سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: الحوار الوطني يتقدم ؟

 

الحوارنيوز – خاص

هل تكتمل حلقة الحوار الوطني اللبناني كما دعا اليها الرئيس نبيه بري وتدعمه في ذلك غالبية لبنانية وبرلمانية وازنة، أم ينجح معسكر “رفض الحوار” في مناوراته وتهديداته واستدراج المزيد من التدخلات الخارجية لمنع الحوار وبالتالي منع فرصة انتخاب رئيس جديد للبلاد؟

خلاصة عكستها صحف اليوم في افتتاحياتها فماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: معركة للرد على المعارضة واستقطاب “أكثرية حوارية

وكتبت تقول: لم يعد ثمة شك في ان معركة سياسية داخلية كبيرة بدأت تتصاعد معالمها عقب المواقف المتشددة التي اتخذتها المعارضة من طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري الداعي الى حوار رؤساء الكتل النيابية ومن ثم عقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس الجمهورية، مستبقا بذلك وصول الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في 11ايلول الحالي. معالم هذه المعركة اخذت تتضح في الساعات الأخيرة من خلال محاولات دؤوبة لتجميع أكبر عدد ممكن من الكتل والنواب المستقلين او “المتفلتين” من اطر تكتلات او تنظيمات الى جانب طرح بري بقصد محاصرة المعارضة واظهارها بمظهر الأقلية امام اتساع عدد الموافقين والداعمين لطرح بري، وتاليا محاولة تحقيق مكسب سياسي سيصب في نهاية الامر في خانة “الثنائي الشيعي” بطبيعة الحال من دون أي ضمانات بان الحوار المقترح من بري اذا عقد سيؤدي الى الحلقة الأخرى الانتخابية وتاليا انتخاب مرشح الثنائي الشيعي. ذلك انه على رغم المحاولة الجارية لاجتذاب معظم النواب السنة، سواء الذين يدورون في فلك “محور الممانعة” او المصنفين مستقلين، لوحظ ان اقدام بعض هؤلاء النواب على تأييد الحوار الذي يطرحه بري ظل ضمن الاشتراطات الأساسية التي ترفض الشروط المسبقة للحوار، كما ان مواقف هؤلاء من المرشحين الذين غالبا ما التزموا عدم تسميتهم بعد لم تتبدل. ومع ذلك بدت لافتة عملية “التعبئة” التي يبدو ان ثمة من ينسقها ويحركها لدفع الكتل والنواب المستقلين خصوصا من الصف السني لتأييد الحوار المطروح، استنادا الى الموقف المرن الذي اتخذه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والموقف الداعم بوضوح لطرح بري الذي اتخذه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط. ولكن أوساطا مراقبة لفتت في هذا السياق الى الالتباس الذي بدأ يتصاعد حيال طبيعة تفسير “الجلسات المتتالية” في طرح بري والجلسة المفتوحة استنادا الى الدستور الامر الذي سيشكل عقبة إضافية في تعقيدات المعركة السياسية المرشحة للتصعيد تباعا.

وأبرز ما سجل من مواقف في هذا السياق اعلان الرئيس فؤاد السنيورة أمس ان “المسألة الأساس الآن والتي لها الأولوية على أي أمر آخر، تكون بالعودة إلى الالتزام بأحكام الدستور، وذلك لعقد جلسة للانتخاب وفي دورات متلاحقة. وعلى الرئيس بري أن يفتح المجلس، وأن يدعو لانعقاد جلسة للانتخاب وبدورات متتالية. وليس إلى أن يصار إلى إغلاق محضر جلسة المجلس بعد انتهاء الدورة الأولى. هذا الأمر يؤدي إلى التعطيل ولا يأخذ البلاد إلى أي نتيجة. أعتقد أن الأمر الذي ينبغي أن تكون له الأولوية الآن هو في الدعوة لجلسة الانتخاب وبدورات متلاحقة والابتعاد عن اختلاق أعراف جديدة تبدأ بعقد جلسات حوار قبل جلسة الانتخاب، والذي هو مخالف للدستور ويتسبب بإشكالات مستقبلية عدة”. ولفت السنيورة في حديث لقناة “الحدث – العربية” الى ان “دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار شهدنا مثلها مبادرات مماثلة في الماضي. إلاّ أنّه لم يتم الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تلك الحوارات السابقة”.

