قصف قطر رسالة اولى للسعودية(حسن علوش)

حسن علوش – الحوارنيوز
عكس موقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حيال ما تعرضت له دولة قطر من اعتداء سافر على سيادتها وقصف مقر حركة حماس في الدوحة، عكس موقفا متشددا حيال العدوان لاسيما في دعوته العالمين الإسلامي والعربي إلى أخذ موقف متشدد من هذا العدوان “ينهي استباحة إسرائيل للسيادات الوطنية….”
لا شك أن هذا الموقف لا يغدو أكثر من كونه موقف سياسي أخلاقي يفتقد إلى مرتكز للقوة، هو أمرٌ لن يحصل اذا لم يتحول هذا الموقف إلى مبادرة مادية تلتف حولها دول مجلس التعاون الخليجي ومن خلفها سائر الدول العربية والإسلامية والدولية المناصرة لقضية فلسطين.
يقول دبلوماسي عربي ان موقف بن سلمان سيكون له تأثير جدي حيال العدوان الإسرائيلي. فولي العهد، والحديث للدبلوماسي، يدرك أن استهداف السيادة القطرية هو رسالة أولى للمملكة العربية السعودية التي بقيت ثابتة على موقفها المبدئي الراسخ، بأن لا سلام مع دولة الاحتلال إلا بعد تطبيق القرارات الدولية، لاسيما القرار 242 والقرارات ذات الصلة التي تضمن قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ويعود الدبلوماسي العربي إلى الوراء ليشير إلى أن نتنياهو ينفذ منذ طوفان الأقصى سياسة التدمير والترميد والترحيل القسري، ليصل إلى النهايات التي يريدها والمتمثلة بشطب الدولة الفلسطينية وتوسيع رقعة المنطقة الأمنية لدولة الاحتلال في جنوب لبنان وسورية، فضلا عن استباحة دائمة لفضاءات العالم العربي تحت عنوان ضمان الأمن القومي الإسرائيلي.
ويقول الدبلوماسي: قبل طوفان الأقصى كاد نتنياهو أن يحقق حلم إسرائيل، فهو دخل دولة الإمارات من بابها الواسع وكان يخطو ثابتا بإتجاه السعودية… لكن طوفان الأقصى قلب المشهد وأخطأ نتنياهو باستراتيجيته الاجرامية، وها هو اليوم يغرق أكثر في الوحول العربية ويحول مشهد النصر الافتراضي إلى مشهد يعزز الهوة بينه وبين سائر البلدان العربية”.
ويعتقد الدبلوماسي أن قصف الدوحة هو رسالة أولى للمملكة بأن خطابها الدبلوماسي يجب أن يتبدل بما يتماشى مع الإنجازات التي حققها نتنياهو لاسيما ضرب حز..ب الله وتقويض قوة إيران الإقليمية وزعزعة قوة أنصار الله في اليمن، وهذه الفواتير الثلاثة مطلوب تسديدها من المملكة العربية السعودية. بعد قصف الدوحة، ليس كما قبلها، وعلى دول الخليج الاستعداد للأصعب..”
ويختم الدبلوماسي: نجاح الاحتلال في مشروعه ليس قدرا، وإن كان العدوان بات في مراحل متقدمة من النهايات التي يشتهيها، فلا زال الأمل في مواجهة هذا البغي وأفعاله قويا شرط توحيد القوى المتكررة بالحد الادنى، وعلى المملكة دعوة كل من جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والدول الإسلامية لقمة موحدة في الرياض واتخذ قرارات حاسمة لا تمنيات.



