قالت الصحف: الاعتداءات تتدحرج والمساعي الداخلية تتأرجح
الحوارنيوز – خاص
تتدحرج مؤشرات تنامي العدوان الإسرائيلي على لبنان فيوسع العدو من دائرة استهدافاته، فيما تقوم المقاومة برد ردعي مناسب كان آخرها دخول السلاح المضاد للطيران الحربي.. في وقت ما زالت مفاوضات الهدنة تراوح مكانها دون أي تقدم.
داخليا تتواصل مساعي اللقاء الديمقراطي من أجل إقناع القوات اللبنانية بضرورة الحوار الوطني كمدخل لحل معضلة الشغور الرئاسي وصون وحماية لبنان وسلمه واستقراره…
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: مؤشرات الحرب تتدحرج بدخول “السلاح الكاسر”؟
وكتبت تقول: تعاظمت المخاوف من مؤشرات اقتراب لبنان من حافة انفجار حربي كبير بين إسرائيل و”حزب الله”، في ظل تطورات تنبئ بتجاوز العمليات الميدانية المتبادلة الحدود القابلة للضبط لوقت طويل بعد أن عكست الأيام الأخيرة عاملاً مقلقاً للغاية تمثل في تقدم خطر انفجار الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية الى صدارة الإعلام العالمي واحتلاله الأولوية حتى على حرب غزة، وذلك للمرة الأولى منذ عملية “طوفان الأقصى”.
ولم يفت بروز هذا التطور الأوساط الديبلوماسية المتابعة تطورات الموقفين الميداني والديبلوماسي على هذه الجبهة، اذ أكدت ما أوردته “النهار” قبل يومين، من أن سباقاً لاهثاً يجري بين الجهود الديبلوماسية الأميركية والفرنسية مع التصعيد الكبير والخطير الذي تشهده ضفّتا الجبهة القتالية في الجنوب اللبناني وشمال إسرائيل. ولعل الأمر اللافت في ما أوردته هذه الأوساط أنها اعتبرت التصعيد الواسع الذي حصل من جانب “حزب الله” في الساعات الأخيرة رسالة متعمدة من الحزب وإيران الى القمة الفرنسية- الأميركية بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وجو بايدن، علماً أن إسرائيل تصعّد من جانبها لحسابات مختلفة معظمها داخلي وميداني بعدما طوّر “الحزب” هجماته بزج أسلحة جديدة في الميدان أحرجت الجيش كما القيادة السياسية في اسرائيل. ولم يكن أدل على هذا المناخ الضاغط بخطورة عالية مما أورده موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أفادوا أن إدارة بايدن حذرت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة من فكرة حرب محدودة في لبنان وأن حرباً كهذه يمكن أن تدفع إيران الى التدخل.
واكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذا السياق أن “ضغوطاً دولية صعبة تمارس علينا ولكن يمكنني أن أضمن شيئاً واحداً وهو أننا سنغير الواقع الحالي مهما حدث ونحارب في الشمال والجنوب”.
كما أن التطور الميداني الأبرز الذي سجل أمس تمثل في اعلان “حزب الله” عصر أمس أن مقاتليه اطلقوا صواريخ دفاع جوي على الطائرات الحربية الإسرائيلية “التي كانت تعتدي على سمائنا وخرقت جدار الصوت في محاولة لإرعاب الأطفال ما أجبرها على التراجع الى خلف الحدود”. وهي المرة الأولى منذ اندلاع حرب غزة والمواجهات في الجنوب اللبناني يعلن فيها الحزب اطلاق صواريخ في اتجاه طائرات حربية إسرائيلية بما يعتبر ادخالاً لما يسمى بـ”السلاح الكاسر”.
الرئاسة والوساطة القطرية
على الصعيد السياسي، تتجه الأنظار إلى زيارات الوفود اللبنانية الى الدوحة التي شملت حتى الآن وفوداً وشخصيات من “حركة أمل” والحزب التقدمي الاشتراكي و”القوات اللبنانية”. وفي المعلومات أن المسؤولين القطريين المولجين بمتابعة الملف اللبناني يجمعون الآراء تمهيداً لوساطة جديدة بين الافرقاء لتقريب وجهات النظر بين الأضداد الذين لا يلتقون على رؤية واحدة حيال انتخابات الرئاسة المعقدة. وأفاد بعض زوار الدوحة أخيراً أن قطر تتعاطى بجدية عالية مع ملف انتخابات الرئاسة في لبنان وتسعى إلى مساعدة الكتل النيابية والنواب المستقلين ودفعهم الى اتمام الاستحقاق ومن دون أن تتعارض وساطة الدوحة مع مهمة “المجموعة الخماسية” بل تشكل عاملاً مساعداً لها. وأفاد هؤلاء الزوار أن الوفود تلقت جملة اسئلة من الجانب القطري الذي يبدو أنه من أكثر المتحمسين لإجراء الانتخابات في أسرع فرصة ممكنة. واكد النائب ملحم الرياشي الذي كان عضواً في الوفد القواتي إلى الدوحة أن القطريين يتجهون إلى اعلان مبادرة جديدة في اتجاه لبنان في الأسابيع المقبلة، ونفى أن يكون التقى في الدوحة النائب علي حسن خليل ولكنه أكد أن التواصل قائم معه ومع النائب طوني فرنجية “ونأمل الوصول الى مخرج لبناني- لبناني”.
وتواصل التحرك الاشتراكي المتصل بالملف الرئاسي، فالتقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط أمس النائب طوني فرنجية في حضور النواب: وائل أبو فاعور، بلال عبدالله وراجي السعد. وأوضح النائب بلال عبدالله: “وضعنا “التكتل الوطني المستقل” في أجواء لقاءاتنا وإلى أين وصلنا وما هي نقاط الخلاف وأين يمكن تقريب وجهات النظر؟”. وشدّد على أنّ “الهدف الأساسي من تحرّكنا هو أن ننجز التسوية الداخلية اللبنانية حفاظاً على البلد ونحن يجب أن نُساعد أنفسنا كلبنانيين”.
بدوره، اشار النائب طوني فرنجيّة الى أنّه “لا يمكن أن نبقى مكتوفين أمام الشلل الذي يشهده لبنان”، مؤكّداً “أنّنا منفتحون على أيّ حوار بنّاء بعيداً من المصالح الضيّقة للبعض ولا مجال إلا بالحوار”. وقال: “علينا العمل على إيجاد حلول داخلية بعيداً عن الحلول الخارجية”. وأضاف: “إذا تعذّر وصول سليمان فرنجيّة أو انسحب من السباق الرئاسي وهذا غير مطروح حتى الآن، فإنّ الغالبية النيابية قادرة على إيصال رئيس ولكن ليس هذا ما نسعى إليه”.
- صحيفة الديار عنونت: هوكشتاين يشارك باتصالات التهدئة… واشنطن تضغط لمنع الانفجار
ارباك ونفاق اسرائيلي: القبول بمعادلة نصرالله وقف الحرب في غزة… والا «الخراب»!
كف يد عون يثير ازمة في القضاء… وهجوم السفارة «ذئب منفرد»؟
وكتبت تقول: رفعت واشنطن من وتيرة حراكها الدبلوماسي والامني لإنجاز «صفقة» في غزة، وتدخلت على نحو غير مسبوق في الساعات القليلة الماضية لمنع التدهور على الجبهة الجنوبية، خوفا على امن اسرائيل من جهة، كما قالت وزارة الخارجية الاميركية، ولمنع حرب اقليمية قد تجد نفسها قد غرقت في مستنقعها على ابواب انتخابات رئاسية لا تحتاج صعوبتها الى المزيد من الازمات المعقدة حول العالم. في هذا الوقت لم تتوقف «العنتريات» الاسرائيلية الممجوجة والتي تتحدث عن اكتمال الجهوزية لشن حرب شاملة على حزب الله، من قبل بعض المسؤولين العسكريين والسياسيين، المدعومين من نسبة لا بأس بها من الراي العام الاسرائيلي الذي هاله سقوط الردع مع احتراق مستوطنات الشمال بقببها الحديدية التي باتت تقريبا خارج الخدمة، وهو امر استدعى دخول عدد كبير من جنرلات الاحتياط، وكبار الكتاب والمحليلين في كيان العدو على الخط، لتحذير رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو من السقوط في المستنقع اللبناني، ونصحوه بالقبول بمعادلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، التهدئة في غزة مقابل التهدئة في الشمال، والا فان اسرائيل ذاهبة بعيون مفتوحة الى «الخراب» الكبير.
داخليا، وبعد ان خاب أمل «خصوم» حزب الله بما توصلت اليه التحقيقات في الهجوم على السفارة الاميركية، وخسروا «ورقة دسمة» للاستثمار السياسي، يبدو ان القوات اللبنانية قد حشرت في «زاوية» اتهامها بتعطيل الحوار المؤدي حتما الى انتخابات رئاسية، بحسب مبادرة رئيس المجلس المعلنة، فوجدت نفسها في موقع دفاعي اضطرها للرد عبر بيان، وتصريحات من مسؤوليها، وبعد جهد جهيد، قاموا بتفسير»الماء بعد جهد بالماء» ولم يقدموا اي اجابة مفيدة حول الرفض غير المنطقي للتشاور الذي يمكن ان «يحشر» رئيس المجلس النيابي نبيه بري، اذا لم يكن جادا في طروحاته!.
وفي الانتظار، يواصل وفد اللقاء الديموقراطي جولاته المكوكية دون نتائج ملموسة حتى الآن، ولم يحصل بالامس بعد لقاء النائب طوني فرنجية على اي اشارة تفيد بنية رئيس تيار المردة بالانسحاب من السباق الرئاسي. في هذا الوقت انفجرت «قنبلة» قضائية موقوتة ادت الى كف يد مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون التي اعلنت رفضها القرار الموقع من قبل النائب العام التمييزي بالانابة القاضي جمال الحجار باعتباره غير ذات صفة، ووعدت بالاستئناف يوم الاثنين.
اتصالات اميركية مكوكية
فبعد ساعات على الهجوم المسلح الذي نفذه السوري قيس فراج صباح أمس الاول في محيط السفارة الأميركية في عوكر، وبينت التحقيقات الالوية انه يعمل منفردا وليس ضمن خلية، وانه اشترى السلاح والذخيرة من امواله الخاصة لتنفيذ عملية نصرة لاهل غزة، تجاوزت الدوائر الامنية والدبلوماسية الاميركية الحدث، مشيدة بالاستجابة السريعة لمختلف الاجهزة الامنية اللبنانية، وانتقلت الى العمل الاكثر الحاحا وخطورة المتربط بارتفاع حدة التوتر على الحدود الجنوبية، واقترابها من لحظة «الانفجار». ووفقا لمصادر دبلوماسية، فان التقارير المرفوعة على عجل من عوكر الى الادارات الاميركية المختلفة وصفت الحالة بين اسرائيل وحزب الله بانها وصلت الى حالة من «الغليان» غير المسبوق والتي تذر بمخاطر غير محدودة على جانبي الحدود.
ماذا قال هوكشتاين؟
وبعد ان كشف موقع «اكسيوس» ان ادارة الرئيس الاميركي حذرت تل ابيب من اي حرب حتى لو كانت محدودة ضد لبنان، جرت اتصالات على ارفع المستويات خلال الساعات القليلة الماضية شارك فيها أكثر من مسؤول اميركي في البنتاغون، والخارجية، والبيت الابيض لمنع الانزلاق نحو وضع يصعب السيطرة عليه. وقد شارك في جزء من هذه الاتصالات المبعوث الاميركي الخاص عاموس هوكشتاين الذي ادار مروحة اتصالات مع المسؤولين الاسرائيليين واللبنانيين سعى من خلالها الى خفض منسوب التوتر والعودة الى قواعد الاشتباك المعمول بها، متحدثا عن فرصة جدية للتوصل الى تفاهمات مستدامة على الحدود المشتركة مع الاقتراب من التوصل الى «صفقة في غزة»، تبدو حظوظ نجاحها مرتفعة برايه. لكنه، شدد بحسب المعلومات بان بلاده لا تريد وتعمل على منع الحرب الشاملة، لكنه شدد على ضرورة «ضبط النفس» وعدم ترك الامور تخرج عن السيطرة من الجهة اللبنانية، ومنع ما اسماه الضربات «الاستفزازية» من قبل حزب الله، حتى لو لم تبصر الهدنة في غزة النور؟!
ماذا يريد لبنان؟
ووفقا لمصادر مطلعة، فان المسؤولين اللبنانيين اعادوا التذكير بعدم الرغبة في اي تصعيد، وطالبوا بالضغط على اسرائيل لوقف التمادي في اعتداءاتها على الاراضي اللبنانية، ووقف الحرب على غزة، كي تنطلق المباحثات الجدية غير المباشرة لترتيب الاوضاع على الحدود الجنوبية. وبعد نقل «الرسائل» اللبنانية الى اسرائيل أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بان الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة وعليها الضغط على حزب الله.
تهديدات اسرائيلية
في هذا الوقت، لم تتوقف التهديدات الاسرائيلية وجديدها امس، اعلان قائد القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي استكمال الاستعدادات لشن هجوم في الشمال قائلا ان الجيش الاسرائيلي قادر على مواجهة أي مهمة ضد حزب الله.بدوره توجه رئيس «المعسكر الوطني»، الوزير في «كابينيت الحرب» الإسرائيليّ، بيني غانتس، لرؤساء بلديات شمالي إسرائيل، قائلًا: استعدوا لقتال ولأيام أكثر صعوبة يمكن أن تصل بنا إلى الحرب».
«هآرتس»: الوزراء يكذبون؟!
في المقابل، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس أنّ «كابينت الحرب» يخشى حرباً شاملةً مع حزب الله، وذلك على خلاف ما وصفته بـ «هراء النصر المطلق»، في إشارة إلى مزاعم بعض المسؤولين الإسرائيليين بشأن شنّ هجوم كبير ضدّ لبنان. وأوضحت أنّ ثمة «فجوةً كبيرةً» بين التصريحات الحازمة لمسؤولين إسرائيليين يعدون بشنّ هجوم كبير على لبنان في أعقاب التصعيد في الشمال خلال الأسابيع الأخيرة، وتلك التي يتمّ الإدلاء بها في محادثات غير علنية. وأضافت أنّه خلافاً لتصريحات وزير «الأمن القومي»، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، والتي وصفتها بالجوفاء، فإنّ صنّاع السياسة يخشون حقاً رؤية إسرائيل تتدهور إلى حرب شاملة مع حزب الله.
الفوضى الشاملة
وأبدت «هآرتس» خشيةً من الحرب الشاملة مع لبنان، في وقت تتصاعد المخاوف في كيان الاحتلال بشأن الجهوزية لها، محذّرةً من أنّها تعني دماراً على نطاق غير مسبوق في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ونقلت عن مصادر وزارية قولها إنّها قد تؤدي إلى عدة أسابيع من الفوضى الشاملة. ولهذا شككت بأهمية الدعوة إلى ضربة ساحقة، ومن دون كوابح، ضدّ حزب الله، بسبب الثمن الذي ستدفعه الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
- صحيفة الأنباء عنونت: جولة “التقدمي” مستمرة الأسبوع المقبل.. والعدوان آخذٌ في التصاعد
وكتبت تقول: بانتظار استكمال جولاته على الكتل النيابية الاسبوع المقبل، تبقى حركة الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة اللقاء الديمقراطي باباً مفتوحاً أمام القوى السياسية لإقران القول بالفعل والذهاب نحو الصيغة الأكثر قبولاً لإتمام استحقاق الانتخابات الرئاسية. وعليه فإن نتائج التحرك تتوقف فعلياً على مدى تجاوب الكتل النيابية وتحملها للمسؤولية الوطنية الملقاة عليها لاستعجال انتخاب رئيس للجمهورية، وإعادة تفعيل عمل المؤسسات والعمل على مواجهة العدوان الإسرائيلي الآخذ في التوسع على لبنان.
وفي سياق العدوان الجاري على لبنان، توقعت مصادر أمنية عبر “الأنباء” الإلكترونية أن “تشهد الأيام التي تسبق عيد الأضحى المبارك سخونة ملفتة بعد تلويح حكومة الحرب الإسرائيلية بتغيير استراتيجيتها العسكرية في طريقة التعامل مع حزب الله، الذي تتهمه اسرائيل بإدخال اسلحة متطورة الى الميدان، ما يقتضي التعاطي معه بطريقة مختلفة، على حد تعبير أكثر من مسؤول إسرائيلي”.
وقلّلت المصادر نفسها من احتمال التوصل إلى هدنة في غزة قبل عيد الأضحى لأنها مشروطة إسرائيلياً بإفراج حركة “حماس” عن كل الأسرى لديها، وبالتالي فإم الاستمرار بالحرب بالنسبة لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو “أفضل من الدخول بتسويات لا يضمن عواقبها وقد تؤثر على مستقبله السياسي، من وجهة نظره”.
هي أيام دقيقة إذا يمر بها البلد على كل الصعد، وإذا كان من أمل يرتجى لخلاص لبنان فهو بانتخاب رئيس اليوم قبل الغد، وتحصين الواقع المحلي، وللوصول الى كل ذلك، لا بد من الحوار.