“استقطاب”

في غضون ذلك، أعلن “تكتل الاعتدال الوطني” من عين التينة تأييده للحوار ونقل عن الرئيس بري ان “الحوار سيحصل تحت قبة البرلمان وسيكون بعده مباشرة إفتتاح جلسات لإنتخاب رئيس للجمهورية. وهذا الموضوع كان الرئيس بري حريصا جدا عليه انه لن يقفل المجلس النيابي حتى تصاعد الدخان الأبيض”. كما عقد لقاء في دارة الرئيس الراحل عمر كرامي في بيروت بين تكتل “التوافق الوطني” وتكتل “الاعتدال الوطني” وقال النائب فيصل كرامي: “ما نسمعه مؤخرا من دعوة صريحة للحوار والتشاور والتلاقي ومد اليد، والى فتح فجوة في الجدار المغلق من أجل انتخاب رئيس جمهورية، نحن موقفنا موحد، ونحن دائما كنا مع الحوار”.

وبالتزامن رد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم على الخطاب الأخير لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من دون ان يسميه فقال “لفتني قول أحدهم بأنهم مستعدون أن يتحملوا الفراغ لأشهر وسنوات إلا أنهم غير مستعدين لتحملنا، بمعنى أنهم حاضرون لأن يكون هناك خراب في البلد ولكن لا إمكانية لأن يفتحوا كوة أو باب لعلاقة معينة أو تفاهم معين لتسوية معينة من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي”. واعتبر قاسم ان “الشعب ليس مستعدا لتحمل الفراغ بانتظار تحقيق مشروعكم الذي تحلمون به ولا أفق له. لا يمكنكم أن تنجزوا انتخاب رئيس للجمهورية على شاكلتكم بهذا القدر من التوتر والتحدي والمواجهة، على كل حال نحن نفهم توترهم وهو دليل عجز وبهذه الطريقة لن يحصلوا على شيء، الأفضل لو تقدموا بخطوات واقتراحات وطنية تمهد لجلسات الانتخاب كما تقدم الرئيس بري بفكرة الحوار بتوقيت محدد ثم جلسات للانتخاب تظهر النتيجة كما كانت”.

كما ان “التيار الوطني الحرّ” أكد “موقفه الثابت القائم على استعداده الايجابي للمشاركة بأي حوار يتوصل سريعاً الى نتائج عملية تفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية على ان يحدّد شكل هذا الحوار فلا يكون تقليدياً بل عملياً وفعالاً ويمكن ان يحمل اشكالاً متنوعة ثنائية أو متعدّدة الاطراف وان ينحصر جدول اعماله ببرنامج العهد (الاولويات الرئاسية) ومواصفات الرئيس واسمه. وربط مشاركته بضمانات ان ينتهي هذا الحوار بجلسات مفتوحة للمجلس النيابي لانتخاب الرئيس لا تتوقّف حتى حصول هذا الانتخاب. وينتظر التيار من اصحاب الدعوات الى هذا الحوار الاجوبة اللازمة ليتحدّد الموقف النهائي للتيار على اساسها.”

  • صحيفة الديار عنونت: كرة برّي الحوارية حركت المعارضة فاتصل جعجع بسيد بكركي
    موازنة 2024 على مشرحة مجلس الوزراء غداً… جديدها رسم عن الخدمات السريعة!

وكتبت “الديار” تقول: ما زال اشتباك الحوار حديث الساعة، والعنوان الاول على الساحة السياسية، اذ طغى على كل الملفات، في ظل انقسام المواقف بين فريق السلطة وفريق المعارضة، بعد دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى حوار رئاسي مفتوح، تليه جلسات انتخابية متتالية الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، فيما يقف الفريق المعارض في الواجهة رافضاً هذا الطرح، ويرى فيه عملية مفخخة لانّ رئيس المجلس يريد تبرئة ذمته من تهمة عرقة الانتخابات الرئاسية، التي وجهتها اليه بعض الدول وفي طليعتها الولايات المتحدة، التي طالبته من خلال بعض مسؤوليها، بفتح ابواب المجلس النيابي لإجراء الانتخابات الرئاسية، فأتت النتيجة مغايرة كليّاً، لانّ العرقلة باتت في خانة الفريق المعارض، وبذلك يكون رئيس المجلس قد سجّل هدفاً في ملعب المعارضة، فقلب الادوار، الامر الذي أنتج انقساماً جديداً بين القوى المنضوية تحت لواء هذا الفريق، من احزاب مسيحية ونواب مستقلين وتغييريين، فضلاً عن توتر خفي بين الاحزاب المسيحية المعارضة وبكركي، بعد العظة التي اطلقها البطريرك بشارة الراعي يوم الاحد الماضي، وأيد خلالها دعوة بري الى الحوار، وتبع ذلك مواقف نيابية استغربت كلامه، ما ادى الى بعض التوتر الخفي، سارع امس رئيس حزب « القوات اللبنانية» سمير جعجع الى إزالة هذا التوتر، عبر الاتصال الذي أجراه بسيّد بكركي وكان بحث في الملف الرئاسي.

وعلى خط الصرح البطريركي، اكتفت مصادره بالقول لـ «الديار»: «هنالك سوء تفاهم بسيط مع بعض أطراف المعارضة «، وأملت ان تشهد الايام المقبلة مستجدات رئاسية إيجابية، لإطلاق التوافق على رئيس للجمهورية، لانّ الفراغ طال كثيراً وهذا غير مقبول، وتمنت على الدول الصديقة المساعدة على حل هذه المعضلة.

 

برّي نجح في تشتيت المعارضة مجدّداً

الى ذلك ومع إعلان رئيس» اللقاء الديموقراطي» تيمور جنبلاط، تأييد موقف الراعي المؤيد للحوار، بدا الفريق المعارض متفاجئاً وفق ما ذكرت مصادره لـ «الديار»، لأنها كانت تراهن على موقف مغاير تحديداً من النائب تيمور، يختلف عن سياسة والده المتقلبة كما وصفتها، فيما رأت مصادر النواب «التغييريين» أنهم ما زالوا يدرسون مدى جديّة دعوة برّي للحوار، وما سيدور من نقاشات خلاله لتقرّر، وابدت تخوفها خلال حديث لـ «الديار» من ان يكون كل هذا فخاً لانتخاب رئيس مدعوم من الثنائي، معلنة رفضها لكل ما يفرض على اللبنانيين، لانّ الرئيس يجب ان يكون صناعة لبنانية مئة في المئة، واشارت المصادر المذكورة الى انّ معظم النواب «التغييريين» لن يشاركوا في حوار لودريان.

 

أيلول فصل رئاسي او نهاية للدور الفرنسي؟

شهر ايلول المنتظر الذي يكاد ينتهي الاسبوع الاول منه، لا يحمل معه الايجابيات بالنسبة لأوساط سياسية على علاقة متينة بديبلوماسيين غربيين اشاروا لـ «الديار»: الى غياب هادئ ومرتقب للدور الفرنسي، مع قدوم لودريان خلال ايام، لانّ قلائل سيلبّون دعوته الى الحوار، فيما الفريق المعارض يتخبّط، في انتظار الدور القطري المرتقب الذي يبداً في العشرين من الجاري، بالتزامن مع توتر العلاقات الفرنسية – الايرانية، على أثر اتهام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون طهران، بتعطيل الاستحقاق الرئاسي اللبناني.

ونقلت هذه الاوساط أنّ الوفد القطري سيحمل في جعبته لائحة أسماء من ضمنها: مرشحون يتم التداول بأسمائهم منذ أشهر، إضافة الى مرشحين من منطقة كسروان أحدهما نائب حالي والاخر وزير سابق. وقالت:» في حال لم نصل في ايلول الى انتخاب رئيس، فهذا يعني استحالة انتخابه لسنوات».

 

جلستان لمجلس الوزراء غداً

حكومياً أعلنت رئاسة مجلس الوزراء عقد جلستين يوم غد الخميس، الجلسة الاولى مخصصة لمناقشة 27 بنداً، أما الجلسة الثانية فمخصصة لمناقشة مشروع موازنة العام 2024 التي ستشمل رسوماً وضرائب غريبة عجيبة وبالدولار، ابرزها رسم عن اي خدمة سريعة في الادارات الرسمية، مع زيادة ضريبة القيمة المضافة الى 12 في المئة، في ظل الارتفاع الخيالي اليومي للسلع الغذائية والاستهلاكية، اذ يتّجه مشروع موازنة 2024 نحو دولرة الإيرادات ، ويتضمّن استحداثاً لضرائب جديدة، مع أضعاف فواتير الدولة وبالعملة الصعبة، بالتزامن مع عجز يصل إلى 13.8 في المئة، وقد يؤمّن هذا الأمر للخزينة إيرادات بالعملة الأجنبية، لكنه سيلغي العملة اللبنانية ليصبح البلد مرتبطاً أكثر بالدولار، في ظل اقتصاد يعتمد بشكل كبير جداً على الاستيراد، وهذا يعني انه سيكون رهينة الدولار، من دون مراعاة وضع المواطنين ونسبة الفقر التي تسجّل في لبنان منذ سنوات.

