قالت الصحف: اعتداءات مستمرة وتحذيرات ومناورات دبلوماسية
الحوارنيوز – خاص
رغم بعض المناورات الدبلوماسية التي يقودها الغرب لمصلحة العدو الإسرائيلي بهدف تمرير هدنة أو تسوية على الحدود مع فلسطين المحتلة تعطي دولة الاحتلال وتأخذ من أمن وسيادة لبنان، فإن الاعتداءات كالماء التي تكذب الغطاس، فهي متواصلة وتستهدف الآمنين، فيما ترد المقاومة على الاعتداءات بشكل يتناسب مع شكل وحجم العدوان.
حركة دبلومسية أخرى تتصل بموضوع الشغور الرئاسي برزت أمس لكنها ما زالت دون الجدية المطلوبة من قبل فريق المقاطعة لمبدأ الحوار الوطني اللبناني.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: التحذيرات المتصاعدة: هدف إسرائيل شريط بطول 16 كلم
وكتبت تقول:
انشغل معظم العالم أمس بترددات المناظرة الأولى التي وصفت بالتاريخية بين الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه في الانتخابات الرئاسية الرئيس السابق دونالد ترامب، ولم تلبث الأنظار أن رصدت الانتخابات الرئاسية في إيران، وفي الساعات المقبلة ستبدأ الأنظار برصد الدورة الأولى للانتخابات النيابية الفرنسية وسط توقعات بانتصار ساحق لليمين المتطرف وهزيمة دراماتيكية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
هذه الصورة الإجمالية لأبرز الاستحقاقات والأحداث الانتخابية التي تستقطب الاهتمام العالمي تبرز في وجهها الخلفي صعود تطورات عالمية كان من شأنها تخفيف التركيز على الواقع الذي يعيشه لبنان مع تصاعد المخاوف والقلق من اندلاع حرب كبيرة في لبنان.
ولكن الساعات الأخيرة أبرزت أنّ المخاوف الخارجية من هذه الحرب لا تزال متقدمة للغاية في أولويات الكثير من الدول بما يعكس خطورة المعطيات وجديتها حيال اقتراب احتمال اندلاع حرب عنيفة وشاملة بين إسرائيل و”حزب الله” صار التعامل معها على قاعدة “متى ستندلع؟” وليس “هل تندلع؟”. ومع أنّ اللبنانيين منقسمون حول معادلة حتمية أو لا حتمية الحرب فإنّ الثابت في هذا السياق أنّ الأيام الأخيرة رفعت بقوة مستوى المخاوف من الحرب استناداً إلى كثافة لافتة في صدور تحذيرات دول عدة لرعاياها من التوجه إلى لبنان ودعوة الموجودين فيه إلى مغادرته بسرعة، كما أنّ العامل الميداني في جنوب لبنان سجّل تصعيداً ملحوظاً لا سيما لجهة تكثيف إسرائيل للغارات الجوية الحربية ولعمليات استهداف عناصر “حزب الله”.
يُضاف إلى ذلك تواتر التقارير عن استعدادات دول لإجلاء رعاياها من لبنان في حال نشوب الحرب.
وفي هذا السياق أكّد مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، أمس، أنّ “الوضع سيء على حدود لبنان ولسنا بعيدين عن حرب واسعة في لبنان” مشدّداً على أنّ “الحرب بين إسرائيل ولبنان قد تتوسع إقليميّاً” وقال: “نحن بحاجة للتجديد لليونيفيل قبل آب المقبل”.
نفى مسؤول أميركي ما تردّد في شأن “استعدادات إجلاء أميركية” في البحر المتوسط. وقال مسؤول أميركي لقناة “الحرة” إن “دخول السفينة الهجومية البرمائية (يو إس إس واسب) الى البحر المتوسط جزء من جهودنا للحفاظ على وجودنا العسكري في المنطقة من أجل تعزيز الاستقرار وردع العدوان”.
وأضاف أنّ هذه الخطوة “لا علاقة لها بخطة محتملة لإجلاء المدنيين الأميركيين في حال توسع الصراع بين إسرائيل وحزب الله”.
وقال: “لا نزال قلقين من التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان ونتخوف من خطوات غير محسوبة قد تفجر الوضع وتحوله إلى حرب واسعة النطاق”. وكانت شبكة “سي إن بي سي” نقلت عن مسؤولين دفاعيين أميركيين، قولهم إن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” تعمل على نقل أصول عسكرية بالقرب من إسرائيل ولبنان لتكون جاهزة لإجلاء المواطنين الأميركيين وسط مخاوف من اشتداد القتال بين إسرائيل وحزب الله. وذكر المسؤولون إن المسؤولين الأميركيين يشعرون بقلق متزايد من قيام إسرائيل بتنفيذ غارات جوية وهجوم بري محتمل في لبنان خلال الأسابيع المقبلة.
ونقلت قناة “إن بي سي” الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن المسؤولين الإسرائيليين مصممون على مهاجمة حزب الله في لبنان رغم ضغوط إدارة بايدن. واضافت ان “إسرائيل ترغب في إنشاء منطقة عازلة بطول 16 كلم على الحدود اللبنانية”. وقالت ان “إسرائيل تريد إبعاد حزب الله عن الحدود دبلوماسيا، وإن تعذر فالجيش مستعد لاستخدام القوة”.
في غضون ذلك انضم الأردن الى الدول التي حذرت وتحذر رعاياها من زيارة لبنان.
ودعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية الأردنيين الى تجنّب السفر إلى لبنان في الوقت الراهن، وأكدت ما ورد في بيان سابق، بخصوص السفر إلى لبنان، استناداً إلى الاستعدادات وخطط الطوارئ التي أعلنت عنها الجهات الرسمية في لبنان في حينه. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة إن هذه التوصية تأتي من منطلق حرص الوزارة الشديد على سلامة المواطنين الأردنيين.
وأفيد أنّ وزير الخارجية عبد الله بو حبيب تابع موضوع بيانات التحذير من السفر إلى لبنان الصادرة عن بعض الدول نتيجة ما يتعرض له لبنان من تهديدات اسرائيلية متواصلة “داعياً إلى أن يستعاض عن تلك البيانات التي تزرع القلق بين المواطنين والزائرين بمواقف تضامن مع لبنان تعبّر عن الوقوف الى جانبه بوجه تلك الحملة الممنهجة من الضغط النفسي، والسعي الدؤوب من خلال تكثيف الجهود والضغوط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها العسكرية والحرص على أمن واستقرار لبنان وسلامة أراضيه”.
الأخبار: قادة العدو يتجادلون: التسوية أفضل من الحرب
وكتبت صحيفة “الأخبار” تقول:
مع تواصل المواجهات بين المقاومة والعدو على الحدود الجنوبية، برز أمس تطور سياسي من داخل الكيان، بإعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير حربه يؤاف غالانت «الرغبة بالتوصل إلى اتفاق مع لبنان» فيما كانت بيروت تشهد اجتماعاً هاماً بين الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، والأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ محمد طقوش. وهو لقاء خُصص للبحث في التنسيق بين الطرفين انطلاقاً من انخراطهما في جبهة المساندة للمقاومة في غزة.
اللقاء تأخّر لأكثر من سنة ونصف سنة. وخلال هذه المرحلة، كانت عمليّة «رص الصفوف بين الضاحية وعائشة بكّار تزداد متانةً». وبعد جهود كبيرة بذلتها حركة حماس، التي سبق لها أن أعادت العلاقات بين الجانبين خلال عهد الأمين العام السابق عزّام الأيوبي، وقد تعزّز خيار التعاون بعد انتخاب طقوش أميناً عاماً للجماعة في أيلول 2022. وقد تمّ تكريس هذا التّقارب بعد عمليّة «طوفان الأقصى»، حيث استأنفت «قوّات الفجر»، الجناح العسكري للجماعة، عمليّاتها العسكريّة ضد قوات الاحتلال، ونجحت مع فصائل المقاومة في إعادة القضيّة الفلسطينيّة إلى مكانها في قلب الوجدان الشعبي والوعي السياسي عند قواعد كبيرة وسط الطائفة السنية التي تعمّدت أطراف داخلية وخارجية إبعادها عن مشروع المقاومة. وتطوّر موقف الجماعة وصولاً إلى انخراطها كفصيلٍ لبناني في جبهة المساندة، انطلاقاً من قناعتها بوحدة السّاحات.
ورغم التنسيق بين الطرفين، على اختلاف نسبته بين السياسة والميدان، فقد كان الاجتماع بين نصرالله وطقوش ضرورياً في الشكل والمضمون. ويدرك الطرفان رمزية «الصورة والخبر» اللذين انتشرا أمس، إضافة إلى مضمون نقاش تجاوز الثلاث ساعات بين الرجلين، في حضور عضو المجلس السياسي للحزب، الشيخ عبد المجيد عمّار.
