قالت الصحف: الاعتداءات تتوسع والمقاومة تردع ومبادرة “الديمقراطي” تنطلق وسط رفض قواتي مسبق!
الحوارنيوز – خاص
وسع العدو الإسرائيلي اعتداءاته على البلدات الآمنة في الجنوب والبقاع، فيما ردت المقاومة باستهداف مواقعه العسكرية بضربات مركزة ونوعية كإسقاط طائرة التجسس هيرمس 900 ومواقع عسكرية أكثر عمقاً… في المقابل يحاول اللقاء الديمقراطي النيابي متابعة ما بدأه المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، فيجول على الكتل النيابية في محاولة لإيجاد مخرج توافقي لأزمة الشغور الرئاسي ينطلق من ضرورة الحوار الإيجابي الذي يقود الى انتخابات تسهم في إطلاق ورشة الحلول الداخلية وعودة الروح الى المؤسسات الدستورية.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: لبنان وإسرائيل على مشارف التصعيد الحربي الأخطر
وكتبت تقول: اتخذت مؤشرات التصعيد المتدحرج على جبهة الجنوب اللبناني وشمال إسرائيل في الأيام الثلاثة الأخيرة دلالات بالغة الخطورة لعلها الأولى بهذا المستوى منذ اندلاع المواجهات الميدانية بين “حزب الله” وإسرائيل في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي على هذه الجبهة الرديفة للحرب في غزة. ومع ان أياً من الجهات اللبنانية الرسمية والأمنية لم تتفاعل علناً مع تزايد اخطار اتساع المواجهات والعمليات الحربية في أعماق جديدة على جانبي الجبهة بما ينذر بالأسوأ، فإن المعطيات العسكرية والميدانية التي عكستها التطورات الميدانية في الساعات الـ48 الأخيرة دلت بوضوح على أن الفريقين يُعدان العدة لكل الاحتمالات وتحديداً لانفجار حربي واسع من دون أن يعني ذلك حكماً أن انفجاراً كهذا بات حتمياً وصار من المتعذر تجنبه. فنوعية الصواريخ التي زج بها “حزب الله” وكثافة تركيزها التدميري على المستوطنات في الشمال فاقت كل قواعد الاشتباك منذ اندلاع المواجهات، كما أن إسرائيل التي ضاعفت عدد الطلعات والغارات بالطيران المسيّر أو الحربي وأعلنت جهاراً أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أعطى التوجيهات إلى الجيش الإسرائيلي لتوسيع الضربات على لبنان بدت عبر ذلك كما عبر تركيز أعلامها على الأسلحة الجديدة التي ادخلها “حزب الله” الى المعركة كأنها تهيّئ الأجواء لذروة الاحتمالات التصعيدية.
غير أن أوساطاً ديبلوماسية مراقبة عن كثب لهذه التطورات بدت كأنها تربط الهبوب الحار “للعاصفة الموسمية” الجديدة على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية بتموجات الاقتراح التجريبي الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف حرب غزة انطلاقاً من الربط الواضح بين الجبهتين بما يعني أن مرحلة الغموض التي تفصل عن بت مصير مقترح الرئيس الأميركي تترجم ميدانياً بتزايد التصعيد في حرب غزة كما على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية. ولكن الأوساط نفسها حذرت بقوة من أي استهانة بخطورة تفلت الحسابات الميدانية في أي لحظة خصوصاً في ظل تحفز كل من إسرائيل و”حزب الله” لأن يكون الآخر يعد لضربة مفاجئة او مباغتة ربما تؤدي الى انفجار غير محسوب. ولذا توقعت الأوساط نفسها أن يتضح المسار الجدي للتطورات الميدانية في الأيام الطالعة علماً أنها كشفت عن ضغوط ديبلوماسية كبيرة للغاية بدأت تمارس في كل الاتجاهات الإقليمية لمنع انزلاق لبنان الى السقوط في حرب كبيرة. وفي إطار التحركات الديبلوماسية ذات الصلة يقوم اليوم وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني بزيارته الأولى لبيروت بعد تعيينه ويلتقي رئيسي المجلس والحكومة ووزير الخارجية والسيد حسن نصرالله.
الوقائع الميدانية
وفي أبرز الوقائع الميدانية خلال الساعات الأربع والعشرين الاخيرة أفاد مراسل “النهار” عن سقوط إصابات إثر غارتين إسرائيليتين استهدفتا ميس الجبل، وذلك بعدما استهدف الجيش الإسرائيلي صباحاً منزلاً في بلدة حولا، حيث سقط مدنيان مزارعان فيه هما الشقيقان علي مصطفى ومحمد مصطفى قاسم.
وقد اعتبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن “تصعيد “حزب الله” يتزامن مع الوقت الذي توعّدت فيه حماس بحرب استنزاف في غزة. ويبدو أن الحزب يسعى إلى زيادة هجماته في الوقت نفسه الذي تزيد فيه حماس أيضاً هجماتها على الجيش الإسرائيلي في غزة. ويبدو أن هذا هو جزء من حملة ضغط شاملة لإظهار لإسرائيل أن محور المقاومة الإيراني يحقق النجاح بعد ما يقرب من ثمانية أشهر من الحرب”.
وكان “حزب الله” قد أسقط مسيّرة متطورة للجيش الإسرائيلي يوم السبت الماضي. وبحسب الإعلام العبري، فإن “حزب الله” بدأ باستخدام صواريخ كروز، ويُعد استخدام هذا الصاروخ تصعيداً خطيراً. وهذا يوضح كيف تقوم إيران بتصدير تكنولوجيتها إلى مجموعات مختلفة في المنطقة، وفق المصدر نفسه. وبرأي “جيروزاليم بوست”، فإن “حزب الله” على استعداد “لتوسيع الصراع”.
وأعلن “حزب الله” أمس الأحد تنفيذ هجوم جوي بمسيّرات انقضاضية على ثكنة يردن في الجولان، واستهداف رادار القبة الحديدية وأماكن الضباط والجنود ما أدى إلى تدمير الرادار وإيقاع قتلى وجرحى. وقال الحزب إنه شن هجوماً جوياً بِسرب من المسيّرات الإنقضاضية على مقر كتيبة الجمع الحربي في ثكنة يردن في الجولان المحتل، حيث استهدفت رادار القبة الحديدية فيها وأماكن استقرار وتموضع ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة، ما أدى إلى تدمير الرادار وتعطيله وإيقاع الضباط والجنود بين قتيلٍ وجريح”.
من جهتها، أفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن 4 مسيّرات اقتحمت أجواء إسرائيل من جهة لبنان، وقد تم إسقاط إحداها بمنطقة المطلة والأخريات بالجولان. وكان “حزب الله” أعلن السبت الماضي تنفيذ 10 عمليات هجومية ضد القوات الإسرائيلية، أبرزها استهداف مقر قيادة “اللواء 769” في ثكنة كريات شمونة، وإسقاط مسيرة من نوع “هرمز 900”. واعلن الحزب أمس تنفيذ سلسلة عمليات منها أنه قصف برمايتين متتاليتين مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا. كما قصف آليات إسرائيلية في موقع العباد ودمر احداها ثم قصف كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا كما مستوطنة المطلة.
المشهد الداخلي
وسط هذه التطورات الميدانية غابت معالم التحركات السياسية الداخلية فيما ينتظر أن يشرع تكتل “اللقاء الديموقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط بتحرك سياسي واسع جديد يشمل جميع الافرقاء السياسيين والكتل النيابية. وسيتبلور مضمون هذا التحرك قبيل انطلاق التكتل في جولته علماً أنه يهدف الى محاولة حضّ الجميع على توافق سياسي عريض يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية.
وفي سياق الدور الذي تضطلع به قطر بين الافرقاء اللبنانيين، وبعد زيارة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ونجله تيمور الاسبوع الماضي للدوحة، وصل أمس الى الدوحة وفد من حزب “القوات اللبنانية” يضم النائبين بيار ابو عاصي وملحم الرياشي والدكتور جوزف جبيلي عضو الهيئة التنفيذية في “القوات” لتمثيل الحزب ورئيسه سمير جعجع في لقاءات عدة سيعقدها مع كبار المسؤولين القطريين تتركز على الأزمة الرئاسية وستستمر الزيارة إلى يوم الخميس المقبل.
وفي الإطار الرئاسي أيضاً توقّع النائب سيمون أبي رميا أمس عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت قبل آب (أغسطس) المقبل لافتاً الى أنه “غادر مع نفحة إيجابية بعد ما سمعه عن الفصل بين الرئاسة وغزة وقبول بعض المعارضة بالتشاور”. وقال إن لودريان يعول على الحراك الجنبلاطي وكتلة الاعتدال .
- صحيفة الأخبار عنونت: مبادرة لـ«الديموقراطي» بطلب من لودريان؟
وكتبت تقول: في الوقت الضائع بانتظار نتائج آخر محاولات التوصل إلى اتفاق على إنهاء الحرب على غزة، وبالتالي ما ستقوم به الولايات المتحدة عبر المبعوث الرئاسي عاموس هوكشتين للوصول الى اتفاق بين لبنان وإسرائيل، تشير الوقائع منذ أسابيع إلى حركة سياسية ناشطة، ولكن من دون أيّ مفاعيل. وما إن غادر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بيروت، حاملاً خيبته معه، حتى أُعلِن عن توجّه رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، للقيام بجولةٍ خلال هذا الأسبوع تشمل رؤساء الأحزاب والكتل النيابية، لإعادة طرح الملف الرئاسي من باب العودة إلى الحوار أو التشاور للتوصل إلى نقاط مشتركة. فيما يتقاطع أطراف الوسط السياسي المنقسم على التشاؤم حيال أيّ نتائج قد تسفر عنها مبادرة اللقاء الديموقراطي التي «ستكون شبيهة بتلك التي قام بها تكتّل الاعتدال ولم تصِل إلى نتيجة». ويعود هذا التشاؤم إلى حصيلة جولات المشاورات التي قام بها «الاعتدال» ثم لودريان، وما بينهما من اجتماعات اللجنة «الخماسية» مع القوى السياسية، إذ بات الاقتناع سائداً بعدم إمكانية التوصل الى توافق على الانتخابات الرئاسية، وحتى على الوجهة السياسية التي سيسلكها الوضع عموماً في ضوء الأحداث في غزة والمنطقة.
وفي مرحلة الانتظار هذه، قالت مصادر مطّلعة إن «فكرة المبادرة انطلقت بعدما طلب لودريان خلال لقائه الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط العمل على المساعدة لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية من منطلق الموقع الوسط الذي يأخذه في الملف السياسي الداخلي»، علماً أن المتداول اليوم في بعض الكواليس السياسية أن «جنبلاط كان أوّل الناصحين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدم زيارة لبنان (كانت الفكرة مطروحة قبل مجيء لودريان) بما أن لا معطيات أو وقائع من شأنها أن تعينه في مهمته، إن كان على الصعيد الداخلي أو الخارجي، وهو جوّ سمعه جنبلاط خلال زيارته الدوحة منذ أسبوعين. وبالمعنى العملي، فإن تخفيض حظوظ المبادرة يبدو منطقياً».
وقالت مصادر مطّلعة إن المبادرة لا تحمِل طروحات محددة بقدر ما هي عناوين عامة تؤكّد على الحوار والتشاور بينَ جميع الأفرقاء، بعدما طوِيت احتمالات عقد حوار جامع في مجلس النواب بسبب الرفض أو الشروط التي وضعتها قوى المعارضة والبحث عن مساحات مشتركة بين القوى السياسية. بينما يتمثّل العائق الأكبر في موقف رئيس حزب «القوات» اللبنانية سمير جعجع، الذي يبدو أنه ملتزم «مشروعاً تخريبياً» وفق المصادر التي لمحّت إلى دور ضمنيّ يقوم به السفير السعودي في بيروت وليد البخاري في هذا السياق، إذ تؤكد أكثر من جهة على «سلبية» هذا الدور، ما دفع بعض الجهات إلى توجيه «نصيحة» إلى لودريان بضرورة التنسيق مع الرياض لدفع حلفائها في لبنان إلى تليين مواقفهم وخفض سقوفهم.
وفيما تبدو مبادرة «الديموقراطي» محور متابعة، وإن كانت آفاقها تبدو مقفلة وسطَ تمسّك كل طرف بموقفه إن كان لجهة المرشحين أو موضوع الحوار والتشاور، غادر وفد من القوات اللبنانية يضمّ النائبين: بيار أبو عاصي وملحم الرياشي، وعضو الهيئة التنفيذية في القوات جوزيف جبيلي إلى الدوحة، أمس، للقاء المسؤولين القطريين، بعدما رفض جعجع تلبية الدعوة لأسباب «غير معروفة».
- صحيفة الأنباء عنونت: تصعيد غير مسبوق في العدوان جنوباً.. “التقدمي” لا يتوقع المعجزات ولكن
وكتبت تقول: فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي مساره الجرائمي متعمداً استهداف المدنيين في جنوب لبنان كما يفعل في غزة، فإن درجة غير مسبوقة من التصعيد شهدتها نهاية الأسبوع، حيث عاد الطيران المعادي واستهدف مدنيين في بلدة حولا، ما أدّى إلى استشهاد شقيقين مزارعين.
مسار الأمور في الجنوب يشي بأن المرحلة المقبلة سيكون التصعيد والعمليات النوعية عنوانها، إذ في الفترة الأخيرة، بات من الواضح أن إسرائيل تعتمد أكثر فأكثر على سياسة الاغتيالات وتكثّف من هذه العمليات بالتوازي مع تدمير يطال قرى حدودية، في حين أن “حزب الله” يرد في العمق الإسرائيلي أكثر من خلال المسيّرات ويقصف مواقع عسكرية عبر صواريخ جديدة.
ورغم تعويل نسبي على أن تكون مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزّة هي الحل لوقف حمام الدماء الذي تغرق به المنطقة بفعل الاجرام الإسرائيلي، فإن الاقتراح لا يزال غير قابل للتحقق طالما أن إسرائيل لم تعلن موافقتها الفعلية، فيما يُنتظر موقف “حماس” منه، إلّا أن مراقبين قالوا إن الطرح ليس بعيداً عن الاتفاق الأخير الذي وافقت عليه “حماس” ورفضته إسرائيل قبل أسابيع قليلة، ما يعني تكرار سيناريو الرفض الإسرائيلي.
رئاسياً في لبنان، لا مفاعيل لزيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، حيث اتصفت جولته بأنها استطلاعية قبل القمة الفرنسية – الأميركية، ويُرجّح جميع المراقبين على أن حلحلة الاستحقاقات مؤجّلة إلى ما بعد انتهاء حرب غزّة وبدء مسار التسويات، وقد يكون لبنان آخر المستفيدين.
لكن إلى جانب الاستطلاع، عاد لودريان وجدّد طرح المرشّح الثالث، وهذه الصيغة قد تكون الأنسب، لأن المرشّحين المطروحين حالياً غير مقبولين من الطرف الآخر، وهو الطرح الذي كان الرئيس وليد جنبلاط أوّل من طرحه قبل بدء الشغور الرئاسي.
وفي السياق نفسه، يشرع اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي بجولته غداً على مختلف الأطراف السياسية، ليبحث معها ملفات عدّة، وبحسب المعلومات، لن يكون النقاش مرتبطاً بالاستحقاق الرئاسي فحسب، بل بالوضع في الجنوب والوضع الاقتصادي والاجتماعي وكل الاستحقاقات الداهمة، وسيكون عنوانه الأول التواصل للوصول إلى أرضية مشتركة.
وإذا كان الهم الوطني ليس جديداً أن تتصدى له زعامة المختارة والحزب التقدمي الاشتراكي، فإن قيادة التقدمي لا تتوقع حصول معجزات بنتيجة التحرك، لكنها تعوّل على ما يمكن استثارته لدى الافرقاء من حس المسؤولية وواجب الحرص على حماية لبنان وصون ما تبقى من الدولة في ظل الأخطار الجسيمة المحدقة بالبلاد في كل الاتجاهات. وعليه فإن النوايا الإيجابية مطلوبة من الجميع ومعها إقران الأقوال بالأفعال لملاقاة مساعي “التقدمي”، وإلّا فإن الأمر سيكون بمثابة الدوران في حلقة مفرغة.