 

عمل اللجنة المشتركة بين «الوطني الحر» وحزب الله

من المتوقع ان يبدأ عمل اللجنة المشتركة بين «التيار الوطني الحر» وحزب الله، خلال هذا الاسبوع، لمناقشة مطالب رئيس «التيار» جبران باسيل حول اللامركزية المالية الموسعة والصندوق الائتماني وبناء الدولة، على ان تضّم اللجنة من «التيار» النائب ألان عون والمستشار الاعلامي طوني قسطنطين والمحامي طوني عبود، وعن حزب الله النائب علي فياض وعبد الحليم فضل الله، وفي هذا الإطار ألمح الطرفان الى انّ الحوار المشترك بينهما يحتاج الى فترات طويلة من المباحثات.

  • صحيفة الأنباء عنونت: رفض حوار بري يعطّل مبادرة لودريان… والرئاسة بحكم المؤجّل

وكتبت الأنباء تقول: تعيش البلاد على وقع مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي الحوارية، وتتوالى الردود المرحّبة والرافضة، وباتت الصورة واضحة لجهة المشاركين في الحوار المفترض إذا حصل، وهم المؤيدون لكل الطروحات الحوارية السابقة، أما المتغيّبون فهم بعض فريق المعارضة، وعلى رأسهم “القوات اللبنانية” و”الكتائب”.

حتى الساعة، فإن الحوار قائم دون موعد محدّد، لكن الموعد المفترض هو قبل نهاية شهر أيلول، إلّا أن الوقائع السياسية تعاكس هذه المشهدية، فالحوار من المستبعد أن يحصل في ظل غياب المعارضة كقطب أساسي من قطبين في مجلس النواب، لأنّه سيكون دون جدوى فعلية، وقد يلجأ برّي إلى تأجيله بسبب عدم التجاوب.

عدم حصول الحوار يعني تلقائياً عدم حصول الجلسات المتتالية، وأيضاً عدم حصول حوار الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وبالتالي تطيير كل فرصة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية في المدى المنظور، فيكون الاستحقاق قد رُحّل إلى حين تحرّك المجتمع الدولي مرّة أخرى وتنظيم مبادرة جديدة.

وفي سياق مبادرة برّي، أشار عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب أشرف بيضون إلى أن “أطراف المعارضة لم يكشفوا جميعهم عن مواقفهم تجاه الطرح، بل “القوات” و”الكتائب” فقط، بانتظار ما ستفزره الأيام المقبلة على صعيد باقي الأفرقاء”.

وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، شدّد بيضون على أن “الحوار قائم”، ولفت إلى أن “تأجيل أو إلغاء المبادرة مرتبط باحتمال وحيد وهو عدم قبول الكتل النيابية حضور الحوار”، مؤكّداً أن “حصول الحوار يعني حصول الجلسات المتتالية”، مفترضاً أن أيلول موعداً لإنجاز هذه المبادرة.

وعن سبب توقيت برّي للدعوة إلى جلسات متتالية بعدما كانت المعارضة تُطالب بهذا الأمر منذ سنة تقريباً، قال بيضون إن “برّي يتحرّك انطلاقاً من وجع الناس وخوفاً على مستقبل البلاد، ولا سبب آخر، والحوار هو لمحاولة إقناع كل فريق بمرشّح الفريق الآخر أو التوجّه نحو أسماء أخرى وسطية”.

في مجال آخر، كان ثمّة زيارة لافتة قام بها وفد من “التقدمي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط إلى رئاسة الجامعة اللبنانية، حيث التقى رئيسها بسام بدران وطرح معه هموم الجامعة، وأكّد متابعته وإلى جانب الحزب و”اللقاء الديموقراطي” لهذا الملف وإيلائه الأولوية القصوى، نسبةً لأهميته.

إذاً، تترنّح البلاد بين المبادرات الحوارية غير المنجزة، ولا يبدو في الأفق أي حل للأزمة الرئاسية التي تستعصي يومياً، وبات الأمل بحل داخلي ضئيل جداً، فيما ارتفعت أسهم التعويل على الخارج وصفقاته لإنجاز الاستحقاقات مع الأسف، إلذا أن المراهنين على الإقليم ودوله يعلمون أن لبنان سيكون ضحية كل صفقة دولية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى