سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف: التأليف يتعثر لا يتعثر … وجنرال العتمة يجتاح البلاد
الحوارنيوز – خاص
فيما نقلت صحيفة الجمهورية عن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بأن “المهمة صعبة جدا وأن التأليف يتعثر”، نفى المكتب الإعلامي أن يكون الرئيس ميقاتي قد أدلى بمثل هذا التصريح للصحيفة وقال بيانه الإعلامي صباح اليوم :” “نشرت صحيفة “الجمهورية” صباح اليوم، تصريحا منسوبا إلى دولة الرئيس نجيب ميقاتي. يهمنا الايضاح أن دولة الرئيس لم يدل بأي تصريح، إلى أي وسيلة إعلامية، فاقتضى التوضيح”.
وبموازاة ذلك بدأت العتمة تجتاج البلاد وشكل هذا الخبر أولوية الصحف الصادرة صباح اليوم.
-
صحيفة الجمهورية عنونت لإفتتاحيتها:” ميقاتي: المهمة صعبة جدا والتأليف يتعثر” وكتبت تقول:” بَدا من المواقف والتحركات المعلنة وغير المعلنة على جبهة الاستحقاق الحكومي انّ هذا الاستحقاق عاد الى مربّع التعقيدات والشروط والشروط المضادة، لكنّ لغة المعنيين لم تَغِب عنها المسحة الايجابية الممزوجة بتوقعات الحلحلة واحتمال ولادة الحكومة خلال الفترة المتبقية من الشهر الجاري وشيوع بعض الكلام عن سَعي جدّي لتوفير مخارج لبعض الحقائب الوزارية العُقد، فيما يدور في كواليس بعض المعنيين كلام يُذكّر بحقبة تكليف الرئيس سعد الحريري التي انتهت باعتذاره الشهر الماضي.
وكانت الاوساط السياسية قد انشغلت خلال اليومين الماضيين في الحديث عن لقاء افترضت أنه كان سيعقد أمس بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي ومن شأنه أن يحدّد مصير التأليف ومساره، لكن تبيّن ان لا موعد كان محدداً لمثل هذا اللقاء لأنّ الاتصالات التي كانت جارية تمهيداً له لم تحقق نتائج ملموسة تستدعي انعقاده، والذي يتوقّع ان يعقد في أي وقت هذا الاسبوع.
وقال ميقاتي لـ”الجمهورية” أمس: “انا أعلم انّ المهمة صعبة جداً وانّ تكليفي أصبح الامل الوحيد، ولقد أقدمتُ على هذه الخطوة لكي أؤلف حكومة وليس لأي شيء آخر، ولكن لن أشكّل حكومة على غرار سابقاتها فنعود بعد 3 أسابيع لنتحدث عن خلافات ونزاعات داخل مجلس الوزراء على مشاريع القوانين والقرارات التي سنتخذها”.
وأضاف ميقاتي: “انا لا اطالب بصلاحيات استثنائية لكن اقله ان استطيع ممارسة صلاحياتي كرئيس لمجلس الوزراء من أجل العمل”. ونفى ان يكون قد ألغى موعداً له في القصر الجمهوري، مؤكداً ان “لا موعد تم الاتفاق عليه أصلاً لأنّ الاتصالات التي قمنا بها لم تثمر لقاء، وهذا الامر كان واضحاً في كلامي بعد اللقاء الاخير”.
مخرج قيد الانجاز
والى ذلك، ابلغت اوساط قريبة من رئيس الجمهورية ميشال عون الى ”الجمهورية” انّ هناك احتمالاً لتشكيل الحكومة في الأسبوعين المقبلين، وانه يسعى بكل طاقته الى ان تتم الولادة المنتظرة خلالهما. وكشفت ان هناك مخرجاً قيد الإنجاز للخلاف حول حقيبة وزارة الداخلية من دون أن توضِح طبيعته “حرصاً على عدم حرقه”، لافتة إلى ان مسألة حقيبة وزارة العدل “سُوّيت تقريباً”.
واوضح مطلعون على موقف عون ان سبب اعتراضه على اختيار مدير العمليات المالية في مصرف لبنان يوسف خليل لوزارة المال يعود إلى احتمال استدعائه الى التحقيق عندما ينطلق التدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان، فهذا امر سيكون غير مناسب لوزير المال في حكومة يفترض انها حكومة إصلاحية. لكنّ هؤلاء استبعدوا ان يتحول هذا الموقف عائقاً امام تشكيل الحكومة ،اذا تمّت حلحلة العقد الاساسية الأخرى.
لا اتصال ولا لقاء
وفي هذه الاجواء تبخرت المعلومات التي تحدثت عن موعد محتمل للقاء السابع بين عون وميقاتي، من دون ان يصدر عن الطرفين اي موقف يتحدث عن الاسباب التي حالت دون عقده او تحديد موعد جديد له، على رغم إصرارهما على تكثيف الاجتماعات اليومية للإسراع في عملية التأليف، كما وعد ميقاتي بعد يومين على انتهاء استشاراته النيابية غير الملزمة قبل اسبوعين.
وعلى هذه الخلفيات لم تقدم دوائر القصر الجمهوري في بعبدا ولا اوساط الرئيس المكلف اي معلومة لـ”الجمهورية” عن اي اتصال جرى بين الرجلين، كما اتفقا في اللقاء السادس بينهما الجمعة الماضي. وهو ما ادى الى الاعتقاد انّ العقبات ما زالت على حالها، وانّ ما تعهّد به الطرفان من اتصالات، كلّ من جانب حلفائه لتذليل العقبات، لم ينجز بعد، ولو انّ احداً منهما نجح في توفير ما يجمعهما مجدداً لَما تأخّر اي منهما الى المبادرة وعقد اللقاء.
-
صحيفة “النهار” عنونت:” الكهرباء والمحروقات كوارث تنذر بالإنفجار” وكتبت تقول:”ربما يسجل لرئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب انه، من حجره الصحي الاختياري بعد مجالسته مصاباً بكورونا، يفترض ان يكون أنعش ذاكرة من ينبغي ان يتذكروا ان الازمة الكارثية التي يتخبط فيها لبنان سجلت أمس رقماً قياسياً جديداً لأطول فترة تصريف اعمال في تاريخ الحكومات المستقيلة. ففي ذكرى مرور سنة كاملة على استقالة حكومة دياب سها عن بال “المراجع المسؤولة” ان تفسر للبنانيين سبب عدم انعقاد الاجتماع السابع أمس بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي ولو ان أي تحديد لموعد مسبق للاجتماع لم يكن أعلن عنه. ولكن في ظروف تبدو فيها البلاد على مشارف انفجار مخيف جراء الاختناقات غير المسبوقة في كل نظم الخدمات وتحول كارثة الكهرباء والمحروقات الى فتيل وصاعق جاهزين لإشعال تطورات واضطرابات قد تحرق بقايا الأخضر واليابس في كل بقايا لبنان المحتضر، فإن مرور يوم آخر متثاقل على وقع وتيرة اجتماعات بعبدا مع الرئيس المعتذر سعد الحريري ومن ثم مع الرئيس ميقاتي لا يمكن الاستبشار معه بان الأمور ذاهبة نحو أعجوبة القرن التي ستستولد الحكومة، بل ان معالم التثاقل المتعمد تنذر بمزيد من التشاؤم. ومع ان أحداً لم يكن يراهن على مفاجأة سيحملها الاجتماع السابع لو انعقد امس، فان ما سلّط الضوء على تجاهل بعبدا وصمت الرئيس المكلف عن مجرد إيضاح لسبب عدم انعقاد الاجتماع هو التفاقم المخيف فعلاً في كارثة الاختناقات الخدماتية والمعيشية التي ابرزت في ذكرى مرور سنة على استقالة حكومة تصريف الاعمال الحالية الحجم المدوي للفراغ الذي تعيش في ظله البلاد، فيما لا يزال هناك من يستهين بمحرقة اللبنانيين ويمضي في مؤامرة باتت موصوفة لتعطيل تأليف حكومة إنقاذيه توقف الهرولة المتسارعة والمتدحرجة نحو الانهيار الكبير والانفجار الكبير.
-
صحيفة “الاخبار” عنونت:” فقدان المازوت يطفيء لبنان” وكتبت تقول:” يترنّح مناخ تأليف الحكومة ما بينَ تفاؤل حذر ومخاوف من أن تصِل المداولات بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي إلى حائط مسدود. حتى الآن، يتقصّد الطرفان إشاعة أجواء إيجابية وودية، لكنها غير كافية لولادة سريعة. بينما تتوالد الأزمات الواحدة تلوَ الأخرى معيشياً واجتماعياً وأمنياً، وكل المؤشّرات تقود إلى اتجاه واحد… الانفجار القريب
مِن رحم انهيار القطاع المصرفي وسعر صرف الليرة، تتوالد أزمة تلوَ أخرى وتضع البلاد في ظروف يستحيل العيش في ظلها. وكأنه لم يكفِ السكان الشحّ الشديد لمادة البنزين طوال الأشهر الماضية وطوابير السيارات المتروكة على محطات الوقود سعياً للحصول عليها، ولا اختفاء الأدوية ولا صعوبة تأمين مستلزمات القطاع الطبي. اكتملت المصيبة، مع انقطاع مادة المازوت، ما ينذر بنتائج كارثية على كل القطاعات بسبب عتمة شاملة، باتَ لبنان معها يستحق لقب “وطن الظلام” بجدارة. فأزمة المازوت تتمدّد. وانقطاع هذه المادة الحيوية لم يعُد محصوراً بقطاع دون آخر. اتسعت الأزمة لتشمل المستشفيات والمصانع والمطاحن وكل ما يمسّ بضروريات السكان. فبعد إعلان أكبر مصنع لصناعة وإنتاج الأمصال في لبنان توقفه عن العمل بسبب فقدانه مادة المازوت، والحديث عن قرب توقف بعض المستشفيات عن العمل، أصدر تجمع المطاحن يوم أمس، بياناً أعلن فيه توقف عدد من المطاحن قسرياً عن العمل للسبب عينه. وأضاف إن “المطاحن الأخرى ستتوقف خلال أيام معدودة عن العمل تباعاً وتدريجياً وفقاً لحجم مخزونها من المازوت”. وفقدان هذه المادة لن يؤثر فقط على المطاحن، بل على مختلف القطاعات التي تُعنى بصناعة الخبز. إذ يشير نقيب أصحاب الأفران والمخابز علي إبراهيم في حديثه الى “الأخبار” الى ترابط المطاحن والأفران ومعامل النايلون بين بعضها البعض، فتوقف أحدها عن العمل يؤدي إلى توقف الآخر. وإقفال المطاحن يعني عدم توفر الطحين لصناعة الخبز العربي، وإقفال المعامل يعني فقدان أكياس النايلون لتغليف الخبز. أما المشكلة الرئيسية، وفقاً لإبراهيم، فهي لامبالاة المسؤولين رغم إطلاقه الصرخة منذ 5 أيام طالباً تدارك الأزمة، “إلا أن أحداً لم يتصل ليسأل أو ليعرض حلّاً” كما قال. لذلك فإن الأزمة الحقيقية “ستبدأ في الغد ما لم تحصل معجزة ويتم إمدادنا بالمازوت اليوم، وقد أبلغت كل الأفران التي اتصلت بي أمس لتعلمني عن نفاد المازوت لديها بأن تطفئ نيرانها وتقفل أبوابها”. وأشار إبراهيم إلى أنه سبق أن سأل المعنيين كيف أن هذه المادة موجودة بوفرة في السوق السوداء ومقطوعة وفقاً للسعر الرسمي، فلم يلق جواباً حتى الساعة.
رغم هذا الواقع المأسوي، لا تزال أجواء الغموض تُخيّم على مجريات عملية تأليف الحكومة، إذ تترنّح المساعي التي يُجريها الرئيس المُكلّف نجيب ميقاتي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بينَ عِقد ليسَت مستعصية على المعالجة، لكن في الوقت ذاته لا إمكانية سريعة لتجاوزها، ما يُبقي الملف برمته في دائرة المراوحة. في العلن، يدفع عون كما ميقاتي نحو استعجال الولادة الحكومية. حتّى إن كلاً منهما يتقصّد الحديث عن الآخر بشكل إيجابي، وتأكيد أن مداولات التأليف تختلِف كلياً عن تلكَ التي حصلت مع الرئيس سعد الحريري. مصادر الطرفين تؤكّد الودّ الذي يتعامل به أحدهما مع الآخر، وأن “النواقص التي تمنع التأليف تحتاج إلى مزيد من الاتصالات والمشاورات”، مع الإصرار على أن العقبات “محصورة ببضع حقائب وزارية”.
لكن مصادر سياسية مواكبة للاتصالات الجارية، رأت أن “الجو المُعلن عنه يختلف كلياً عمّا هو خلفَ الكواليس”. صحيح أن “اللقاءات التي تجمع عون بميقاتي سادتها أجواء غير متشنجة، وأن الاثنين يعتبران أن التفاهم مُيسّر”، إلا أن ذلك لا يمنع المصادر من التلميح بـ”عملية تصفية حسابات سياسية تستنفِد كل محاولة تسوية”، وسطَ تشكيك بأن يكون الرئيس عون وفريقه “يريدان فعلاً تأليف حكومة برئاسة ميقاتي”.
وفيما لم يُعقد أي لقاء جديد بين عون وميقاتي في اليومين الماضيين، كشفت مصادر سياسية عن بعض المجريات التي حصلت. ومنها أن “الرئيس نبيه برّي أبلغَ ميقاتي أنه غير متمسّك بخليل للمالية، وقال له إن الموضوع عنده، لكن الأخير لم يطرح اسماً بديلاً”. وكانَ لافتاً بحسب المصادر أن “برّي أيضاً أكد في ما بعد، خلال لقاء جمعه بميقاتي أمس بعيداً عن الإعلام، أنه لا يمانع إدخال تعديلات على أسماء الوزراء الشيعة المطروحين في حال كانت هناك ملاحظات من قبل رئيس الجمهورية عليها، لكن حينها أيضاً سيكون لنا أيضاً رأي في الأسماء المسيحية التي طرُحت”.
النقطة الوحيدة المؤكدة هي أن “ميقاتي ليسَ في وارد الاعتذار حالياً، ولا يربط تكليفه بأي مدة زمنية، وهو مُصرّ على استكمال مساعيه، وخاصة أنه لم يلمس أي تعاطٍ سلبي من جانب عون”. لكن ما يطمَح إليه هو “تأليف حكومة متجانسة تذهب الى العمل بدلاً من أن تذهب الى الخلافات على الملفات داخل الحكومة”. وفي هذا الإطار، لفتت المصادر إلى أن “التركيز في النقاشات محصور في حقائب الاتصالات والطاقة والعدل والاقتصاد والمالية، وذلِك لأن الاستحقاقات تتطلّب اختيار أسماء لديها القدرة على الإمساك بالملفات، لجهة التفاوض مع صندوق النقد الدولي واستقرار سعر الصرف وتطبيق الخطط الموضوعة لقطاعات الكهرباء والصحة والاتصالات”، وهي ”خطط لن تحقّق العجائب، لكنها ستضع البلاد على خط الإنقاذ خلال سنتين أو ثلاث”.