نصرالله – طقوش: معا في خيار المقاومة ومواصلة إسناد غزة
وقد تطرّق نصرالله وطقوش إلى كل المواضيع، واستعرضا التحديات في لبنان والمنطقة والسيناريوهات في حال اندلعت حرب شاملة، مركزيْن على «مواصلة المقاومة وإسنادها دعماً للشعب الفلسطيني ودفاعاً عن لبنان، واستمرار التنسيق بين الطرفين وزيادة أطره كلّما استدعت حاجة الميدان إلى ذلك، والحفاظ على الجهوزيّة الدائمة في حال حصول أي تطوّر للمعركة».
وقال مصدر على صلة بالطرفين، إنهما حسما بأن «المقاومة خيار ومسار طويل يجب تدعيمهما، حتّى ولو توقّفت الحرب»، مؤكدين على «السيْر قدماً في هذا الخيار مع كلّ متطلباته الدّاخلية والخارجيّة». ولم يغب الوضع الدّاخلي عن اللقاء، وتمّت مناقشة بعض الملفات الدّاخلية، مشددين على «ضرورة مقاربة الوضع المحلي بما يخدم موقف المقاومة، وضرورة رص الصف الإسلامي والحفاظ على الوحدة السنية – الشيعيّة».
الجبهة تشتعل ليلاً
في هذه الأثناء، مر أمس يوم جديد لم يتوقف فيه دوي صفارات الإنذار في المستوطنات والمواقع والثكنات العسكرية الإسرائيلية، في الوقت الذي سُجّل فيه موقف لافت لوزير حرب العدو يؤاف غالانت، الذي قال أثناء زيارته لنظام القبة الحديدية قبالة لبنان: «نحن نجهز البديل السياسي، إنه الأفضل دائماً. نحن لا نسعى للحرب ولكننا مستعدون لها. وآمل أن نصل إلى تسوية».
ونقلت قناة «كان» أجواء النقاش داخل كابينت القرار في تل أبيب، وقالت إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير حربه يؤاف غالانت، أظهرا تأييداً لتسوية مع حزب الله، بينما طالب الوزير إيتمار بن غفير بعملية عسكرية هجومية. وبحسب «معاريف» فإن غالانت قال في الاجتماع، إنه قال للأميركيين: «إننا لسنا من نريد حرباً في الشمال، وإذا توصلنا إلى اتفاق يخرج حزب الله من الحدود فهذا مقبول»، فردّ عليه بن غفير: «كيف يكون ذلك ممكناً بدون حرب، وكيف ننهي الحدث بخير. ألم نتعلم درساً من عشرين عاماً من الترتيبات. سنتخذ الترتيبات اللازمة، وبعد عام أو عامين سوف يغتصبون زوجاتنا ويقتلون أطفالنا». لكن وزير الشؤون الاستراتيجية دان ديرمر انضم للرد على بن غفير قائلاً له: «لكن حتى لو انتصرنا في الحرب، فسوف نتوصل إلى تسوية. ألا تعتقد ذلك؟».
لكن بن غفير عاد ليقول إنه «إذا فزنا، فلن يكون هناك من يمكن الاتفاق معه، وهذا أمر جيد»، ما استدعى تدخل نتنياهو قائلاً: «إذا توصلنا إلى اتفاق يسمح بعودة السكان إلى الشمال، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق، ولكن هذه هي القاعدة، عودة السكان إلى الشمال. فقط مع كل الشروط التي تسمح بذلك».
وفي سياق استعراض مخاطر الحرب على الشمال خصوصاً وإسرائيل عموماً، نشرت صحيفة «إسرائيل اليوم» إحصاءً حتى تاريخ 23 من شهر حزيران، أشار إلى «تضرر 1016 مبنًى في الشمال، 75% منها نتيجة أعمال معادية من لبنان و25% نتيجة نشاط الجيش الإسرائيلي داخل المستوطنات». ولفتت الصحيفة إلى أن «المستوطنات التي تعرّضت لأكبر ضرر هي المطلة، المنارة، كريات شمونة، شتولا، زرعيت وأفيفيم».
- صحيفة الديار عنونت: العدوان على غزة وصل الى أفق مسدود… وفي الشمال حزب الله يُكبّد الجيش والمستوطنات خسائر كبرى
الحرب بين المقاومة والعدو الإسرائيلي على قاب قوسين… تجنب الحرب الشاملة أم الانفجار الكبير؟
وكتبت تقول:
تتصاعد وتيرة المعارك على الجبهة العسكرية بين حزب الله و «اسرائيل»، رغم التنبيه الاميركي المتكرر لـ «اسرائيل» بتجنب تصعيد الصراع مع حزب الله، الا ان الحسابات الخاطئة وسوء التقدير قد يؤديان الى اشعال حرب شاملة تفجر المنطقة بأكملها. وفي ظل هذه الاجواء المشؤومة، تعيش المنطقة حبس انفاس لما ستحمله الايام او الاسابيع المقبلة من تطورات بين مقاومة حزب الله والعدو الاسرائيلي.
