سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: التاسعة كسابقاتها ..ولا بديل عن الحوار والتوافق

 

الحوارنيوز – خاص

بإسثناء حركة التيار الوطني الحر المستفزة لحليفه الرئيسي حزب الله والتي تمثلت بإلإقتراع للمرشح ميشال معوض بخمسة أصوات ملغاة! فإن الجلسة التاسعة كانت كسابقاتها، ولا بديل عن الحوار والتفاهم ،وهذا ما جدد الدعوة اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري.

ماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: مجلس “الكحل والعمى”… وعرض حواري متجدد

وكتبت تقول: على طريقة المثل الشعبي “بدل ما يكحلها عماها”، جاءت مجريات الجلسة التاسعة لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية امس لتطلق العنان حتى من قلب المجلس وباصوات نواب لادانة تتسع باطراد للسلوكيات الهزلية التي تسخف اخطر استحقاق دستوري ترتكز اليه صورة الهيبة والجدية للأصول الديموقراطية الجادة. وبلغ الجانب المستخف بالاصول ذروة خفته وهزاله بعدما قرر فريق “التيار الوطني الحر”، “الحردان”، استعمال الجلسة وتوظيفها “نصف بريد” الى حليفه “حزب الله” على طريقة مهاجمته من دون تسميته، وذلك بتصويت هزلي زج فيه اسم المرشح الوحيد الجدي الثابت، وهو مرشح المعارضة النائب ميشال معوض، عبر توزيع خمس أوراق تحمل نصف اسمه لـ”التمريك” على حليف لم يجرؤ على تسميته ومن ثم سارع الى لقائه في قلب المجلس النيابي إياه عقب الجلسة !

 

بهذه الرمزية الخفيفة وسواها، عادت انغام الحوار لترتفع في الجلسة ما قبل الأخيرة هذه السنة قبل ان يتم ترحيل الجلسات ومعها الاستحقاق الرئاسي ومعهما ازمة الفراغ الرئاسي الى السنة 2023 ، اذ ستكون الجلسة العاشرة الخميس المقبل الاخيرة هذه السنة ما لم يطرأ ما يحول الجلسة الانتخابية الى جلسة حوارية كما دعا الى ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري في ختام الجلسة .

 

العودة الى طرح الحوار طريقا او محاولة الى كسر الانسداد والدوران في دوامة العقم التي تطبع جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، بادر اليها بري ردا على مداخلة “مهذبة” لعضو “كتلة الجمهورية القوية” النائب فادي كرم الذي حذر من ان “البلد ينهار” وخاطب بري من موقع كون الأخير “من اكبر المسؤولين عن تدارك الأمور ويمكنكم دعوة جميع المقاطعين الى وقف هذه المقاطعة”. ولاقى كلامه استحسانا واسعا. وقال الرئيس بري في نهاية الجلسة: “الجلسة الاخيرة قبل آخر السنة الساعة الحادية عشرة قبل ظهر الخميس المقبل، وآمل من الان الى الخميس ان آخذ رأي الكتل جميعها في الحوار، اذا حصل فسأحولها الى حوار، واذا لا فعندئذ نذهب الى آخر السنة”.

 

ولكن بدا واضحا ان دعوة بري المتجددة الى الحوار قد لا تلقى حظا ومصيرا افضل من دعوته السابقة التي وجهت آنذاك برفض وتحفظ الكتل المسيحية على قاعدة تحكيم المنطق الدستوري في اتباع الية الانتخاب من دون افقاد النصاب وعدم اخضاع العملية الديموقراطية لاي الية أخرى. ومع ذلك لم يرفض رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل دعوة رؤساء الكتل النيابية للنقاش ولو انه رأى أن “بري يسير بمنطق التوافق على حساب الديموقراطية وقد فسر الدستور باستحالة الانتخاب الا بالتوافق. وبمجرد الاشتراط نصاب الثلثين في الدورتين، فان العملية الانتخابية لم يعد لها لزوم ومن هنا اصرارنا على تطبيق الدستور بحرفيته” . كما ان النائب بيار أبو عاصي قال ان للانتخابات الرئاسية الالية الدستورية المعروفة المطلوب احترامها وعدم القفز فوقها وان إتمام هذه العملية يتم بالانتخاب وليس عن طريق التوافق”.

 

“عاصفة الحليفين”

ولكن العلامة الفارقة التي واكبت الجلسة، فبرزت في اتجاه “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” الى احتواء “عاصفة” الاستياء التي فجرها رئيس التيار جبران باسيل الذي وصل الى ساحة النجمة متأخرا 37 دقيقة عن موعد الجلسة، والتقى بعدها، نائبي كتلة “الوفاء للمقاومة” علي فياض وحسن فضل الله في احد اروقة المجلس بمشاركة عدد من نواب “تكتل لبنان القوي”. وتردد ان النائب الان عون هو من رتّب اللقاء بعدما قاد جولة اتصالات بين الطرفين. وجاء اللقاء السريع في المجلس فيما استمرت تصفية ذيول العاصفة إعلاميا. وصدر بيان صباح امس عن العلاقات الاعلامية في “حزب الله” رد على مؤتمر باسيل وما تناول فيه الحزب فاكد ان “حزب الله لم يقدّم وعداً لأحد بأنَّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها على الاجتماع، حتى يعتبر الوزير باسيل أن اجتماع الحكومة الذي حصل هو نكث بالوعد … لذلك فإنَّ الصَّادقين لم ينكُثوا بوعد وقد يكون التبسَ الأمر على الوزير باسيل فأخطأ عندما اتّهم الصَّادقين بما لم يرتكبوه”. واضاف “إن مسارعة بعض أوساط التيار الى استخدام لغة التخوين والغدر والنكث خصوصاً بين الأصدقاء، هو تصرّف غير حكيم وغير لائق. ويبقى حرصنا على الصَّداقة والأصدقاء هو الحاكم على تعاطينا مع أي رد فعل، خصوصاً أنَّ لبنان اليوم أحوج ما يكون الى التواصل والحوار والنقاش الداخلي”.

 

ورد اعلام “التيار الوطني الحر” على البيان معتبرا ان “الظاهر ان هناك التباسا وعدم وضوح لدى قيادة حزب الله في ما حصل، ولا زلنا نأمل تصحيحه. امّا الصداقة فإن التيار الوطني الحرّ يعرف معناها جيّداً لأنّه يقدّم كل ما يلزم في سبيل حفظها والحفاظ عليها، الاّ ما يتعلّق بمسألة الدور والوجود والشراكة. وبكل الأحوال، ان رئيس التيار سيتحدّث عن كل هذه المغالطات ويكون كلامه اكثر شرحاً وايضاحاً حول ضخامة ما حصل في مقابلة اعلامية ليل الأحد”.


* صحيفة الأخبار عنونت: حزب الله ــ التيار: الخلاف مضبوط

وكتبت تقول: من نافل القول إن غلالة شديدة السواد تظلّل تفاهم – بل تحالف – حزب الله والتيار الوطني الحر. لكن المؤكد أن الطرفين شديدا الحرص على البقاء تحت سقف الحفاظ على العلاقة، وهو ما تبدّى بين سطور البيانين التوضيحيين اللذين صدرا أمس، عن كل من مكتب العلاقات الإعلامية في حزب الله الذي انتهى بالتأكيد على «حرصنا على الصَّداقة والأصدقاء»، وعن اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في التيار التي أنهت بيانها بأن «التيار الوطني الحرّ يعرف معنى الصداقة جيّداً ويقدّم كل ما يلزم في سبيل حفظها والحفاظ عليها». وترافق ذلك مع تراجع حدّة التصريحات العونية وتأكيد عدد من نواب تكتل لبنان القوي بأن الطلاق بين الطرفين لم يقع، وتعميم حزب الله مجدداً على كافة مسؤولي الحزب ومؤسساته الإعلامية ومناصريه على وسائل التواصل الاجتماعي بعدم الدخول في أي سجال. فالبيان «كفّى ووفى وتناول نقطة معينة استوجب توضيحها من دون الرد على بقية النقاط التي تحدث عنها النائب جبران باسيل لأن الحزب ليسَ في وارد الدخول في سجال»، علماً أن «هناك قضايا تحتاج إلى نقاش ويأتي وقتها لاحقاً»، وفق مصادر مطلعة أكدت أن «حزب الله شديد التمسك بهذا التحالف وبالدفاع عنه».

رغم ذلك، كان واضحاً من البيانين أيضاً أن «سوء التفاهم» بينهما ليس عرضياً، وأن هواجس الطرفين باتت كبيرة وأن الالتباسات في العلاقة تتسع، وهو ما يستدعي الجلوس سوياً، وسريعاً، ويجعل من المصارحة أمراً شديد الوجوب. بحسب مصادر مطلعة، يُفترض أن يختم البيانان النزاع العلني ويحسما الوجهة إلى التهدئة، على أن يُترك بدء إعادة التواصل إلى الأيام القليلة المقبلة، مشدّدة على أن ما بين التيار وحزب الله هو «زواج ماروني» وليس «عقد زواج مؤقت»، وهما يدركان أنهما لا يملكان ترف الانفصال.
ورغم التوجّه الذي اعتمده بالابتعاد عن السجال، كان البيان الصباحي لحزب الله «طبيعياً بعد التشكيك في مصداقية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خصوصاً أن رأسمال الحزب هو التزامه بوعوده»، فكان لا بد من أن يوضح البيان بأن الحزب «لم يقدّم وعداً لأحد بأنّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها على الاجتماع، ولم يقدّم وعداً للتيار الوطني بأنّه لن يحضر جلسات ‏طارئة للحكومة إذا غاب عنها وزراؤه. قلنا بوضوح إنّ الحكومة لن تجتمع إلا في حالات الضرورة والحاجة الملحّة. وفي حال اجتماعها، فإنّ قراراتها ستؤخذ بالإجماع». وأكد أنّ «الصادقين لم ينكثوا وعداً، وقد يكون الأمر التبس على الوزير باسيل، فأخطأ عندما اتهم الصادقين بما لم يرتكبوه».
مفردة «الالتباس» وردت أيضاً في بيان اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في التيار، رداً على بيان الحزب، وجاء فيه أن «ما ورد في بيان العلاقات الإعلامية في حزب الله ملتبس جداً ويحمل تناقضاً بين الحرص على إجماع مكوّنات الحكومة في اتخاذ القرارات فيما لا ينسحب ذلك على حضور الجلسات، فإذا لم يكن هناك إجماع في الحضور فكيف يكون في اتخاذ القرارات».
وفيما حرصت مصادر في التيار الوطني الحر على الإشارة إلى أن «بياننا كان مهذباً»، قالت مصادر مطلعة إن «البيانين توضيحيان ولا يهدفان إلى تصعيد الموقف». وأشارت إلى أن «لا تواصل بينَ الطرفين حتى الآن، ولا يزال كل منهما يدرس بهدوء مآلات ما حصل لتحديد توجهاته في المرحلة المقبلة». ولفتت إلى أن بين إشارات التهدئة التي أعطاها التيار الوطني الحر في جلسة مجلس النواب أمس، عدم اتخاذه «خطوة نافرة» أو الإقدام على «دعسة ناقصة»، رغمَ تهريب أحد الأصوات للنائب ميشال معوض، مشيرة إلى أن من شأن ذلك تبريد الأرضية السياسية تمهيداً لفتح نافذة حوار.

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: سيناريو التعطيل مستمر على وقع اشتباك الفريق الواحد.. لا حلّ سوى بالحوار

وكتبت تقول: المشهد الممجوج في الجلسة التاسعة المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية بات لزوم ما لايلزم مع تكرار سيناريو التصويت في الدورة الأولى وتطيير النصاب، فيما من الواضح أن التوجه الجدي الحقيقي للخروج من هذه الدوامة لن يكون الا عبر الحوار، وهو ما كان دعا اليه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط قبل أشهر، وحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري عقده  وعاد وجدد أمس بعد أكثر من شهر على محاولته التي لم تتجاوب معها في حينه الكتلتان المسيحيتان الأكثر نواباً.

 بري وفي نهاية الجلسة الإنتخابية أمس أعلن أن “الجلسة الأخيرة لهذا العام ستعقد الخميس المقبل”، آملاً حتى الموعد المقرر الحصول على رأي النواب والكتل جميعاً في موضوع الحوار، وقال “إذا ما حصل سأحولها إلى جلسة حوار، وإذا لم يحصل سنذهب الى السنة الجديدة”.

وخلال الجلسة كانت مداخلة صريحة لأمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن لفت فيها إلى أنَّ “أمامنا واحداً من خيارين، إما الاستمرار بالجمود والمراوحة وانتظار قرار الخارج، وبهذا المشهد لا كرامة وطنية وكلّ نائب سيشعر بالإهانة الشخصية. أمَّا الخيار الثاني فهو ايجاد الطريقة كي نلتقي على مرشح يؤمن بالاصلاح والتكامل مع الحكومة والمجلس ويؤمن كذلك بالطائف وتطبيق مندرجاته”. 

مصادر سياسية لفتت في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية إلى أن مجرد الدعوة للحوار والتشاور يعني أن الاستحقاق الرئاسي “بدأ يأخذ بعداً مختلفاً عما شاهدناه طيلة الأشهر الثلاث الماضية، ما قد يرفع من منسوب التوافق على اسم الشخص الذي يحظى بقبول غالبية القوى السياسية، وهذا ما يعطي اشارة ايجابية للبنننة هذا الاستحقاق”.

وفي سياق المواقف والتعليقات حول جلسة الأمس كشف النائب سجيع عطية في حديث مع جريدة “الانباء” الالكترونية ان الضغوط بدأت تتركز اكثر من الماضي لانتخاب رئيس للجمهورية، وأن “الحدث السياسي الأبرز الذي سجل ان الفريق العوني تخلى بالكامل عن فكرة التصويت للورقة البيضاء، ونواب تكتل لبنان القوي تعمدوا توزيع الأصوات على كافة المرشحين بمن فيهم معوض، وكي لا تحتسب الأصوات لصالحه تبين ان هناك اوراقا حملت اسم ميشال وأخرى معوض ومجموعها أربعة أصوات”، معتبراً بأن “الفجوة بين التيار البرتقالي وحزب الله بدأت تتسع والتمايز بينهما واضح تماما”.

وبشأن تجديد الرئيس بري الدعوة للحوار، رأى عطية أن “تحويل الجلسة الى حوارية يتوقف على مدى تجاوب الكتل المسيحية مع هذه الدعوة، واللافت أن تكتل الجمهورية القوية أبدى استعداده للحوار شرط أن يكون ذلك تحت قبة البرلمان. أما التيار الوطني الحر فلم يحدد موقفه بعد لكنه على الأرجح لن يقاطع الحوار. وما حصل أمس كان مجرد فشة خلق، ولا بد من تسوية كي تستقيم الأمور”.

بدوره اعتبر النائب جان طالوزيان في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية أن “نجاح الحوار يتوقف على ردة فعل الكتل النيابية وقبولها بالحوار، لأن موقفها حتى الساعة غير إيجابي”، مستغربًا الوقوف باستمرار على رأي الكتل النيابية الكبيرة من دون الاهتمام برأي المستقلين، ورأى ان الحل ليس بهذه السهولة، متوقعا ان تتحول الجلسة العاشرة الى تشاورية. 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى