قالت الصحف: الدولار الى ارتفاع ناري .. والحوار الوطني عالق في ثلاجة
الحوارنيوز – خاص
فيما الحوار الوطني ما زال عالقا في ثلاجة معسكر الرفض، يستمر انهيار العملة الوطنية حيث شهد الدولار الأميركي ارتفاعا غير مسبوق أمس بلغ عتبة المئة ألف ليرة للدولار الواحد.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: آذار الغدّار… دولاره 100 ألف
وكتبت تقول: تأويلات وتحليلات ورهانات وحسابات متسرعة يتقاذفها اللبنانيون في شأن الاتفاق السعودي الايراني، ونتائجه وتداعياته على الملف الرئاسي تحديدا. لكن الملف المعيشي والمالي يفاجئهم ويحوّل اهتماماتهم، اذ ان “اذار الغدار” وفق التوصيف الشعبي اللبناني، غدر بالمواطنين أمس، ولامس الدولار عتبة المئة ألف ليرة، فتجاوز مساء أمس الـ 98.8 ألف ليرة، وارتفع سعر “صيرفة” الى 75800 ليرة، منذرا بخروج سعر الصرف عن الضبط، خصوصا مع اقفال المصارف ابوابها مجددا اليوم.
ومصرفيا ايضا، تعقد جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة غدا الاربعاء في حضور وفد قضائي اوروبي، وصل الى لبنان أمس. وكان القضاء اللبناني ابلغ الإثنين الحاكم بوجوب الحضور إلى جلسة استماع الأربعاء مع محققين أوروبيين، يزورون بيروت للمرة الثانية في إطار تحقيقات حول ثروته، وفق ما أفاد مسؤول قضائي وكالة فرانس برس. وفي حال مثول سلامة، ستكون المرة الأولى التي يستمع فيها قضاة أوروبيون إليه للاشتباه بضلوعه وشقيقه رجا في قضايا اختلاس.
وكان من المفترض أن تعقد جلسة لاستجواب سلامة في إطار التحقيق المحلي غدا الأربعاء، إلا أنه جرى تأجيلها لإفساح المجال أمام المحققين الأوروبيين. وأوضح المسؤول القضائي أن المحققين الأوروبيين سيستمعون لسلامة وحده، على أن يتم لاحقاً لقاء شهود آخرين.
على الخط الرئاسي، تضاربت المعلومات حول الموقف السعودي من الانتخابات، اذ ذكرت معلومات أن السفير السعودي وليد بخاري أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري “رسالة سعودية حاسمة تتعلق بمواصفات رئيس الجمهورية، والتي تنطلق من مندرجات اللقاء الخماسي ومشاورات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون – وولي العهد السعودي محمد بن سلمان والبيان الثلاثي في نيويورك”. واكدت مصادر ان المملكة لم ولن تبدل في موقفها. وان البخاري طرح على القيادات اللبنانية السعي لتخطي الاسماء التي تشكل صداما، والانتقال الى شخصيات تحظى بتوافق القوى السياسية. ولم يشأ السفير السعودي الخوض في الاسماء مع المرجعيات التي يلتقيها، مؤكدا أن على اللبنانيين أن يبحثوا عن الافضل لهم ولمستقبل بلادهم، ولا مرشح تقف خلفه السعودية وتدعمه، بل هي تقف وراء اللبنانيين ورغبتهم في جمهورية تستعيد الثقة. وفي المعلومات أن معادلة سليمان فرنجية- نواف سلام لم تكن من صنع سعودي، أما الاقرب الى المملكة فهو خيار الاسم التسوية.
لكن مصادر اخرى تصنف نفسها قريبة من المملكة، رأت ان الاجتماع مع بري، شكل بداية مرحلة تشاور ستفضي الى الاتفاق على الوزير السابق سليمان فرنجيه رئيسا، خصوصا مع التقارب السعودي السوري المرجح قريبا جدا.
واستشهد السفير بخاري بما “يردده الرئيس بري، بالدعوة الى الكلمة السواء، وان ارادة الخير لا بد منتصرة”، لافتا الى “أن المرحلة الراهنة تستوجب الإحتكام أكثر من أي وقت مضى الى الكلمة الطيبة والرهان دائما على الإرادات الخيرة”. ولدى مغادرته، قال ردا على سؤال عما إذا كان هناك اي شي إيجابي للبنان: شي اكيد.
وعلمت “النهار” من اجواء لقاء البخاري ورئيس التقدمي وليد جنبلاط الذي استقبله في دارته في كليمنصو، ان التوافق ساد اللقاء بالتأكيد على الحوار وتفعيل قنواته توصلا الى تفاهمات داخلية، وفقا لمطلب جنبلاط المتكرر.
الأخبار عنونت :مصالحة الرياض ـ طهران: تُقرَّش رئاسياً أم لا؟
وكتب نقولا ناصيف في الأخبار:
على الطريقة اللبنانية المألوفة يقرأ الأفرقاء المتنازعون الحدث الإقليمي بلغتين مغايرتين، ويقاربان التشخيص بتباين، وينتهون إلى منطق طبيعي هو خلاصات متناقضة متباعدة. لكل منهم اجتهاده في التفسير يفترض أنه سيصب في مصلحته ويستفيد منه، ويقوّض وجهة النظر المعاكسة
على نحو ما اعتاده الداخل اللبناني وهو يتلقف أخيراً إعلان المصالحة السعودية – الإيرانية برعاية صينية، راح يبحث عن البذار اللبنانية فيها كي يتوقع الثمار. ذلك ما رافق في ما مضى تقييم الحرب السورية وبعدها الاتفاق النووي مع إيران عندما وقّع ثم عندما تداعى، كذلك في السنوات الأخيرة معاودة مفاوضات الاتفاق نفسه فتعليقها. أقرب الأحداث الملبننة كان اللقاء الخماسي في باريس. كل حدث إقليمي في جوار لبنان، أو معنية به أصابع دول تمسك بعنقه، ملبنن بالسليقة. لذا نُظِرَ إلى مصالحة الرياض وطهران في الداخل اللبناني على أنها جزء محتمل في سلسلة التداعيات المفترضة للحدث الإقليمي. منذ اندلاع الحرب اللبنانية كانت حلولها تنتظر الانتخابات الرئاسية الأميركية ولاية بعد أخرى، والانتخابات الرئاسية الفرنسية والانتخابات الإسرائيلية وكذلك النزاعات العربية – الإسرائيلية، وفي الحسبان أنها ستأتي بحل إلى لبنان. في السنوات القليلة المنصرمة عُلّق لبنان على خشبة اليمن، بالتزامن مع تعليقه على خشبة سوريا على أن نظامها إما سينهار أو سينجو. هكذا قراءات اللبنانيين المتناحرين. تبدأ من نقطة مشتركة، كلما تقدم التأويل والتفسير فيها انفصل الخطان واحدهما عن الآخر وصولاً إلى التعارض.
بإعلان المصالحة السعودية – الإيرانية قيل للفور إنها ستقود الاستحقاق الرئاسي المجمد على طريق الحل، وكلٌ توقّع الحل الذي يبصره هو بالذات. مع أن الخلاصة هذه توحي بأنها واحدة، تحمل في واقع الحال كل التناقض والتنافر حتى قبل أن تتأكد العاصمتان الإقليميتان الكبريان من أن مصالحتهما ستنجح بالفعل في خلال الشهرين المقبلين. راحت مواقف الداخل اللبناني تتبارى في أيهما تحْرز قبل الأخرى، وتدور من حول معضلة واحدة باتت تختصر انتخابات الرئاسة اللبنانية: يُنتخب سليمان فرنجية رئيساً أم فقد الآن حظوظه كلها؟
على نحو ذلك يُقَارَب الحدث الإقليمي وتداعياته في الداخل اللبناني ويتحرك من حول كلٍ من الفريقين المواليين لكل من الرياض وطهران على أنه هو سيكسب الجولة الأخيرة في الاستحقاق الرئاسي. بالتأكيد فإن أياً منهما لا يسعه الجزم في ما سيجنيه لبنان من المصالحة تلك في ما بعد أو لا يجنيه أبداً. مع ذلك تراوح المعطيات المحلية مكانها في التأكيد مرة تلو أخرى أن لا انتخاب للرئيس في وقت قريب:
1 – بينما تتمسك الرياض بهدف معلن هو إضعاف إيران في سوريا ولبنان، تتمسك طهران بقبضتها المتشددة على لبنان والرخوة إلى حد على سوريا بفعل الوجود الروسي فيها. ما يتقاطع الأفرقاء المحليون عنده فكرة جوهرية هي أن اجتماع المصالحة لم يكن ليبصر النور لو لم يُحْرَز تقدم أساسي ومهم في معالجة مشكلة اليمن بين الفكين السعودي والإيراني. الدولة التالية المعنية بسلم الأولويات هي سوريا التي تقترب منها المملكة دونما أن تنفصل عنها الجمهورية الإسلامية. مع أن المصالحة أعادت الروح إلى العلاقات الثنائية بين البلدين وبدأت تقليص وطأة التوتر السنّي – الشيعي في المنطقة المستعر من جراء تنازعهما، بيد أن غير المعلن في المصالحة لا يقل أهمية عن المعلن.
2 – بينما يجزم المحيطون بفرنجية أنه لن يترشح هذا الأسبوع، لا يسع مناوئوه إلا أن يعدّوه مرشح حزب الله قبل أن يكون مرشح الثنائي الشيعي. وهو سبب كاف كي تنشط كل أسباب معارضته والحؤول دون وصوله إلى الرئاسة، وإن يبدو أفضل المرشحين حظوظاً لتمتعه بدعم كتلة وازنة هي الثنائي وحلفاؤه لا تزال مع ذلك عاجزة عن ترئيسه. أول مَن دل على أوصافه قبل اسمه كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ثم أفصح رئيس البرلمان نبيه برّي عن الاسم، ثم انضم نصرالله إلى ما قاله برّي. مقدار التصاق فرنجية بسوريا والرئيس بشار الأسد لم يُقل مرة إنه مرشح إيران ولم يُعرف عن علاقة سياسية تجمعه بها كالعلاقة العقائدية التي تجمع حزب الله بها. ينظر خصومه إلى ترئيسه على أنه المصدر المثالي لوطء قدم سورية مجدداً في لبنان بالتزامن مع ما يمثله حزب الله لإيران في لبنان.
المفارقة غير المعلومة والمصادفة في هذا التوقيت بالذات، وإن هي لا تزال تجرجر أذيال الحرب والعداوات على أراضيها والأبواب العربية نصف المفتوحة، استعداد دمشق مجدداً للدخول على خط الاهتمام بالداخل اللبناني بعدما كانت عهدت بدورها كله مذ أجلت قواتها عن لبنان عام 2005 إلى حزب الله. أخيراً عيّن الأسد السفير السوري السابق في لبنان (2009 – 2022) علي عبدالكريم علي مسؤول ملف لبنان. الديبلوماسي السوري عاد إلى وزارة الخارجية وأضحى معنياً، من خلال شبكة الاتصالات التي أنشأها طوال 13 عاماً، بالوضع اللبناني والبقاء على تواصل مع أصدقائه اللبنانيين وتبادل الآراء والمعلومات. ذلك ما يضفي على الاستحقاق ثم في مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس – أياً يكن – أهمية خاصة.
الأسد عيّن علي عبدالكريم علي مسؤول ملف لبنان في سوريا
3 – بينما يواجه ترشيح فرنجية معارضة مسيحية من الكتلتين الكبريين وهما التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، وهو سبب وجيه لتعثر انتخابه سواء توافر له نصاب الثلثين أم لم يتوافر. تقاطُع الكتلتين عند رفض فرنجية ومناوئة انتخابه لا يقلل من نقطة ضعف أساسية تواجهها الكتلتان معاً أو منفردتين: ليس لكل من رئيسيهما النائب جبران باسيل وسمير جعجع مرشح بديل يواجه فرنجية، ولا مرشح واحداً ضده يدعمانه معاً. تتوقف سلبيتاهما عند منع انتخابه دونما التمكن من العثور على بديل أو منافس له على الأقل. في الأيام الأخيرة استعارا اللعبة المعتادة لحزب الله في استحقاق 2014 – 2016 والاستحقاق الحالي وهي منع اكتمال النصاب القانوني، إذاً العدوى تنتقل إلى الكتلتين المسيحيتين. لم يعد حزب القوات اللبنانية يؤمن بجدوى اللعبة التي كان السبّاق إلى مباشرتها منذ الجلسة الأولى للانتخاب في 29 أيلول بترشيح النائب ميشال معوض كي تفضي إلى الإلغاء المتبادل لفرنجية ومعوض في آن. يلتقي جعجع وباسيل الآن على الحؤول دون تمكين فرنجية من الفوز بأي من نصابيْ الثلثين والأكثرية المطلقة بلا مرشح منافس. ثمة تمييز بادٍ بينهما: يخوض جعجع في الاستحقاق الرئاسي مواجهة مزدوجة ضد حزب الله الأصل وفرنجية الفرع، فيما يميز باسيل خصومته لفرنجية عن خلافه مع حزب الله.
- صحيفة الديار عنونت: اليمن ميدان اختبار للتفاهم السعودي ــ الإيراني… ولبنان على “رصيف الإنتظار”
البخاري يتمسّك برئيس “يجمع”… وبري يراها ميزة لدى فرنجية ويَعِد بمبادرة
الراعي غير مُتفاءل بنجاح الاتصالات مسيحياً… وحزب الله ينتقل الى الهجوم
وكتبت تقول: لم تنعكس الاجواء الايجابية في الاقليم بعد على المناخات الداخلية، التي لا تزال ترزح تحت ضغوط مالية واقتصادية هائلة، وسط انهيار متسارع في قيمة الليرة مع ملامسة الدولار عتبة المئة.
اليوم اضراب في المدارس الخاصة فيما لم ينتظم العام الدارسي على نحو تام في المدارس الرسمية. كل شيء معطل في البلاد، والسياسة تدار بالتمنيات لا بالوقائع والمعلومات. ولان السياسة في لبنان “مياومة” عند معظم القوى والاحزاب والمسؤولين، لا أحد يملك جوابا عن سؤال “ماذا بعد؟” الاتفاق السعودي- الايراني برعاية صينية، وفيما تشير المعطيات الخارجية الى ان اليمن سيكون ساحة الاختبار الاولى، تبقى واشنطن المسؤول الاول عن الاخفاق اقله اسرائيلي. اما كل ما يقال في المجالس الخاصة وعلى الملأ داخليا مجرد “تخبيص” وملء للفراغ بكلمات فارغة، عن انعكاسات مفترضة على الساحة اللبنانية، دون ادلة حسية او معطيات يمكن “تقريشها”، وانما من باب التحليل وربما التمنيات.
لا جديد سعوديا!
بالأمس، تحركت الديبلوماسية السعودية باتجاه “عين التينة”، وكذلك “كليمنصو”، وبينما حرص السفير السعودي الوليد البخاري على تعميم اجواء ايجابية علنا، سرب عبر مصادره الاعلامية والسياسية المعتمدة تأكيدات عن عدم وجود تغيير في موقف بلاده حيال مواصفات الرئيس اللبناني المقبل. طبعا حتى الآن، تقول اوساط ديبلوماسية لـ “الديار”، البخاري يقول الحقيقة، فهو لم يتبلغ من الخارجية السعودية اي جديد حيال مقاربة الملف اللبناني، ومن السابق لأوانه ان يحصل هذا الامر. فالتفاهم الوليد يحتاج الى بعض الوقت كي يتبلور الى افعال، وكل طرف الآن ينتظر من الطرف الآخر خطوات بناء للثقة كي “يبنى على الشيء مقتضاه”.
وبحسب المعلومات المتوافرة حتى الآن، فان الساحة اليمنية ستكون مسرحا لاختبار النيات بين الجانبين، وبعدها سيكون كلام آخر حول مختلف الملفات العالقة بين البلدين. وخلال هذه الفترة سيبقى لبنان على “رصيف الانتظار” اقله خلال الشهرين المقبلين، وسط حالة من التأزم السياسي والمالي والاقتصادي.
فرنجية بين بري والبخاري
ووفقا للمعلومات، كرر البخاري على مسامع بري ما قاله وزير خارجيته فيصل بن فرحان بانه على اللبنانيين الا ينتظروا الخارج، وان يقوموا بواجباتهم بانتخاب رئيس للجمهورية وبناء المؤسسات والشروع في حل مشاكلهم، دون ان يوضح مدى تسهيل بلاده لهذا الامر، لكنه في المقابل، اوحى لرئيس المجلس بضرورة ان يؤدي دورا في تمهيد الارضية لأي تسوية مفترضة. فوعد بري بالأعداد لمبادرة قريبا، دون ان يوضح توقيتها او حيثياتها. وفيما لم يفوت بري استعراض الاسباب الموجبة لإعلانه دعم ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية للرئاسة، لم يتلق اي كلام ايجابي بهذا الخصوص من البخاري، فهو جدد التأكيد ان بلاده تعنى بالمواصفات لا الاسماء، وقال: ان المملكة تريد رئيسا يجمع ولا يفرق اللبنانيين! وهو امر رد عليه لاحقا بري خلال لقائه مع وفد نقابتي المحررين والصحافة حين قال:” اذا كان فرنجية لا يجمع فمن هو الرئيس الذي يقوم بذلك”!
وعلم ان لقاء البخاري مع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط لم يخرج باي جديد على الصعيد الرئاسي، بعد ان اعاد السفير السعودي التأكيد ان بلاده لن تغير سياستها الراهنة تجاه لبنان، ولفت الى ان الاتفاق مع ايران لن ينعكس على الساحة اللبنانية، ولا تغيير في مقاربة الملف الرئاسي!
مواصفات مرشح “الثنائي”؟
وحول لقائه السفير السعودي، الذي كان متفقا عليه قبل الاعلان عن الاتفاق في بكين، قال بري ان التواصل كان قائما، وسوف يتواصل، وقد حصل قبل هذا اللقاء عده لقاءات ، ولفت الى ان الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية، وسليمان فرنجيه مد يده للجميع وصالح كل الناس، فاذا كان سليمان فرنجية لا يجمع فمن هو الذي يجمع؟ واضاف “اريد ان اسأل هنا من هو سليمان فرنجية؟ الم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس اميل لحود؟ الم يرشحه السفير ديفيد هيل؟ الم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحا؟ واسمحوا لي ان أتحدث كماروني، انا لي حصه بالموارنة، انا لبناني ، الموارنة بدأوا من الشمال وتناموا وتمددوا من هناك الى كل لبنان، وفرنجية ابن هذا الشمال”.
وذكر بري بما حصل عشية الانتخابات السابقة، الم تلتق القيادات المسيحية والمارونية في بكركي ويومذاك تم التوافق على اربعة اسماء، وأن من ينتخب من بين هؤلاء الاربعة يكون ممثلاً للمسيحيين واللبنانيين؟ الم يكن سليمان فرنجية أحد هؤلاء الاربعة؟ واضاف “نحن ماذا نريد من رئيس الجمهورية، انا بحاجة الى رئيس يتحدث مع سوريا بموضوع ترسيم الحدود وحل ازمة النازحين، لأننا اذا كنا سنعتمد على الاوروبيين والاميركيين فهم غير مكترثين لهذا الموضوع، نريد رئيسا قادرا على مقاربة الاستراتيجية الدفاعيه، رئيسا مؤمنا باتفاق الطائف، وانطلاقا من كل ذلك رشحنا سليمان فرنجية”.
حزب الله ينتقل الى الهجوم
في هذا الوقت، وفيما بدأ حزب الله هجوما اعلاميا مضادا عبر منح عدد من مسؤوليه “الاذن” للقيام بإطلالات اعلامية، لشرح مواقف الحزب من التطورات الراهنة وفي مقدمتها الملف الرئاسي، شدّد عضو المجلس المركزي في حزب الله نبيل قاووق، على أنّ الحزب لا ينتظر “أيّ تسوية خارجية لا ثنائية ولا خماسية تفرض على اللبنانيين مواصفات وأسماء لرئاسة الجمهورية”. ولفت الى أنّ “حزب الله وحركة أمل والحلفاء والأصدقاء فتحوا أفقاً لحلّ الأزمة الرئاسية من خلال التوافق الداخلي بعيداً من الفيتوات والمواصفات الخارجية، أما وصول رئيس للتحدّي والمواجهة، فهذا أصبح مرحلة ماضية، ونحن نتحدّث عن الحاضر والمستقبل”. ورأى قاووق أنّ “فريق التّحدي والمواجهة ضخّم حجمه ورفع شعارات أكبر من واقعه وقدرته، ويريد أن يأتي برئيس للتحدّي والمواجهة، وهذا يعني أنّه يريد جرّ البلد إلى الفتنة الداخلية، وقد جرّبوا 11 جلسة وفشلوا، وكانت هذه الجلسات كافية لأن يعودوا إلى أحجامهم الطبيعية، وأن يكتشفوا أن شعاراتهم غير واقعية، وليس لها مكان في لبنان”.
- صحيفة الأنباء عنونت: اللبنانيون رهائن كباش المصارف والقضاء.. والأنظار الى الاستجواب الأوروبي
وكتبت تقول: مع دخول المصارف اضرابها المفتوح ابتداءً من اليوم بعد فشل مساعي الحلحلة التي كان يؤمل منها الغاء الدعاوى المقامة ضد المصارف، تتركز الانظار على طبيعة الاستجواب الذي سيخضع له حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بحضور القضاء الأوروبي بصفة شاهد، وما اذا كان سلامة سيحضر شخصياً الى الجلسة أم سيمتنع عن الحضور، ما قد يضاعف من ثقل الأزمة الاقتصادية على المواطن اللبناني فيما الدولار الاميركي يواصل تحليقه باتجاه المئة ألف ليرة.
على خط آخر، شهدت عين التينة سلسلة لقاءات ديبلوماسية كان البارز فيها لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع السفير السعودي وليد البخاري والسفيرة الاميركية دوروثي شيا، في وقت كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يلتقي البطريرك الماروني مار بشارة الراعي عشية زيارته الفاتيكان ولقائه الحبر الاعظم البابا فرنسيس.
في هذا السياق، اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أنَّ من الواضح أن اهمية الإتفاق السعودي الايراني تشكيل نقطة تحول كبيرة بسياسة المنطقة، وتأدية تغيرات مهمّة، محذّراً من عدم الاسراع بالتحليلات إذ إنَّ هناك مسارات سياسية بدأت تتغير في المنطقة.
موسى أكّد أنَّ لقاء برّي مع السفير السعودي هو نوع من الاستفسار حول طبيعة هذا الاتفاق، مذكراً أنّ برّي سبق وأن دعا مرات عدة ومن فترة طويلة الى لقاء مصالحة بين السعودية وإيران، مضيفا “أما وقد حصل اللقاء فهذا يعني أن الكرة أصبحت في الملعب اللبناني”، داعياً الى الاستفادة من هذا المناخ وتنظيم الأمور بهدوء لإنهاء الشغور الرئاسي، كما المبادرة للاستفادة من هذا الواقع الجديد واقامة نوع من التقارب اللبناني- اللبناني الذي يساعد على انتخاب رئيس الجمهورية.
وتعليقاً على عدم الحماس لدى بعض القوى المعنية بانتخاب الرئيس لتلقف ما جرى، سأل موسى: “ما الخيارات الأخرى الموجودة لدينا”، مشيراً إلى أنَّ الشكوى في الماضي كانت من التشنجات الخارجية وانعكاسها على الساحة المحلية، أمّا اليوم فنحن أمام استحقاق دستوري ضاغط، لذا على القوى السياسية الاستفادة من هذا المناخ الايجابي واقامة نوع من التواصل من أجل التقارب اللبناني اللبناني وضرورة أن يكون هناك حوار بين الافرقاء كي نتلقف هذه الايجابية بكثير من الوعي مع تشجيع قنوات التواصل وهذا يساعد على تليين المواقف وحلحلة كل العقد.
بدوره، أوضح المطران بولس صياح أن زيارة ميقاتي الى بكركي أتت بمناسبة زيارته الى روما والطلب من البابا فرنسيس مساعدة لبنان من الدول المعنية بالملف اللبناني، مؤكداً أنَّ علينا ان نساعد أنفسنا بدل أن ننتظر مساعدة الغير.
المطران صياح أشارَ في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أن مهمة المطران طوني أبي نجم لم تنتهِ بعد وعندما ينهي اتصالاته سيكون هناك عملية تقويم للمواقف واتخاذ اللازم، مستطرداً “ليس بالضرورة دعوة النواب المسيحيين الى بكركي المهم ان يلتقوا مع بعضهم”.
صياح أمل خيراً من الاتفاق السعودي الايراني، لافتاً إلى أنَّه ليس بالضرورة أن نبحث عما يحصل في الخارج لمعالجة أمورنا الداخلية، بل المهم ان نجتمع معاً ونعالج مشاكلنا دون ايحاءات خارجية.
في سياقٍ آخر، وعلى خط اضراب المصارف الذي يبدأ اليوم كشف الخبير المالي والاقتصادي الدكتور انيس ابو ذياب في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية ان الاضراب نتيجة الدعاوى ضدّ المصارف، بعد الحديث عن الغائها، لكن ما حصل عكس ذلك، علماً أن هذه الدعاوى حولت النّاس من جديد رهائن الصراع السياسي المتجدد بين المصارف والقضاء.
ورأى أبو ذياب إلى أنَّ مشهد الدولار هو أكبر دليل على عمق الازمة، لافتاً الى مبادرات عدة طرحت للحل لكنها لم تنجح ما قد يؤدي الى إطالة أمد الاضراب هذه المرة، فالخلاف يبدو كبير ومتشعب، متوقعاً ان ينعكس استجواب حاكم مصرف لبنان يوم غد الاربعاء سلباً على القطاع المصرفي ويؤدي الى سرعة الانهيار، كاشفاً أن التحقيق مع سلامة سيتم بحضور القاضي الأوروبي.
وعلى ضوء تبعات إضراب المصارف على المواطنين، يُلقي ارتفاع الدولار بثقله على هموم اللّبناني تحت وطأة الأفق الرئاسي المستعصي والتخبّط الحاصل في المؤسسات كافة.