وفي الوقت ذاته، لا تزال الجهود الديبلوماسية مستمرة للتوصل الى حل ونزع فتيل الحرب المدمرة، خاصة بعد تصريح وزير الدفاع «الاسرائيلي» يؤاف غالانت ان بلاده منفتحة على الحل الديبلوماسي. وفي موازاة ذلك، حدد الموفد الاميركي الخاص اموس هوكشتاين زيارته لباريس في 3 تموز المقبل. فهل سيتمكن خلال لقائه مع الموفد الخاص للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان من الوصول الى حل يُبعد الانفجار الكبير بين لبنان و «اسرائيل»؟
حتى اللحظة الجهود الديبلوماسية القائمة لم تصل الى نتيجة واضحة، ولا تزال الانظار شاخصة نحو لقاء هوكشتاين – لودريان، ولكن في حال فشل الحل الديبلوماسي وطغى الحل العسكري، فان عدوان «اسرائيل» على لبنان سيكون مختلفا عما يحصل في غزة. وخلاصة القول ان المواجهة مع حزب الله مختلفة جدا عن مواجهة حماس، لان حزب الله اقوى بأضعاف واضعاف من حركة حماس لناحية قدرته العالية في القتال، اذ ان مقاتليه تدربوا طوال 18 سنة الماضيين اي منذ انتهاء حرب تموز لمواجهة اخرى مع العدو، وبالتالي هم على جهوزية تامة للخوض في اشتباكات شرسة، تكبد جيش الاحتلال خسائر وهزائم كبيرة.
اضف على ذلك، يمتلك حزب الله اسلحة متطورة وعددا هائلا من الصواريخ والمسيرات الانقضاضية، التي ستجعل جيش الاحتلال يترحّم على حربه في غزة، فضلا عن تمكن حزب الله من استهداف مواقع حيوية في العمق «الاسرائيلي»، وهذا ما ظهر في مسيّرة «هدهد».
في الوقت نفسه، لا يمكن انكار ان الجيش «الاسرائيلي» هو جيش قوي وتقدم له الولايات المتحدة اسلحة متطورة وسلاحا جويا متقدما، الا ان الحرب الشاملة ستكون كارثة على «اسرائيل» وعلى لبنان ايضا، وفقا لمصدر عسكري رفيع المستوى، وانما الفارق الوحيد هو ان حزب الله لا يريد توسيع نطاق حرب الاسناد مع غزة، في حين ان بعض «الاسرائيليين» يذهبون باتجاه خيارات انتحارية وغير مدروسة، سترتد تداعياتها اولا على الدولة العبرية وثانيا على المنطقة برمتها….
وقد نقلت وسيلة اعلامية عن الاستخبارات الاميركية قولها ان الامور تتجه الى الحرب الموسعة بين «اسرائيل» ولبنان، في حال لم تحصل هدنة في غزة، الى جانب مواصلة تهديدات وزراء «اسرائيليين» بإظلام لبنان وتدمير مقاومته، في حين اعتبر رئيس الاركان الاسبق آيزنكوت ان لا «إسرائيل» تريد ولا امين عام حزب الله السيد نصر الله يريد الذهاب الى حرب شاملة لأن ثمنها باهظ، لكن في غياب حل زاد احتمال نشوبها.
في المقابل، تعتبر وسائل اعلام اخرى تنقل عن خبراء ومسؤولين اميركيين رفيعي المستوى ايضا، ان عدم حصول عدوان «اسرائيلي» على لبنان هو المرجح حاليا، نظرا لحالة الجيش «الاسرائيلي» المتعب والمنهك من جراء حرب غزة، ولذلك يتجه الى الاعلان قريبا عن «انتصاره» على حماس بتدميره قدراتها العسكرية في رفح، بهدف عدم جره الى حرب اخرى، وهي حرب مع لبنان.
ولكن بعيدا عن التحليلات، فان الواقع الميداني هو الوحيد الذي سيشير الى الاتجاه التي ستذهب اليه الامور، وهو الذي سيؤكد إذا كان الانفجار الكبير هو عنوان المرحلة المقبلة.