتجهون نحو أحد الاحتمالين الآتيين: الأول وهو المرجح، اعتماد ترشيح العماد عون حتى من دون توافق مع الثنائي الشيعي على التصويت له. والثاني اعتماد إعادة ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور أو ربما مرشح آخر بعد استكمال درس إمكان توفير 65 صوتاً لفوزه. وستكون الساعات المقبلة حاسمة لاعتماد خيار هذه القوى.

وقبل ساعات من جلسة الخميس، ازدحمت الساحة السياسية بالاتصالات وتزامنت مع وصول المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، فيما أنهى المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين لقاءاته.

وعلمت “النهار” أن هوكشتاين أثار بسلاسة الملف الرئاسي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري عند تناوله موضوع إعمار البلدات المدمرة في الجنوب، وأن هذه المرحلة تقتضي وجود شخصية في الرئاسة تكون على تواصل ومحل ثقة عند المجتمع الدولي والبلدان المعنية بلبنان. وكان يشير إلى أن هذه المواصفات تنطبق على العماد عون من دون تسميته.

ولم يتأخر بري في تقديم جوابه المعروف أن انتخاب عون يحتاج الى تعديل دستوري، وأن هذا الامر غير متاح الآن في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية وحكومة تصريف الأعمال. وكان هوكشتاين قد تلقى هذا الجواب غير المفاجئ الذي سمعه من بري قبل اجتماعهما.

وقال الرئيس بري مساء أمس لـ”النهار” إن “جلسة انتخاب رئيس الجمهورية قائمة ومفتوحة وبدورات متتالية. وعلى النواب الـ128 تحمل مسؤولياتهم وانتخاب الرئيس” . وأضاف: “هناك تصميم لانتخاب الرئيس في جلسة الخميس أو في الأيام التالية. ولا توقف لجلسات الانتخاب إلا عند صلاة الجمعة أو قداس الأحد”.

وفي الاستقبال الذي أقامه النائب فؤاد مخزومي لهوكشتاين في دارته في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون وممثلين عن معظم الكتل النيابية، شدّد هوكشتاين على ضرورة التزام لبنان وضمناً أي رئيس قادم باتفاق الطائف والاتفاقيات والإصلاحات الضرورية. وقال إننا “أمام فرصة ذهبية”، مسمياً قائد الجيش العماد جوزف عون كأحد المرشحين المدعومين لرئاسة الجمهورية، مؤكداً في الوقت عينه أنه ليس المرشح الوحيد.

موقف المعارضة

وفي غضون ذلك، أعلن عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص بعد اجتماع لنواب المعارضة والتغييريين، أن “لدينا خطة واحدة كمعارضة سندخل فيها إلى جلسة 9 كانون الثاني”. وقال: “نحن كمعارضة اجتماعاتنا مستمرة مع الكتل كافة، فهدف هذه الاجتماعات هو تنسيقي مع هذه الكتل ونتمنى أن تنتج جلسة 9 كانون الثاني رئيساً للجمهورية”. وفي الإطار ذاته، أشار عضو كتلة الكتائب النائب إلياس حنكش إلى “أن موقفنا واضح وهو الاتفاق على مرشح يستطيع أن يكون على مستوى هذه المرحلة وطبعاً أحد المرشحين الأقوياء في هذا السباق هو قائد الجيش العماد جوزف عون، لافتاً إلى أن هناك أسماءً أخرى من الوزير السابق جهاد أزعور وغيره، وذلك بحسب التقاطعات مع بقية المكونات”. وأعلن النائب وضاح الصادق أن المعارضة ستعلن اسم مرشحها في التاسعة مساء اليوم. وأفادت معلومات أن “التيار الوطنيّ الحر” لن يصوت مع الثنائيّ الشيعيّ على مرشح يرفضه المجتمع الدولي ولن يصوت مع المعارضة على مرشح ضد الثنائيّ الشيعيّ.

وكان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، انتقد الثلاثي “أمل – حزب الله – التيار الوطني”. وقال: “يعرف القاصي والداني ومنذ أشهر طويلة لا بل منذ سنوات، أن جماعة الممانعة لا يقبلون بأي شكل من الأشكال بالعماد جوزف عون رئيساً للجمهورية، وقد كان ذلك واضحاً وجلياً إن في التسريبات الصحافية، أو من خلال ما كان يدور في الاجتماعات السياسية المغلقة مع القوى والكتل، أو عبر ما دار ويدور مع الموفدين الدوليين، كما كان جلياً منذ أشهر لا بل منذ سنوات أن القوات اللبنانية على علاقة طيبة بالعماد جوزف عون، وعندما طُرح اسمه كمرشح رئاسي كانت القوات أول من اعتبره من بين المرشحين الجديين، ولم تضع أي فيتو على اسمه في أي لحظة من اللحظات بانتظار المزيد من المداولات. ومع تعاقب الأيام والأحداث، وفي الأسابيع الأخيرة، أصبح واضحاً وجلياً أن جماعة الممانعة مع التيار الوطني الحر يرفضون العماد جوزف عون في رئاسة الجمهورية، وبالتالي اسقطوا ترشيحه تلقائياً، لأنهم مع بعضهم البعض يستطيعون جمع ثلث معطل يقطع الطريق على ترشيحه. وبدلاً من أن تصدق جماعة الممانعة ولو لمرة واحدة وتظهِّر موقفها الفعلي من ترشيح العماد جوزف عون بتصريحات ومواقف جدية تصدر عنهم بأنهم يرفضون انتخابه رئيساً للجمهورية، عمدوا إلى ملء الشاشات بتصريحات تصوّر القوات وكأنها العقبة في طريق ترشيح عون. إن فريق الممانعة هو فريق كاذب، وفي الأحوال كافة، إذا بدّل فريق الممانعة في رأيه وبشكل علني وواضح، بإعلانه رسمياً ترشيح العماد جوزف عون، فنحن مستعدون للنظر بإمعان في هذا الأمر”.

وكان جعجع استقبل وعقيلته النائب ستريدا جعجع، في دارتهما في معراب، المبعوث الأميركي هوكشتاين ترافقه السفيرة جونسون.

 

 

 

  • صحيفة الديار عنونت: الخميس الرئاسي: معركة الـ65 صوتاً ام معجزة الـ86؟

هوكشتاين قدم تطمينات لا ضمانات: تنفيذ الاتفاق ليس سهلا

وكتبت تقول: باندفاعة قوية وزخم غير مسبوق فتح الاسبوع الرئاسي بامتياز يوم عمله الرسمي الاول، على «عجقة» لقاءات ومشاورات واجتماعات، بين الكتل والمقار السياسية والرئاسية، حيث تطايرت الرسائل في كل الاتجاهات، على وقع رسم مشهد رئاسي، اعادت الساعات الماضية خلط الوانه ومكوناته، مع وصول الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت و «صاعقة» كلمة السر التي حملها معه، والتي لم تكن معراب وعين التينة بعيدتين عنها، وسط ذهول الكثيرين، ما خلف ضياعا وضع الجميع امام مفترق طرق جديد لا بد امامه من تحديد الخيارات وحسم القرارات.

فالانظار تتجه نحو التطورات السياسية التي قد تحمل مفاجآت غير متوقعة، وحتى اللحظة يبدو المشهد مفتوحا على كل الاحتمالات في ظل غياب توافق واضح على اسم محدد، حيث تفضل غالبية الاطراف السياسية ابقاء خياراتها مفتوحة، داخل الجلسة نفسها، مما يرفع من احتمالية حدوث تقلبات في التحالفات وتغييرات في خارطة المرشحين، ما قد يجعل هذه الجلسة حاسمة في تحديد المسار المقبل، وسط ضغط متزايد لانهاء الفراغ الرئاسي الذي يلقي بظلاله على المستويات كافة.

هوكشتاين والرئاسة

فبينما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، رسميا، الى عقد جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس 9 الجاري لانتخاب رئيس للجمهورية، كان الضيف الاميركي، يستكمل زياراته الليلية، «بترويقة» في دارة النائب البيروتي فؤاد مخزومي، ضمت ممثلين عن معارضة ال 31 (القوات، الكتائب، كتلة تجدد، وكتلة تحالف التغيير)، كتلة اللقاء الديموقراطي، الاعتدال الوطني، اللقاء التشاوري النيابي الوطني، التيار الوطني الحر، وعدد من النواب الوسطيين. ووفقا لمصادر مشاركة، تم الحديث عن ملفين اساسيين: ملف وقف اطلاق النار، والملف الرئاسي، حيث ان «اموس» انتظر مداخلة النائب اديب عبد المسيح التي انهاها باعلان قراره بالتصويت لقائد الجيش، عندئذ أخذ هوكشتاين الكلام وادلى بمطالعة لعشر دقائق، اكد فيها انه ليس للولايات المتحدة الاميركية مرشح رئاسي، بل هي مستعدة للعمل مع اي مرشح يستوفي مجموعة من الشروط، لجهة اعتماده الشفافية والاصلاحات، مواجهته للفساد، التزامه تطبيق القرارات الدولية، وانفتاحه على المجتمعين العربي والدولي، كطريق امثل لاحداث تغيير جذري في السياسة اللبنانية التي اثبتت فشلها، وفي هيكلية الحكم التي تبدأ في رئاسة الجمهورية والحكومة، معتبرا ان تلك المواصفات تنطبق على عون وعلى غيره، على ما اشارت المعارضة.

معراب

كلام هوكشتاين، امام النواب، جاء بعد لقاء ليلي قاده الى معراب، حيث كان لافتا البيان الصادرعنها، والذي غيب الموضوع الرئاسي عن بيانها الرسمي حول المحادثات التي تناولت تحديدا القرار 1701، وإهداءه النائب جعجع كتاب النبي لجبران للذكرى، حيث ردت مصادر القوات اللبنانية، على التسريبات المتداولة منذ ايام، مؤكدة ان «الحكيم» مرتاح الى مسار الاتصالات الدولية، كاشفة ان الامير بن فرحان لم يمارس اي نوع من الضغوط بل ان الجلسة سادها نقاش عميق وصريح، تماما كما مع هوكشتاين، نافية كل ما يتردد عن زيارة قائد لمعراب، معيدة التاكيد على موقفها الواضح بانه في حال قرر الثنائي الشيعي وحلفاؤه تأييد ترشيح عون «فعندئذ لكل حادث حديث».

اجتماعات المعارضة

وبين الاجتماعات المعلنة، داخل البيت الواحد، وغير المعلنة، بين «الخصوم» عبر الوسطاء، المستمرة، للوصول الى حسم للمواقف، عقد اجتماع لمجموعة ال31 في مقر حزب «خط احمر»، في مكتب النائب وضاح الصادق، بعيد انتهاء «الفطور المخزومي»، حيث تم الاتفاق على ابقاء الاجتماعات مفتوحة دون تبني اي اسم حتى الساعة، وسط انقسام الاراء، على ان تعلن نتيجة المشاورات رسميا مساء اليوم، حيث توقفت مصادر مشاركة في الاجتماع عند وجود اكثر من اسم على طاولة المعارضة.

هذا الاجتماع كان سبقه لقاء عقد في مكتب النائب بدر يوم الاثنين، ضم تكتل التوافق الوطني، كتلة الاعتدال، كتلة لبنان الجديد، اللقاء التشاوري المستقل، اضافة الى نواب مستقلين، الذين اتفقوا على انه في حال عدم تأمين ال 60 صوتا لقائد الجيش، السير بمرشحهم الذي له الاولوية، رغم ان «المقاربة الموحدة» فيما بينهم لم تحسم الاسم .

عين التينة

في المقابل على الجانب الآخر، وبعد اجتماع عين التينة بين رئيس المجلس ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة، بدت اجواء حزب الله اقل تحفظا، سواء مع تصريح النائب حسن فضل الله الذي طمأن الى ان الضغوط الدولية «لن تقدم ولن تؤخر» وصولا الى كلام النائب حسين الحاج حسن، الذي حسم شكل المعركة معتبرا ان لا رئيس الا ب65 صوتا، وذلك لا «يعتبر تهريبة»، وهو ما يعني عمليا سقوط خيار تعديل الدستور او الاتفاق على اسم العماد جوزاف عون، رغم انه رسميا وحتى الساعة لا يزال سليمان فرنجية المرشح الرسمي للحزب، والذي تردد انه سيسحب ترشيحه اما مساء الاربعاء او صباح الخميس، قبيل اعلان عين التينة عن مرشحيها.

وفي هذا الاطار كشفت مصادر متابعة عن راحة ملحوظة في عين التينة، وتلميح الى وجود مرشح سري، متفق عليه مع الاطراف الاساسية، كما مع الخارج من خارج الاسماء الاساسية، قد يشكل «ارنبه» مفاجأة جلسة الخميس، رغم التكتم الشديد حول اسمه.

جنبلاط

وكان اطل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ، مصرا على ترشيحه لقائد الجيش، محذرا من تأجيل الانتخابات لما بعد وصول الرئيس ترامب الى البيت الابيض، لان الامور عندئذ ستصبح خطرة، وهو ما قرأ فيه المتابعون اشارات مقلقة، قد تسقط كل الترشيحات الحالية، رغم اعتبار الكثيرين ان خطوة جنبلاط المعلنة فتحت الباب على «قسمة المجلس» الى «ثلاث ثلاثات»، ما يطرح السؤال الاساسي: كيف سيكون موقف كتلة اللقاء الديموقراطي في حال تعذر الوصول الى ال 86 صوتا، ولمصلحة اي مرشح ستصوت حينئذ؟ مع الاشارة الى ان الاطلالة بينت وجود اختلاف كبير في العلاقة مع حزب الله.

تغيير مزاج؟

في كل الاحوال تشير اوساط ديبلوماسية الى ان ثمة تغييرا واضحا في المزاج الاقليمي في ما خص الملف الرئاسي، نتج من المشاورات التي عقدت في الرياض، والتي نقل خلالها الوسيط الاميركي رسالة جازمة بان بلاده لن تدعم اي مرشح للرئاسة، الامر الذي ترك تاثيره في موقف الرياض، والذي ترجم في بيروت اتصالات اجراها السفير وليد البخاري «تحت الطاولة» مع عدد من النواب، بينت تغييرا في لهجة التفاوض، وختمت بان الموفد الرئاسي جان ايف لودريان سيحمل معه الى بيروت مبادرة سيسعى لتسويقها تتبنى اسما مقبولا من الثنائي الشيعي ويمكن ان يؤمن تقاطعا داخليا، اقليميا، ودوليا، رغم تشكيكها في نجاح هذا المسعى.

فهل تحسم الحركة الديبلوماسية عملية الانتخاب والاسم؟ المشهد لا يزال ضبابيا، اذ غالبية الكتل والقوى لم تحسم خياراتها بعد. اكيد ان لعبة «عض الاصابع» مستمرة الى ان يظهر»الارنب» الاوفر حظا عند الثنائي الشيعي.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى