تربية وتعليمثقافةغير مصنف

اليوم العالمي للغة العربية: تحديات واقتراحات(محمد قجّة)

 

محمد قجّة* – الحوارنيوز  خاص

 1 – لن اتحدث هنا عن امور أصبحت مألوفة ، مثل عبقرية اللغة العربية،  وشمولها، وثرائها، وغزارة مفرداتها، وبلاغتها، وغناها المعرفي والأدبي والشعري عبر آلاف السنين، ومحافظتها على تكوينها وقواعدها، وثراث علمائها

 

  2 – اللغة العربية هي إحدى اللغات الست الرسمية المعتمدة في الأمم المتحدة، ومنظماتها المختلفة . ومع ذلك نجد بعض السياسيين والدبلوماسيين العرب لا يتحدثون بلغتهم العربية في اجتماعات الأمم المتحدة،  بل يرطنون بالانكليزية اوالفرنسية.  وذلك يشير الى عقدة نقص وتقزم لديهم .

 

  3 – اللغات الست الرسمية المعتمدة في الأمم المتحدة هي :

   _ العربية : وقد تم اعتمادها بتاريخ 18 _ 12 _ 1973 . واعتمد هذا التاريخ يوما عالميا للغة العرببة كل عام .

  _ الانكليزية : واليوم العالمي لها هو 23 _ 4 من كل عام. وهو اليوم الذي يصادف تاريخ وفاة ” شكسبير ” الكاتب المسرحي الأشهر .

   _ الروسية : 6 _ 6 من كل عام. وهو يوم وفاة ” بوشكين ” الشاعر الروسي الكبير .

  _  الاسبانية : 23 _ 4 من كل عام،  وهو يوم وفاة الكاتب الاسباني المشهور ” ثربانتس “

  _  الصينية : 20 _ 4 من كل عام  . وهو يوم وفاة مؤسس الأبجدية الصينية ” سانغ جيه “

   _  الفرنسية : 20 _ 3 من كل عام ، وهو يوم إعلان المنظمة الفرنكوفونية

 4 – وهكذا نلاحظ ان أربع لغات تم تحديد يومها العالمي بما يوافق ذكرى مفكر اواديب يعتبر رمزا لتلك اللغة والأمة التي تتكلمها .

وبناء على ذلك اقترح الصديق الدكتور ” جورج جبور ” ان يكون يوم اللغة العربية مرتبطا برمز ثقافي كبير متفق عليه هو “المتنبي ” وتاريخ وفاته : 27 _ 9 _ 965 . وقد تبنينا الاقتراح في جمعية العاديات ، واقمنا لذلك ندوة أرسلنا نتيجة توصياتها الى الجهات المعنية لمتابعة الموضوع عربيا وامميا واعتماد تاريخ 27 _ 9 من كل عام يوما عالميا للغة العربية  . ويبدو ان دولا عربية لم تتحمس لهذا المقترح ، وفضلت بقاء يوم 18 _ 12 موعدا للاحتفال بيوم اللغة العربية .

والصديق الدكتور جورج جبور هو اول من اطلق ان يكون للغة العربية يوم عالمي ، وكان ذلك عبر جامعة حلب عام 2006 .

 

  5 – والامور الملحّة اليوم ان يتم الاتفاق على خطوات علمية وعملية بعيدة عن الخلافات السياسية ، تخدم قضية اللغة العربية وثقافتها . ومن ذلك :

 

   ا – توحيد عمل مجامع اللغة العربية ورصد الإمكانات لها، لكي يتم تجنب الاختلافات في المصطلحات والقياس ، وتقديم رؤية لغوية علمية واحدة . ومن المعلوم ان مجامع اللغة العربية في عدد من المدن مثل : دمشق والقاهرة وبغداد والرباط … وسواها .

 

  ب – تأسيس مركز كبير للترجمة يتم تمويله ولو بجزء يسير من اموال التسلح والفساد .

 

  ج – تطوير مناهج البحث العلمي من خلال مراكز متخصصة ترصد لها الميزانيات اللازمة والخبرات العلمية .

 

 د – تشجيع التعليم الجامعي باللغة العربية بشكل اساسي لأنها اللغة الوطنية، مع الاستعانة باللغات الأجنبية حسب الحاجة اليها .

  ومن ذلك وقف مزاحمة اللغات الاجنبية للغة العربية في مراحل التعليم المختلفة ، ونلاحظ هيمنة الانكليزية في بعض دول المشرق العربي،  والفرنسية في بعض دول المغرب العربي   ،على حساب اللغة الوطنية. وذلك بأشكال متباينة.

 

  ه- الانتباه الى لغة الإعلام والتواصل الاجتماعي التي تبتعد عن اللغة السليمة شيئا فشيئا.

 

6 – وقد اصبح جليا كيف ان الثقافة العربية واللغة العربية تتعرضان لموجة هجوم غير علمي، بل تكتنفه السياسة الخبيثة، وذلك بما يشبه الحركة الشعوبية قبل اكثر من الف سنة.

   ومن امثلة ذلك الزعم بأن العرب لا يتقنون من الثقافة غير نظم الشعر، وبأن العلماء الذين برزوا عبر تاريخ الحضارة الإسلامية لم يكونوا عربا، بل كانوا من الشعوب غير العربية التي اعتنقت الإسلام.

 

7 – وانا لا اتحدث هنا بمنطلق شوفيني قومي، بل بمنهجية علمية موثقة، وسوف اعود لذلك ببعض التفصيل في كتابات لاحقة، ولكنني اكتفي هنا بذكر اسماء من ابرز العلماء المسلمين كانوا من اصل عربي خالص، مثل:

الكندي ، حنين بن اسحاق ، الحسن بن الهيثم ، ابن رشد ، ابن خلدون ، ابن طفيل ، الزهراوي ، ابن النفيس ، ابن ابي اصيبعة ، محيي الدين بن عربي ، الشريف الادريسي.. ومئات سواهم .

 

     8 – والامر يطول، والتحديات كثيرة، والهموم مقلقة .

* مؤرخ وباحث – سورية

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى