قالت الصحف: الاعتداءات الإسرائيلية والضغوط الأميركية والتحريض الداخلي الى تصاعد…

الحوارنيوز – خاص
وسط إنحياز أميركي واضح الى جانب العدو تمثل في آخر تجلياته بإلغاء زيارة قائد الجيش رودولف هيكل الى واشنطن بتحريض داخلي لبناني، صعد الإحتلال من اعتداءاته كما ونوعا، فيما بيروت تحتفي بمؤتمر بيروت 1، رغم إقرار رئيس الحكومة بأن العدو يزعزع الاستقرار وأنه لا نمو للإقتصاد بلا استقرار..
مشهد عكسته افتتاحيات صحف اليوم فماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: موجة تصعيدية ولبنان يتلمّس احتواء الصدمة… آخر محاولات الأكثرية: حذارِ تعطيل الانتخابات
وكتبت تقول: لم يكن ممكناً تجاهل أو إنكار توقيت الموجة التصعيدية الواسعة التي تمثلت في حلقات متعاقبة من الغارات الإسرائيلية امتدت من ليل الثلاثاء إلى ليل الأربعاء متنقلة من عين الحلوة الى قرى وبلدات جنوبية، وعزلها عن المناخ الشديد التأزّم الناشئ بين الإدارة الأميركية ولبنان “الرسمي والعسكري”، عقب ما اصطلح على تسميتها الصفعة الأميركية القاسية لقيادة الجيش اللبناني.
ذلك أنه على رغم أن الغارات اليومية الإسرائيلية صارت القوت اليومي للجنوبيين منذ ما بعد سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل الذي يطوي سنته الاولى في 27 تشرين الثاني الحالي، بدا واضحاً أن إسرائيل استغلت ووظّفت التطور السلبي الخطير الذي تمثل في اهتزاز غير مسبوق في علاقات لبنان مع الولايات المتحدة عبر إلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل لواشنطن، وهو الحدث الصادم الذي يعيش لبنان تردداته وتأثيراته الحادة من دون اتضاح السياق الذي سيعتمده أهل الحكم في احتوائه لئلا تتّسع الفجوة ويتكبّد لبنان أكلافاً لا قدرة له على تحملها من جرائه.
وتتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء اليوم في قصر بعبدا التي يفترض أن تناقش هذا التطور وما يتعين على أهل الحكم وفي مقدمهم رئيس الجمهورية جوزف عون القيام به على عجل لاستدراك ترددات الغضب الأميركي، وفي الوقت نفسه تقويم الأمر من زاوية مراجعة التراكمات التي أدت إلى هذا التطور السلبي، علماً أن ما طرح في أفكار واحتمالات في الكواليس لمعالجة الأمر لم ترقَ بعد إلى قرار واضح لجهة التواصل مع الإدارة الأميركية، وبأي مستوى وبأي مضمون سياسي وإجرائي وعسكري يمكن أن يكون عليه التوجه اللبناني لمواجهة هذه المشكلة الحساسة.
وتصاعدت المخاوف من ترددات الاهتزاز اللبناني الأميركي، ليس فقط لجهة الشكوك الثقيلة التي ألقاها على مصير المساعدات العسكرية الأميركية للجيش، وإنما أيضاُ لإمكان أن تسوء الأمور أكثر وتنعكس على الأوضاع الميدانية. إذ فيما كانت الاتصالات تجري على أعلى المستويات في الدولة مع السفارة في عوكر ودوائر القرار لاحتواء الغضب الأميركي ومفاعيله، أطلقت إسرائيل العنان لتحذيراتها وغاراتها بدءاً بضربة دامية غير مسبوقة لمخيم عين الحلوة حيث أوقعت نحو 15 قتيلاً، ثم أطلقت العنان مجدداً للإنذارات المرعبة لسكان بلدات جنوبية وشنّ طيرانها غارات عليها.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بعد الظهر، إنذارات متعاقبة بأن الجيش الإسرائيلي سيضرب “بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في أنحاء جنوب لبنان وذلك للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة”. ودعا سكان مبانٍ في دير كيفا وشحور، إلى إخلاء منازلهم والابتعاد عن المباني. وقالت القناة 12 الإسرائيلية أن “الهجمات تأتي في إطار التصدي لانتهاكات حزب الله وهذا ليس تصعيدًا”. وفي الأعقاب أغارت الطائرات الإسرائيلية على المباني المحددة. وبعد أقل من ساعة وجّهت تحذيراً آخر لمبانٍ في طيرفلسيه وعيناتا واستهدفتهما.
وكانت مسيّرة إسرائيلية، استهدفت صباحاً سيارة في بلدة الطيري بصاروخين، وصودف مرور حافلة مدرسية لطلاب خلف السيارة المستهدفة، ما أدى إلى سقوط قتيل يدعى بلال شعيتو و11 جريحاً.
ولفت موقف غير مباشر من التطور الأميركي لرئيس الجمهورية جوزف عون الذي أجرى اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقدم له التعازي باستشهاد العسكريين خلال ملاحقة تجار المخدرات في حي الشراونة في بعلبك، وقال: “مرة جديدة يدفع الجيش من دم رجاله ثمن حماية المجتمع اللبناني من آفة المخدرات من جهة، وتطبيق القانون من جهة أخرى. لقد انضم شهيدا الأمس إلى قافلة طويلة من رفاقهما الذين ضحوا بأغلى ما عندهم وفاءً لقسمهم، وتأكيداً على تصميم المؤسسة العسكرية بالتعاون مع القوى الأمنية الأخرى على المضي في تطبيق القوانين وملاحقة المرتكبين والحد من الجريمة على مختلف أنواعها، بالتزامن مع حماية الحدود وبسط سلطة الدولة، ولن يثني شيء الجيش عن القيام بدوره الوطني، لا الحملات المشبوهة ولا التحريض ولا التشكيك من أي جهة، أي سواء من الداخل أو الخارج”.
أما رئيس الحكومة نواف سلام، فأعلن في الكلمة التي القاها في ختام مؤتمر بيروت – 1، أن “خطة الجيش اللبناني لا تقتصر على احتواء السلاح في جنوب الليطاني فحسب، بل تشمل شماله أيضاً”، مشدداً على “أن الوقت لا يسمح بتفويت الفرص ويجب استكمال بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية”. واعتبر أن “لبنان لا يزال بلد الفرص الواعدة وبدأنا بمسيرة الاصلاح ولا يزال أمامنا شوطاً كبيرا، ولا بد من استكمال الإصلاحات ولكن في غياب الأمن والأمان سنفوّت فرصة النهوض”. وأكد أن رفع الحظر السعودي عن الصادرات اللبنانية “قريب جداً، وسنقوم بتدشين أجهزة “سكانر” في مرفأ بيروت، معلنًا أنه تم إغلاق أكثر من 30 معمل كبتاغون خلال شهر واحد، واتخذنا إجراءات أمنية جدية في مطار بيروت”.
ليس بعيداً من موقف عون كتب الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على منصة “أكس”: “نتمسك باتفاق الهدنة مدركين خطورة التراجع عنه ونؤكد ضرورة بسط سيادة الدولة على كل الأراضي اللبنانية وترسيم الحدود وإزالة التعديات وتحرير الأسرى. وفي هذا السياق نحيي الموقف الوطني لقائد الجيش العماد رودولف هيكل”.
إلى ذلك، وعشية انتهاء مهلة تسجيل المغتربين للانتخابات النيابية طالب نواب الأكثرية الموقعون على عريضة حول قانون الحكومة للانتخابات النيابية في بيان، من مجلس النواب بإدراج مشروع القانون المُعجّل الذي أحالته الحكومة على جدول أعمال الهيئة العامة فورًا”. واعتبروا أن الحكومة قامت بواجبها وأحالت مشروع التعديل الضروري على بعض أحكام قانون الانتخابات رقم 44/2017، وهو مشروع مرتبط مباشرة بتنظيم العملية الانتخابية، ولا سيما في ما يتعلق بحق اللبنانيين غير المقيمين في الاقتراع”. وأعلنوا في بيانهم أنه “مع اقتراب انتهاء مهلة تسجيل المغتربين في 20 من الشهر الحالي، يصبح أي تأخير في طرح المشروع ومناقشته والتصويت عليه تهديدًا مباشرًا لحق مئات الآلاف من اللبنانيين في الخارج بالمشاركة في الانتخابات، خصوصًا أن المشروع ينصّ صراحةً على تمديد مهلة التسجيل حتى نهاية العام الجاري”.
وأشاروا إلى “أن إحالة المشروع إلى اللجان في هذا التوقيت، أو الامتناع عن إدراجه ضمن أولويات الهيئة العامة، يعني عمليًا تعطيل العملية الانتخابية ويعرّضها للطعن ولعدم القدرة على الالتزام بالمواعيد الدستورية واللوجستية، وهو أمر لا يمكن القبول به تحت أي ذريعة، وانطلاقًا من مبدأ التعاون بين السلطات الدستورية نطالب بشكل واضح وصريح بإدراج مشروع القانون المُعجّل فورًا كبند أول على جدول أعمال أول جلسة للهيئة العامة، وتلاوته ومناقشته والتصويت عليه دون أي تأجيل”. وحمّلوا “المسؤولية الكاملة عن أي تعطيل أو إرجاء أو إرباك في العملية الانتخابية لأي جهة تقف في وجه طرح المشروع أو تبطئ مساره، لأن ذلك يشكّل بصورة واضحة قرارًا بتعطيل الانتخابات وإسقاط حق اللبنانيين جميعًا في الداخل والخارج في اختيار ممثليهم”.
- صحيفة الأخبار عنونت: إسرائيل تصعّد كلامياً وتقصف منازل في الجنوب | ضغط أميركي على الجيش: الفتنة الآن!
وكتبت تقول: يبدو أن مشروع الدفع نحو مواجهة مباشرة بين الجيش اللبناني وحزب الله تحوّل اليوم إلى محور أساسي في البرنامج الأميركي – الإسرائيلي الذي بات يعتبر أن ضرب المقاومة غير ممكن من دون تفجير فتنة داخلية. وللمرة الأولى، يُظهِر الأميركيون اهتماماً صريحاً بدفع الجيش إلى الصدام مع المقاومة تحت شعار «تطبيق قرارات الحكومة بالقوة لا بالمُراضاة»، وهو ما سبق أن رفضه الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ومعهما قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وأبلغوا الأميركيين بوضوح أن الحرب الأهلية ليست ممراً إلزامياً لضمان أمن إسرائيل.
وفي هذا السياق، فإن التصعيد الميداني للضغط على بيئة المقاومة، رغم إدراك تل أبيب أنها عاجزة عن إنجاز مهمة القضاء على حزب الله بعدما جرّبت في الحرب الأخيرة أقصى ما يمكن أن تفعله ضد البنية العسكرية للمقاومة، يؤذن بدخول لبنان مرحلة جديدة من الضغوط الأميركية – الإسرائيلية على الدولة اللبنانية ومؤسساتها لتوفير مناخ داخلي يستجيب لمطالبها، تحت التهديد الدائم بأن «البديل هو الانهيار»، في ظل انقسام القوى الرئيسية بين فريق تقوده «القوات اللبنانية» يريد من أميركا وإسرائيل القيام بأيّ شيء للقضاء على حزب الله، وفريق آخر يتوافق أطرافه على أن كلفة أي عدوان تبقى أقل من كلفة حرب أهلية تقضي على أي أمل بقيام دولة مستقرّة.
وتندرج في هذا السياق الحملة الأميركية على قائد الجيش، وزيارة وفد الخزانة الأميركية لبيروت الأسبوع الماضي، وسط خشية من أن يكون هذا التشدّد الأميركي غير المسبوق إشارة الى انتهاء فترة السماح التي أُعطيت للعهد للبتّ في ملف السلاح.
وتزامن ذلك مع تصعيد العدو الإسرائيلي ضغوطه الميدانية في الأيام القليلة الماضية، باستهداف أماكن يدّعي بأنها تضم منشآت للمقاومة، ودفع الجيش إمّا للرضوخ لإملاءاته وتنفيذ طلباته بتفتيش المنازل والممتلكات الخاصة بما يضعه وجهاً لوجه مع سكان القرى الجنوبية ويُظهِره كحرس حدود لإسرائيل، أو بإظهار قائد الجيش عاجزاً عن تنفيذ قرار نزع السلاح و«متعاوناً» مع حزب الله، وهو ما أشارت إليه صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، مشيرة إلى أن «الجيش الإسرائيلي رصد في الأسابيع الأخيرة تعاوناً بين وحدات من الجيش اللبناني وعناصر من حزب الله، ونقل معدات تابعة للحزب بواسطة مركبات للجيش، وغضّ الطرف عن إدخال معدات هندسية إلى مواقع لحزب الله».
وكان أمس حافلاً بالاعتداءات الإسرائيلية، إذ سبقت سلسلة إنذارات استهداف منازل في بلدات شحور ودير كيفا وطيرفلسيه وعيناثا، زعم العدو أنّها «منشآت عسكرية». بعض هذه المنازل كان مأهولاً، ما اضطر أصحابها إلى مغادرتها على عجل. وليلاً، أصدر جيش الاحتلال خريطة لبلدة بيت ليف مدّعياً وجود 31 موقعاً ومنزلاً فيها تضم منشآت عسكرية، من دون أن يوجّه إنذاراً بالإخلاء أو القصف، ما أدّى إلى موجة من الذعر بين السكان.
تسريبات إسرائيلية
عن تعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله
وبعد مناشدة من رئيس بلدية بيت ليف عزات حمود، انتشرت قوة من الجيش في البلدة مع دورية مؤلّلة لـ«اليونيفل». وفيما تمّ تداول أخبار غير مؤكّدة عن طلب العدو عبر لجنة «الميكانيزم» تفتيش عدد من بيوت القرية، أشارت مصادر متابِعة إلى أن انتشار الجيش في بيت ليف «هو لمؤازرة الأهالي ورفض تهديدات العدو واستباحته البلدات الجنوبية»، مؤكّدة «رفض الجيش تنفيذ إملاءات العدو بتفتيش المنازل والممتلكات الخاصة».
تواصل الاعتداءات الإسرائيلية جاء على وقع مجزرة عين الحلوة ليل الثلاثاء. وحتى ساعات بعد ظهر أمس، كانت فرق الإسعاف لا تزال تجمع الأشلاء من محيط مسجد خالد بن الوليد في المخيم.
وفيما تمّ التعرّف إلى هويات 13 شهيداً، تجري فحوصات جينية لتحديد هويات أشلاء نُقلت إلى مستشفى الهمشري. ودعت حركة حماس والفصائل الفلسطينية الى تشييع جماعي للشهداء اليوم، وغالبيتهم من عناصر كشافة الحركة، تزامن وجودهم في محيط المسجد عند استهدافه بثلاثة صواريخ، سقط اثنان منها على «هنغار» يُستخدم ملعباً وموقفاً للسيارات، وأصاب الثالث السيارات المتوقّفة في المَرأْب المحيط، ما أوقع ضحايا وجرحى بين المارة وسكان المنازل المجاورة.
ولدحض مزاعم العدو بأن الغارة استهدفت مركز تدريب ومنشآت عسكرية تابعة للحركة، فتح عناصر حماس المسجد والملعب والمَرأب أمام وسائل الإعلام وعدسات المصوّرين أمس.
تمدّد الهجمات الإسرائيلية وتوجيه ضربات مكثّفة داخل بيئات مدنية مكتظة، يؤشران بحسب مصادر إلى إسقاط إسرائيل مبدأ تحييد المدنيين عن مسار أي تصعيد إسرائيلي جديد يتجاوز ساحات المواجهة التقليدية. وفي قراءة لطبيعة الرسائل الإسرائيلية وخلفياتها الميدانية، تخوّفت المصادر من أن يكون الاعتداء في عين الحلوة صورة عمّا ينتظر مناطق أخرى في الأيام أو الأسابيع المقبلة.
وفي هذا السياق ذكرت قناة «كان» العبرية أن «المنظومة الأمنية ترى أن الضربات الموجّهة ضد حزب الله غير كافية، وأن هناك حاجة إلى خطوات أوسع»، مشيرة إلى أن «التنظيم يعيد ترميم قدراته العسكرية، والجيش الإسرائيلي قد يهاجم مناطق امتنع عن استهدافها حتى الآن».
إلى ذلك، قالت مصادر لـ«الأخبار» إن اتصالات تجري مع السفارة الأميركية في بيروت لتخفيف التوتر بعد إلغاء زيارة قائد الجيش لواشنطن، وإن الأسبوع المقبل قد يشهد اجتماعاً بين عون والسفير الأميركي المُعيّن حديثاً في بيروت ميشال عيسى، مؤكّدة أن «لا تواصل أبداً بين عون والمبعوثيْن توماس برّاك ومورغان أورتاغوس». وأشارت المصادر إلى أن «عون ينوي الكلام مع عيسى عن خطورة وقف دعم الجيش».
- صحيفة الديار عنونت: الحكومة أمام مأزقين: اقتراع المغتربين… وتهجير الفلسطينيين من الجنوب!
أوساط سعودية لـ«الديار»: بن سلمان مهتم شخصيا بالوضع اللبناني
وكتبت تقول: وصل التصعيد العسكري «الاسرائيلي» الى ذروته بعد قصف مخيم عين الحلوة الذي اعقبه تصريح لوزير الدفاع يسرائيل كاتس قال فيه: «لم تعد هناك اعتبارات انسانية لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، محملا الحكومة اللبنانية مسؤولية وجود شبكات ارهابية في المخيمات تصنف انها للّاجئين، وقد اعطينا الاوامر لتحييدها». وهنا تباينت اراء المسؤولين حول كيفية قيام «اسرائيل» «بتحييد المخيمات» وما اذا كانت ستواصل قصفها لهذه المخيمات لحمل الفلسطينيين على اخلائها بصورة كاملة، والانتقال الى مناطق اخرى خارج الجنوب اللبناني، والى حد تخوف بعض الجهات الامنية من التفكير «الاسرائيلي» بتنفيذ عمليات «انزال صاعقة»، لا سيما في مخيم عين الحلوة الذي يعتبر المعقل الاساسي لحركة حماس ولفصائل فلسطينية اخرى.
وفي غضون ذلك، ومع تزايد الضغوطات الاميركية على لبنان ومواصلة «اسرائيل» «فلتانها العسكري» اخذة الضوء الاخضر من الادارة الاميركية الحالية، برزت احصاءات داخلية اميركية اشارت الى انخفاض نسبة التأييد للرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، إلى أدنى مستوياتها، وذلك بسبب عدة عوامل، أبرزها إغلاق الحكومة الأميركية، بالإضافة إلى قضايا مثيرة للجدل مثل فضيحة جيفري إبشتاين وغيرها من التحديات الداخلية، وبذلك يكون وضع ترامب الداخلي قد بدأ يهتز. من ناحية أخرى، تظل السياسة الخارجية مجالًا يُعتبر كـ «الملاذ» الوحيد بالنسبة لترامب، حيث حصل على موافقة الأمم المتحدة لمشروعه الخاص بقطاع غزة، رغم أن هناك بنودًا غامضة في المشروع، وعدم وضوح في كيفية تنفيذه. كما اشارت مصادر ديبلوماسية ان الرئيس الاميركي يعمل على تقديم خطة لحل الأزمة الأوكرانية ويحاول إقناع الأوروبيين بتبني مقترحه لهذا الصراع.
إضافة إلى ذلك، لا يزال الملف النووي الإيراني يشكل التحدي الأكبر أمام إدارة ترامب، وهو ملف ذو تأثيرات كبيرة في العلاقات مع أوروبا وروسيا والصين. وهنا يريد ترامب ان يحجّم ما يعتبره «التهديد الايراني» نظرا إلى ما له من تداعيات في المنطقة، أبرزها في العراق ولبنان. والحال ان التصعيد الاميركي على النظام اللبناني سيستمر وسيزيد، سواء بالضغط السياسي او الاقتصادي، اي بالعقوبات، علما ان الادارة الاميركية تراهن على الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة التي ستحصل عام 2026 والتي قد تحدث تغييرا داخليا يكون لمصلحة الاطراف التي تدور في الفلك الاميركي.
ازمة لبنان: ليس هناك من منتصر
في سياق متصل، يشير مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى للديار الى انه لا يمكن لأي فريق لبناني ان ينتصر على الاخر رغم وجود بعض الأطراف التي لديها توجهات متطرفة ومتصلبة لا تأتي بالخير على لبنان، بل قد تؤدي إلى تفجير الوضع الداخلي، سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير دراية. ولفت هذا المصدر انه في الوقت ذاته، يعلم جيدا كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش اللبناني ان اي طرف لبناني مهما بلغت قوته، لن يكون الغالب ولن يستطيع سحق غيره، ومن هذا المنطلق يتعاملون مع الواقع الذي يُرسم امامهم وليس وفقا «للتمنيات» الغير واقعية. وتجدر الاشارة الى ان الاميركيين هم الأدري بتشعب الوضع اللبناني وتعقيداته، وهم أكثر من اختبر الساحة اللبنانية وألغامها ومخاطرها، ولا تزال التفجيرات عام 1982 التي استهدفت الجيش الاميركي في البال، الا انهم يريدون تحميل الجيش اللبناني اليوم المسؤولية فقط من باب تبريرعدم تحقيق مخططهم.
ويضيف المصدر الديبلوماسي ان الادارة الاميركية تريد تطبيق ما حصل في سوريا على لبنان، بعد ان سقط نظام الاسد واستلم احمد الشرع زمام الامور في سوريا. غير ان الوضع اللبناني مختلف تماما عن الوضع السوري، اذ لا يمكن لشخص واحد او فريق واحد ان يستلم الحكم ويبايعه الاخرون، فلبنان توجد فيه مكونات عديدة، ولذلك هو سهل وصعب في ان واحد، والتجارب سواء في الماضي القريب او البعيد خير دليل على ذلك.
مأزق اخر امام الحكومة
وكانت الخطة التي وضعتها الحكومة اللبنانية لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية قد تعثرت امام الوضع المعقد في مخيم عين الحلوة، لرفض تلك الفصائل التجاوب مع الخطة، لاعتقادها ان ذلك يهدد عناصرها بالقتل او بالاعتقال، وهذا ما يضع الحكومة امام مأزق آخر بعدما تحولت المخيمات الفلسطينية الى هدف للغارات «الاسرائيلية» يضاف الى الاهداف الاخرى لمواقع مفترضة لحزب الله.
تطورات خطرة في الايام المقبلة
وكانت هيئة البث الاسرائيلية قد اشارت الى ان المنظومة الامنية اوصت بشن حرب ضد لبنان تمتد لأيام طويلة، ولكن دون ان تقرها الحكومة المصغرة «الكابينت» حتى الان، مع تسجيل تصعيد واضح للضربات «الاسرائيلية» التي تجاوزت امس المناطق التي كانت تستهدف سابقا.
وتتوقع مصادر حكومية «ان نكون امام تطورات خطرة في الايام المقبلة»، حيث تبدو السلطة اللبنانية مربكة حيال مواجهة هذا الاحتمال، وفي ظل اشارات سعودية بان المملكة تواصلت مع الدوائر الاميركية المختصة للحيلولة دون انفجار الحرب مجددا ضد لبنان. انما، وعلى ما يبدو، فان الضوء الاخضر الاميركي لا يزال محدود الاثر حتى اللحظة. لا حرب، ولكن ما يحدث على الارض من غارات جوية لا يختلف الا من حيث الكثافة عن الحرب التي عاشها لبنان في الربع الاخير من العام الماضي، والتي ما زالت تداعياتها الكارثية تلقي بظلالها على المشهد الداخلي في لبنان.
وكانت الديار قد اتصلت بأوساط اعلامية سعودية قريبة من قصر اليمامة للاستفسار عما اذا كان ولي العهد الامير محمد بن سلمان قد اثار «المسألة اللبنانية» في محادثات البيت الابيض مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، فكان التأكيد ان الامير مهتم شخصيا بالوضع اللبناني، وان اتصالات جرت وتجري مع الادارة الاميركية من اجل معالجة الازمة الراهنة بالوسائل الديبلوماسية بعيدا عن الضغوط العسكرية.
اما المؤكد فهو ان «اسرائيل» تضغط من اجل حمل الدولة اللبنانية على عقد سلام شامل معها، رافضة كل كلام على الاتفاق الامني وعلى اي دور تفاوضي للجنة الرقابة الدولية لوقف الاعمال العدائية «الميكانيزم» التي لم تقدم على اي خطوة تحدّ من التصعيد الاسرائيلي اليومي، والتي لا يتعامل معها الجانب اللبناني باي خطوة عسكرية.
في المقابل، اصدر حزب الله بيانا ندد فيه بالغارات الاسرائيلية على عين الحلوة، داعيا اركان الدولة الى «ان يدركوا ان اظهار اي ليونة او ضعف لهذا العدو لا يزيده الا شراسة وتوحشا وتماديا، وان الاكتفاء بردود فعل لا ترقى الى مستوى العدوان لن تجر الا الى مزيد من الاعتداءات والمجازر».
ورأى حزب الله ان الواجب الوطني يقتضي اتخاذ موقف وطني موحد في التصدي لاجرام هذا العدو وردع عدوانه بكل الوسائل الممكنة.
مهلة تسجيل المغتربين تنتهي اليوم
الى ذلك، تنتهي اليوم مهلة تسجيل المغتربين اللبنانيين للانتخابات النيابية في ربيع العام المقبل، علما ان عدد المسجلين قارب مئة الف في حين بقي موضوع البت بمسألة تمثيل هؤلاء المغتربين عالقا، في وقت وقع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على مرسوم احالة مشروع قانون معجل الى المجلس النيابي يرمي الى تعديل وتعليق بعض مواد قانون الانتخاب اعضاء مجلس النواب في ظل انقسام حاد بين الكتل النيابية حول مقاربة هذا التعديل، الى حد تخوف اوساط سياسية معنية من زعزعة حكومة الرئيس نواف سلام، وربما استقالة بعض وزرائها.


