سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف: الحريري اليوم في بعبدا.. أم القاهرة؟ وهل يواجه لبنان حربا إقليمية؟
الحوارنيوز – خاص
فيما تمحورت معظم افتتاحيات الصحف الرئيسية حول موضوع الزيارة المحتملة للرئيس المكلف سعد الحريري الى بعبدا ونتائجها المحتملة، خصصت صحيفة الأخبار افتتاحيتها لتحليل المعطى الإقليمي ولمواقف العدو، وانتهت الى ترجيح حرب إسرائيلية كبرى على لبنان.
ماذا في التفاصيل؟
-
صحيفة “الاخبار” عنونت:” على أبواب الحرب الكبرى” وكتبت تقول:” ليس أفضل من العدوّ في قراءة أحوال المقاومة في كل الساحات العربية. معركة “سيف القدس” وسّعت آذان قادة الجهات الأمنية والعسكرية المعنيّة في كيان العدو، وبات الأمر يتعلّق بحسابات من نوع مختلف. والعدوّ نفسه الذي يدرس ما فعله الفلسطينيون خلال 11 يوماً، ليس في الميدان فحسب، بل على صعيد العالم، يكثّف مراقبته لردّ فعل حلفاء المقاومة الفلسطينية. وفي الكيان، اليوم، من يعتقد بأن حزب الله في لبنان كان أول من استخلص العبر من حرب غزة الأخيرة. وهذا صحيح على نحو يتجاوز، ربّما، ما يفترضه العدوّ من حسابات ذات طابع مهني، إذ إن المسألة ببعدها الاستراتيجي أخذت مساراً جديداً.
في ذكرى حرب تموز 2006، ليس لدى الجانبين أوراق جديدة قابلة للنشر. هناك أسرار قد تبقى مدفونة إلى زمن طويل. لكن الدروس الأساسية، والأحداث التي تلت، جعلت من تلك الحرب مناسبة لإعادة تثبيت قاعدة وحيدة في عقل الجميع: المقاومة قادرة على الانتصار!
هذه القناعة، الموجودة أساساً لدى المقاومين وأنصارهم، باتت محفورة أيضاً في وعي العدو. هذا لا يعني أنه يسلّم بالهزيمة في أي حرب جديدة، بل يعني أنه مضطر إلى تحضيرات تأخذ في الحسبان كل احتمال يؤذيه أو يجعله في حالة الانكسار الكبير. وما يدور في خلد قادة الكيان، وعلى مستوى الرأي العام فيه، تتبدّى تعبيراته في أكثر من مكان، وخصوصاً هذه الأيام التي يتابع العدوّ فيها، بدقّة، تطورات الساحة اللبنانية. صحيح أن في تل أبيب من يراهن على فرصة تعرّض المقاومة لتهديد داخلي بفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة. لكنّ العدوّ يخشى، انطلاقاً من تجربته مع لبنان، أن تعمد المقاومة الى تحويل هذا التهديد الى فرصة ضده، ليس هرباً من الأزمة الداخلية، كما يحلو لكثيرين القول، بل للإشارة إلى أن لفكرة الفوضى الشاملة حسابات مختلفة، وأن من يعتقد بأن المقاومة ستكون عرضة للإنهاك في حالة الفوضى اللبنانية، عليه الأخذ في الحسبان أن الفوضى، في ذاتها، لطالما مثّلت فرصة لفكّ القيود التي تحول دون إقدام المقاومة على ما من شأنه إحداث تحوّلات في وجهة الصراع الكبير في المنطقة.
هذا يعني أن النقاش حول واقع لبنان اليوم، قد ينظر إليه العدوّ من زاوية السؤال المحيّر حول ما يمكن أن يكون عليه الوضع في اليوم التالي.
لنأخذ، مثلاً، ما كتبه ناحوم برنيع في “يديعوت أحرونوت” عن أن “الزمن يلوّن أحداث حرب لبنان الثانية بألوان أكثر تعقيداً. 15 عاماً من الهدوء التام تقريباً على الحدود الشمالية لا يُستهان بها. لكن هناك عشرات الآلاف من الصواريخ التي جمعها حزب الله، بما فيها صواريخ دقيقة تهدد اليوم كل موقع استراتيجي في البلاد، لا يُستهان بها أيضاً”، ليخلص الى القول: “في عام 2006، كان لبنان دولة. اليوم، لبنان فريسة تنتظر مفترسها. إنه ساحة معركة مستقبلية للحرب التي من المؤكد أنها ستندلع”.
