قالت الصحف: التحضيرات للتشييع الكبير/ إصرار على رفض الاحتلال /العمل على اطلاق ورشة إعادة البناء

الحوارنيوز – خاص
اكتملت التحضيرات لتشييع الأمينين العامين لحزب الله، السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، بعد غد الأحد وهو الموضوع الذي ابرزته صحف اليوم في افتتاحياتها، الى جانب الجهود الديبلوماسة لإلزام العدو الإسرائيلي تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بالإضافة الى بدء التحضير الرسمي لورشة إعادة الاعمار.
ماذا في التفاصيل
؟
- صحيفة النهار عنونت: أولى المقاربات لإعادة الإعمار: أكثر من 14 مليار دولار
عون وسلام يستعدان لطلب الدعم بسلاح “الشفافية“
وكتبت تقول: وسط ترقّب حذر لمصير المساعي الديبلوماسية الكثيفة الجارية لحمل إسرائيل على الانسحاب من المواقع الخمسة الحدودية التي لا تزال تحتلها على الحدود اللبنانية- الاسرائيلية، شرعت الحكومة الجديدة قبل أيام من مثولها أمام مجلس النواب للحصول على ثقته يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، في أولى مقارباتها العملية والتنفيذية لملف إعادة إعمار المناطق اللبنانية التي دمرها اعصار الحرب الأخيرة. واكتسب الشروع في مقاربة هذا الملف الشائك أهمية كبيرة لجهة استباق الحكومة نيلها الثقة والبدء في إرساء أساسات الإنطلاق في عملية إعادة الإعمار ترجمة لتعهدات رئيسها نواف سلام منذ تكليفه وكذلك في مضمون البيان الوزاري بأن إعادة الإعمار هي التزام وليست وعداً. كما أن الحكومة لم تربط المسارعة إلى فتح ملف إعادة الإعمار بمسالة الجهود المبذولة لإنهاء الانسحاب الإسرائيلي من المواقع التي تحتلها في الجنوب على رغم وجود ارتباط وثيق بين استتباب الاستقرار والاطمئنان إلى انتفاء احتمالات التدهور الميداني مجدداً وإطلاق ورشة إعادة الإعمار. ومع ذلك فإن إنطلاق المقاربات الحكومية لا يقلل أبداً الصعوبات الكبيرة الماثلة أمام لبنان في حشد الدعم الدولي لعملية إعادة الإعمار من الدول العربية والخليجية والغربية، إذ أن الأمر سيشكل أبرز وأكبر تحديات العهد والحكومة وسيشكل المحور الأساسي للجولات الخارجية التي يتوقع أن يقوم بها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بعد نيل الحكومة الثقة.
وفي هذا السياق ترأس الرئيس سلام أمس اجتماعاً في السرايا خُصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الأضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية والخطة الأولية لتمويل مشاريع إعادة الإعمار، شارك فيه وزراء المال ياسين جابر، الطاقة والمياه جوزف الصدي، الاقتصاد والتجارة عامر البساط، الاتصالات شارل الحاج، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، البيئة تمارا الزين ووفد من البنك الدولي برئاسة المدير الإقليمي جان كريستوف كاريه.
وأوضح وزير المال ياسين جابر أن الاجتماع كان مع رئيس مكتب لبنان وخبراء في البنك الدولي واللجنة الوزارية التي تبحث في موضوع الإعمار، “فالبنك الدولي أعدّ دراسة أولية لمشروع إعادة الإعمار تتركز بشكل أساسي على البنى التحتية وإزالة الركام خصوصاً في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، وكلفة المشروع حوالى مليار دولار، والبنك الدولي سيقدم أولاً 250 مليون دولار، ولكن بمجرد إقرار هذا المبلغ من البنك من المؤكد أنه ستكون هناك مساهمات من دول أخرى، من أجل السير قدماً بالمشروع، فوجود البنك الدولي أساسي ومهم ويعطي صدقية للمشروع، والدراسة أوليّة تقدر الخسائر المباشرة لإعادة الإعمار والخسائر غير المباشرة أيضا”.
أضاف: “الأمر يحتاج إلى جهد حتى نستطيع تحضير أنفسنا بسرعة لإنجاح المشروع، الذي من الممكن أن يُعرض في أواخر آذار على مجلس إدارة البنك الدولي. في هذا الوقت يكون لبنان يعمل على تحضير مؤسساته لمواكبة هذا المشروع، ولإجراء التغييرات اللازمة كي يُعتبر الإعمار بالنسبة للقوانين اللبنانية حالة مستعجلة، ويجب التعامل معها بسرعة لأننا لا نستطيع تأخير المواطنين، وموضوع إعادة إعمار البنى التحتية وإزالة الردم مهم جداً، لأن هناك قرى ومدن كثيرة في المناطق المتضررة تفتقر إلى السبل الأساسية للحياة”.
ورداً على سؤال عن التقديرات الأولية لحجم الخسائر قال: “الارقام ما زالت أولية، وبالطبع الخسائر تقدر بمليارات الدولارات”.
وأفادت معلومات بأن وفد البنك الدولي شرح للجانب اللبناني في اجتماع السرايا الوسيلة الأنجع من أجل التوجه إلى المجتمع الدولي لطلب المساعدة في إعادة الإعمار، وتنصح هذه الوسيلة بضرورة تأسيس صندوق من أجل أموال إعادة الإعمار وأن يترافق ذلك مع إصلاحات تظهر الشفافية في استخدام هذه الأموال وعلى هذا الأساس يتوجه لبنان إلى المجتمع الدولي والدول المانحة. وأشارت مصادر وزارية إلى أن التقييمات الجديدة غير النهائية للبنك الدولي للأضرار والخسائر بلغت اكثر من 14 مليار دولار .
“الشفافية ”
وبدا لافتاً أن رئيسي الجمهورية والحكومة ركزا في الساعات الأخيرة على مسالة الشفافية بما يعكس دلالات حاسمة لهذا الأمر حيال التوجه إلى الدول لمساعدة لبنان. فالرئيس عون شدّد خلال ترؤسه اجتماعًا للجنة الاستشارية الدستورية والقانونية على أن “مهمتكم المساعدة في أداء المهام الدستورية والقانونية الملقاة على عاتق رئيس البلاد، وذلك استنادًا إلى المصلحة العامة، بهدف استكمال تطبيق الدستور ومعالجة ثغراته، انطلاقًا من خطاب القسم والبيان الوزاري”. ثم قال أمام الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد إن “الفساد بات، وللأسف، ثقافةً ولن يتوقّف إذا لم تكن هناك مُحاسبة. لا تتردّدوا في تطبيقِ القانون، وليكنِ الحكَم ضميركم وأخلاقكم، ولا تخضعوا للضغوط من أيّ جهةٍ أتَت. دوركم أساسيّ في المرحلة المُقبلة، والجميع يجب أن يكون تحت سقف القانون، بدءًا من رئيسِ الجمهورية”.
وبدوره “وتعزيزا للشفافية وبُغية مكافحة الفساد ومُلاحقة مرتكبيه والحفاظ على حُسن سير العمل ومنع هدر المال العام” أصدر رئيس مجلس الوزراء نواف سلام تعميماً إلى جميع المؤسسات العامة والمرافق التابعة للدولة طلب إليها إخضاع حساباتها لنظام تدقيق داخلي ومستقل من قبل مكتب تدقيق ومحاسبة معتمد، وذلك تطبيقاً للمادة /73/ من قانون الموازنة للعام 2001″.
الاستعدادات ليوم التشييع
في غضون ذلك بدأت الأنظار ترصد الاستعدادات الجارية لإقامة تشييع كبير وحاشد للأمينين العامين الراحلين لـ”حزب الله” السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين الأحد المقبل في المدينة الرياضية في بيروت. وقد توّج المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أمس في بيان الدعوات إلى الاحتشاد في يوم التشييع، إذ دعا “اللبنانيين عامة وأبناء الطائفة الشيعية خاصة، إلى أوسع مشاركة” في مراسم التشييع، واعتبر “هذه المشاركة مناسبة تاريخية لتأكيد وحدة الموقف تجاه الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل لبنان، وتأكيداً جامعاً على إدانة العدوان الصهيوني وتمسكاً حازماً بالانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية”.
أما في الجانب السياسي الآخر، فكان لافتاً اصدار الحزب التقدمي الاشتراكي بياناً وجّه عبره “التحية لأرواح الشهداء الذين قضوا على مدى التاريخ الطويل في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ودعا جميع اللبنانيين إلى لحظة وطنية في يوم تشييع الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، اللذين تشكل شهادتهما تكريساً لمسارهما في المقاومة فوق كل الاختلافات”. وشدّد على “روح التضامن الوطني التي تجلت في مراحل العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأن تتكرس أكثر في الخطاب والأداء السياسي في هذه المرحلة الجديدة التي تتطلب تكاتف وتعاون الجميع على قاعدة الشراكة والتفاهم لمنح لبنان واللبنانيين الفرصة التي يستحقون، وإعطاء الشهداء معنى إضافيًا لاستشهادهم”.
وواصل “حزب الله” استكمال التجهيزات اللوجستية في مدينة كميل شمعون الرياضية، حيث ستُقام مراسم التشييع، بدءاً من رفع صور نصرالله وصفي الدين الكبيرة على جدران المدينة الرياضية، باتجاه العاصمة بيروت، إضافة إلى وضع مئات الكراسي في الباحة الخارجية لتستوعب المشاركين. كما رفع المنظمّون الأعلام اللبنانية وأعلام “حزب الله”، إضافة إلى صور لعدد من قادة الحزب العسكريين الذين تمّ اغتيالهم في الحرب الإسرائيلية على لبنان.
ويقول “حزب الله” إنه يترقب وصول الوفود المشاركة من خارج لبنان، من أكثر من 70 دولة، غالبيّتهم من دولتَي العراق وإيران. ورصدت عمليات استقدام لبنانيين وعراقيين عبر العراق خصوصاً. وكانت مصادر في قطاع النقل العراقي، أفادت بأنّ الرحلات الجوية بين بغداد وبيروت تكاد تكون محجوزة بالكامل هذا الأسبوع، مع زيادة عدد الرحلات اليومية إلى العاصمة اللبنانية قبل أيام من التشييع. ورجّح مسؤول عراقي أن يحضر مسؤولون بينهم نواب المراسم في بيروت بصفتهم الشخصية.
- صحيفة الجمهورية عنونت: بدء التحضير الحكومي للأعمار..
عون: لبنان منهوب وليس مفلساً
وكتبت تقول: في انتظار جلسة الثقة بالحكومة المقرّرة يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين، وقبلهما الحدث الكبير المتمثل بتشييع الأمينين العامين لحزب الله الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين بعد غد الأحد، تستمر المساعي والاتصالات الديبلوماسية من مجلس الأمن الدولي والراعيين الاميركي والفرنسي لتنفيذ القرار الدولي 1701 لإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من المناطق الحدودية اللبنانية التي لا تزال محتلة، والتزام وقف إطلاق النار الذي تخرقه يومياً في جنوب الليطاني وشماله وصولاً إلى منطقة البقاع احياناً. فيما الأنظار منصبّة على ما يجري في المنطقة من محادثات تكتسب أهمية كبيرة، وفي أبرزها المحادثات التي ترعاها المملكة العربية السعودية لتطبيع العلاقات بين واشنطن وموسكو، وسعيها لرعاية قمة على أراضيها قريباً بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يمكن أن تؤسس لحل يوقف الحرب الروسية ـ الأوكرانية وغيرها من الأزمات الإقليمية والدولية.
وفي خطوة لافتة في هذا الاتجاه، أفادت «وكالة أنباء السّعوديّة الرسمية (واس)» أنّ «ولي العهد السّعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تلقّى اتصالًا هاتفيًّا من الرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين، أعرب خلاله عن شكره وتقديره للسّعوديّة ولولي العهد على استضافة السّعوديّة للمحادثات المثمرة بين روسيا والولايات المتّحدة الأميركيّة». وأشارت إلى أنّه «جرى خلال الاتصال الإشادة بعمق العلاقات بين البلدين، والحرص على تنميتها في مختلف المجالات»، لافتةً إلى أنّ «من جهته، أكّد بن سلمان التزام السّعوديّة ببذل الجهود الممكنة لتعزيز الأمن والسّلام في العالم، إيمانًا منها بأنّ الحوار هو السّبيل الوحيد لحلّ جميع الأزمات الدّوليّة».
الثقة وما بعدها
وفي الشأن الداخلي اللبناني، أكّد مصدر مطلع لـ«الجمهورية»، انّ عمل الحكومة الجديدة يجب أن ينطلق بقوة وزخم بعد حصولها على الثقة النيابية عقب انتهاء مناقشة البيان الوزاري في جلستي الثلاثاء والأربعاء المقبلين في مجلس النواب. ولفت إلى «انّ هذه الحكومة ليست لديها فترة سماح، لأنّ وضع البلد في مختلف المجالات لم يعد يتحمّل التجارب وإعطاء المهل، وبالتالي فإنّ الوقت ثمين جداً ويجب أن تتمّ الاستفادة منه بعدما تمّ إهدار ما يكفي منه».
وأشار المصدر إلى «انّ الحكومة في حاجة إلى إثبات فعاليتها بسرعة وإظهار قدرتها على ترجمة البيان الوزاري أفعالاً، بعدما اعتاد اللبنانيون على أن تبقى البيانات الوزارية حبراً على ورق». وشدّد على «أنّ المطلوب من الحكومة بعد أن تنال ثقة المجلس النيابي أن تنال ثقة الشعب اللبناني وهذه هي المهمّة الأصعب». واكّد «انّ استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس في الجنوب يستوجب تفعيل الوسائل الديبلوماسية المتوافرة للضغط على تل أبيب من أجل إلزامها بالانسحاب».
وحذّر المصدر من تحويل الاحتلال للمواقع الخمسة أمراً واقعاً طويل الأمد قد تتآلف معه الدولة مع مرور الوقت، مشيراً إلى ضرورة أن يستمر المسعى الديبلوماسي الحثيث في كل الاتجاهات الممكنة، وعدم الاستكانة حتى ضمان مغادرة القوات الإسرائيلية كل الأماكن التي لا تزال تحتلها في القريب العاجل.
التزام التحفظ
وإلى ذلك، سجّلت مصادر سياسية عبر «الجمهورية» التزام «حزب الله» جانب التحفظ عن إبداء أي موقف سياسي في الوقت الراهن، خصوصاً في ما يتعلق بالبيان الوزاري، وتبنيه بشكل واضح منطق حصرية السلاح في يد الجيش والقوى الشرعية الأخرى. ووفق المصادر، يعود هذا التحفظ في شكل أساسي إلى رغبة «الحزب» في عدم إثارة أي أزمة سياسية عشية موعد تشييع أمينيه العامين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين يوم الأحد المقبل. فـ«الحزب» يريد إمرار هذا الاستحقاق من دون توتر مع أي من المرجعيات السياسية، خصوصاً أنّه وجّه إليها الدعوات للمشاركة. وكذلك، يهمّه أن يُظهر للأطراف الخارجية المعنية بالملف اللبناني وجود حال من الانسجام بين القوى السياسية الداخلية، ما يقطع الطريق على الاستثمار في أي تباين أو خلاف في وجهات النظر.
إلّا أنّ هذا التحفظ من جانب «حزب الله» لا ينفي استعداده لتظهير حقيقة مواقفه، على مداها، في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ما يتعلق بالسلاح وباستمرار احتلال إسرائيل لعدد من النقاط الاستراتيجية في المناطق الحدودية. وهو سيبدأ بإيضاح مواقفه في احتفال التشييع، على أن تتبلور أكثر في جلسات الثقة المحدّد موعدها بعد ذلك بيومين، ويُتوقع أن تشهد الساحة تصعيداً سياسياً بعدها.
بدء التحضير للإعمار
في غضون ذلك، ترأس رئيس الحكومة نواف سلام بعد ظهر أمس اجتماعاً في السراي الحكومي ضمّه إلى وفد من البنك الدولي برئاسة المدير الإقليمي جان كريستوف كاريه وشارك فيه عدد من الوزراء. وخُصّص للإطلاع على مشروع تقرير مسح الأضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية والخطة الأولية لتمويل مشاريع إعادة الإعمار.
وقال وزير المال ياسين جابر: «كان الاجتماع مع رئيس مكتب لبنان وخبراء في البنك الدولي واللجنة الوزارية التي تبحث في موضوع الإعمار، فالبنك الدولي أعدّ دراسة أولية لمشروع إعادة الإعمار تتركز بشكل أساسي على البنى التحتية وإزالة الركام الموجود اليوم في المناطق، وخصوصاً في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، وكلفة المشروع نحو مليار دولار، وسيقدّم البنك الدولي 250 مليون دولار، ولكن بمجرد إقراره هذا المبلغ من المؤكّد انّه ستكون هناك مساهمات من دول أخرى، من اجل السير قدماً في المشروع». واضاف: «كلنا يعلم انّه في العام 2024 حصل تراجع في النشاط الاقتصادي، مما يُعتبر خسائر غير مباشرة، الامر يحتاج إلى جهد حتى نستطيع تحضير أنفسنا بسرعة لإنجاح المشروع، الذي من الممكن ان يُعرض أواخر آذار على مجلس إدارة البنك، وفي هذا الوقت يكون لبنان قد حضّر مؤسساته لمواكبة هذا المشروع».
لبنان ليس مفلساً
في غضون، ذلك قال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله أمس وفد الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد برئاسة القاضي كلود كرم: «همّي الكبير هو مكافحة الفساد الذي نخر إدارات الدولة وصار ثقافة، ولا يوقف هذا الفساد الّا المحاسبة. انا اراهن على دوركم في هذا المجال، لأنّ الهيئة يجب ان تقوم بدورها كاملاً، واعملوا وفق ضميركم ونصوص القانون، ولا تترددوا في مواجهة الفاسدين وكشفهم تمهيداً لمحاسبتهم». وأضاف: «لبنان ليس مفلساً بل دولة منهوبة، تحكّم به اشخاص أساؤوا إدارة مقدّراته، ودوركم اليوم تصحيح هذا الواقع، والكل تحت القانون بدءاً من رئيس الدولة. لن تستقيم الأمور الّا من خلال مكافحة الفساد والمفسدين».
وخلال استقباله وفداً من عشائر بعلبك ـ الهرمل أكّد عون «انّ منطقة بعلبك – الهرمل هي جزء من الدولة، وأبناءها كانوا دوماً في موقع الانتماء لها وفي كنفها». وقال للوفد: «نحن ملزمون بحمايتكم، فكفاكم حرماناً وابتعاد الدولة عن منطقتكم التي لا يمكن إهمالها، فأنتم مؤمنون بالدولة، وعلى الدولة أن تؤمن بكم. وأعدكم، خلال ولايتي، أن تذهب الدولة اليكم وليس العكس».
زيارات ديبلوماسية
وعلى صعيد الزيارات الديبلوماسية، بدأت المفوضة الأوروبية لمنطقة المتوسط دوبرافكا شويتزا زيارة للبنان في أول مهمّة لها في الشرق الأوسط. وأشار بيان للاتحاد الاوروبي إلى أنّ «الزيارة تأتي كتأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي القوي للزخم السياسي الجديد في لبنان، وهو فرصة سانحة لجميع اللبنانيين لتشارك المستقبل الوطني نفسه كجزء من مصير لبناني مشترك وسلمي ومزدهر. ويواصل الاتحاد الأوروبي دعمه للبنان وشعبه. وستشكّل زيارة المفوضة أيضاً فرصة لدفع المشاورات الواسعة النطاق بشأن الميثاق الجديد للمتوسط».
وذكر البيان أنّ شويتزا ستلتقي رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة ووزير الخارجية يوسف رجّي. وستناقش معهم «أولويات تنفيذ حزمة دعم الاتحاد الأوروبي، ولا سيما منها دعمه لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والحكومية الأساسية، وتعافي البلاد».
كذلك يزور وفد من الكونغرس الأميركي، يضمّ السيناتور داريل عيسى وعدداً من الشخصيات، غداً بيروت للقاء المسؤولين الكبار والبحث معهم في التطورات العسكرية والأمنية وتطبيق القرار 1701 وتدعيم اتفاق الهدنة. فضلاً عن مناقشة عدد من القضايا السياسية والديبلوماسية.
- اللواء عنونت: إعادة الإعمار على الطاولة.. والبنك الدولي لتأسيس الصندوق والإنفاق الشفَّاف
عون لملاحقة الفاسدين.. والإحتلال على خروقاته.. والأنظار على مشاركات الأحد
وكتبت صحيفة “اللواء”: وُضع ملف إعادة إعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي خلال الحرب التي لم تتوقف فصولاً لأشهر، مع استمرار احتلال 5 نقاط استراتيجية عند القرى الحدودية، على جدول الاهتمام الحكومي، الملحّ، قبل مثول الحكومة أمام المجلس النيابي يومي 25 و26 الجاري لنيل الثقة.
ولئن كانت الممارسات العدوانية، ما تزال تحتل الاهتمام المطلوب لدى رئيسي الجمهورية والحكومة، وسائر الجهات الرسمية، فإن التركيز الداخلي بدأ يلامس القضايا الداخلية، لا سيما إعادة امول المودعين.
وعلى خط آخر، يشيع حزب الله امينيه العامين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، بعد غد الاحد، والاثنين، في بيروت ودير قانون النهر، في خطوة يطمح الحزب من ورائها الى ايصال رسائل متعددة، ابرزها قوة الحضور الشعبي والتمثيلي.
وسيطر الهدوء امس على مناطق الجنوب وتمكّنت الفرق المختصة في الدفاع المدني أمس، من انتشال أشلاء شهيد في بلدة الخيام ونُقلت إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، تمهيداً لإجراء الفحوص الطبية والقانونية اللازمة، بما في ذلك فحوص الحمض النووي (DNA)، تحت إشراف الجهات المختصة لتحديد هويته. فيما حافظ الاحتلال الاسرائيلي وبرغم مرور ثلاثة ايام على انتهاء مهلة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار والانسحاب، على بعض النقاط داخل بعض القرى او عند اطرافها مثل اطراف حولا والعديسة وكفركلا وعيترون والخيام وميس الجبل ومارون الراس ويارون وغيرها في القطاع الغربي وقطع الطرقات بين بعض هذه القرى، ما حال دون تمكن الاهالي من الوصول الى املاكهم وارزاقهم ودون تمركز الجيش اللبناني في بعض المناطق.
وتعوّل السلطات اللبنانية على المساعي الدبلوماسية والاتصالات واللقاءات مع اعضاء لجنة الاشراف الخماسية على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، لا سيما الجانب الاميركي منها، لكن مصادر رسمية افادت لـ«اللواء» ان الكلام الذي نسمعه من الاميركي جميل لكن المهم ان نلمس شيئاًعلى الارض، ولذلك ننتظر تحقيق الوعود الاميركية ولانملك خياراً آخر حتى الان.
وفي هذا المجال، تؤكد مصادر دبلوماسية لـ «اللواء»، ان الاتفاقات الجانبية بين اميركا واسرائيل اقوى وافعل من اي اتفاقات او التزامات اخرى ولو رعتها الامم المتحدة، والاتفاق الجانبي واضح في تبني الادارة الاميركية لسياسات اسرائيل ليس في لبنان فقط بل وفي سوريا ايضاً، حيث تقوم قوات الاحتلال بتثبيت نقاط لها داخل الاراضي السورية، برغم الحديث الاميركي عن ضرورة حفظ استقرار وامن سوريا وسيادتها كما استقرار لبنان وامنه وسيادته.
اضافت: لكن ما يميز فرنسا عن اميركا في لبنان بحسب المصادر الدبلوماسية، انها «لاعب غير مباشر ايضاً خارج اتفاق وقف اطلاق النار، وهي بموازاة الانحياز الاميركي لإسرائيل، تحاول ان تحقق نوعاً من التوازن السياسي بانحيازها غير المباشر للبنان وتبنيها لكل مطالبه وتوجهاته حتى لا يكون مستفرداً».
وتوضح المصادر ان فرنسا ساهمت من خلال وجودها في لجنة الاشراف ومن خلال آلية المراقبة الموضوعة في معالجة 250 حالة تخالف اتفاق وقف اطلاق النار في الجنوب منذ بدء تنفيذه في كانون الاول من العام الماضي، كما ساهمت بشكل غير مباشر عبر تبنيها لمطالب لبنان في تصليب موقفه ليكون صارماً وحازماً في مواجهة الانتهاكات الاسرائيلية للاتفاق والدعم الاميركي له. لكن بما ان القرار الفعلي بيد اميركي عبر دعمها المفتوح للكيان الاسرائيلي ما زال لبنان يركن الى الوعود الاميركية لتحقيق الانسحاب.
سياسيا، مع اقتراب موعد جلسة الثقة النيابية بالحكومة يومي الاربعاء والخميس المقبلين، لم تتضح بعد توجهات بعض الكتل السياسية لا سيما التي تم استبعادها من التمثيل الحكومي. ويبدو انها تركت القرار الى ما قبل الجلسة بيوم او ربما بساعات.
مكافحة الفساد
ورأى الرئيس جوزف عون ان الفساد اصبح ثقافة، ولن يتوقف اذا لم تكن هناك محاسبة، مضيفاً، لبنان ليس مفلساً بل دولة منهوبة، تحكم به اشخاص اساؤوا ادارة مقدراته. وقال: الكل تحت القانون بدءا من رئيسا لدولة.
وقال الرئيس عون امام عشائر بعلبك- الهرمل: انتم اولاد الدولة، وما جرى لا يستهدف الطائفة الشيعية، فهي مكوِّن اساسي في لبنان.
وعبّر البطاركة والاساقفة الكاثوليك في ختام اعمال دورتهم السنوية عن فرحتهم بإنهاء الفراغ الرئاسي بإنتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية وتكليف نواف سلام برئاسة الحكومة اللذين يحظيان بثقة اللبنانيين. ودعوا الرئيسين عون وسلام للعمل مع الحكومة الجديدة والمجلس النيابي على تحقيق الاصلاحات المطلوبة واعادة بناء المؤسسات.
اجتماع السراي: مقاربة الأضرار
وترأس الرئيس نواف سلام في السراي الكبير اجتماعا لدراسة الاضرار التي خلفتها الحرب ضد لبنان.
وشرح الوفد الدولي في اجتماع السراي الوسيلة الانجع من اجل التوجه الى المجتمع الدولي، لطلب المساعدة في اعادة الاعمار، وبضرورة تأسيس صندوق من اجل اموال اعادة الاعمار، بالتزامن مع اصلاحات تظهر الشفافية في استخدام هذه الاموال، وانطلاقا من ذلك التوجه الى المجتمع الدولي والدول المانحة.
وكشفت مصادر وزارية ان التقديرات الاولية للبنك الدولي للاضرار والخسائر بلغت 14 مليار دولار، اضافة 12 مليار دولار تحت مسمى احتياجات.
وقال وزير المال ياسين جابر ان موضوع اعادة اعمار البنى التحتية وازالة الردم مهم جدا، كل هذه الامور بحاجة الى الاستثمار بها من جديد.
وعشية تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين بعد غد الاحد، بدأ احتساب الجهات التي ستشارك والتي لن تشارك، فيما المشاركة الشعبية الضخمة محسومة ومن كل مناطق لبنان تقريباً، عدا الوفود من نحو 79 دولة، في حين إن المشاركة الرسمية مقتصرة حتى الان على رئيس المجلس نبيه بري الذي قد يمثل نفسه والرئيسين عون وسلام والدولة وقد تكون له كلمة في المناسبة، ما لم يطرأ قرار بإيفاد ممثلين عن الرئيسين. كما سيشارك عدد النواب والوزراء ويمتنع اخرون.
وبالنسبة للقوى السياسية، وفي وقت دعت حركة «امل» والحزب السوري القومي الاجتماعي واحزاب اخرى والعديد من النقابات والهيئات الاهلية في بيانات مناصريها الى اوسع مشاركة، أعلن الحزب التقدمي الإشتراكي مشاركته عبر ممثلين عنه، واصدر بيانا امس، مما قال فيه: أمام مشهدية الاستشهاد يوجّه الحزب التقدمي الإشتراكي التحية لأرواح الشهداء الذين قضوا على مدى التاريخ الطويل في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ويدعو في هذا السياق جميع اللبنانيين إلى لحظة وطنية في يوم تشييع الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، اللذين تشكل شهادتهما تكريساً لمسارهما في المقاومة فوق كل الاختلافات.
وامتنع تيار «المستقبل» عن المشاركة كما اعلن امينه العام احمد الحريري، وفي ما خص مشاركة الشخصيات السياسية المسيحية فلم تحسم أيضاً بعد ولم يتقرّر ما إذا كانت هذه المشاركة ستكون على المستوى الشخصي أو عبر ممثلين من الدرجة الثانية أو الثالثة أو لا مشاركة، علما ان بعض القوى المسيحية تلقى دعوة للمشاركة كالتيار الوطني الحر، وقوى اخرى لم تتلقَ دعوة كالقوات اللبنانية والنائب كميل شمعون.
وافادت معلومات (المركزية) انه قبل 24 ساعة من موعد اختتام أعمال مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك اليوم، طُرِحَ موضوع المشاركة في التشييع، وتقرر بعد مداولات عديدة عدم المشاركة الرسميّة في التشييع، بحيث لن يحضر أيٌّ من رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة أو من يمثّلهم.
واكد النائب علي فياض (عضو كتلة الوفاء للمقاومة) ان الرئيس نبيه بري سيحضر في التشييع، ويمثل الرئيس جوزف عون، ووصف المناسبة بالطائفة الشيعية بل هي مناسبة وطنية.
وحسب اللجنة المنظمة، فإن الوفود المشاركة تقدر بـ: 140 الف (العراق)، 106 (ايران)، 18 الف (الكويت)، 9 آلاف (البحرين)، 9 آلاف (عمان) و27 الف (اليمن).
ويواصل العدو ممارساته الاستفزازية وانتهاكاته، بعد عدم الانصياع لراعيي اتفاق وقف النار: (الولايات المتحدة وفرنسا)، في محاولة لشل عودة الاهالي واعادة نبض الحياة الى القرى المدمرة.
ميدانياً، تمكّنت الفرق المختصة في الدفاع المدني أمس، من انتشال أشلاء شهيد في بلدة الخيام ونُقلت إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، تمهيداً لإجراء الفحوص الطبية والقانونية اللازمة، بما في ذلك فحوص الحمض النووي (DNA)، تحت إشراف الجهات المختصة لتحديد هويته.