قالت الصحف: استهداف المدنيين وكلمة نصرالله اليوم
الحوارنيوز – صحافة
عزز الهجوم السيبراني الثاني عصر أمس واستهدافه ما يزيد عن آلاف المواطنين اللبنانيين وغالبيتهم من المدنيين الوجهة القائلة بأن العدو قرر الحرب الشاملة على لبنان وبدأها فعلا.
الأنظار تتجه الى كلمة السيد حسن نصرالله حيث من المتوقع أن يعلن موقفاً عالي السقف من الإعتداء الذي تحرمه كافة القوانين الدولية وشرائع الحرب وعكس مخاوف دولية من خطورة استخدام الصناعات المدنية في الحروب… كما سيعلن موقف المقاومة من وشكل وتوقيت الرد بما يحقق الهداف المنشودة سياسيا وعسكريا بعيدا عن الإنفعال والاستدراج الذي يريده العدو…
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت النهار: “الحرب السيبرانية” تتدحرج … كيف سيردّ نصرالله؟
وكتبت تقول: سواء كانت موجة ثانية أم “غارة” سيبرانية ثانية لليوم الثاني توالياً، لم تترك هذه الغارة أدنى شك في أن إسرائيل قد تكون شرعت في حربها الواسعة على “حزب الله” وشقها الأول سيبراني، فيما يتسمر الرصد على طبيعة وحجم ردّ “حزب الله” على أخطر وأسوأ موجات الاختراق التقني والاستخباراتي في بنية الاتصالات الجوهرية لديه مهددة إياها بخسائر فادحة بشرية وقتالية ومعنوية.
هذا التحدي الهائل الذي رتّبه الهجوم الإسرائيلي السيبراني المتدحرج، في يومه الثاني، وقبل أن تجري لملمة الحصيلة المرعبة لهجوم اليوم الأول، زادت إنشداد الأنظار إلى الكلمة المهمة التي سيلقيها في الخامسة من عصر اليوم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، والتي، وإن لم يصدر أي تسريبات من الأوساط المعنية في الحزب حيالها، يفترض أن تكون احدى اكثر المحطات المفصلية كمؤشر أساسي للرد المتوقع للحزب على الهجمات الإسرائيلية عليه بالإضافة إلى شرحه المتوقع لحجم الخسائر التي اصابت الحزب وكشفه لمعالم أساسية في عملية الخرق الاستخباراتي الإسرائيلي لشبكة الاتصالات لديه. وتبعاً لهذه التطورات المخيفة سيقف لبنان أمام ساعات حاسمة تقريرية لما يمكن أن تتدحرج إليه المواجهة التي انتقلت من ميدانية تقليدية كما كانت عليه طوال الـ11 شهراً السابقة إلى أخطر وأقرب احتمال لانفجار الحرب الواسعة بعدما قلبت الهجمات الإسرائيلية كل قواعد الاشتباك رأساً على عقب وحاصرت “حزب الله” في اختراق واستهداف غير مسبوقين بطبيعتهما. واتخذت تداعيات التطورات الخطيرة طابعاً دولياً واسعاً إذ تقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً غداً الجمعة للبحث في التفجيرات التي حصلت في لبنان.
وفي هذا السياق شدد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش غداة التفجيرات الدامية في لبنان للصحافيين على أنه “من الاهمية بمكان أن تكون هناك مراقبة فاعلة للأجهزة ذات الاستخدام المدني، وألا يتم تحويلها أسلحة. ينبغي أن يكون هذا الأمر قاعدة للجميع في العالم، وأن تكون الحكومات قادرة على تطبيقه”.
وفيما نقل عن مسؤول إسرائيلي مطلع “أن إسرائيل بدأت أمس تحريك مزيد من القوات إلى الحدود مع لبنان كإجراء احترازي”، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت “أننا في بداية مرحلة جديدة من الحرب في الشمال وأن مركز الثقل يتحول إلى الشمال من خلال تحويل الموارد والقوات”.
الموجة الثانية
والواقع أن تداعيات اليوم الثاني من الهجمات السيبرانية لم تقل خطورة في حصيلتها وصدمتها عن اليوم الأول، إذ تعاظم بعدها وتضخّم جيش المصابين بين أكثر من 23 شهيداً وآلاف الجرحى الذين ذهبت تقديرات إلى أنهم صاروا في حدود السبعة آلاف مصاب، المئات منهم في حالات حرجة. وعصر أمس، في الوقت نفسه تقريباً لليوم الأول من الهجوم، عادت أصوات الانفجارات تدوي في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق عدة في الجنوب والبقاع.
وقال مصدر أمني لـ”رويترز” إن أجهزة الاتصالات التي انفجرت أمس هي أجهزة لاسلكي محمولة ومختلفة عن أجهزة البيجر التي انفجرت أول من أمس و”حزب الله” اشترى أجهزة اللاسلكي المحمولة قبل 5 أشهر في وقت شرائه أجهزة البيجر تقريباً. كما أفادت محطة “سي إن إن” نقلاً عن مصدر أمني لبناني أن الأجهزة اللاسلكية أقل استخداماً من أجهزة البيجر وتم توزيعها على منظمي التجمعات. وأفيد عن انفجار أجهزة لاسلكية من نوع icom v82 وv88 كما تحدثت معلومات عن احتمال انفجار أجهزة اللاسلكي وألواح الطاقة الشمسية الموصولة بشبكة الإنترنت.
- صحيفة الأخبار عنونت: صفي الدين: للعدوان عقاب خاصّ وآتٍ حتماً
وكتبت تقول: عندَ الخامسة بعد ظهر أمس، أثناء تشييع حزب الله في الضاحية الجنوبية شهداء قضوا في الهجوم الأمني الإرهابي أول من أمس، سُمِع دوي انفجارات متزامنة في صفوف المشيّعين مشابهة لتفجيرات أجهزة الـ«البايجر»، قبل أن يتبيّن أن هجوماً جديداً يشنّه العدو بتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية، شمل أكثر من منطقة. وتباعاً بدأت تظهر أعمدة الدخان في مناطق مختلفة من الضاحية الجنوبية بسبب حرائق اندلعت في عدد من الشقق السكنية جراء انفجار الأجهزة، لتدخل الشوارع مجدّداً في حالة من الذعر والفوضى. وصارَ واضحاً أن العدو الإسرائيلي يهدف إلى بث الرعب في نفوس اللبنانيين، ولا سيما بيئة حزب الله وزعزعة ثقتها بالمقاومة وقدراتها الأمنية، وإظهار التفوّق الإسرائيلي. وفي انتظار كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، أتى الردّ الأولي على لسان رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، الذي أكّد خلال التشييع أنّ «هذا العدوان سيكون له عقابه الخاص، وأنّ هذا العقاب آتٍ حتماً»، مشيراً إلى أننا «سنكون أمام نمط جديد ومواجهة جديدة مع العدو حتى يعرف أننا قوم لا يتراجعون، وإذا كان الهدف وقف معركة الإسناد فليكن العدو على علم بأن المعركة ستزداد قوة وعزماً وتقدّماً».
وطوال يوم أمس، كانَ المزيد من المعطيات يتكشّف حول عملية تفجير الأجهزة، حيث أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن «أجهزة النداء اللاسلكية التي انفجرت بأيدي عناصر حزب الله بشكل متزامن يوم الثلاثاء، تمّ تصنيعها في تايوان وقامت إسرائيل بتفخيخها قبل وصولها إلى لبنان»، ونقلت عن مسؤولين أميركيين وغيرهم من مصادر لم تُذكر أسماؤهم، أن «أجهزة النداء (بايجر) التي انفجرت تمّ تصنيعها من قبل شركة (غولد أبولو) التايوانية».
حالة استنفار قصوى في صفوف جيش العدو استعداداً لتصعيد المواجهات
وبالتزامن مع الموجة الثانية من الانفجارات، كانت التهديدات الإسرائيلية تتوالى، فأعلن رئيس وزراء العدو «أنني قلت سابقاً إننا سنعيد سكان الشمال إلى منازلهم بأمان وهذا ما سنفعله بالضبط». وقال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن «مركز الثقل ينتقل باتجاه الشمال، من خلال تحويل الموارد والقوات»، مشيراً إلى أن «الجيش الإسرائيليّ بات في خضمّ مرحلة جديدة من الحرب». وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي نقل الفرقة 98 وهي فرقة نظامية تضم وحدات مظليين وقوات كوماندوس، إلى الجبهة الشمالية، ويأتي هذا التطور في ظل حالة الاستنفار القصوى في صفوف الجيش الإسرائيلي، والاستعداد لتصعيد المواجهات مع حزب الله. وبحسب التقارير، فإن الفرقة 98 التي تشمل كتيبة الدبابات السابعة، وكتيبة مظليين، وكتيبة كوماندوس، توقفت عن القتال في خان يونس قبل ثلاثة أسابيع وشرعت بالانتقال إلى الشمال في ظل التوترات مع حزب الله. وفي إطار هذه الخطوة، ستنتقل الفرقة من مسؤولية قيادة المنطقة الجنوبية التابعة للجيش الإسرائيلي إلى قيادة المنطقة الشمالية، التي تشهد، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، أقصى درجات التأهب والاستنفار.
استنفار سياسي ودبلوماسي
وحتى مساء أمس استمرت الاتصالات واللقاءات السّياسيّة والرسميّة المكثّفة، واستنفرت الأوساط الدبلوماسية في محاولة لتدارك أي تصعيد محتمل، وأفادت وكالة «رويترز»، بأنّ مجلس الأمن الدولي سيجتمع الجمعة المقبل بشأن انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكية في لبنان. ووصف مسؤول السّياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبيّ جوزيف بوريل الوضع بأنه «مقلقٌ للغاية ولا يسعني إلا أن أدين هذه الهجمات التي تعرّض أمن واستقرار لبنان للخطر»، داعياً «جميع الأطراف المعنية إلى تجنب حرب شاملة من شأنها أن تخلّف عواقب وخيمة على المنطقة وخارجها». وعلى المستوى الدولي، توالت المواقف المندّدة بالهجوم الإرهابي، فعلّقت الرئاسة الروسيّة على الحدث قائلة: «قد تصبح هذه الحادثة سبباً لتفاقم الوضع في المنطقة وخروجه عن السّيطرة»، ودعت إلى إجراء تحقيقٍ شامل. وأكّد وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن أن «الهجوم ينتهك بشكلٍ واضح اتفاقية جنيف وهو استهتار متعمّد بحياة الناس لأن الأجهزة انفجرت في أماكن عامة». وأكّد وزير الخارجيّة المصري بدر عبد العاطي خلال لقائه نظيره الأميركيّ أنتوني بلينكن على «التضامن مع الشعب اللبنانيّ وإدانة أي استهداف للسيادة اللبنانية». كما أدانت نائبة رئيس وزراء بلجيكا الهجوم الإرهابيّ في لبنان وسوريا، مؤكدةً أنّه «يجب إجراء تحقيق دوليّ ووضع حدّ لإراقة الدماء». واعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن الهجوم «يشكل وصمة عار للدول الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل».
- صحيفة الديار عنونت: المقاومة استوعبت الضربتين والهدف شلّ «الاتصالات»
التكنولوجيا العالمية خدمة لإسرائيل ونصرالله يحدد خارطة الطريق اليوم
عشرات التحليلات عن تفجير «البيجر» و»اللاسلكي» والتفخيخ من المصدر
وكتبت تقول: المقاومة استوعبت الضربتين سريعا، تفجير البيجر الثلاثاء واللاسلكي امس، والهدف الأساسي شبكة اتصالات حزب الله، وسها عن بال الاسرائيليين ان حزب الله لديه عشرات الشبكات، وهذه الحرب لن تبدل شيئا في المعادلات، والجبهة لم تتأثر مطلقا عبر استمرار حرب الاسناد بكل كفاءة، وما ساعد حزب الله على تجاوز الضربتين، الالتفاف السياسي والشعبي حول المقاومة من كل اللبنانيين، كما جاءت الادانات الشعبية الواسعة لما ارتكبه العدو عربيا وعالميا لتعطي المقاومة رصيدا اضافيا ساهم في احباط الهدف الاسرائيلي في نشر الفوضى وبث الرعب والهلع والتهويل في بيئة المقاومة وخلق الهوة بينها وبين جمهورها، فالمقاومة استوعبت ما حصل سريعا على الأرض وساعدها في ذلك متانة مؤسساتها وجهوزيتها وتحكمها بالأرض ووعي جمهورها وكل اللبنانيين الذين هبوا لنقل الشهداء والجرحى الى المستشفيات والتبرع بالدم من كل المناطق اللبنانية من الاشرفية والضبية وبكفيا وعالية وبعقلين وصولا الى طرابلس وعكار وشتورا وزحلة والبقاع وجب جنين وضهر الاحمر ما جعل من القيمين على المستشفيات يطلبون من المواطنين التوقف عن التوافد ، كما ادى تعامل المستشفيات مع استقبال الجرحى وتوزيعهم الى ضبط الامور ومنع الفلتان وساعدهم في ذلك وعي أهالي الجرحى مما ادى الى تجاوز الساعات الأولى للمصيبة التي حلت، فيما عززت التصاريح السياسية الشاجبة والرافضة للإجرام الاسرائيلي الاجواء بين اللبنانيين، وساهمت صور الحشود الذين تقاطروا الى دارة النائب علي عمار في الضاحية الجنوبية للتعزية باستشهاد نجله، وفي مقدمهم ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الاب عبدو ابو كسم اكبر صفعة للإسرائيلي، ورغم هذا الاجماع، لم يخلو الامر من بعض اصوات النشاز ومواقع التواصل الاجتماعي الذين سربوا مئات المعلومات الخاطئة وتحولوا الى محللين في التفجيرات النووية والحروب التكنولوجية والعمليات الامنية.
المقاومة استوعبت الضربتين سريعا، عبر تأكيدها ان اسرائيل ستدفع الثمن عاجلا ام اجلا، والرد ات حتما، وحرب الاسناد لغزة مستمرة ولن تتوقف، ، وما حصل لن يعيد الامن الى شمال فلسطين المحتلة والمستوطنين الى بيوتهم، فنتنياهو اسقط بعمليته كل الخطوط الحمراء بهدف اخذ المنطقة الى الجحيم.
وحسب مصادر عليمة، المقاومة تعرف جيدا حجم التفوق التكنولوجي الاميركي الاسرائيلي العالمي والتقنيات المسخرة لخدمة اسرائيل بريا وبحريا وجويا عبر انتشار اكثر من ٩٦ طائرة تراقب الاجواء اللبنانية على مدى ٢٤ ساعة، مع الشبح والاواكس وطائرات الـ» اي ـ سي ١٣٠» التي حلقت خلال اليومين الماضيين فوق الشواطئ اللبنانية بكثافة، وارسلوا «الذبذبات» وقاموا بالتشويش واستخدام بصمات الصوت والعين والذكاء الاصطناعي الذي لعب دورا بارزا في عمليات الاغتيال الاخيرة، فالمقاومة تخوض حربا عالمية في مواجهة كل هؤلاء بكفاءة عالية وعمليات نوعية اذهلت كل المحللين في المجال العسكري.
وتضيف المصادر العليمة، سيحدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم «خريطة الطريق» للمرحلة القادمة، وعلى ضوء ما يقوله ترسم معالم المرحلة الجديدة، فما قام به نتنياهو اعلان حرب عبر استهداف المدنيين في كل لبنان وقتلهم بطريقة بعيدة عن كل القيم، ورغم كل الاجرام الاسرائيلي فان المقاومة لم تستهدف في قصفها الا المنشآت العسكرية فقط ولم يتعرض اي موقع مدني اسرائيلي لصاروخ واحد.
وتدعو المصادر أصحاب التحليلات والدراسات والخبرات الى التروي في اصدار الأحكام واطلاق ملايين التحليلات عما حصل، وترك الامور الى الأجهزة الأمنية اللبنانية وجهاز أمن المقاومة لدرس ما حصل والنتائج تتطلب وقتا، والجميع يعلم ان المقاومة تقوم دوريا بفحص أجهزتها وشبكة اتصالاتها وتخضعها لكل التقنيات قبل استخدامها، وهي تعرف جيدا حجم الجهد الاسرائيلي والاميركي لخرق شبكات المقاومة ومن رابع المستحيلات ان يكون خرقا بهذا الحجم من صنع بشري بل تتحكم به التكنولوجيا التي باشرت المقاومة درس امكانية الحد من تأثيراتها والتعامل معها بما يحمي المقاومة وكوادرها من هذا التطور التكنولوجي الرهيب.
- صحيفة الأنباء عنونت: الحرب تدخل مرحلة جديدة… كل الاحتمالات واردة وترقّب لرد “الحزب“
وكتبت تقول: جريمة حرب جديدة ارتكبها العدو الإسرائيلي، مساء أمس، عبر تنفيذ موجة ثانية من الانفجارات طالت الأجهزة اللاسلكية في عدد كبير من المناطق، موقعةً عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وذلك استكمالاً لنهجه الإجرامي وممارساته الوحشية، وتأكيداً على نيته بشنّ حرب موسّعة على لبنان، خصوصاً بعد المزاعم بتفويض مجلس الوزراء المصغّر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت باتخاذ القرارات في هذا الصدد.
نوع جديد من الحرب يستخدمه العدو، في مقابل تعاضد وطني “جميل جداً”، وفق تعبير الرئيس وليد جنبلاط الذي قال إنَّ “أصوات النشاز تُعالَج بالحوار”، داعياً المسؤولين الأمنيين والعسكريين في “حزب الله” أو غيره لمعالجة هذا الإختراق الكبير الذي شكل هذا الضرر والخوف والرعب في الضاحية وكل لبنان، مشيراً إلى أن “العدو يملك شبكة معينة من العملاء، إذا صح التعبير، يستفيدون من التكنولوجيا الهائلة التي يملكها، وبالتالي يجب المعالجة بالموجود ونحاول إقفال هذا الخرق، ولكن هذه هي الحرب”.
في السياق، وصفت مصادر أمنية لجريدة “الأنباء” الإلكترونية ما حصل بالحرب الإلكترونية التكنولوجية، حيث أن العدو وظّف التطور التكنولوجي في اعتداءاته الوحشية، وهو الذي لم يتردد يوماً في استخدام أخطر أنواع الأسلحة المحرّمة دولياً، وذكّرت المصادر باستخدام إسرائيل لقذائف النابالم المحرمة دولياً في حرب 1967 ضد الجيش الأردني، والقنابل الجرثومية والفوسفورية في حرب غزة، عدا عن القنابل التي تزن نصف طن لتدمير الأبنية السكنية على رؤوس قاطنيها وسكانها.
المصادر رأت أن ما قبل الهجوم السيبراني على أجهزة “البيجر” واللاسلكية وإصابة المئات من عناصر حزب الله ليس كما قبله، وأن خطر انزلاق الأمور نحو حرب إقليمية أصبح وارداً في أي لحظة، متوقعةً رداً عنيفاً من حزب الله قد يكون بمستوى ما جرى وأكثر. الأمر الذي قد يجيب عليه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في إطلالته اليوم.
من جهته، أشار النائب السابق شامل روكز إلى أن ما جرى ضد حزب الله كان “نتيجة لنمط إسرائيلي إرهابي جرى الإعداد والتخطيط له بدقة استخبراتية، يشكل خرقاً سيبرانياً عن مدى التفكير الاجرامي لهذا العدو”، واصفاً ما جرى بأنه ليس بالأمر السهل.
روكز لفت في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أن الهجوم أدى إلى خسائر كبيرة، معظمها في اليدين والعيون والأعضاء الجسدية، مشيراً إلى أن ما جرى هو خرق أمني خطير، وأن استخدام الالكترونيات في الحروب لضرب أهداف معنية هو بحد ذاته سابقة خطيرة، خاصة وأنها أصابت أجهزة منتشرة بين عناصر حزب الله من خلال موجات جرى استخدامها على الأرجح من الجو وبتوقيت واحد ما أدى الى ارتفاع عدد الاصابات.
وإذ توقف روكز عند صورة المشهد الوطني التي تجلّت عقب حصول ما وصفه بالكارثة، لفت إلى أنها أعطت مساحة للتضامن الوطني من قبل الشعب اللبناني ككل، مشيداً بالعمل الجبار الذي قامت به وزارة الصحة والمستشفيات وكل الطواقم الطبية في بيروت والمناطق.
الوضع صعب ودقيق، حسب روكز، إذ إن العدو يأخذ الأمور إلى حافة الهاوية بما يعزز إنزلاقها نحو حرب كبيرة واردة، متوقعأً رداً من حزب الله من ضمن عملية كبيرة قد تستدعي رداً آخر من اسرائيل.
إذاً، مرحلة جديدة دخلتها الحرب مع فشل الجهود في ضبط الجنون الإسرائيلي، وإمعان العدو بإجرامه مبتكراً أساليب قتل جديدة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، لتحقيق أهدافه الشيطانية، ما يُنذر بعواقب وخيمة على لبنان والمنطقة.