وختمت “الاخبار”: على أن كل ما سبق، لا يكفي لإقفال ملف الأسئلة الكبرى حيال الخطوة التالية. وهذا يفتح الباب أمام تحديات تواجه الجميع. إذ إن جمع أجزاء الأحجية المتصلة بكل ما يجري في دول المنطقة، بما فيها المعركة القاسية ضد لبنان، يقود إلى استنتاج واحد أوحد: ثمة حاجة إلى معركة فاصلة تعيد صياغة التصور العام للجغرافيا السياسية في المنطقة، وموقف الغرب وسلوكه حيالنا. ولأن إسرائيل مثّلت، على الدوام، حجر الرحى في البناء الغربي لمنظومة الحكم في غالبية دولنا، فإن ما ينتظرها يجب أن يكون “نقطة علام” لكل من يفكّر أو يخطط أو يعمل لبناء بلده…
-
صحيفة “النهار” كتبت تحت عنوان:” الحريري اليوم في بعبدا: آخر المطاف” تقول:” اذا كان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تجاوزوا انقساماتهم وآرائهم المختلفة حول مسألة العقوبات الأوروبية وأجمعوا أخيراً على آلية لفرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين أمعنوا في تعطيل تشكيل الحكومة التي يدأب المجتمع الدولي، كما جميع اللبنانيين، على المطالبة الملحّة بها، فهل سيشكل هذا التطور عاملاً دافعاً لحسم حكومي أقله لجهة معرفة أي اتجاه ستسلكه الازمة فيما تبدو الضغوط الخارجية كأنها بلغت نهاية العد العكسي ؟
الواقع ان السباق عاد إلى مربّع حار للغاية بين التحركات الديبلوماسية الفرنسية والأميركية والأوروبية، كما المصرية على المستوى العربي من جهة، والترقب الداخلي لما ستسفر عنه تحركات هذا الأسبوع وسط معلومات تتوقع ان تتبلور الاتجاهات الحاسمة سلباً او إيجاباً للملف الحكومي قبل حلول عيد الأضحى. وعلى رغم صعوبة الجزم بأي اتجاه ستسلكه الأزمة، فإن الأنظار تترقب حركة الرئيس المكلف سعد الحريري في الساعات القليلة المقبلة، وسط انطباعات بان هذه الحركة ستؤدي الى كسر الجمود سعياً منه الى إحداث إختراق في جدار الازمة، علما انه على موعد مع زيارة سيقوم بها للقاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاربعاء.
والجديد البارز في هذا السياق هو ما علمته “النهار” ليل امس من ان الرئيس الحريري سيزور قصر بعبدا اليوم بعد اتصال صباحي للاتفاق على موعد مع رئيس الجمهورية. وفي معلومات “النهار” ان الحريري سيطلع رئيس الجمهورية ميشال عون على تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيراً عملاً بالتزام الرئيس المكلف المبادرة التي تولاها رئيس مجلس النواب نبيه بري. ويبدو واضحاً ان خطوة الحريري ستشكل عملياً اختباراً حاسماً، وربما الاختبار النهائي لبعبدا وفريقها في نهج التعطيل الذي اعتمد منذ تكليف الرئيس الحريري، وأدى الى إجهاض اكثر من 15 اجتماعاً بين عون والحريري، وتعطيل كل محاولات تأليف الحكومة تباعاً. ففي المعلومات المتوافرة لـ”النهار” ان التشكيلة تضم أسماء مستقلين واختصاصيين على غرار التشكيلة التي قدمها الحريري سابقاً ولكن ضمن تركيبة 24 وزيرا بدلا من 18. وبعد زيارته اليوم لبعبدا واجتماعه مع عون، سيقوم الحريري غدا بزيارة القاهرة للقاء الرئيس السيسي على ان يعود الى بيروت مساء اليوم نفسه. وفي حال رفض عون التركيبة الجديدة، فمن المرجح ان يذهب الحريري الى خيار الاعتذار وإعلانه في مقابلة تلفزيونية مساء الخميس، لتبدأ مع اعتذاره مرحلة البحث عن البديل والسيناريوات الجديدة. وقد لمح نائب رئيس “تيار المستقبل” مصطفى علوش في تصريح أمس الى ان الحريري سيعتذر أواخر الأسبوع مفسحا لاستشارات نيابية لتشكيل الحكومة.
-
صحيفة “اللواء” تحدثت عن زيارة للرئيس الحريري اليوم الى القاهرة وكتبت في افتتاحيتها:” إلى أين تقود “سلطة الشؤم” لبنان؟
بالوقائع، الكهرباء في خطر الانهيار التام، بعد نهاية هذا الشهر، ما لم يكن هناك سلفة مالية، بعد ان نفذت سلفة الـ200 مليون دولار، على ان تستمر حتى نهاية أيلول (ثلاثة أشهر…) الدواء مفقود، والصيدليات تقفل أبوابها باكراً، في ضوء ما تتعرض له من مواجهة على الأرض، في ضوء عدم توفير الدواء لمن يحتاجه أو يطلبه..
المياه مقطوعة عن المنازل في بيروت، و”سترنات المياه” غير قادرة على تلبية الطلبات المتعددة والكثيرة في ظل طقس بالغ الحرارة، وهو على ازدياد في الأيام المقبلة..
الأسعار تتغير بين ثانية وثانية، في ضوء ما يضخ على مواقع التواصل، أو “غروبات الواتس آب” دون رقابة، أو حتى أي دور لوزارة الاقتصاد.. فضلاً عن ان أسعار صرف الدولار الأميركي في سوق القطع، تلعب على حافة العشرين ألف ليرة لبنانية لكل دولار..
معالم الحياة تنطفى كل دقيقة في العاصمة بيروت، وسائر المدن الكبرى إلى الأرياف، في ظل فلتان لم تشهده البلاد حتى في عز أيام الحرب الأهلية، والغزوات الإسرائيلية، وحرب الشوارع في المدن، أو حربي الالغاء والتحرير..
المسألة، تخطت تأليف الحكومة أو الاعتذار، أو الإصلاحات.. المسألة تتعلق بفريق “السلطة الحاكمة” التي تحوّلت إلى مشرفة على عمليات “الجريمة المنظمة” بحق لبنان وشعبه..
كل الأزمات دفعة واحدة.. المازوت، والبنزين والمياه، وأسعار السلع، وانقطاع الكهرباء، والارتفاع الهستيري لسعر صرف الدولار، فضلاً عن تأديب النّاس، عبر التصرفات الرعناء المتعلقة بتحقيقات المرفأ، والحصانات والملاحقات..
الحريري اليوم إلى القاهرة
حكومياً، يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري اتصالاته ولقاءاته لمناقشة وشرح ابعاد قرار الاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة الذي وضعه على الطاولة جديا، بعدما استنفد كل مساعي وجهود تشكيل الحكومة الجديدة. وبعد اكثر من اجتماع مع مسؤولي وقيادة تيار المستقبل. وعشية مغادرته الى مصر للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح اليسسي واستعراض الاوضاع المختلفة ،محليا واقليميا والوقوف على رايه، التقى الرئيس المكلف امس مطولا، رئيسي الحكومة السابقين، فؤاد السنيورة وتمام سلام بغياب الرئيس نجيب ميقاتي الموجود خارج لبنان، وتم البحث بكل جوانب ودوافع خيار الاعتذار الذي ينوي الحريري اتخاذه في هذا الظرف بالذات، وما يمكن ان يترتب عنه وانعكاساته على كل الصعد.
العصا والجزرة
اوروبياً، استمرت سياسة العصا والجزرة، بحق الطبقة السياسية، فمن جهة تلويح بالعقوبات ومن جهة أخرى إصرار على المساعدة سواء عبر المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية، أو من خلال الصناديق المالية، في حال شكلت حكومة قادرة ومتمكنة من اجراء الإصلاحات الضرورية..
وفي السياق، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل أن “وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وافقوا على المضي قدماً في فرض عقوبات على الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان على خلفية الأزمية السياسية التي تشهدها البلاد، وقبل حلول الذكرى السنوية الاولى لانفجار (4آب (اي انفجار مرفأ بيروت.
وأشار بوريل إلى أنّ “وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أعطوا خلال اجتماعهم في بروكسل الضوء الأخضر لوضع إطار قانوني لاتخاذ تدابير ضد قادة سياسيين دفعوا بلادهم إلى الانهيار الاقتصادي”، موضحاً أن “الهدف إنجاز هذا الأمر بنهاية الشهر الجاري”.